|
ما هذا يا سودانية
|
ما هذا يا سودانية..
برغم الحزن والأسى والفاجعة المروعة التي باتت على أثرها العاصمة الخرطوم وكامل ربوع السودان وكل سوداني وكل من تابع هذا الحادث الأليم لطائرة الخطوط الجوية السودانية اثر حادث تحطمها في مطار الخرطوم الدولي.، بات الكل في حزن عميق.. قدر الله ما شاء ولطف..التعزية والمواساة لأهل الشهداء الذين فقدوا في هذا الحادث المروع ونحمد الله ونشكره على سلامة الناجين منهم ونتمنى لهم الشفاء العاجل بإذنه تعالى..
زاد حزني وألمي وأنا أتابع عبر القنوات الفضائية ما يقوم به تلفزيون السودان القومي من تغطية عشوائية وارتباك منقطع النظير وهو في قلب العاصمة.. لتنقل الخبر عبر قناة الشروق الفتية التي سبقته بل سبقت كافة القنوات الفضائية في نقل وبث الخبر على الهواء مباشرة لتتناقله وكالات الأنباء والفضائيات الأخرى بما فيها الجزيرة الفضائية التي كنا نعتقد أنها تأتي بالخبر قبل أن يرتد لك طرف.. ويا له من سبق مقدر لقناة الشروق... أحيي قناة الشروق التي بثت الخبر وتناقلته وكالات الأنباء عنها ومن ثم عادت إلى بث برامجها العادية..لتأتي بتغطية موضوعية من جهات رسمية حول الحدث.. ما هذا يا سودانية... الصورة تتارجح يمنة ويسرى... الكاميرا في وادي والمذيع في الاستديو في وادي آخر... بل ومن أبسط قواعد الأمن والسلامة وسلامة سير التحقيقات في الحادث إعطاء الفرصة الكافية لانتهاء الإجراءات الأولية لسلطات المطار الفنية والأمنية منها..وليس الركض وراء التحدث المباشر مع الناجين والمصابين منهم وعلى الهواء مباشرة دون تحفظ... والمصيبة الأكبر في أن احد المذيعين وهو يتحدث إلى احد الأطباء المعالجين وما أن علم منه أن كابتن الطائرة يتلقى العلاج بالمستشفى نفسه إلا وان سارع وطلب منه التحدث إلى الكابتن...لقد دهشت لهذا التصرف من المذيع المرموق.. وحبست أنفاسي ...لتأتي الإجابة من الطبيب بان الكابتن نايم (بمعنى آخر لا يريد التحدث) وهذا تصرف يجب أن يفهمه المذيع قبل طلبه..أيعقل أن يتحدث الكابتن وعلى الهواء مباشرة مع التلفزيون قبل أن يتحدث إلى السلطات الرسمية..؟ ما هذا يا فضائية يا سودانية..
هل لنا أن نستفيد من هذه التجربة لتصحيح ومراجعة الأخطاء الفنية التي يلاحظها مشاهد عادي مثلي .. وليس متخصص او منافس...
والله من وراء القصد..
صالح كردي
|
|
|
|
|
|