قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبشية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2008, 10:44 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبشية)

    ذات مرة وصف (هاملتون جب) العقول المتخلفة بأنها عقول ذرية ، بمعنى أنها عاجزة عن التجريد . فمن علامات التخلف العجز عن التجريد ، أي عدم القدرة على الفرز بين التفاصيل الدقيقة الحاسمة في المعرفة ، والتي يودي دمجها في بعضها البعض إلى تأويل أيدلوجي يهدر القيمة الموضوعية للمعرفة ، وبالتالي يخلط الحابل بالنابل ، ويقع في التسطيح المبتذل الذي يجرد المعرفة من أهم خصائصها ، وهي الوصول إلى الحقيقة الموضوعية .
    على ضوء هذه الإضاءة لا بد من الإشارة إلى أن قيمة المعرفة هنا قيمة موضوعية وليست ذاتية أي ليس لها علاقة بهوية الباحث ونواياه ، وأن احترام موضوعيتها تلك ، واحترام آليات تأويلها هو جزء من احترام الباحث لنفسه أولا ؛ ثم هو الطريق الوحيد للسجال والنقاش من أجل الوصول إلى حقيقة ما ، أو مقاربة ذلك الوصول لتلك الحقيقة .
    وهذا الاحترام بطبيعته العلمية تلك ينطوى على معنى (نسبية المعرفة) التي هي من أهم المبادئ الكونية للحداثة ؛ فـ(النسبية الثقافية) هي التي منحت حرية البحث آفاقا لا متناهية من زوايا النظر في كل حقول المعرفة ، كما أنها هي التي تسمح بتجديد المعرفة وإعادة إنتاجها بصورة مستمرة . والعقل الذي يتعاطى مع المعرفة بهذا المعنى يستحيل أن يكون عقلا ذريا ـ العقل العاجز عن التجريد ـ بل لا بد أن يكون هذا العقل عقلا نقديا جدليا يحترم قواعد المعرفة في كل فن من فنونها . وبما أنه عقل نقدي جدلي لا بد أن يحترم قيمة الجدل ومصادره في أي سجال يلتزم تلك القواعد .
    ذلك أن أهمية الالتزام بذلك الاحترام للمعرفة وآلياتها هي التي تمنحها الغنى والتعدد والإحساس بالمتعة ؛ فالسجال المعرفي حول موضوع (بلقيس) التاريخي ـ بالإضافة إلى قواعده المعرفية في حال الالتزام بها ـ سيكشف عن متعة جميلة ذات طابع إنساني مرموق ـ بدلا من الركون إلى الفرضيات المسبقة ومحاولة إثبات سرديات آيدلوجية تاريخية قد يكون لها علاقة بالبحث ، أو قد لا يكون إطلاقا.
    تلك المتعة تنبع عادة من رغبة الكشف المعرفية في تحليل موضوع السجال وحيثياته ، ومن القراءة التفكيكية والتركيبية لمعطيات الموضوع التاريخية . وليس فقط نقل وإيراد الروايات والتأمين عليها . هذا كله مع المشروعية المطلقة لمناهج المقاربات التي تحترم قواعد الجدل سواء أكانت تلك المقاربات دينية أو تاريخية أو علمية ، أو لغوية ، لسبب بسيط وهو أن طبيعة الموضوع تقتضي اختبار أنواع تلك المقاربات فيه ، لأنه بصورة أو أخرى ينطوي على قابلية التناول من زوايا تلك المقاربات ، دينيا وتاريخيا ، وعلميا ... ألخ ، ومن ثم فإن استهجان أي منطلق من تلك المنطلقات ـ التي تلتزم قواعد الجدل المعرفية في هذا الموضوع ـ ؛ سيكون خروجا عن الالتزام بقواعد الجدل بين المتداخلين أصلا ، وأمرا مستهجنا ينبغي التنبيه إليه ، وإنكاره إذا لزم الأمر . لماذا ؟ لأن الاشتغال على مادة البوست وموضوعها بذلك الأسلوب المعرفي ، سيوفر على المتداخلين الركون إلى التصنيفات الجاهزة ، واتهام المتداخلين عبر توزيع الألقاب المسبقة عليهم . ذلك أنه كلما كانت المقاربة المعرفية للموضوع أكثر تجريدا ؛ كلما قلت كثافة الآيدلوجيا التي هي ضد التجريد ، والتي هي صنو التعميم البشع في موضوع يحتاج إلى دقة معرفية ، ويتعالق مع حقول متعددة من حقول المعرفة الدينية والعلمية والتاريخية وغيرها .
