بحري الاميريه "1" شعلة لا تنطفئ

Quote: الشباب المتداخلين اتابع معكم نوستالجيا الاميرية 1 باستمرار. كما ذكر الأخ محمد عبدالرحمن شمس الدين، فنحن كنا أبناء دفعة واحدة التحقنا بالمدرسة في العام 1977 وتخرجنا فيها عام 1980، سأحاو أن أرصد تجربتي الشخصية مع المدرسة. المكان: عند أوان التحاقنا بالمدرسة، كان بها مدخلا واحدا جنوبيا، بمجرد دخولك تواجه ممرا طويلا محددا بـ "الطوب الأحمر" على الأرض، تضطر منذ دخولك بامتار قليلة أن تغير من مسارك قليلا جهة اليمين أو اليسار لتتفادى عربة بيجو بيضاء 404 (سيتضح لي لاحقا انها تخص مدير المدرسة الأستاذ/ فوزي كامل دميان)، بجانبي هذا الممر مجموعة من الأشجار الصغيرة المتفرقة، تلاحظ في مسيرك في هذا المر: شرقا كان يوجد ملعب الكرة الطائرة ينتهي في شماله بمسرح المدرسة الذي كتبت عليه عبارة: أعطني مسرحا أعطك امة، شرقا من ذلك الملعب يوجد مطبخ المدرسة الذي كان يتخذه العم صباح الخير مكانا لبيع "الفطور"، فى اقصى الجنوب الشرقي كانت منطقة تحتلها جمعية الزراعة ببعض الخضروات وتنتهي هذه المنطقة بما سيتخذه لؤي ماهر في السنة التالية مكانا مجهزا لتربية الدواجن لصالح الجمعية. غربا لذلك الممر كان يوجد ملعب لكرة السلة (وهو مكان الطابور الصباحي اليومي)، وفي غربه معمل المدرسة وفي اقصى الجنوب الغربي مبنى (اعتقد انه مضافا للمباني الاساسية لأنه كان غير متناغم مع روح بقية المباني) كانت تستخدمه جهة ما ذات علاقة بالتاهيل التربوي وكان يديره والد زميلنا السموءل محمد حسن. على شرق وغرب الممر ثمة كثير من الأشجار الكبيرة ذات الظلال الكثيفة و"الهمبريب" الجميل كما كانت تتوزع مجموعة من "الآرارئك" المصنوعة من الاسمنت مما يجعلك تتمنى سرا حينها حبذا لو أن فقط هذه المدرسة كانت مختلطة!!!. باستمرار مسيرك بالممر حتى قبل النهاية بقليل تلاحظ وجود "ماسورة" مياه لا ترتفع كثيرا عن الارض، ثم يقودك الممر في النهاية الى" براندة" يواجهك مباشرة مكتب للأساتذة بعض الفصول تطل عليها، على يسارك فى ركن قصي توجد "كنبة" قديمة يتخذها العمان حسن وفتح الرحمن مقرا ومقاما لهما. وتستمر يسارا متجاوزا العمين حسن وفتح الرحمن لتجد نفسك امام بين مكتب المدير على يمينك والوكيل على يسارك، واذا واصلت المسير تجد على شمالك فصل دراسي. اما اذا عدت ادراجك شرقا توجد بعض الفصول ومخزن ثم واصلت المسير تجد امامك مخرجا يؤدي الى الحوش الشرقي للمدرسة وتلاحظ زجود منطقة محاطة بسور غير مرتفع ومغطاة بسقف. مبنى المدرسة عموما، مثله وكثير من المباني التي شيدها الانجليز قبل خروجهم من السودان، يكاد تغيب جغرافيتها وتفاصيلها الحميمة، والغرض من انشائها اصلا، كلما اتبتعدت زمنيا من تاريخ خروجهم من السودان، لذلك بالتأكيد بالنسبة لنا ممن اتينا الى ذلك المكان بعد حوالي 21 عاما من ذلك التاريخ، المبنى/المكان كان مختلفا ولكنه كان لا يزال ذي حضور طاغ وجلال (والأمكنة، كما تعلمون، كما البشر لها حضورها)، ذلك الحضور مستمد من تاريخ علاقة المدرسة بالمدينة، ومن مدينة بحري وتحديدا المدينة القديمة التي امتازت عبر تاريخها بتداخل علاقات اجتماعية مدهش يعطيك الاحساس الدائم بانك كأنك تعيش في قرية صغيرة، المدينة التي كان يعطر امسياتها أبوداؤد، عبدالعظيم حركة وأيوب فارس(يا إلهي من ايوب فارس، كنت احكي لاحد الأصدقاء عندما كنت ادرس بمصر في الثمانينات عن ايوب وقلت له ان نصف اسرتي ايوب يأتي ثالثا في منظومتهم الايمانية بعد الشهادتين، فقال لي: يعني نصف اسرتك كفارا، فقلت له: لن اخبرك اذن اين يأتي أيوب للنصف الآخر حتى لا تقيم علي الحد). على المستوى الشخصي الاميرية 1 كمكان، وحدها الغربي ملعب رابطة الدناقلة في ذلك الزمان ولسنوات قادمة كانا يحددان محور حياتي (ورابطة الدناقلة كمان حدوتة اخرى .. يا الهي رحم الله طارق احمد عبدالدائم). سأحاول مواصلة الحكي مع مودتي للجميع. طارق ميرغني لم نلتق قبلا، ولكن من مداخلاتك في هذا البوست تاكدت انك الاخ الاكبر فيما يبدو لـ حمدو وعادل، وانك ابن اخ المرحومة الحاجة زينب (وكمان الحاجة زينب والمرحوم عم عبد المنعم حدوتة اخرى ذات نكهة خاصة لي) فأنا كنت جارا لهم بحلة حمد منذ ميلادي والحقيقة حوش الاسرة لا زال هناك ... احمد عبدالمنعم رحلة عمر.. تحياتي لك وللجميع ولاستاذي الذي ساحكي عنه لاحقا الزين عثمان، وبالمناسبة اول ما شفت صورتك ذكرتني بعاطف كروم. نزار محجوب عتيق