|
|
 من دخل إستاد الهلال فهو آمن..
|
أذّن المؤذّن ونادى في الجمهور الرياضي يوم الأمس:
من دخل إستاد الهلال فهو اّمن ..من دخل إستاد الهلال فهو اّمن ..من دخل إستاد الهلال فهو اّمن ..
وهاهم أكثر من 30 مليون سوداني إستجابوا للنداء ودخلوا العرضة شمال فكانوا أمنين وناموا نوم غرير العين هانيها..
هي الجمعة الجامعة ....
وأحترنا معك يا هلال الملايين فكل أيام الإسبوع اصبحت ملكك ..
كنا نعتقد في يوم الأحد وفعلناها في ليلة السبت وكررناها في الجمعة الجامعة ..
هو يوم مشهود في تاريخ الأمة السودانية ليس فقط لأن الهلال تأهل لدور المجموعات لا ولكنه يوم مشهود عندما أثبت الهلال توحيد الأمة السودانية بفعل الكورة بعدما فشلت السياسة ...
هو يوم عجيب لأن الناس فيه كانت هيستيرية المزاج مصابة بالجنون ..
هو يوم مهيب لأن الكبير فيه تصرف تصرف الصغار وهو يقفز وينطط ويكورك كما المجنون ..
هو يوم رهيب لأن النساء كنّا أرجل من الرجال يصرخن ويزغردن ويخرجن في الشوارع ليلاً ومشياً على الأرجل حتى الوصول للإستاد ..
هو يوم غريب لأنه جمّع افراد الأسرة حول الشاشة فجلست الأم وبدعواتها المستجابة وجلس الأب رامياً بهموم الحياة خلفه وجلس الأخ ممنيأ النفس بنشوة الإنتصار وجلست الأخت ناسية اهتمامها بمظهرها فمرايتها اليوم شاشة التلفزيون ..
هو يوم أتحداكم ان تقولوا فيه أنكم كنتم في حالتكم الطبيعية ..
هو يوم كذاب من يقول أنه كان فيه عاديّاً يمارس حياته الطبيعية ..
هو يوم أتحدّى كل من لم تتعرق قدماه ويداه وخفق قلبه عند كل لحظة ..
هو يوم كاذب من قال أنه يستطيع حبس دموع الفرح التي تنهمر دونما حسيب ولا رقيب ولا عتيب ..
هي يوم لم تعزّ فيه دموع الرجال ففاضت الأعين دموعاً ...
هي يوم كاذب من قال أنه كان فارزاً للشخص الذي إحتضنه لحظة إلعان النهاية ..
هو يوم صادق من قال فيه أنه تصرف بعفوية فرقص كما البنات وزغرد كما النساء ..
هو يوم صادق من قال فيه أنه أحس بهيبة وعظمة هذا الشعب السوداني ..
هو يوم صادق من قال فيه أن فريق الهلال أعاد للكرة السودانية أمجاداً جعلت كل وكالات الأنباء تتسابق لذكر إسمه كأول المتأهلين ..
هو يوم ليس كباقي الأيام ..
هو ..
هو ..
هو ..
هو عيد وكفى ..
مباراة تسيدها الهلال طولاً وعرضا ..
مباراة أكدت أن الهلال فريق كبير ولم تؤكد أن ناساروا فريق صغير..
مباراة أكدت أن جمهور الهلال لا يحتاج للنفرة الجماهيرية ولا يهمه أن تنقل المباراة عبر الشاشة من عدمه ..
مباراة لم نسميها ذات الطبول ولا ذات العجول ولا ذات الطيور فرسمنا لوحة جماهيرية راقية ..
مباراة النصر فيها فقط وفقط وفقط ننسبه للمدرب ريكاردو أولاً وأخيراً ومن ثم الجمهور الوفي..
نعم ريكاردو فقط هو الذي يجب ان ننصبه بطلاً لهذا الإنتصار وليس غيره ..
نعم للخسارة ووجه واحد وللفوز أكثر من وجه ولكن اليوم الفوز هو الذي له وجه واحد وهو ريكاردو فقط ..
المدرب الذي استعجل الاعلام الهجوم عليه دون ان يجد له العذر ليس من حقه اليوم الإشادة به..
المدرب الذي حمّله الإعلام تبعات الخسارة لا يحتاج اليوم لكم ولا لوقفتكم فقد خذلتوه يومها..
ولكنه ردّ عليكم بثقة ..
ريكاردو طيلة فترة تسلّمه لمهام التدريب لم يصرّح تصريحاً إلا وحفعل ما صرّح به..
ريكاردو عندما يوعد فهو يوفي بالوعد ولعمري إنها لصفات مؤمن نفتقدها في من يدّعون الإيمان ..
ريكاردو عندما يقول سأفوز فهو يعني ما يقول ..
ريكاردو عندما يستخدم نظرية الريكارديشن Recardition وهي الطريقة التي ابتدعها صديقي احمد الريح عند تغير اللاعبين فإنه يعني ذلك ..
ريكاردو عندما ادخل سيف مساوي ليس لأن مهند الطاهر بعيداً عن مستواه ولكن لأن الهلال كان يحتاج للاعب يجيد الضربات الرأسية ويستفيد من الكرات العالية بعد ان خسر الهلال اكثر من 10 ركنيات و10 مخالفات في المنطقة القريبة من ال18..
ريكاردو عندما أدخل ابوبكر الشريف لم يكن إعتباطاً فأبوبكر شريف للذين يتابعونه ومنذ ان كان حارساً في أشبال الهلال هو متخصص في الضربات الترجيحية ..
نعم لدينا مشكلة في تسديد الضربات الترجيحية ويبدو أن اللاعبون كانوا لم يتمرنوا عليها كثيراً وهكذا هو اللاعب السوداني دوماً لديه مشكلة في تسديد الركلات الترجيحية ..
سنواصل ..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عمر الفاروق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست