|
يا أمريكا ما دايرين إنقاذك
|
يا أمريكا ما تنقذينا بالله من "الإنقاذ"، كفاية العراق، ومن هنا كفانا العبرة خانقانا..
يا الله للمساكين في السودان.. يا كوفي عنان ألحق السودان..
http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2004,04,12,228094.html
بحق السماء! خالد القشطيني
بحق السماء أيها الأمريكان، سلموا إدارة العراق للبريطانيين في ظل الأمم المتحدة حتى يتم اختيار حكومة عراقية قادرة على ضبط الأمن.. قلت مثل ذلك منذ الأيام الأولى لغزو العراق جواباً عن سؤال من العاملين في واشنطن. ورسالتي بكل ما فيها من تحليل وأسباب موجودة لدى الخارجية الأمريكية. للأمريكيين قدرة عجيبة في إثارة الكره لأنفسهم. حتى بعد مشاركتهم في تحرير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحوا محطاً لكره الشعوب التي حرروها. قالوا انها الغيرة من ثروتهم، وها هي الظاهرة تتكرر في العراق. كره الولايات المتحدة ظاهرة عالمية درسها وكتب عنها الكثيرون. إذا كان هناك بين الشعوب العربية، ربما في لبنان، من يحب امريكا، فإننا في العراق نشأنا منذ نعومة أظفارنا على كرهها. وعندما عرضوا عليّ البعثة للدراسة في الولايات المتحدة، رفضتها رأساً وقلت إما ان تحولوني إلى بلد آخر أو انسحب من هذه البعثة. الفرق واضح بين الهدوء الذي يسود المنطقة البريطانية والعنف الذي يسود المنطقة الأمريكية، فسروا ذلك بقولهم ان اكثر سكان المنطقة البريطانية هم من الشيعة الذين رحبوا بتحريرهم من صدام، وأن العنف الذي يجري في المنطقة الأمريكية يعود إلى السنة، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن، فالحوادث الاخيرة قام بها الشيعة في بغداد والكوت وكربلاء والكوفة والنجف، كل الأخطاء الرئيسية التي أدت إلى هذا الوضع، وعلى رأسها تسريح الجيش والشرطة أمر بها البنتاغون على خلاف ما أوصى به البريطانيون، كما اتضح الآن. وكتبت الغارديان البريطانية في 8 ابريل (نيسان) تقول إن بول بريمر رفض باستمرار نصائح السير جرمي غرينستوك الممثل البريطاني في ادارة التحالف، ويظهر ان يأسه من المستر بريمر هو الذي دفعه الى التنحي عن منصبه. من باب التذكرة، انه عندما قام الجيش العراقي بإعلان الحرب على بريطانيا في 1941، واحتل الانجليز العراق، لم يسرحوا الجيش العراقي ولا أي جهاز من اجهزة الدولة، كل ما فعلوه هو ان اقاموا حكومة عراقية موالية على الفور عمدت إلى نقل أو تسريح بعض الضباط من المسؤولين عن الحرب تدريجيا، هذا كل ما فعلوه، وهو سر الهدوء والنجاح الذي عم العراق حتى 1958. هذا ما سمعته أخيرا في البصرة ويؤمن به العراقيون: ابو ناجي (كنية الانجليز) يعرف كيف يتصرف . بعد كل ما جرى في الأسبوع الماضي، لا أدري كيف سيستطيع الأمريكان حكم العراق بالمودة والحسنى والتفاهم. لقد طاحت البستوكة (الزير) وانكسرت كما يقول العراقيون، من سيستطيع تجميعها واعادتها الى هيئتها الأولى? السبيل الوحيد الباقي امامهم هو الاعتماد على الطائرات والدبابات، وفي مقابلها ستتوالى العمليات الانتحارية وتعم الفوضى ويختفي ما بقي من معالم الأمن. يوما بعد يوم سنسمع أرقام الضحايا من الطرفين، ستكون فعلا فيتنام اخرى مصغرة، ولطخة جديدة في سمعة أمريكا وطعنة قاضية لمحاولتها نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، سيصبح ذلك اسطورة من اساطير علي بابا والاربعين حرامي. فلنقلها لهم بصراحة، اثبتوا شجاعتكم في السلم كما في الحرب، وتواضعكم امام الحقيقة والاعتراف بالخطأ، وسلموا ادارة البلاد لمن يعرفون المنطقة ويعملون تحت مظلة الأمم المتحدة. بحق السماء افعلوا ذلك وصونوا أرواح الأبرياء منا ومنكم.
|
|
|
|
|
|