Quote: تساءل سايمون إنغرام مندوب البي بي سي عن كيف تكون الديمقراطية بدون أحزاب معارضة: الترابي: لا توجد أحزاب سياسية هنا. لأنه ببساطة هذه الأحزاب الموجودة في السودان ليست سوى طوائف دينية تعود إلى القرن التاسع عشر، تقودها أُسر فقط. وليس هناك نخب أو مثقفين أو شيء من هذا. ولكني أرى أنه حتى في الغرب فإن الأحزاب السياسية بدأت في الزوال ولا تعني أي شيء وهي أشبه بفرق الكرة التي تتنافس للفوز، فالأحزاب تتنافس للفوز بالسلطة. ليس لديهم تفويض مستقل للناخبين.. نحن نحاول أن نؤسس نموذجنا في الإنتخابات. نحن تعلمنا من تجربة الغرب الكثير، تعلمنا من سلبياتها ومن إيجابياتها طبعا. ونحن نحاول أن نبني الديمقراطية بصورة أساسية من الأسفل.
سايمون إنغرام: لا يزال هناك الكثير من الجدل حول سِجِل السودان فيما يخص حقوق الإنسان وهناك تقارير تشير إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، خصوصا في الجنوب. والآن نفهم أن السودان يرفض استقبال مندوبين من منظمة العفو الدولية أو مندوبي الأمم المتحدة. من المؤكد أن هذا سوف يُكرِّس الصورة [السيئة] التي يظهر بها السودان في الغرب.
الترابي: حسنا، لا أعلم، ولكننا قد سمحنا لشخص من المفترض أن يكون ممثلا للأمم المتحدة بالحضور إلى السودان. لقد اتضح لنا أنه شخص جاهل جدا. لا يعرف القانون ولا يعرف اللغة العربية ولا يتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد جدا، ولا يكاد يعرف الكثير عن السودان؛ ولكنه كتب تقريرا يُرضي سادته هناك، وأنا متأكد أنه يريد فقط أن يُدفع له [مال]. ومنظمة العفو ما هي؟ أنت تعرف من يدفع لمنظمة العفو، ونحن نعرف أنه مثلا لو كان الأمر يخص مسلماً في الحبس فإن منظمة العفو لا يهمها ذلك، وقد كنت أنا شخصيا محبوس لمدة سبع سنوات ولم تتدخل منظمة العفو ولم أظهر في تقاريرها أو شيء من هذا.
ـــ هذه بعض التجارب والشهادات التي كتبها كاسبر بيرو مقرر حقوق الإنسان المكلف من الأمم المتحدة ووثقها الدكتور أمين مكي مدني في كتابه "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الإنساني الدولي 1989 ـ 2000".
Quote: محمود عتيق ـ التجربة والشهادة: أبلى الصحفي محمود عتيق بلاءً حسنا في توثيق تجربته في بيوت الأشباح من خلال عشر مقالات تم نشرها في صحيفة "الفجر" اللندنية في صيف عام 1997. تكمن أهمية تلك المقالات في أنها شملت أيضاً شهادات عن معاناة بعض زملائه المعتقلين، وأماكن الاعتقال والأشخاص الذين قاموا بممارسات التعذيب والمعاملة اللاإنسانية. يذكر عتيق اعتقاله في "الواحة"، أحد بيوت الأشباح المعروفة، وتعرضه هناك للإساءة والضرب المتكرر بالسياط والخراطيم وإجباره على الوقوف لعدة أيام بلا نوم مرفوع الأيدي، وعصب عينيه بقطعة قماش ذات رائحة كريهة. ويذكر اسم أحد زبانية التعذيب ويصفه بأنه الأسوأ بينهم ويدعى أبو زيد، وربما كان هذا الشخص هو عينه الذي أشرف على تعذيب "أبو زيد محمد صالح" مستنكرا أن يحمل الأخير نفس إسمه، كما أسلفت الإشارة. ويذكر عتيق شخصاً آخر يدعى مصطفى دكين، كان يصلي بالمعتقلين ثم يأمرهم فور الانتهاء من الصلاة برفع أيديهم وإغماض عيونهم ثم مواجهة الحائط. ومن ضمن من أشار إليهم عتيق من المعتقلين الآخرين النور إبراهيم الدور، رقيب أول سابق في القوات المسلحة، تم اعتقاله ضمن عدد من أبناء النوبة في أبريل 1992 فيما سمي بالمؤامرة العنصرية. وعوض عباس كان يدرس في ليبيا وعاد ليعمل بالزراعة تم اعتقاله بدلاً من خاله الذي تبحث عنه سلطات الأمن. وخالد الحاج الحسن الموظف بشركة بيطار، وأبو بكر عبد المجيد الطيب.
