بحري الاميريه "1" شعلة لا تنطفئ

Quote: الشباب الاعزاء المتداخلين تحايا لكم نواصل الحكي الأساتذة منذ دخولنا للاميرية (77 - 1980) وجدنا مجموعة من الاساتذة الاجلاء تمتعوا بحضور شخصي قوي وروح انساني جميل. ورغم أن ما كنا تحسب في ذلك الزمان أزمة اقتصادية، مما يتريب عليه ضجر وضيق للجميع (هذا قبل ان نرى ما يحدث الان)، رغم ذلك فان الناس في الخرطوم حينها (ومعلمينا منهم) كانوا يستقبلون صباحاتهم بترحاب وبشاشة، ويبدو ان ما كان متوفرا بالمدينة من "معينات ليلية" (من ذلك النوع الذي لا يترك آثارا جانبية صبيحة اليوم التالي) كان السبب وراء ذلك. الأستاذ فوزي كامل دميان (مدير المدرسة) مشهد أول: قصير القامة قليلا، (أبيض) البشرة، ذو امتداد بطني واضح (ولنقل كرشا)، يرتدي نظارة طبية كان بها شيئا مميزا لا أذكره الآن، ذو شعر أشيب خفيف معتنى به تماما، له احدوداب خفيف في أعلى الظهر، ألدغ اللسان كان (ينطق الراء لاما ويضخم نطق اللام). مشهد ثان: يقود استاذ فوزي عربته البيجو 404 البيضاء (كانت عربة مميزة بالمدينة حينها) بكل هدوء داخل المدرسة في تمام السابعة والنصف صباحا كل يوم (التاسعة والنصف ايام الآحاد)، وبعد امتار قليلة تتوقف العربة، ينزل أستاذ فوزي مغلقا الباب بكل هدوء، يسوي من هندامه الأنيق دوما، يفتح الباب الخلفي للعربة، يتناول "ثيرموسا" للشاي وحقيبة جلدية بنية اللون وصندوق صغير عرفت في مرحلة لاحقة من حياتي انه يسمى lunch box ثم يغلق باب العربة ويتأكد من احكام اغلاقها. مشهد أخير: ألفع (أرفع) الولقة (الورقة) دي يا ابني ... أيو اللي تحت لجلك (رجلك)، كان هذا نداؤه المفضل اثناء استراحة "الفطور"، مههوا بالنظافة كان. لا أدري اين هو الان، آمل أن يكون لا زال بيننا، كان استاذا للغة الانجليزية، كانت لديه رهبة من نوع خاص، لهو الود اينما كان. سأحاول مواصلة الحكي شفانا الله واياكم من هوى الأميرية 1 نزار محجوب عتيق