التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2008, 08:00 AM

nabielo
<anabielo
تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 3227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا

    الخرطوم : عارف الصاوى - مي علي

    كل شئ قد يتهالك الا ذاكرة سعاد ابراهيم أحمد , قابضة عليها مضيئة ومتقدة ومتصلة منذ سبعين عاما , حينما ذهبنا اليها نهاية الاسبوع الماضي كانت امام جهاز ا لكمبيوتر تقرأ بنهم وتستمع الى أغاني نوبية عتيقة, جالسة الى كرسيها وكأنها تجلس الى الابد مازال صوتها جهورا وقويا وتمسك بتفاصيل القصة, سالتها كم من الوقت تجلسين أمام الكمبيوتر فقالت (طوال اليوم ) تتحدث في التاريخ والأدب والشعر ومازالت تحتفظ بعدتها كاملة في مكان ما من ذاكرتها, وحينما يحين الحديث عن (العدة ) فهو حديث عن الكاميرا والطباعة والسينما والشعر والموسيقي, والمنشور وربما علبة السجائر التي فارقتها منذ ثلاثة أشهر , سعاد تبدو هذه الايام كامرأة نوبية أنيقة تتابع أخبار أبناء النوبة من كل اصقاع الدنيا ومتاثرة الي حد العمق بما يجري في كجبار , نهاية الاسبوع الماضي حضرت معها فلم توثيقي لتهجير النوبيين , الفلم مدته تقريبا 45 دقيقة في كل ثانية من هذه المدة كانت تعابيرها تدل علي انها متوغلة في عمق الازمة, وليوميين متتاليين كان منزلها الكائن في الخرطوم 2 منزلا نوبيا عتيقا الغناء نوبي وأعلى غرفتها وضعت صورا لشهداء كجبار الذين قتلوا في حادثة مواجهة مع السلطات العام الماضي لكن بالطبع في المنزل أشارات أخرى لقوميتها وعلاقاتها الاجتماعية ,ولانها مولعة بالتصوير فان الصورة لها مكان بارز ومقصود لدلالات تمتد الى والدها رئيس مؤتمر الخريجيين المهندس ابراهيم أحمد ووالدتها وعمتها وابنها الوحيد والبنت التي ربتها على مر السنوات يقول صلاح ابراهيم أحمد شقيقها الاكبر (كونها البنت الوحيدة لابراهيم أحمد حظيت بتعامل خاص ) وهو نفس الشئ الذي تتحدث عنه سعاد بفخر شديد فعندما قررت سعاد الانضمام الى الحزب الشيوعي لم يعترض والدها بل ترك لها خياراتها السياسية والفكرية رغم محافظته وانتمائه الى تيار حزب الامة, لكن ليس الافندي فقط هو الذي فتح آفاقها نحو حياة المدنية فوالدتها في الحقيقة لعبت دورا كبيرا في رسم معالم طريقها نحو التعليم المدني .
    تتذكر سعاد وتقول (والدتي هي من اخذتني من مدرسة الراهبات الى مدرسة امدرمان الثانوية للبنات كان ذلك في عام 1951 وكانت تقول اريد لها ان تنال تعليما يمكنها من دخول الجامعة ) كان شقيقها الاكبر صلاح في ذلك الوقت قد تخرج من مدرسة وادي سيدنا الثانوية والتحق بالجامعة )
    لم تكن مدرسة الراهبات مكانا مناسبا لبنت تريد ان تخوض تجربتها الخاصة فما ان التحقت بمدرسة امدرمان الثانوية للبنات حتى برزت مواهبها الاخرى في التمثيل والموسيقى والتصوير والتنظيم النسوي ,وهذا ما تسميه سعاد نفسها (بعدة الشغل ) ولم تتخلى عن هذه العدة حتى الآن , تقول نشرة أصدرها الحزب الشيوعي في مارس 1986 كبرنامج انتخابي لها (ناضلت بما يطابق عمرها ..نصف قرن من المثابرة فقد ولجت عالم السياسة منذ الطفولة وحينما باشرت العمل السياسي كان عمرها خمس سنوات ) نعم هكذا تم تقديمها كمرشحة عن الحزب الشيوعي السوداني فقد كانت تبيع الزهور في الأسواق الخيرية لمؤتمر الخريجيين بغرض دعم التعليم الأهلي في الاعوام 1939 و40 و41 , أكثر ما هو معروف عن سعاد ليبراليتها التي لم تكن مالوفة في المجتمع السوداني يقول الدكتور صبار وهو مثقف نوبي يحظى باحترام واسع (ان ليبرالية سعاد وديمقراطيتها اكتسبتها من خلفيتها النوبية ووالدها الافندي الذي كان من اوائل طلبة كلية غردون ورئيس مؤتمر الخريجيين والتتحاقها بالحزب الشيوعي , لكن سعاد تقول ان بعض أعضاء الحزب الشيوعي قد شكو لعبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي السابق ليبرالية سعاد وأن سلوكها لا يشبه الحزب بيد ان عبدالخالق كان يرى فيها شيئا آخر ولم يأخذ الشكوى على محمل الجد , أما الصفة الثانية فهي مصادمتها وشجاعتها لكن يبدو ان هذه الصفة تشترك فيها مع بنات دفعتها فاطمة أحمد ابراهيم وسعاد الفاتح وأخريات وقد سبقوها في مدرسة امدرمان الثانوية للبنات وفيما بعد تفرقت بهم دروب السياسة متمسكين بقوتهم وشجاعتهم في أحزابهم التي انتموا لها , هذا علي الاقل يجعل حديث الدكتور صبار ذا فائدة في ان سعاد ابراهيم أحمد نشأت في جو سياسي ملئ بالمغامرات السياسية فهي بدءا شهدت تخلق الحركة الوطنية في بدايتها ومن ثم انطلقت في دروب سياسية مليئة بالمواقف
    فمن مدرسة امدرمان الثانوية للبنات انطلق نشاط المرأة السياسي وتفتحت آفاق النساء للانخراط في النشاط العام لكن لسعاد خصوصية مازالت تعرف بها حتي الان فحينما تشاهدها الآن امرأة في السبعينيات من عمرها جالسة في كرسي أمام جهاز كمبيوتر تعرف جيدا كيف تستخدمه وكيف تغوص في شبكة الانترنت تأكل بزهد شديد, وتظهر مللا من الحديث المكرر لكن الذين تحدثت معهم قبل ان اذهب اليها نصحوني بان أترك لمزاجها ان يحدد مسار الحديث حينما تريد ان تتحدث فكما شاءت وحينما تريد ان تصمت لا تابه لك مطلقا, في كل مرة ياتيها زائر يتوقف الحديث وينطلق في مجالات أخرى , النوبيون محورها والشيوعيون ومستقبل البلاد وذكرياتها عن الاسرة وزوجها والسياسة والمدهش انها مازالت ناقدة لماضينا وحاضرنا وتنظر الى المستقبل بتفاؤل كبير, حينما سألتها ماذا تقرأين الآن مدت لي ورقة بيضاء عبارة موجهات اجتماع موسع دعا له الحزب الشيوعي للكادر السياسي ثم انصرفت غير آبهة مطلقا بردات فعلي لهذه الورقة, وحينما عاد مزاجها للحديث سالتني وكأنها تنتبه لي لأول مرة , (ما الذي تريدون أن تفعلوه بكل هذه الاسئلة ؟) نريد ان أوثق معك مرحلة سياسية مهمة , أظهرت شيئا من الإستياء, لكنها عبّرت عن ذلك بعد فترة قصيرة (انتو عايزين تقتلوني ولا شنو ؟ واستغرقت في ضحكة طويلة ) في الحقيقة كل من يعرف هذه المرأة يعرف أنها تفعل وتعبر عن أي شئ بقوة ,غضبها قوي وفرحها قوي وضحكتها قوية أيضا , وربما هذا الشئ هو الذي فتح عليها كثيرا من النقد لكنها لا تأبه لكل ذلك تقول عن نفسها (انا لا اخاف ولم اكن مهتمة بما يقال عني وحينما شكوني لعبدالخالق محجوب لم اكن قد التقيت به بعد ولم اهتم بذلك لانني لا اعرف ان اسلك التودد للوصول الى القيادة ) لكن مع الوقت أصبحت سعاد عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والتقت بعبدالخالق ,تقول عنه (كان رجلا يختلف عن الآخرين ) وتتذكر: حينما طلب لقائي كان يريد ان يتوسط لزواجي من أحد الشيوعيين لكنني رفضت)
    في 1952 أسست مع نساء أخريات الاتحاد النسائي السوداني وفي 1955 تم قبولها بجامعة الخرطوم وأسست جمعية التمثيل والموسيقى بالجامعة في أول عام لها بالجامعة, وفي 1956 التحقت بالجبهة الديمقراطية لطلاب جامعة الخرطوم وفي 1957 ترشحت للمجلس الأربعيني لاتحاد طلاب الجامعة وأصبحت نائبة الرئيس.
    وفي 1960 انخرطت سعاد في لجان المقاومة لتهجير الحلفاويين ومعارضة قيام السد العالي يقول الدكتور عبدالحليم صبار (مازلت اتذكرها جيدا وهي ترتدي ثوبها الأبيض وتهتف وتناضل ضد تهجير النوبيين كان منظرها رهيبا, آسف الآن لعدم معرفتنا بالتوثيق في ذلك الوقت ) حينما كان صبار يتحدث كان فعلا يبدي أسفه ويتحدث عنها كنوبية وشيوعية وامرأة مثقفة ابنة لواحد من السياسيين السودانيين الرائدين في الحركة الوطنية.
    لم تنشأ سعاد في بلاد النوبيين ولدت في الخرطوم في منزل والدها في العام 1935 قبل ثلاثة سنوات من تأسيس مؤتمر الخريجيين وتقول (لكني لم انقطع مطلقا عن زيارة بيتنا في وادي حلفا ), كانت البنت الوحيدة لوالدها لذلك وجدت معاملة خاصة منه يقول صلاح ابراهيم أحمد (رغم ان بيتنا كان محافظا لكن سعاد اختارت طريقها ووالدنا شجعها على ذلك )وبعد وقت طويل لم تتردد سعاد في وصف والدها واسرتها بانهم حزب أمة ثم تضحك وتقول (كانوا رجعيين ) لكن عليها الآن ان تشعر بشئ من الامتنان علي ان والدها كان ليبراليا متأثرا بالثقافة الغربية صحيح أنه كان استقلاليا يريد ان يخرج الإنجليز من البلاد لكنه بحسب تصنيف الحزب الشيوعي فان حزب الأمة الذي كان والدها من مؤسسيه يعتبر حزبا رجعيا, امتزجت عندها في تلك اللحظة علاقات مترابطة ومنسجمة مع الشخصية التي وجدتها الاسبوع الماضي , امرأة من النوبة تنتمي اسرتها الى الطبقة الوسطي وتزوجت من حامد الأنصاري أحد رجال الاعمال من النيل الابيض فامتزجت عندها ليبرالية الطبقة الوسطى مع اشتراكية الحزب الشيوعي مع ثقافة نوبية مرنة مع زوج متعاطف مع الطبقات الفقيرة لكنه يسكن وسط الخرطوم في منزل مازالت سعاد تقيم فيه جميل وأنيق واذا اضفنا لها اهتماماتها بالتصوير والسينما والطباعة والاعلام فهي خصائص لم تكن هوايات الكثيرين , فحينما سالها والدها وهي مازالت طالبة عن هدية مناسبة يمكن ان يجلبها لها من بريطانيا قالت دون تردد كاميرا. وفعلا تسلمت هدية عبارة عن كاميرا لم تكن همها التصوير فحسب لكنها انخطرت في التحميض وامتلكت أدوات التحميض كاملة وعندما دخلت الجامعة وجدت أن هناك من يهتم بالتصوير فتبرعت لهم بادوات التحميض وارسلتهم الى استديو غردون في وسط الخرطوم (استديو النيلين حاليا ) كان يمتلكه أرمني يعيش في الخرطوم , كان الاستديو يقوم بالتحميض لصالح جمعية التصوير في الجامعة ويرسل الفواتير الى سعاد التي تقوم بسدادها , وهذا جانب آخر إذ لا تستحي من الحديث عن سخائها اللامحدود .
    المصدر
    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...D/13066/Default.aspx

                  

العنوان الكاتب Date
التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا nabielo06-23-08, 08:00 AM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا حمزاوي06-23-08, 08:15 AM
    Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا nabielo06-23-08, 12:07 PM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا عزاز شامي06-23-08, 08:40 AM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا خالد العبيد06-23-08, 09:02 AM
    Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا mo06-23-08, 09:05 AM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا abubakr06-23-08, 10:34 AM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا nabielo06-23-08, 11:48 AM
    Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا tayseer alnworani06-23-08, 02:56 PM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا Mannan06-23-08, 03:38 PM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا AMNA MUKHTAR06-23-08, 05:00 PM
    Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا سلمى الشيخ سلامة06-23-08, 07:47 PM
      Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا عاطف عبدون06-24-08, 11:14 AM
  Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا زينب بدر الدين06-24-08, 05:25 PM
    Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا فيصل محمد خليل06-24-08, 07:15 PM
      Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا baha eassa06-24-08, 08:26 PM
        Re: التحية للاستاذة سعاد إبراهيم أحمد ...الذاكرة تمطر وطنا rosemen osman06-24-08, 08:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de