قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2006, 02:07 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد

    Quote: قد رأيت الناس في قلب الملايو!

    (1 من 5)

    د. النور حمد
    [email protected]

    على كثرة ما تيسر لي من فرص للتعرف على مناطق مختلفة من العالم الغربي، إلا أنني لم أحظ بأي فرصة للتعرف على بقاع جنوب شرقي آسيا، إلا مؤخرا جدا حيث قادتني خطاي ولأول مرة، إلى دولة ماليزيا. وماليزيا، كما هو معروف عنها، واحدة مما سمي في العقدين الأخيرين من القرن العشرين بمجموعة "النمور الآسيوية". وقد نالت مجموعة النمور الآسيوية ذلك اللقب بسبب ما حققته من نمو إقتصادي سريع ومذهل. غير أن ماليزيا تميزت بكونها قد بقيت الأرسخ إقتصادا بين رصيفاتها من مجموعة النمور الاسيوية، خاصة بعد الهزة الإقتصادية المعروفة التي ضربت إقتصادات شرق آسيا، في نهاية التسعينات من القرن الماضي.



    ظللت لفترة من الوقت أظن أن الإعجاب بماليزيا والترويج لنموذجها أمران يقف وراءهما دعاة مشروع الدولة الإسلامية في الوطن العربي. وكنت أظن أنهم إنما يفعلون ذلك بسبب حاجتهم الماسة إلى نموذج ما ذي صلة بالإسلام يرفعونه من أجل التدليل على صلاحية وصدقية توجههم. ولكني حين زرت ماليزيا، وتعرفت على نموذجها عن كثب، انفتح ذهني على جوانب عديدة من تجربتها، بدت لي أبعد وأعمق من تلك التي فتنت دعاة الدولة الإسلامية في المشرق العربي، وخاصة في السودان. وسوف أحاول في هذه السلسلة القصيرة من المقالات مقاربة ما بدا لي من شأن ماليزيا وتجربتها المتميزة. فما لمسته في ماليزيا يدلل على أنها دولة ذات رؤية واضحة. وتتميز رؤيتها بكونها لا تشوبها شائبة من شوائب التهوس الديني. كما تتميز تجربتها في عمومها بعمق ونضج لا نجد مثيلا له في خطاب مروجي الدولة الدينية الإسلامية في الوطن العربي.



    ماليزيا دولة اختارت أن تناطح الغرب، غير أنها ظلت تفعل ذلك في هدوء تام، ودونما صخب أو جلبة. اختارت ماليزيا ميدان المناطحة العملية، المتمثل في النهضة، والنمو، والتحديث، والتركيز على الإرتقاء بحال الإنسان الماليزي على أوسع نطاق ممكن. انحازت الدولة الماليزية، رغم تبنيها للنهج الرأسمالي، إلى سواد شعبها ضد قوى الإحتكارات العالمية المولعة بصناعة الفقر والعمل على استدامته. وحين رأيت ماليزيا وحالها من التقدم، عجبت حقيقة أن تكون هذه الدولة قد استقلت في عام 1957، ويكون السودان قد استقل في عام 1956 !! فأين السودان اليوم، وأين ماليزيا؟ بل أين مصر "أم الدنيا" ذاتها اليوم، وأين ماليزيا؟!



    تقول بعض التقارير الإقتصادية، إن مصر الخمسينات من القرن الماضي، كانت متقدمة على ماليزيا، من جميع الوجوه. أما اليوم، فلا مقارنة بين ماليزيا ومصر!! والسؤال: ما الذي جعل ماليزيا تتقدم كل هذا التقدم، وجعل ـ على سبيل المثال، لا الحصر ـ دولا شرق أوسطية مثل مصر، وسوريا، والعراق، والأردن، والسودان، تعاني كل هذه المعاناة وهي تحاول ارتقاء سلم النمو، عبر نصف قرن من الزمان، وبلا نجاح يذكر، مع ملاحظة التفاوت في مقادير النجاح وسط هذه الدول المشار إليها؟!



    تمثل ماليزيا الكتلة الأكبر مما سُمي في الماضي بـإتحاد "الملايو". وقد لمست ديار الملايو شغاف أخيلتنا ونحن نعبر بحر الصبا، حين ورد ذكرها في غنائنا الوطني الثوري في السودان، مما ساد حقبة الستينات. والإشارة هنا إلى "نشيد آسيا وإفريقيا" الذي صاغ كلماته الشاعر المفَّوه تاج السر الحسن، ولحنه وقام بآدائه الفنان العظيم عبد الكريم الكابلي. ورد في ذلك النشيد الطافح بالعاطفة الثورية المشبوبة، ذكر "الملايو"، بضع مرات. والملايو هو الإسم العام لذلك الإقليم الذي ضم إبان الحقبة الإستعمارية في جنوب شرقي آسيا، عددا من المستعمرات والمحميات البريطانية، المنتثرة في ذلك الأرخبيل البديع الواقع جنوب شرقي بحر البنغال. غير أن اتحاد الملايو تفكك بعد أن خرجت منه كلا من سينغافورة وبروناي، وتشكلت أثر ذلك الدولة الماليزية بشكلها الحالي.



    جسدت قصيدة شاعرنا تاج السر الحسن روح تلك الحقبة الثرية من تاريخ الكوكب التي مثلها عقد الستينات من القرن الماضي، لكونها قد عبرت بعاطفة صادقة عن أشواق وتطلعات ما ُسمي وقتها بـ "حركات التحرر الوطني".

    قال تاج السر الحسن:



    قد رأيتُ الناسَ في قلب الملايو

    مثلما شاهدت جومو

    ولقد شاهدت جومو

    مثلما امتد كضوءِ الفجرِ يومُ



    ويمضي تاج السر الحسن مغردا بأحوال تلكم الأيام وأشواقها، فيقول:



    أنتِ يا غاباتِ كينيا يا أزاهرْ

    يا نجوماً سمقتْ مثل المنائرْ

    يا جزائرْ

    ههنا يختلط القوس الموشى

    من كل دارٍ كل ممشى

    نتلاقى كالرياح الآسيوية

    كأنشايد الجيوش المغربيهْ

    ونغني آخر المقطع للأرض الحبيبهْ

    للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو

    لرفاقي في البلاد الآسيويهْ

    للملايو ولباندونق الفتيهْ

    لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدهْ

    والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدهْ



    ثم يمضي تاج السر الحسن ليقول وهو ممتليء بنشوة التضامن التي جمعت بين من خلصت رقابهم حديثا من نير المستعمر فيقول:



    فقلد مُدت لنا الأيدي الصديقهْ

    وجهُ غاندي، وصدى الهندِ العريقهْ

    صوتُ طاغور المغني

    بجناحين من الشعرِ على روضةِ فنِّ

    يا دمشقُ

    كلنا في الهم والآمال شرقُ



    تغنت تلك الأنشودة بأمجاد من حرروا رقاب بلدانهم من نير الإستعمار، ومن قام منهم بثورات ضرب بعضها شرقا وبعضها غربا، وزعم بعضها حيادا إيجابيا. ثم دارت عجلة الزمان، وتبخرت أشواق تلكم الأيام، ووضح أن ما ظنه الناس حيادا، عبر حقبة الحرب الباردة، لم يكن في حقيقة أمره، من الناحية العملية التطبيقية، سوى انحياز لواحدة من الكتلتين الكبيرتين. وسقطت كثير من آمال الشعوب المضطهدة من ثقوب سلة الخطاب السياسي المؤدلج، المنمق، الخالي مما يمكث في الآرض وينفع الناس! غير أن النموذج الماليزي، فيما يبدو، قد بقي، وبقي شامخا جدا.



    لو نظرنا في داخل الإطار الكبير للكراهية الغربية الموجهة للدول الإسلامية عموما، لوجدنا أن ماليزيا تحتل مكانة خاصة بها. والسبب في ذلك هو كونها دولة يغلب عليها الطابع الإسلامي غير أنها تتميز بكونها ناجحة إقتصاديا، رغم كونها لا تدور في فلك الغرب، كما يدور الآخرون. فماليزيا دولة ناقدة لإسرائيل إلى درجة رفض تبادل التمثيل الدبلوماسي معها. كما أنها دولة انحازت إلى سواد جمهور شعبها في وجه زحف الإحتكارات الغربية. يضاف إلى ذلك، أن نجاح ماليزيا الإقتصادي المتميز، واستقرارها السياسي، ومسلك أهليها المحافظ، قد قدمت جميعها برهانا ساطعا على أن النجاح الإقتصادي والإستقرار السياسي لا يقتضيان بالضرورة تبني النسخة الأمريكية للرأسمالية. كما لا يقتضيان بالضرورة أيضا، التكامل الإقتصادي مع أمريكا وفق معاييرها وشروطها. ويمكن القول أن النجاح الإقتصادي والإستقرار السياسي لماليزيا، قد دحضا، من الناحية العلمية التطبيقية، تصور أن النجاح الإقتصادي والإزدهار لا يكونان بغير الدوران في فلك المنظومة الغربية، وقبول كل إملاءاتها، بلا استثناء. كما أن ماليزيا قد برهنت أيضا، وهذا مهم جدا، على أن الثقافة الإسلامية لا تقف بالضرورة في وجه التحديث والنمو، أو في وجه أن تصبح الدولة جزءا مرتبطا بالمنظومة الإقتصادية الكوكبية، في عصر تنهار فيه الحواجز الاقتصادية والثقافية وبسرعة شديدة!



    وقفت ماليزيا رغم تبنيها نهج التطور الرأسمالي أمام العولمة موقفا متشككا، ولم تترك مواطنيها يقعون تحت رحمة الشركات العابرة للقارات التي تسعى بكل قوتها لطرد التجار المحليين من السوق، والقضاء على بائعي الخدمات المحليين. فبالعولمة لاحت للرأسمالية الأمريكية فرصة ذهبية جديدة لفرض نوع غير مسبوق من الهيمنة على بقية العالمين. ولقد كشف عن موت وعود الرأسمالية نابهون عرب ومسلمون كثيرون، أذكر منهم الدكتور سمير أمين في كتابة المدهش Obsolescent Capitalism، والدكتور عبد الحي زلوم في كتابه المتفرد، "نذر العولمة".



    مما يزيد من حالة الحنق الأمريكي والغربي عموما تجاه ماليزيا كونها لم ترتبط بحركات التطرف الإسلامي. فهذه الصفة بالذات قد جعلت مهمة الغرب في النيل من ماليزيا سياسيا، مهمة أكثر صعوبة. فماليزيا دولة ناجحة إقتصاديا، ومستقرة سياسيا. كما أنها دولة معتدلة المسلك، كثيرة العمل، قليلة الكلام. وقد وصفت بعض التقارير ماليزيا بأنها دولة نجحت في استئصال الفقر. وماليزيا بنموذجها الناجح الشديد الاستقلال، دولة تزعج الغرب، وخاصة أمريكا، بأكثر مما تفعل فنزويلا ورئيسها شافيز الناهض عبر شاشات الفضائيات في مواجهة حالة القطبية الواحدة الراهنة. ففنزويلا تعاني مشاكل لا تعاني منها ماليزيا. ولا تحتاج الآلة الإعلامية الغربية إلى كثير جهد لتكشف الإخفاقات الفنزويلية الداخلية، ومن ثم إظهار رئيسها بكونه مجرد ديماغوغ ثرثار. غير أن فعل نفس الشيء مع ماليزيا لا يبدو ميسورا، وهنا تكمن قوة النموذج الماليزي.



    لم يبع جهاز الدولة الماليزي نفسه بالكلية لأجندة الرأسمال الكوكبي، وبقي إلى حد كبير حائلا بين الشعب وبين طغيان الرأسمال الوافد. وطغيان الرأسمال دفق طبيعي ينداح تلقائيا ليسيطر، لا على السوق وحده بغرض حصره في يد القلة المحلية المنحازة إلى قوى الاحتكارات العالمية، وإنما يتعدى ذلك ليسيطر على مفاصل السياسة والتشريع في البلد! والهدف النهائي من ذلك الإندياح هو محو الخطوط الحمراء الفاصلة بين جهاز الدولة، وبين قرارات مجالس إدارات الشركات والمؤسسات والإحتكارات الكبيرة العاملة في الدولة. وهذا هو ما أنجزته الرأسمالية في نهاية شوطها في أمريكا. فالبيت الأبيض لا يحكم، وإنما هو محكوم، في حقيقة أمره، في كل ما يأتي وما يدع. وتبقى هذه حقيقة قائمة على الرغم من أن الشعب الأمريكي يقوم من الناحية العملية، بانتخاب ممثليه. ولكن الإحتكارات الكبيرة تختطف هؤلاء الممثلين المنتخبين، وتوجههم ضد مصالح من انتخبوهم لتبقى هي المتحكم الأول والأخير في اللعبة السياسية. وأخطر من ذلك، أصبحت المؤسسات الإحتكارية هي المتحكمة في درجة وعي الشعب ووجهة ذلك الوعي. فالديمقراطية نفسها، وصندوق الإختراع قد تم تكييفهما عن طريق مختلف المؤثرات، حتى لا يأتيا بما لا يصب في مصلحة المالكين! والآلة الإعلامية المفترض فيها أن تظل السلطة الرابعة لتراقب الأداء الحكومي، تم احتواؤها وأصبحت مجرد ذراع من أذرع الرأسمال، واجبها الأول والأخير هو غسل الأدمغة، وتجهيل السواد الأعظم من الناس، ورهنهم للمتشكل الراهن إلى درجة التصويت ضد مصلحتهم!



    ولابد من الإشارة إلى أن الرأسمالية الكلوب، كما تجسدها التجربة الأمريكية، لا تقود إلى الإفقار المادي وحسب، وإنما إلى أفقار روحي هو أفدح بكثير من الإفقار المادي. فالإفقار الروحي قد ظل ولا يزال هو ترياقها الأكثر فعالية ضد نزعات التغيير. فهو الذي مكن لها من الصمود أمام العمل النقابي، ومن احتواء وإبطال مفعول كل جهد بشري خلاق استهدف تعديل بنيتها. فعن طريق الإفقار الروحي تم إزهاق روح التفكير النقدي وسط الغالبية العظمى من السكان، فأصبحت الممارسة الديمقراطية شكلا بلا محتوى. وهكذا تم حجب الفرد عن ذاته وعن جوهره الإنساني الكامن فيه. كما تم حجبه من أن يرى مصالحه متسقة مع مصالح الآخرين داخل بلاده، وخارج حدود بلاده. فالرأسمالية تقوم بعمل مؤسسي مدروس لعزل المواطن وتقوية النزعة الفردانية فيه. مما لمسته من زيارتي هو أن ماليزيا تمثل برهانا عمليا ساطعا على أن النهوض ممكن، وأن تبني نهجا رأسماليا معتدلا يستلهم قيم الثقافة المحلية أمر ممكن أيضا. وقد برهنت ماليزيا أن الثقافة الإسلامية لا تقف بالضرورة في وجه التحديث والعصرنة والإعتدال. كما برهنت من ناحية أخرى أن الرأسمالية كنهج اقتصادي لا تحمل بالضرورة في بنيتها مناعة طبيعية مطلقة ضد الإصلاح النسبي.

    (نواصل)

    من سودانايل..
                  

العنوان الكاتب Date
قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-02-06, 02:07 PM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد nassar elhaj12-02-06, 02:44 PM
    Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد mansur ali12-02-06, 05:54 PM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-02-06, 07:59 PM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-03-06, 03:11 AM
    Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Dr.Elnour Hamad12-03-06, 03:37 AM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-07-06, 05:29 AM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-11-06, 05:17 AM
    Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Abu Eltayeb12-11-06, 10:25 AM
  Re: قد رأيت الناس في قلب الملايو! د. النور حمد Yasir Elsharif12-12-06, 01:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de