انا سكران وشيوعي وحلايب مصرية !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2008, 10:21 AM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انا سكران وشيوعي وحلايب مصرية !!

    أدناه مقال للكاتبة الصحفية المقيمة ببريطانيا سلمى التجاني وقد نشر بالأمس بصحيفة القدس العربي اللندنية ..:


    Quote: طُرفةٌ شاعت أوائل التسعينيات عن مخمور حاول الفرار من شرطة النظام العام دون جدوي وعندما أيقن أنه لا محالة موقوف قرر الاعتراف بكل محرمات ذلك الوقت فقال: أنا سكران وشيوعي وحلايب مصرية ! نكاية بشرطة النظام العام التي أفسدت عليه ليلته. ويبدو الآن أن حلايب قد خرجت مع ما خرج من تلك المحرمات فأن تنتقل حلايب من خانة السودانية لوضع جديد أسماه السيد رئيس الجمهورية في تصريحاته خلال اذار (مارس) الماضي لصحيفة المدينة السعودية بالتكامل فهذا يعني أن اتفاقا ما غير معلن تم مع الحكومة المصرية بشأن حلايب، أو أن الحكومة السودانية فشلت في إخراج المصريين منها لذلك أسمتها من طرف واحد منطقة تكامل وتجارة من باب حفظ ماء الوجه..

    هوية حلايب

    وللحديث عن هوية حلايب الآن أسودانية هي أم مصرية سأعود لمنتصف التسعينات والظلام يغطي سماء تلك الليلة ونحن ضمن قافلة سيريها عدد من النقابات والفئات والاتحادات الطلابية، ننتظر علي مدخل حلايب وضباط الأمن المصري يملأون المكان وكلماتهم لا تخلو من إذلال يشبه ذلك الذي نراه يحدث للفلسطينيين علي الحواجز الإسرائيلية، وبعد تفاوض استمر لساعتين وافق الجيش المصري علي السماح لنا بالدخول بشرط أن نسلِمه بطاقات هويتنا وأن نقضي تلك الليلة خارج حدود حلايب وأن نخرج من حلايب في نفس يوم دخولنا، وافقنا مجبرين فلا خيار آخر وبنادق الجيش المصري مصوبة علي كل الاتجاهات أعلي الجبال التي تحيط بنا، قضينا تلك الليلة في العراء علي الأرض التي لاخلاف حول سودانيتها وعندما حان الفجر فُتحت لنا أبواب حلايب بعد تفتيش دقيق طال حقائبنا الخاصة، وبعد ان سارت عربات اللواري حوالي ساعة لاح لنا جنود سمر يرفعون العلم السوداني علي جبال متقابلة، لوحوا لنا فرحين كأنهم لا يصدقون أن هذه الأرض ما زالت سودانية وأن سودانيين يمكنهم عبورها لكنهم بالتأكيد وبحكم التجربة يعلمون بشروط الدخول.
    دخلنا حلايب، لا أذكر الوقت بالتحديد، ولكنني أذكر أن محافظ المحافظة غادر قبل أن يقابلنا فيبدو أن مجيئنا سيسبب لنا بعض الحرج مع السلطات المصرية، كنَا قد أعددنا برنامجا للتخلف عن القافلة والبقاء لمدة اسبوعين وفي ظل الشروط المصرية قررنا أن تتولي ماجدة، وهي موظفة من بورتسودان، مهمة تضليل السلطات المصرية لحظة الخروج.
    كنا خمسة: ثلاث طالبات من جامعة القرآن هنَ ايناس محمد قسم السيد ودرية يحيي وشخصي، واثنتان من الدفاع الشعبي هما اميمة وأماني، أول ما واجهنا من صعوبات هي حالة التوتر التي تعيشها المدينة، فالحذر لا حدود له وسط الأهالي والخوف يزداد من كل من هو قادم من السودان، بعد عدة أيام علمنا أن الأمن المصري يستغل فقر الأهالي ويجنِد عددا منهم لنقل أخبار ما يجري في الجزء الواقع تحت أيدي السلطات السودانية من حلايب، لذلك عانينا في أول يومين عزلة لم تجد معها محاولات نساء اتحاد المرأة لدعوة النساء لحضور المناشط التي كنا بصددها فغيرنا الخطة وقررنا زيارة كل أهالي المنطقة في منازلهم بيتا بيتا والتعارف عليهم وتعريفهم ببرنامجنا الذي لا يخرج عن محاضرات وندوات وتحفيظ قرآن وأيام صحية.
    وبعد يومين من الزيارات وموافقة الأهالي علي تنفيذ البرنامج قسمنا المنطقة لخمسة أجزاء، جزء لكل واحدة منا وبدأنا الاحتكاك بالأهالي.. فأهل المنطقة جميعهم من البشارين الذين لا يعرفون لهم وطنا غير هذه البقعة الجبلية الطاردة من الكرة الارضية. حكت لنا إحدي النسوة أنهن لم يخرجن من هذه الأرض لأن كل متطلبات حياتهن المتواضعة متوفرة هنا وحدثننا عن عادات وتقاليد البشاريين وعن تمسكهم بهذه العادات بصرامة. امرأة مسنة روت لي بفرحة أنها عندما كانت في المملكة العربية السعودية لتأدية الحج رأت الرئيس البشير يتحدث في التلفزيون السعودي وكانت هي المرة الأولي التي تري فيها رئيسا سودانيا، ولدهشتي سألت بقية النسوة المتحلقات في جلسة تحفيظ القرآن بداخل خيمة إحداهن: ما رأيكن؟ فكانت إجاباتهن بلغة عربية تطغي عليها لهجة البشاريين المحلية أن هذه البلدة ومنذ أن أنشأها الله لم يزرها رئيس سوداني ولا يصلها بث التلفزيون ولا الراديو السوداني وطبعا لا تصلها صحف سودانية.

    تدريب عسكري

    بعد عدة أيام دعونا نساء المنطقة ليوم علاجي بدار اتحاد المرأة بمشاركة طبيب المحافظة. وبعد مجيئهن وجدنا الفرصة سانحة لنطرح عليهن فكرة التدريب علي حمل السلاح فوافقن بالإجماع. حددنا يوم الغد لبداية التدريب لكن قائد الجيش ومدير وحدة الأمن رفضا الفكرة ورغم اسبابهما الكثيرة بدأنا برنامج التدريب داخل دار اتحاد المرأة فكانت هناك كتيبة من أربعين امرأة فوق الثلاثين وأكثر من ستين فتاة وشابة في كتيبة الشابات وحوالي خمسة وخمسين في كتيبة الأطفال والتي تم استبعادها من التدريب علي السلاح.
    بدأت أماني وأميمة التدريب العسكري وشرعنا ايناس ودرية وشخصي في تجهيز المتطلبات فوُوجهنا برفض قائد الجيش لتدريبات السلاح علي أن يقتصر التدريب فقط علي الحركات العسكرية، وبعد تفاوض طويل وافق بشرط أن يكون المنزل محل التدريب تحت حراسة الجيش في الأوقات التي يتم فيها التدريب علي السلاح، ثم فكَرنا في زي موحد لكل المتدربات وعندما أردنا التوجه للسوق علمنا أن من عادات أهل المنطقة أن الفتاة عندما تبلغ الثانية عشرة من عمرها تمنع من الذهاب للسوق، وكل عادات البشاريين صارمة وغير قابلة للنقض، لكن ظروف تلك اللحظة تحتِم علينا شراء قطع قماش موحدة اللون وتوزيعها علي محلات الخياطين بالسوق، لا أدري هل انكسرالآن حاجز دخول المرأة للسوق بعد تجربتنا تلك أم لا لكننا وأثناء تجوالنا بالسوق وجدنا أن كل البضائع المعروضة من انتاج مصري.. المأكولات والمشروبات والملابس والأواني وكل شيء هناك بالسوق مصري، ولأننا رفضنا هذه الفكرة بدأنا في البحث عن منتجات سودانية محلية علنا نجدها معروضة بالصدفة دون جدوي.
    اكتمل التدريب الآن، كل النساء يعرفن كيفية التعامل مع الكلاشنكوف ويتسابقن في فكه وتركيبه ومعرفة اسماء أجزائه لكن ما لم نضعه في الحسبان هو مطالبة النساء باستعمال السلاح في ضرب نار حي، وأمام اصرارهن ذهبنا لقائد الجيش الذي تحدث هذه المرة بلهجة حادة كأنه يريد التكفير عن خطأ تعاونه الأول معنا، وحتي يوضح لنا خطورة ما نحن مقدمات عليه قال لنا ان الدفاع الشعبي ببورتسودان أوفد مندوبين لتدريب الرجال بحلايب فلم يحضر سوي ثلاثة أشخاص لذلك فشلت فكرتهم، لعله أراد أن يوضِح لنا بأن الأجواء متوترة بالمنطقة، فالأهالي يخافون أن يمنعهم الأمن المصري من زيارة أقاربهم في شلاتين وأبو رماد ان صدر منهم شيء غير مقبول لدي المصريين وقد تطالهم ملاحقة أجهزة الأمن المصرية، وإذا كان المواطنون المصريون يحدث لهم ما يحدث داخل أقسام الشرطة فلا أدري ما يحدث لأهل حلايب إن قادهم مصيرهم السيئ إلي هناك، كل ذلك لم يشعرنا باليأس فتكررت زيارتنا لحامية الجيش ثلاث مرات في ذلك اليوم حتي انتزعنا وعدا بالمحاولة لأجل هؤلاء النسوة المتحمسات، وبعد عدة اتصالات أجراها القائد عاد وأخبرنا أن ضرب النار سيتم لكن سيصوَب الرصاص للبحر الأحمر، قبلنا مقترحه رغم أنه أقل من طموحنا.

    نار علي البحر الأحمر

    وفي يوم ضرب النار كانت قوات الأمن السوداني منتشرة في الطرقات والسوق وانتشر الجيش علي كل مداخل المدينة في حالة استعداد، وجاء قائد الحامية ومدير الأمن وضباط الشرطة للإشراف علي ذلك، كان الوضع الذي ستتخذه النساء لضرب النار هو الاستلقاء علي الأرض من ناحية البطن والتصويب تجاه البحر الأحمر لكن النساء رفضن الاستلقاء لوجود قادة الجيش والأمن وضباط من الشرطة، فاضطررنا أن نطلب منهم إدارة جوههم في الاتجاه المعاكس وانتهي ضرب النار بلا أخطاء.. بعده أقمنا احتفالا كبيرا لتخريج المتدربات وانهاء فترة وجودنا بحلايب، حضره كل أهل المنطقة رجالاً ونساء.
    ودعناهم وقد علقت في أذهاننا دوريات الجيش المصري التي كنا نراها من خلال نوافذ محل اقامتنا وهي تمشِط المنطقة (السودانية) كل ليلة، ولا نستطيع نسيان لحظات انتظار الماء العذب الذي لا يدخل من بورتسودان الي حلايب إلا في الوقت الذي يحدده الجنود المصريون الواقفون علي مدخل المدينة، فقد تموت المدينة عطشا إن قرر ضابط مصري صغير عدم السماح لعربة المياه بالدخول.
    غادرنا حلايب واسئلة كثيرة تدور في أذهاننا عن حقيقة سودانية حلايب.. كيف تكون محافظة حلايب سودانية وثلثا مدنها (شلاتين وابورماد) بأيدي الجيش المصري، وكل سوداني يخضع للتفتيش الدقيق وهو يعبر بوابة الذل في مدخل حلايب؟ وقد حكي لنا المواطنون كيف أن المحافظ وقائد الجيش يتعرضان للتفتيش وكيف أن العلم السوداني المعلق في مقدمة سيارتيهما يتم نزعه قبل السماح لهما بالدخول، كيف تكون حلايب سودانية وقد تموت جوعا وعطشا إن أوقف عنها المصريون الماء والغذاء وقد يصبح كل مواطنيها داخل السجون المصرية اذا قرر المصريون ذلك فليس هناك من يحميهم؟
    هل حلايب سودانية؟

