بما أننا امام حرب جديدة ، المحرك الأساسي فيها هو العرق والإنتقام ، فلا بد من معرفة مصير الذي يُقتل في هذه الحرب ، سواء في جيش الحكومة أو في جيوش الحركات المسلحة ، طبعاً حرب الجنوب كانت في التوصيف الإعلامي الرسمي هي حرب بين الكفار والمسلمين والكفار ، ذلك بحكم أن معظم سكان لا يدينون بالإسلام ، وبما أنهم مسيحيون فلا تجد الحركة حرج من تلقي الدعم من جهات غير مسلمة ، هذه الجهات طبعاً عميلة ومتآمرة ضد المسلمين والعرب ، ولا تدعم الحركة لوجه الله تعالى ، بل هي تخطط لتنصير الجنوب بالكامل وطرد العرب والمسلمين من هذه البقمة كما فعلت في الأندلس ، هذه هي رؤية الإسلاميين في ذلك الزمن لحرب الجنوب ، فمن مات في تلك الحرب فهو في الجنة لا محالة ، وهناك عقود زواج تُكتب تجمع الحور العين مع المجاهدين . أما في دارفور فأمامنا تعقيد بسيط ، وهو أن أهل هذا الإقليم يدعون بأنهم مسلمون ، نحن لن نفتش في قلوبهم ، هذه مهمة أسهل منها قتلهم ثم الإستغفار وإعتاق رقبة من أسراهم ، وأيضاً هناك قوى أجنبية، كافرة ، تدعمهم ، أكيد من بينها إسرائيل وأمريكا ، كما أنهم ليسوا عرباً ، هذا يجعل رص الصفوف في غاية السهولة ، كما فعلنا فيهم بعد غزوهم لأمدرمان ، فقد شبعنا الطير من جثثهم ، أنهم مثل الفرس الشعوبيين حتى وإن تمسحوا برداء بالإسلام ، فهل يجوز قتالهم ؟؟ وهل نحن أحق بالجنة منهم بعد الموت ؟؟ فقد تعاملنا مع قتلاهم في غزوة أمدرمان كما كما فعل المسلمون بجثث المشركين في غزوة بدر ،حيث رموهم في وادي اسمه القليب ، فنحن لا نعرف عن دينهم شيئاً فدفناهم " بيصمتون " في قبر واحد ، فالتكفين والصلاة على الميت والترحم عليه ، هذه الشعائر لا يستحقها متمرد خرج على السلطان بسيفه ، فهو أكيد في النار حتى ولو صام وأقام الليل ، أما شهداؤنا ، أولاً فهم في الجنة ، ثانياً لهم حق الظهور في التلفاز وهذا يُعد شرف ومكرمة ، ولهم حق إقامة صيوان فخم من كزام أو من أفراح الشمالية ، مع توزيع البيبسي والمشروبات ، ولو حضر العزاء أحد رجالات الدولة فهذا يُعتبر مكرمة أكثر من بقاء الشهيد على قيد الحياة .. أفتونا يا أهل العلم ..إني ارى الحرب تُدق طبولها ، ونحن أمام فصل ثاني من ساحات الفداء ، حتى لا يموت الناس ويأتي من بعدهم - بجرة قلم - يقول كل من مات فيها فهو فطيس ، فعبارة فلترق منا كل الدماء لا تعني إراقة دماء البشير أو نافع أو مصطفى عثمان ، وقد قالوا نفس الكلام في حرب الجنوب ، فالدماء المُراقة هي دماء بريئة لا ناقة لها في هذه الحرب ولا جمل ، هؤلاء الساسة العظام سوف يظلون ضيوفاً في بيوت الفراش إلي أن يموتوا في مستشفى ساهرون أو مدينة الملك الحسين الطبية في الأردن، بعد معاناة طويلة من أمراض الهرم الناتجة عن طباع الأكل السيئة ، فمن يموت في هذه الحروب هم أصحاب " قريعتي راحت " وقبل أن تُرق كل الدماء ..فهل الجهاد في دارفور ومقاتلة المسلحين هناك يدخل الجنة أم لا ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست