أمدرمان ليست للبيع !!

Quote: استعمار استيطاني أفتح خريطة العاصمة القومية ( سابقا ) وتمعن في المستوطنات والمستوطنين من الأتراك والخليجيين . في قاردن سيتي أصبحت الفلل الرئاسية من أملاك بنك دبي الاسلامي. وعفراء التركية في أرقي أحياء الخرطوم والمساحة شاسعة، وبالقرب منها فندق روتانا. والعفراء زحفت أيضا لسوق الشجرة بامدرمان، كما زحفت عارف الكويتية علي الخطوط الجوية السودانية والنقل النهري السوداني. والديار القطرية لأجلها هدمت بيوت النقل النهري والمدارس بالخرطوم بحري , وهذه الديار القطرية من أملاك ال جاسم بقطر. وحديقة الحيوان أصبحت برج القذافي المطل علي النيل وتوتي , وراحت الحيوانات في ستين داهية. وأرض شركة باتا منفعة للشركة الأفريقية المملوكة لبعض السعوديين لمدة ٥٠ عاما قابلة للتجديد حتي ٩٩ عاما. والأسواق الحرة والبنك العقاري وكلها في قلب الخرطوم باتت في معظمها من أملاك جمعة الجمعة السعودي. ثم اقلب الخريطة وأنظر للجزيرة، تجد مدينة الأحلام ( دريم لاند ) تبني علي اراضي زراعية كانت لسودانيين. وتجد المصريين يستثمرون في المشروع السوداني ويقترحون تغيير التركيبة المحصولية فيه , دون الحديث عن علاقات انتاج جديدة .. ولكي يستأثر القطن المصري طويل التيلة بالسوق العالمي لوحده . ثم تجد الدراسات قد قطعت شوطا بعيدا في ولاية سنار لتمتلك شركة أصول ( الغير مجهولة ) ٨٠ ٪ من أراضي مشروع ابوحجار الزراعي، وهو مشروع بكر انتاجية الفدان فيه تعادل ٧ اضعاف المشاريع الأخري . والمصريون في مشاريع زراعية أخري في الدمازين ونهر النيل . وشركات تنقيب أجنبية حصلت علي امتيازات لمدة ٣٠ عاما قابلة للتجديد . وما خفي أعظم من اخرين امتلكوا اراضي ومؤسسات كانت ملكا للشعب . أما كيف حصل هؤلاء المستوطنون علي هذه المستوطنات فتلك قصة أخري . وكلما زحف هؤلاء الي أرض واعدة أو فاخرة تدحرج سكان البلاد الاصليين الي أكواخ النزوح البائسة . ربما دفع المستوطنون ثمن هذه الأملاك مقدما للخليفة عبد الله أو عمارة دنقس أو السلطتة الزرقاء . أو ربما للكنداكة ملكة مروي وترهاقا. علي العموم لم يصلنا ما يؤكد ملكيتهم لهذه الأطيان والأراضي. وفي كل الأحوال فان الشعب السوداني راجع الي ممتلكاته ذات يوم , وليبحث المشتري عن البائع. لم يصبح السودان عبئا علي أبنائه حتي يهدر هكذا. الذين يسمعون نصائح البصيرة أم حمد , سيتبينون النصح ضحي الغد كما تبين المناصير بحيرة السد