يابكرى ابو بكر ...الاستاذة اميمة مصطفى سند ....تود الانضمام لمنبرك ....

Quote: B]النشوف آخرتا / سعد الدين ابراهيم Quote: انت يا راحل في الفؤاد حبك اصلوا ما راحل! كانت مصلحة البريد والبرق والهاتف.. وكان والدي ضمن الموظفين فيها.. بسبب ذلك تعرفت على نجومها الزواهر محمد يوسف ومصطفى سند وعبد الله النجيب وصلاح مصطفى ومحمود طرنجه. هنالك بالطبع غيرهم لكن هؤلاء اصبحوا اصدقاء أعزاء- رغم الفارق الذي كان- ولأنني كنت (شليقاً) كنت أحاول الإلتقاء بهم وتشاء الصدف ان يكون سكنهم حيث أسكن مدينة الثورة.. في الحارة السادسة كان محمد يوسف موسى وفي الحارة الخامسة كان عبد الله النجيب.. وسكن لفترة مصطفى سند. كنا عصبة من شعراء الشباب تتحلق حول محمد يوسف في منزله.. وكنا نزور عبد الله النجيب.. أما مصطفى سند فكنت ألقاه في منزل عازف الكمان الراحل (حسن خواض) وكان ايضاً في الحارة الخامسة.. وبيت (خواض) كان منتدى دائم للفنانين والشعراء وطبعاً العازفين.. هناك تعرفت على (سند) أكثر.. وعلي عثمان مصطفى وصلاح احمد ابراهيم والشعفوفه ومحمد عثمان سعيد المصور التلفزيوني. لكن سعيت الى مصطفى في مكتبه وفي منزله.. فقد كان (عرابي).. صحيح ان الشعر الغنائي كنت أعرضه على محمد يوسف وشلته وكان فيهم عمر الدوش ومحمود محمد مدني وغيرهم.. وفي بداياتي كانوا يجابهوني بان ما أكتبه من الشعر الغنائي جيد في موسيقاه لكنه يخلو من حرارة.. حتى أجازوني.. وبعد ذلك استطعت ان أجلس معهم واخلف رجلي. لكن مصطفى سند كنت أعرض عليه قصصي القصيرة ومقالاتي النقدية.. وكان يقسو علي قسوة المعلم الامين.. لكن ذلك بحجم عودي.. كان استاذي مصطفى يرى ان مساحة التمرد عندي شاسعة.. ونبهني الى الإهتمام باللغة وتجويدها لانها الأداة التي تحمل ابداعاتي. تعلمت منه ايضاً كون الشاعر أيقونه.. وهو ثري بموهبته ومواقفه.. ومضت الأيام وتبدلت مواقف الناس.. وهرع الى بعض الصوفية.. وكان بسبب تحولاته تلك قد استهدفه بعض اليسار.. وظللنا ندافع عنه بترداد مقولته: (الشاعر أيقونه) وذات مرة بعد غياب قال لي: قل للجماعة أنا ما زلت أنا لم أتبدل.. قلت له: نعم فأنت المعلم مازلت. مرت الأيام وسألوه عن ما يعجبه من أشعار وكنت حينها أكتب ما اسميته أغنية الثلاث ثواني. وقد أعجبته الفكرة وكان قد أشار الى أشعار (الهايكو) اليابانية القصيرة فقارن بينها وأسماها شطحاتي التي تعجبه.. وكان قد سألني عنها ايضاً الاستاذ علي عثمان محمد طه حين ذهبنا لمحاورته ذات مرة الاستاذة آمال عباس والاستاذ الجميل الفاضل وأنا. أميمة مصطفى سند كتبت في (حكايات) بعد رحيله كلمات تشبهه فقد اورثها بعضاً من لغته الشفيفه.. فبكيت فكأنها تتحدث عن (أبي).. بل أب الناس.. مصطفى كان ساخراً يحب السخرية.. وكان فناناً يحب الفن.. وكان شاعراً اتفق عليه الجميع.. ومضى وقد ودعنا بشعره ونثره ولكننا لم نك نقرأ ما وراء السطور. كان (مصطفى سند) حلو المعشر أنيق الخطاب.. عندما كان في لجنة النصوص بالمصنفات وحتى رحيله الفاجع.. كانت عندما تمر عليه أشعاري.. يقول نحن نقرأها للاستمتاع ولا لكي نجيزها وهي عبارة باهرة في ارضاء للذات بل وأطرب لها.. ومضى سند.. وتركنا نغني مع مبارك المغربي وعبدالله عربي وعمر الشريف: انت يا راحل في الفؤاد حبك اصلوا ما راحل! أود أن ابثك هذه الرسالة وانت في علياتك عزيزي مصطفى سند كنت اقرأ كلمات منثورة (لمحمود درويش) ذلك الشاعر الذي كنت تحبه في أيامه الاولى فتذكرتك وعلى الاخص حين قال درويش: - أيها الحاضر تحملنا قليلاً.. فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل. وعادت الى ذاكرتي كلماتك: أيوب مر محدقاً فينا وقهقة ثم فات وتذكرتك حين قال: ان تصدق نفسك اسوأ من أن تكذب على غيرك ان نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا تلك هي دونية المتعالي أو غطرسة الوضيع. وتذكرتك حين قال: أنا والغريب على ابن عمي وأنا وابن عمي على اخي وانا وشيخي علي. وتذكرت كثيراً حين قال: انت منذ الآن غيرك. واخيراً نحن نتذكرك ولا نبكي.. بل نضحك من الأعماق لبعض سخرياتك الباهرة.. وحين تصر على ان نقرأ شعرك واقفاً تجلة واحتراماً لشعرك. عزيزي مصطفى (سند) أهنأ بالفردوس فقد قلت كلمتك ومشيت وما لم تقله سيصدح به تلاميذك فهم كثر. نقلا عن صحيفة حكايات 16/6/2008