|
مقال ( لصلاح ادريس) في صحيفة ( المال العام)
|
عصا الترحال من الامس لليوم
صلاح أحمد أدريس
كان السيد الحسيب النسيب احمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة السابق، يتأهب للعودة الى ارض الوطن بعد غربة ومنفى اختياري اختار له مصر الشقيقة.
ولقد وقع خبر عودته بمشاعر تباينت ما بين مرحب وممانع وفقاً للزاوية، سياسية كانت او غيرها شخصية كانت او عامة.
اذكر ان احد الاخوة من قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، والذي كان بالخرطوم وقتها يتابع ترتيبات عودة السيد احمد قد هاتفني طالباً مني الحديث الى السيد احمد مسترجئاً ومستبطئاً له في العودة ذلك أنّ ذلك الاخ، المكلّف، قد رأى ان الترتيبات تتطلب اسبوعاً آخر.
ثم كانت رسالة تلغرافية قد وصلت الى السيد احمد عبر دبلوماسي سوداني في القاهرة وقد قالت الرسالة بأن حكومة الانقاذ لا تضمن سلامة السيد احمد اذا ما عاد .. واختصار الرسالة مضمونها الا تحضر ايها السيد ا حمد.
هاتفت السيد احمد في مقره (الترانزيت) بالقاهرة ذاك الصباح ونقلت له رسالة صاحبي فأعلمني من جانبه بالرسالة التي جاءته من مسؤول في الخرطوم ثم قال لي في حسم وحزم بأن موقفه من العودة لن يتغيّر.
وقال فيما قال انه قد صرح لصحيفة «الشرق الاوسط» بأنه عائد للسودان لأسباب ذكرها ثم انه قد حدد زمان عودته وها هو، ذاك الوقت في القاهرة التي جاءها من مقر اقامته واسرته بالاسكندرية وتفصله ساعات عن موعد اقلاع رحلة العودة بالطائرة الفرنسية فيما ذكر.
|
|
|
|
|
|