تقدمت بخطوات راجفة، ونبضات واجفة ، صافحته بيد فارق الدم أطرافها فبردت .. جلست والعشق بعينيها يلوح و يضرج خديها بحمرة فاترة ، التقت عيناها بعينه هنيهة فازداد ارتباكها ، أرخت ناظرها وتنهدت ، رفعت عينيها إلى السماء فشاكستها فيروز . شايف السماء شو بعييدة . بُعد السماء بحبك . زاملته سنة وزيادة ، تعرفت عليه بعمق فأسرها ، طيب ، خفيف الظل مع حزم بيِّن ، واسع الاطلاع ، ملم من كل فن بطرف ، ناقشته ، ما زحته ، حدثته عن أسرتها وأسرارها ، وأمنياتها وأخبارها . وحدثها عن آماله وآلامه ، لم تنتبه لتسربه خلال الدواخل ، وامتزاجه بآمالها حتى دنت ساعة الفراق فقد أنهت سنة الامتياز ، ترددت كثيراً في مفاتحته بمشاعرها غير أن الدفء الذي يكحِّل نظراته أحيانا أذاب ترددها ، فتحت حقيبة يدها وأخرجت البوم غنائي عنوانه أنا بعشقك ، قدمته له في صمت ، لم يلحظ ارتباكها ، ولا النظرات الشاردة ، والأنفاس المتهدجة ، وفاتته الرسالة ، تقبل الهدية مثنياً على الذوق الراقي في الاختيار فهذا الألبوم من أروع ما غنت ميادة ، وأعذب ما كتب ولحن الموسيقار بليغ حمدي ، ثم عرج على السلم السباعي ، وتدحرج إلى السلم الخماسي وأفاض . حبست آهاتها وبلباقة شقت طريق الهروب . شيعها بنظرات تائهة متأوهة وتنهد ودندن : وأميرة قلبك نائمة من يدخل حجرتها مفقود ، من يطلب يدها ، من يدنو من سور حديقتها مفقود ، من حاول فك ضفائرها يا ولدي مفقودٌ .. مفقودٌ ... مفقودٌ... مفقوووود .. يااااااا ولدي . يااااااا ولدي . إييييييييييه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة