العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2008, 02:48 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير*

    العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* محمد جميل أحمد

    إذا جاز لنا أن نتأمل التفاوت بين العلوم التطبيقية ، والعلوم الإنسانية . وما إذا كانت هذه الأخيرة مجرد علوم تنظيرية ؟ جاز لنا أن نتأمل شرطا آخرا ً هو في الحقيقة الشرط الشارط لتلك العلوم في مساراتها المتعددة . لاسيما ونحن نتكلم بصدد جدوى هذه العلوم في عالمنا العربي .
    ربما كان من البداهة أن هذا الشرط الضروري : (الحرية) هو المناخ الذي تنطلق فيه شروط المعرفة الأخرى ، وازدهارها ، وتطورها وفق سيرورة لا تعرف الانقطاع .
    والحال أن التأمل المجرد في وارد التفاوت بين العلوم الإنسانية ، والعلوم التطبيقية يحيل إلى العديد من الفروق ذات الطبيعة الذاتية في الحقلين . ذلك أن العلوم التطبيقية في الأصل نتائج محايدة تنتج عن اختبار العقل للطبيعة والحياة .لا تخضع للرغبات وإنما تخضع للتجارب في ما هو مخبري من واقع مشاهدات صارمة حسب قواعد القانون العلمي ، التجربة الملاحظة ، الاستنتاج . وهي في نفس الوقت تجارب صارمة للمادة العضوية في مجالاتها المتعددة . وربما كانت نشأة العلوم التطبيقية في بعض مراحلها ضمن مناخات سياسية لا توفر إمكانات الحرية اللازمة(الاتحاد السوفيتي السابق مثلا) توهم بتناقض ما في اشتراط الحرية إلا أن هذا الوهم يمكن تجاوزه إذا عرفنا أن ذلك الكيان كان يضع أفكاره ضمن ما سماه (بالاشتراكية العلمية) . وكانت في معنى ما ضمن صيرورة الحداثة الغربية . فضلا عن شروط النشأة الجديدة . وجمال الحلم الإنساني الذي كانت ترسمه الشيوعية قبل أن يتحول إلى كابوس . أي أن القمع لم يكن للعقل في اختبار قدراته إزاء الطبيعة (كما كان رأي الكنيسة في العصر الوسيط) بل إزاء الآراء السياسية المخالفة . وتكريس الأوتقراطية ولكن حتى هذه المعطيات التي تسمح بجدوى العلوم التطبيقية تتحول مع الزمن واختناق مساحات الحرية إلى معوقات كابحة للإبداع في العلوم التطبيقية . كما هو حال ما تعيشه روسيا اليوم بعد أكثر من سبعين عاما من تجربة (الاشتراكية العلمية) . غير أن هناك تقاطعات مهمة ربطت بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية وكانت في الحقيقة علاقة جدلية . فنتيجة لنظريات العلوم الإنسانية في الفلسفة والتاريخ والقانون والسياسة ، ونتائجها التي ارتبطت في أوربا بثورات وتحولات كبرى(علماء الموسوعة الفرنسية ـ فولتير ـ ديدروـ جان جاك روسو) . كل ذلك أسس للحرية التي ازدهرت فيها العلوم التطبيقية وتطورت فيما بعد وحتى اليوم في النتائج الباهرة لها في مختلف مجالات الحياة المادية وما وفرته للإنسان من رفاهية وتيسير في وسائل العيش . لكن اليوم بعد الآثار الكارثية لتلك العلوم في مجلات التسليح وتطبيقاتها في الحربين العالميتين . انحسرت تلك الأيدلوجيا الخفية التي صاحبت نتائج العلم الباهرة في بداية القرن العشرين في الظن بأن العلم هو الحل السحري لكل مشكلات الإنسان في العالم الحديث .
    فإذا انتقلنا إلى تأثير العلوم الإنسانية في الحياة المعاصرة نجد أن مقولة : العلوم الإنسانية تنطوي على كليات وإطلاقات لا تستوي إلا في كونها علوما اعتمد عليها الإنسان داخل شروطه التاريخية والبيئية والاجتماعية . وربما كان من المستحيل في تجارب العلوم الإنسانية ترحيل أو تعدية نظرياتها كما هي إلى بيئات علمية أخرى , واختبار آلياتها كما هي . إذ أن تطبيقاتها لا تكشف دائما عن تطابقات واحدة أو أنها ليست بالضرورة كذلك . ذلك أن منطلقات العلوم الإنسانية رغم اعتمادها على مناهج افتراضية للبحث إلا أن ما يثبت جدواها هو نتائجها التي تصدر عبر اختبارها النقدي وتحقق مصاديقها في أزمنة أخرى ، ومجتمعات معينة . أو تأويلها عبر مناهج البحث المقارن . أو قوانين العقل الإنساني في النظر والتأمل ، والتجارب الإنسانية . بالإضافة إلى تعالقها بالشرائع والأديان والأساطير والتراث وغير ذلك ؛ وما يتفرع عنها من علوم جديدة . لكن إشكالية الإنسان الكبرى هي أن هذه العلوم رغم تقدمها في العالم الحديث إلا أنها لم تتوفر حتى الآن على إجابات لأسئلة من طبيعة ميتافزيقية / غيبية . بالرغم من أن الفلسفة حاولت أن تتصدى لهذه الأسئلة منذ فجر التاريخ . وإذا كانت العلوم الإنسانية عبر تقدمها في الغرب استطاعت تعميم مناهجها في علم النفس (فرويد) والاجتماع (ماكس فيبر) والسياسة (ماركس وغيره) ، مثلا ، بعد أن وجدت لها استجابات ذات فاعلية في المجتمعات الغربية ، فإن ذلك نبع بالدرجة الأولى بعد أن نزع الغرب عنه سلطة المعرفة الكنسية عن تلك العلوم ، الأمر الذي وفر له حرية المعرفة. أي أن تحولات الوعي والمجتمع التي تزامنت في الغرب مع النهضة والإصلاح الديني والتنوير والثور الصناعية أدى في النهاية إلى الاطمئنان لثمرات تلك العلوم في حياة مزدهرة وقوية .
    بيد أن هيمنة الغرب على الشرق في الحالة الاستعمارية والتي كان من مفاعيلها نشأة المدرسة الحديثة والجامعة في العالم الإسلامي على صورتها في الغرب ، ومن ثم استيراد العلوم التطبيقية والإنسانية التي وصل إليها الغرب ، كانت هي السبب في تخلف العلوم الإنسانية والتطبيقية في العالم العربي . والاعتراض هنا ليس على فكرة المدرسة والجامعة في صورتها الحديثة . أو التتلمذ على الغرب بقدر ما هو على عجز العرب والمسلمين في اقتراح علوم إنسانية تستبطن معرفة الغرب مع القدرة على اكتشاف وتفكيك إشكالا تهم المعرفية التي تحتاج إلى حفريات عميقة في الثقافة والتاريخ ا وما يتضمن ذلك من تحديات واستجابات في الواقع والانطلاق منه إلى المستقبل . كل ذلك مما لم تنجزه العلوم الإنسانية المنقولة من الغرب على نحو آلي ، بتطبيقات غير مجدية . فضلا أن المراحل التحويلية التي تقتضيها هذه العلوم في التغيير تختلف تماما عن المراحل التي أنجزها الغرب . فما زال الإصلاح الديني في العالم الإسلامي من أهم الاستحقاقات التي ينبغي أن تتصدى لها هذه العلوم ، فيما الغرب أنجز هذا الاستحقاق قبل أربعة قرون . وهذا الاستحقاق أي الإصلاح الديني كان من أهم الحلقات التي أفضت للحداثة في الغرب.
    وبالجملة فأن تفكيك نمط التخلف في كل نواحي الحياة العربية بآليات العلوم الإنسانية هو التحدي الأكبر . وخصوصا علوم التربية ومناهج التعليم التي تنهض عليها كل عملية التغيير . إن إنفكاك العلوم الإنسانية عن مفاهيمها التربوية ، وانعدام الحرية ، وغياب الوعي . كل ذلك أدى إلى انحياز العلوم الإنسانية لجهة التنظير ، واقتصارها على مناهج عاجزة ومحصنة في قلاع الأكاديميا ، بعيدا عن التطبيقات التي تؤسس لتلك العلاقة الجدلية بين العلوم الإنسانية من جهة ، وحالة الحراك والتغيير الاجتماعي من جهة أخرى . وربما كان إحجام تلك العلوم عن إطلاق قواعد معرفية لقراءة التراث ؛ وعلاقته بالواقع ، وإعادة قراءة جديدة للقرآن الكريم عبر إستثمار المعرفة الحديثة ومناهج البحث في اللسانيات ،والهرمونيطيقيا (التأويل) والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ ، وحتى الأنثروبولوجيا. والمنطق ، ربما كان ذلك الإحجام بفعل الحاجز النفسي الذي تزامن مع نشأة العلوم الإنسانية في محاضن التعليم الاستعماري. هو الذي أدى إلى ذلك العجز فيما خص فهم القرآن في ضوء العلوم الإنسانية الحديثة. وهو ما عكف عليه مؤخرا بعض المفكرين العرب (محمد أركون ــ نصر أبي زيد ــ يوسف صديق ــ أبي يعرب المر زوقي) وخلافهم .
    إنه من الصعب اكتشاف مناهج جديدة للعلوم الإنسانية بمعزل عن قراءة واعية لآليات التخلف التي تعيد إنتاج نفسها في صيرورة غريبة . لقد كان تصميم مناهج التعليم في نشأتها الأولى على إنتاج نماذج هشة ومستلبة في الأجيال اللاحقة ، وربطها بمنطق العلة والمعلول إلى (المتروبول) " العواصم العالمية " ، جزء ً من ذلك التخلف . وبالتالي من الصعوبة بمكان أن تتجاوز معطيات العلوم الإنسانية حدود التنظير البائس ، والعجز عن إنتاج قفزات جادة ، دون أن تواجه واقع التخلف المقيم .
    ونحن هنا لا نعني استحالة اختراق ذلك الواقع بمفاهيم جديدة ومقولات مبتكرة استنادا إلى تلك العلوم الإنسانية ، فهي بالرغم من ظروف نشأتها المتعثرة والملتبسة في العالم العربي والإسلامي إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل اختراقات هامة وخطيرة استفادت من مناخ (المتروبول) وأسست مقولاتها الخاصة ؛ مثل كتابات إدوارد سعيد في تفكيك بنية الاستشراق التي أعادت موضعته في زواية نظر جديدة خلخلت ذلك الفهم العتيد في أذهان الغربيين لتلك المقولة .
    ربما كان التأمل في علاقة التفاوت بين العلوم الإنسانية والتطبيقية ، بعد أن تشعبت هذه الأخيرة وتيقنت من عجزها عن حلول مشاكل الإنسان غير المادية .( باعترافها أن هناك مساحة ميتافزيقية من هذا العالم ليس من العلم إنكارها ، كما أنه ليس في وسع العلم الإجابة عنها). ربما كان في كل ذلك ما يسمح للعلوم الإنسانية بإعادة قراءة واقع الحياة الإنسانية بكل ما فيها من مؤثرات أهملتها بدايات نشأة تلك العلوم التي نبذت مصادر المعرفة الدينية مثلا . فالعالم اليوم انخرط في علاقة ارتدادية مع الدين بحسب ، هابرماس ، قد تكون غير عادية وعميقة أيضا ً .
    إن حاجة العلوم الإنسانية لتنويع مصادر المعرفة في دراستها لظواهر الحياة الاجتماعية وتحولاتها ، بما في ذلك الدين والتراث في عالمنا العربي ، بحسب قراء ة موضوعية ، هو ما يمكن أن يطور تلك العلوم لجهة التنظير المعرفي المستند إلى علاقة حيوية بمفاعيله المؤثرة في واقع الحياة والصادرة عنها في نفس الوقت .
    ليس هناك حلول نهائية لمشكلات الإنسان في العالم الحديث وإنما هناك صيرورة لإعادة إنتاج حلول جزئية لمشكلات جزئية ، يمكن للعلوم الإنسانية عبر تشعباتها العديدة أن تقترح لها صورة شبه كلية تلم أجزائها من تلك المشكلات المتعددة ، بشرط أن تتوفر على مصادر عديدة للمعرفة والدرس .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * نقلا عن دورية (المسار) جامعة السلطان قابوس ـ سلطنة عمان
                  

