|
|
 تحــــرير حــركات التحـــــرير
|
الحركة الشعبية لتحرير السودان وأخواتها
حركة تحرير السودان وأخواتها
الحركة الشعبية لتحرير شرق السودان وأخواتها
حركة تحرير كوش وأخواتها
جبهة الشرق وأخواتها
حركة العدل والمساواة وأخواتها
و........... هناية وأخواتها
رغم إختلاف مراكزها ومنطلقاتها وعددها وعدتها وفكرها ورؤيتها
إلاّ أن هذه الحركات وأخواتها تتفق فيما تدعيه من بنود في:ـ
1ـــ رفع المعاناة عن شعب السودان وإلغاء المعيشة الهامشية وبسط الرفاهية الآمنة علي إمتداد المليون ميل
2ـــ جر السودان الي مصاف الدول الديقراطية وإلغاء إحتكار السلطة وتوزيع الثروة بالتساوي العادل
3ـــ نصب المشانق للظلمة والمجرمين ومرتكبي المجازر ومحاربة الفساد والغني الفاحش
وحتي يتم كل ذلك فلابد من تحرير السودان ، وتلك هي المهمة (النبيلة والوطنية) التي يحارب من أجلها الجميع، ولكن قبل تحرير السودان، وغض النظر عن معقولية المقولة وصدقها، وغض النظر عن السؤال القائم عن تحرير السودان من مَن؟؟
ألا يجب علي هذه الحركات أولاً أن تحرر نفسها ؟،
أن تحرر نفسها من العنصرية والجهوية التي تحرك بها منسوبيها من البسطاء ،
أن تحرر نفسها من الفهم القبلي الضيق،
أن تحرر نفسها من الحرص علي المناصب وحب الكرسي
أن تـَعلْم وتـُعلّم كل من ينتمي اليها أن السودان (المراد تحريره) يمتد من حلفا إلي نمولي، ومن الجنينة الي الكرمك
حاربت الحركة الشعبية لتحرير السودان كل تلك السنوات ودخلت في كل تلك المفاوضات الطويلة والمضنية ثم إنتهت الي الجلوس علي كرسي الحكم في توأمة وشراكة حميمة مع السلطة (الدكتاتورية الغاشمة)، وعندما (مُنحت) قسمة مريحة من السلطة والثروة وحكومة مستقلة في الجنوب إكتشفت أن الغرب والشرق والشمال إنما تقع خارج حدود السودان (المحرر) حسب إتفاقية نيفاشا وملحقاتها، و كانت الحركة تنوي شرب الجبنة في شندي، إلاّ انها (فوجئت) بأهل شندي في الخرطوم فشربت الجبنة معهم في القصر، وكفاهم الله والرب شر مشوار شندي، وكانت الجبنة (بـِكْر) لدرجة أنها أسكرت الثوار فأخذوا يترنحون بين الخرطوم وجوبا وعواصم أخري لهم فيها ذكرياتُ (قعدات) بريئة وغير بريئة من أيام التخطيط لتحرير السودان، وفي اللحظات النادرة التي (يتحررون) فيها من سكرة تلك الجبنة الملعونة يختلقون بعض الخناقات الظريفة مع أهل شندي وما جاورها ولكن يتم إخمادهم بجرعة قوية من الجبنة (سكر زيادة) فيدخلون ذلك الكهف المظلم الوثير ويستمتعون فيها بكل تلك الإمتيازات ولا يعرفون أن هناك في الجنوب من لم يزل في الغابة ولم يسمع عن حكاية الإتفاقية وقسمة السلطة والثروة فلم تصلة أي نثرية عينية ولا نقدية، وعندما وصلت ذراع أهل دارفور الطويلة الي الخرطوم قام ( كير..أقصد كبير) الحركة بالتنديد بالعملية وإستنكارها وشجبها شجباً مبيناً، ولو تمت نفس هذه العملية قبل حادثة شرب الجبنة في الخرطوم لأعتبرها سلفا وإخوانه في الحركة عميلة جريئة ولباركوها بإسم المسيح والعذراء ولكن؟ وآهٍ لكن..، فإنهم الآن لا يريدون اي تعكير للأجواء الرطبة التي سمحت لهم بالتنقل في رحلتي الشتاء والصيف بين عاصمتي البلد علي حساب الفقراء والمساكين والغارمين في حلفا ونمولي والجنينة والكرمك.
