فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2010, 10:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2

    الترابي مرة أخرى!!
    الكاتب الطيب مصطفى
    الأحد, 17 أكتوبر 2010 06:08


    هل أكتب عن الشيخ الترابي الذي صمت دهراً ونطق (كفراً) حين حذر من حرب أهلية في السودان قال إنها ستكون أشد وأبشع من تلك التي تجري في الصومال الذي قال عنه إنه أفضل حالاً من السودان حيث يقل فيه التنوع العرقي والديني على حد تعبيره أم أكتب عن منطقة أبيي التي قال عنها عدو الشمال اللدود باقان أموم كلاماً يفْري الكبد ويفقع المرارة؟!

    الترابي لم يجد منبراً يُطلق فيه تصريحاته المدمِّرة أفضل من قناة (الجزيرة) التي اعتاد على جعلها محطته المفضلة في طريقه إلى عاصمة السوربون حيث درس وهل من قناة أخطر وأكثر انتشاراً من (الجزيرة) ليبث من خلالها تصريحه الذي لا يعدو أن يكون جزءاً من الحرب الاقتصادية على السودان؟!.

    من بربكم من المستثمرين العرب أو الأجانب الذين يستمعون كذلك إلى نصائح الترابي من خلال قناة الجزيرة الإنجليزية لا يتردد قبل أن يُقدم على مجرد التفكير في استثمار أمواله في السودان وهو يرى أحد القيادات السياسية البارزة ينصحُهُ بل يحذِّره من إهدار أمواله في (مستنقع الحرب الأهلية الوشيكة)؟؟ منْ مِن المستثمرين يفكر منذ سنوات في دخول الصومال الذي يقول الترابي إنه سيكون أفضل حالاً من السودان بعد أيام قليلة هي التي تفصل بيننا وبين الاستفتاء الذي سيجري في التاسع من يناير القادم؟! الصومال المنهارة دولته أفضل حالاً من السودان! بربكم ماذا يمكن للترابي أن يقول أسوأ من ذلك لينفِّر ويدمِّر ويخرِّب ويشوِّه من سمعة السودان؟!

    ثمة نقطة أخرى جديرة بالتأمُّل في حديث الترابي الذي لن أعفيه من الاتهام بأنه يشنُّ الحرب على الوطن وليس على البشير الذي يعمل على اقتلاعه بشتى الوسائل حتى ولو من خلال إشعال الحرب أو المساعدة في غزو أم درمان أو تدمير الاقتصاد أو الاستعانة بالأجنبي أو بالشيطان الرجيم.. أقول إن الترابي إذ يعلن عن ذلك من خلال أكثر القنوات تأثيراً على مستوى العالم العربي الذي توجه كثيرٌ من أثريائه وشركاته ومؤسساته وصناديقه الاستثمارية نحو السودان خلال السنوات القليلة الماضية لا يؤثر على الاستثمار العربي ويطرده من السودان فحسب إنما يُحدث حالة من البلبلة لدى السودانيين جميعاً خاصة من أصحاب المال الذين كثيراً ما تُفزعهم كلمة عابرة تُحدث أثرًا هائلاً على الاقتصاد وتشكِّل ضغطاً على الدولار شبيه بذلك الذي حدث خلال الأشهر القليلة الماضية أو أشد.

    إن أكثر ما ينبغي أن يطمئن إليه السودانيون أن يعلموا أن حديث الترابي لا يستند إلى حيثيات موضوعية وإنما يعتمد على أجندة سياسية وكيد عظيم وحقد دفين ومكر تزول منه الجبال ولذلك يجب ألا يعيروا حديثه اهتماماً.

    لعلّ الناس يذكرون كيف تحرك الإعلام الغربي قبل الانتخابات الأخيرة يحذِّر من غليان شعبي واضطرابات سيشهدها السودان على غرار ما حدث في كينيا وزيمبابوي بل وإيران لكن الغرب لا يفهم إنسان السودان الشمالي وينسى أنه خاض انتخابات ديمقراطية آمنة منذ عقود من الزمان ولا يفرِّق الغرب الظالم المبغض للشمال وأهله بين الشمال والجنوب الذي شهد بالفعل تمرُّدات وحرباً أهلية تدور رحاها حتى اليوم منذ الانتخابات وما تمرد أطور ولوال قاي وغيرهما عنا ببعيد لذلك فإن الشمال سيجتاز الاستفتاء خاصة وأنه لا يجري بين مواطنيه وحتى إن جرى فلن يختلف عن الانتخابات أما تداعيات الاستفتاء وما ينجم عنه من صراع بين الشمال والجنوب فإن الأمر مقدور عليه إذا حُلَّت بعض الإشكالات مع الحركة الشعبية مثل قضية الحدود وغير ذلك من القضايا العالقة التي سنتعرض إليها لاحقاً.

    عليكم يسهل وعلينا يمهل!!

    وتقول صحيفة الحركة الشعبية «أجراس الحرية» إن منظمة «شباب من أجل الانفصال» ومجموعة من طلاب جامعة جوبا سلموا مذكرة للمجلس التشريعي لجنوب السودان وبعثة الأمم المتحدة بجوبا طالبوا فيها ـ ضمن أشياء أخرى ـ بترحيل الجامعات الجنوبية من مقارها بالخرطوم إلى الجنوب كما طالبوا المجتمع الدولي بحماية الجنوبيين في الشمال!!

    صحيفة «سيتزن» قالت كذلك في عددها المؤرخ 12/10/2010م إن الطلاب الجنوبيين الذين يدرسون في الجامعات الشمالية وفي الخرطوم تحديداً قرروا «الانسحاب الاختياري» من جامعاتهم في أعقاب ما سمَّوه «تحذيرات الحرب» التي أطلقها المؤتمر الوطني حول الاستفتاء، وذكر الخبر أن طلاب ولاية البحيرات وطلاب جامعات جوبا وبحر الغزال قرروا مقاطعة الدروس والامتحانات والعودة إلى وطنهم «جنوب السودان» ونشرت الصحيفة تصريحات لبعض القيادات الطلابية الجنوبية يطلبون فيها من حكومة الجنوب تحويلهم إلى جامعات الجنوب. وقال ـ جاكوب ماشوت ـ (سننسحب من الدروس ونعود لوطننا قبل ديسمبر للإسهام في الاستفتاء، وحذر الطلاب من مذابح قد يتعرضون لها إذا حدث الانفصال وهم في الشمال)!!

    نقول للذين لا يزالون يتحدثون عن الحريات الأربع أو الوجود الأجنبي في الشمال حال الانفصال..

    أما اقتنعتم بأن وجود أمثال هؤلاء «الأجانب» الذين يُضمرون كل هذا الحقد على الشمال وشعبه ويوالون وطنهم الجديد الذي يكيد للشمال يشكِّل خطراً على مستقبل هذه البلاد وأمنها القومي؟! أما اقتنعتم بعد التحرشات التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية أمام القصر الجمهوري ثم في شارع القصر وأمام مدارس كمبوني بأن الوجود الأجنبي بعد الانفصال يشكل قنبلة موقوتة وشوكة حوت في عُنق الشمال؟!

    أما اقتنعتم أهلي الشماليون المقيمون في جنوب السودان ـ يا من نسيتم ما جرى لأمثالكم يوم الإثنين الأسود ـ أما اقتنعتم بأنه من الأجدى لكم أن تحزموا حقائبكم وتعودوا إلى موطنكم خوفاً من ذلك اليوم الذي «يتحرر» فيه هؤلاء مما يسمُّونه (استعمار العرب الجلابة المندكورو».. إنها صيحة نذير خوفَ الندامة ولات حين مندم.
                  

10-21-2010, 04:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    بقلم : بارود صندل رجب
    ما بين الشيخ الترابي والطيب مصطفي

    /بارود صندل
    By
    Oct 19, 2010, 19:02




    ما بين الشيخ الترابي والطيب مصطفي

    يستغرب المرء أن ينحدر شخص تربي في حضن الحركة الإسلامية زمانا طويلا إلي المستنقع الآسن ، مستنقع العنصرية النتن ،وأن ينل من قيمها و مثلها انسلال الشعرة من العجين وكل ذلك من أجل السلطة و ما أدراك ما السلطة ولله في خلقه شئون ،الطيب مصطفي هذا الرجل يتلبسه العنصرية البغيضة ولا ندري أن كان ذلك من جاهلية فيه أم أن سلطة أبن أخته تدفعه إلي دفعاً حقا أن السلطة فتنة وإنها خزي وندامة وإلاّ ومن أخذها بحقها وقليل ما هم ، لا وجه للمقارنة بين الطيب مصطفي والشيخ حسن فشتان بين الثري و الثريا ولكن الذي يجب علينا تبيانه ليهلك من هلك عن بيته ويحي من يحي عن بيته ما سر كراهية الرجل للشيخ حسن !! فقد ولغ قلمه المسموم في سمعة الشيخ ومع أن الشيخ الجليل لا تسره المدحة ولا تغمه المذمة فهو مشغول بما هو أهم ومن فرط حينا لهذا الشيخ علينا أن ندفع عنه جهل الجهلاء والسفهاء والمرء مع أحب ، لم نحبه طمعا في ماله ولا في سلطة يمنحها كما فعله الكثيرون من حواريه وتلاميذه وكل إناء ينضح بما فيه ، الغريب في أمر هؤلاء من الشيخ أنه أن صمت زمانا يندير منه الأمور ويقلب النظر فيه ظن القوم أنه يضمر لهم سوءاً ويريد أن يأتيكم من حيث لا يحتسبون وأن تحدث وأفصح ارتعدت فرائصهم هلعا وفزعاً ، لم يحتمل الطيب التصريح المقتضب للشيخ وهو يشخص حالة البلاد والخطر الداهم عليها بعين البصيرة محذراً الأمة من حرب أهلية ستكون أشد وأبشع من تلك التي تجري في الصومال هذا التصريح الذي يقارب الواقع المائل لدينا بمعطياته وتقاطعاته تنبيها للأمة واستشعاراً مبكراً لكارثة المقبلة التي لا تبقي ولا تذر أنها كلمة الحق الجريئة التي ألزم الله بها العلماء ، فالرائد لا يكذب أهله ولكن أني يستجيب المتشبثون بكراس الحكم إلي كلمة الحق و التدبر في العواقب !!


    يريد الطيب مصطفي أن يدفن رأسه في التراب لئلا يري الحقيقة ويريد لهذه الأمة أن تاثيه الكارثة بغتة ، فتبهت ، أصبح سمة القادة الكذب والنفاق وتغييب الحقيقة ، يحسب الطيب مصطفي أن الأمور علي ما يرام وأن تصريح الشيخ بعد حربا اقتصاديا علي البلاد ويبعد المستثمرين العرب عن القدوم إلي السودان !! عجيب أمر هذا الرجل وبغض النظر عن الاستثمارات التي يتحدث عنها وعن أموال العرب والمسلمين التي دخلت هذه البلاد في أول عهد الإنقاذ لدعم التوجه الإسلامي وما أصابها من ضرر وفساد الحديث عنها تفقع المرارة وسيأتي اليوم الذي يفتح فيه الملفات ، ملفات الاستثمار وما صاحبها من فساد ليعلم الجميع أين ذهبت أموال المستثمرين و ما حصل في الاتصالات وما ذلك علي الله بيسير !! ندع كل ذلك ونعود لا طيب مصطفي وهجومه الكاسح علي الشيخ حسن علي كلمة الحق باعتبارها جزءاً من الحرب الاقتصادية علي البلاد نسي الرجل أو تناسي في غمرة كراهيته للشيخ أن ينظر إلي جاره في نفس الصفحة التي؟؟؟؟ فيها هو الآخر خذ ؟؟؟؟؟ إلا يجد في كل ما خطه فلم زميله وصاحبه خطراً يتهدد الاستثمار في البلاد يقول أسحق احمد فضل الله ( وفي ضواحي الخرطوم تربص الآن المجموعات السبعة (كاشي ، موني ، جيمكس ، دولار، ونقرز ، ولايف ، استار لايف وفيفتي سنت ) تربض بأسلحتها وتنتظر أشارة معينة في وقت معين ، بينما في ضواحي أم درمان تربض مجموعات أخري يقودها عسكري برتبة رفيعة من جبال النوبة وتنتظر ..........



    وأمريكا تعلم جدية مخطط تخريب العاصمة لأنها هي من تولي تدريب الرجال هؤلاء في يوغندا وكينيا ) كل هذا لا يجعل المستثمرين يتردون قبل أن يقدموا علي مجرد التفكير في استثمار أموالهم في السودان ..... مالكم كيف تحكمون!! أما أن الطيب مصطفي يري أن صاحبه أسحق لا يؤخذ كلامه محل الجد فهو يتعاطي أحوال المجانين والجنون فنون!! إلاّ تري معي أيها القاري أن منطقة الطيب لا يقف علي ساقين سليمتين أنه الحقد والكراهية يخشي الطيب ضياع ملك أبن أخته فهو يتقلب في نعمته فكل غايته استدامة الملك ويري في الشيخ حسن خطراً علي الملك هذه الفكرة تعشعي في عقل الطيب وتقضي مضجعه ، مسكين هذا الرجل ، فالشيخ حسن لا ينازع أبن أخته في كرسيه البائس فهذا الشيخ في واد وأنتم في واد والحمد لله الذي عافاه مما ابتلاكم به!!

    البلاد في خطر لا يماري في ذلك إلاّ من طمست بصيرته فالبلاد علي شعا جرف هار نسأل الله السلامة ، أما الواهمون من أمثال الطيب فسوف يستبينون النصح عند صبح الغد ولا ينفع ولات حين مناص ، نصيحتنا لهؤلاء دعوا الرجل وشأنه فهو قمة سامقة ينحدر منها السيل ولا يرقي إليها الطير من أمثال الطيب مصطفي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

    لسنا في حاجة إلي تعريف بالشيخ حسن فهو علم علي رأسه نار، فهو نموذج رائع من العلماء العاملين الذين يودون رسالتهم علي أكمل وجه لا يضرهم من ضل ونموذج يقتدي به وفي وقت ؟؟؟؟ فيه الغدوة الصالحة والكلمة الجريئة والمجابهة الصريحة في سبيل أملاء كلمة الله وهو أيضا طراز فريد يجب أن يستلهم سيرته في حياته المعصرة فهو نموذج رائع للسياسي البارع والعالم المستبر والاجتماعي المخلص فهو أمة في عصره أحيا الله به موات المسلمين فهو لم يتوقف مرة عن مصارعة الباطل والصرع بكلمة الحق مهما كلفه ذلك من المتاعب و؟؟؟؟؟ كفاح متواصل ونفس أبيه مترفعة عن حطام الدنيا،مثله مثل العالم الجليل الغرين سلام .... سأله يوما أحد تلاميذه عن خوفه من السلطان قدامي كالقط .....فهذا هو الشيخ حسن باختصار فأين إنت يا الطيب مصطف ..... أصحاب العقول يميزون ولنا عودة بإذن الله.

    بارود صندل رجب المحامي
                  

10-30-2010, 12:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    الوطني: ناتسيوس يسعى لزرع الفتنة داخل الحكومة
    السبت, 30 أكتوبر 2010 05:16
    الخرطوم : بكري خضر

    هاجم المؤتمر الوطني المبعوث الأمريكي الخاص السابق للسودان اندرو ناتسيوس واتهمه بالسعي لشق صف الحكومة وزرع الفتنة بين قيادات الحزب الحاكم على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن وجود عناصر موالية لزعيم المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي داخل الحكومة تسعى لتعطيل الاستفتاء. وقطع الأستاذ إسماعيل الحاج موسى القيادي بالمؤتمر الوطني في تصريح لـ (آخر لحظة) أمس بعدم وجود أي عناصر تابعة للمؤتمر الشعبي داخل الحكومة، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي يسعى من خلال ذلك التصريح لإحداث الفتنة بين قيادات الحزب الحاكم مؤكداً عدم وجود أي طابور خامس داخل المؤتمر الوطني ينتمي للمؤتمر الشعبي مطالباً الحكومة بعدم الالتفات لما أسماه بخطرفات المبعوث الأمريكي اندرو ناتسيوس الذي قال إنه يدعى المعرفة بالشأن السوداني.

    وجدد إسماعيل التزام حزبه بإجراء الاستفتاء في موعده دون الالتفات لأي ضغوط أمريكية أو أي جهة غربية متهماً المجتمع الدولي بالسعي لإحداث الفتنة في السودان.

    وفي السياق ذاته وجّه المؤتمر الشعبي انتقادات لاذعة لأندروناتسيوس ووصفه بالسطحي والهمجي وغير المُدرك ووصف ما قاله بأن أنصار الترابي يسعون لتقويض الاستفتاء بأنه محض افتراء ولا قيمة له لأنه يعلم مواقف المؤتمر الشعبي الواضحة تجاه الاستفتاء. وقال الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام لـ (آخر لحظة) أمس إن ناتسيوس يعرف الذي يخطط لعرقلة الاستفتاء وأضاف عليه أن لا يمضي في هذا الاتّجاه ونحذره من الاتّهامات التي لا تسندها حقائق وأكد عمر أن لا صلة لهم بالحكومة وأنهم مع الاستفتاء في موعده المعلن.

    اخر لحظة
                  

11-01-2010, 11:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    عشرون عاماً من السلطة
    مراجعات الحــركة الإســلامية الســـودانية...

    الصحافة
    1/11/2010

    مع اقتراب موعد الاستحقاق الاستفتائي مطلع العام المقبل في جنوب السودان ومنطقة آبي المتنازع عليها بين حكومتي الشمال والجنوب، تدخل الحركة الإسلامية في السودان مأزقاً جديداً في محاولة لتقويم مرحلة من السلطة تجاوزت العشرين عاماً في ظل احتدام الأزمات وتزايد الضغوطات عليهم (الإسلاميين) في موقع السلطة.
    الكتاب الذي يتضمن مراجعات إسلاميي السودان عبارة عن مشاركاتهم في موقع «إسلاميون» المتفرع من موقع إسلامي اندثر (إسلام أون لاين) قبل أن يجد طريقه للظهور مرة أخرى، ويلقي الكتاب الضوء على نشأة الحركة الإسلامية السودانية ومسيرتها التاريخية، وتأكيد أهمية تجربتها في العالم باعتبارها (اختباراً) لحلم (الدولة الإسلامية) الذي ظل يراود كل الحركات الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي، مع التركيز على قضيتي (التراجعات) و(المراجعات) التي صاحبت مسيرة الحركة.


    في تقديمه للكتاب يعتبر (حسن مكي)، وهو أحد أشهر مؤرخي الحركة الإسلامية في السودان، الحالة السودانية انتصاراً في تاريخ الحركات الإسلامية، وهي تختلف مثلاً عن الحالة المصرية التي قاست في مواجهة السلطة، فالإسلاميون في السودان نجحوا في الوصول إلى السلطة، وعليه فإن المراجعة سببها غنيمة الدولة، بينما المراجعة في الحالة المصرية سببها الهزيمة في حل معضلة الدولة.
    ويرى (مكي) أن مراجعات الإسلاميين في السودان حدثت لسببين أساسيين؛ أن بعض رجال الحركة الإسلامية وجدوا أنفسهم على هامش الدولة، والثاني أن مشروع الترابي في قيادة الحركة الإسلامية دخل في صراع مع نهج العسكريين في قيادة الدولة؛ ما أدى إلى «طلاق» دفعت ثمنه الحركة الإسلامية، إلا أن تحديات المرحلة التي تعيشها الدولة جعل خيار غالبية الإسلاميين المحافظة على مشروع الدولة.


    يستعرض الكتاب تاريخ الحركة الإسلامية السودانية ومسيرتها، ويؤرخ لتجربتها الطويلة في الحكم منذ أن كانت جماعة مستضعفة لا تعدو دور جماعة الضغط، إلى تحولها لتنظيم حديث يتمتع بدينامية وجاذبية للشباب والمرأة والمثقفين، ثم انتقل إلى جماعة تحمل السلاح لتغيير نظام الحكم، ثم إلى شريك في الحكم فتنظيم حاكم استولى على الحكم بقوة السلاح، وانفرد بالسلطة منذ عام 1989م.
    يقدم د.مصطفى إدريس، مدير جامعة الخرطوم والقيادي بالحركة الإسلامية، خلاصات فكرية في نقد تجربة السلطة محاولاً إيجاد تفسيراً للتراجع الذي أصيبت به الحركة بعد أن أصبحت في الحكم. ويرد تراجع الحركة إلى عدة أسباب منها: تأييدها لغزو الكويت، والعلاقة بين أهل الظاهر والباطن في الدولة والتنظيم، ومحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك عام 1995م، وتجذر الصراع الداخلي وصراع الأفيال في التنظيم والدولة، إلى جانب الآثار السلبية لشخصية الترابي المتفردة.


    فيما يعتقد حمد عمر حاوي أن الحركة الإسلامية بعد الحكم تخلت عن كل مبادئها، وانجرت وراء الواقع، وأن انشقاق الحركة بين الرئيس البشير والشيخ الترابي كان بمثابة «الرحمة»؛ لأن النظام كان يسير في اتجاه خاطئ، والانقسام حمله على المراجعة والتغيير. ويرى أحد مثقفي الحركة، د.محمد وقيع الله، أن الحركة الإسلامية السودانية حركة براغماتية أكثر منها فكرية، وقد حققت بعض أهدافها الكبيرة اعتباطاً دون الحاجة إلى فكر ونظر، وتبين أن قيادتها السياسية كانت تخشى من ظهور المفكرين بين جنباتها، فغلبت الوحدة السياسية على الفكرية، وتبع ذلك قصور واضح في اهتمام الدولة بالتعليم والثقافة، لكنه يصف التجربة والمشروع الإنقاذي بأنه قوي وناجح وفاعل، رغم أن الهدف المثالي لم يتحقق.
    يؤكد د.حيدر إبراهيم، رئيس مركز الدراسات السودانية بالخرطوم، في افتتاح القسم المتعلق بتقييم تجربة الحركة الإسلامية السودانية، أن مشروع دولة الإسلاميين قد سقط وأن أسباب السقوط تعود إلى أن الفكر الإسلامي عموماً لا يملك نموذجاً إرشادياً لشكل ومضمون الدولة، وأن الإسلاميين السودانيين عجزوا عن التأسي بروح نموذج «مجتمع المدينة»، ما يجعل الإسلاميين أسارى الوعي العربي القديم للدولة والسلطة.
    ويعزو الطيب صالح سبب إخفاق الحركة في الحكم إلى أنها استولت على السلطة بتصور يقيني بأن لها سلطة أخلاقية ووطنية ليست عند الأحزاب الأخرى، وأنها اتخذت مواقف في العمل السياسي والنهضوي تتنافى مع طبيعة الأشياء ومسيرة التاريخ.


    خصوصية الحركة الإسلامية في السودان فرضت على المراجعين اختيار مرحلة تاريخية محددة في مسيرة الحركة، وهذا ما أظهر اتجاهين، الأول أطلق عليه كتاب المراجعات «اتجاه المراجعات الجذرية» الذي يرى أن مشكلة التنظيم ترجع إلى أخطاء البدايات، والثاني «اتجاه المراجعات الهيكلية» الذي اهتم بنقد وتقويم تجربة الإسلاميين في الحكم، وكانت أهم قضايا السجال بينهما العلاقة بين الحكومة والحركة، والتوفيق بين القيادة السياسية للدولة التي يتولاها أحد أفراد الحركة الإسلامية، وهو الرئيس البشير، والقيادة الفكرية والتنظيمية التي كان يتولاها الشيخ حسن الترابي.

    فضلاً عن قضايا المقاربة بين التجربة الإسلامية الراشدة للحكم، وقضايا الإصلاح السياسي الراهنة كالحكم الراشد، والشفافية، والحرية، وحقوق الإنسان.
    يتتبع د.التيجاني عبد القادر جذور الأزمة التي ضربت الحركة الإسلامية بعد استيلائها على السلطة، وينعي على الحركة تخليها عن دورها التجديدي الفكري بعد انشغالها بالحكم، فلم تستطع أن تحول «محنة» انشقاقها بين البشير والترابي إلى «منحة». فيما يؤكد د.غازي صلاح الدين أن المشكلات الراهنة التي تواجه تجربة الحركة الإسلامية لا يمكن تلخيصها في أنها مشكلة قيادات، بل تسري في البنيات التنظيمية والأفكار والنظريات، وفي سلوك القاعدة والمؤسسات الشورية والقيادية والتنفيذية وتقاليدها الموجهة.
    يركز القسم الأخير من الكتاب على الإطار النظري لإسهامات الإسلاميين في استشراف مستقبل حركتهم، وعلى المحاولات العملية لتجاوز واقع الانقسام والتراجع. ويقدم د.قطبي المهدي، أحد أبرز قادة الحزب الحاكم، ورقة تفصيلية حول التحديات التي تهدد الحركة في مستقبلها القريب، ويؤكد أن أي محاولة لحشد الحركة حول هياكل فارغة تفتقر للرؤية الشرعية الصحيحة والتاريخية السليمة لا يمكن أن تصنع حركة فاعلة، وإن أي قيادة كارزمية لا تملك مثل هذه الرؤية لن تستطيع بعث الحياة في الحركة.


    محاولات الكتاب لاستكناه طبيعة تجربة الحركة الإسلامية في الحكم بعد أكثر من عشرين عاماً على التمسك بالسلطة جاءت منقوصة في ظل عدم وجود آراء من خارج بنية الحركة لتقييم التجربة، ولا نعني بذلك العلمانيين أو الليبراليين أو حتى اليساريين فحسب، بل الإسلاميين من خارج الحركة الإسلامية في السودان، كما أن العوامل الخارجية التي تمثلت في التدخل الخارجي والحروب الأهلية التي انغمست فيها السلطة الحاكمة في جميع أرجاء السودان الأربعة، والأزمات الاجتماعية الداخلية لم تنل نصيبها من تسليط الضوء عليها وعلى منعكساتها على تجربة إسلاميي السودان الذين فشلوا في تجسيد حلم جميع الحركات الإسلامية في الوصول الحكم وإصلاح المجتمع والسياسة، في الوقت نفسه.
    كاتب وباحث
                  

11-02-2010, 10:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    ظل الطيب مصطفى منذ وقت طويل يهمز ويلمز فى المجموعة الاخرى او التيار الاخر داخل المؤتمر الوطنى وهو التيار الذى يناوىء تيار الطيب ونافع واعنى المجموعة التى يقودها على عثمان المسمى بمجموعة نيفاشا
    شوف الطيب وهمزه ولمزه الذى لا ينتهى هنا
    قال

    جون كيري رجل الكونغرس الأمريكي القوي إنه تلقّى ضمانات مكتوبة بل «رسالة مكتوبة بعبارات واضحة تؤكِّد أن حكومة السودان تلتزم بإجراء الاستفتاء في جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل»، ولم يصدُر نفيٌ لهذا الخبر من أي مسؤول حكومي.. كيري قال هذا الكلام من الخرطوم، ولم يطلب إليه أيٌّ من المسؤولين الذين قابلهم أن يكتُب هو تعهداً بأن ترسيم الحدود وحل مشكلة أبيي بما يضمن حقوق المسيرية سيتم قبل إجراء الاستفتاء، كما لم يطلب منه أيٌّ من المسؤولين الذين جلسوا أمامه وكتبوا «الرسالة ذات العبارات الواضحة» بأن يفعل مثلها حتى نصدق قول أمريكا هذه المرة بأنها سترفع العقوبات فور إجراء الاستفتاء بالرغم من علم الجميع أن أمريكا تكذب وتتحرى الكذب حتى كُتبت عند الله كذابة، وبالرغم من علم من هللوا وكبَّروا بأن «أمريكا هذه المرة ستفي بتعهداتها»... هذه المرة... يا سُبحان الله!!


    وقال الطيب فى همزه ولمزه

    ومن الذي كشف الغيب أن أمريكا وقد كذبت عليكم وخدعتكم أكثر من مرة وأشعلت دارفور وزادت من العقوبات بدلاً من إلغائها أو تخفيفها... ستصدُق هذه المرة؟! هل تلقيتم رسالة منها كالتي وقّعتموها لها بأنكم ماضون في تنفيذ طلباتها؟! هل تلقيتم «رسالة مكتوبة بعبارات واضحة» أنها لن تخدعكم كما فعلت عقب نيفاشا وكما خدعتكم كذلك عقب أبوجا التي تعهدت خلالها شفاهةً بأنها ستُجبر الحركات المتمردة على الإذعان والانخراط في ركب السلام فور توقيع أبوجا فإذا هي تحرضها على التمرد وتختلق عصا أوكامبو بديلاً لجزرة وعودها الكاذبة حتى ترفعها في وجه السودان للحصول على مزيد من التنازلات..

    متى كانت فضيلة الصدق خُلُقاً عند أمريكا حتى توقعوا لها المواثيق وهي الأجدى بالتوقيع بل هي التي ينبغي أن لا تُصدَّق حتى إن وقَّعت على تعهدات مكتوبة... هل صَدَقَت أمريكا في حربها على العراق؟! هل تحلَّت بالأخلاق في أيِّ يوم من الأيام وهي التي تتكشف مخازيها وفضائحها كل ساعة كما كشفت وثائق ويكي ليكس مؤخراً وكما تفجَّر من فضائح أبوغريب والفلوجة في العراق وسجن باغرام في أفغانستان؟!



    وقال الطيب هنا وهو بيت القصيد


    معذرة قرائي الكرام فما كان ينبغي أن أكتب عن تأبط جون كيري تعهداً مكتوباً بقيام الاستفتاء بدون أن ترسَّم الحدود قبل أن يقفل راجعاً إلى بلاده بعد أن أكد الأستاذ علي عثمان محمد طه أن الحكومة وافقت على إجراء الاستفتاء في موعده المضروب الذي أعلم أن وفد السودان برئاسة نائب رئيس الجمهورية قد تعهد به في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل رجوعه إلى السودان لكني فقط أردت أن أعبِّر عن الحزن أن الإرادة السياسية أصابها الخور لدرجة أن أمريكا باتت تتعامل معنا كما تتعامل مع دولة مستعمَرة حيث يروح مبعوثوها ويغدون ويصولون ويجولون ويفرضون إرادتهم علينا ويوجهون لنا من الإهانة ما يندى له الجبين وهل أدل على ذلك من ترفعهم عن مقابلة رئيس الجمهورية تواطؤًا مع محكمة الظلم الدولية التي نصبوها سيفاً مسلطاً على رقابنا بعد أن تمنعوا من إخضاع حتى جنودهم لسلطتها؟[/B]
                  

11-06-2010, 02:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    اللعب بالنار!! «2»
    الكاتب الطيب مصطفى
    الخميس, 04 نوفمبر 2010 08:


    استدعينا في مقال الأمس اعتداء الجيش الشعبي على منطقة الزمالي بولاية سنار يوم السبت الماضي بالرغم من أنها ليست من المناطق الحدودية الملتهبة التي يدور حولها التفاوض لنقول إن إجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود عبارة عن لعب بالنار وإيذان بتجدد الحرب ليس من منطقة واحدة كما هو حال نزاع الهند والباكستان حول منطقة كشمير التي تشبه إلى حد كبير مشكلة أبيي. وتساءلنا عن السبب في عدم توحد الرؤية في القضايا الجوهرية والمصيرية داخل الحزب الحاكم بين صقور مبعدين بالرغم من أن الظرف السياسي لا يقتضي غير الصقور الجوارح وحمائم «طيبة» هي التي تتولى اليوم أمر تقرير مصير الشمال وتجلس إلى الشيطان باقان وإلى داعميه من الأمريكان الذين استخدموا مع هذه الحكومة كل أسلحة الدمار الشامل من ترهيب وإذلال وإهانة بلغت درجة استخدام العصا التي ظلوا يهشّون بها على «أغنامهم» فتتمايل يميناً ويساراً في ذلة وانكسار.

    بربكم هل من استفزاز أكبر من أن تنصب أمريكا مبعوثاً من لدنها يأمر وينهى ويقابل من يشاء متى شاء ويترفع عن مقابلة رئيس الجمهورية بالرغم من أنه مبعوث رئاسي؟! كيف نسمح لهذا المخلوق وغيره من المسؤولين الأمريكان أن يقابلوا موظفي الرئيس ويعزلوا الرئيس داخل حرم الرئيس؟! أما كفانا إهانة عزلهم للرئيس من اللقاءات الخارجية؟! كيف نتيح لأمريكا ولغيرها أن «تبرطع» داخل أرضنا بهذه الطريقة ولا نشعر ــ مجرد شعور ــ بأن في هذا انتقاصًا لسيادة البلاد؟! ما هو الفرق بين غرايشون وجون كيري ودانفورث ووليامسون وبريمر الذي حكم العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق؟!

    إنني أسأل أولاً المجاهدين أصحاب الشهيد علي عبدالفتاح: أين أنتم يا من كنتم تواجهون أمريكا بخيلها وخيلائها وتقهرون الأعداء القادمين من تلقاء الشرق والجنوب وتمنعون قرنق من أن يطمع ــ مجرد طمع ــ في عاصمته جوبا التي دخلها بعد ذلك عن طريق التفاوض بل دخل الخرطوم فاتحاً في أول معركة يحقق فيها العدو نصراً بلا حرب بعد أن كان مهزوماً مقهوراً.

    أين نحن اليوم والأنجاس يجوسون خلال الديار من أيام العزة تلك التي كنا نتغنى فيها ونتحدى: «الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا» تلك الأناشيد التي سخر منها أحد المفاوضين من حمائمنا في لقاء جمعهم قبل أيام بالقطاع الصحي بالمؤتمر الوطني؟!

    لقد أضحى رضا أمريكا فردوساً أعلى بالنسبة لبعضنا نلهث في سبيله ونُذل ونُهان ونحبو ونتضرع ونتهجد... أشرك بعضُنا أمريكا بالله العزيز حتى ظنوا أن عندها مفاتح الغيب وأنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهي رابعتهم ولا خمسة إلا وهي سادستهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهي معهم أينما كانوا وأن سعادة الدنيا والآخرة لا تتحقق إلا برضاها وأن رفع عصاها عنا يستحق أن نبذل له كرامتنا ونمرِّغ له أنفنا في التراب!!

    يحدث ذلك بالرغم من أنها لم تُخفِ عداءها لنا وظلت تُلحق بنا الإساءة وتهدِّدنا من داخل أرضنا وتأمرنا وتوجِّهنا وها هي تعلن على رؤوس الأشهاد أنها تجدِّد العقوبات عاماً آخر فماذا بقي للحمائم الذين منّونا بأن أمريكا «جادة هذه المرة»!!

    لماذا تصر أمريكا وابنتها المدللة الحركة الشعبية على إجراء الاستفتاء بدون أن تُرسَّم الحدود بالرغم من علمها أن ذلك يعتبر قنبلة موقوتة بل أكثر؟! لماذا يُفصل بين دولتين لا أحد يعرف حدودهما.. دولتين تضمر إحداهما الشر للأخرى مستعينة بدول لا يشك «حمار» في أن لديها أجندة شريرة تجاه الشمال؟! بل لماذا تحشر أمريكا نفسها حتى في ازدواجية المواطنة ويطالب مبعوثُها ومن الخرطوم في نفس اليوم الذي جدّدت فيه عقوباتها بأن يُمنح الجنوبيون حق الإقامة في الشمال بالرغم من علمه أن ذلك يعتبر سابقة لم تتكرر في التاريخ؟!

    اقرأوا بربكم مانشيت صحيفة الحركة الشعبية والحزب الشيوعي «أجراس الحرية» يوم الثلاثاء الماضي: «غرايشون يطالب الخرطوم بعدم انتزاع حق المواطنة من الجنوبيين حال الانفصال»!!

    بربكم من الذي أعطى هذا الحقير الحق في أن يطالب بما طالب به ولمصلحة من ولماذا يريد ذلك وبأي وجه أو مبرر يفعل؟!

    من تُراه جرّأ هؤلاء الأنجاس علينا غير تخاذلنا وانكسارنا وهواننا على أنفسنا؟! من تُراه نزع منا مجرد الشعور بأن كرامتنا تُهدر وسيادتنا تُنتهك وعزتنا تُمرَّغ في التراب؟! أين نحن اليوم وكيف كنا قبل نيفاشا؟!

    هل تعلمون أن «أجراس الحرية» صدرت قبل عدة أشهر «قبل الانتخابات» بمانشيت يقول إن جيندي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية أيام الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن صرحت بأن أحد من يتولون التفاوض اليوم ــ وأشارت إلى اسمه صراحة ـ هو رجل أمريكا في السودان؟!

    دعونا لا نصدقها.. لكن ألا ينبغي أن نأخذ حذرنا ونستبعد ـ لمجرد الشك ـ من ثار حوله كلام؟!

    بربكم ما الذي جعل حواء السودان تعقم لدرجة أن نفس الوجوه التي ورّطتنا في نيفاشا التي نطعم من زقومها اليوم هي التي تتولى أمر التفاوض من جديد مع أمريكا بل إن بعضهم ثار على الترابي وقاد مذكرة العشرة التي شقَّت الإسلاميين وجعلت بأسهم بينهم شديدًا حتى فَجَروا في الخصومة واستخدموا المحرمات ضد بعضهم البعض وخرج بعضهم على المسلمات وبات يستعين بالشيطان في سبيل القضاء على الآخر وكانت بداية الكارثة التي تفتك بالإنقاذ اليوم.. قاد تلك المذكرة بحجة انعدام الشورى التي لا تعني في عُرفه إلا أن يكون هو و«الشلة» من يقررون مصير السودان والأجيال القادمة من قبل نيفاشا وحتى اليوم وإلى يوم القيامة!!

    لقد فقدنا البوصلة عندما أشركنا أمريكا بالله وجعلنا «رضوانها» هو الغاية حتى لو تبوّلت على رؤوسنا وركنّا إلى رضاها لا إلى رضا الله العزيز الجبار وأصبحنا نسارع فيها نقول نخشى أن تصيبنا دائرة.

    إن الأمر بيد الرئيس فهو الوحيد الذي بمقدوره أن يستعيد البوصلة ويوجهها الوجهة الصحيحة وآن الأوان لأن ننتصر لكرامتنا ونغلق الباب في وجه أمريكا ومحبي أمريكا بالداخل فوالله لن تزيدنا إلا خبالاً فماذا بربكم ننتظر منها وقد جددت العقوبات علينا؟! ماذا ونحن نعلم بل نوقن أنها ليست محايدة بيننا وبين الحركة الشعبية بعد أن أعلنت عن ذلك صراحة وأنها لن تُكسبنا عافية؟!

    سؤال أخير... ما الذي يصيبنا لو قمنا اليوم بطرد المبعوث الأمريكي واتجهنا إلى الله القوي طالبين منه النصرة؟! هل تعلمون قرائي الكرام أن خطاب أوباما الذي جدَّد فيه العقوبات قال: إن «السودان يهدد الأمن القومي الأمريكي»؟!
                  

11-07-2010, 08:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)



    وصف الدستور الحالي بـ«الكلام الفارغ»

    الترابي:منح دارفور نسب نيفاشا سيحل الأزمة


    الخرطوم : سامي عبد الرحمن: حذر الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، الدكتور حسن الترابي، من تداعيات ومخاطر وصفها بالمحدقة على البلاد في الفترة القليلة المقبلة، ورجح انقسام السودان الي ثمانية اجزاء حال انفصال الجنوب،واكد ان الحكومة ستتوجه لفرض المزيد من الضرائب لسد العجز في الإقتصاد القومي بعد عملية الانفصال، وتوقع خروج الشعب السوداني على الحكومة على شاكلة اكتوبر وابريل بسبب ما اسماه باليأس من الحكم النيابي الحالي.


    واعتبر الترابي، في تصريحات صحفية عقب عودته من زيارة خارجية شملت المانيا وفرنسا وقطر، أن المخرج لقضية دارفور يكمن في ان يمنح الاقليم ذات النسب التي منحت في نيفاشا للجنوبيين، مبينا انه حال منح دارفور نسب نيفاشا فستحل الازمة بصورة نهائية، ورأي ان هناك ازديادا في نسبة الوعي لدى السودانيين حول مخاطر الانفصال أكثر من أي وقت مضى.


    ورأى ان عملية انفصال الجنوب ستقود الى انقسام السودان الى ثمانية اجزاء، وحذر من تداعيات تطال الشرق والغرب، واشار الترابي الى وجود اعداد كبيرة من الجيوش غير النظامية في كثير من مناطق السودان خاصة في العاصمة وفي شمال كردفان، ودعا المؤتمر الوطني الى ضرورة الاستفادة من تجربة الجنوب في الحوار الجنوبي الجنوبي والدخول في حوار شمالي شمالي، وشن هجوماً عنيفاً على الدستور القومي للبلاد ووصفه «بالكلام الفارغ»، ووصف حكومة الإنقاذ بغير العاقلة، وعديمة المؤسسات.
    ونفي الترابي بشدة عقد لقاء مع الرئيس عمر البشير في دولة قطر، واشار الى انه حضر الى الخرطوم بعد معرفته بسفر الرئيس البشير الى الخارج، وقال ان الولايات المتحدة تريد اجراء الاستفتاء في موعده لاكمال عملية الانفصال والاستفادة من مياه النيل مع اسرائيل.

    ---------------------
    الشيخ ابراهيم السنوسي في س وج مع (الصحافة):

    المؤتمر الشعبي لن يصـمت على إهانتي بمصر


    حاورته: صباح أحمد: ٭


    رغم أن زيارة الشيخ ابراهيم السنوسي القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية إلى القاهرة كانت ذات طابع اجتماعي بحت إلا أنها انقلبت فجأة إلى حدث سياسي.. ربما كان للأجواء والاوضاع الملبدة بغيوم الانتخابات وما يتردد عن موقف الاخوان المسلمين بالقاهرة ثم اعتقال بعض قياداتها واطلاق سراحهم مؤخراً كان لها تأثير ربما يجعل الأمن المصري حذراً في التعامل مع أي قيادي إسلامي من دولة أخرى تطأ أقدامه مطار القاهرة..
    ٭ وقد تكون هناك أسباب أخرى لا نعلمها.. لكن بالتأكيد أن الشيخ السنوسي رفض التعليق على أن يكون سبب احتجازه في مطار القاهرة وترحيله للخرطوم بسبب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك باديس ابابا في1995م .(الصحافة) ولاستجلاء القضية بابعادها المختلفة استنطقت الرجل فماذا قال؟!
    ٭ حمد لله على السلامة يا شيخ السنوسي.. ما هذه الأخبار المزعجة؟!!
    - (يرد ضاحكاً)
    بالعكس.. انها أخبار تسر للغاية ولا تُحزن..
    ٭ وكيف ذلك؟!!
    - الجديد في الأمر اننا عرفنا ولأول مرة اننا ممنوعون من دخول الأراضي المصرية.. اكتشفت هذا في رحلتي الأخيرة إلى القاهرة لكنه كان اكتشافاً متأخراً للأسف..
    ٭ ما هو أصل الحكاية بالضبط؟!!
    - جئت برفقة زوجتي من العاصمة التركية استانبول إلى القاهرة لزيارة ابنتنا وتفقد أحوالها ومعرفة آخر أخبارها في زيارة كنا نريد لها أن تكون اجتماعية خالصة سريعة وخاطفة وليست لها أي أبعاد سياسية لكن يبدو ان الاخوة المصريين كان لهم رأي آخر.
    ٭ ما الذي حدث لكم في مصر؟!!
    - عندما وصلنا مطار القاهرة تم السماح لزوجتي بالمرور والدخول، لكن حينما جاء دوري أوقفوني جانباً لبعض الوقت دون ابداء أي أسباب لهذا الاجراء وبعد قليل تم اقتيادي من صالة الوصول إلى مكتب تابع للجوازات.. وحتى تلك اللحظة لم أكن أعلم أو أفهم (حاجة) إلى أن أبلغني أحد ضباط الأمن بأني ممنوع من دخول الأراضي المصرية!! وبالتالي فأنت في حالة احتجاز وتوقيف.. فرددت عليه بالقول (مافي أي مشكلة.. برجع بلديّ!!).
    بعدها وحينما تطاول أمد الاحتجاز طلبت منه اجراء بعض الاتصالات لكنه رفض ذلك أنني ممنوع من اجراء أي اتصال أو التحدث مع أي شخص..
    ٭ وبعدها يا شيخنا؟!!
    هذا بالضبط كان السؤال الذي طرحته على نفسي وأنا محتجز بمكتب الأمن.. طلبت من ضابط الأمن السماح باحضار بعض المشروبات والأكل لكنه أجابني في صرامة بأن (أجيبها بطريقتي).. سألته كيف ذلك وأنا محبوس؟!! فجاء الرد «دي مشكلتك أنت ما مشكلتي»..
    «الطريف في الأمر أن الشيخ ابراهيم السنوسي وخلال اجابته على أسئلتي كان يحاول تقليد ومحاكاة اللهجة المصرية في حواره مع ضابط الأمن المصري»!!
    ٭ ماذا بخصوص السيدة حرمكم... أين هي من كل هذه الاحداث؟!
    - قال ليّ ضابط الأمن انها يمكن أن تدخل القاهرة فلا علاقة لها بقرار التوقيف.. فسألته.. تدخل كيف وأنا محبوس؟!! فقال ليّ تجي نحبسها معاك ولا ايه؟!!
    في الآخر أحضرت لي زوجتي أكلا وشرابا فطلبت منها أن تخرج لاخطار من ينتظروننا في صالة استقبال المطار بما حدث حتى يعلموا بالأمر وبالفعل ذهبت وأخبرتهم بما جرى.. كان ذلك بعد ثلاث ساعات ونصف منذ بداية احتجازنا..
    ٭ وكم كانت مدة احتجازكم؟!!
    - منذ الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الساعة الثانية عشرة مساء..
    ٭ وطيلة هذا الوقت ألم تسأل عن سبب هذا الاجراء؟!
    - سألت طبعاً لكن كانت الاجابة انني ممنوع من دخول الأراضي المصرية فقط دونما توضيح آخر.
    ٭ هل تعتقد ان للمسألة علاقة بالمحاولة القديمة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك؟!!
    - هذا السؤال من الأفضل أن يوجه للمصريين فهم من قاموا باحتجازي وليس أنا.. لكني أبداً لن أعطي أي تفسير أو مبررات أو أسباب خاصة بالمسألة ولن ألصق أي تهمة بنفسي.. فالاجابة عندهم وحدهم..
    ٭ ما هو موقف المؤتمر الشعبي من هذه الحادثة؟!
    - لم نبت في ذلك ولم نقرر حتى الآن..
    لكني أعتقد جازماً ان الحزب سيكون له رأي واضح وموقف حاسم حول هذا الأمر فمن تم توقيفه بهذه الصورة المهينة هو رمز من رموز المؤتمر الشعبي.. وأتوقع صدور القرار بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب، لكن في تقديري ان الحكاية لم تكن تستحق كل هذه الضجة التي أحدثها المصريون.. فطالما أنت اعتقلتني لمدة تزيد عن نصف اليوم وارجعتني إلى بلادي فأنت بالضرورة مطالب ومساءل أمام الرأي العام المصري والسوداني على حدٍ سواء بتوضيح أسباب هذا الاجراء بشكل مقنع.. ولم يكن من مصلحة المصريين بأي حال من الأحوال القيام بمثل هذه التصرفات المشينة.. فغض النظر عن انتمائي الحزبي أنا مواطن سوداني وكان يفترض أن تكون علاقة الحكومة المصرية مع كل الشعب السوداني وليس مع منسوبي المؤتمر الوطني فحسب..
    ٭ هل تعتقد ان هذه المسألة لها علاقة بالمؤتمر الشعبي أو مواقفه داخلياً وخارجياً؟!!
    - نحن لسنا مُصنفين.. وأنا على وجه الخصوص لم يصدر أو يبدر مني (لا تصريحاً ولا تلميحاً) ما يسيئ إلى مصر لا حكومتها ولا شعبها.. وفيما بعد سوف أقول حاجات كثيرة جداً أنا قمت بها كانت تصب في مصلحة مصر..
    ٭ حاجات كثيرة ذي شنو؟!!
    - (يرد بسرعة)
    - «ما داير أقولها الآن.. واحدة واحدة.. لمن أوزنها ويجئ الوقت المناسب حأكشفها ليكم».
    وعلى كل حال أي دولة حرة في مواقفها تجاه الآخرين لكن أنا كنت ماشي زيارة اجتماعية عادية لابنتي وهم أرادوها غير ذلك.. فحوالي 22 سنة لم أزر مصر.. «عملت ليهم شنو عشان يعملوا فوقي كده»؟!!


    الصحافة


    7/11/2010
                  

11-20-2010, 02:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    السنوسي استبعد الخطوة في الوقت الحالي

    معلومات عن ترتيبات للقاء بين البشير والترابي عقب العيد


    الخرطوم : مي علي:

    علمت «الصحافة» من مصادر موثوقة، تحرك بعض القيادات النافذة داخل حزب المؤتمر الشعبي مع قيادات أخرى في حزب المؤتمر الوطني لترتيب لقاء يجمع الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي عقب عودة الرئيس من أداء مراسم الحج.
    وأكدت المصادر ، ان مستجدات الوضع الراهن بالبلاد وخلافات الشريكين حول العديد من القضايا من دواعي ترتيب اللقاء .
    وأوضح المصدر ، ان القيادات الحزبية الساعية لترتيب اللقاء ترى امكانية مساهمة الترابي في اعادة رئيس حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم لمسار العملية السلمية ، ووضع حد لمشكلة دارفور، الى جانب قيادة مبادرات لوضع حلول لخلافات الشريكين ، لكن مساعد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي، استبعد اجراء ذلك اللقاء في الوقت الحاضر، وقال لـ« الصحافة » انها مجرد ادعاءات وأماني من بعض المشفقين على مستقبل البلاد ومستقبل جنوب السودان بعد اجراء الاستفتاء ، مؤكداً ان لا سبيل لوحدة الحركة الإسلامية السودانية في الوقت الراهن وبالمعطيات الحالية ، وأشار لعدم وجود مساعي أي من القيادات من الحزبين .

    قال إنهم في المؤتمر الشعبي كانوا يتفرجون

    الحاج آدم : المؤتمر الوطني لم يعرض عليَّ منصبا أو مالا


    الخرطوم - صباح أحمد:

    دافع القيادي الإسلامي الدكتور الحاج آدم يوسف عن تخليه عن حزب المؤتمر الشعبي وانضمامه إلى حزب المؤتمر الوطني وأقسم بالله ان قادة الحزب الحاكم الذين حاوروه نحو عامين لم يعرضوا عليه منصبا أو مالا.
    وقال الحاج آدم في حوار مع «الصحافة» ينشر لاحقا إنه وجد اتفاقا في كثير من مواقفه ورؤاه مع قيادات المؤتمر الوطني الذين حاوروه ولمس فيهم جدية لمساندة قضايا الوحدة والسلام،ووجد نفسه ملزم شرعا بوضع يديه مع أيديهم وتناسي الخلافات السابقة والعمل بصدق لمصلحة البلاد،ودعا القيادات السياسية بكافة انتماءاتهم إلى تجاوز المرارات لتأمين الوحدة.
    وأوضح يوسف انه لم يشاور أحدا من قيادات المؤتمر الشعبي في موقفه، وقال انهم كانوا يتفرجون في ما يجري والبلاد تمور بالأحداث والتطورات،مؤكدا أن من حقه تنظيميا أن يدعو إلى قناعاته حتى في داخل المؤتمر الشعبي، لافتا إلى انه لا يرى حرجا في موقفه لأنه لم يكن هناك شيء تحت الأرض أو من وراء ستار.
    واقسم يوسف بالله انه طوال حواره مع قيادات المؤتمر الوطني لم يعرضوا عليه مالا أو منصبا ،واعتبر موقفه بالانضمام إلى المؤتمر الوطني طبيعيا وقال ان المؤتمر الشعبي ينبغي ألا ينتقد موقفه السياسي لأنه لم يفعل أمرا خاطئا ، ورأى أن المرفوض هو الخيانة أو عقد اتفاقيات سياسية سرية، وتابع»وهذا لم يحدث».
    وأضاف انه تلقى اتصالات من قيادات وعناصر في المؤتمر الشعبي ذكروا له انه كان ينبغي أن يبلغهم بموقفه الأخير قبل إعلانه حتى يتخذوا ذات الخطوة لو اقتنعوا بطرحه ورؤاه وتوقع أن يلتحق به آخرون، مشيرا إلى انه سيطلع قواعد إسلامية على موقفه ولن يستثني حتى المؤتمر الشعبي.


    الصحافة


    15/11/2010
                  

11-20-2010, 04:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    الشعبي) يتوقع تعيينه حاكماً لإقليم دارفور
    الحاج آدم يوسف.. من متهم هارب إلى قيادي بالحزب الحاكم!

    2010/11/14 - 08:59


    اتخذ قراره ومضى إلى مزرعته في ولاية جنوب دارفور غير مبالٍ وترك الأسئلة حائرة لدرجة أن الغبار بدأ يتراكم حوله بمعدلات مختلفة. فما الذي أراد أن يفجره رئيس قسم الهندسة الزراعية بجامعة الخرطوم الحاج آدم يوسف من أسئلة؟ هل تأزم موقف مسؤول ملف المناطق المتأزمة بالمؤتمر الشعبي بعد أن سُرق حلمه بالفوز بمنصب والي جنوب دارفور فآثر الخروج؟ هل قرر في ذروة انشغال المسلمين (بطلوع) (عرفات) أن (يطلع) هو وينسل من تحت خيوط (جلباب) الشيخ الترابي؟ هل أراد الحاج آدم يوسف أن يمرر الاتهامات من تحته وفي عيونه براءة الأطفال حتى ولو ظن البعض أنه تعرض إلى عملية إغراء سياسي؟
    الراجح أن طبيعة الانتقال أو الرجعة للبيت القديم، كما أراد أن يسميها هو، لم تكن مفاجئة لحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابي، وإنما كان التوقيت هو المدهش؛ لجهة أن القرار خلّف عواصف من ردود الأفعال العنيفة.

    المؤتمر الشعبي في أول ردة فعل له اختزل توصيف عملية الانتقال بأنها تعود لظروف شخصية تخص الحاج آدم يوسف نفسه دون أن يفصح عنها. وقال أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي، بشير آدم رحمة، لـ(الأهرام اليوم) إن الشعبي يتعامل مع الخطوة في سياق الحرية الشخصية وللحاج الحق في الانضمام للحزب الذي يراه مناسباً. لكنه عاد واستدل بالمثل (الضراء ولا الغصب) ووسمه به وقال إن الحاج أخذ قدحه وذهب ليتذوق (مُلاح) المؤتمر الوطني عسى أن يجده طاعماً؛ فالحكومة غنية و(الشعبي) فقير وللحاج أن يختار! ######ر رحمة من حديث الحاج آدم بأنه لم يجد الشورى في الشعبي، وقال إذا لم يجدها عندنا فكيف سيجدها في (الوطني)؟ وأضاف: نفس هذا الحديث كان يردده بدر الدين طه في الماضي واليوم هو نادم على الانضمام لـ(الوطني) و(سافي التراب) ـ على حد وصفه ـ والحاج نفسه سيندم، وأضاف أن الحاج آدم لم يستقل من المؤتمر الشعبي وكل ما ردده هو حديث شخص (متحجج)، وأردف أن المؤتمر الشعبي في نفس اليوم الذي انتقل فيه الرجل للحزب الحاكم دخل عدد كبير من شيوخ ورجال ولاية نهر النيل إلى المؤتمر الشعبي وجلسوا مع الترابي حتى اذان المغرب مضيفاً أن الحاج قد تكون له ظروفه الخاصة ولكن من باب الحريات نقول له ربنا يوفقك بالرغم من أن الوقت غير مناسب ومثل هذا الانضمام يجعل المؤتمر الوطني يشعر بأنه على حق وهو غير ذلك بدليل أنه يقود البلاد باتجاه انفصال الجنوب وانفصال دارفور.



    من جانبه كشف قيادي بالمؤتمر الشعبي ـ فضل حجب اسمه ـ أن قادة (الوطني) يعتقدون أن الحاج آدم يوسف هو المسؤول العسكري لـ(الشعبي) وقد صدرت الأوامر لهم باستقطابه حتى يجرد الحزب من رجاله، وهي مجرد (أوهام) ـ على حد وصفه. وقال المصدر إن الخيار الآن هو تعيين الحاج آدم يوسف حاكماً لإقليم دارفور بعد أن فشلت صفقة (السيسي) في مفاوضات الدوحة.


    القيادي بالمؤتمر (الوطني) الحاج آدم يوسف غادر الخرطوم صباح أمس (السبت) إلى محلية عد الفرسان بولاية جنوب دارفور لمباشرة العمل في مزرعته الممتلئة بالبطيخ والفول على أمل أن يعود للخرطوم يوم غدٍ (الاثنين). ولكن الحاج وضع النقاط على الجمل الهاربة بالقول إنه لم يتعرض لإغراء، وقال لـ(الأهرام اليوم: «أنا ما رجعت عشان منصب ولا حصل دار بيني وبين قادة (الوطني) كلام في هذا الاتجاه؛ وإنما عدت بسبب تطابق المواقف». ######ر الحاج من الذين يتهمونه بأنه تعب وقال هؤلاء يزايدون، وأضاف أن المؤتمر الوطني ليس كله صحيح ولا كله خطأ، فالصحيح ندفعه والخطأ نعمل على معالجته خاصة وأن الأخ الرئيس أبدى موافقة بأنهم على استعداد لقبول أي مواضيع تطرح للشورى، وقال إن أكثر ما كان يشغله في الماضي هو كيف يحكم السودان وضرورة إعادة النظر في طبيعة الحكم ومشاركة أبناء السودان في إدارة شؤون البلد، وزاد بأن الخطوة الجريئة التى اتخذها الرئيس في تكوين الحكومة كانت مؤشراً جيداً واستعداداً لمشاركة أبناء دارفور، ولكنه استدرك قائلاً «أنا لست متعنصراً لدارفور ولكنني أدعم أية خطوة لإشراك أبناء السودان دون عزل في مؤسسات الدولة».


    من هذا الرسم يبدو أن الحاج آدم يوسف كان يبحث عن معادلة أفضل لتوزيع السلطة بين أبناء السودان. ولكن كيف تستقيم هذه المطلوبات مع تعثر المفاوضات في الدوحة؟ وهل يعني منصب نائب الرئيس للرجل مثلما يعني لخليل إبراهيم؟ هذا المطلب يختلف فيه الحاج آدم الذي يرى أن منصب نائب الرئيس ملك للجنوبيين في الوقت الحالي وليس من الحكمة أن يكون هنالك نائبان والبلد في منعطف حرج حيث يعمل الجميع على أن يظل السودان موحّداً، ويضيف: إذا انتهت دورة سلفاكير بعدها يمكن أن ينظر في طبيعة إشراك دارفور في منصب نائب الرئيس، واستطرد أن منصب نائب الرئيس بدون سلطة لا يعني شيئاً وأفضل منه أن تكون السلطة في يد شخص آخر يستطيع أن يصدر القرارات، وقال إن مطالب خليل واضحة ولا يمكن النظر فيها من دون مفاوضات، وأشار إلى أن عدداً من قيادات الشعبي اتصلوا به وطالبوه بإرجاء القرار إلى حين الجلوس والتفاوض، وقال إنه لم يتخذ قرار الانضمام كرد فعل معين لما يقوم به المؤتمر الشعبي وإنما هو موقف يعبّر عن قناعاته الشخصية، وأضاف أنه لن يظل متفرجاً.


    وبخصوص الاستئذان من الدكتور الترابي نفى الحاج قيامه بأية خطوة من ذلك القبيل ودعم حديثه بأن القرار يخصه هو ولا يخص الترابي. وحول الأخبار التى تسربت عن أفكار لتنحي الشيخ عن قيادة الحزب طالب الحاج آدم كل قادة الأحزاب السياسية بالتنحي وإفساح المجال لكوادر شابة، وقال إن آخر لقاء له بالترابي كان بعد عطلة عيد الفطر المبارك، ولم يكشف عن ما دار بينهما، وإنما أشار إلى أنه أخبر الشيخ بقناعاته ودار الحديث في المسائل الشخصية التي وصفها بغير المهمة، وأضاف أنه حتى لو اتصل به الشيخ فلن يرجع لأنه لم يتعود أن يتخذ قراراً ويرجع فيه، وأكد أنه قد ترك (الشعبي) ولا يحق له الحديث عن كيف يُدار، وأضاف: «لا يجوز لي بأي حال من الأحوال أن أتعرض لنهج الشيخ الذي يدير به الحزب لأنه منهج ارتضاه،» ومضى إلى أنه سوف يذهب ببيان هذا الموقف إلى كل الناس سيما وأنه قصد أن يحرك به بركة ساكنة ـ على حد وصفه. وكشف الحاج آدم يوسف عن بعض الشخصيات التى كانت تحاوره من المؤتمر الوطني وهي والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا ووزير المالية علي محمود والمهندس الحاج عطا المنان والدكتور عوض الجاز والدكتور نافع علي نافع وآخرين، وختم حديثه بأنه التقى بكل قادة (الوطني) بمن فيهم البشير عدا نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان.



    من جملة هذه الوقائع ينسل بطل التفاوض مع الحاج آدم يوسف والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا الذي تربطه به علاقة قوية. جدير بالذكر أن الحاج آدم ينتمي لقبيلة (البني هلبة) التى قدمت الرمز عبد الرحمن دبك أول من طرح خيار الاستقلال من داخل البرلمان.
    وبين موقف المؤتمر الشعبي وموقف الحاج آدم يوسف تظل هنالك مسافة مسورة بألغام من الظنون في حين أن الحاج آدم يوسف لم يتردد في عبور ضفة النهر وهو الذي تعرض إلى عملية تشهير إبان المحاولة الانقلابية التى اتُهم بها المؤتمر الشعبي فتصدر خبره معظم الصحف بمعدل بيان إلى (متهم هارب) بالرغم من أن الرجل خرج من البوابة الشرقية عبر إريتريا ليعود هذه المرة في حقيقة انشغاله بالخلاص الفردي جندياً في صفوف المؤتمر الوطني ولكن من البوابة الرئيسة كما بدا للبعض.

