|
|
 السر الدفين فى العلاقة بين قناة الجزيرة والاسلاميين السودانيين الحاكمين والمعارضين!!!!!!!!!!
|
وجدت هذا التحليل منشوراً فى جريدة الخرطوم الغراء عدد اليوم الاثنين 23 يونيو 2008 ويكشف جانباً مهماً من اسرار العلاقة بين قناة الجزيرة الفضائية والاسلاميين الحاكمين للسودان بالحديد والنار وللاهمية قمت بنشره هنا حتى نكون على بينة الى نص التحليل
تغطية متوازنة ام حملة علاقات عامة حكومية؟
انقضى اسبوع تغطية قناة الجزيرة المخصص للسودان ذلك الاسبوع الذي جاء مخيباً للامال والطموحات العراض التي شيدها السودانيون جراء الانبهار بالصورة التي تقدمها قناة الجزيرة نتيجة للامكانيات الهائلة التي تحشدها القناة القطرية وهي امكانيات فنية وقدرات بشرية ذات تجربة كبيرة في مجال الاعلام. ظن اغلب الناس في بلادنا ان القناة ستقدم الجديد المثير ذلك الذي تعمدت وسائل الا علام المحلية اخفاءه خوفاً او طمعاً في السلطان والرقيب وتهيأت فرصة للقناة التي يستشعر اغلب الناس انها الاكثر جرأة وتجديداً في طرائق الطرح الاعلامي لكن القناة لم تستغل هذه الفرصة لتنقل الواقع السوداني كما هو لا كما تريد الحكومة مما جعل الكثير من الكتاب يتوجهون بالنقد للقناة وادائها في نقل الاسبوع المخصص للسودان تحت شعار (عين على السودان) وكان من المأمول ان تتخلى القناة عن اسلوب تغطية الاحداث الداعمة للحكومة باتجاهاتها المختلفة وتعكس مواقفها والتي هي دوماً بخلاف المواقف الاجتماعية والشعبية. يحمد للجزيرة اهتمامها بالشأن السوداني بصورة اكبر من القنوات الفضائية الاخرى خاصة تلك التي تنطلق من بلدان عربية ذات صلات اقتصادية وتاريخية بالسودان. وربما يعود انحياز القناة للحكومة السودانية بسبب العلاقة بين التيارين المتنفذين تيار السلطة في السودان المعروف باتجاهه الاسلامي (المؤتمر الوطني) والاسلاميين المسيطرين على قناة الجزيرة ورغم القدرات والكفاءات ذات الخبرة التي يتميز بها القائمون على امر الجزيرة من المذيعين والمخرجين والفنيين الا ان السياسة العامة للقناة تعطي الاولية لتيار ان الحركات الاسلامية في الوطن العربي والسودان ليس استثناء من ذلك. المسلمي الكباشي مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم ينفي تلك الاتهامات ويقول عين على السودان برنامج تم تنفيذه منذ عام حيث شمل العين وتركيا وايران وذلك لاعتبارات ترجع الى سياسة القناة وقد شعرت المحطة ان السودان دائماً ما يتم تناوله من خلال اعلام الازمة الذي يحجب الرؤية عن اعمال اخرى بالنسبة للمشاهد خاصة ان السودان بلد متعدد الموارد والثقافات والاديان ويمتاز بغزارة الموروث الثقافي وتعدده ومن حق المشاهد ان يعرف ومن واجب الجزيرة تكثيف المعرفة لمشاهديها لذلك قامت القناة بالاشتراك مع فريق المراسلين الوجودين في السودان بالطواف في اقاليم السودان المختلفة ويواصل الكباشي حاولنا التعرف على مختلف طرائق الحياة في السودان وانماطها وانجزنا اكثر من 50 تقريراً وزعت بالتساوي بين كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية اضافة الى برنامج حديث الصباح الذي خصص سبع حلقات تم بثها من السودان وبرنامج تحت المجهر الذي احتوى على عدد من الحوارات وكانت التجربة مجهدة ومكلفة ومرهقة لكنه الارهاق الخلاق. وعن الانتقادات التي وجهت للقناة من حيث التغطية يقول المسلمي اعتقد ان النقد مهم وهو وسيلة للتطوير وان اي جهد انساني لا يتطور الا بالنقد وان الكثير من اعمال البشر محتاج الى نقد خاصة الاعمال ذات القيم النسبية كالثقافة والافكار لكن الجزيرة حرصت على توازن التغطية بمعنى انها تمثل كل وجه في تغطيتها للقضايا السودانية المختلفة من زوايا الثقافة والسياسة والرياضة والمجتمع والاقتصاد والفنون وان تمثل كل الجهات فقد قمنا بتقسيم السودان الى اقاليم ثقافية بحيث يكون التوازن موجوداً في الاقليم الثقافي الواحد في سد مروي مثلاً قدمنا تقريراً وهو يتكون من جزءين السد من ناحية اقتصادية باعتباره مشروعاً ناجحاً والجزء الثاني قام على ان هذا الانجاز له اثاراجتماعية ضاغطة وتأثير على مواطنين استطعنا ان نأتي بالمتأثرين ونوجه لهم اسئلة وهذا النوع من الاسئلة يترك لمثل القضايا المعلقة فنأخذ اسئلة المتأثرين ونوجهها للمسؤولين وذلك لضيق الزمن الذي يستغرقه البرنامج ويقوم المذيع بتوجيه الاسئلة للمسؤول وهي نفسها شكاوى المتأثرين وقمنا نحن بدور المتأثرين وبالتالي استطعنا ان نقوم بمحاصرة المسؤولين في تغطية واحدة. وعن فتح الفرصة لتيار سياسي واحد يقول الكباشي ليس هناك سياسي او تيار سوداني لم نقم بتغطية اعماله او اخباره او ندواته او مؤتمراته كما ان تغطية عين على السودان لم تترك تياراً او حزباً سياسياً ولم تتعرف على موقفه وافكاره فالتغطية كانت شاملة لكل الاحزاب والتيارات. ويختلف مع الكباشي الكثيرون حول اطروحة ان الجزيرة قامت بعملها بمهنية وبعيداً عن تأثير الحكومة حيث يرى الصحفي صلاح الدين عووضة ان ما قامت به الجزيرة اشبه بحملة دعائية مساندة للحكومة والسبب يعود الى ان المرجعية الفكرية التي تعتمدها الجزيرة هي ذات المرجعية التي يعتمدها النظام وهي عمل دعائي لصالح النظام باعتبار ان الجزيرة ذات تأثير كبير وذلك لعجز الفضائية السودانية عن القيام بهذا الدور وهي اشبه بتغطية حكومية والفرق هو في الادوات والاعلاميين اذ يتميز اعلاميو الجزيرة بمهنية رفيعة وكذلك من حيث الاداء والان الشعب السوداني لا يثق في الاجهزة الحكومية وفي هذا ذكاء من الحكومة ان تسغل فضائية الجزيرة خاصة انها مقبلة أي الحكومة على انتخابات ويواصل عووضة قائلاً (لا استبعد ان تكون حملة مدفوعة الثمن لمساعدة المؤتمر الوطني قبل الانتخابات ومع احترامنا لمدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي لكنه محسوب على التيار الاسلامي وكذلك المدير العام محسوب على التيار الاسلامي العريض ولا يخفى ان قناة الجزيرة هي التي تنفرد بتصريحات اعلامية لاسامة بن لادن والزرقاوي دون بقية القنوات الفضائية الاخرى والمرء لا يحتاج الى كبير عناء ليدرك الصلة او الرابطة بين الجزيرة والمؤتمر الوطني.
|
|
 
|
|
|
|
عبد الواحد أبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست