فيليب عباس غبوش.. رمز خالد في سجل نضالات الهامش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2008, 08:14 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فيليب عباس غبوش.. رمز خالد في سجل نضالات الهامش

    فيليب عباس غبوش.. رمز خالد في سجل نضالات الهامش

    أتيم سايمون مبيور
    [email protected]

    تبدو مسألة قراءة مسارات تشكّل الحركة السياسية السودانية أقرب إلى المفارقات منها إلى الحقيقة, لا سيما إذا تأملنا بصورة موضوعية التمرحل الداخلي لظهور الواقع القائم على القضية الوطنية في مشروع الدولة السودانية, وذلك حينما اندلعت الأسئلة المصيرية المرتبطة بنموذج الحكم والمواطنة بمعنى الأساس الدستوري، الذي يقوم عليه هذا البناء, بعض الحرج كان متمثلاً في أنّ بروز حركة الهامش المطلبية ذات المرامي الواضحة أضحت في نظر أبناء المراكز المدنية وورثة الدولة من بين يدي الاستعمار الأجنبي - أضحت حركة عنصرية، تفتقد أدنى مطلوبات الشعور الوطني القومي، و ما ذلك إلا لأنهم انحدروا من نطاقات ثقافية وجغرافية غير معتبرة للحقوق في شكل الحكم والمطالب السياسية , فعندما اندفع تيار المهمشين يتحسس طريق التعبير عن نفسه، ومقدماً في ذات الحين حججه وقراءته الواقعية جداً حول مسائل الظلم والتهميش متعدد الأشكال والألوان كان الأب فيليب عباس غبوش واحداً من تلك الرموز والقيادات التي تحملت أعباء هذا الكفاح الذي تمددت دائرة تأثيره إلى الحد البعيد , وقد انتهج في سبيل تلك الغاية أدوات العمل السياسي الجماهيري، والذي لم يقتصر على المطالبة بتلبية مطالب أهله في جبال النوبة عبر الجسم السياسي الذي أسسه آنذاك في ستينيات القرن الماضي باسم اتحاد عام جبال النوبة , بل تبنى نظرة سياسية قومية تتدارك مكامن الخلل الحقيقية في بنية الدولة السودانية بتفنيد أوجه الصراع، منحازاً بذلك لنصرة قضايا المهمشين والمستضعفين في السودان, مما جعل منه رائداً من رواد حركة السودان الجديد القائم على أسس العدالة والمساواة عبر مسيرته الطويلة في العمل السياسي، والذي لأجله خلع الرداء الديني بعدما تشكل وعيه القيادي مما تلقاه من تعاليم تحض على الإباء ورفض الظلم وتحرير الإنسان من شرور القهر والاستتباع , مثلما فعل كثير من الرموز والقيادات الدينية منذ عهود بعيدة . إذ يبدو ذلك ملحوظاً في خطاب الراحل الأب فيليب عباس غبوش سواء كان ذلك في المنابر السياسية أو داخل قبة البرلمان طوال الفترات التي قضاها داخلها.

    ثمة أثر سياسي واضح استطاع معه الأب فيليب عباس غبوش أن يمثل رمزاً سياسياً موحداً اقتدت به أجيال المناضلين الثوريين من أبناء منطقة جبال النوبة، والذين آثروا مبدأ الكفاح المسلح من خلال الالتزام برؤية مشروع السودان الجديد الذي تضامنت فيه ثورة المهمشين من جنوب السودان وجبال النوبة وإقليم جنوب النيل الأزرق، ويعتبر هذا البعد الإضافي الجديد القائم على توحيد الجهد النضالي واحدة من القراءات البعيدة في فهم الأب فيليب عباس غبوش؛ باعتباره من أوائل الذين أتيحت لهم فرص الاحتكاك بتجربة جنوب السودان إبان الحرب الأهلية الأولى، التي انتهت باتفاق أديس أبابا للسلام، وكيف إنه اضطلع عن قرب لتجربتين الأولى في تعلم اللاهوت والثانية في تدارك أوجه الشبه في القضية السياسية لجماهير جبال النوبة وجنوب السودان , وهو ما قاده آنذاك إلى محاولة إثناء جوزيف لاقو عن توقيع الاتفاقية إلى حين تضمين مطالب أقاليم أخرى مهمشة في متن الاتفاق . ولكن ولظروف المرحلة شاءت الأقدار أن تصدق نظرة الأب فيليب عباس في جانبها المتعلق بإنجاز حل سياسي يستوعب جملة المناطق المهمشة داخل إطار تسوية شاملة ومنصفة، ومن هنا جاءت قراءة الأب فيليب عباس، الذي ظل شاهداً وفاعلاً في معظم المتغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها البلاد، حاصلاً على ثقة الجماهير التي انتخبته ممثلاً لها في أكثر من خمس دورات برلمانية كان آخرها في المجلس الوطني الديمقراطي وفق ما نصّت عليه اتفاقية السلام الشامل في بند تقسيم السلطة.

    خاض الأب فيليب عباس غبوش معترك الحياة السياسية، وهو مدرك لمدى وعورة الطريق الذي آمن بالسير فيه, نسبة لتصلب مواقف النخب المركزية القابضة على كعكة السلطة في شمال السودان؛ إذ لم يكتف بمحاولة فتح أفق النضال حول محور التهميش وحده إنما ذهب إلى أكثر من ذلك في الإقحام و ابتدار الأسئلة الإستراتيجية على الإطلاق عندما بدأ في محاكمة عقلية الكهنوت الطائفي للسودان القديم في ما يتعلق بمبدأ دولة المواطنة وحقوق غير المسلمين في حكم الدولة السودانية موحدة الحدود , وقد كان واضحاً في ما أثاره بل وعمل عليه كقضية لابد منها أن كنا جادين في البحث عن المخرج الحقيقي وليس المثالي للأزمة الوطنية الشاملة في تداعياتها المعاصرة، وقد كان حرياً بالجماهير العريضة المستبعدة أن تتوحد مع معظم ما ظل يطرحه في هذا الخصوص إلى الدرجة التي استحق معها بامتياز لقب الناطق الرسمي باسم المهمشين؛ إذ أن مثل هذا الالتفاف دعوة محفزة للأب فيليب للاحتفاظ برمزيته السياسية المتجاوزة لحدود الفعل السياسي الكلي والبعيد عن أي ولاءات مُطلقة لما سواه من البرامج والرؤى السياسية للأحزاب، التي ظلت محتكرة طوال العهود السياسية لخطاب تبني قضايا الآخرين دون الخوض في تفاصيلها كنوع من التهويم الذي لا يرجى منه، وظلت القضية المركزية لديه كامنة في استشارة المسحوقين في الالتفات نحو قضايا وجودهم وكينونتهم الخاصة، ولم يأبه في تلك الظروف بما يتم تداوله حول نموذجه في العمل التحريضي، حيث مضى مؤسساً لاتجاه سياسي جديد يكرس لتعميق الوعي الجذري بتلك الهموم والقضايا من منظوره الذي يتفق في العديد من الملامح مع أطروحات التغيير المؤسسي القائم على الحقوق المتساوية في حدود دولة المواطنة الحقة.

    تظل التجربة والنهج السياسي الذي أرساه الأب فيليب عباس غبوش إضافة مؤثرة ملموسة الآثار في جوانب التغيير الكبير الذي عكف عليه طوال سني حياته, عبر مسيرة شاقة وطويلة هدفت في الأساس إلى إبراز أوجه الصراع السياسي في الدولة السودانية، وهي مسيرة في نظرنا ينبغي لها أن تستمر لتحقق غاياتها الرئيسة لاسيما وأن الأب فيليب عباس غبوش قد أكمل سعيه، وترك المسار ممهداً للاستمرار على الرغم من أن طبيعة أحوال المرحلة السياسية الراهنة أصبحت تعج بقدر غير قليل من التعقيدات؛ إلا أن ضرورة توحيد جهود الهامش تبقى واحدة من التحديات التي تشغل الكثيرين. كما ينبغي علينا الاعتداد بهكذا تجربة أسست لنفسها بالسمو فوق المرارات والخلافات الصغيرة ، لذا يظل من الواجب على أعضاء حزبه الاسترشاد بما أرساه الأب فيليب غبوش من رؤية جديرة بالمناقشة والتطوير بدلاً عن الانصراف إلى الصغائر.

    وإلى الأب فيليب نقول: (انعم في راحتك الأبدية أيها الرمز المناضل بعد أن ناضلت النضال الحسن، وأكملت السعي، وخلدت اسمك في ذاكرة المهمشين).

    المصدر : سودانايل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de