استير قصة قصيرة لم تكتمل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2002, 03:43 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استير قصة قصيرة لم تكتمل

    كانت حياتى تمر بحالة تثاؤب فاردة ذراعيها على مقعد مريح ترقب البحر بعيون كسلى ... قررت فجأة ان اتواطأ ضد صمت يغلّف عقارب الثوانى لتستحيل الى دهور مرعبة .. قررت فجأة ان اركب اول طائرة الى " اديس" ... فاجأتنى هكذا رغبة الرقص ،، هذه هى اجسادنا ، تباغتنا احيانا "احيانا..؟؟؟" برغبات مضحكة وربما شريرة ، لا بأس فلأتعود على التصالح مع جسدى على ان افلسف امر الرقص هناك تحت امطار اديس وسمائها السخية ، عجيب هذا الامر ، تشد رحالك من مدينة ترى الرقص عيبا ، الى اخرى ، تتحاور ازقتها وشوارعها بالموسيقى دون صخب .... كنت دائما مجنونا هكذا .. لى طقوس يحسبها الناس امعانا فى الهروب من اقدارى المختبئة دائما تحت وسادتى تشرق بالضحك لما عليه ليلتى من ترقب لحدث سعيد فاذا بالحدث الاكثر فجيعة هو الحاصل فى الفجر .. تومض ذكريات بعيدة والطائرة تقترب من مطار اديس ابابا وتشق طريقها وسط شلالات من الحشيش الاخضر .. لأول مرة ينتابنى احساس ان للحشائش قدرة الشلالات .. ها قد ابتدأ الرقص .. كل الشعوب ترقص على طريقتها فتحس بالعظام متماسكة صلبة ومتهورة ما عدا هؤلاء ... الرقص هو الحياة بالنسبة اليهم ... تنساب اجسادهم كما الثعابين وتتلوى لتخترق الموسيقا الامهرية وتعلو معها وتهبط وتعلو دون ان تتابع الانفاس .. لم ابدل ملابسى .. فقط طلبت من عامل الفندق ان يجهز سيارة انطلقت بها من فورى الى اديس نايت باند حيث يغنى "ابرام" كل ليلة .. عجبا .. مدينة لم ازرها من قبل تقابلنى بحفاوة لم تخطر على البال .. مدينة مجنونة فى جمالها ومجنونة فى اغرائها .. تبعث فيك الحياة حتى لو كنت جثة من الداخل ... ميقات للصحو والطمأنينة برغم خريفها المستديم ،،، حين تشكلت المدن فى العالم ،، وهب الفن لباريس والجنون لنيويورك والعمل لطوكيو والضباب للندن والنعاس لمعظم عواصمنا و.... الرقص لأديس ، وحدها اديس كانت تعبر عن كل جمالها بايداع سر عميق لراقصيها .. قمة الفن ان تشاهد راقصة اثيوبية تتأنق جدا فى تحريك كل خلية من خلاياها دون ان يلزم ذلك خلع لكل ما ترتديه كما تفعل راقصات باسم الرقص الش... رقصهن لا تشعر نحوه ببذاءة .. وابتذال .. تحس فقط انك تود ان تشاركهن بروحك وقلبك وجسدك وخلاياك المتصلبة لتنحل رويدا ويصبح جسدك وروحك فى حالة تلاق عند نقطة ضوئية يشعلها الساكسفون والغيتار ، وترغمها ايقاعات الامهرة على مزيد من الالتهاب ،، السماء ترقص ، الجبال ترقص ، الشوارع ، الكهرباء ، البيوت ، فما الذى يؤخر رقصى ..؟ لا شىء .. وجدت الجميع يتحلقون حول " ابرام" وهو يتأوه ويغمض عينيه على حلم قديم ربما شع فى ذهن الشعر من ايام حضارة اكسوم الاثيوبية ... هذا ال " أبرام " احسه يبكى بلوعة كلما استمعت اليه ،، نقرات الطبول كأنها على قلبه ،، الغيتار كأنما سلت اسلاكه الرفيعة من فؤاده ،، صوته مفعم بالفجيعة ومطعم بالبكاء ...
    يا للغزالات السمراوات اللائى لا يثرن فيك اية رغبة ذكورية ،، كأنهن قطع موسيقية او لوحات مضيئة ... هن جزء من فن هذه المدينة وهيامها ... لمحتها .. هناك منذوية ، كانت تبكى على غناء " ابرام " .. فجأة التقت اربعة عيون ... كلها تجمدت فيها دموع عميقة تحكى عن زلزال يضرب عميقا فى القلب ، عيناها كانتا ... ماذا؟ ماذا يكتب فى عينين تحويان كل شىء .. الهزيمة الانثوية والفجيعة والكبرياء والاسرار الكبرى والاغراء وقدر فظيع من الجمال الكسول الذى .... ،، اوه شعرت بدوخة .. لم اصمد طويلا ... وجدت نفسى ملقى على فراشى فى الفندق و.. هى تجلس على مقعد مجاور تتطلع الى وهى تدلك شعرى
    : من انت ؟
    : هل افرطت فى الشرب ؟
    : كلا انا لا اشرب
    آه نسيت .. علىّ الا ادعى بعيدا عن وطن تحلو فيه الاكاذيب الاخلاقية والسقطات الصغيرة التى تخفى امورا ابشع ...
    : آآآ نعم شربت كأسين فقط ... لكن ..
    : لكن ماذا ؟
    : انتبهت الى انها تتقن العربية ، قلت لها بالانجليزية
    : انت اثيوبية ؟
    : يمكنك ان تدعونى " استير " .. عشت ببلادكم ايام طفولتى
    : اى قدر قادنى الى هنا لألتقى بك ؟
    : هل تعودت على الهروب من القدر ؟
    : آه ... ربما احيانا .. اقدارنا تهرب منا
    لم اشأ ان اسألها عن سبب بكائى وفضلت هى الصمت عن سؤالى للسبب ذاته
    : لم ار افظع من عينيك ..
    : لك اسلوب ناعم جميل برغم غرابته
    : فيهما كل شىء .. يختصرات كل التواريخ فى عتمتهما وضوئهما
    : الهذا دخت ؟
    : ان نلتقى بمعجزة .. فهذا امر يدعو لتوقف النبض
    : جئت لتستريح ؟
    : جئت لأرقص ،، كل شعوب الدنيا ترقص فرحا .. انتم برغم فرح موسيقاكم الا ان اجسادكم تضمر احزان الكون وتعبئها فى الرقص
    باغتتنى ، قامت لتشغل اسطوانة وتندمج فى الرقص الى درجة نستنى تماما ، كانت تبكى هذه المرة بكل اجزاء جسدها ، نوبات من البكاء كنت احسها تصعد فى انحائها وتهبط فى دوائر انيقة وتجمّع الدموع على اطراف اصابعها لتهطل مطرا ورديا .. يتمايل عنقها فى كل الاتجاهات لتضرب خصلاتها الفاتنة انحاء وجه مستدير مكهرب بالجمال ... وتفرد ذراعيها وتضمهما مع حركة منتظمة لقدمين تخلتا عن الحذاء من اجل الرقص ... لم اشهد فى حياتى امرأة تعبر عن كل ما يختلج فى نفسها بهذا الاسلوب ... حين انتهت .. كنت اعلم اننى قد وقعت فى غرامها بالفعل ... ليس ذلك النوع من الحب التافه الذى يجعلك متأرقا بالليل وتسرى فى اجزائك حمى الرغبة ، او ذلك النوع المغفل من الحب الذى يخدر بالكلمات شمعة الصمت الجميل ، كان حبا مثل غوص عميق فى البحر لأول مرة .. مبهر .. بشعابه المرجانية وقعره المزروع بأزهار لم يرها انسان قبلك ... هكذا فجأة وجدت نفسى ملاكا امام انثى مغرية ، فبالرغم من وجودنا وحدنا فى غرفة خافتة الاضاءة تغرى باللمس والممنوع .. الا ان نداءات داخلية كانت تجرنى الى تحسس الفن الجميل فى حبها ، اكتشاف جديد ان يصبح الحب نوعا من الفن .. بكل ما يعنيه الفن من جنون وغرابة .. بقت معى الى الصباح ...
    هل نترحل عبر المدن بحثا عن حب كالطاعون ، لا شفاء منه ؟ انا كنت اترحل بحثا عن رقص فاصطادنى الطاعون ، ظننت اننى بالرقص اطرد الحالة المتأرجحة التى كنت اعيشها ، حالة الثلج ، فاذا بى انقلب الى النقيض تماما ، يرفع اللهب السنته من صدرى ، نويت قضاء اسبوع ، فبقيت الى الآن عشرة ايام فى انتظارها ، امرأة النار التى ذابت كلوح ثلج تحت شمس افريقيا القاسية ، عشرة ايام قضيتها فى الفرن متجمدا من بردى وهى غائبة ، متى كان للنساء كل هذا الحضور الطاغى وبلمسة واحدة كالضوء الخاطف ، اندلعت فى مرقص ، لمسة لم تتلاق خلالها الايدى المتلصصة او تلك المستكينة ولا الشفاه الظامئة ، العيون وحدها اشعلت كل تلك الحرائق واعادتنى دفعة واحدة الى الحياة لأعيشها بكل جنونها وترقبها وشجنها وعذابها ، حين جاءت لم تعتذر ولم اسألها ، كأنها غابت فى ردهة من ردهات الفندق لبرهة ، جاءت اكثر حضورا وغموضا كأنثى اسطورية تنفلت من صفحات التاريخ المنسى فى افريقيا لتؤرخ ذاكرة جمالية خاصة بها
    : فلنذهب لأديس نايت باند
    : ابرام ايضا؟
    ليس فى الرقص الاثيوبى ذلك التلامس الجسدى بين اثنين ، المفضى الى تشتيت ذهنك عن متعة الرقص الخالص ، ولا فيه تعرية للأجساد تغريك بلذة التسكع بعينيك على الاقاليم المختلفة ، اديس ترقص بحرية ، لترقص فقط ، وحدك ترقص ، دون وعى ، دون اية رغبات اخرى تختلج فى صدرك ، تذوب مع الفن تماما وتتوحد فيك الالحان ، تعيش حالة من الخدر وتعرية الذات ، تعايش احاسيس الجسد حين تندلع ثوراته اللذيذة ويتمرد على كل شىء وينساب تلقائيا لمعانقة الجمال ، كانت اصابع قدمى تمس الارض مسا خفيفا وتحملنى الى الاعلى ، كل خلية تنشطر وتعيد تركيبها من جديد ، تصبغ جزيئاتها بصبغة واحدة : الازهار البرية ، تمارس طقسا واحدا : المطر ، يهطل الى اسفل ليرتفع لهيب قوس قزح ، مرئيا ولا مرئيا ، كائنا مجهولا معلقا فى الفضاء وممسكا بالارض بخيوط لا مرئية ، تغزلها الحان مجنونة وصوت ناعس ، الاصوات تملك قدرة النعاس حين تغور الجراح عميقا ، كانت هى ... ترقص الى جوارى ، ليس بالضبط ، انما على مسافة تتيح لى ولها الدوران والطيران والحط على الارض بسلام ... ولخلايانا بالانفجار والالتحام ، جلسنا للعشاء ، "زغنى" حبشى بكثير من الشطة والبهار
    : انت من هنا .. من اديس ؟
    راحت عيناها تتابعان سيجارتى فى ما راحت تقول ببطء مثير
    : انا من كل الانحاء ... لى هدير الشلالات ، وسفر النيل الى الشمال ، وكيمياء المطر .. ونكهة حقول القهوة
    فى اليوم التالى كنا فى حقل للقهوة ، نفترش العشب ، ونتحدث عن السياسة ، كانت آلامها نابعة من حلم اشتراكى اطاحت بشمعته الريح ، كانت انثى "لومببية " يجرى لومببا فى دمائها ، وتشتعل اشعار سنغور ، تتحدث بعمق عن آلان باتون الجنوب افريقى ، وتعشق "ماندى" كما تدعوه ... مانديلا كان عائلتها بعد ان ارسل "منغستو" اهلها الى الجحيم ، لم يبق الا هى ، وحلم تناثر كعقد مسفوح ، انثى كالقهوة ، افريقية طاعمة تختزن ملامح الذين مروا من هنا ، الطليان والعرب والفينيقيين ، لجمالها فتنة الصباح بعد سكر ، وروعة الليل وانت فى مواجهة لوحة متعرية ، لجمالها ... رنة الاقداح واشتهاء الطبيعة ، انتابتنى شهوة مقيتة ، حاولت استدراجها الى غرفتى بالفندق بأكثر وسائل الرجال سطحية ، ابتسمت ونهضت لتتبعنى دون كلام ، حين وصلنا ، طارت الرغبة ، ركبتنى رغبة جنونية فى الرقص ، تواقيع "ابرام" المجنونة ، والآلات الفظيعة من حوله تسفح كبرياءها امام سطوة الحب ، كيف لأغان لا تفهمها ان تدك كل حصونك وتجذبك الى دوامات سحيقة فى الروح .. كيف توّلد فى جوفك حرارة لا يطفئها الرقص ، ابرام ... يعيش نشوة الحزن القصوى فيتهدل صوته ويلامس عصب الشهوة السرية للرقص ، الآن ادركت اننى اشتهيتها راقصة ، ادركت انها لم تعن لى سوى الفن الخالص ، قامت لترقص وهى تطوى وجعا بين الضلوع ، حين انتهت ، كنت كحصان مجهد استغرق عمره فى رحلة من الصين الى حدود طنجة ، هى اللذة اذن ، كيف للذة الجسد ان تكتفى بالرقص دون ان تطلب حميمية وشبقا ، كيف لها ان تهمد امام جسد متلوّن بفنون الرقص المعبّر عن الحياة والحزن معا ؟ هل الحياة هى الحزن ، واجاد الاثيوبيون توصيفها على نحو جسدى مختلف ؟
                  

العنوان الكاتب Date
استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس06-23-02, 03:43 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل alsara06-23-02, 04:04 PM
    Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل alsara06-23-02, 04:10 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس06-24-02, 12:01 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل Dafi10-03-02, 06:49 AM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل Abomihyar10-03-02, 07:07 AM
    Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل قرشـــو10-03-02, 07:23 AM
      Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل ايهاب10-03-02, 09:35 AM
        Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس10-03-02, 11:15 AM
          Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل ايهاب10-03-02, 12:17 PM
            Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل ايهاب10-03-02, 12:23 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل منوت10-03-02, 10:07 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل AlRa7mabi10-05-02, 01:36 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل AlRa7mabi10-07-02, 09:51 AM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل بت قضيم10-07-02, 10:33 AM
    Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس10-07-02, 12:41 PM
    Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل zico11-25-02, 04:44 PM
      Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس11-25-02, 06:15 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل نصار11-25-02, 06:39 PM
    Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل خالد عويس11-25-02, 06:55 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل نصار11-25-02, 07:57 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل almulaomar11-25-02, 09:10 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل woroorrook01-31-03, 01:41 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل willeim andrea01-31-03, 04:47 PM
  Re: استير قصة قصيرة لم تكتمل SAdo701-31-03, 06:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de