    وهذا سيقودنا بالضرورة إلى التفريق بين أمرين :
    1 - رأي الباحث المسبق ، ويقينه القاطع الذي يلزمه هو فحسب
    2- وبين التزامه بقواعد الجدل المعرفي الذي لا بد أن يلتزم به وهو يحاول إثبات ما يراه . وهذه العملية ، عملية البرهنة هي التي تفصل بين الأمرين .
    وبالطبع أن أي باحث من الباحثين ينطوي رأيه ذلك على موقف فكري : إسلامي ، أو يساري ، أو علماني ، أو علمي ، أو قومي ؛ فذلك ليس عيبا أبدا ً ، بالعكس ؛ ذلك من ضرورات الاختلاف المعرفي ، ويندرج في المبدأ الكوني للحداثة الذي أشرنا إليه سابقا وهو (النسبية الثقافية) ... العيب هو الفهم الآيدلوجي لتلك الاتجاهات الفكرية ؛ لأن الفهم الآيدلوجي نقيض للفهم المعرفي ، ولكن السؤال الآخر الذي سينشأ ما هو الفهم المعرفي الذي نفرزه عن الفهم الآيدلوجي ؟؟
    الفهم المعرفي ينطلق من
    1ـ الإقرار بنسبية الفهم لذلك المبدأ (الإسلامي ـ اليساري ـ العلماني ألخ) نسبية قابلة للجدل والنقض والتعديل . أما الفهم الآيدلوجي ينطلق من التمسك الأعمى بالحق الوحيد والحصري لفهم المبدأ ، وعدم الإقرار بأن ذلك الفهم فهما نسبيا وقابلا للجدل . وهذا التمسك أتوماتيكيا سيعكس تمسكه الأعمى ذاك بصورة نقيضة على من يخالفه ، في فهم نفس المبدأ الذي يعتنقه ، وفي فهم الآخرين لمبادئهم بوصفها ضلالا أو خرافات أو عقائد منحرفة ، وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا العمياء جرت الدماء الغزيرة عبر التاريخ وعند كل الجماعات البشرية .. على الصعيد الديني (المعارك التي دارت بين المسلمين في التاريخ الإسلامي ـ الجمل وصفين نتيجة " فتنة التأويل" وغيرها) والمذابح التي جرت بين المسيحيين في أوربا (مذبحة بارتلمي في فرنسا بين الكاثوليك والبروتستانت التي راح ضحيتها 3000 من البروتستانت في يوم واحد) .. وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا ندين الفهم الآيدلوجي للمهدية كمقاربة لفهم الإسلام ، ذلك الفهم الآيدلوجي الذي انعكس في المعارك التي جرت بين الخليفة التعايشي وبعض قبائل الشمال ، كما بين عثمان دقنة وبعض قبائل البجا ـ والآيدلوجيا الاسلاموية المعاصرة للأنقاذ التي تعيث فسادا منذ أكثر من 18 عاما وما يجري في دارفور عينة من تعاطيها مع الأزمات . والفهم الرث و المتخلف للقاعدة الذي أدى إلى إرهاب وكارثة 11 أيلول سبتمبر 2001
    أما على المستوى القومي (العرقي) فتكفي فظاعات النازية في القرن الماضي دليلا على ذلك . بالقطع أن تلك المذابح والمعارك كانت وراءها آيدلوجيا عتيدة ورثة في مكان ما ؛ لكن هل هذا يكفي لأن ننعت كل من يعتنق المبادئ القومية أو الإسلامية أو اليسارية بمستوى واحد من التأويل ؟ . صحيح أن القومية العنصرية أفرزت النازية وفظاعاتها في أوربا والعالم ، لكن الصحيح أن القومية العقلانية هي التي أفرزت مفهوم الدولة الحديثة في الغرب كما هي عليه الآن من رفاهية واستقرار وتنمية إنسانية مستدامة. أي الدولة التي وفرت لمواطنيها الاستمتاع سلميا ـ وبأقصى درجة ـ بالمعرفة والحرية والجمال . فهل يكفي أن نسوي بين المعنى القومي المختلف للقوميتين في سلة واحدة ؛ لمجرد القومية فقط ؟
    ثم هل يكفي أن نسوي بين زمن الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ، وبين زمن المهدية أو زمن (الإنقاذ) المعاصر في السودان ، أو زمن طالبان أو حتى إيران لمجرد كلمة الإسلام التي تحمل حمولات متباينة جدا وشاسعة بين انطباقها المعرفي الصحيح على زمن الرسول وزمن أبو بكر وعمر ، وبين انطباقها الآيدلوجي في كل من (المهدية والإنقاذ وطالبان وإيران ...ألخ) مثلا ؟؟؟
    سنجد أنفسنا أمام فرز معرفي ضروري لأي باحث يلتزم قواعد المعرفة في مقاربته لمعنى الإسلام بين تلك الكيانات .

    2ـ الفهم المعرفي في مقاربته للمبادئ المذكورة عمليا لا ينتج مثل تلك الآفات والكوراث والمذابح ؛ بل ينطوي على مقاربة تتسق مع الحرية والواقع والعقل نظريا وعمليا (قارن بين الدولة القومية في الغرب الأوربي ، وبين الدولة القومية العربية العراق مثلا أو غيره) على سبيل المثال ..
    وبناء ً على ذلك فإن إطلاق أوصاف تحمل نعوتا آيدلوجية في حق أي متداخل لمجرد أنه ساجل معرفيا في الموضوع بآيات من القرآن مثلا ، ووصفه بأنه (كوز) أو أنه حول النقاش إلى (حصة دين) هذا تعميم بشع وصارف لوجهة النقاش والجدل إلى مجالات أخرى ، فضلا أن هذا الفهم لمجرد أن متداخلا استشهد بالقرآن هو في الحقيقة ينم على عدم احترام لقيمة المعرفة أصلا ً ويدل على لا مسؤولية من يستخدم هذه الألقاب في حق شخص يصفه بها لأنه فقط ساجل في مقارباته واستشهد بآيات قرآنية ؟!! ... هذا لا يعني بأي معنى من المعاني بأن له الحق في ذلك الوصف ... نعم من حقه أن يعتقد ما يشاء من رأي في القرآن مثلا ، لكن ليس من حقه أن يتكلم في القرآن أو في من يستشهد بالقرآن بتلك الألقاب .... لسبب بسيط وهو أنه هنا يدخل في نقد القرآن ، أو نقد الشخص بلقب آيدلوجي ، يدخل في كل ذلك من باب الهجاء وإسقاط نواياه في سجال معرفي لا يجوز له أن يقاربه إلا بأدواته المعرفية ـ هذه الحقيقة حقيقة مهمة من حقائق البحث ولا يجب التهاون فيها من طرف كل الباحثين . لأنها بالإضافة إلى الإخلال بشرط السجال ، هي أيضا تصرف وجهة الجدل عن موضوعها الأصلي إلى سجالات شخصية بالضرورة .

    يتبع ...
                  

العنوان الكاتب Date
قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبشية) محمد جميل أحمد06-19-08, 10:44 AM
  Re: قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبش محمد جميل أحمد06-19-08, 10:48 AM
    Re: قراءة في عقل ذري (بشاشا نموذجا) :تشريح متأخر في آيدلوجيا بائسة ، على هامش بوست (بلقيس الحبش محمد جميل أحمد06-19-08, 10:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de