الشجرة... مدينتي التي احبها

E-mail from

عبد السلام محمداحمد

أصل الحكاية
عباس «ويو» والرحيل النبيل
حسن فاروق
كُتب في: 2005-12-25


فجعت مدينة الشجرة برحيل العم عباس باشا الشهير «بعباس ويو».. ذلك البسيط النقي المتجرد.. عرفته مدينة الشجرة ورياضيوها وميادينها رمزا للتشجيع المتميز فكان فاكهة المنافسات... يردد دوما «البرازيل.. الهلال.. الشجرة.. الهدف» تلك الرباعية التي جسدت عنده عمق الانتماء الذي يطابق الانتماء الصوفي الذي يعصى على التفسير والتعليل.. يمثل في تشجيعه كتيبة اسناد.. ويحتار المشجعون هل يتابعون المباراة ام يتابعون عباس وهو يصرخ باعلى صوته «ويييو» صرخة مميزة التصقت باسمه حتى ان سألت اهل الشجرة عن اسمه بالكامل فيقولون بلا تردد «عباس ويو».. كان مدرسة في التشجيع النظيف فقط يشجع فريقه دون اساءة للآخرين، يبتكر بتلقائية طرق طريفة وممتعة في الاحتفال باحراز الاهداف.. يأتي الى المباريات انيق الهندام مرتبا وكأنه ذاهب الى بيت عرس لا يعرف مرتادو الميادين متى وصل عباس فهو دوما في مقدمتهم يحتارون كيف يشجع عباس فريقه حتى وهو منهزم وكيف ينتزع الاعجاب من مشجعي الفريق المنافس وليس ادل على ذلك من حب اهل الحماداب له رغم التنافس التاريخي بين فريقي الشجرة والحماداب ذلك الذي لم ولن يفسد للود قضية.
ارتبط بفريق الهدف برابطة الشجرة منذ انطلاقة المنافسات بالرابطة قبل ثلاث عقود واكثر ولا يزال حتى اليوم صدى ترديده لاسماء اللاعبين وكأنك سمعته قبل قليل «ميسرة.. ود القوي.. عبد الملك.. الولد الجديد.. برازيل» يأخذ موقعه في وسط الجانب الغربي من الملعب وكأنه مكمل لتفاصيل المباراة «الحكام ـ الشباك ـ الكرة ـ الرايات... الخ» حتى كنا نعتقد ان الحكم لا يبدأ المباراة دون حضور عباس يمتليء لاعبو الفريق اطمئنانا وعزيمة بتواجده.. كانت كل الاندية بالرابطة تحسد فريق الهدف على تشجيع عباس ويو الذي كان مفتاح كل البطولات التي يحرزها الفريق.. وكل لاعب في فريق غير الهدف يتمنى لو كان لهم مثل عباس.
اما عشقه لفريق الشجرة فتعرفه كل جماهير ليق الخرطوم عندما يأخذ موقعه في وسط الجانب الشرقي ويلتف حوله المعجبون يحفظون عبارته الشهيرة «يا بلنتي.. يا قون» وقف مع فريق الشجرة في احلك الظروف تشجيعا ومساندة لا تفتر.. وفي ملحمة الصعود الاخيرة كان مثل القائد الذي يخوض معركته الاخيرة يزرع الامل والحماس في نفوس اللاعبين... بكى حينما صعدت الشجرة هذا العام للدرجة الثانية اتجه نحو المشجعون واللاعبون والجهاز الفني لأنه كان فارس الصعود الاول والذين شاهدوه بعد ذلك بأيام في طرقات الشجرة وقد تغيرت مشيته فاصبح مزهوا يقدل مثل الطاؤوس من فرط الفرح والكبرياء.. لم يشاهد الشجرة وهي تلعب بالدرجة الثانية وكأن معركته التي وهب لها حياته هي الوصول بالفريق للدرجة الثانية.. كيف يكون حال لاعبي الشجرة وهم بدون عباس.. كمن يذهب الى المعركة وظهره مكشوف... فراغ سيخلفه رحيل عباس من المستحيل ان يملأ ولكنها ارادة الله ولا نملك الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون ونسأل الله له المغفرة والرحمة وحسن العزاء... وبالامس القريب اقام نادي الشجرة حفل تأبين للمرحوم التزمت من خلاله ادارة النادي بالوقوف خلف اسرة المرحوم ومساندتها وهذه بمثابة دعوة لجميع ابناء الشجرة الذين يعرفون قيمة الرجل للمساهمة مع ادارة النادي في توفير مشروع استثماري يعول اسرته.
عبد السلام محمداحمد ـ الشجرة