محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 11:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-29-2012, 09:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث (Re: الكيك)

    فى حكاياتنا وردى(

    محمد وردي وإعادة اختراع لغة الحياة اليومية


    بقلم: د. عبد الله جلاب
    ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

    مقدمة:

    قدَّم الأخ الصديق د. عبد الله جلاب (الأستاذ بجامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية) هذه الورقة عن الفنان محمد وردي لمؤتمر الدراسات السودانية (والذي تعقده سنوياً جمعية الدراسات السودانية بأمريكا) في عام 2001م، وأنا شاكر له أن خصَّني بترجمة ورقته، ولتكرمه بمناقشتي في أجزاء منها. وأشكر كذلك الأستاذ عبد المنعم خليفة لقراءة ومراجعة المقال. اسجل هنا تحفظي على قليل جداً مما جاء في المقال من آراء تخص المؤلف في مواطن قليلة من النص.
    المترجم
    تنتج المجتمعات والثقافات والطبقات والحركات المختلفة دوما أشخاصاً متفردين يساهمون – بدرجات متفاوتة- في التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي. إذ تنتج كل ثقافة أو مجتمع أو طبقة أنوعها المتفردة الخاصة بها، وتصوغها وتشكلها بحسب ديناميكياتها المعينة التي تميزها. وليس شرطا بالضرورة أن تأتي هذه الشخصيات المتفردة المتميزة مطابقة أو مماثلة لنظرة المجتمع أو نظمه المرعية. بل على العكس تماما، قد نجد في معظم تلك الشخصيات المتفردة المتميزة تناقضا ومفارقة – كاملة أو جزئية- لبعض أو كل ما استقر في المجتمع من نظم اجتماعية وسياسية أو تنظيمية. كان محمد وردي أحد أولئك الأشخاص المتفردين المميزين، والذي استحق بشخصيته القوية، وبإنتاجه الفني الإبداعي الغزير إعجاب الملايين، وأثار في أوساطهم في بعض الأحايين لغطا وجدالا، واختلافا كبيرا، بل ومعارضة حادة. تأسست هوية الرجل الذاتية كموسيقي، ومطرب، وناشط في الحياة السياسية والاجتماعية السودانية، على أساس متين من جملة ما تمخض عن نتائج مساهماته عبر مسيرة إبداعية خلاقة تواصلت لأكثر من نصف قرن.
    نحاول في هذه الورقة التأكيد على ثلاثة محاور تتعلق بالمواقف الاجتماعية وأنماط العمل التي ساهمت في تكوين هوية وردي.
    1. في المحور الأول نجد أنه بجانب أنماط العمل تلك، وأدوات إنتاج الهوية السودانية، ظل وردي أحد القلائل الذين لعبوا دورا مزدوجا في نمط الإنتاج الاجتماعي: ذلك الدور الذي يمكن أن نسميه مجازا بدور البرجوازي، ودور البروليتاري في ذات الوقت. انتقد بعض الناس وردي عندما قال متفاخرا في معرض الحديث عن غزارة إنتاجه بأنه «ينافس نفسه». هنا يبدو الرجل وكأنه يماثل البرجوازي في المجتمع الحديث الذي كتب عنه أحد المفكرين بأنه « نجح في خلق وسائل عملاقة للإنتاج وتبادل الملكية، كصبي الساحر الذي لم يعد قادرا على لجم تلك القوى «الجهنمية» التي أيقظها بسحره من سباتها» لذا بدا وردي وكأنه في حالة مطاردة دائمة لا تهدأ للبحث عن «أسواق جديدة وزبائن جدد» من أجل فائض إنتاجه ذلك.
    في جانب آخر، هو كالبروليتاري في عالم تسوده علاقات إنتاج متخلفة، وتحولت فيه قوته المادية إلى أغلال تكبله. بيد أنه في خضم هذه الجدلية الملحمية على وسائل اختيارنا الاجتماعي أن تتحرر مؤقتا لنعيد اكتشاف لغتنا اليومية باستيلاد (أو استنساخ) كلمات جديدة، واستعادة الصور والأحلام التي نطمح لتحقيقها. يصح القول بأن كل شيء صلب يمكن أن يذوب. بيد أنه يصح أيضاً قول الكاتب باومان بأن «لا شيء يمكن أن ينجز مرة واحدة وبصورة نهائية؛ وإن كل ما يحدث، يحدث دون إعلان مسبق، وقد يذهب كذلك دون أن يلحظه أحد».
