السودانيون بالخارج ... هل يملكون أن ينصحوا من بالداخل؟

Quote: النصيحة تاتي من تراكمات خبرة ورؤي وحقائق واحداث لواقع يعيشه الانسان اي انه بعض تاهييل اجتماعي ... لا تكفي النصيحة معايشة يومية واسهام مباشر كتابة ونقاشا اسفيريا كما افعل انا من خلال قوائمSudan-l و Sudanese و Intifadha في مطلع التسعينات.. وكانت تلك منتدينات باللغة الانجليزية المشاركون فيها من اطراف كثيرة قيادات معارضة وسياسية وجهوية واكاديمية واجنبية مهتمة بالشان السوداني الي منتدانا هذا.. رغم عمق كثير من نقاشاتها الا حقيقة ان معظمنا كان ومازال بالخارج لم توافق رؤاهم ما حدث او ما كان يحدث وبعض عاد وبقي معارضا او جزء من النظام ولكن الملاحظ ان ما قيل في الخارج ليس هو الذي عملو به يوم ان صاروا في الداخل ... هذا لا يعني ايجابية او سالب ما فعلو وانما اختلاف ففيما فعلو عما كتبو وقالو وووو....هذا لاينطبق علي شان سياسي فقط ولكن رؤي عامة عن وطن وبشر ...النصيحة كونها خلاصة لمعطيات معايشة واقع واحداث لا يمكن ان تكون كافية او كاملة ان اتت من خلال مراسلات من بعد ....اسهام في تكوين راي عام لا يعتبر نصيحة ...البعيد عن الوطن مثلي او غيري يمكن ان يساهم بنقل معطيات واقع راه وعاشه ربما يساعد ك short cut في تناول امرا في الداخل ولكن ليس في مجمله" نصيحة " ولكن بعض من "مشورة " .... انا بعد عقود ثلاث خارج البلاد مثلا وخبرة ممتدة في مجال عملي -التطويير العمراني والانشاءات- يمكن ان اقدم مشورة تقنية لمن هو في الداخل لعمل مماثل ولكن لا يستقيم ان انصحه في امور هو يعايشها في مجال المهنة والعمل وهذا ينطبق علي المهن الاخري ...وربما كان من سوء الادارة ان تاتي السلطات والحكومات بمن هم في الخارج لادارة مرافق في الداخل بينما هنالك في الداخل من هو الاقدر كونه عارف ومعايش لما يحدث وكل الذي يحتاجه هو تدريبات قصيرةRefreshing courses و الخروج في رحلات مهنية قصيرة ليري ما يحدث ثم يعود ويقارن قبل اتخاذ قرار ( ولكم في فوضي التخطيط العمراني لولاية الخرطوم مثال )...وخطا اكبر هو ان تستعيين السلطات بالبعيد لتجمييل صورتها في الخارج والمهم هو الذي في الداخل ... الاستفادة من مخزون الشعوب المتمثل في ابنائها في المهجر والاغتراب لا يعني استنزافهم ماديا او ان يقوم هؤلاء بمهمة النصيحة والادارة ولكن المهم المشورة والاستعانة بهم في خلق قنوات اتصال في الخارج لمن هم يديرون البلاد من الداخل ...والله اعلم