نافع علي نافع: حلايب أرض سودانية وغير مستعدين للتنازل عنها ...

Quote: نافع .. وحوار مع الصفوة فى مصر جمال عنقرة [email protected] لقد أتاح لى الأخ كمال حسن على رئيس مكتب المؤتمر الوطنى فى القاهرة فرصة نادرة حين دعانى لحضور حوار الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطنى مع الصفوة المصرية المهتمة بشأن السودان.فالحوار كان مع المجموعة الممسكة بمفاصل العلاقة من السودان سياسياً وفكرياً وأمنياً وإعلامياً . وأحسب أن الأخ كمال والسفير عبد المنعم مبروك قد وفقا فى اختيار المجموعة التى لم يصل عددها العشرين ولكنها تتصل بكل ما يتعلق بشئون العلاقة مع السودان فى مصر.وليس هذا وحده فقط الذى أكسب اللقاء أهميته، فالدكتور نافع حالة خاصة من السياسيين، خصوصاً فيما يتعلق بشأن مصر. فهو رجل نهايات ويقول ما يراه بدون مجاملة . وكثير من قضايا العلاقات السودانية المصرية تحكمها المجاملة . وبغير ما يتوقع فى مثل هذه الحالات فإن سعادة الإخوة المصريين كانت بلا حدود، حتى أن بعضهم وصف اللقاء بأنه الأكثر تميزاً فى تاريخ العلاقة السودانية المصرية. رغم أن قضية حلايب جاء ذكرها عرضاً وفى خاتمة اللقاء تعليقاً على ما أثاره أحد الأخوة المصريين لتصريحات دكتور نافع الأخيرة بشأنها ، إلا أن ما قاله وضع المسألة على أعتاب الحل، ويبدو أن الصفوة المصرية تتوافق مع مثيلتها السودانية فى ضرورة غلق هذا الملف إلى الأبد وفق تسوية مرضية ونهائية من الطرفين. فدكتور نافع أثبت الموقف السودانى المتمسك بأحقيته فى حلايب وعدم استعداده للتنازل عنها لكنه لن يدخل فى معركة مع مصر بسبب حلايب وهو يطمع فى أن تكون مصر كلها متاحة له ويتيح بلده لأشقائه فى مصر، ثم جدد دعوة السودان القديمة لتراضى الطرفين على اعتبار حلايب منطقة تكاملية ومدخلاً لما بعدها . ودعا الجانب المصرى للجلوس من أجل الحل النهائى والحاسم للقضية حتى لا تصبح حجر عثرة يوقع كل تقدم نحو تواصل أعمق بين البلدين الشقيقين. ولقد اتفق كل الإخوة المصريين مع طرح نافع، ولهذا نقول أنه وضع المسألة على أعتاب الحل. كذلك تعليقه على ما يثار هذه الأيام من إتهام للسودان بالتحفظ على التوجه الإستثمارى المصرى لأرضه. فبينما أكد نافع عدم صحة هذا الإعداء أبان أن تجربة التكامل الكسيحة القديمة غير متاح لها أن تتكرر مرة ثانية . ومما أشار إلى أنه غير قابل للتكرار حيازة إخوة مصريين لأراضى زراعية سودانية دون استغلالها مثلما حدث من قبل . وكانت هذه رسالة واضحة وقوية للمستثمرين المصريين المتجهين للسودان.وأكد نافع على حرص بلاده على الهجرة الإستثمارية وغير الإستثمارية مؤكداً أن مصر لها مكان خاص فى قلوب السودانيين شعباً وحكومة. ومما قطع به نافع فى اللقاء عدم وجود أية علاقة بين حزبه المؤتمر الوطنى وحكومته مع الإنفصاليين الشماليين وعلى رأسهم منبر السلام العادل الذى يقوده الإسلامى المعروف وخال السيد رئيس الجمهورية المهندس الطيب مصطفى.وفى ذات الوقت أقر بتنامى التيار الإنفصالى فى شمال السودان ، وقال إن هذا حدث كرد فعل لمواقف الإنفصاليين فى الحركة الشعبية الذين لا يقدرون الكسب الذى تحقق لهم بالسلام. ودعا إلى محاصرة التيارين الإنفصاليين فى الجنوب والشمال معاً لأنهما ضد المصلحة السودانية القومية وضد المصلحة الإقليمية كذلك. ثم أبان بشكل قاطع موقف حكومته من دعوة حركة العدل والمساواة للحوار الأخيرة. فأكد أنهم مع الحوار وعلى استعداد للدخول فى حوار مباشر مع الحركة لكنهم ليسوا على استعداد لتجاوز الآلية القائمة للحوار المكونة من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى .وأضاف أن حركة العدل والمساواة لم تقدم طرحاً مباشراً وإنما ظلت تدعو له عبر المنابر الإعلامية فقط وهذا عندهم فى الحكومة غير معتمد.وزاد الأمر توضيحاً حين ذكر أن عبد الواحد يريد أن يخلص كل شئ قبل الحوار ويكون الجلوس فقط لتحديد موقعه الدستورى أما خليل فيرفض الجلوس فى وجود الحركات الأخرى التى نشأت بعد أبوجا . وقال نافع أن الإتفاق مع خليل وعبد الواحد فى غياب الآخرين لا فائدة له. ولهذا فإنهم يحرصون على السلام الشامل وهو يستعصى ذلك ولا يستبعده ويوضح أن الحكومة تحاول تحقيق التسوية لقضية دارفور من خلال الحوار الداخلى وتغيير الوضع على الأرض. ورد الدكتور نافع الإتهام بعدم رغبة المؤتمر الوطنى فى الوفاق .فقال إن موقف حزبه واضح وثابت من مسألة الوفاق ، فإن لم يكن ذلك لتقوية جبهة الحكومة فهو مطلوب أولاً لإغلاق النوافذ أمام الإستغلال الخارجى لخلافات السودانيين للنيل من البلد. وأضاف أنهم ضد رؤية بعض المعارضين الذين يرون الوفاق عملية لتصفية الإنقاذ . فقال إن هذا ما ترفضه الإنقاذ جملة وتفصيلاً . فهى مع التوافق على الثوابت الوطنية التى تتيح مشاركة الجميع فى مناخ صحى معافى يتيح حرية التنافس ، وقال إن حوارهم مع حزب الأمة بقيادة السيد الصادق المهدى هو من هذا النوع المطلوب ولهذا تقدم هذا الحوار ،وتوقع أن يصل إلى نهايات سعيدة فى وقت قريب يليها مؤتمر جامع يلتقى عنده السودانيون بلا استثناء للتراضى على ما يقدم مسيرة حياة بلدهم السياسية ويحقق لها الإستقرار. وتلك بعض ملامح هذا الحوار التاريخى بين الدكتور نافع على نافع والصفوة المصرية الذى أتاح لنا الرجل ومستضيفه الأخ كمال حسن على رئيس مكتب المؤتمر الوطنى فى القاهرة نشر روحه بدون تحفظ رغم أن الحوار ليس للنشر ، ولكن نافع من الذين يستوى عندهم القول فى السر والعلن.