    من خلال هذه اللغة التي أعيد اكتشافها يقوم سائقو اللواري في السودان باستعارة بعض الكلمات من أغاني محمد وردي لوصف علاقات حب مختلفة جدا، فتغدو المركبة هي «الحنينة السكرة»، وتصبح هي التي يستعطفها ذلك السائق (المحب) لتعبر له عن شعورها «لو بي همسة». وهنا أيضا يسكن المحبون الشباب في فيض تلك اللغة الدافئة، والتي تترجم العواطف الجديدة التي تلمع في أعين محبوبة خجولة وضعها المجتمع في المقعد الخلفي المخصص لجنسها (بحسب الترتيب الجندري المعتاد). ولكن ذلك العاشق يشجعها في ذات الوقت بأن تبوح بقوله «ما تخجلي». وعندما يأتي العزاء لقلب كسير—في موضع آخر—وكنوع من نكران الذات، تأتي العبارة «ضيعوك... ودروك... إنت ما بتعرف صليحك من عدوك». وعلى مستوى غير مشابه لتينك الحالتين تغدو جامعة الخرطوم «جميلة ومستحيلة»، وتصير جامعة القاهرة فرع الخرطوم هي «الحنينة السكرة»، في إشارة لشدة المنافسة في جامعة الخرطوم وصعوبة القبول بها، مقارنة مع السهولة النسبية التي عرفت عن الجامعة الأخرى. ولكن – وككل شيء آخر- فإن اللواري وسائقيها يشيخون، ويوهن الحديد والعظم منهم، وينبت جيل جديد من العشاق الصغار، والذين قد يظفرون (أو يخيبون) في «أول غرام» لهم، وقد تبرأ قلوبهم المحطمة (أو لا تبرأ)، ولكن الشيء المؤكد الوحيد هو أن غالبيتهم ينجحون في التخرج من الجامعتين.
    نهجر كلنا كلمات الأغنيات بعد حين، ليستعيرها جيل جديد من سائقي اللواري، والمحبين الصغار، والقلوب المحطمة، والذين يقومون بدورهم بإعارتها لجيل قادم، وهكذا دواليك. غير إنه، وكثيرا ما يصيبنا الشوق والحنين (والحماس أيضا) لذكري تلك الكلمات، فنسترجعها دون ملل، ونزور مشاهدها بخيالنا بين الحين والآخر.
    2. المحور الثاني: هنالك جانب آخر للعوامل التي ساهمت في تشكيل هوية وردي، والتي يمكن أن تندرج في باب «تحديد هوية المجموعة»، والتي يمكن أن تقدم مثالا جيدا على موقع آخر لميلاد هوية جديدة. فقد قام العهد الاستعماري بخلق قاعدة جديدة لمؤسسات اقتصادية واجتماعية وثقافية للدولة الجديدة في السودان. ونمت وتطورت من خلال تلك المؤسسات العصرية الجديدة، هوية سودانية جديدة تقوم على مبدأ «الوطنية» (ويفترض فيها العلمانية). رغم ذلك فإن جوانب معينة من تجليات «العروبة» و»الإسلام» ظلت في موقع المركز من هذه المؤسسات، ومن فكرة «الدولة السودانية الحديثة». ارتبط أصل تلك الهوية (السودانية) بلهجة أهل الخرطوم (على مستوى التخاطب الشعبي)، وباللغة العربية الفصحية (على مستويات الخطاب الأعلى). وقد ظل ذلك النهج يحتقر غيره من اللغات واللهجات المحلية الأخرى. هذا وقد استبطن ذلك الاتجاه نمطا ثقافيا جمع ما بين الإسلام السني التقليدي، والإسلام الصوفي الشعبي السوداني، مع الاعتقاد في الحداثة، كمحرك ودافع لقيام وتطور تلك الهوية السودانية الجديدة. في ذات الوقت لم تكن هذه الهوية الجديدة نتاجا فقط لهذه التطورات الجديدة التي انبثقت من الأجواء الجديدة التي صاحبت قيام الدولة الجديدة، بل كانت نتاجا أيضا لعوامل كثيرة، من بينها التاريخ المشترك، والفخر والاعتزاز والتقدير للغة العربية وتراثها، ولروابط الدم والعلاقات العرقية للمجموعات الاجتماعية التي تؤمن إيمانا لا يتطرق إليه الشك في انتمائها القوي للجنس العربي القديم والحالي. تم