المنبر يتجه غرباً ...

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عمر الفاروق شيخ الدين (عمر الفاروق شيخ الدين&عمر الفاروق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2005, 12:14 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنبر يتجه غرباً ... (Re: عمر الفاروق شيخ الدين)






    على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟
    عن ما جاء بمقال الطيب مصطفى "فستذكرون ماأقول لكم"

    بدري الياس الخليفة
    [email protected]

    من يقرأ المقالات التي درج الطيب مصطفى على كتابتها منذ أن تلامعت أولى نجمات السلام الذي تم التوقيع على اتفاقيته الأخيرة بنيفاشا يناير الماضي ، وحتى هذا اليوم الذي تستعد فيه الخرطوم لاستقبال قيادات الحركة والتطبيق العملي لبنود اتفاقيات السلام، لا يجد غير تقيؤ نفسٍ أنتنتها عنصرية بغيضة وتجشؤاً فظاً لعبارات مكرورة مللنا سماعها كلما أحاطت بأهل الإنقاذ جرائر ما ترتكبه أياديهم الآثمة القذرة. كما لا يجد المرء غير تخبطِ رجلٍ بدأت الأرضُ تميد تحت قدميه وهو ينظر إلى عرشه يتهاوى أمام عينيه والنعيم الذي ظنه لا يبلى يتحاتّ كأوراق ذابلة ، ولا يجد غير خطابٍ عاطفيٍ فجٍ وهشٍ يحاول الطبطبة به على وجدان جموع مغلوبة لم يكن قلبه عليها في يوم من الأيام ، يبث من خلاله ما قد ينذر بعظائم أمور يكون من يحرضهم أول ضحاياها ووقودها.
    وفي مقال قرأته له قبل فترة قصيرة – أتمنى أن يكون آخر ما أقرأه له – "بعنوان فستذكرون ما أقول لكم" وجدت الرجل كعادته يتباكى على الشمال وأهله ويصب لعناته على زعيم الحركة الشعبية العقيد جون قرنق ويحمله إثم كل ما حاق وما سيحيق بالسودان وأهله ويدعو مُضمِراً أحياناً ومصرِّحاً أحايين أخرى إلى انقلابٍ على اتفاق السلام أو "انبطاح الشمال وانكساره" كما حاول أن يوصل عبر مقاله.
    ثم يعود ويتباكى على العروبة والإسلام الذين سيمحوهما اتفاق السلام ووصول قرنق ومن خلفه الصليبية والصهيونية العالمية للسلطة بضربة واحدة. ليذكرنا بأيام الإنقاذ الأولى وخطابها التعبوي المبني على إثارة المشاعر الدينية عند البسطاء من الجموع المسلمة والذين قادتهم ماكينة الإعلام الإنقاذي إلى موت لا هوادة فيه واعتلى من أرسلوهم فوق جماجمهم عروش سلطان ستشتعل تحتهم -لا محالة- ويولون الدبر. ولم يشر لقرى المسلمين التي تحرق بغرب البلاد ولا إلى حملة القرآن ومباشري الحجيج الذين يقتلون في الشرق على أيدي قادته وبإرادة تنظيمه المتسلط.
    ويلاحظ جلياً من خلال مقاله الأخير الموسوم بـ(فستذكرون ما أقول) تبرئة الطيب للحكومة (حكومته) تبرئة لا يشوبها اتهام من كل الويلات التي تتنزل يومياً على السودان وأهله، وعدم تعرضه لها إلا لماماً ورمزاً وعلى استحياء وفي ذلك من مغالطة النفس ومحاولة طمر الحقائق والتزوير البين ، الشيء الكثير.