04-10-2008, 04:56 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: محمد جميل أحمد)

    والله يا محمد متابع مقالاتك باستمتاع كبير
    ولكن الله غالب مع الوكت للمداخلة
                  

04-10-2008, 05:52 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: صلاح شعيب)


    شكراً ..أخي محمد على هذا المقال القيم ..والتناول الموضوعي و الطرح العقلاني ..وليس في جعبتي ما أزيد منه على قولك
    ولا في جرابي ما أزود عنه ..تجاه طرحك ...فقط طرقت أبوابك لأن مقالك أمتعني ..متعة عقلية راقية..طالما افتقدتها في هذا المنبر ...بل وفي
    الحياة الحقيقية التي نحياها ..كل يوم ...لا فض فوك ...

    مع تقديري والود لك أصفاه ...
                  

04-11-2008, 01:50 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: ibrahim fadlalla)

    عزيزي صلاح شعيب ، تحياتي
    شكرا على متابعتك التي أهتم لها ، كما أتابع كتاباتك ، وما يخطه حرفك الجميل . لا عليك ياعزيزي ... يكفي أنك تتابع وتدون ملاحظاتك السريعة .
    مودتي
                  

04-11-2008, 01:55 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: محمد جميل أحمد)

    عزيزي ابراهيم فضل الله . تحياتي
    شكرا على ثقتك بما أكتب ، وعن تأويلك الجميل بخصوص هذه الكتابة ، سعدت بمرورك ، واهتمامك وعباراتك التي عبرت عن معنى الاحساس بجدوى الكتابة بالنسبة لي .
    مودتي
                  

04-11-2008, 05:26 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: محمد جميل أحمد)

    ـــــــــ
    Quote: ذلك أن العلوم التطبيقية في الأصل نتائج محايدة تنتج عن اختبار العقل للطبيعة والحياة .لا تخضع للرغبات وإنما تخضع للتجارب في ما هو مخبري من واقع مشاهدات صارمة حسب قواعد القانون العلمي ، التجربة الملاحظة ، الاستنتاج . وهي في نفس الوقت تجارب صارمة للمادة العضوية في مجالاتها المتعددة . وربما كانت نشأة العلوم التطبيقية في بعض مراحلها ضمن مناخات سياسية لا توفر إمكانات الحرية اللازمة(الاتحاد السوفيتي السابق مثلا) توهم بتناقض ما في اشتراط الحرية إلا أن هذا الوهم يمكن تجاوزه إذا عرفنا أن ذلك الكيان كان يضع أفكاره ضمن ما سماه (بالاشتراكية العلمية) . وكانت في معنى ما ضمن صيرورة الحداثة الغربية . فضلا عن شروط النشأة الجديدة . وجمال الحلم الإنساني الذي كانت ترسمه الشيوعية قبل أن يتحول إلى كابوس . أي أن القمع لم يكن للعقل في اختبار قدراته إزاء الطبيعة (كما كان رأي الكنيسة في العصر الوسيط)

    :
    الاستاذ محمد جميل تحياتي لك ياجميل
    فهمت من هذا الاقتباس ..إن العلوم التطبيقية منبتها كان سببه العقل وتفرده والاسباب التي تؤدي إلي اجهاضها وتدرني نتائجها هي عدم الحريه او الكبت السلطوي والقمعي ..هذا كلام صحيح
    ولكن لونظرنا هنا نلاحظ استبعاد الدين الذي كان يسيطر في اوروبافي التطور المادي العلمي ويجب علينا ان نتذكر نحن المسلمون ان هذا الدين الذي يسود اوربا تشوبه كثير من الشوائب بل التحريف والتبديل هو السواد الاعظم وهذا بنص القران الكريم وبهذا لا يحسب ان تعمم النتائج علي
    الدين الاسلامي ..ومن هنايظهر لي جلينا قضية العلاقة بين العلم والعلوم التجريبية او التطبيقية
    والعلوم العقليه هذا من ناحية ومن الدين من ناحية اخري .. وهي قضية قديمه لم تكن حديثه بل جاءت بثوب جديد..
    وقد اسنتجت من هذا المقال ان العلوم هي التي ساعدة علي التطور الهائل نتيجة للحقائق العلمية التي توصلت إليها منتجةً التكنو لوجيا دقيقة وفرة الحياة الترفيهية وفي كل مناحي الحياة معتمدة علي العقل وكانها تقول الفكرة حسب اصحابها لسنا بحاجةٍ إلي الدين والوحي وليس للدين فيها من شيء وبذلك سوف نتوسع اكثر واكثر ولا حوجة لنا بعدئذن (للدين) ..
    وايضا يتطور الوضع في تاسيس إن الدين لا يخدع للمختبر والمعالم فهو لم يكن علمي ..!!!
    ويصنف الدين مع الخرافه ..
    في حين ان الدين الاسلام هو يدعو إلي الهدي ويدعو إلي المجادله ويحترم العقل ولايقوم الايمان ولا تقوم التكاليف إلا علي العقل ويدعو إلي العلم وبهذا يكون الاسلام متفق معهم ان طرائق العلم هي الحس والعقل فكل الحواس مذكوره في القران واهميتها وهذه هي طرائق العلم ..
    اما مصدر المعرفه بالنسبه للاسلام فهو الوحي وكذالك الكون مصدر للمعرفه ..
    إذن الاسلام سبق الغربيين في المعرفه لانهم حددوا أن تفسير ايها ظاهر تفسيرا علميا لابد ان لا تخرج من النطاق المشهود وإذا خرجنا من لتفسير ايها ظاهرة في الكون لنفسرها من خارجة اصبحت لم تكن معرفه ..وهذا قصورا واضحاً..