استبدال التعبير القديم (أولاد البحر) الذي يرمز لهوية هؤلاء بكلمة «عرب». هذا وقد تمت قبل ذلك كتابة (وإعادة كتابة) «سلالات نسب» جديدة لإعادة تشكيل أنماط متسقة ومتناغمة من الأنساب، بعيدة عن «عبد الله جماع»، وأكثر قربا من مرامي «غردون» و»ونجت» و»سير جيمس روبرتسون» (يشكل هؤلاء ثلاثة من أهم الإداريين البريطانيين الذين عملوا بالسودان في الفترة من 1874– 1955م. المترجم) كي تناسب المصالح المتضاربة وتوجهات المستعمر والمستعمر (على حد سواء).
    شهدت تلك الفترة الممتدة منذ أن نال السودان استقلاله، انضمام فئات مجتمعية جديدة آتية من المناطق الريفية والقطاعات شبه المدنية في البلاد إلى المنظومة الاجتماعية الجديدة، عبر الفرص الجديدة التي أتاحها توسع التعليم العام، وتطور وسائل المواصلات والاتصالات. كانت من أهم تلك المجموعات: الشايقية، والذين هجروا «الطورية» و»العسكرية»، والنوبيون في شمال البلاد، والذين هجروا المعالق والشوك والسكاكين والصحون والمقالي، وتدافعوا نحو الظفر بمناصب حكومية تضمن للمرء هيبة وحظوة. كانت إحدى شواهد الصعود الاجتماعي للفئة الأولى هي وصول الفريق عبود لرئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر انقلاب 17 نوفمبر 1958م، مع ثلة من الشايقية الآخرين بشلوخهم المميزة من أمثال حسن بشير نصر، وأحمد خير، وأبورنات، إضافة بالطبع لعبود نفسه (وهو شايقي ولكن يخلو وجهه من الشلوخ). كان الشاهد على صعود نجم الفريق الثاني من «البرابرة» هو خليط السخرية والحب الذي أظهرته قطاعات واسعة في البلاد لبعض مظاهر الشخصية النوبية. ومن أفراد جيل النوبيين من القدماء الذين ملأوا الساحة السودانية وشغلوا أناسها كان إبراهيم أحمد، ومحمد نور الدين، ومحمد أحمد علي، وجمال محمد أحمد، ومحمد توفيق. كما أعاد الناس اكتشاف «خليل فرح» كأحد قادة مركبة الهوية السودانية. وسرت بين السودانيين النكات والقفشات النوبية الدالة على اعتقاد أولئك بقدر من التميز، منها أنه «إندنا (عندنا) حسن طنون نبي عموم السودان، ومحمد وردي فنان أموم (عموم) السودان».
    لقد فعل أفراد تلك الجماعات سنن هويتهم (الجديدة) وناقشوا أمر دخولهم للمجتمع السوداني العام عبر دهاليز «النظام السوداني» بوسائل تصالحية، (أو استرضائية) ووسائل غير تصالحية كذلك. آثر محمد وردي وإسماعيل حسن الخيار الثاني في البداية؛ إذ قام المغني النوبي الشاب (حينها) محمد وردي والشاعر الغنائي الشايقي (المغمور آنذاك) إسماعيل حسن بتوجيه سياط نقد لاذع لحقيبة الفن، والتي كان يعتقد بأنها أحد أهم ركائز هوية السودان الثقافية في ذلك الحين. بالطبع لم يكن ذلك النقد مجانيا كاسحا شاملا لا يفرق ، ولم يكن بقصد هدم المعبد القديم، أو فراقا أبديا له، ومن أجل تأسيس ثقافة وهوية جديدتين. رغم ذلك فقد كانت من أهم نتائج نقد ذلك التراث الفني القديم الممثل للهوية السودانية آنذاك هي إنبات أنواع جديدة من الرؤى الثقافية المعبرة عن روح عصرية، ترى في المحبوبة شريكا له صوت مسموع في العلاقة العاطفية. عبرت تلك الرؤية العصرية عن العلاقة بين الرجل والمرأة بصوت وروح جديدين. أتت تلك الروح العصرية كنتاج لثلاثة عوامل رئيسة هي:
    . نشوء وتطور حركة نسوية نشطة بدأت في تعريف وإظهار أجندتها النسوية (الهادفة للمساواة مع الرجل).
