سماسرة السلام في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2003, 12:03 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سماسرة السلام في السودان (Re: خالد عويس)

    سماسرة السلام في السودان
    (3 _ 3 )
    خالد عويس

    إن ما يحز في النفس فعلا، كون الإسلام بكل رحمته وعدله وتسامحه وروحه الإنسانية الفائقة أضحى مختزلا لدي هؤلاء في مجرد شعارات ظلوا يلوكونها منذ عشرات السنوات، وصار الي أداة يتم باسمها قمع المخالفين في الرأي، والتلويح بها في مجال الإرهاب الفكري والاتجار السياسي الرخيص !!
    أضحت شعارات الانقاذ الإسلامية مفضوحة لدي السودانيين بأنها مصاحف محمولة على أسنة الرماح الصدئة، لإخفاء الأطماع، والتستر على جرائم ظلت ترتكب منذ اليوم الأول للإنقاذ.
    أدمنت حكومة الانقاذ في السودان الكذب تحت وهم كبير مفاده أن السودانيين بطبعهم سريعو الانخداع والانسياق لأي مشروع ديني حتى لو كان شعاراتيا بحتا لا يستبطن ذرة من المفاهيم الإسلامية في مجال العمل العام. ويصّر سياسيو الانقاذ على تكرار الانتهازية و الأخطاء الفادحة التى قادها إليهم الشيخ المطاح به د. حسن الترابي طوال تاريخ حركة الإسلام السياسي في السودان، وشتان ما بين المثالين. الأول الذى سبق الانقاذ بزوبعة إعلامية وسياسية واقتصادية أربكت المشهد السياسي السوداني بكامله، وقادته الي درب مظلم بإصرار الإسلاميين الحركيين على التنطع بمشروع سياسي فخيم وغاية في الأخلاق الرفيعة، وهو مشروع مثّل قدرا من أشواق مجموعات من السودانيين لمشروع إسلامي بالفعل، لكن الهوة كانت فادحة ومرعبة بعد أن تسلّم الإسلاميون الحركيون السلطة في السودان، بين ما أشاعوه بين الناس عن قدرتهم على تطبيق نموذج كامل ومثال نموذجي للدولة الإسلامية في السودان، وبين الدولة التي قامت. وبطبيعة الحال كان سقوط هذا النموذج محصلة طبيعية للمناخات المرعبة التي أعقبت استيلاءهم بقوة السلاح على السلطة وتكريس ظاهرة جديدة في حقل السياسة السودانية هي دولة الحزب الواحد البوليسية المهيمنة بواسطة حزبها الأوحد على مفاتح الاقتصاد ومفاصله، والأمن، والإعلام، والثقافة. تحوّل الهتاف الإسلامي في الثمانينات من شعار للمزاودة السياسية بهدف تقويض الديمقراطية بدعوى الأشواق الي دولة إسلامية، الي هتاف يدافع عن الدولة البوليسية وينظّر لها، فللمرة الأولي ربما في التاريخ أضحي التنظير السياسي والفكري متفرعا عن الهتاف من دون إعادة النظر لحظة واحدة في الإخفاقات الكبيرة التي لم تنسحب فقط على المشروع السياسي للزمرة الحاكمة، وانما انسحب كذلك على الإسلام نفسه كدين محفوظ. فالواقع هو أن وضع الدين نفسه وقدسيته في سودان الانقاذ أضحي محل مزاودة سياسية، وموضع سخرية مريرة تحزّ في النفس من شعارات إسلامية بعيدة عن معانيها، وهذه هي أكثر جرائم الانقاذ وحشية ضد أقدس ما في حياتنا، فشعار (الله أكبر) الذى أضحي علامة على الإنقاذيين طيلة أربعة عشر عاما، ترسّخ بصورة مشوّهة في الأذهان كمرادف للتضليل عن الأهداف الانتهازية الموغلة في انتهازيتها، وشعار آخر ( هي لله هي لله... لا للسلطة ولا للجاه ) تكرّس في اتجاه مخالف تماما، ما يدعو فعلا لانتفاضة دينية فكرية حقيقية في السودان تنقي الدين الإسلامي الحنيف من هذا العبث المتواصل. أما الشريعة الإسلامية التي يتاجرون بها منذ ثلاثين سنة أو تزيد، توضّح بما لا يدع مجالا لأي شك أنها مطيّة لأهواء مريضة، ورغبات سياسية ذرائعية تتذرع بشرع الله، وتهدف الي غيره تماما، فعدل الشريعة لم يكن حاضرا حين تدلت أعناق الشهداء في رمضان 1990م، وكان غائبا حين قتلت أجهزة الأمن عشرات السودانيين في المعتقلات والجامعات وحين أرتكبت مجازر فظيعة في جنوب البلاد وتغيب الآن عن مشهد (دارفور) المتأزم والمجازر الجماعية التي ترتكب بتشجيع من الحكومة والمنشقين عنها، وكان عدلها مغيبا حين أعدم شبان سودانيون بدعوى حيازتهم عملات أجنبية، وكانت مساواتها مغيّبة حين شرّد معظم العاملين في الخدمتين المدنية والعسكرية لأنهم من غير الموالين، وكانت رحمتها غائبة بالكامل حين خصصت جل ميزانية الدولة لجهة الأجهزة القمعية المكممة للأفواه والكاشفة ظهور الناس للقصاص لمجرد أنهم مناوئين للإنقاذ، وحين أطلقت يدها المدمّاة في وجه الشرفاء وأصحاب الضمائر، وطمر عدلها في التراب حين تمّ تزوير الانتخابات، وأضحت خزينة الدولة نهبا لكل شذاذ الآفاق الذين أسندوا (المشروع الحضاري) ثم أصطفوا لجني فوائدهم من الإسناد على حساب الشعب !! كانت الشريعة الإسلامية قميص عثمان في يد الإسلاميين في حين أن قتلته هم أنفسهم، فما من جماعة تشدقت بالشريعة الإسلامية، وبالدين الإسلامي ثم أشبعتهما مزايدات فارغة واستغلالا بمثل ما فعل هؤلاء !!
    رحم الله أبابكر الصديق رضي الله عنه، فلو رأي ما يفعل اليوم باسم الدين، والثراء الفاحش بالتأسيس على اسمه والمتاجرة به لبعث خالدا بن الوليد من أجل التأديب والتقويم !! رحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلو أبصر هؤلاء لأمر بكشف ظهورهم ليلقوا القصاص من قبل الشعب السوداني كما فعل مع عمرو بن العاص إبان حكمه مصر !! رحم الله عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلو حضر زمانهم لأنكر واستنكر التعذيب والاعتقال باسم الدين !! رحم الله الإمام علي كرم الله وجهه، نصير الفقراء والبائت على الجوع من أجل مسكين ويتيم وأسير، فلو أبصر التخمة والدعة على المتاجرين باسم الدين لقال فيهم واحدة من خطب التاريخ، ولأضحت خطبته برنامجا سياسيا راشدا من أجل العدل والرحمة والتوادد والتسامح في وجه ما يفعله هؤلاء حاليا !! رحم الله عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، فلو حضر زمانهم لأمر برد أموالهم الى بيت مال المسلمين مسائلا إياهم ألئن جلسوا في بيوتهم أكانوا سيحصلون على هذه الثروات الضخمة ؟!
    إن رحمة الإسلام وإنصافه وتسامحه تتسامي كثيرا جدا عن ممارسات هؤلاء باسم الإسلام، وسيصار الي مأزق ديني فادح في السودان ما لم يعمل الشعب السوداني جاهدا لفرز الخطاب الديني الحقيقي المتسامح المملوء بالقيّم الإنسانية الرفيعة عن خطابات هؤلاء وتهريجهم باسم الدين. ولابد أن يحاسب هؤلاء حسابا عسيرا على ما أرتكب باسم الدين والدين منه براء قبل أن يحاسب سياسيا من خلال صناديق الاقتراع.
    ينسي السيد علي عثمان أن الوحشية التي أصطبغ بها حكم الانقاذ، والدموية، والقسوة البالغة التي مهرت بها الأعوام العجاف، والتقشّف الذى عاشه الشعب السوداني مع استثناء الزمرة الحاكمة، وأنواع وألوان الفساد الذى استشرى في كل ركن من أركان الوطن، كان محصلة طبيعية لهيمنة الحزب الواحد وتطبيقه لرؤى مجافية لروح الإسلام، وكان نتيجة للسلطة المطلقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا التي وضعت في يد المشايعين حتى أضحي إنجاز معاملة تافهة في دواوين الدولة تستدعي وساطة حزبية فأي دولة إسلام هذه ؟
    تفرّغ الانقاذيون طيلة سنوات حكمه لتلقيننا هذه الثوابت المزعومة، في حين أن ثوابت الأمة الحقيقية أخذت تنهار تحت وطأة النفاق والكذب والدجل الرخيص باسم الدين. والمؤسف حقا أن الصياغة التي أستهدف بها الشعب السوداني، طاولت مئات الآلاف إن لم يكن ملايين أضحوا _ على الرغم من عدم انتمائهم للإنقاذ _ في ممارستهم ومعاملاتهم وأخلاقهم أسوأ وأضل من منتسبي الانقاذ ولصوصها. فالأخلاق (هناك) تمر في حال حرجة. والمصطلحات تلبسّت معان أخرى وصياغات جديدة. ويطمح السيد علي عثمان ومشايعوه في المتاجرة بالسلام والمزاودة عليه بعد أن أشبعت المباديء الإسلامية (نهبا) و( تزويرا ). لا أعرف كيف سيصنع (صناع الحرب) و(دعاتها) سلاما ؟! ، ولا أفهم كيف أنقلب نائب الرئيس من موقف متصلب تجاه (واشنطن) مثلا الى موقف متوّسل ليحذف من قاموسه فجأة (الدولة الإسلامية) ويحل محلها قاموس جديد لـ ( السلام). كيف يتسنى لهذا الرجل أن يتلوّن كل يوم بلون ليطابق حذو النعل بالنعل تاريخ شيخه في التبدّل والتحوّل. لكن الأسئلة المهمة تبقى، هل نحن شعب بلا ذاكرة ولا إرادة. هل سيستغفلنا الإسلاميون مرة أخرى بعد أن تبدلت القيادة فانتقلت من (الشيخ حسن) الى (الشيخ علي). هل صدقت نوايا علي عثمان فعلا بشأن السلام لنسلمه _ بهذه البساطة _ عنق السودان، مهيأة للذبح، ليبشر بعض المثقفين الانتهازيين الذين خبرناهم طويلا وأتلفوا أعصابنا، بأن علي عثمان (دخري الحوبة ) و(رجل المرحلة ) في حين أن (مرحلة الرجل ) قد انتهت ؟!
    أصرخ: هل يصدّق الشعب السوداني هذه الأكاذيب، ولا زالت فتاوى القمع وإغلاق المنابر رائجة. وما زال الحريق مشتعلا في دارفور و(علي عثمان) يوزع الاتهامات شرقا وغربا. ولا زال جهاز الأمن يمد يديه بكل مكان. وينأى عن التفكيك. كيف سيصنع السلام والثروة كلها في يد (علي عثمان) ومشايعيه، وبأيديهم أجهزة الأمن التي لو تم تفكيكها فستظل مستأثرة بأسلحة سرية وخطط جهنمية ؟! هل من سبب وحيد يدعوكم للتفاؤل بهذا القدر قرائي الأعزاء ؟



    ملحوظة : المقالات تنشر في (ايلاف ) اللندنية الالكترونية بدء من اليوم

    (عدل بواسطة خالد عويس on 12-29-2003, 12:41 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-27-03, 08:58 PM
  Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-28-03, 10:49 AM
    Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-28-03, 11:46 AM
      Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-29-03, 12:01 PM
        Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-29-03, 12:03 PM
          Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 11:40 AM
            Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-30-03, 12:13 PM
              Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-30-03, 12:20 PM
                Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 05:19 PM
                  Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 05:48 PM
                    Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-30-03, 07:51 PM
                      Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-31-03, 10:12 AM
                        Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-31-03, 10:52 AM
                          Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس12-31-03, 11:24 AM
                            Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna12-31-03, 06:05 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 02:05 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 05:21 PM
                              Re: سماسرة السلام في السودان Bakry Eljack01-01-04, 05:21 PM
                                Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna01-02-04, 09:03 PM
                                  Re: سماسرة السلام في السودان إسماعيل وراق01-03-04, 04:14 PM
                                    Re: سماسرة السلام في السودان خالد عويس01-03-04, 04:34 PM
                                      Re: سماسرة السلام في السودان Abo Amna01-03-04, 04:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de