|
Re: دوميـــــنك ديــم ، جــاستن يـــاك ، وتــــلك الكوكبـــــــــة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
كانت أول مرة تقع فيها عيناى على الراحل د. جاستين ياك فى تسجيلات أول لقاء تم بين الحركة الشعبية، وحكومة الجبهة الإسلامية القومية، وذلك بعد حوالى الأربعين يوماً من إنقلابهم المشؤوم، ذلك اللقاء الذى إدّعت الحكومة "أنه لم يدم أكثر من ساعة نسبة لعدم جدية حركة التمرد فى وضع حد للحرب الدائرة هناك" . لكن ما شاهدناه من تسجيل بلغ حوالى الأربعة أشرطة فيديو، قضاها وفد الحكومة فى "لت وعجن" وتكرار أنهم قد جاؤوا لمناقشة (مشكلة الجنوب) برغم تكرار رد وفد الحركة بأنهم لا يتحدثون عن مشكلة الجنوب، بل هم يتحدثون عن مشكلة السودان، وفى لحطة ضيق خلع كمال على مختار البيرية من رأسه وضرب به على الطاولة صائحاً" ما تورونا إنتو دايرين شنو بالظبط كده" و إنبرى عضو الوفد مدثر عبد الرحيم جزعاً محاولاً تطييب النفوس وتفصيح العامية حين فال " والله يا جماعة أنا أخشى أن (تُطرشق) هذه المباحثات ، وبالفعل قد " طرشقت المباحثات، لكن بغير ما إدعت الحكومة وقتها، وأثبتت الأيام، وسريعاً جداً من الذى كان جاداً فى مواصلة الحرب، وتصاعد وتيرتها .
كان د. جاستين من ضمن وفد الحركة الشعبية ، وقد اسرنى أدبه، تهذيبه وسعة صدره و إحترامه فى مخاطبة أعضاء وفد الحكومة، والذين لم ينجحوا فى ضبط أعصابهم تماماً أثناء الحوار، وحتى محمد الأمين خليفة رئيس الوفد، وبرغم أدبه الجم فى الحديث والمخاطبة، إلآ أن صبره قد نفذ، وترك الأمر لمن يعتقد أن المسألة (رجالة) وضرب بيريهات على طاولة الحوار ، ورفع اصوات .
تركت طريقة الدكتور جاستين ياك فى الحديث والحوار إنطباعاً هائلاً فى كل من شاهد ذلك اللقاء، وعرف الجميع أن للحركة رؤية مختلفة عمّا يراه القادمين الجدد على ظهور دباباتهم لـ "حل مشكلة الجنوب" ، رؤية أوضحوها حين قالوا بأنهم إنما جاؤوا لمناقشة قضية السودان أجمع، لا مجرد منطقة أو إقليم ما .
رحم الله د. جاستين وصحبه الميامين، ومن قدر وإبتلاء هذا البلد هو رحيل أبنائه الذين يُرجا منهم الكثير مبكراً، وقبل الأوان
|
|
|
|
|
|