|
النيران الصديقة أمر يدعو للتهكم
|
النيران الصديقة أمر يدعو للتهكم !!
الرياض _ خالد عويس
تكرار القادة الميدانيين لقوات التحالف واشاراتهم المتوالية لسقوط قتلي أمريكيين وبريطانيين بنيران "صديقة" أمر يدعو للتهكم في ظل ظروف "قاسية" وبالمستطاع أن نعزوه لاحدي اجابتين قد تلقيان الضوء علي سرّ خسارة التحالف لجنودهم بواسطة "النيران الصديقة" . الاجابة الأولي تتساوق مع أبعاد الحملة النفسية التي يسعي بها الحلفاء لارباك العراقيين والمحافظة علي الروح المعنوية لجنودهم عالية لذا يلجأ القادة للزعم بأن جنودهم يتساقطون بنيران صديقة عوضا عن الاعتراف بأن بغداد أفلحت في تدمير آليات عسكرية ومروحيات مخلّفة ضحايا بالعشرات في الاسبوع الأول من الحرب ، الأ مر الذي لم يخطر ببال البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية البتة . الاجابة الثانية تكمن في ضعف اعداد اولئك الجنود الذين يخوض معظمهم حربا للمرة الأولي في مواجهة جيش ظل يحارب في شكل متواصل مدة عشرين سنة وقد خبر أنواع المعارك كافة ما يؤهله حتما لابداء مقاومة عنيفة تأبي وزارتا الدفاع لدي التحالف الاعتراف بضراوتها وامكاناتها في ايقاع خسائر فادحة بقوات قد تبلغ مرحلة الانهاك الكامل في ما لو واصلت زحفها السلحفائي "البطيء" تجاه بغداد في ظل خسارات كبيرة لا تتناسب أبدا مع الدعاية الكثيفة حول مقدرات الجنديين الأميركي والبريطاني !! كلا الاجابتين علي سر "النيران الصديقة" تبدو مضحكة . فالاجابة الأولي علي السلاح الخفي الذي ظل يحصد أرواح الامريكيين والبريطانيين تؤكد مقدرات الجيش العراقي الذي يصر المسؤولون في بغداد أنه لم يدخل المعركة بعد ، وفي حال صح زعمهم قد تصبح الاجابة كارثية حين يكتشف العالم أن الخسائر الكبيرة التي مني بها التحالف لم تنجم الا عن التحام بمجموعات عراقية "شبه مدنية" ما يشكك كثيرا في قدرات الجيشين الامريكي والبريطاني ويعيد للحياة مرة أخري نظرية القدرات القتالية القادرة علي دحر الآلة المتقدمة ، وهو أمر أكدته سابقا انتفاضة الحجارة حين عجز "الجيش الذي لا يقهر" عن ايقاف صبية يرشقون معداته الثقيلة بالحجارة ورأي العالم كيف أن أطفال صغار لا يملكون غير الحجر ، أجبروا جنود بكامل عتادهم علي الفرار لا يلوون علي شيء . المسألة تبدو أقرب الي الحقيقة المفجعة بالنسبة للامريكيين اذ يدرك القادة العسكريون جيدا أن فلاح عراقي بسلاح تشيكي بسيط تمكن من اسقاط الاباتشي "الجبارة" !! تبدو الاجابة الثانية أكثر سخرية من سابقتها . فتكرار فتح النار علي قوات صديقة وتصادم المروحيات في ظرف اسبوع واحد وعلي هذا النحو المريع الذي اودي بحياة ما يزيد عن عشرين جنديا ، يقود مباشرة الي التساؤل عما اذا كانت واشنطن ولندن قد بعثتا برواد المواخير والحانات في كلتا المدينتين عوضا عن الجنود !! ما يؤكده الحلفاء هو أن "النيران الصديقة" هي التي دمرت مجنزرتين بريطانيتين علاوة علي طائرة مقاتلة من طراز "تورنيدو" اضافة لمروحيتين بريطانيتين واذا كان الأمريكيون بالفعل قد الحقوا كل تلك الخسائر بحلفائهم فان لندن مدعوة لاعلان حرب علي واشنطن وفض هذه الصداقة "المكلفة" ، بل ماذا سيتبقي للعراقيين أن يفعلوه بالبريطانيين طالما أن الامريكيين قد أغنوهم عن ذلك !! لم يبد علي قوات التحالف الي الآن أنها تدرك أن العالم يفكر ويستنتج ويصعب عليه تقبل كل أمر علي علاته و" نيرانه الصديقة" ، فالأمر حين يتكرر بصورة لافتة للنظر وداعية للبحث عن الحقيقة ، يصبح من اللازم علي كل ذي عقل البحث عنها في غير المصادر التي أدمنت ترويج دعاية سخيفة ملّها العالم عن سقوط "أم قصر" التي أعلن انها سقطت منذ اليوم الثاني ثم اتضح أن العراقيين لا زالوا هناك الي "اليوم السادس " ، وعن سقوط البصرة والناصرية وكركوك ثم اتضح خلاف ذلك ، ثم عن تمرد انتظم مواطني البصرة وتأكد عدم حدوث ذلك ، فهل تخوض قوات التحالف معركة عسكرية يراد من خلالها صنع انتصار عسكري حقيقي أم انها تسعي لانجاز انتصار ساحق علي شاشات التلفاز من خلال الأماني علي شاكلة انتصارات "جيمس بوند" و" رامبو" ؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|