    ب. زيادة عدد أفراد النخبة الصفوية المتعلمة، والتي بدأت فيما بينها نقاشا واسعا حول مختلف جوانب الخطاب الوطني، و
    ج. ظهور مجموعات عرقية مهمشة، أظهرت تململا من عدم (أو قلة) تمثيلها في المجتمع، بل وحتى في إذاعة أم درمان (الإذاعة القومية).
    ولكن الصراع الذي ميز علاقة وردي مع إسماعيل حسن وتعاونهما الفني (وأدى إلى إنهاء تلك العلاقة وإيقاف التعاون الفني) قد يعود إلى تبني كل منهما خيارات سياسية مختلفة، وآراء فكرية متباينة، واستراتيجيات ثقافية متناقضة. فبينما اتجه وردي بكلياته نحو هويته السودانية الجديدة، وجماعاتها التقدمية من الشعراء الذين بمقدورهم التعبير عن رغبته الجامحة في غزارة الإنتاج، وفي إشباع طموحاته للتعبير عن أفكاره الجديدة، قنع إسماعيل حسن بالقيام بدور «شاعر شعبي شايقي».
    3. المحور الثالث: من خلال عملية ممارسة وردي لدور بارز في الأوساط التقدمية، ومحاولته لخلق نمط جديد من الغناء يعيده لداره (إن صح التعبير) من منافيه الثقافية والسياسية، عثر ذلك الفنان على «حريته» كأحد قادة الثقافة المدنية السودانية، (في الأصل «الديانة المدنية السودانية» . المترجم). وبقبوله لهذا الدور آمن بأن لا توقف ولا رجعة بعد الآن. غنى وردي «: زمان قطر النضال ولى وغالي علي إتدلى».
    يجب تذكر أن لتلك الثقافة (الديانة) المدنية السودانية أعيادا تقتضي الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر (21/10/1964م) وانتفاضة إبريل 1985م، تجديدا للالتزام بتطلعات الشعب لحياة مدنية أفضل، ولتحقيق أحلام سياسية مثالية. ولتلك الثقافة (الديانة) المدنية السودانية «معابدها» (إن صح التعبير. المترجم)، ومن أهمها جامعة الخرطوم، حيث ولدت ثورة أكتوبر، وشهداؤها من أمثال أحمد القرشي طه، وبابكر عبد الحفيظ ، والتاية، وآخرين، ولها أيضا كتابها وشعراؤها وفنانوها من أمثال محمد المكي إبراهيم، وفضل الله محمد، وهاشم صديق، ومحجوب شريف، ومحمد الأمين، وعبد الكريم الكابلي؛ وبالطبع محمد وردي.
    تتضح الطبيعة المزدوجة لـ»الخيال السياسي السوداني» في أن له قوة محفزة، وجاذبية طاغية في طول البلاد وعرضها. وفي ذات الوقت به خوف وقلق من حكم الأنظمة العسكرية التي تنقض عقودها الاجتماعية والسياسية والدستورية. وفي مسيرة هذه الملحمة الطويلة، وهذا السياق الاستثنائي، فإن الحالة الإنسانية لشخصية مثل محمد وردي تسمو على كل تقسيمات وأنواع الحدود والقيود.
