محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 01:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2012, 07:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث (Re: عمر محمد ابراهيم)

    الاخ
    عمر
    نحياتى لك
    مافى مانع من نقل التوثيق طالما الهدف واحد
    حاولت الدخول الى صفحتك وربطها بصفحتى فى الفيس بوك حيث توثيق الاغانى ايضا ولكن رابطك فيه خطا لم يسعفنى بالوصول الى صفحتك ارجو اعادة لرابط من جديد
    وتواصل معى هنا



    وردي..آخر ملوك السودان القديم مات في زمن التداعيات الكبرى!!

    الجمعة, 24 فبراير 2012 14:04 : / 0

    وردي..آخر ملوك السودان القديم
    مات في زمن التداعيات الكبرى!!
    د. مبارك بشير



    تقديم
    اشهد يا مولاي
    في الفجر وداع القافلة
    هذا رحيل الصيف
    أم حزن الطيور العاشقة
    هذا ضياع النهر
    من تياره القديم
    أم همسة النجم
    على سمع النجوم الآفلة
    يكفي تزملي بحبكم
    في زمن التنائي
    لربما كنت للحظة
    من قبل أن تمشوا
    على عيوني..
    سامر حيكم وناشر الود
    على الأقاحي
    وها أنا موثقة عيناي
    من خلاف
    أشهد في الفجر
    رحيل القافلة!!
    من قصيدة "زمن التداعي"
    "1"
    محبوك اليتامي، تناثرت جموعهم على الطرق المؤدية، في اتجاه المقابر، ذاك الصباح الحزين، فرادى وجماعات: محبوك ساعة الرحيل جاءوا من كل فج عميق.. وازدانت مقابر الملك فاروق، بزفاف آخر الملوك.. ملوك "السودان القديم" وثمانين عاماً في بطاقة "الرقم الوطني" الذي لا يحتاج، وستين سنة ميلادية في كتاب "الغناء المستحيل" محبوك ذاك الصباح الجراح، والمنايا وشاح،
    أنا أم أنت
    أم زمن التداعي
    أكتب الآن التياعي