وتواصل مذكرات عتيق لتحكي عن بعض أفراد الأمن الذين يستعملون أسماء حركية منهم حسن الطاهر، عادل سلطان، وليد حسن عبد القادر، الفاتح مصطفى حمد، يعتقد أنها ربما تكون الأسماء الحقيقية لهم، إضافة إلى عبد الله طوكر، حسن مقبول، جهاد، عبد الرحمن، عبد اللطيف، يوسف، الفاتح عبد الوهاب. وعن أساليب التعذيب تتحدث المذكرات عن "الطابور" و "أرنب نط"، وتعني أن يجبر المعتقل على أن يمثل أرنباً بوضع كفيه على ركبتيه جالساً على أصابع القدم ويبدأ بالقفز إلى الأمام في ذلك الوضع، و "الطيارة قامت" وهو الوقوف على أصابع إحدى القدمين ورفع الأخرى إلى الخلف وإفراد اليدين إلى الجانبين مثل جناح الطائرة. و "ست العرقي" ـ بائعة الخمر البلدي ـ وهو أن يمسك المعتقل أذنه اليمنى بيده اليسرى ثم يدخل يده اليمنى في الدائرة التي تكونت من هذا الوضع وينحني حتى يضع سبابة اليد اليمنى على الأرض دون أن يثني الركبتين، ثم يفرض عليه أن يدور حول نفسه بأقصى سرعة جاعلا من أصبع يده اليمنى مركزا ثابتاً للدائرة، ويستمر في ذلك حتى يسقطه الدوار على الأرض، وفي هذه الأثناء يستمر الضرب بالسياط والهراوات "تجويد الأداء".
ويحكي عتيق عن الليلة التي أُحضر فيها التيجاني حسين إلى المعتقل ملطخاً بالدماء ورموه أمام المعتقلين في حوض من الطين، واستمروا في ضربه ضرباً مبرحاً يأمرونه بالوقوف وهو عاجز عن الحركة والكلام. وعن أحمد حمدان الذي تعرض لنفس المعاملة. ومن المعتقلين أيضا عبد المنعم عبد الرحمن عضو نقابة المهندسين، وفيصل حسن التيجاني وحسن هاشم، ومحمد وداعة الله، وعلي أحمد حمدان ناهل، والتيجاني مصطفى، وأحمد دهب، ونادر عباس، وعلي أبو بكر، والحاج مضوي محمد أحمد، وميرغني عبد الرحمن، وكمال الجزولي، وسيد هارون، والعميد (م) نصر حسن بشير، وآدم المبارك، ومقدم شرطة (م) عيسى، وملازم أمن (م) الجمري، وفاروق أحمد آدم، وسيد أحمد الحسين، والمأمون، وخالد الحاج، وعوض عباس، وفوزي أمين، وحسن محمد عثمان، وصلاح العالم، وتيراب تندل آدم، وبكري عديل، ومجدي محمداني، وإدريس نوري إدريس، وهناك آخرون غيرهم ورد ذكرهم تعرض بعض هؤلاء أو الآخرون إلى جرعات من التعذيب قد تكشف عنها الأيام.
كما ورد في المذكرات تقرير عن كاميليو أودونجي، محافظ توريت السابق، يفيد أنه في يوم وصوله إلى المعتقل تم وضعه في زنزانة وقيدت يده اليمنى على قضبان نافذة الزنزانة، وكان يتعرض للتعذيب في محاولة لاستنطاقه بالإعتراف. وبعد فترة أعلن خلالها النظام استعادة توريت، تم تقييد يد كاميليو الأخرى على النافذة وزاد الحصار عليه ومنع من الخروج ومن الماء. وظلت التهديدات تتواصل عليه لكي يتكلم وهو يرفض. وفي 15/9/92 جاء رئيس الحرس "نور الدايم" ليأمر المعتقلين بدخول الزنازين، ونصحهم بالنوم مبكراً لأن هناك "طابور" في منتصف الليل وحتى الصباح. أثار هذا الأمر غير العادي قلق بعض المعتقلين، وبعد قليل تم إطفاء أنوار الفناء الخارجي، وفي منتصف الليل شعر المعتقلون بحركة خافتة فرأيا شخصين يدخلان زنزانة كاميليو ويخرجانه منها وهم حفاة ويسيرون بهدوء وحذر، ويتوقفون أمام الزنازين للتأكد من أن الجميع نيام. وبعد قليل خرجوا من الزنزانة وهم يحملون كاميليو في سرير يحمله ثلاثة أشخاص ويسير الرابع من خلفهم يحمل حذاء كاميليو، وقبل خروجهم قذف أحدهم الحذاء في سقف البيت المجاور وأخذوا كاميليو في سيارة عبر البوابة على مسمع من المعتقلين. وفي اليوم التالي غاب أبو زيد عن العمل وعاد في اليوم الذي يليه يرقد في سرير الحرس مغطياً وجهه بيديه، ثم يغادر ليعود لمواصلة عمله بعد يومين، وكان كاميليو قد مات بالفعل!!
يضيف تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة أن كاميليو تعرض لربط خصيتيه بحبل ربطاً محكماً، وبعد ذلك ضُرب حتى الموت. [هامش: مذكرة الأمين العام إلى الجمعية العامة 601/48/A بتاريخ 18 نوفمبر 1993]
يتواصل..
العنوان
الكاتب
Date
الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة