صور تاريخية.. هدية لمحمد طه في محنته..

ام درمان فى
17/9/1979م

حضرة السكرتير الثقافى لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم

المحترم

تحية طيبة .. اما بعد

فقد وصلتنى دعوتكم للمشاركة فى موسمكم الثقافى الثانى ، وعليها أشكركم ..فالفكرة
الجمهورية فكرة سودانية الموطن وهى فكرة أصيلة ، لا ضريب لها فى الفكر الاسلامى عبر
تاريخ الاسلام الطويل ، ولها إلى ذلك تاريخها وإنجازها فى تربية شبان وشابات يجرى
الان على ايديهم دور عظيم وفريد ، فى تاريخها المعاصر .. دور نشر الوعى الاسلامى
بين جماهير شعبنا عن طريق الحوار المفتوح ، والموضوعى ، والامين ، والشجاع فى
المنابر الحرة التى تقام فى الميادين العامة فى المدن المختلفة ، وفى الجامعة ..
هذه الفكرة ـ وهذه الظاهرة ـ ظاهرة المنابر الحرة ـ جديدة كل الجدة وبخاصة عندما
نعتبر ان الحوار فى الدين تجربه الفتاة السودانية فى هذه المنابر الحرة .. وقد لفتت
الفكرة وظاهرة الفتاة السودانية التى تظهر بهذه الشخصية وهذا العلم العظيم نظر كثير
من الرواد الاجانب ، واكتسبت إحترامهم ، وتقديرهم ، ومع ذلك فإن الفكرة لا تجد فى
الجامعة تحت قيادة تنظيمكم إلا كل تشويش وتشويه وتشهير ، ومهاترة ، وعداوة ، تتنافى
مع روح العلم ، والبحث الحر المخلص ، ثم إنكم تمضون فى البعد عن روح العلم ، والبحث
المخلص فتدعون أعداء هذه الفكرة ليزيدوكم لها عداوة ، وعنها تضليلا وتودون فى دخيلة
انفسكم أن تكون هذه الدعوة باطلة ، وهذه الدعوة زائفة ، ومخطئة .

وقبل أسبوع كان أحد مرشديكم يحاضركم ويصر فى غير موضوعية ولا علمية على دمغى بالكفر
وكنتم أنتم تهللون وتصفقون وتتضاحكون.

لقد مارست الحديث فى الجامعة مرات عديدات فلم استطع أن أشعر بالاحترام لها .. بل
شعرت انها تحت قيادتكم تنخفض عن المستوى المرجو لها من حيث ، الجدية ، والعلمية ،
وحرية الفكر والبحث وتتورط فى غوغائية مؤسفة.

إننى استغرب ما الموجب لدعوتكم هذه إياى لاتحدث إليكم ولضيوفكم ؟؟ أما كان الاجدر
بكم أن تدعونى ، ومنذ زمن بعيد ، كنتم خلاله تدعون معارضى ، والمشوهين لدعوتى
لاحدثكم عن الفكرة الجمهورية فتسمعونها من داعيها بدلا من أن تسمعوها من معارضيها
ومشوهيها؟؟

إن أمركم هذا أمر عجيب !!

المخلص

محمود محمد طه