مقال جدير بالقراءة.. تأملات البير كامو حول الإرهاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 06:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2003, 07:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال جدير بالقراءة.. تأملات البير كامو حول الإرهاب

    الشرق الأوسط 31 يناير 2003

    تأملات البير كامو حول الإرهاب
    حسونة المصباحي


    لأنه سبح ضد التيار، ورفض تمجيد الماركسية، ومساندة الأنظمة الشيوعية، كما فعلت الأغلبية الساحقة من المثقفين الفرنسيين، بما في ذلك صديقه اللدود جان بول سارتر، فإن ألبير كامو (1913 ـ 1960) حورب بشدة، واتّهم بـ «الرجعية» واعتبر مثقفاً «مستقيلاً من النضال الحقيقي للإنسانية» على حدّ تعبير أحد خصومه.
    والحقيقة أن صاحب «الإنسان المتمرد» كان دائماً وأبداً في قلب أحداث عصره الكبيرة والصغيرة، عنها كتب وعلق، ومنها استوحى أفكاره ورؤاه الفلسفية، وايضا موضوعات أعماله القصصية والروائية التي عكست الشّر والعنف اللذين تميّز بهما القرن العشرون. وهذا ما تبرزه بوضوح مقالاته السياسية التي صدرت في ثلاثة مجلدات أواسط خريف 2002، والتي يتحدث فيها بالخصوص عن حالة الجزائر المأساوية قبل اندلاع الحرب التحريرية فاتح نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، أو عن وضع أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية أيام كان يعمل صحفياً في جريدة «كوسبا» (أي المعركة) من عام 1944 وحتى عام 1947، أو عن موقفه من الإرهاب خلال احتدام الحرب بين الوطنيين الجزائريين والجيش الفرنسي. ويبدو لي أن المقالات التي خصّصها للإرهاب والإرهابيين هي التي تجعل من البير كامو، المفكر الأكثر حضوراً بيننا هذه الأيام التي يشهد فيها العالم موجة إرهاب لم يسبق لها مثيل، كما أنها يمكن أن تساعدنا نحن العرب والمسلمين بصفة عامة على فهم وضعنا الراهن.
    وكان أول مقال كتبه البير كامو في «كوسبا» من وحي ضرب مدينتي «هيروشيما» و«نجازاكي» اليابانيتين في أغسطس (آب) عام 1945، والذي وصفه قائلا بأنه «الشكل الأكثر فظاعة للتدمير الذي أظهره الإنسان منذ قرون عدة»، كما وصفه ايضا بـ «عملية الاغتيال المنظم». وقد جدّد الحدث المذكور بالنسبة له «شكلاً جديداً من أشكال العنف»، الذي سماه بـ «إرهاب القوة التكنولوجية والعلمية». وقد كتب في ذلك يقول: «إن الحضارة التكنولوجية بلغت أخيراً أقصى درجات الوحشية، وعلينا ان نختار في المستقبل القريب بين الانتحار الجماعي والاستعمال الذكي للاستكشافات العلمية». وبسبب مثل هذه الأحداث المروّعة التي ذهبت ضحيتها أعداد هائلة من الناس، وصف البير كامو القرن العشرين بـ «قرن الخوف» وكتب يقول: «كان القرن السابع عشر قرن الرياضيات، وكان القرن الثامن عشر قرن العلوم الفيزيائية، وكان القرن التاسع عشر قرن العلوم البيولوجية، أما قرننا نحن، أي القرن العشرين، فإنه قرن الخوف». واضاف يقول: «ثمة شيء دمّر فينا بسبب مشهد السنوات التي عشناها أخيراً، وهذا الشيء هو تلك الثقة الأبدية في الإنسان الذي اعتقد دائماً بأنه يمكن أن نحصل من إنسان آخر على ردود فعل إنسانية حين نتحدث إليه بلغة الإنسانية. لقد رأينا الكذب والتحقير والقتل والتعذيب وفي كل مرة كان من المستحيل علينا إقناع من يفعلون ذلك بالكف عنه، ذلك أنهم كانوا واثقين من أنفسهم، ثم انه يستحيل علينا اقناع كائن تجريدي، أي ذلك الذي يمثل آيديولوجيا معيّنة..».
    ومحمّلا مسؤولية الإرهاب الجديد للآيديولوجيات المجرّدة، الداعية للعنف، والمحرّضة عليه، يكتب البير كامو في نفس السياق قائلا: «نحن نعيش وسط الإرهاب، ذلك أن الإقناع لم يعد ممكناً، ولأن الإنسان سلّم بكامله إلى التاريخ، فلم يعد باستطاعته أن يلتفت إلى ذلك الجزء منه الحقيقي تماماً مثل الجزء، التاريخ، والذي يعثر عليه مجدّداً أمام جمال العالم وأمام جمال الوجوه. وأيضاً لأننا نعيش في عالم المجرّدات، عالم المكاتب والآلات والأفكار المطلقة والمعتقدات الخالية من الدقائق. ونحن نختنق بين أناس يعتقدون أنهم على حق سواء تعلق الأمر بآلاتهم أو بأفكارهم (...) ولكي نتحرّر من هذا الإرهاب، علينا أن نفكر وأن نتحرك حسب فكرنا، غير أن الإرهاب لا يتيح التفكير ولا يسمح به».
    وعندما قتلت القوات الفرنسية عدة آلاف من الجزائريين خلال انتفاضة مدينة ستيف عام 1945، والتي كان هدف منظميها اجبار فرنسا على الوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسها والمتمثل في ضرورة منح الاستقلال لمستعمراتها، رفع البير كامو صوته مجدّداً ليدين بشدة تلك المجزرة الرهيبة، وكتب مقالاً في جريدة «كوسبا» تحت عنوان «العدالة وحدها تنقذ الجزائر من الكراهية». وفيه قال: «لقد سقط الكثير من الضحايا الأبرياء ومثل هذه الجريمة لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، غير أني أريد أن نردّ عليها بالعدالة وحدها لكي نتجنّب مستقبلاً سيكون من المتعذّر إصلاحه».
    وكان موضوع الإرهاب حاضراً بقوة في العديد من أعمال البير كامو الإبداعية التي صدرت عقب الحرب الكونية الثانية مثل مسرحيتي «حال حصار» (194، و«العادلون» (1949)، ورواية «الطاعون»، وايضا في عمله الفلسفي الشهير: «الإنسان المتمرّد»، وفي جميع هذه الأعمال هو يؤكد أن الأمر لا يتعلق بالردّ على العنف بالعنف، ذلك ان مثل هذا الأمر لا يفضي في النهاية إلا إلى الإرهاب الكامل والشامل، وإنما برفض الانصياع لنظام غير عادل يدوس كرامة الإنسان، ويفتك بحريته. كما يؤكد ايضا ان من يقتل بحجّة محاربة الاستعباد والظلم، يمكن أن يتحول في النهاية الى مستبدّ ظالم هو أيضاً. وهذا، ما تعبّر عنه بوضوح مسرحية «العادلون» التي ترسم صورة مجموعة من الثوريين الراديكاليين الروس يعدّون عملية اغتيال ضد القيصر. وتقول إحدى شخصيات المسرحية المذكورة ويدعى كالياييف: «لقد قبلت ان أقتل للإطاحة بالاستبداد، لكن خلف ما أقول أعاين ان استبداداً آخر يبين في الأفق. وإذا ما هو استقر فإنه سيجعل مني قاتلاً في حين أني كنت أريد أن أكون محبّاً للعدل». وعندما يهاجمه ستيفان، وهو شخصية أخرى من شخصيات المسرحية قائلا بأن الإرهاب شرعي وأنه لا يليق بكائنات «هشة وضعيفة» مثله، يردّ كالياييف قائلا: «لا، لقد اخترت أن أموت لكي لا ينتصر قتل الإنسان، لقد اخترت أن أكون بريئاً».
    وعندما اندلعت حرب التحرير الجزائرية عام 1954، عاد البير كامو مجددا الى قضية الإرهاب ليجابهها في العديد من المقالات مندّداً بالخصوص بعمليات التعذيب الوحشية التي مارسها الجنرالات الفرنسيون ضد الوطنيين الجزائريين. وفي ذلك كتب يقول: «إن العمليات الانتقامية ضد المدنيين وعمليات التعذيب جرائم لا يمكننا إلا إدانتها وبشدة. ان تحدث مثل هذه الأشياء بيننا، فهذا لا يمكن أن يكون إلا عملاً مهيناً علينا أن نواجهه مستقبلاً. وفي انتظار ذلك، علينا أن نرفض كل تبرير لمثل هذه الطرق إذ أننا في نفس اللحظة التي نقوم فيها بتقديم مثل هذا التبرير، تنعدم كل القواعد وكل القيم، وتصبح جميع القضايا متكافئة، وتجيز الحرب التي بلا أهداف ولا قوانين انتصار العدمية».
    ولم يسكت البير كامو عن عمليات القتل التي كان يقوم بها الوطنيون الجزائريون ضد المدنيين الفرنسيين خصوصاً خلال ما سمي بـ «معركة الجزائر العاصمة»، حيث قامت مجموعات من انصار جبهة التحرير الجزائرية بمهاجمة النوادي والمقاهي والمحلات التجارية التي كان يرتادها الفرنسيون بالقنابل والرشاشات. وفي ذلك كتب يقول: «مهما كانت عدالة القضية التي ندافع عنها، فإنها ستظل مسربلة بالعار بسبب مذبحة عمياء تستهدف مجموعة بريئة من الناس، وفيها يعرف القاتل مسبقاً أنه سوف يصيب المرأة أو الطفل». ورافضاً الردّ على العنف بالعنف الذي حول الجزائر إلى جحيم بالنسبة للجميع، الظالمين والمظلومين، طالب البير كامو المثقفين بضرورة عدم تبرير أي شكل من أشكال العنف، إذ ان مثل هذا الأمر لا يؤدي في النهاية إلا إلى استفحال المذابح والمجازر ضد الأبرياء وانعدام الخط الفاصل بين القاتل والمقتول، وبين الظالم والمظلوم.
    حتى وإن كتبت قبل خمسين عاما، فإن مقالات البير كامو حول الإرهاب تبدو كما لو أنها تعكس الوضع الراهن في العالم، حيث تشهد عدة أماكن انفجاراً هائلاً ومخيفاً للعنف مثل الجزائر، حيث يتقاتل الاخوة الأعداء بوحشية لا مثيل لها، ومنطقة الشرق الأوسط التي تشهد مواجهة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان الصحفي الفرنسي المرموق جان دانيال على حق عندما علق عليها قائلا بأنها ـ أي مقالات البير كامو ـ تفرض نفسها علينا راهناً كما لو أنها ضوء ساطع لا يرحم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de