    ودعونا هنا نسأل هذا الطيب:
    هذا الشمال الذي تتباكى عليه سيدي والذي تدعي أن قلبك يتقطع حزناً وكمداً على حاله ومآله وثروته التي ذهبت (باردة) لقرنق وعشيرته في الجنوب، ماذا فعلتـ(م) من أجله طول سني حكمكم غير الكريمة؟
    ماذا قدمتم لإنسان هذا الشمال المسكين المتحامل عليه من كل جانب بسبب ثلة لا هي أكرمته ولا حتى جنبته النبال؟
    أليس هو ذات الشمال الذي أفقرته سياساتكم غير الرحيمة وشردت إنسانه الذي دفع وسيدفع ثمن رعونة من تسنم السلطة من أبنائه؟
    ألستم من نهب حتى عزة نفسٍ وكرامةٍ كان يتباهى بها انسان هذا الشمال حين تثلثتم قوته وسرقتموه "الضحى الأعلى" وأرسلتموه ليتسول عيشه في أطراف الخرطوم وعواصم الدنيا بأطرافها ؟
    فمن تنتظر الآن ليلبيك يا رجل؟
    الشمال الذي دفعتم بخيار فلذاته وقوداً لحرب أججتم أوارها لتشتروا بدمائهم نعمة وبطراً ترجون دوامها؟
    أي بيت هنا لم تدخلوا الحرب إليه؟ كم أثكلتم وكم رملتم وكم يتمتم لتشتروا بكل ذلك الموت ثمناً قليلا؟
    ولا تحدثني عمن أخذته منك حرب الجنوب التي كانت خياركم لا خيارنا ، فليس كل من ذهب أو قذف ليموت في الجنوب قد أرسله ذووه قرباناً يرقون به عروش السلطة والجاه ويتخذونه تميمة تفتح لهم بها خزائن الأرض. وهذه الممارسة غير الكريمة والتي تتعفف عن فعلها أحط المخلوقات وأكثرها بعداً عن مقتضيات الأبوة من حماية وحرص وحنان وغيرها قد رأيناها – يا لهول ما رأينا – في بغيض أيامكم هذه.
    وهاهي مدن الشمال تتلفت في أنحاء خرابها: مدارس تؤسس للجهل وتلتفت إذا ما نودي الخراب، سكك حديدية تخلت عن جرأتها في مقابلة الحديد واستسلمت لصفعات الرمال. بواخر نقل كان نهرياً اقترح أحد معتوهيكم باستخدامها كداخليات لطلاب لم يرو في مناطقهم مياهاً أكثر مما تطمر الفولة أو الحفير. مصالح كثيرة عطلت. مستشفيات يدب المرض في أطرافها وتحتفي بها العلل وتعافها العافية، منذ أن أسندت إدارتها للعاطلين من منسوبيكم ممن لا علاقة لهم بما يخص الطب والتطبيب وشُرِّد أطباؤها ليواجهوا خيارات الحياة الصعبة ويجازفوا العيش كيفما اتفق.
    مدن تتبرأ منها حتى قراها التي أصبحت بدورها خاوية تفتش عن ساكنيها الذين تقطعت بهم الأسباب وتاهوا في أطراف مذبلتكم الكبيرة (الخرطوم) أو ابتلعتهم مدن العالم المختلفة حيث يحاولون هناك تطبيب جراح لا سبيل لبرئها. والهدام يقرقر كلما سالت دمعة مزارع على فقد عزيز لديه مما سكب في رعايته والعناية به دماً وعرقاً وعمراً غالياً. والزحف الصحراوي يتلب البيوت مقتحماً حيشانها والغرف متفوقاً على كل زوَّار الليل.
    أي شمال تنادي وتتباكى عليه يا رجل؟
    أين كان صوتك هذا حين كنت على إدارة الذراع الأولى لإعلام الإنقاذ؟ وكيف لم تستغل مقامك للمناداة بإنصاف الشمال وأهل الشمال إن كان اهتمامك به لهذا الحد؟
    ولكنك إنما أحسست بأن الأرض قد بدأت تتزلزل تحت قدميك وقدمي ابن أختك فكان لابد من هذه الولولة والصراخ ولكن الذي تفرون منه لآت.
    وما امتلكته بغير وجه حق سيسترد منك بوجه الحق . وهذا ما تخافه. مصيرك أنت لا مصير شمال يملك من/ما يحميه. تعرف أن جاهك وسلطانك وما أنت به من نعمة لم يكن ليتأتى لك لو لم يكن تنظيمك هو الحاكم ولو لم يكن ابن أختك هو أعلى رأس في البلد. وربما الذي تتمرغ في مقعده الآن وهو به أحق منك وناله بعلمه ونزاهته وكريم خلقه ، ربما في واحدة من محطات الخدمة الخلوية يعبئ السيارات بالبنزين وجوفه بالأسى ، في ديار جد بعيدة قذفته إليها يد صالحكم (العام) الفظة غير الكريمة.