    Quote: وإعادة قراءة جديدة للقرآن الكريم عبر إستثمار المعرفة الحديثة ومناهج البحث في اللسانيات ،والهرمونيطيقيا (التأويل) والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ ، وحتى الأنثروبولوجيا. والمنطق ، ربما كان ذلك الإحجام بفعل الحاجز النفسي الذي تزامن مع نشأة العلوم الإنسانية في محاضن التعليم الاستعماري. هو الذي أدى إلى ذلك العجز فيما خص فهم القرآن في ضوء العلوم الإنسانية الحديثة. وهو ما عكف عليه مؤخرا بعض المفكرين العرب (محمد أركون ــ نصر أبي زيد ــ يوسف صديق ــ أبي يعرب المر زوقي) وخلافهم .

    انظر الي تعريف الهرمونيطيقيا يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري عن الهرمنيوطيقا : " هي مشتقة من الكلمة اليونانية "Hermeneuin" بمعني يُفسِّر أو يوضِّح - من علم اللاهوت - حيث كان يقصد بها ذلك الجزء من الدراسات اللاهوتية المعني بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية ورمزية تبعد عن المعنى الحرفي المباشر، وتحاول اكتشاف المعاني الحقيقية والخفية وراء النصوص المقدسة "
    وانظر ماذا يقول نصر أبي زيد « وتعد الهرمنيوطيقا الجدلية عند جادامر بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي ، نقطة بدء أصيلة للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية ونظرية الأدب فحسب ، بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره وحتى الآن » ، إشكاليات القراءة وآليات التأويل لنصر حامد أبو زيد ص49
    فهؤلا يريدون ان يفسرو النصوص القرانيه والانسان والحياه حتي الوحي والنبوة وفق التصورات المادية الماركسية .. ومع علمهم ان السنه مبينه ومفسره للقران ونصوصه
    انا اتفق مع اخي محمد جميل اننا في تخلف بواقع عالمنا العربي ويحتاج إلي تطوير ولكن لا ان يكون التطور ببتر الاشياء وقولبتها في اواني فالدين الاسلامي خاتم للاديان ورسوله الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لم يكن سياسيا ولم يمنهج الاسلام في الايدلوجيات وحتي دخول الاسلام في حداثته كثير من العادات والقاليد احترمها وبناء عليها وحث عليها ..
    اما عن هؤلا المفكرين الذي ذكرتهم ففكرههم هذا في دائرة انه جهد بشري احترمهم كعلمانين متاصلين لكن لا اعتقد انه يحل الإشكال لانه سوف يحدث تطور مادي علي حساب الروح وتحتاج إلي الرجوع مره اخري إلي الدين ..
    في الختام اشكرك عزيزي فإنه مقالا ثري اعجبت به وغني
    لك كل تحياتي وودي ..

    (عدل بواسطة emad altaib on 04-11-2008, 05:38 AM)

                  

04-11-2008, 05:50 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: emad altaib)

    عزيزي عماد الطيب ... تحياتي وشكرا على المرور
    كانت الإشارة إلى المفكرين المذكورين هي في سياق الأنتباه إلى الاهتمام بالدين من داخل حقل العلوم الانسانية ؛ فالدين كان خارج هذا الحقل مع بداية نشأة العلوم الانسانية في حضن التعليم الاستعماري . واشارتي لهم في هذا السياق فحسب ، دون أن تنطوي على أحكام قيمة لكتاباتهم.
    تخلفنا كمسلمين هو الذي يمنع من وصولونا إلى انتاج علوم انسانية فاعلة في حياتنا وموجهة لها نحو الأفضل . المشكلة ليست في أصول المعرفة المتميزة التي تنطوي عليها مبادئ القرآن ، بل في فهمنا كمسلمين لتلك الأصول . فواقعنا مازال شاهدا على تخلفنا البعيد عن آفاق المعرفة الاسلامية الحقة والمفترضة .
    مودتي
                  

04-12-2008, 10:34 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلوم الإنسانية : آفاق المعرفة ، وحدود التنظير* (Re: محمد جميل أحمد)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de