حديقة الإنسان ...كان شيوعياً !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2008, 06:17 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حديقة الإنسان ...كان شيوعياً !

    حديقة الإنسان ...كان شيوعياً !

    بقلم الشاعر / أحمد مطر :

    في واحدة من مقالات كتابه (سأخون وطني) كان الساخر الراحل (محمد الماغوط) قد وصف تجربة لقائه الأوّل، بالشاعر العراقي (بدر شاكر السيّاب)، الذي كان ضيفاً علي مجلة (شعر)، وذلك عندما كلّفه (يوسف الخال) صاحب المجلة بمرافقة الشاعر الضيف خلال تجواله في بيروت.

    في تلك المقالة روي الماغوط أنّ السيّاب كان يتحرّك عشوائياً، بخفّة الطفل ونزقه، فهو إذ يكون إلي جانبه في لحظة، يراه في اللحظة الأخري قد تجاوزه منجذباً إلي شيء ما، وإذ يحرص الماغوط علي أن يلازمه كظلّه، خشية أن يتيه في الزحام، يجد أنّه قد اختفي فجأة، ليعثر عليه داخل أحد المحال. ولا يكاد (يستخرجه) من المحلّ حتّي يضيع منه ثانية، ليكتشف أنّه قد تعلّق بإحدي الحافلات التي لا يعلم إلي أين تمضي!

    ويختم الماغوط مقالته بالقول إنّ السيّاب، علي ما يبدو، قد دخل الحزب الشيوعي بنفس الطريقة!

    ولو أنّ الماغوط كان حيّاً، الآن، وتيسّر له أن يقرأ كتاب (كن شيوعياً) الذي تضمّن المقالات (الاعترافات) التي كتبها السيّاب عام 1959 في جريدة (الحريّة) البغدادية، عن تجربته في الحزب الشيوعي العراقي، لأضاف إلي تعليقه الأخير في المقالة، جملة مكمّلة تقول: (وأظنّه بالطريقة نفسها قد خرج من الحزب الشيوعي)!

    ففي تلك المقالات القديمة التي ظلّت مخبوءةً طيلة نصف قرن، والتي أعدّها للنشر أخيراً (وليد خالد أحمد حسين)، لتصدر في أواخر العام الماضي عن دار الجمل بألمانيا، يبدو لنا بجلاء، جانب الإنسان العادي والعشوائي من شخصية الشاعر الكبير.

    فعلي الرغم ممّا يطبع المقالات من لغة سليمة، وما تحمله من معلومات وتفاصيل طريفة وممتعة جداً، وعلي الرغم ممّا أراده لها كاتبها من رصانة وموضوعيّة، فإنّها تعرض في معظم أجزائها، صورة الطفل الغاضب المثقل بالخيبة، الذي لا يوفّر، في سَورة غضبه، أيّ شيء أو أيّ شخص، ولا يتورّع عن التقاط كلّ الحجارة التي بمتناوله، ليقذف بها زجاج واجهة المغضوب عليهم. ولولا ممانعة الجريدة في نشر بعض أقواله، كما ينبئنا هو في تضاعيف المقالات، لكان الأمر أكثر فداحةً وأشدّ إضحاكاً.

    علي أنّ هذا الوصف، وإن بدا سلبياً للوهلة الأولي، هو في المحصّلة النهائية السمة الأساسيّة التي أبقت تلك المقالات حيّة وطريّة، ووفّرت من خلالها نافذة جديدة لرؤية ومعرفة شخصية الشاعر، إذ ليس هناك من هو أكثر قدرة علي الكشف أو الفضح من طفل غاضب!

    ما يستوقفنا في مقالات (كنت شيوعياً) هو أنّها، علي الرغم ممّا يطبعها من نوازع الضغن والغيظ الشخصي، تشير، بوضوح وبراءة، إلي أبرز الآفات التي تنتاب علاقات العمل الحزبي لدينا بصفة عامة، وإلي أسباب تنافر العلاقة بين الثقافي والحزبي بصفة خاصّة.

    وعلي رأس هذه الآفات: الارتباط الأيديولوجي الأعمي بجهة خارجية حتي لو كانت مصالحها مغايرة تماماً لمصلحة الوطن، والدعوة إلي الحريّة قولاً.. وممارسة الدكتاتورية فعلاً حتي ضمن النطاق الحزبي الضيّق، وتحويل الحزب إلي صنم.. فبدلاً من أن يكون وسيلة للانتقال، يصبح هو المحطة، وهو بهذا لا يتقدّم علي شأن الشعب والوطن فقط، بل إنّه يغسل رابطة الدم بالدم، فيتعادي الأهل ويتناحرون تبعاً لأولوية الولاء لأيديولوجية الحزب. ثمّ تأتي الطامّة الكبري المتمثّلة في جور الكَمّ علي الكيف.. فمن أجل توريم الخاصرة العددية للحزب، تتسرّب إلي العمل السياسي أعداد هائلة من الطفيليات التي تكتسح في صعودها أكثر المنتمين ثقافة وشرفاً ونزاهة، معتمدة في تقدّمها علي أسبقية الانتماء، والجرأة علي تنفيذ أقذر الأعمال.

    وعلي هذا فإنّ السيّاب لو عاش أكثر، وتكرّرت طريقته العشوائية في التعلّق بالحافلات الحزبية، لقرأنا له اعترافات كثيرة متماثلة برغم اختلاف الأحزاب، من قبيل (كنت بعثياً) أو (كنت قومياً) أو (كنت إسلاميّاً)، وذلك لأنّ أحزابنا، علي اختلاف أسمائها وشعاراتها، تجري كلّها مجري (شهاب الدّين وأخيه)!

    ولقد رأينا، منذ عقود طويلة، ولا نزال نري اليوم، أمثلة حارقة علي وضع الانتماء عموماً والبعد الزمني للانتماء خصوصاً، شرطا للتقدّم في الدرجة أو (المنصب)، دون التريث، ولو قليلاً، أمام الكفاءة الشخصية أو الموهبة أو المؤهّل العلمي أو الخبرة، بحيث

    يصبح المضمّد، تبعاً لذلك، مسؤولاً عن الطبيب، والجندي مسؤولاً عن الضابط والأمي الجاهل مسؤولاً عن المثقف!

    وبالعودة إلي مقالات الكتاب، سنري بجلاء صورة لهذه الآفة الأخيرة المدمّرة، حين نعلم أن السيّاب المثقف والشاعر الموهوب المتعلّم تعليماً عالياً، قد وقع، في فترة هروبه إلي الكويت، في أواخر الأربعينات، تحت وطأة مجموعة من الشيوعيين الهاربين مثله، ممن جعلوه خادماً وضيعاً يختص بكنس المكان وغسل الأواني وترتيب الفرش، ونصبوه هدفاً لإهاناتهم وسخرياتهم، يقودهم في ذلك (مناضل) غاية خبرته في الحياة أنّه كان يشتغل (سائق رافعة)، وغاية مؤهله للتفوّق علي السيّاب وغيره أنه شارك في قتل وسحل الشاب البصري (أنس طه) الذي صنّفه الحزب عدوّاً للشيوعية!.

    وقد وصف السيّاب شعوره بالمهانة والذلة بقوله: (لقد أنيطت بي أعمال من شأنها أن تحطم كبريائي الطبقيّة كأفندي)!

    ونلاحظ، هنا، بذهول حدة شعور الرجل بالغيرة علي موقعه (الطبقي) الرفيع، وهو الهارب أصلاً إلي حيث تلك الأعمال، وإلي حيث أولئك الناس، بسبب أيديولوجيته الرّافضة للفوارق الطبقية!.

    ما الذي أثار فيه هذا الشعور الغريب الذي يُفترض أنه قد أماته في ذاته؟!

    لقد أثارته محنة خضوع الثقافة والموهبة لسلطة الأمية المؤسسة علي قدم الانتماء الحزبي والقدرة علي تنفيذ الفظائع. وذلك أبسط مؤشر علي ما تزرعه تلك الآفة اللعينة من عوامل الدمار في بناء الأحزاب وفي أرواح المحازبين.

    وحسبنا مثلاً علي ذلك.. هذه الصورة المضحكة والمؤلمة معاً، مما رواه السيّاب عن علاقته المتوتّرة بذلك المناضل سائق الرافعة:

    (في ذات يوم، حين بلغ السيل زبي نفسي، وكنت أتناقش مع لفتة محمد الذي أخذ يهاجمني بادئاً بجملة أنتم الأفندية.. أنتم أبناء الطبقة البتي برجوازية، ونحن الكادحين.. نحن أبناء الطبقة الكادحة لم أتمالك نفسي فصحت به: تعال حاسبني، أيّنا الأفندي وأيّنا الكادح؟ أيّنا البتي برجوازي وأيّنا الفقير؟ إنّك تتقاضي راتباً أكثر من راتبي، وتلبس ملابس خيراً من ملابسي، وتنام علي فراش أحسن من فراشي، وتقوم بأعمال أهون ممّا أقوم به.. إنّك لا تكنس ولا تغسل الأواني القذرة، فأيّنا البرجوازي وأيّنا الفقير؟ وإذا كنت تعتبرني برجوازياً لأنني لم أنحدر من طبقة فقيرة، فأنت إذن من أذناب الطبقة الحاكمة لأن أباك شرطي)!

    وهناك صورة أخري لا تقلّ إضحاكاً وإيلاماً، يعرضها السيّاب عند حديثه عن فلاّح أمّي جلف اسمه (عبداللطيف)، إذ يقول إنه منذ بدء انتسابه للحزب قد طلب من رفاقه، باصرار، أن يسمّوه (لتفينوف)، فكان بذلك -كما أري أنا- أوّل فلاح (بصراوي) يتعمّد باسم روسي.. فتأمّل!

    ومن مكارم هذا ال (لتفينوف) التي يذكرها السيّاب أنّه أحرق كوخه في القرية مدعياً أنّ القوميين المتآمرين هم الّذين أحرقوه، فجمعت له تبرّعات لتعويضه بلغت ثلاثمائة دينار، مع أنّ أغراضه التي احترقت لا تساوي أكثر من خمسين ديناراً. ثم أنّه كان يجمع التبرعات للحزب فيسلخ جلود الفلاحين سلخاً في سبيل جمعها، ناثراً عليهم الوعود بتوزيع البساتين عليهم عندما يأتي الشيوعيون للحكم، حتّي إذا جمع عشرة دنانير أو أكثر لم يصل إلي الحزب منها سوي دينار واحد!.

    ومن مآثر (لتفينوف) أنّه يوم اندحار فرنسا في الحرب، جلس يبكي في ساحة القرية (أهي.. أهي.. انكسرت فرانسه)، وحين سأله العابرون عن سبب بكائه علي فرنسا، أجاب بأن زوج أخته يشتغل بتجارة التمور، وأنّ فرنسا هي التي كانت تستورد التمور العراقية في ذلك الوقت!

    وفي النهاية فإنّ (لتفينوف) هذا، الذي كان ندّاً عنيداً للشاعر المثقف، قد أصبح بعد زمن وجيز معتمداً للحزب الشيوعي في قضاء أبي الخصيب.. موطن السيّاب!

    تلك لمحات يسيرة ممّا حواه الكتاب من صور آثار هذه الآفة، غير أنّ هناك صورة مبكرة يرسمها السيّاب لآفة تصنيم الحزب التي يتعادي، في ظلّها، أبناء الأسرة الواحدة، فيتنازعون في واقعهم اليومي، ويتنابزون علي صفحات الصحف، بالغين الدرك الأسفل في التراشق بالشتائم والفضائح، مثلما جري بين السيّاب نفسه وشقيقه الأصغر (مصطفي) بعد نشر الحلقات الأولي من سلسلة (كنت شيوعيّاً).. وذلك وغيره من المضحكات المبكيات يستحق أن تفرد لعرضه مساحة خاصة
                  

04-19-2008, 06:33 PM

haroon diyab
<aharoon diyab
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 23215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة الإنسان ...كان شيوعياً ! (Re: nadus2000)

    العزيز/ عبد الجليل
    مساء الخير

    ياعزيزي افتقدك حضورك الطاغئ في كثير من الفعاليات ....
    فقلت اجي واسلم عليك
    ولعل المانع خير

    التحايا لاسرتك الكريمة
    كل الود
    هارون دياب
                  

04-21-2008, 12:28 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة الإنسان ...كان شيوعياً ! (Re: haroon diyab)

    أهلا هارون دياب وشكرا للسؤال

    وبيني وبينك الغياب جزء منه فووق رأي
    والباقي زنقة شغل
                  

04-21-2008, 12:34 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة الإنسان ...كان شيوعياً ! (Re: nadus2000)

    Quote: في تلك المقالة روي الماغوط أنّ السيّاب كان يتحرّك عشوائياً، بخفّة الطفل ونزقه، فهو إذ يكون إلي جانبه في لحظة، يراه في اللحظة الأخري قد تجاوزه منجذباً إلي شيء ما، وإذ يحرص الماغوط علي أن يلازمه كظلّه، خشية أن يتيه في الزحام، يجد أنّه قد اختفي فجأة، ليعثر عليه داخل أحد المحال. ولا يكاد (يستخرجه) من المحلّ حتّي يضيع منه ثانية، ليكتشف أنّه قد تعلّق بإحدي الحافلات التي لا يعلم إلي أين تمضي!

    ويختم الماغوط مقالته بالقول إنّ السيّاب، علي ما يبدو، قد دخل الحزب الشيوعي بنفس الطريقة!


    يا ترى كم هؤلاء الذين في قامة السياب، ودخلوا الحزب الشيوعي السوداني بنفس الطريقة؟
                  

04-21-2008, 12:33 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة الإنسان ...كان شيوعياً ! (Re: nadus2000)

    (*)

    جميل والله يا عبدالجليل ..

    Quote: (كنت شيوعيّاً)..


    ألا تلاحظ تكرار هذه الجملة كثيراً في وبدول مختلفة ؟

    وعلى لسان مثقفين مختلفين ...!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de