    ثم تأتي بدم كذب على قميص الشمال المهرود وتتباكى متهماً قرنق بالتهام حصة الشمال وتلعن القسمة الضيزى. إذن لِمَ لمْ يدافع العتاة الذين بعثتم بهم إلى نيفاشا عن حصة الشمال كما يجب، وكما دافع "رجل البندقية" قرنق عن حصته في جنوبه والشمال؟
    هل قرنق هو الذي اختار من يفاوضه؟ أم هل أصدقاء الإيقاد (ومعظمهم من الأعداء عند الطيب) هم من حدَّد للإنقاذ من يذهب ليفاوض ومن يبقى ليتباكى ويلطم الخدود؟
    لماذا إذن لا تصب جام غضبك على حزبك وعلى قادتك وتعلن صراحة تمردك عليه وعلى اتفاق السلام بدلاً من أن تحرض العالمين على قرنق وكأنه هو الذي خط الاتفاق بيده ثم وضع البندقية على رأس علي عثمان مجبراً إياه على التوقيع؟
    وهاهم إخوانكم بالأمس يرفعون السلاح بوجهكم اليوم ويترصدونكم كل مرصد ، فافعل مثلهم إن كانت لك قضية ، أخرج على تنظيمك الجائر الذي ترى أنه سلب حصة الشمال وأعطاها هنيئة لقرنق. وإن كنت لا تستطيع رفع السلاح فليس أقل من أن تحمله مسؤولية ذلك بدون مواراة وبكل وضوح وأن تصرخ بوجوههم بهذه التهم التي تكيلها لرجل حارب عشرين عاماً من أجل قضية يؤمن بها واختار دائماً نارَ حربٍ وحر خنادقٍ رأى أنها السبيل لعدالة وسودان جديد يحلم به "ومن حقه أن يحلم" ولم يستبدلها بقصور المنشية وفلل كافوري، وهو يعلم أن للجنوب حق معلوم ، ويعلم أكثر أن خطئاً تاريخياً وفهماً مغلوطاً هو ما يقود الوطن من خراب لخراب فعدل طرحه بما يرى أنه محاولة لإصلاح ما أفسده حكامٌ أكثر قدرة على التخريب من يد الدهر لم يرو على مرِّ تاريخنا المرير أبعد أنوفهم.
    وتغيير الذهنية العروبية المتسلطة والمهيمنة على امتداد زمن دولة السودان لم يكن يعني في يوم من الأيام ما تحدثت عنه من إحلال وإبدال. حتى أكثر الجنوبيين تطرفاً لم يتحدث عن ذلك.
    فذهنية الإحلال والإبدال هي طرحك أنت وتنظيمك المتهالك وأمامك ما تم في كل مرافق الدولة منذ مجيئكم الوبيل للسلطة وحتى اليوم ووجودك تحديداً في المرفق الذي أنت فيه أيٍ كان وما فعلته يداك بالتلفزيون الذي هو من المفترض (قومي).
    ولكنك تبتسر المفاهيم ابتساراً لتحقيق أغراضك الذاتية الضيقة حتى وإن كان ثمن ذلك ما يأتي وبالاً على بلد كامل وعلى من تدعي الحديث باسمهم تحديداً نتيجة دعاواك الكاذبة وتحريضك المريض. وهذا بالضبط ما فعلتموه كسلطة فأضعتم وطناً بكامله متغطين بعباءة "هي لله" ولم ينل الله ولا الوطن منها نصيباً فأتخمتم حد الطغيان.
    والرجل يراهن على هشاشة الذاكرة السودانية وقدرتها المحزنة على النسيان، خاصة بعدما أثقلوه بها من هواجس العيش والبحث عن المخارج والمطاردة من ضيق لضيق ، فيدق أجراس الخطر لأن قوات قرنق ستدخل الخرطوم وستعيث سحلاً وتقتيلاً في أرض يراها الطيب محرمة عليها وكأن هذه القوات ليست سودانية وليس لأفرادها الحق في السكن في الخرطوم (عاصمة السودان) الذي هو وطن الطيب مثلما هو وطن سلفاكير وباقان اموم وغيرهم. يتحدث عن كل ذلك أيضاً كسابقة لم ترد وكأنها قوات غزو أجنبي ، فهل نسي المسكين اتفاقية الخرطوم للسلام 97 أم تناساها أم هو الرهان الخاسر على ذاكرة شعب يعتقد في خرابها؟
    ألم تتح تلك الاتفاقية لكل الأطراف الداخلة فيها دخول الخرطوم بكامل عتادها؟
    كيف ينسى المواطن ذلك وقد شهد وما زال يشهد العديد من معارك القتال الدموي بين منسوبي تلك الفصائل في قلب الخرطوم وداخل أحياءها المختلفة وقد راح الكثير من الأبرياء ضحايا لهذا الخلل الأمني الكبير الذي تم بمباركة وإشراف حكومة منوط بها توفير الأمن والحماية له.؟
    فأين كان خوفك وتوجسك وحرصك على الوطن والمواطن في ذلك الآن؟
    يقول الطيب: (ولست أدرى من يُقنع قرنق بأن الشماليين ليسوا بأحرص على الوحدة من الجنوبيين ولا يوجد سبب واحد منطقي أو موضوعي يدعوهم الى التشبث بوحدة لم تذقهم إلا الموت والدمار والتخلف والدماء والدموع طوال نصف قرن من الزمان)؟
    إذن يا أيها الطيب مصطفى ماكان الداعي لكل أولئك الشماليين المساكين الذين دفعتم بهم لأتون محرقة لا ترحم وتركتم جرحاً بقلوب ذويهم لا يندمل وأكباد آباء وأمهات يتفطرن صباح مساء، ولم تكن أبداً عقودات النكاح على "الحور العين" ولا أعراس الشهيد عزاءاً كافياً ولا معادلاً موضوعياً لفداحة الفقد.
    ويتناسى الرجل أو يحاول استغفال من يقرأه حين يواصل هجومه الحانق على قرنق ويستدعي وصف أحد قواد الأخير له بأنه (لا ينسى ولا يعفو) .. وكأن هذا الوصف لم يذكره بحديث الدكتور منصور خالد عن صديقه حسن الترابي الذي (يبتسم ويغرس خنجره عميقاً في قلب الخصم)، وعراب الحركة الإسلامية وصانع جبروتها الماثل وإن تنكر له تلاميذه وأنكروه، فهو أيضاً لا ينسى ولا يعفو وإلا فما مبرر احتجازه وإبقاءه في الحبس كل هذا الوقت دون محاكمة ودون مبررات كافية غير الخوف من انتقامه وسجانيه اليوم هم تلاميذه ومريدوه بالأمس ويعرفون بأس الرجل ويخشون قسوة انتقامه.
    أما عن أمر تصفية الخصوم من قبل تنظيمكم وحكومتكم فهذا ما لا ينافسكم فيه الشيطان نفسه وبما أن قائمة من تمت تصفيتهم أو إقصاؤهم تطول فنحن نسأل هذا الطيب عسى أن يجيب بصدق من أبقيتم من خصومكم؟).
    وأين باقي قادة انقلاب يونيو 89 الذي أوصلكم للحكم؟ وما مصير أولئك الأشقياء الذين شاركوا في محاولة اغتيال حسني مبارك بأثيوبيا؟ وما حقيقة حوادث الطائرات التي عادة ما تقتل المسئولين وكبار الرؤوس ؟ وما حقيقة أولئك (الشهداء) الذين تتبعهم كاميرا التصوير من بيوتهم وهم يمارسون حياتهم العادية كشهداء محتملين وحتى إنزالهم في القبر هناك في مناطق العمليات مكفنين بسيرة مختلقة تحاكي سيرة صحابي والكثير من الأساطير والمعجزات ورائحة مسك عجزت تلك الكاميرا على الدوام عن إيصالها لأنوفنا.
    وإن فرضنا أن ما تصف به العقيد هو الحقيقة الخالية من الغرض فهل تعتقد أن شعب السودان الشمالي ، الذي تدعوه ليتعرف من خلالك على القائد الجديد ونائب رئيسه القادم، لا يعرف من هم الإنقاذيون ومن هم أعضاء المؤتمر الوطني؟ عليك أن تجرب العيش كمواطن عادي ليوم واحد لتسمع نبض هؤلاء وتحسس أنفاسهم من خلال الحكي العادي في وسائل المواصلات وفي الأسواق وصيوانات العزاء وبيوت الأفراح ، وانتبه فقط للنكات ورسائل الهاتف وبعض الغناء الخفيف لتعرف رأي الشعب فيك وفي جماعتك. وتذكر أن ظلم ذوي القربى سيبقى أبداً أشد مرارة وأذىً.
