الأيام الأخيرة للأمير عثمان دقنة ـ فصل من رواية (بر العجم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2008, 07:09 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأيام الأخيرة للأمير عثمان دقنة ـ فصل من رواية (بر العجم)





    إلى روح إبن عمتي : الفنان والباحث في تراث شرق السودان الأستاذ إدريس الأمير

    حين يمرعند الغروب ، بقرب الجسر الذي يفصل حيّنا عن خور المطر ، نبدأ من وراءه بالصياح :
    ( عيك .. عيك .. عثمان دقنة .. عيك ...عيك عثمان دقنة ) كان ذلك كافيا لزخّات من الشتائم الراطنة، تندلق من لسانه بغيظ لانفهمه ، حتى تنفرط عمامته التي يلتاثها بصعوبة، حين ترتفع رويدا رويدا من على ذيل الحمار. في تلك اللحظة بالضبط يغيب صوته متهالكا وراء الغروب.
    ربما لاأقوى على وصف ماجرى تحديدا في ذلك اليوم ،إلا أن الكلاب التي كانت تنبح بحماس هي أول ما أفزعنا في قافلة الحمير التي هجمت علينا ( هذا اليوم كان يركب فرسا بخلاف حماره الريفي الذي أعتدنا عليه) كانت الفرس بيضاء ، وحوله عشرة من الفتيان يحملون الكرابيج . تكلم معهم برطانة مخيفة ، ولّوح لهم بيديه . عندها التفوا حولنا ، و بالكاد استطعنا ان نفك الحصار. فهملجت الحمير بسبب الغبار الذي دلقناه علي عيونها ، ثم بدأت المطاردات في الشوارع والأزقــــّة ... تعالى الصياح الذي أخرج أهل الحارة من البيوت وراء العمدة ( خليفة على نور) ، وبعد ان تراطنوا مع الشيخ وجماعته اعتذروا له . انفجر(الخليفة علي نور) ضاحكا ، ثم قال :
    ــ رحم الله عثمان دقنة ........
    مازال الخليفة علي نور ـ حتى ذلك اليوم الذي هاجمتنا فيه الحمير) يتذكر تفاصيل اللقاء السعيد الذي وقع له فجأة ، قبل ذلك بسنوات طويلة، عندما كان يمر ببدروم هوتيل البحر الأحمر ، قبالة مبنى مديرية برعوت العامة . رأى الأمير غارقا في السلاسل بعُيد اعتقاله ، بينما كانت القبائل على مسافة السور الخارجي تهتف بسجنه وقتله ، وهم يلوحون بالسيوف والخناجر ، قال الخليفة ، : فجأة صاح الأمير صيحة فرّت منها القبائل كالشهب المتخثرة ، ورأيت حجرين يسقطان من أعلى السور . بعد أن تفرقت المظاهرة ، قال الخليفة : دنوت منه حين قيل لي انه لم يتكلم بعد مقتل ( ودتورشين)1 في (أم دبيكرات) ، ولايخرج من عينيه سوى شعاع يخرق من ينظر اليه ، وتتحرك شفتاه ببعض الهمهمات . نظر الىّ الأمير بأبتسامه عميقة حين قلت له :
    ــ ( وهدأ2 سلام عليكم ) .
    عندها بصعوبة شديدة استطعت التفريق بين شفتيه . بدا متعبا وهو يغمض عينيه لفترات طويلة مثل صقر جريح ....
    تدفق الخليفة علينا تلك الليلة بحكاية غريبة حين قال :
    كان سجناء سجن رشيد في دلتا مصر عندما يهجم عليهم الليل لايسمعون سوى زيفة البحر وصرير البرد الذي يصدون لسعاته بالأغطية الغليظة ، ولم يخرق هدوءهم الا الهمهمات التي كانت تنبعث كالأصداء المكتومة من الزنزانة المجاورة ، الهمهمات أشبه بصوت ينبعث من الصدر أ كثر منه من الفم ، ولذلك كان تأثرهم عميقا بتلك الكلمات الغامضة التي يطلقها سجين الزنزانة البحرية ، بينما كانت السلاسل تبعث صليلها مع حركته الدائمة طوال الليل . وحين رأوه في صباح اليوم التالي عند الفناء المفضي للبحر، تعجبوا من هيئته الغريبة ، نوعا ما ، وإن كانو قد عرفوا أنه من رجال ثورة الدراويش في السودان . الجلباب القصير حد الركبة مشدود على جسده بصورة لافته ، الجلباب كان يبدو ، لمن ينظر اليه ، ملبوسا بالعكس ، أو من الخلف ، ولايعرف حقيقة ذلك الا من ينظر إليه من الخلف ، ليرى نفس الشكل ، وهو الزي الذي كان ككلمة السر في حروب الدراويش ، يتميزون به عن جنود الترك ، والمصريين ، والانجليز. بعدذلك كانو ا يطلقون على الجلباب ( جناح أُم جكوّ ) لسهولة لبسه ، كيفما اتفق، حين تشتعل الحرب على عجل . أما حذاء السجين فكان من الجلد المخصوف ، وكان أيضا من العينة التي تـُـنتعل من الطرفين ، بينما تدلت من عنقه سبحة كبيرة مصنوعة من نواة شجرة (اللا لوب) تصل الى ما فوق السرة . بدت الحركة في فناء السجن ، ذلك الصباح ، غير عادية كما لو كانت عيدا لمساجين سجن رشيد . والحقيقة أن الحركة بدأت غير عادية منذ أيام ، عندما وصل السجين قادما في قطار الصعيد الى ذلك السجن الذي بناه المماليك لنسيا ن خصومهم ، مرة والى الأبد، لقد كانت ، تلك المرة ، من المّرات الشاردة التي يرون فيها الضوء يزداد مع حركة المصاريع الضخمة لأبواب السجن وهي تدلق عليهم هواء البحر المتسلل من الفراغ . كانوا يسمعون أزيز العربات خارج السجن كحادثة غامضة . وحين دخلل المندوب السامي للتحقيق ،بدا في حكم اليقين أن لفشل مهمته سببا ً بسيطا ً : وهو أن السجين لم يكن يلتفت أبدا( فضلا عن ان يتكلم) مع محققي سجن رشيد . كان المندوب السامي متحفزا حين
    أبصر هالة الشعر الأبيض حول قفا السجين . فجأة تذكر ما قرأه في كتاب (حرب النهر) للسيرجنت الشاب ( ونستون تشرشل) " أعظم رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد" ، عندها امتلأت أوداجه بالدماء الفائرة ، وبدا وجهه محتقنا وصغيرا مثل كرزة .....
    هذا الذي أطلق سيل الرماح على ( فرقةالخيّالة) في الحفرة التي نجا فيها تشرشل بفارق شبر حفظ حياته من العدم ؟؟. التفت المندوب السامي للمترجم النوبي الذي لم يستطيع حتى أن يفك تلك الهمهمات الراطنة من (راتب الامام المهدي) في فم الأمير، المتواري وراء الدغل الأبيض الكثيف.
    سحب من غليونه نفسا طويلا وهو يتأمل الأمير الأسير الذي كان يغمض عينيه و يهمهم دون أن يلتفت إلى المندوب ، تماما كما همهم( ود تور شين) في( أم دبيكرات) وهو يستقبل بظهره الرصاص منكفئا على جثمان (اب جكـــــّة).
    في غروب ذلك اليوم ، رجع المندوب للقاهرة وهو يهم بالرد على مكاتبات الملك جورج الخامس بخصوص الاسير ، عندما وصلته برقية بوصول البارجة الملكية الى رشيد، وعلى متنها الملك جورج . كان أول مافكر فيه المندوب هو الموقف الحرج للملك جورج مع هذا الاسير الذي تأبـَّى على كل محاولات إستنطاقه ، ولو بجملة واحدة مفيدة . تأمل في جدارية للمك أمامه .... ماذا لوغضب الملك (جورج) حين يأنف هذا الدرويش من الكلام معه ، أو حتى الألتفات أليه كما فعل معهم؟ ، وكيف سينقذ شرف بريطانيا العظمى وحكمة الانجليزأمام هذا السجين الصامد ....؟ بعد ذلك بأيام كان الملك جورج الخامس يبذل جهدا شديدا لكى يبدو متماسكا أمام الغيظ الذي بدأ يجتاح عظمته ، حتى كرسيه المذهب بدأ يهتز على البساط الأحمر الذي غمر فناء سجن رشيد ذلك اليوم ، واندلق بشريط طويل الى حافة الماء وقد رسمت عليه الخيوط الزرقاء لشارات العلم الانجليزي . شعر المندوب بما كان يخشاه عندما ارتفع صوت الملك جورج وبدأ يضرب الأرض بحذائه الملكي ضربات قوية تركت آثارها على البساط , وعلا الضجيج الذي لم يتوقف ، الا حينما أشار الأمير بسبابته وحركها يمينا ويسارا ثلاث مرات دون أن يلتفت الى الجميع ، بما فيهم الملك جورج الخامس الذي لم تفده كل نياشين النصر في الحرب العالمية الأولى على اختراق صمته المهيب ... فجأة تداعت ذكريات الملك عن هذا الأمير الجسور ......