    قابلت محمد وردي للمرة الأولي وأنا تلميذ بمدرسة بارا الأولية. أخذني ابن محمد عبد الرحيم أبو كراب مع ثلة من أطفال آخرين بمركبته (اللوري) إلى الأبيض لحضور حفل غنائي كان سيغني فيه محمد وردي في سينما «عروس الرمال». وبعد مرور 11 عاما على ذلك الحفل، كان زميلي في إحدى غرف داخليات جامعة الخرطوم (بحر الجبل ب) علي عبد القيوم قد خطط لزيارة مفاجئة لمحمد وردي في داره بالامتداد. بعد تلك الزيارة صرت «زبونا» دائما لحلقة ضيقة من مجتمع ذاك الفنان. وعندما اعتقلت في عهد نميري، كان وردي قد دخل في عامه الثاني في سجن كوبر. في عصر اليوم الذي أدخلت فيه لسجن «الكرنتينة ج»، أرسل لي وردي خمسة صناديق سجائر وقلم رصاص صغير، وأوصى من حمل تلك الهدية بأن يشرح لي طريقة الكتابة في الطبقة الداخلية لصندوق السجائر. لسوء الحظ، داهمني الحراس في اليوم التالي، وأنا أحاول تطبيق ذلك الابتكار الكتابي؛ وكان أن عوقبت بالسجن الانفرادي على تلك «الجريمة». أفلح وردي في «إقناع» ضابط السجن بنقلي لمستشفى السجن، حيث كان يقيم وقتها مع زملاء آخرين. نعم كنت في السجن، بيد أن السجن مع وردي كان جائزة لا تقدر بثمن!
    نعم يا صديقي. بالنسبة لنا الآن «كل الأرض منفى». رغما عن ذلك:
    لن نتوقف عن البحث )وعند نهاية رحلة بحثنا
    سنعود إلى حيث بدأنا
    ونتعرف على مكاننا للمرة الأولى)
    تي إس إيليوت

    -------------------

    فى حكاياتنا وردى(

    لي نيل بلادنا عزاء..

    بقلم: عبد المنعم خليفة خوجلي
    (ألقيت هذه الكلمة في حفل التأبين المقام للراحل العزيز الفنان محمد وردي بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط مساء 25 فبراير 2012م).
    بقلوب عامرة بالإيمان بقضاء الله والرضاء بمشيئته الغالبة، نلتقي هذا المساء يظلنا الحزن الضرير، وتلسعنا لذعة فراق عزيزنا المغفور له بإذن الله، محمد عثمان وردي.. ونحن نتوسل إلى الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل البركة في أبنائه، وأن يلهم أهله، وأصدقاءه، ومعجبيه، وأبناء شعب السودان، الصبر والسلوان.
    الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي..
    يا سمارة يا سمرة..
    يا واحة في الصحراء
    يا بشارة يا بكرة..
    يا سحنة نوبية
    يا كلمة عربية
    يا وشمة زنجية..
    يا نور العين..
    يا سمح يا زين..
    يا عجو المحس التقيل..
    يا الربيع في عطرو دافي
    يا سيف مجوهر
    يا غضبة الهبباي..
    يا قمح.. يا وعد .. يا تمني..
    يا شرفة التاريخ
    يا راية منسوجة من شموخ النساء
    وكبرياء الرجال
    يا أعز الناس..
    العمر زادت غلاوتو معاك
    الأخوات الكريمات والأخوة الكرام..
    نلتقي هذا المساء الحزين في رحاب النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط ليواسي كل منا الآخر في فقد ابن من أبناء السودان البررة، من الذين قدموا له عطاء ثرا في ساحات التعليم والفن والعمل الوطني..
    ونحن لا نهدف من لقائنا هذا إلى بث زفرات المراثي، وإطلاق نحيب المناحات، بل لنقول كلمات قليلة، نستعيد فيها النزر اليسير من مجد وردي الشامخ والرائع، نستمدها من إرثه الفني الباذخ الثراء.. وكم كنا تتمنى أن يكون لقاء هذا الجمع من أصدقاء ومعجبي، وعاشقي فن وردي، احتفاء به وهو يفي لمسقط بالزيارة الثانية التي ظللنا نتطلع إليها، والتي كان قد وعدنا بها، عندما أسعدنا بزيارته الأولى، التي أتاح لنا فيها فرصة الترحيب به في هذا النادي، والاحتفاء بعودته بالسلامة من الدوحة بعد العملية الجراحية. وأذكر هنا بتواضع، أنه كان لي شرف إدارة الحوار معه آنذاك، والذي أفاض فيه بحديثه الشجي عن فن الغناء، وعن الشعر والوطن والثورة.
    الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي..
    لك التحية في عليائك.. أبناء شعبك يكنون لك الكثير من الحب.. وسوف يذكرون دوما بكل التقدير والعرفان إسهامك البارز والباقي في إثراء وجدان الوطن بحدائك العذب، وألحانك المموسقة البديعة، والدائمة التطور.. وغنائك المطرب الذي يفجر في نفوس أبناء وبنات السودان شلالات من الفرح العامر والتفاؤل والمسرة.
    إن كلماتك الزاهية المنتقاة التي صاغها أصدقاؤك الشعراء المجيدون: إسماعيل حسن، وإسحق الحلنقي، وصلاح أحمد إبراهيم، وصديق مدثر، والجيلي عبد المنعم، وأبو قطاطي، وكجراي، والتيجاني سعيد، وإبراهيم الرشيد، والسر دوليب، وغيرهم.. تنساب بكل الدفء والعذوبة إلى حنايا نفوس الشباب، وإلى سويداء أفئدتهم النابضة بعواطف الحب السامية، وتحملهم على أجنحتها إلى فضاءات حالمة بالمستقبل، وبالفأل والسعد والحريرة والضريرة.. تتراءى لهم فيها الحبيبة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد.. ويصطلون بنار الهوى الوقادة والشوق والضنى، وحلاوة الأحلام وآمال الهنا.. ويقسمون بالريد والهوى الأول بأنهم راجعون، ولو زاد الجفا وطول.. ويتخوفون أن يصبحوا تائهين والغرام يصبح حكاية.
    هكذا صدحت بحنجرتك الندية معليا قيم الحب النبيلة .. وغزوت بألحانك الشجية قلوب المحبين (والما عندو محبة ما عندو الحبة). ولقد ظللت - أخي الحبيب - أنت والأنغام والعود في إيدك تحكي بالهمسة، وبالنشيد العذب؛ وتبوح للشمس البتقدل في مدارها.
    الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي
    سوف تبقى ذكراك دوماً نسمة عبقة يسري عبيرها في وجداننا، ووجدان الأجيال القادمة. وسوف نخلد سيرتك العامرة بأن نعمق في نفوس أبنائنا فضيلة حب الوطن، بالمستوى العالي من الحب الذي كنت تكنه أنت له. وسوف نرفع صوتنا هيبة وجبرة، ونحرص أن يكون نشيدنا عالي النبرة.. وسوف نغني لوطن نسيج الفدا هندامه، ونشيد الصبح كلامه. وسوف نطعم أبناءنا بمصل التفاؤل الذي يطغى دائماً على كلمات صديقك شاعر الشعب محجوب شريف.. ونجعلهم يثقون مثله ومثلك بأن أعلام الوطن – رغم المحن – سوف ترفرف على أجنحة الفجر، وأن شمس أعراسنا سوف تطلع من بين أكمام الوطن، وأننا سوف نبني البنحلم بيه يوماتي.
    ولقد عرفك أبناء شعبنا فناناً مبدعا، ووطنياً مخلصاً، وثورياً أصيلاً.. وعرفوا أنك تنتقي للتلحين من الشعر أجزله وأعذبه، وتعجم عيدان الشعراء الذين تتغنى بقصائدهم، فتختار من بينهم أفصحهم بياناً، وأكثرهم التزاماً بقيم الحق والخير والجمال، وأقدرهم على التعبير عن ضمير الشعب. فكان شدوك بقصائد أصدقائك: محمد المكي إبراهيم، ومحمد مفتاح الفيتوري، وسيد أحمد الحاردلو، وعلي عبد القيوم، وعبد الواحد عبد الله، ومحجوب شريف..
    وكان أن ازدان الشعر الغنائي بمثل هذه الكلمات الثورية الرائعة التي صدحت بها، فأضاءت كمنارات مشرقة، مضيفة إلى ثراء التراث الأدبي والفني في بلادنا:
    أي المشارق لم نغازل شمسها
    ونميط عن زيف الغموض خمارها
    أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    أي الأناشيد السماويات لم نشدد
    لأعراس الجديد بشاشة أوتارها
    أو هذه الأبيات عن جيل العطاء:
    من غيرنا يعطي لهذا الشعب
    معنى أن يعيش وينتصر
    من غيرنا ليغير التاريخ
    والقيم الجديدة والسير
    من غيرنا لصياغة الدنيا
    وتركيب الحياة القادمة
    جيل العطاء المستجيش ضراوة ومقاومة
    المستميت على المبادئ مؤمنا
    المشرئب إلى النجوم لينتقي
    صدر السماء لشعبنا
    وجعلتنا نثق بأن
    شعبنا الهمام سوف يتسامى
    ويفج الدنيا ويطلع من زحاما
    زي بدر التمام
    كما أن اسم أكتوبر الذي صدحت به، والذي خلدتماه أنت وصديقك شاعر (أمتي)، سوف ينمو في ضمير شعبنا إيماناً وبشرا.. وسوف نتسلح به.. ولن نرجع شبرا.. وسندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرة.
    ولأن سوداننا لم يهن يوماً علينا- ولن يهون - فسنلتقي مع النور، كما تنبأ صديقك الفيتوري، عندما يصبح الصبح، ويستحيل الحزن الذي كحل هاتيك المآقي إلى فرحة نابعة من كل قلب.
    وكم تمنيت أيها الراحل العزيز للبلا أن ينجلي، وتغنيت بانخلاع ترباس السجن تحت انفجار الزلزلة، وبانعتاق الشعب من أسره.
    الأخوات الكريمات والأخوة الكرام
    لقد ارتبط غناء وردي عبر العقود الماضية ارتباطاً لا ينفصم بقضايا التقدم، والتطلع لصنع المستقبل الزاهر للسودان.. فعندما كان وردي يغني للوطن والثورة، عبر نبراته القوية والصادقة، كان في الواقع يؤسس سجلاً لثوراتنا وأيامنا الخالدات.. في كرري التي تحدث عن رجال كالأسود الضارية، وفي مستشفى النهر، حيث استشهد في مدفعه عبد الفضيل ، وفي أكتوبر.. وفي أبريل.. حتى أصبحت تلك الثورات في مخيلة شعبنا وذاكرته تحمل حقاً وصدقاً نكهة وردي وبصمته وإيقونته.
    كان وردي دوماً يتوق لأن يرى السودان شامخاً، ترفرف فوقه رايات الوحدة والحرية والديمقراطية.. ولا نزال نذكر حديثه في هذا النادي الذي أعلن فيه عن استعداداهم، هو وزملاؤه، لإرسال قافلة فنية كبيرة إلى بور.. تعزز من لحمة الوطن، وتؤسس جسوراً شعبية لوحدته.. وكان ذلك تحت مناخات التفاؤل التي سادت إثر اتفاقية السلام الشامل.
    الأخوات الكريمات والأخوة الأعزاء
    باسمكم جميعاً نتوجه بالعزاء والمواساة لأسرة الراحل العزيز، ولأقاربه بمسقط ، وللأصدقاء النوبيين على امتداد الوطن وفي بلدان المهجر.. والعزاء لكم أنتم جميعاً أيها الإخوة، ولكل أبناء الوطن، حيث أن وردي كان رمزاً من رموز السودان، وأحد أبنائه المبدعين الأوفياء الذين يعتز بهم، لما قدم من عطاء زاخر ومتواصل امتد لأكثر من نصف قرن.
    وختاماً نتقدم بالعزاء
    لي نيل بلادنا..
    وشباب بلادنا..
    ونخيل بلادنا..
    وسلام على وردي في الخالدين

    -----------------

    فى حكاياتنا وردى
    وردي

    بقلم د. صلاح برهان
    وردي
    يا درة صواردة
    وكم أدمنت قلوب
    وكم أبكيت عيون
    لماذا رحلت عنا يا آخر النبلاء والأصفياء والأنقياء لماذا جفوتنا فجاة وبعد أن ملك قلوبنا حبك وحب من يحبك؟!