    يرحل الأحباب من غير وداع
    يرحل الأحباب من غير وداع.
    محبوك أتوك في "حفلتك الأخيرة" آه، بغير استئذان أو تصاريح موسومة للعبور، أو بدعوة من أحد، ومثلما يحمل كل أمرئ "طائره في عنقه" يحمل كل مودع حزنه في قلبه.. على ذمته ومسؤوليته وحسابه الخاص، من بواكير علاقته الملحمية، بالمحتفى به "دوما" حتى الرمق الأخير، لا أحد.. والعالم، ذاك الصباح، يبدو على غير العادة، مختلفاً وفاجعاً، "خلف النافذة"!!
    "2"
    كتب "النور عثمان أبكر" في ترجمته المبدعة، من الألمانية عن رحلة الرحالة الألماني "بريم" السودان 1847-1852م إن هدير الشلال يبدو مثل لوحة وحشية لا نهائية، وصلنا "أبكي" على مبعدة أميال من وادي حلفا، مع حلول الليل، كانت السفن تحتشد في الخليج، وكأنما هي في ميناء.. وبحارتها يتحلقون ناراً يبغون الدفء من درجة حرارة لا تزيد عن "14" درجة مئوية، وقد سعدت أجسادنا المرهقة بهذا الدفء. كان الليل رائعاً، وهدير الشلال يتردد كالصدى بالقرب منا، ويمتزج مع القيثارة النوبية حسنة الأنغام التي كانت تعزف أما دعوة لشباب البحارة إلى الرقص أو ترحيباً بنا. كان بمقدور العين الحاذقة أن ترى غاية الصاريات في النهر، والسفن المتلاصقة، وكان النهر مثل بحيرة ساكنة، يتردد صدى أمواجها الرحيمة التي تصطفق بالشاطئ الصخري، حيث تتلألأ النجوم.. وكان الهواء النقي مشبعاً بعبق الميموزا، وتيجان النخيل تصدر حفيفاً رقيقاً ناعماً، يخفت شيئاً فشيئاًَ.. فننام، انتهى- منشورات مدارك 2010م، ما الذي دفع بـ"النص " في كتابتنا عن الصادح المستحيل، نفس الملامح والشبه، ليس بعيداً عن كل تلك البيئة الخلاقة، والصورة متماثلة تماماً، في أرض السكوت والمحس.. والنهر ينحدر شمالاً، نحو البحر المتوسط، مثل نصل حاد يخترق قلب الصحارى النوبية، على الضفتين. يصحو البشر على أصوات العصافير والمزامير. ويمسون على أنغام الطنابير، والمدن الصغيرة، مثل عبري وصاي وصواردة التي لا تختلف كثيراً عن الأخريات . و"الطفل اليتيم" على موعد مع "التاريخ"!!
    "3"
    كتبت منذ زمن بعيد، في زاوية ما، بالصحافة غير الرقمية، في "إضاءات" أو "أواصر" عن موسم الهجرة لـ(الجنوب) عكس تيار "النهر القديم" من الشمال الجغرافي نحو الأواسط وعكس المزاج التاريخي للنوبيين في الهجرة شمالاً بدءاً من مصر "أخت بلادي يا شقيقة حتى أركان المعمورة في الجهات الأربع، وتلك قصة أخرى بالطبع والقطع لا تنفصم عن التواريخ المكتوبة والروايات الشفاهة، أو تلك التي خبأتها صدور الرجال والنساء والرحلات أم هي "هجرة عصافير الخريف"، في كل المواسم، حلوة أو مرة بطعم الحنظل في سبل كسب العيش في أواسط بلاد السودان؟ وردي جاء من هناك.. من تلك المنطقة الملهمة والملهمة في آن، شيء غريب.. والله العظيم!!
    من هناك جاء جمال محمد أحمد وجيلي عبد الرحمن وأبو سليم ونجم الدين ومحمد توفيق وسعاد إبراهيم أحمد وداود عبد اللطيف وصالح مشمون ومرسي صالح سراج وديشاب وكمال عبد الحليم وفاروق كدودة ومحمد الحسن دكتور وسيد أحمد الحاردلو والقمر بوبا عليك تقيل.. والحكاوى والحواديت والأسماء والأساطير والكنوز الأثرية التي أفلتت من غمر الفيضان الدرامي لبحيرة النوبة بعد "السد العالي" لتنتهض داخل متحفنا القومي.. من هناك. جاء محمد وردي في التوصيف الفيزيائي لا يشبه الآخرين، في الوجه والملامح الفرعونية والقوام السامق نحو الأعالي، قد يشبه على نحو ما، في السمات والعلاقات المائزة، ذات الإهاب الملوكي، لبناة الاهرامات النوبية، التي كشفت عنها الكشوفات الاثرية، في الزمان المعاصر.. عاش بين معاصريه، ثمانين عاماًَ، بالطول والعرض والارتفاع ، بحضور نادر، ملء السمع والبصر والدواخل التي شكل وجدانها بالشدو الفريد والشجن الذي لا يرتاح المرء من عذابه . آه يا وجع النساء الحبليات ليلة الثامن عشر من فبراير 2012م، نحو العاشرة مساء قضي آخر ملوك السودان القديم !!
    "4"
    صباح الأحد، لم يفرح أحد و"شايف مواكب الهجرة اتلاشت سراع" وبالله يا طير قبل ما تشرب، تمر علي بيت صغير، من بابو من شباكو بلمع ألف نور.. تلقي الحبيبه بتشتغل منديل حرير لي حبيب بعيد!! أمر غريب استحق الدرس والتحقيق، ان يصرف علماء اللغات النوبية، في تواجبهم ومهاجهم الأكاديمية يسبق وردي وتفوقه البائن والزبادي في المعرفة والإلمام والتعمق والاحاطة وباللغة التي يتواصل بها النشر في مجتمعياً سوسيو لنقوستكس والمعاش بالضرورة من ناحية لتطبيق اضافة إلى كونه مستودعاًَ حصرياً لا يتكرر للاغنية النوبية. للاسف, لم يتمكن المهتمون بأمر توثيق الابداع النوبي، من توثيق غالب ما احتوت ذاكرة وردي في تداعياتها النوبية ظل وردي يشير بوضوح في اكثر من لقاء الي العربية كلغة ثانية بالنسبة له تعلمها في المدارس وفضيلة التعلم المستمر، ومعاصرة اصدقائه الأدباء والكتاب "لغة ثانية" على نهج المستعربين . فمن أين أتي ذلك "الكائن الاسطوري" بأداء الكلام الغناء العربي الفصيح، في الأناشيد والأهازيج في الحبيب العائد والاكتوبريات ومارسليز الاستقلال وأصبح الصبح.. عرس الفداء ويا شعباً تسامي..!!
    "5"
    عاشقوك استجاروا بملاذات الحزن العظيم "صحيح أنو الهوي غلاب.. غلاب" خفواً لوداعك وفق خياراتهم الشخصية، وبدون حافلات "مكرية" ولا تحفيزات سلطوية.. على كيفهم!! صبيحة الأحد 19فبراير 2012م، شاهدنا النفير الطوعي الخالص لوداع المعلم المحترم في اليوم الموعود للمؤتمر القومي للتعليم.. فتأخر برنامج الافتتاح عمداً ومع سبق الاصرار والترصد.. هكذا.. "وفي عينينا كان يكبر حناناً زاد وفات الحد" ولو تأخر ميقات التشييع حتي منتصف النهار، لاستطاع محبوك وعاشقوك من سكان المدن والضواحي والولايات القريبة والبعيدة، حضور حفل "الوداع الأخير" . ويصبح من حظ الفضائيات والوكالات والشبكة العنكبوتية، نقل ما حدث تماماً في لحظات الرحيل المهيب، سقطت الخرطوم في العام 1885م، على ايدي الثوار المهدويين شئ لله، وأشياء كثيرة للوطن، إن تأخر الحفل ساعة أو ساعتين لاستطاع المفتونون قرابة ستين عاماً بابداعك، من كل الملل والنحل والقبائل والطوائف والاحزاب والمكونات الثقافية بمختلف حلقاتهم العمرية وطبقاتهم الاجتماعية نساء ورجالاً شيباً وشباباً واطفالاً من احتلال الخرطوم نمرة اثنين وثلاثة والديوم والعمارات وجميع أحياء وحارات وطرق المحلية في "غزوة سلمية" وهم في ذلك المقام.. أصحاب وجعه في فقد حبيبهم الذي علمهم فضيلة الطرب الأصيل والاستماع الجيد.. وبمزاج ، لاغاني اسماعيل حسن والحلنقي وصديق مدثر وعمر الدوش وكجراي وعبد الواحد عبد الله وصلاح أحمد إبراهيم ومرسي صالح سراج وعلي عبد القيوم والفيتوري ومحمد المكي إبراهيم وأبو آمنة حامد وشاعر الشعب محجوب شريف، يا شعباً لهيبك ثوريتك بتلقي مرادك.. والفي نيتك!!
