|
يتبرعون للأندية وينفقون على "رأس السنة" ويرفضون التبرع لـ"دارفور"!!
|
عاش السودان حراً متحداً
الحاج وراق
* عاش السودان حراً متحداً، هكذا نادت إحدي تلميذات الأساس بمؤسسة محمدا لعربي التعليمية بالخرطوم، يوم امس الاول الخميس ، في منشط المدرسة للتضامن مع نازحي دارفور، بحضور وفد من اللجنة العليا لملتقي منظمات المجتمع المدنى للتضامن مع أهل دارفور، ضم الأستاذات آمال عباس، وهادية حسب الله وآمال دفع الله، وشخصى. * ورغم كآبة الأوضاع القائمة حالياً فى البلاد، والتى استدعت المنشط، بمناسبة التضامن مع ما يزيد عن المليون ونصف المليون نازح فى دارفور، إلاّ ان ذلك اليوم يعطى أملاً للتفاؤل بأن السودان سيعيش حراً متحداً... سيعيش حراً ما دامت تلميذات فى مدرسة الأساس ينشدن نشيد العلم بما يشبه الخشوع ويضعن أياديهن على قلوبهن بما يشير إلى أنهن يحفظن السودان فى أفئدتهن.. وبالمقارنة مع الكثيرين، من الذين أوصلوا البلاد إلى محنتها الراهنة، والذين يأخذون الوطنية شعارات جوفاء لا تبرح الحلقوم إلا لتتطابق مع المصالح الضيقة والمحدودة، أو أولئك الذين يتفرجون على مأساة الوطن ومآسي أهاليهم ببلادة ولا مبالاة، بل وتصل هذه اللامبالاة أحياناً حد الفجور، حين يحول الوجدان المريض الضحايا الي مجرمين ليتحلل من واجب التضامن معهم! وبالمناسبة، إذا كانت حملة التضامن مع أهل دارفور مليئة بالإحباطات كموقف الشركة الكبري التى امتنعت عن التبرع بدعوى أنها سبق وتبرعت للحكومة! أو الشركة الكبرى الأخرى التى تبرعت بمبلغ 300 ألف جنيه، أقل من ميزانية ضيافة مديرها العام فى اليوم، وأقل كثيراً من تذكرة حضور احدى حفلات رأس السنة الباذخة! أو كموقف رجال الأعمال الذين تبرعوا بحوالى الـ 200 مليون جنيه في ليلة واحدة لأحد الأندية الرياضية، ولم يكن من بينهم عاقل واحد يقول لهم: «هذا حسن، ولكن الأولى نازحى دارفور، الذين يتقون البرد بالشوالات»!... احباطات كثيرة يمكن ان تورث اليأس، ولكن طلاب وطالبات مدارس ولاية الخطوم، وهم عماد المستقبل، بحماستهم الطفولية الإنسانية، واقتسامهم «حق الفطور» مع إخوتهم فى دارفور، لا يرسمون اشراقات فى سماء الوطنية وحسب، وانما كذلك يغسلون عار آبائهم، وعار اللامبالاة الفاشية فينا جميعاً. * فى ذلك اليوم بمدرسة العربى، وبعد تلاوة الطالبة نمارق محمد آيات من سورة يس، من قلب القرآن، افتتحت المنشط الطالبة عزة أحمد، منشدة من قلبها كذلك: «لو خيرت فى وطنى لقلت هواك أوطانى ولن انساك يا عمرى فأنت عزيزى الغالى..» * وقالت الطالبة رماز معتصم عباس: «السودان الوطن الواحد الذي يمتد بمساحة مليون ميل مربع، جسد واحد، إذا اشتكي منه جزء تداعت بقية أجزائه بالسهر والحمى، ودارفور هذا الجزء العزيز الغالى... نقول لأطفال دارفور نحن تلميذات الخرطوم معكم بقلوبنا...» * وأنشدت مجموعة من طالبات مؤسسة العربي: «السودان وطنا، دارفور بلدنا، الكل أهلنا، نمد ايدينا للمحتاج وصحة وعافية ليهم تاج، وكان نادونا نحن نجى أقدم كل ما عندى.» وأضفن: «نمد ايدينا للأخوات، نساعد الخالة والعمات، نفدى بلدنا بالهامات، وبكرة بتكتر الخيرات.» * وقالت الطالبة آية عمر مجذوب: «ستزول المحن... وتتحد القبائل.. ويعم السلام... وتعود دارفور أجمل مما كان... عاش السودان حراً متحداً.» * الشُكر لإدارة وأساتذة ومجلس آباء وأمهات مؤسسة محمد العربى، وعلى رأسهم الأستاذتين ثريا محمد العربى وفاطمة محمد العربى، الشكر ليس فقط على تضامنهم مع أهل دارفور، وانما كذلك على المجهود التربوى والتعليمى الراقى والمسؤول، والشكر لهم كذلك علي تجلية مشاعرنا نحن العاملون فى حملة التضامن، فيومها وأنا أرى وأسمع زهرات المستقبل فى مؤسستهم، لم استطع ان اغالب دموع الإنفعال التي طفرت عفواً إلى عينى الحاج وراق / جريدة الصحافة
|
|
|
|
|
|
|
|
|