    لقد كان ولازال وسيظل وردي علامة فارقة في خارطة الغناء السوداني، فمنذ بزوغ نجمة تفرد بصوت حنين ولحن طروب أبكى العشاق وأبكى المحرومين من العشق على السواء..
    كل سعد بليلاه وهو يستمع لوردي وآخرون بكوا ليلاهم
    آه ياوردي يا صداح الأمة وقيثارتها ونورها وطسنها ونيلها وخضرتها وجمالها حتى الطيور تتمايل طربا وهي تستمتع إليك؛ لأنك كنت تطرب الانسان والطير والشجر وحتى الحجر.
    آه يا أستاذ الحلنقي لقد غادر أجمل عصافيرك دنيانا الفانية. اتذكر يوم قلت لك ذلك في سر أدق الزاء كأني بك كنت تتنبأ باكرا برحيل وردي عندما كتبت عصافير الخريف، فقد رحل العصفور وهيج فينا أحاسيس غلبنا نتحملها..
    وردي غنى للوطن، فكان غناؤه بقامة الوطن غنى لنوفمبر إعجابا بتجربة عبدالناصر الثورية في مصر، ولما غدرت نوفمبر بأهلنا في حلفا الغريقة خرج عليها بسيقة وضخ دماء ثورية ساخنة في شرايين اكتوبر حتى أصبح الصبح على الوطن، وعندما جاءت مايو غنى لشعاراتها وحكاياتها التي آمن بها، وعندما انتكست انقلب عليها بثورته وشجاعته المعهودة فكانت (لافارسنا ولاحارسنا ولاك بيتنا ومدارسنا).. وتحمل في ذلك أهوال السجون والتعذيب والتجويع وعظمة واقتدار لم يعرف الناس عظمة النوبة وتاريخهم إلا من خلال بعانخي وترهاقا ومحمد وردي
    آه ياوردي نحن محظوظون لأنناعشنا في زمانك الآن بعد رحيلك نحس بألم بل نحس بأننا بلا وطن، لقد أبكيتنا في حياتك ولها بك، وأبكيتنا يوم مماتك حزنا عليك، سنظل نذرف دموعنا عليك ما حيينا، فالحب لاهو الحب الأول وأنت كنت ذلك وفي فراقك أقول
    ياجرح القلب النازف
    يانزف الجرح الغادر
    يادمع العين الجارف
    يادمعا دماسائل
    ياموت يافوت يفوتيانوح
    ياصبرالصبرياجمبر
    الموت مصير محتوم
    والقلب حزين مكلوم
    يا وردي رحيلك مر
    وفراقك صبره أمر
    لستم وحدكم يا أم عبدالوهاب وعبدالوهاب وصباح وجوليا فالفقد فقد أمة

    الاحداث
                  

العنوان الكاتب Date
محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق الكيك02-20-12, 04:45 AM
  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 05:14 AM
    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث welyab02-20-12, 05:55 AM
      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:04 AM
        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:16 AM
          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 09:55 AM
            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 11:00 AM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:32 PM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:41 PM
                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:36 AM
                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 09:13 AM
                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 04:45 PM
                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:12 PM
                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 07:09 PM
                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:48 AM
                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 10:16 AM
                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:39 PM
                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 08:23 PM
                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-23-12, 09:35 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 10:38 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 11:09 AM
                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-24-12, 01:40 PM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 07:36 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-25-12, 12:10 PM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-25-12, 06:16 PM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:17 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:18 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث abdelrahim abayazid02-26-12, 03:46 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-27-12, 06:37 AM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 05:17 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 08:55 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 04:59 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 06:56 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 09:06 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 05:36 PM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-01-12, 10:30 AM
                                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-02-12, 11:37 AM
                                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-03-12, 07:29 PM
                                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-04-12, 06:59 AM
                                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-05-12, 09:12 PM
                                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 05:45 AM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 10:18 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 09:05 AM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 11:09 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 12:15 PM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 04:05 PM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-10-12, 01:14 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-11-12, 04:01 PM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-12-12, 11:20 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-14-12, 11:15 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-18-12, 10:10 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-19-12, 08:29 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-20-12, 07:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-31-12, 12:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de