    "6"
    نرجع للتوصيف الكلاسيكي للملوك في العصر القديم، حسب شهادة الرواة، والمؤرخين، بسطة في الجسم، عرضاً وطولاً وعلوا، للمنعة والقوة والمهابة، وقواماً فارعاً كتيجان النخيل في "حلفا" الغارقة تحت "بحيرة السد"
    "التوصيف" يتحدث عن الحكمة والمواهب الفطرية والجينات المبدعة في علم الهندسة الوارثية ، والقدرة على بناء الدول والأمم والامصار.. الشاهد الثابت أن محمد عثمان حسن وردي بني مملكته الإبداعية على الشيوع، في السودان القديم "مليون ميل.. مربع" شبر.. شبر.. بيت.. بيت.. حارة حارة, "فتشتت عنك حارة حارة، في لحي الاشجار نحتوا كتبتو في صم الحجارة"!! طوال عمره، جيلاً بعد جيل" و"الملك" بتلقانا في ثلث عمره الاخير، يأخذ بأعطافنا الشعرية في سنوات الصبا الباكر وبحنان الابوة الخلاقة، يغني قصائدنا الطفلة "يا نسمة جاية من الوطن، بتقول لي ايام زمان ما ترجعي باكر يرجعني الشجن وانتهت بيك طول الزمن يا نسمة، ويستمر المغني المستحيل في اكرام وفادتنا مجدداً حتي يتحول معجبوه من شباب الشعراء إلى قائمة اصدقائه الذهبية، كتبت "عرس الفداء" استدعاء للتاريخ الوضئ من "ترهاقا" عبوراً بالمك نمر والمهدي وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل والقرشي والشهداء من خطوا علي التاريخ سطراً بالدماء، والشرفاء الذين صاحوا بوجه الظلم.. لا.. كتبتها في زمن اغبر ، وسنوات قهر شديد.. صدرت بها مجموعتني الشعرية الأولي والأخيرة زمن التداعي ثم فوجئت بوردي، يجعل منها.. بقدرة قادر عملا ذا قيمة ومعني واضافة .شكراً يا جلالة الملك جاء يوم شكرك فما يزال الوطن اغنيتنا المفضلة "نحن ابناؤك في الفرح الجميل، نحن ابناؤك في الحزن النبيل"!!
    جاء يوم شكرك الآن، النساء في ساحة مقابر "فاروق" ثكالي، من القلب حتي المآقي . النساء يشاركن في وداعك بلا استئذان من أحد، من قال إن تلك المراسم وقف على الرجال.. للرجال فقط، النساء في باحة الموت، كالأزهار في الحديقة، والرجال "دمعتين سالو" يستمر الغناء في حفلته الأخيرة وردي كلمات علي عبد القيوم "أي المشارق لم تغازل شمسها،ونميط عن زيف الغموض خمارها اي الاناشيد السماويات لم نشدد لاعراس الجديد بشاشة أوتارها اي المشانق لم تزلزل بالثبات وقارها خرج المارد من الحدود الجغرافية للسودان القديم، سودان ما قبل الانفصال، والانقسام والحروبات العبثية والنوائب الاجتماعية والاقتصادية، سودان ما قبل صعود القبلية والجهوية والاستقطاب السياسي. الوطن الذي وعدنا الشاعر عبر حنجرة الملك الماسية "حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي،وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي" خرج الملك من الحدود القطرية است يت نيشن" إلى الحدود التاريخية للسودان القديم سنترال بلاد السودان، أثيوبيا أو بلاد السود أو البلاد من الممتدة عبر الصحاري والسهول والجبال والوديان، من البحر الأحمر شرقاً حتي الأطلسي غرباً.. ولي افريقيا نمد الايدي...ايدي شباب صادق ونبيل . آه يا وردي لم يعد ارثاً حصرياً لأهل صواردة ولا النوبيين ولا بني حملة الجنسية السودانية، أصبح فنان افريقيا الأول رغم عدم الاهتمام الاعلامي في شمال الوادي بهذه الظاهرة الإبداعية الكونية آه يا صباح الوداع الاخير. لو انتظرت انتصاف النهار.. لوقعت محلية الخرطوم عموم تحت رحمة المسيرات الطوعية الهادرة من المركز والولايات للتعبير عن امتنانها العميق وتقديرها الجم وحزنها الاصيل.. ربما في لحظة من وسن اشعل الاحزان ناراً واشتعل.
    "8"
    سوسولوجيا الإبداع، والنقش علي ضفاف نهر النيل ما تزال .. ما تزال .هل غادر الشعراء من والرواة الشفاهيون يمتنعون . كتاب وردي، كما كتاب امتي.. كتبت مرة في حضرة من أهوي يا وطني يا واحداً موحداً، وكيفما انفق، لا فرق لا اعتساف، لا رهق، في وطن الجميع، يلتقي الجميع في الخرطوم عاصمة قومية بحق.. في وردي هجرته الأولي من صواردة عكس مجري نهر النيل، جنوباً جنوباً عكس التيار في الطريق إلى أواسط البلاد، عبر البيئة الملهمة، اسفل بلاد النوبة العليا، في تداخل ثقافي حميم، في التعريجات على منحني النيل كما المعماري يرسم نصف دائرة امر في غاية الغرابة، منطقة مروي بقايا المملكة القديمة، من ناحية الجنوب، جغرافياً اجتماعية تتحدي التقسيم التاريخي المدرسي، ابداعية بلا ضفاف، من هنا جاء الطيب صالح وعثمان حسين ومحمد عمر بشير واسماعين حسن وعلي عبد القيوم وحميد وودبادي واليمني والنعام آدم والسر عثمان الطيب وكرم الله وصديق أحمد والدابي والنصري. تمشي وأنت نازل هناك بتلقي النيل يلمع في الظلام زي سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام.. وأنت نازل.. عبد الله علي ابراهيم ومكي سيد أحمد والعطبراوي وعلي عبد القيوم والطيب محمد الطيب وعبد الله الطيب ومحمد المهدي مجذوب والسكة الحديد . ابتدارات التاسيس الموضوعي لحركة النقابات والكفاح ضد المستعمر وشعارات التغيير الاجتماعي وردي مر من هناك . ثم بدأ مشروعه الإبداعي الوطني.. من "يا طير.. يا طاير.. حتي عبر الاغاني العالية المقام والاناشيد العالية السنام والعاطفة التي تحرق اكباد المحبين اليتامي في نور العين وااسفاي ومن غير ميعاد واقابلك في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لسه.. اشوف الماضي فيك.
    "9"
    في حياة آخر الفراعنة النوبيين، محطات ومحطات، ومشروع التوثيق بدأ خجولاً في حياته، هونا ما.. في بعض البرامج والقنوات الفضائية كتر خيركم.. قدر قدرتكم ما قصرتم بقي علي محبي وردي وعارفي فضله من الكتاب اتحاد الكتاب السودانيين، والبرامجين من متابعي سيرته محطات الاذاعة وقنوات الاذاعة المرئية، دار الوثائق والمكتبة الوطنية تحت إدارة "نور الدين ساتي" والصحفيين والناشطين ثقافياً ومن تبقي على وجه الدنيا "ام بنايا قش" من اصدقائه وزملاء مسيرته الفنية في اكمال مشروع توثيق حياة مبدعنا العظيم العمل يستحق اكثر من وزارة ثقافة وأن يكون هماً قومياً بحق.
    يختلف السودانيون ويتفقون أحياناً. لكنهم في اتفاق نادر وما يشبه الاجماع على محبة وردي، وتعظيم دوره الثابت كأحد مكونات الوطن الثقافية والاجتماعية والسياسية.. لا جدال!!
    في التاسعة صباح الأحد 19/2/2012م، وبمقابر الملك الأول فاروق، جنوب الخرطوم غرب اثنين، غرب حي العمارات شمال حي الزهور فتحت ، شرق الديم وشارع 15 قلب محلية الخرطوم شارك ما تنشر من حشد مقدر في هاتيك الظروف المعلومة من تشييع الفنان والشاعر والباحث والموسيقار والمعلم والعلامة البارزة في تاريخ بلادنا محمد عثمان حسن وردي 1932-2012م، آخر ملوك السودان القديم.!!