    ويتحدث الطيب كذلك عن "ثقافة البندقية" التي يؤمن بها قرنق متناسياً كل شعارات الإنقاذ ومتجاهلاً لكل برامجها التي أسست لهذه الثقافة ودعت لها وما زالت تفعل حتى كتابة هذه السطور وكأنه لم يكن يوماً على رأس أخطر وسائل الإعلام في البلاد و"ساحات الفداء" تجعل من البندقية خياراً وحيداً للتفاوض، باثاً ثقافة محو الآخر ومؤسساً لأفكار متطرفة تجعل من القتل حرفة يمجد من يمارسها وتجعل من الآخر هدفاً دائماً مهرق الدم. وما أدراك ما أغانيكم الجهادية التي تمجد البندقية وتدعو لإراقة الدماء والقتل والتنكيل بكل من يعترض طريق الثورة أو يعارضها الرأي.؟ وكانت النتيجة المباشرة لكل ذلك أن مارس منسوبيكم سياسة العنف منطلقين من ذات ثقافة البندقية التي تغذوا عليها ضد كل من لا يعجبهم وضد كل من له رأي مخالف داخل الجامعات والمدارس والأحياء ، بل حتى في السوق والصفقات التجارية ، وفي ذاكرة إنسان هذا البلد الكثير من المرارات والتي سيجد طريقه للتعبير عما يحسه في يوم لا شك قريب.
    فإن كان قرنق قد ربى عليها قواته فهذا من صميم واجبات الثوري الذي أجبر على اختيار البندقية طريقاً لتحقيق تطلعات شعبه ، ولكن اعطني سبباً واحداً يجعل تنظيماً ما يوزع على كل منسوبيه صغاراً وكباراً الأسلحة بمختلف أنواعها وإن اتفقت جميعها في قدرتها على القتل والإبادة ليمارسوا بها الترويع والإرهاب تجاه شعب أعزل ومغلوب على أمره .
    وهل رأيت بذمتك رئيس بلد ما يدعو معارضيه علناً لإعلان الحرب بمقولة غير حكيمة – وهي أنه لن يفاوض إلا من يحمل السلاح؟ ويؤكد بؤس طرحه وفظاظة مرجعياته (نحنا جينا للسلطة بالبندقية والعايزا يجي ياخدا مننا بالبندقية!)
    فلماذا أيها الطيب لا تتخلى عن نهج (الفيك بدربو) وتتبع طريقاً منطقياً ، إن كنت تملك، لعرض ما تراه صحيحاً أو كان ما تدعو له هدفاً نبيلاً ؟
    ولأن الطيب مصطفى ربيب سلطة قاهرة جاءت بانقلاب عسكري وانتهجت طريق العنف وتصفية الخصوم الذين يعجزها شراؤهم بشتى الوسائل ، فهو حتى الآن لا يفهم أن اتفاق السلام الأخير لا يشبه تلك الاتفاقات التي عقدتها الحكومة مع فصائل جنوبية أخرى وأحزاب شمالية وأفراد فيما مضى ، حيث كانت تفاوض من موقع القوة وينتهي الطرف الآخر إلى حليف منقاد أو إلى كيان خامل لا حول له ولا قوة بعد إجراء ما يلزم من عمليات لتجريده من كل ما كان يميزه ويصنع قوته فتقص الأجنحة وتكسر المخلب والناب فينتهي الخصم إلى داجن يسهل جره وتوجيهه بل وشيَّه على جمر الوعود غير المنجزة والخزي والخزلان.
    فهو يستنكر كيف أن قرنق (يردد حتى بعد التوقيع أن اريتريا دولة صديقة) ، ثم (يتهم – حتى بعد التوقيع - القوات الحكومية وبعض مواطنيه ممن سيكون على قمتهم بأنهم يمارسون التطهير العرقى والإبادة الجماعية فى دارفور).
    فالطيب يرى بنظره القاصر أن على قرنق أن يرى رأي الحكومة ويتبعها في غيها ويميل حيث مالت ويعادي من تعادي ظالمة أو مظلومة ، وكأن ذلك من صميم الاتفاق.
    ويلوم قرنق (الجنوبي) اشد الملامة لأنه اهتم بمزارعي الجزيرة ووعدهم بالخير والإنصاف ولأنه -قرنق- يعترف بالتهميش في الشرق والغرب وحتى الشمال وبحق هذه المناطق في الثروة والتنمية ؟ فهل ينتظر قرنق مدحاً وإشادة أكثر مما يفعله له الطيب؟
    فقرنق الذي ناضل من أجل الجنوب يعيب عليه الطيب مصطفى اهتمامه بباقي مشاكل السودان ومحاولته معالجة الداء أولاً بالاعتراف بوجوده ومن ثم فتح الجرح وتنظيفه وتهيئة المناخ لوطن معافى. ولسان مقال الطيب يتساءل : كيف لا يقنع قرنق بما لقيه في الجنوب ويبدأ في الغرف والاستمتاع بمزايا السلطة والسلطان والجاه غاضاً الطرف عن أنات أطراف البلد الأخرى كما فعلنا نحن أهل الإنقاذ؟
    أما الحرب الأهلية التي تدَّعي ،أيها الطيب، أن الجنوبيون والغرابة يهددون بها فأقول لك إن الأمر لا يحتاج لأحد – أياً كان – ليشير إليه وأعيد عليك ما نقلته – أنت - في مقالك من كلام باقان أموم فهو لا يحتاج لشرح بقدر ما يحتاج لإعادة قراءة منك مع التركيز على ما تحته خط، وهو : (إن تخطيط الحكومة وسياساتها ستنقل المذابح من دارفور الى الحزام الاسود فى الخرطوم بحرى والحاج يوسف وام درمان). فالذي يهدد بنسف ما تبقى من ذلك الوطن هو حكومة الإنقاذ التي أوردته المهالك وما زالت تفعل بوعي وبدون وعي، وكل يوم يقربنا أكثر للكارثة الوشيكة.
    وهنا ما كتبه ابن الحركة الإسلامية والإنقاذي السابق والكاتب الإسلامي "فقط" حالياً عبد الوهاب الأفندي في مقال بعنوان غيبة الوعي في الخرطوم: (لم نكن نحتاج لأدلة جديدة لان اركان النظام السوداني يعيشون في عالم وهمي اصطنعوه لانفسهم، لا صلة له بالسودان وأهله، ولا بالكرة الارضية. ولهذا ظلوا يتعثرون كما يمشي النائم من كارثة الي اخري.)
    وككل أهل الإسلام السياسي يعاني الطيب مصطفى من خلط مريع في مفهوم الوطن والمواطن والشعب والأمة وغيرها من المسميات التي تعني الرقعة الجغرافية المعينة ذات الحدود السياسية المعروفة التي اصطلح على تسميتها بالوطن وتعني من يعيشون داخل هذه الرقعة وتضافرت عدة أسباب لتجعلهم يمثلون شعبها، ويعاني من دقة التعريف بالنسبة لهم كإسلاميين من جهة ، وكساسة ورجال دولة من جهة ثانية.
    وقد درج الإسلاميون على استخدام كلمة الوطن لتمويه العامة، أما فيما بينهم فالوطن لا يعني أكثر من المصلحة التي تجمعهم أو الرابطة وفي الخلاصة هي التنظيم الذي يعملون تحت لوائه. وخطابهم طوال سنوات حكمهم وسلوكهم تجاه الوطن "السودان" وأهله يؤكد هذا الزعم ، فحين يتحدثون عن خيار الأمة فإن هذه الأمة لا تخرج ابداً عن مجموع أعضاء التنظيم، وحين يكون التبرير لسلوك معين هو مصلحة الوطن يكون هذا الوطن بالفعل أكثر المتضررين من هذا السلوك والمستفيد الفعلي هو التنظيم. فالوطن يُفَصَّل على مقاس الأيدلوجية المعينة التي تحكم وتمثل المرجعية بالنسبة لهم، والتي لا تخلو من تهويمات من مثل ديار المسلمين وأخوة الإسلام والعقيدة وبها يمكن الانحياز لدولة خارجية يرون أنها تمثل داراً للإسلام ومعاداة جزء من الوطن باعتباره ديار كفر، وكذلك فالمسلم الباكستاني مثلاً هو أحق بالتوادد والتراحم من أصحاب الديانات الأخرى الذين يشاركونه نفس الوطن الذي نفهمه ونتعاطى ضمن فهمنا له كشعب سوداني، ويؤكد هذا مشاركة بن لادن والكثيرون غيره من أتباع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الحرب في جنوب السودان، وكذلك شهادتنا ومعايشتنا لمشاركة الكثيرين من أعضاء حماس وإسلامييي إريتريا والصومال وغيرها من الدول مع كتائب طلاب الاتجاه الإسلامي بالجامعات والمعاهد العليا، المسلحة بالسيخ والأسلحة النارية، في المواجهات التي كانت وما زالت تحدث بينهم وبين بقية الطلاب ممن لا ينتمون للاتجاه الإسلامي.
    يقول الطيب: (أن الله تعالى وبالتالى الدين اكبر من الوطن فالمسلم يُضحِّى بكل شيئ (بما فى ذلك الوطن) من أجل الدين إرضاءً لله تعالى كما فعل الرسول (ص) حين خرج من مكة المكرمة وهي أحب البلاد اليه).
    فأي تلاعب بالألفاظ وأي إقحام للدين وأي مقارنة بائسة بؤس الفكر الذي يقدمها هو ما يأتي به الطيب مصطفى هنا، والذي ليس بمستغرب من كل من تابع بدقة تصرفات أهل الإنقاذ منذ مجيئهم للسلطة وحتى اللحظة .
    وهنا أيضاً سألجأ لمقال الأفندي سابق الذكر لنرى ما كتبه عن تنظيم الطيب مصطفى المسمى المؤتمر الوطني، إذ جرده من صفة الوطنية حيث يقول: (حزب المؤتمر الوطني السوداني يشبه في حاله كثيرا من الاحزاب العربية الرسمية، مثل تلك التي تتسمي بالحزب الوطني او الحزب الدستوري او اللجان الشعبية او حزب البعث، وذلك في كونه اسما علي غير مسمي، فلا هو بحزب، ولا هو بمؤتمر ولا هو بوطني. فهو لا يتعدي كونه مصلحة حكومية انشأها النظام لكي يمنع اعضاءه من ممارسة النشاط الحزبي ولا يشجعهم عليه.)
    فيا أيها الطيب إننا لن نتذكر ما تقول بقدر ما سنتذكر جيداً ما فعلتموه حقيقة بهذا الوطن وأياً كانت النتائج فهي من صنع أيديكم ولن تجدي محاولات التنصل عن المسؤولية كالتي تقوم أنت بها الآن في أن تجعل شعب السودان – كله – ينسى أو يغفر. فاسترح يا رجل فلا حاجة بك للمشي في جنازة قتلاك، إذ عليك أنتظار الحساب.






                  

العنوان الكاتب Date
المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-18-05, 11:43 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... اساسي04-18-05, 11:50 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-18-05, 12:04 PM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... Hafiz Bashir04-18-05, 12:18 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... PLAYER04-18-05, 12:30 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-18-05, 12:30 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... PLAYER04-18-05, 12:30 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... PLAYER04-18-05, 12:30 PM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... lana mahdi04-18-05, 02:23 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... Mohamed Suleiman04-18-05, 09:00 PM
      Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-18-05, 11:17 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... Mohamed Suleiman04-18-05, 09:00 PM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر ادريس محمد04-18-05, 11:30 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... خدر04-19-05, 00:23 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 00:47 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 01:04 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... lana mahdi04-19-05, 01:22 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 01:46 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... هشام المجمر04-19-05, 02:01 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 02:13 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... هشام المجمر04-19-05, 03:24 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 03:36 AM
      Re: المنبر يتجه غرباً ... محمدين محمد اسحق04-19-05, 04:15 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... على اسماعيل04-19-05, 04:12 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... Hafiz Bashir04-19-05, 04:19 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... هشام المجمر04-19-05, 05:16 AM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 07:36 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 08:49 AM
      Re: المنبر يتجه غرباً ... Mohamed Suleiman04-19-05, 09:34 AM
        Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 09:57 AM
          Re: المنبر يتجه غرباً ... Marouf Sanad04-19-05, 10:34 AM
            Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 10:40 AM
              Re: المنبر يتجه غرباً ... محمدين محمد اسحق04-19-05, 11:26 AM
                Re: المنبر يتجه غرباً ... على اسماعيل04-19-05, 11:54 AM
                  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-19-05, 12:31 PM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر ادريس محمد04-19-05, 12:14 PM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... Isa04-19-05, 01:00 PM
      Re: المنبر يتجه غرباً ... محمدين محمد اسحق04-19-05, 04:15 PM
  Re: المنبر يتجه غرباً ... هشام المجمر04-20-05, 00:28 AM
    Re: المنبر يتجه غرباً ... عمر الفاروق شيخ الدين04-20-05, 01:02 AM
      Re: المنبر يتجه غرباً ... محمدين محمد اسحق04-20-05, 01:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de