    لا أدري ما الذي حدث بحلايب بعد مغادرتنا لها لكن عثمان تويوتا العضو السابق بالمجلس التشريعي عن دائرة حلايب لا يزال يتحدث عن تساهل الحكومة السودانية في التعامل مع قضية حلايب ويعتبر عدم دخول حلايب ضمن التعداد السكاني الحالي انتكاسة وطنية، وقبله كان وزير الإعلام بالبحر الأحمر د. طاهر محمد موسي قد تحدث عن عدم تمكن السلطات السودانية من دخول حلايب لإجراء التـــعداد السكاني نسبة لوجود حواجز أمنية، ورأي أن البديل لدخول حلايب هو تقدير نسبة نمو السكان وإضافتها للاحصاء السابق، وبعدهما قرأت الكثير من التصريحات المتساهلة تجاه حلايب آخرها كان من الدكتور نافع علي نافع قال فيها انهم لا يريدون الدخول مع مصر في حرب لأجل حلايب، لا أدري هل يعني ذلك أنهم قد تنازلوا لمصر عن حلايب أم ان هناك حربا مؤجلة مع مصر لم يحن وقتها بعد. وليست بأحسن منها تصريحات مدير الإدارة العامة للحدود اللواء محمد أحمد أونور التي جاء فيها: كل ما أقوله عن حلايب ان موقف السودان مطمئن . كيف تطمئن دولة وهي لا تستطيع دخول أحد أراضيها لإحصاء المواطنين؟
    ودون الخوض في تفاصيل الخلاف التاريخي حول حلايب واتفاقية 19 كانون الثاني (يناير) 1899 بين مصر وبريطانيا وحدود 26 اذار(مارس) 1899 التي انشأها المصريون وأدخلوا فيها حلايب ضمن حدود السودان يبقي التوفيق صعبا بين تصريحات المسؤولين السودانيين عن سودانية حلايب وبين واقع الحال هناك، فكيف ستجري انتخابات في المنطقة وقد شارك الأهالي أصلا في الانتخابات النيابية المصرية في ايلول (سبتمبر) 2005 ولديهم نائب الآن في مجلس النواب المصري، ومن يقنعنا بسودانية حلايب وخرائط منظمة الصحـــــة العالمية تدخلها ضمن حدود مصر؟
    هناك غموض يلف مصير حلايب يحتاج أن تزيله الحكومة السودانية بحديث واضح.. هل أدخلت حلايب ضمن تسوية غير معلنة مع مصر؟ أم أن ظروف الضغط الدولي الذي تواجهه وحاجتها لمصر في تحسين علاقاتها مع الغرب هو وراء ذلك؟ وهل ما يحدث في حلايب فعلا تكامل؟ وكيف يكون الاحتلال اذا كان التكامل يتم بقوات الجيش والمدافع المصوبة والتفتيش الدقيق؟
    وعلي أية حال اذا صمتت كل الأصوات عن السؤال عن مصير حلايب فهناك مجموعة بجاوية سودانية صامدة تنتظر في ضيم التحرر والعودة تحت سقف السودان.

    ہ صحافية من السودان مقيمة في بريطانيا
    نقلا عن القدس العربي اللندنية



                  

04-11-2008, 12:34 PM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انا سكران وشيوعي وحلايب مصرية !! (Re: ناذر محمد الخليفة)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de