    السودانى

    -----------------------

    عجو المحس الجمعة,

    24 فبراير 2012 14:03


    عجو المحس..
    محمد أحمد بشيري



    حكى إعرابي وفد إلى حضر من باديته:
    أنه حضر حفل عرس في المدينة علت فيه أصوات الحضور بالثناء على شاب، فخرج وجاء بخشبة عيناها في صدرها، فيها خيوط، ثم استخرج عوداً رقيقاً عرك به الخيوط، فنطقت ورب الكعبة، وإذا هي أحسن أمة مغنية، فأطربني حتى استخفني من مجلسي، فوثبت وجلست بين يديه- وقلت: "بأبي أنت وأمي- ما هذه الدابة! فقال هذا البربط "العود" ومن لم يستخف طرباً حينما يجسسه ويداعب أوتاره بأنامله، حتى يخال أنه ينطق، ومن لم يتمايل طرباً في حسن غنائه، ورخامة صوته، حتى يكاد ينفطر القلب شجناً!! وقد امتلك ناصية الغناء في وقت مبكر من عمره، وأصبح جزءا من وجدان الشعب، ولد في قرية صواردة، وفقد والديه وهو لم يزل طفلاً غريراً، وكما ذكرت في مناسبة سابقة أن القرية هي المنجم، الذي يضم بين جوانحه معظم الكنوز البشرية في الحياة والتاريخ الحديث.
    ومن هذا المنجم خرج وردي، بعد أن استنشق عبير النباتات الطفيلية الرقيقة التي تنبت وسط أعواد القمح وسيقان الذرة، وبعد أن ملأ رئتيه بنسيمات النيل، وصقل حنجرته بالغناء وهو مستلق على التكم يحس الثور على تحريك دولاب الساقية "الأرقديك".
    إن مشاعر الوفاء للقرية من أبناء الشمال والحنين إليها لا تخفى على أحد، وهم يتمسكون بلهجتهم، ويصعب على الكثيرين التخلص من الرطانة، وإيقاعها مهما بلغوا من مراتب العلم والتمدن، وهذا يجعل البعض في حيرة من أمرهم في مجتمعات لا تتعاطى الرطانة، ولذلك يرسمون على وجوههم تقطيبة مصطنعة يحاولون تعويض ما يعتبرونه نقصاً.
    وفي هذه القرى والجزر التي تكسوها الخضرة اليانعة، وتحفها أشجار النخيل الباسقة يراود الكثيرين من قاطنيها من الشباب حلم الغناء بآلة الطمبور ذات الأوتار الخمسة، التي تشبه نغماتها أصوات أنين السواقي التي استبدلت بماكينات الديزل لرفع المياه.
    الدهشة وحب الاستطلاع دفعا الشاب اليتيم إلى التقصي والتحري عن هذه النغمات، التي مست شغاف قلبه فأخذ يراقب الأجانب الذين يفدون إلى بلدته الصغيرة لأغراض التجارة أو أعمال البناء "الطيانة" حيث يجيدون العزف على الطمبور والغناء في ساعات راحتهم أو القيلولة.
    ومن خلال سيرة وردي الذاتية، نجد المؤثرات الفاعلة التي تحرك الحواس وتنمي المواهب وتدفع بالوجدان البكر إلى الابتكار والإبداع منها النيل العظيم الذي يتسع مجراه في هذه المنطقة ويلبس ثوباً من العظمة والوقار حيث يكون في عنفوان سريانه سافلاً.
    والمراكب التي تطفو على صفحة هذا العملاق ومن أجمل المشاهد وأغربها، تلك الكناتين المتنقلة بالمراكب الشراعية، حيث ينصب كشك من الأخشاب وسط المركب، يحمل بمختلف البضائع ويجوب بها القرى على شاطئ النيل.
    ومن تلك المؤثرات أيضاً مواسم الحصاد حيث يجمعون الفلال والثمار في تعاون "فزع" مع مشاعرهم الدافئة بصاحب المحصول، وتمنياتهم الصادقة بمزيد من الإنتاج.
    ومن تلك المؤثرات مراسم الزواج، وطقوس ختان الصبيان.
    وعندما طرق الفنان وردي أبواب الغناء لم يكن هناك ما يستعصي عليه، حيث استمد حضوره من هذا الإرث، وجراءته في مواجهة الجماهير من وقوفه أمام أشقياء صغار يلقنهم العلم لا يقلون شراسة عن جماهير غاضبة، ومنهم تعلم العبر وتقلب على وسادته على الرغم من قصر المدة التي عمل فيها معلماً.
    واحتمل عنت وتجبر مطاردته من أفراد أمن مايو بجلد وصبر، ودفع الثمن تشديداً وحبساً. وكنت حضوراً في حفل له بمسرح البالون بالقاهرة في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، وقد امتلأ المسرح حتى لم يبق موضع لقدم، وكان من بين الحضور عدد من أفراد جهاز الأمن حضروا خصيصاً من العاصمة لمتابعته، وهكذا هزت كلمات وأغاني وردي الوطنية نظام مايو الشمولي، وتقضي مضجعه حتى ذهب النظام إلى غير رجعة.
    وكان أول صدام مع السلطات الحكومية مطلع الستينات مع حكومة المرحوم عبود في مسألة موطنه وادي حلفا، وقد وصلت هذه المواجهات ذروتها في عهد المايويين. حينما اختط لنفسه نهجاً سياسياً مقرراً أن يوظف إمكاناته الفنية لخدمة رؤيته السياسية، فكان أول فنان سوداني يتحف المتلقين بهذا الكم الهائل من الأناشيد والأغاني الوطنية، ولعله من الغرائب أن يتساوى التجاوب الجماهيري قبل أن تتقاذفه التساؤلات والحيرة: أيهما أفضل في الورديات الأغاني العاطفية أم الأهازيج الوطنية؟ والمعروف أن الأغاني والأناشيد الوطنية مكانها وزمن بثها وغنائها في المناسبات المعنية بتلك الأغاني، ولكن وردي كالشاعر الذي يمسك بناصية الشعر وبراعة النثر في ناحية أخرى، أغانيه الوطنية والعاطفية صنوان، كلاهما تهزان المشاعر، وتدغدغان الحواس، وتنفثان الآهات من الصدور قسراً، ولا يمكن لأحد مهما أوتي من معرفة وخبر مسالك ودروب الفن أن يفسر هذا الإقبال الجماهيري والمحبة الزاخرة لأعمال وردي وبالتالي لشخصه، وسبحان الله فقد بدأت الرابطة بينه والجماهير قوية في الساعات الأولى من سطوع نجمه، فقد حالفني الحظ وكنت حضوراً في حفل بهيج بمنزل عبقري الغناء إبراهيم الكاشف بحي الزهور في النصف الأول من الستينات، أمانة الفنان الكبير بعد أن رزقه الله بولد، ودعا أعلام الموسيقى والطرب آنئذ وللمرء أن يتصور حفلا غنائيا في دار ملك الغناء والطرب وكان من بين هذه الكوكبة من الفنانين - وردي- ولم يمض على ظهوره سوى سنوات قليلة، ولكنه كان حديث الجماهير، الذين تململوا في مقاعدهم يستعجلون ظهوره، منتظرين وصلته الغنائية بفارغ صبر، وعندما حان دوره انسحب العازفون بكامل عدتهم وعتادهم رافضين مصاحبته بالعزف لأسباب لم تكن تستوعبها، وكاد أن يعتذر بدوره للفنان الكبير، ولكنه انصاع لإرادة الجماهير، وغنى بمصاحبة العود فقط كما لم يغن من قبل وقدم أغنيته الجديدة، التي ذاع صيتها وعم القرى والحضر: بعد أيه جيت تصالحني بعد ايه، كلمات إسماعيل حسن وعدد من أغانيه، حيث انتشى الجمهور وتمايل طرباً وحملت على الأعناق عقب انتهاء الحفل.
    رحم الله محمد عثمان حسن وردي، الذي عرف ذوق الشعب ومزاجه، ومشاعر الجماهير، ولذلك تربت لديه حاسة تمكنه من معرفة الجمهور الذي يغني له حيث قدم لهم الكثير مما يرضيهم.




    -----------------

    من دفوي صواردة وعبر حواري الخرطوم

    الجمعة, 24 فبراير 2012 14:02


    من دفوي صواردة وعبر حواري الخرطوم
    في قلوبنا .. وهنا عاش وردي!
    الخرطوم: إشراقة مكي



    علاقة حميمة ربطت الفنان الراحل محمد عثمان وردي بجيرانه، فكانوا زاده والرفقة التي لم يمل منها فترك بداخلهم ذكريات وأغنيات ما بين الديم وبري المحس ومربع (3) الشجرة جنوب والكلاكلة صنقعت محطة (3) والعمارات شارع (61) وأخيراً المعمورة. في هذه المساحة نتلمس ذاكرة المكان "الحميم" وتأثير وردي على جيرانه وتأثيرهم عليه.
    * طيب المقام


    أول إقامة للفنان محمد وردي بالخرطوم كانت بمنطقة بري المحس، وعنها يقول المهندس وردي صالح حسن ابن عمه الذي تربى معه بمنزل واحد: عندما قبلت بالمعهد الفني الذي لم يكن به سكن داخلي للطلاب المقبولين من الولايات قدمت مباشرة إلى المنزل الذي كان يقيم فيه محمد وردي بمنطقة بري المحس ومن ثم انتقلت معه للإقامة بمنزل العازف علي ميرغني الذي كان يسكن بمنطقة الديم لأن والده كان موظفاً بالسكة الحديد، وبعد سنوات انتقلت معه مجدداً للإقامة في حوش كبير كان يمتلكه أحد ضباط السجون بواسطة أبو القاسم هاشم، ولكن بعد زواجه من شقيقتي (ثريا صالح) انتقل للسكن الدائم بمنطقة الكلاكلة صنقعت الذي أقام فيه منذ السبعينات حتى قيام ثورة الإنقاذ وقبل خمس سنوات انتقل إلى بيته الجديد بالمعمورة.
    ويؤكد المهندس وردي أن حياة ابن عمه محمد كانت حافلة بالأحداث منذ زواجه بالسيدة (علوية) عقب أحداث اكتوبر الشهيرة ويضيف: رفقتي لمحمد لم تنقطع حتى أواخر حياتي وبالرغم من أني أصغره بأربع سنوات إلا أن المرض أقعدني والتقيته قبل أسابيع وكان بصحة جيدة وأعدنا ذكريات كثيرة بيننا لأننا تربينا في بيت واحد وكان يمثل لي الأخ الأكبر، لأنه بعد وفاة والديه، رباه والدي صالح وتكفل بتعليمه، ويقول وردي صالح بعد عودتي من ألمانيا بدأت أؤسس لبيتي الخاص وبالفعل وقع اختياري على منطقة الشجرة ولكن فشلت في إقناع محمد أن يشتري إحدى القطع، إلا أنه بعد زواجه من شقيقتي وقبل أن يستقر بالكلاكلة صنقعت أقام مؤقتاً بمنزل للإيجار بالقرب منا وانتقل لآخر بنفس الشارع، ولكن في عام 1976 اشترى من قريبنا حسن سيد بيتا الكلاكلة صنقعت يقيم فيه الآن ابنه عبد الوهاب مع أسرته وشقيقته فتحية عثمان.
    ويقول راشد صالح إن عمه محمد عثمان وردي كانت تمتلكه روح المكان الذي أتى منه وهو الذي أتى من (دفوي وردي) بمعنى قصر وردي وهو بيت الجد الكبير الذي أصبح أنقاضا يحكي عمق التاريخ وروح الشمال وشموخ صاحبه الذي غنى للنيل والوطن والأم التي افتقدها وحبيبته، وهو ما زال باقياً بمنطقة صواردة يحكي تاريخ الأسرة ويجاور بيت الجد حسن وردي الذي نشأ في كنفه المرحوم برعاية عمه صالح الذي كان بمثابة والده.
    * مربع (3) رقم (267)
    الذي اكتشفناه بمنطقة الشجرة أن هنالك فرعا كبيرا لأبناء عمومة الفنان محمد وردي خلاف ابن عمه وردي صالح، لأن البيت الذي أقام به محمد وردي بالشجرة مدة تقل أو تزيد عن أربع سنوات ويحمل رقم(267) يجاور منزل ابنة عمه صالح السيدة سلمى، وهناك منزل يبعد عنه خطوات انتقل إليه أيضا قبل أن يفارق حي الشجرة جنوباً، ويقول لنا طه حسين سيد ابن خالته ورفيقه إن محمد عثمان وردي أتى للخرطوم أول مرة ممثلاً لنقابة معلمي حلفا حاملاً مطالب زملائه ونزل وهو في طريقه للخرطوم بالدامر أولاً، ومن ثم عندما وصل الخرطوم نزل ببيتي بالشجرة هو وأحد المعارف اسمه إبراهيم عبد الماجد وبعد الفراغ من المهمة رجع إلى أهله، وعندما عين معلماً بالخرطوم أحيا أول حفل لأسرة حلفاوية بالشجرة بمناسبة زواج حسن محمد حسن البربري قبل دخوله الإذاعة وكنت أرافقه كثيراً وأزوره بمحل إقامته بمنزل الأستاذ علي ميرغني بمنطقة الديم جوار بيوت الحجر، إلا أنه رجع إلى صواردة وسافر منها إلى مصر فترة ثم عاد مجدداً للإقامة بمدينة بري المحس بعد زواجه، ومن ثم جاء للسكن بجوارنا بالشجرة قبل انقلاب هاشم العطا بالمنزل الناصية الذي يعرفه الكل ببيت وردي.
    * دموع وضحكات
    وعن الاحداث التي شهدها بيت الشجرة اول حالة غياب لصاحبه عند اعتقال محمد عثمان وردي بعد فشل انقلاب هاشم العطا، واكتنف الغموض مصيره والرعب الذي بثه احد جيرانهم عندما قابل ابن خالته طه حسين صباحاً واخبره أن وردي انتحر في السجن، وهنا يقول طه لقد فقدت عقلي وذهبت مع عدد من الاقارب لمستشفى الخرطوم للتأكد من الخبر وبالفعل قابلت دكتور سعيد كيلاني الذي نفى وفاته، ولكن لم تطمئن نفوسنا وذهبنا إلى قريبنا العم عبد الرحيم سعيد الذي كان كبير الياورات بالقصر الجمهوري ليساعدنا في رؤيته الا انه لم يستطع أن يفعل شيئاً، ومن ثم توجهنا إلى منزل الدكتور محيي الدين صابر "بلدياتنا في شمبات" فرحب بنا وتعهد بأن يبذل ما في وسعه، الا أن محاولاته ايضاً باءت بالفشل بسبب تعنت حكومة نميري آنذاك، وفي الآخر توجهنا إلى السجن مباشرة وبعد جهد اقنعنا احد حراسه أن يسمح لنا فقط برؤيته بأعيننا من بعيد حتى نتأكد أنه حي، وعندما فتح الحارس الباب رأيناه جالسا على برش وبجواره الفنان محمد الامين وعدد من الاشخاص وهم يلعبون الورق وعندما هممنا بالدخول نهرنا العسكري بشدة واغلق الباب وهو يقول: عايزين تجيبو لي مصيبة؟ ما كفاية الولية امبارح جابت لي كفوة بسبب وردي (والذي عرفناه ويرويه طه: أن زوجة الحارس جاءها صوت وردي وهو يغني ليلاً فما كان منها الا أن جاءت تتصنت لغنائه عبر الجدار وكان المكان مظلماً ومهجورا تكثر فيه الاوساخ فأصيبت بلدغة عقرب) لهذا طردنا شر طردة.
    وتروي هنا السيدة سلمى صالح ابنة عم الفنان محمد وردي، أن ابن عمها فقد والدته مبكراً قبل أن يتمكن من المشي، لهذا تربى معهم تحت كنف والدها صالح حسن وردي، وتذكر أن محمد عندما فشل في العبور للمرحلة المتوسطة سافر إلى جده حسن وردي بمصر وطلب منه أن يسمح له بأن يدرس الموسيقى إلا أن جدي رفض طلبه وأمره فوراً أن يعود إلى عمه صالح حتى يمتحن من جديد ليكمل دراسته الاكاديمية، ولكن تؤكد سلمى أن حب الغناء والموسيقى كان متمكناً من روح ابن عمها لانهم وهم في سن صغيرة كان يحلو له أن يجمع اشقاءه وشقيقاته ويعزف على (الطنبور) ويغني ومن ورائه يرددون ولكن بمجرد دخول عمه صالح البيت كان يكف من امامه وتتولى سلمى مهمة إخفاء الطنبور حتى لا يتعرض وردي للعقاب بسبب حبه الجارف للغناء.
    وعن الذكريات الاخرى التي ما زالت عالقة عن حياة وردي يقول طه حسين ما زال الوقت مبكراً لسرد هذه الأشياء لأن جرح الفقد ما زال ساخناً وأنه يكاد الآن لا يذكر أي شيء عنه، لأن زيارته الأخيرة له مع اسرته بمنزله بالمعمورة كانت عبارة عن استعادة للايام الحلوة واللحظات السعيدة والحزينة التي مرت به، كما انه تذكر في ذلك اليوم والدته بشوق شديد وهو لا يمتلك لها صورة ولا يذكر بالطبع معالمها لانه فقدها وهو صغير، وهذا شيء كان يحز في نفسه كثيراً، ولكن الموقف الذي اذكره أن قدم لي احد الاشخاص وهو غاضب جداً وعاتب على وردي بشدة لأنه يتغنى (بنور العين) بهذا الشكل الغزلي ولم يراع مشاعره لأنه صادف أن اسم الاغنية تشبه اسم ابنته، وعندما قابله وردي أوضح له انه فنان يؤدي كلمات شاعر اعجبته وعليه أن يقابل الشاعر اسماعيل حسن ويستمع لتبريره، وبالفعل اخذناه لاسماعيل وعندما سمع شكواه رد عليه بسخرية الشايقية المعروفة: (ها زول منو القالك انا شلت اسم بتك، انا والله غنيت لنور عيني دا).
    * ميدان وردي
    البيت الاخير قطعنا مسافة نصف ساعة للوصول اليه من الشجرة ونحن نسابق الشمس حتى لا تغيب ، الا اننا وصلناه بعد مغيب الشمس، مواصلات الكلاكلة صنقعت لم تستغرق منا الكثير لكن الوقت كله اخذته جولة الشجرة مع اقارب الاستاذ الراحل، وبعد أن وصلنا محطة (3) وقطعنا الشارع سألنا عن بيته المعروف للجميع وبعد اقل من عشر دقائق وبرفقتي الصديقة منال عثمان سيراً على الاقدام وقفنا امام بيته الناصية الذي يقع بالجهة الشمالية من الميدان الذي يحمل اسمه هو والجامع، وادخلتنا إلى البيت احدى الجارات قابلناها عند الباب، واستقبلتنا رحاب حسن ابنة شقيقته فتحية التي لم نحظ بمقابلتها لأنها لم تحضر لمنزلها بعد، كما أن زوجها الاستاذ حسن عبد الماجد صديق ورفيق الراحل وردي بالمعتقل سابقاً لم تسمح ظروفه المرضية أن يجلس معنا لهذا تحدثت الينا مشكورة رحاب برغم الارهاق المتمكن منها وقالت: هذا البيت كانت تقيم به زوجته الراحلة (علوية) إلى أن وافاها الاجل وهو بيت مصمم للإقامة فيه بشكل عائلي لأن صالون الحوش يحتوي على خمسة أبواب شكلت على الطراز السكني النوبي القديم وملحق به حديقة ومسرح بمساحة 600 متر شهد كل الاحتفالات العائلية من اعياد ميلاد والختان، واقام الخال محمد وردي بهذا البيت منذ 1976 حتى 1989م ولم يفارقه الا بعد هجرته خارج الوطن واقامته بالقاهرة 14 عاماً وعاد اليه مرة اخرى في 2002م وبعد عودته الشهيرة وسفره للعلاج بدولة قطر شرع في بناء بيت المعمورة الذي استقر فيه وترك هذا البيت لبعض اقاربه وشقيقاته.
    وتؤكد رحاب أن الميدان الجنوبي للمنزل الذي اطلق عليه ميدان وردي وكذلك على الجامع نصب فيه اكبر صيوان عند زواج ابنته صباح، والآن المنزل يقيم به من الناحية الشرقية ابنه عبد الوهاب مع اسرته والجزء الغربي تقيم به والدتي فتحية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الإمبراطور.. الموسيقار محمد وردي وطن للجمال والإبداع والنضال..
    الخطى فوق الخطى.. الجفن فوق الجفن الجمعة, 24 فبراير 2012 13:56
    / 0