    هذا الذي فجع الامهات في الريف الانجليزي . لقد عرف الملك ذلك شخصيا من الصورة الباهتة للأمير بلحيته الكثيفة ، على صفحات الصحف الانجليزية صباح الأحد من عام 1896.
    كانت عبارة (fozzy wozzy) التي كُتبت أسفل الصورة عنوان لقصيدة شاعر الأمبراطورية (ريديارد كبلنج) الأمر الذي زاد من انتباه الملك وأثاره أكثر ، تدفقت كلمات القصيدة على لسانه بانسياب :
    ( من هذا البجاوي الغامض كطيف في الصحراء(.......). حيث وصف فيها( كبلنج) أشباح (البجا) الرابضة في الصحراء على طريق الجيوش الامبراطورية . أولئك الرجال الذين ضمرت أجسادهم في السهول والجبال . كانوا يرمحون بأرجلهم الخفيفة كالطيور في غبار الحرب ، ولطالما كسروا الخطوط الرباعية للجيش الامبراطوري العتيد . تلك المربعات التي فاخرت بها انجلترا في حروبها ، لم تتكسر الا على يد هذا البجاوي العنيد .... خرج الملك جورج الخامس من
    سجن رشيد محمرّ الوجه يجرجر الخيبة على هذه الزيارة . في تلك اللحظات وصل الوفد الذي بعث في طلبه المندوب السامي ، من السودان . كانت تلك آخر محاولات المندوب فـــــي استـــنطاق لا مير العنيد ، بعد ذلك بساعات، حين خرج عليهم" ابنه " بوجه نادم ،أبدى المندوب إمتعاضا شديدا ، كان (علي) حين دخل على والده ، يزعم أنه الوحيد القادر على ضمان ولاء الأمير للحكم الجديد ، لكنه ندم بعد سماع تلك الكلمات المخيفة( انت ما ولدي ، ولدي مات ) .... ثم دخل عليه إبن المهدي وجلا الى الزنزانة ، كمن يدخل ضريحا مقدسا ، تسرب الكلام من لسانه كما لو كان يهمس همسا ً
    ــ السلام على امير المهدي
    ــ وعليكم السلام
    ــ ... عم عثمان ... نحنا وقعنا من يوم كرري ..... وما في غيرك يقدر على المهدية في زمن الإنجليز.
    ــ ياولدي المهدية لكل الناس ... حتى للأنجليز .. وانت عارف رسالة (الخليفة) للملكة فكتوريا عشان تسلم ويزوجها الأمير (يونس الدكيم) !!؟
    ــ لكين ... أبوي المهدي مات
    ــ أبوك مات ... لكين المهدية ما ماتت..... النبي لمن ما ت ... الأسلام مات !؟
    ــ نحنا جينا عشان نسّوي وضعك ، وتطلع من السجن ... انت لازم ترجع للسودان معزز مكرّم
    ــ أنا ما بطلع من سجني دا الا بشرط واحد
    ــ شنو هو
    ــ نرجع نحارب الأنجليز
    ــ الانجليز ماسكين البلد من الشلال للأبيّض ... حتى علي دينار الكان واقف مع الترك مشو ليهو هناك في دارفور وطاردوه لحد زالنجى ، لمّن مسكوه
    ــ علي دينار زي المهدي ....؟ المهدية لازم ترجع .... نحنا لمن حاربنا الترك كان الواحد فينا يغرز رمحو لمن يطلع زي الفشفاش ... و بعد ما ضبحنا الحلب والأنجليز في غابة (شيكان)3 ، بعد داك ضبحنا غردون في( سرايتو) ... هّسة لمّن شبت في المهدية عاوزيـــــن مني أمـــــــد يـــدي لأولاد(أم كفر) ؟! ..... ديل لوكان المهدي حي كان شافوا السيف .... أنا في آخر جمعة قبل كرري صليت بالأنصار .. خطبت فيهم لمن العصر ، وبعد العصر لمن المغرب ، وبعدين لمن العشا ، مافي زول منهم خـّـلا مكانو ، أو رفع راسو ، يوم داك قلت للخليفة أحسن نلاقي الأنجليز في البقعة ، لكين الخليفة صدّق حلم ( أب جكــّــة)1 ، رضيت بكلامو لأني بايعت المهدي (ومن بايع لاينقض) زي ماقال شيخي (الطاهر المجذوب)4 ..... أسمع يا ود الأمام ، ..... أنا كان طلعت من هنا عايز أمشي الحج ؟!.....
    حين خرج ابن المهدي باكيا مطأ طئ الرأس بوجه تغشاه الدموع . عندها عرف المندوب السامي ، أن اللعبة خاسرة مع هذا السجين ، بيد أنه وجد أرتياحا خفيا حين علم رغبة الأمير في الحج ..

    * * * * *
    ذات أصيل، بدا الأفق الشتائي لسماء مدينة رشيد داكنا بدخان القطار الذي رحل فيه سجين المهدية، ممتدا على السهول المنبسطة في الصعيد ، وصولا الى حلفا فسواكن .....
    كانت رحلة الحج الىبيت الله بالنسبة للأمير ، حلما قديما ودفينا في نفس الوقت ، فهذه الرحلة آخر ماخبأه ليوقد جذوة المهدية الكامنة في صدره ، فأنفسحت له آمالا عريضة ، ليفني بها بقية عمره في ما نذر له حياته .
    كان الأمير (عثمان دقنة) يعرف أن الشريف حسين ، شريف مكة، هو من سلالة النبي الباقية ، لقد كان أمله الوحيد هو أن يبايع الشريف حسين على قتال الأنجليز عبر البحر الأحمر . ومن ياترى بعد المهدي من يقاتل معه سوى الشريف حسين حفيد الرسول وحامي البلد الحرام .....
    في ذلك اليوم كان واضحا بكلمات تفوح منها رائحة الدم، عندما وقف أمام الشريف في السراي الذي يستقبل فيه الضيوف وقال:
    ــ السلام على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسليل النبوة الكريم ....
    يا شريف أنا جيتك من بلد المهدي ، بعدما قتل الكفرة الأنجليز خليفته ( عبد الله ود تورشين ) " كان الكلام بلكنة بجاوية مستعجمه " لكنه واصل حديثه :
    أنا عشت عمري في حرب الكفرة ، الأنجليز ، ولو مشيت لمشارق الأرض ومغاربها ، بعد موت خليفة المهدي (عبدالله ود تور شين) ، ما ألقى أحسن منك لمبايعته ...
    وها أنا أمد يدي وأبايعك على قتال الأنجليز يا سليل النبوة وحامي المسلمين ؟!!...
    كانت السماء تمطر مطرا غزيرا حين تدفق الأمير في كلامه بحما سة أدهشت الحاضرين ، بيد أن أشد الحاضرين دهشة كان الشريف الذي بدت على وجهه علامات الذعر من هذا الكلام المخيف ، حتى بدا يحّدث نفسه ..... من أين جاء هذا وأين كان يعيش !!!؟ ...الأنجليز اليوم هم عماد ملكي ، الذي سأستعيد فيه الخلافة وأملك العرب . من يعيش من دون الأنجليز ويطلب الملك ؟!!
    فجأة صرخ الشريف بصوت مدّوي
    ــ أسكت ؟؟؟
    ثم نظر لجلسائه بغضب وأستغراب قائلا ً :
    ــ ايش يقول هذا العجمي ... يبغاني أقاتل الأنجليز بالسيف والسكين ...... خذوه من هنا ..... روح لبلدك بعيد من بلدي ..... شيلوه ....
    حين سمع الأمير عثمان دقنه هذه الكلمات ، بدأ يرتجف من الغضب حتى اضطربت لحيته اضطرابا شديدا ، واحمرّت عيناه ثم تسرب شعر كثيف داخل فمه ، و بدأت اسنانه تصتك بشدة وكلماته.... كلماته كانت أكثر غموضا لكنها مخيفة.
    ما ظن الأمير ، يوما أن يرد عليه ابن النبي بمثل هذا الكلام ! وهو الذي أفنى حياته في (المهدية) من أجل الإسلام وحب النبي صلى الله عليه وسلم !؟
    فجاة صاح الأمير غاضبا :
    ــ شيلوه .... شيلوه .... تقول لى أنا شيلوه ؟؟!!
    الله يشيل ملكك ..... الله يشيل ملكك ...... الله يشيل ملكك،.....
    وخرج دون أن يلوي على شيء . كانت يده اليمنى مقبوضة الى أصابعها بشدة ، كما لو كان يريد أن يلكم أحدا ، أو ان يبطش بشيء أمامه ... نظر من مشربية دار الشريف المطلة على فناء الحرم ، فرأى خصاصها المعشّق بعناية فائقة ، وارتفاعها العالي فوق مستوى الكعبة المشرفة ... ثم أدرك بعد ذلك الكثير ، وقال لمن حوله :
    ـ من تطاول على الله ، في بنيانه.. كيف لا يتطاول على خلقه؟

    * * * * *
    بعد ذلك ، بأيام قليلة ، حين أبحر الأمير عثمان دقنة عن شواطئ الحجاز في سفينة شراعية متهالكة إلى (بر العجم) ، كان الشريف يغادر ملك القرون الخوالي في مكة ، ويسلــّــم مفاتيح الحرم والمُـــلك ، لعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل
    ولسان حاله يقول :

    كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا
    أنيسٌ ، ولم يسمر بمكـــــة ســــامر
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هوامش
    1ـ ود تورشين = لقب الخليفة عبد الله التعايشي
    2ـ (وهدأ) = كلمة بجاوية بمعنى الزعيم
    3ـ أب جكة = الحارس الشخصي للخليفة عبد الله التعاشي ظل يحميه سنوات طويلة ، حتى اللحظات الأخيرة التي قتل فيها مع التعايشي في معركة (أم دبيكرات)
    4ـ قتل في شيكان 11750 من حملة هكس باشا التي كانت مكونة من 12000 ، ومن الـ250 الذين نجو المؤرخ جورجي زيدان مؤسس دار الهلال وصاحب الروايات تاريخ الإسلام الشهيرة . وألف روايته المعروفة عن الثورة المهدية بعنوان (أسير المتمهدي) من وحي هذه المعركة .. وكذلك نجا المؤرخ السوري المعروف نعوم شقير ـ وكان يعمل في قلم المخابرات البريطانية ـ صاحب كتاب (جغرافية وتاريخ السودان)
    5ـ الشيخ الطاهر المجذوب من أركويت هو شيخ الأمير عثمان دقنة قبل المهدية . وله أشعار جميلة خلدت بطولات المهدية ... و كان الأستاذ إدريس الأمير حافظا للكثير من أشعار الشيخ المجذوب

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 04-27-2008, 08:31 PM)
    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 04-27-2008, 10:58 PM)

                  

04-28-2008, 02:06 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأيام الأخيرة للأمير عثمان دقنة ـ فصل من رواية (بر العجم) (Re: محمد جميل أحمد)

    .
                  

04-28-2008, 11:39 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأيام الأخيرة للأمير عثمان دقنة ـ فصل من رواية (بر العجم) (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de