ثم جاء دور حركة تحرير السوادن في شرب الجبنة في الخرطوم، فأنقسمت الحركة إلي شقين، وأنشق عن الشقين شقان، وتناسل كل شق الي ما شاء الله من شقق وشقائق، وما زالوا يتناسلون بينما وصلت المجموعة الأولي الي الخرطوم عن طريق أبوجا، ممثلة لحركة تحرير السودان، وكأختها المعرفة بالألف واللام إكتشفت هي الأخري و(بعد شرب الجبنة) أن السودان إنما هو الجنوب والغرب، أما المهمشين في الشرق والشمال فلهم رب يتولاهم، وجلس مناوي القرفصاء في كرسي وهمي إسمه كرسي كبير مساعدي رئيس الجمهورية ، ورئيس الجمهورية هذا بالمناسبة، والذي جلس المناوي بجانبه مساعداً له، هو نفس رئيس الجمهورية، الجلابي العنصري الدكتاتوري القاتل الفاسد المجرم الذي إرتكب (بالتعاون مع آخرين من شاكلته) كل تلك الجرائم البشعة من إبادة وتشريد وحرق قري بكاملها، ولكن..، ومرة أخري آهٍ من لكن، ماذا نقول في الجبنة، ذلك الشراب البترولي الدولاري الديناري الجلابي الساحر، ، والذي يرتشفه ضيوف الحكومة علي أنخاب النصر الزائف، وهم علي الأرائك متكئون، وفي المقاعد الوثيرات متاقبلون، ماذا نقول في (القسمة والنصيب) قسمة السلطة ونصيب الثروة ، دخل مناوي وصحبه ذلك الكهف المظلم المظلل، وأخذوا يتمتعون بعطايا النظام (العادل والكريم) علي حساب أهلهم الذين تركوهم في العراء، يفتشرون الأرض ويلتحفون السماء، وكسالفه سلفا فإن مناوي، وفي اللحظات النادرة التي يفيق فيها من مفعول الجبنة، يختلق بعض المناوشات الظريفة، كأن يندد بعدم جدية الحكومة في تنفيذ إتفاقيات أبوجا، ثم يعود الي شرب الجبنة بجانب حوض السباحة في قصره المنيف، وعندما وصلت ذراع العدل والمساواة الطويلة الي الخرطوم أُسقط في يد كبير مساعدي رئيس الجمهورية، فقد إعتقد ثائرنا مناوي أنه قد حرر السودان وإنتهي الأمر، وكان موقفه في منتهي السلبية، وبان عليه الخوف من فقد منصبه الأثير، فهو لا يطيق البعد عن ريئسه النبيل،الذي تكرم عليه وعينه كبير مساعديه الكثر، ولا عليه إن غني وقال ( حار فراقك نار يا بشير)
وإن المرء من المساكين من أمثالنا ليتساءل، أليس أن تكون نائباً للريئس أو مساعداً كبيراً له، ألا يعني ذلك أنك شريكه في كل ما فعل ويفعل؟؟، ألا يعني ذلك أنك توافقه علي كل ما قال ويقول؟؟، مجرد سؤال!! وهب أن الحكومة اليوم عرضت علي خليل إبراهيم وحركته بعض الفتات التي رضي به غيره، فهل يلقي السلاح ويذهب الي أولياء نعمته ويعود عوداً حميداً الي أحضان النظام الذي تخرج من مدرسته ويعيش مع أصدقاءه القدامي ملتقياً بهم ومتغنياً بحكمتهم أناء الليل وأطراف النهار، هل يحتل مكتباً في قصر الحكم يطل منه علي سليل الفراديس ممنياً النفس برحلة نيلية علي اليخت الرئاسي برفقة المشير، هل يذهب الي هناك ويتحدث عن خطورة إسقاط النظام كما فعل غيره، هل يرضي (بالقسمة والنصيب) ويتغير قاموس المفردات الخليلي ومؤيديه فتختفي كلمات مثل (الهامش) و( الجلابة) والعدل والمساواة وتحرير السودان، وتحل محلها كلمات أخري صامتة لا محل لها من النطق والإعراب، هل يستعمل ذراعه الطويلة لنهب خزينة الدولة والغرق في الفساد واكل أموال الغلابة، وإذا كل واحد في أطراف السودان يرفع السلاح ويحارب الحكومة ينتهي به المطاف في القصر بمنصب رئاسي فمتي النهاية،ولنقل إفتراضاً أن خليل نجح في إسقاط النظام وإستلام السلطة ،أي نظام يمكن له أن يطبق؟؟ وهل يعدل ويساوي بين الجميع أم أن علي الآخرين رفع السلاح في وجهه ومطالبة حقهم؟؟
ثم كيف لنا أن نصحح مفهوم (الجلابة) الخاطئ في أذهان الناس، فمفهوم الجلابة لا يمكن أن يكون هكذا مفهوم هلامي، ينفعل به كل كما شاء ويدفع الوطن الثمن، فهذا المفهوم متفاوت المعني من منطقة إلي أخري، فدلالة الكلمة عند أهل الجنوب ليس هو نفس الدلالة عند أهل الغرب، ودلالتها عند أهل الشرق ليس هو نفسه عند أهل الشمال، كما أن مفهوم الهامش لا يستطيع جهة معينة إحتكارها وكسب التعاطف بها، وليس من تكرار القول أن نقول أن جهات السودان الأربع مهمشة، فإذا حاربت كل جهة بمفهومها ومن منطلق قبلي وجهوي وبإعتبارها هي الوحيدة المهمشة فلن نحرر السودان لأنه لن يكون هناك شئ إسمه السودان، فمسالة توحيد المفاهيم ووضعها في صياغاتها الصحيحة وتغليب (السودانية) تبقي مسألة وجود أو عدم وجود لهذا القطر الذي إسمه السودان، وفي نفس مسار الأسئلة ، هل يأتي غداً دور شرب الجبنة علي حركات التحرير في الشرق والشمال، هل يذهبون الي الخرطوم ويكتفون بدور عظيم عظماء معظمي رئيس الجمهورية مثلاً ، هل يكتفون بالرضي (بالقسمة والنصيب) فيلتهون في قصور الخرطوم ويمرحون في الغرف المكتبية والمنزلية ذات التكييف المركزي، هل ينعمون هناك مستعينين علي قسوة طقس الخرطوم بعربات الحكومة الباردة، ناسين أهلهم الذين وصلوا الي هناك بإسمهم؟؟هل تلك هي القضية؟؟ هل ذلك هو الهم؟؟ ما معني تحرير السودان ؟؟؟؟ مجرد أسئلة!!
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست