|
د.زهير السراج يكتب حول سوء معاملة الأطباء للمرضى
|
مناظير نهارك سعيد.. يا دكتور
زهير السراج كُتب في: 2008-04-27 [email protected]
* يشتكي الكثيرون من سوء معاملة الأطباء لهم، التي تتمثّل في الاستعلاء وعدم الانصات بشكل جيد للمرضى وذويهم والخشونة في المخاطبة و(صرَّة الوش) التي لا تفارق وجه الطبيب السوداني وبخله بالمعلومات والسلوك العدواني (أحياناً)، بالإضافة إلى عدم قبول النصح أو الحديث عن حالة المريض من طبيب له تجربة سابقة مع المريض، وهو منهج مقبول ومعمول به في كل العالم ما عدا السودان!! * الأمثلة كثيرة في هذا المجال، منها قصة المريضة التي شعرت بآلام في المعدة، وبعد الكشف والفحوصات قرر لها الطبيب عملية جراحية، فسألته المرأة بكل براءة، إذا كانت العملية بالليزر، خوفاً من الجراحة، وهو خوف طبيعي يراود أي إنسان يقرر له الطبيب عملية، فاستشاط الطبيب غضباً، وقال لها بعدوانية شديدة.. (العملية بسويها بأصابعيني ديل -رافعاً أصابعه في وجه المريضة- ولو ما عاجبك، شيلي اللافتة المعلقة برة وانتي طالعة)!! * وقصة أخرى عن ابنة المغترب التي تدرس في السودان، ووصله خبر اصابتها بحمى شديدة وحجزت بالمستشفى للعلاج، وكان لها تاريخ مع هذه الحمى عندما كانت بالسعودية، فطلب من الطبيب الذي كان يعالجها في السعودية، وهو سوداني، الحديث بالهاتف مع الطبيب المشرف على العلاج بالسودان، فاتصل الطبيب بشقيق الفتاة الذي كان يرافقها، على هاتفه الجوال، وطلب منه أن يتحدّث مع الطبيب ليشرح له حالة المريضة إلا أن الأخير رفض رفضاً باتاً، وقال إنه لا يتحدث مع أحد عن طريق الهاتف الجوال، حتى ولو كان ابوقراط نفسه، وكانت النتيجة أنه شخَّص المرض خطأ، وأعطاها العلاج على هذا الأساس، وشاء الله أن تموت الفتاة بسبب الغرور والتعالي!! * ثم قصة الأستاذ عبدالله ضحية، وهو مغترب بالسعودية، وكان في إجازة بالسودان، واضطره نفاد حبوب الضغط التي اعتاد عليها، ولم يعثر عليها هنا، إلى الذهاب إلى عيادة طبيب كبير، وانتظر ساعات طويلة في عيادة ضيَّقة ولا تليق بالبني آدمين، ليقابله، وبعد أن استمع إليه الطبيب بنفاذ صبر، ولم يرد على تحيّته في بادئ الأمر، كشف عليه، وهو عابس، ثم هاج في وجهه وخاطبه بعبارات غير لائقة عندما وجد ضغطه مرتفعاً جداً، فقال للطبيب (يا دكتور أنا جيتك عشان تعالجني مش عشان تأدبني).. هنا فقط هدأ الطبيب، وواصل عمله!! * وقصة رابعة بطلها أنا، ولكنها في كندا، وليس في السودان، فقد أدخلت إلى أكبر مستشفى للقلب في العالم (مستشفى سانت مايكل).. لإجراء بعض الفحوصات المهمة قبل الخضوع لعملية جراحية لإ زالة غضروف، ومن باب الاستقبال، وحتى باب الخروج، كان الجميع يقابلني بابتسامة، ويحيني بأحسن تحيّة قبل أن أحييه، ويودعني متمنياً لي نهاراً سعيداً، وأول ما سألني عنه الدكتور الكبير جداً (في مقامه)، والمتواضع جداً، بعد أن استمع لقصتي بصبر شديد، وابتسامة وادعة لم تفارق محياه، إذا ما كنت أحمل تقريراً طبياً من بلدي يأخذ فيه فكرة عن حالتي الصحية، وعندما أعطيته له، قرأه بصبر وتمعّن واهتمام شديد!! *هل أزيدكم من القصص ولا كفاية كدة؟! نهاركم سعيد يا دكاترة!!
http://alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=1590&col_id=133&bk=1
|
|
|
|
|
|