    الإمبراطور.. الموسيقار محمد وردي
    وطن للجمال والإبداع والنضال.. الخطى فوق الخطى.. الجفن فوق الجفن
    عبد الجليل محمد عبد الجليل



    تابعت وغيري من خلال قناة النيل الأزرق والمبدع محمد عكاشة يصول ويجول في جزء عزيز من بلادنا "صواردة" وهي مسقط وميلاد أحد الشوامخ العزيزة والمفخرة.. الامبراطور والموسيقار والدكتور محمد وردي متعه الله عافية ورفاهية ولهو فنان القرن وعبقري زمانه.
    ومما لا شك فيه أن هنالك علاقة ما تربط بين الخليل الخلود بفنه والعملاق والفنان والموسيقار وردي تصل بنا إلى حد اليقين، الحلم الإنساني والإبداع الفني كانت كل ملامحه وسماته هذا الوطن الممتد في مساحة مليون ميل مربع بمختلف شرائحه واختلاف الطعم واللون والرائحة حيث يلتقي القوس الموشى بتراب هذا الوطن وكانت مسيرة العشق الدائم والمطلق بمختلف شرائحه واختلاف الألسنة ونماذج التعابير، ويا آسفاي وبلادنا تضيع وتتمزق بصراع الساسة دون اعتبار لوطن شامل شامخ.
    حلقة صواردة وتلك الأيام السالفة التي أعادت ولادة الخليل. الحفيد القادم بمختلف طبائع وشرائح النضال والاستماتة من أجل هذا الوطن، عشق ملح ترابه وبرق الصعيد وقباب ابن زياد وأمير الفراديس يعبر عن أرض الوطن في تراخ وكسل وهيبة.
    ليعلمنا كبرياء الخلود فالجد في التاريخ ترهاقا.. ولد وترعرع فيها وذاب مع ملح الأرض التصاقاً وتكاملاً وارتوى من سلسبيل الماء العذب الطهور، اختلط وعايش الأب والأم والخال والخل والصديق الوفي وما زالت الحبيبة بتشتغل منديل حرير لذلكم الغائب البعيد والأمل دائماً وأبداً في عودة الغائب فالانتظار ما هو إلا مسألة وقت وكفى، المقاتل في سبيل التحرر ارنستوي جيفارا أخذت آخر الكلمات وهو مضرج بدمائه وهو الطبيب المداوي أخذت آخر عبارة لفظ بها في الحشود التي تحمل جسده الملطخ بالدماء وهو يودع الحياة ويودع رفقاء النضال قال سيأتي الثوار الذين سيتغنون بصوت الشعب الحقيقي إنها مسألة وقت وسقط ميتاً.
    ويتدفق النيل السلسبيل وركائم السحائب تشق الطريق في صعوبة لتسلم حبات الندى المتساقط الذي يحاول أن يجد له موقعاً في هذا الزخم الإبداعي ومرسي صالح سراج "هام ذاك النهر يستلهم حسناً" "وإذا عبر بلادي ما تمنى طرب النيل لديها وتثنى" "فارو يا تاريخ للأجيال" "أنا ثائر إذ هب من غفوته ينشد العلياء في ثورته" "كاندفاع السيل في قوته" "عجباً من له جند على النصر يعين" كلنا كلنا نفس ومال وبنين" "نحن في الشدة بأس يتجلى" "وعلى الود نضم الشمل أهلا" "ليس في شرعتنا عبد ومولى" "حين خط المجد في الأرض دروبا" "عزم ترهاقا وايمان العروبة" "عرباً نحن حلمناها ونوبة" وتتمايل باسقات النخيل في رقصة رمزية معبرة تعني شيئاً ما وفي أحضان أهل "صاي" "و" "صواردة" والجمال في مسيرة العشق الممتد عبر مسيرة الزمن اللا محدود فكانت لمسة العشق الأول من الشاعر عبد الواحد عبد الله.
    اليوم نرفع راية استقلالنا
    وليذكر التاريخ أبطالا لنا
    عبد اللطيف وصحبه
    غرسوا النواة الطاهرة
    ونفوسهم دوت حماساً
    كالبحار الزاخرة
    ما لان فرسان لنا
    بل فر جمع الطاغية.
    من هذه النقطة كانت المسيرة وبداية الولادة في مسيرة شاقة وطويلة بعشق هذا الوطن كياناً ومجداً ومرة أخرى يلتقي وردي بالخليل في ملحمة الشاعر مبارك بشير. نذكر اليوم جميع الشهداء "كل من خط على التاريخ سطراً بالدماء" "نذكر اليوم جميع الشرفاء" "كل من صاح بوجه الظلم لا لا" "ونغني لك يا وطن" "كما غنى الخليل" "مثلما صدحت مهيرة" "تلهم الفرسان.. جيلا بعد جيل" "ونغني لحريق المك في قلب الدخيل" "للجسارة حينما استشهد في موقعه عبد الفضيل" "ويتواصل التواشح من الجمال والتناسخ من المواقف والشاعر محمد مفتاح الفيتوري". "أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا بالذي أصبح شمساً في يدينا" "وغناء عاطر تعدو به الريح" فتختال الهوينى يا بلادي من كل قلب يا بلادي".
    ويواصل الموسيقار المبدع وردي في دروب التاريخ بما أثاره الخليل من قبل. أجمل من فراشة مجنحة "على ضفاف المقرن الجميل" "أجمل من نواة مفتحة" "ترقد تحت ذهب الأصيل" "أجمل من رائحة النضال" لما أشم رائحة الصبح في النخيل" "يا فخر هذا الجيل يا وطني" "وقد ظل أستاذنا الموسيقار وردي وتميز في مساحة رحبة من الثورية الملتهبة بمشاعر ووجدان "أسياد الوجعة" ليجتر كل وجدان الشارع والمتلقى الجيد ليثير فيه الحماسة والوطنية وشاعرنا محجوب محمد شريف. وطن غالي نجومه تلالي في العالي
    إرادة..
    سيادة..
    حرية..
    مكان الفرد تتقدم سيادتنا..
    الجماعية "مكان السجن مستشفى" "مكان المنفى كلية" "مكان الأسرى وردية" "مكان الحسرة أغنية"
    إن هذا الوطن وقد مرت عليه 56عاماً لرحيل المستعمر البغيض ولتبق ذكرى الاستقلال وفرحة العلم الذي يرفرف حراً طليقاً في الرحاب الواسعة المتمدة عبر الزمن ويبقى حصد 56عاماً من الآلام والجراحات المتكررة والمتجددة والمتنوعة والشرخ الغائر في جبين هذا الوطن وهو في مشارف أكثر من نصف قرن من الزمان.. وحصاده رماد في عمر الشعوب, مسيرة تفوق نصف قرن من الزمان تمكن بأي حال من الأحوال الوصول إلى الثريا حدا متواضعا من الجهد ولكن عندما نراجع حساباتنا طيلة هذه المدة لا بد أن نفعل هذا باستحياء شديد.. وتتواصل مسيرة النضال والتغني بعشق الوطن المطلق في اللا محدود والشاعر الملهم محمد المكي إبراهيم: جيلي أنا "هزم المجالات العميقة" وامتطى سيف الوثوب مطاعنا" "ومشى لباحات الخلود عيونه مفتحة" "وصدوره مكشوفة بجراحها متزينة" جيل العطاء لعزمنا حتماً بذل المستحيل وينتصر.. وينتصر..
    إن وفاء الأستاذ وردي لوطنه وهو الغيور عليه وعلى أرضه ويهدف لرفعة شأن هذا الوطن تحمله فراشة مجنحة لو لحظة من وسن نفسك عني حزني تحملني ترجعني لعيون وطني وهو ينظر لهذا الوطن يعشق وينادي وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المنافي والذي شد ساقاً لوثاقي، إن الفنان وردي وهو يحمل في قلبه الكبير كل ما يمكن ولما فيه حب وخير ومنذ انطلاقته الفنية وهو ظل ينادي لهذا الوطن ولاستخلاصه من ثبر العبودية المظلمة، إن السودان ملك مشاع لكل سوداني تغذى بوفرة أرضه حتى ترعرع ونما عوده والأستاذ وردي وهذا الكبرياء والعزة وهو الحياة لنا فهو كالماء والنيل والخبز، واللبن والدواء فقد ولد في صواردة ودخل قلب كل الناس والأجناس وأحب هذا الوطن وعشقه وناضل من أجله وفي حضرته تنادي
    في عزة جبالك ترف الشموس
    وما بين ظلالك افتش واكوس
    افتش طفولتي وملامح صباي
    بناتك عيونن صفاهن سماي
    وهيبة رجالك بتسند قفاي
    صحي بتملا عيني
    وتشرف غناي
    التحية والإجلال والإكبار والترحاب بكل المناضلين الذين ضحوا في سبيل أن يحيا هذا الوطن مرفوع البنود والتحية لكل الشرفاء في بلادي وأستاذنا الكبير محمد وردي واحد منهم.
    وطنا الباسمك كتبنا ورطنا
    وفي حضرة جلالك يطيب الجلوس
    وستظل يا وردي عملاقاً وهرماً ورونقاً
    وشموخاً.. لك الصحة والعافية والرفاهية.

    وردي
    د. عبد الرحمن الغالي
    دفر كاسح نسف باب الغنا
    المسدود علينا رتاجو
    شهق سَمَع الزمان دهشة
    سمق حلّق لحق معراجو
    بشير عريان
    لي صاحب الوكت هشة
    نسج إكليل كساو تاجو
    معاك سكتت سوابح فوق
    وصوت البلبل الصداح
    صبح مخنوق
    معاك خلّت حنينها النوق
    معاك القمري خلّى القوق
    حَكَم مضمارك الشاهق
    على الطاير يكون مسبوق
    معاك وتر الكمان عِرف نفسو
    يحن للقوس يعربد نشوة من مسو
    وقيثار النشيد لبهاك رجع حِسو
    يغازل الناي يزيدو صبابة بي همسو
    سجد طبل النغم خاضع
    مراكبو معاك وين يرسو
    وراك تتألق الجوقة
    حضورك طلّ من فوقها
    خلوق راجياك وا شوقها
    كلِمتو الراقي منطوقها
    نغمتو الحالية بنضوقها
    حمامة اتقلدت طوقها
    موسيقتو العالية بي ذوقها
    خماسي سباعي ما بطيقها
    محال ينجرّ واسوقها
    دوام مطلوبة في سوقها
    ترِن في العَصَبة ملصوقة
    تبهّي تحلّي مربوقة
    وتبقى البهجة مطبوقة
    تكون السكرة والفوقة
    هَناك يا العازة بي وردي
    وعزاك يا العازة في وردي
    جناكي الجوهر الفردي

    أم درمان 19 فبراير 2012
    وردي
    د. عبد الرحمن الغالي
    دفر كاسح نسف باب الغنا
    المسدود علينا رتاجو
    شهق سَمَع الزمان دهشة
    سمق حلّق لحق معراجو
    بشير عريان
    لي صاحب الوكت هشة
    نسج إكليل كساو تاجو
    معاك سكتت سوابح فوق
    وصوت البلبل الصداح
    صبح مخنوق
    معاك خلّت حنينها النوق
    معاك القمري خلّى القوق
    حَكَم مضمارك الشاهق
    على الطاير يكون مسبوق
    معاك وتر الكمان عِرف نفسو
    يحن للقوس يعربد نشوة من مسو
    وقيثار النشيد لبهاك رجع حِسو
    يغازل الناي يزيدو صبابة بي همسو
    سجد طبل النغم خاضع
    مراكبو معاك وين يرسو
    وراك تتألق الجوقة
    حضورك طلّ من فوقها
    خلوق راجياك وا شوقها
    كلِمتو الراقي منطوقها
    نغمتو الحالية بنضوقها
    حمامة اتقلدت طوقها
    موسيقتو العالية بي ذوقها
    خماسي سباعي ما بطيقها
    محال ينجرّ واسوقها
    دوام مطلوبة في سوقها
    ترِن في العَصَبة ملصوقة
    تبهّي تحلّي مربوقة
    وتبقى البهجة مطبوقة
    تكون السكرة والفوقة
    هَناك يا العازة بي وردي
    وعزاك يا العازة في وردي
    جناكي الجوهر الفردي

    أم درمان 19 فبراير 2012
    وردي وذكريات باقية
    محمود خليل محمد
    "1"
    أيا وردي
    أيا وردي
    أقول اليوم ما عندي
    حكايات عن الأسلاف..
    صانوا الأرض بالجهد
    ومدوا من حبال الود..
    أطيافاً من الود
    وشادوا في بلاد النبت
    تاريخاً من المهد
    صباحات من الإشراق..
    والأشواق..
    كالترتيل والند
    تبهرج سيرة الأعماق
    تستقصي وتستجدي
    وتسأل عنك ملحمة
    تنادي..
    اليوم بالوعد
    تسائل عن زمان ضاع
    بالإهمال والعند
    وعن حب تضاحك..
    في مسارات بلا رد
    تغنى في مرابعها سليل..
    العز والمجد
    "2"
    أيا ورى
    أيا وردى
    سكبنا الحرف في دعة
    وجبنا اللفظ من بعد
    تقاسمنا مرار الشوق
    والتهويم والصد
    واشعلنا من الوجدان..
    همهمة بلا حد
    سقيناها من الترنيم
    والتنغيم
    والتقويم
    أوتاراً من السهد
    وألقينا مراسي الحب..
    في جزر بلا عد
    وأمسينا نصارع زحمة..
    الألوان..
    والتحنان
    في وهج من الصهد
    سألنا: أين تهراقاً؟
    وأين القرب من بعدي
    حضارات عرفناها
    عشقناها..
    وشلناها..
    بكل مواسم السرد
    لقد قلنا منا نبتة
    منا علوة
    منا الإيقاع لو يجدي
    "3"
    أيا وردي
    أيا وردي
    رسمت بكل ناصية..
    زغاريداً من السعد
    طنابيراً تئن ترن..
    مشرعة
    تحن.. تحن للعهد
    لأيام كتبناها
    رسمناها
    سطوراً حلوة القصر
    تنادي: ليل كوش..
    حين لملم صورة المد
    هنا كرمه
    هنا عبري
    هنا تلك العجوز..
    تناطح الدخلاء
    تهدم حائط السد
    وتبني عند ضفته..
    منارات الهوى النجدي
    "4"
    أيا وردي
    أبا وردي
    أقول اليوم ما عندي
    أيا جيلاً من الإبداع..
    والامتاع
    يوميء بالندي الوردي
    ويستسقي من التطريب
    والتجريب
    ألحاناً كما الشهد
    لقد ألقيت مرساة..
    وكنت المبدع الفردي
    وكنت الرائد التواق
    تحي الجزر بالمد
    "5"
    أيا وردي
    أيا وردي
    أقول اليوم ما عندي
    وما عندي
    سوى قلم يسطر..
    صفحة المجد
    ومن عندي
    رأيت الحسن مؤتلقاً..
    وعشت الفن من ودي
    قصائد..
    حلوة الكلمات
    جاءت كالذي نبدي
    أيا ابن الشعب
    حس الشعب
    نبض الشعب
    في بلدي
    وانت الند للند
    على ايقاعك الحاني
    أقول اليوم الحاني
    وأحكي..
    للدنا وحدي
    أيا وردي

    السودانى

                  

العنوان الكاتب Date
محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توثيق الكيك02-20-12, 04:45 AM
  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 05:14 AM
    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث welyab02-20-12, 05:55 AM
      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:04 AM
        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 08:16 AM
          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 09:55 AM
            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 11:00 AM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:32 PM
              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-20-12, 04:41 PM
                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:36 AM
                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 09:13 AM
                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 04:45 PM
                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 05:12 PM
                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-21-12, 07:09 PM
                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:48 AM
                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 10:16 AM
                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 06:39 PM
                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-22-12, 08:23 PM
                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-23-12, 09:35 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 10:38 AM
                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 11:09 AM
                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-24-12, 01:40 PM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-24-12, 07:36 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-25-12, 12:10 PM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث عمر محمد ابراهيم02-25-12, 06:16 PM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:17 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 06:18 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-26-12, 09:08 AM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث abdelrahim abayazid02-26-12, 03:46 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-27-12, 06:37 AM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 05:17 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-28-12, 08:55 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 04:59 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 06:56 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 09:06 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك02-29-12, 05:36 PM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-01-12, 10:30 AM
                                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-02-12, 11:37 AM
                                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-03-12, 07:29 PM
                                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-04-12, 06:59 AM
                                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-05-12, 09:12 PM
                                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 05:45 AM
                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-06-12, 10:18 PM
                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 09:05 AM
                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-08-12, 11:09 AM
                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 12:15 PM
                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-09-12, 04:05 PM
                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-10-12, 01:14 PM
                                                    Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-11-12, 04:01 PM
                                                      Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-12-12, 11:20 AM
                                                        Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-14-12, 11:15 AM
                                                          Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-18-12, 10:10 AM
                                                            Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-19-12, 08:29 AM
                                                              Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-20-12, 07:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-29-12, 10:25 AM
                                                                  Re: محمد وردى ..الفنان المثقف الذى انفعل بقضايا الوطن ...وداعا ..توث الكيك03-31-12, 12:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de