    -----------------

    الوطني) و(الشعبي) انقسام يبحث عن مبررات!
    جدران الغبن التاريخي.. هل تنهار في غياب صراع الأفكار؟
    :
    2010/11/14 - 08:57
    يعتبر الباشمهندس الحاج آدم من الشخصيات المعروفة في الحركة الإسلامية بكسبها المعرفي والتنظيمي، الأمر الذي أهله لتولي مناصب عديدة بعد تولي حركته السلطة في عام 1989م. في عهد حكومة الإنقاذ شغل الحاج آدم مناصب عديدة؛ حيث كان نائباً للوالي بولاية الشمالية، ووفقاً لحديث مجموعة كبيرة كانت شاهد عيان على تلك التجربة؛ استطاع الدكتور خلق علاقات حميمة مع أهل تلك الولاية تجاوز فيها معادلة المفاهيم القبلية.
    وكان آخر المواقع التي شغلها وزير وزارة الزراعة، وحينما وقعت مفاصلة الإسلاميين المشهورة تقدم الحاج باستقالته منها، وانحاز آنذاك لحزب المؤتمر الشعبي. وبعد اندلاع مشكلة دارفور اتهم في 2004م بتدبير محاولة انقلابية لتغيير النظام الحاكم واختفى على إثرها من الساحة؛ الأمر الذي دعا السلطة المسؤولة وقتئد للمطالبة بالقبض عليه من خلال توزيع إعلان صحفي مدفوع القيمة، لكن الحاج تمكن من الخروج متجهاً صوب الشرق إلى إريتريا، وحينما عاد في 2006م بعد تبرئة ساحته، روى لي قصة خروجه في أول حوار معه، حيث اختار يومهاأن يتجه نحو الشرق عبر الطريق البري بمساعدة بعض الناس الذين تربطهم به صلات قوية، وقال لنا وقتها إنه لم يخرج متخفياً، وإنما مر أمام نظر السلطات!.


    وعلى كل عاد الحاج آدم في 2006م وباشر مهامه التنظيمية بحزب المؤتمر الشعبي، حيث كان يشغل منصب أمين أمانة المناطق المتأزمة. وكان للدكتور أفكار وأطروحات في ما يخص كيفية إدارة الحكم في السودان وسبق أن تحدث لبعض المقربين أو ألمح لهم عن نيته تقديم رؤية حول مستقبل الحكم في السودان، إلى ذلك الحين لم تظهر أي بوادر اختلافات بينه وقيادات حزبه، لكن مارس 2009م شهد بداية لهذه التباينات حينما قام الحاج آدم بتقديم بعض المقترحات لحزب المؤتمر الشعبي حول النظام الأساسي وطالب بإجراء تعديلات وفقاً لمقترحاته، وقيل إن هذه المقترحات أدرجت في جدول الأعمال في بند آخر لأن قيادات حزبه قالت إن هذه التعديلات لا يعدلها إلا المؤتمر العام للحزب. في الناحية الأخرى هناك حديث عن أنه كان يطالب بتوسيع مواعين الشورى وعدم احتكار القرار، وقد يكون أراد تضمين مقترحاته في النظام الأساسي حتى يستطيع إنزالها إلى أرض الواقع.


    رغم هذه التباينات استمر الدكتور في الحزب وقيل عندما راج خبر انتقاله إلى (الوطني) الأسبوع الماضي، وحاصره شباب دارفور في حزب (الشعبي)، نفى ذلك وكان ضمن اللقاء التفاكري لهؤلاء الشباب، لكن بالمقابل كان يحاور حزب المؤتمر الوطني منذ أكثر من عامين وقيادات الشعبي ربما كانت تعلم ذلك، حتى انتهى الحوار بانضمامه للمؤتمر الوطني. رغم ذلك دعونا نسأل عن الأسباب الحقيقية التي تقود هذه القيادات إلى الخروج سواءً من المؤتمر الشعبي إلى الوطني أو من الوطني إلى الشعبي، ولماذا انضم الحاج آدم في هذا التوقيت؟ بعض الأعضاء الشباب أجابوا على هذا السؤال عندما قالوا إن عضوية الحزبين بدأت تشعر بحالة إحباط عام، بعدما رأوا أن نتائج الانقسام كانت على حساب مستقبل حركتهم وأفكارهم المبدئية، لذلك حاول كل شخص تقييم التجربة واتخاذ ما يراه مناسباً من قرار. آخرون تحدثوا عن أن ذكرى الانفصال أصبحت ذكرى أليمة، والكثيرون لا يريدون تجديدها. وحول انضمام الحاج آدم سبق أن حدثني قيادي بارز قبل انضمامه بأيام عن أن الوطني يريد ضم الحاج آدم لأن مشكلة دارفور وصلت مراحل حاسمة والدكتور يتمتع بثقل قبلي كبير وسط القبائل العربية في دارفور ــ حسب ما أثبتت الانتخابات الأخيرة ــ والحكومة الآن تحتاج لمثل هذه الشخصية؛ خاصةً بعد ابتعاد بعض القيادات العربية عنها، لذلك تجند كل طاقاتها لضمه. ولم يستبعد محدثي أن يصبح الحاج آدم حاكماً لإقليم دارفور بعد أن توافق الحكومة في الجولات القادمة على منحهم الإقليم.


    المراقبون من جانبهم كذلك كانت لهم آراء متباينة في هذا الشأن، فالأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة (التيار) يعتقد أن المساحة الفاصلة بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني غير محسوسة؛ لأن البنية الفكرية للحزبين واحدة والتاريخ مشترك، فقط هناك خلافات على مستوى القيادة طابعها ربما يكون شخصياً أكثر من أنه مؤسس، وقال لهذا السبب من السهل التحوُّل بين الطرفين دون أن يشعر المتحوِّل بأنه قدم تنازلات فكرية. وأشار ميرغني إلى أن بين القيادات الوسيطة والقواعد لم يعد هناك إحساس بالغبن بالصورة التي كانت موجودة في الماضي؛ لذلك من الممكن افتراض أن الحزبين يمكن أن يصلا مرحلة التطبيع الكامل إذا قبلت القيادات العليا.


    وفي السياق اعتبر عثمان، الحاج آدم من القيادات المؤهلة التي تتمتع بكفاءة عالية، بجانب أنه من الكوادر المخلصة للحركة الإسلامية وتولى مناصب قيادية والآن هناك نواحٍ مرتبطة بالبُعد الجهوي والقبلي الذي يمكن أن يجعله جزءاً من قضية دارفور. وتطابقت وجهة نظره مع رئيس تحرير صحيفة (إيلاف)، خالد التجاني، الذي قال إن عودة القيادات من (الشعبي) إلى (الوطني) تؤكد أن الانقسام لم تكن له مبررات موضوعية ومجرد صراع على السلطة بين الأطراف داخل البيت الواحد. ولم يرَ خالد مبررات للانقسام أو العودة لأنها تدل فقط على تكتيكات ومناورات لم تضع اعتباراً للمصلحة الوطنية العليا ــ حسب تعبيره ــ ولفت النظر إلى أن القضية الكبرى هي كيفية توحيد السودان من خلال توحيد القوى الوطنية كلها، وأضاف إذا فشلت الحركة الإسلامية في توحيد نفسها فكيف تكون مؤهلة لتوحيد الوطن؟ ودعا الناس إلى تجاوز سياسة المناورات الصغيرة التي لا قيمة لها في القرارات الكبيرة، وأمّن على أن الحاج آدم شخصية قيادية لكن الأفراد لن يغيّروا شيئاً والمطلوب تقديم رؤية سياسية أوسع وأكثر عقلانية.


    وأخيراً، هل ما يدور في الساحة من تنقلات بين الحزبين يمكن فهمه في إطار ما يراه البعض حول اقتراب اكتمال فصول المسرحية السياسية لذلك أصبحت تهاجر القيادات على فترات متباعدة من المؤتمر الشعبي إلى الوطني؟ أم كما يعتقد آخرون أن هذه القيادات تنضم لتخترق، أم أن القناعات وحدها هي التي تتحكم في هذه الانضمامات؟

    الاهرام اليوم
                  

11-20-2010, 04:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    مسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي د. بشير آدم رحمة لـ (الأهرام اليوم)

    2010/11/14 - 07:21
    حوار: فاطمة مبارك


    خلال الأسابيع الماضية، وقَّع «المؤتمر الشعبي» مع أحزاب التحالف على وثيقة تؤمِّن على قيام دولة مدنية ديمقراطية.. العملية التي أدت لامتعاض عدد من قيادات وعضوية الحزب، كما تروي مجالس المدينة، ومن أبرزهم يس عمر الإمام، بعد أن اعتبروه خروجاً على الخط العام للحزب الذي ظلّ يسير على هداه خلال الـ (50) عاماً الماضية، ومفارقةً لنظامه الأساسي وبرنامجه العام، سيما وأن تفسيرات (الدولة المدنية) تتماهى في قواميس السياسة الدولية مع تعريفات (العلمانية)! خصوصاً وأن آخرين تبرأوا من التوقيع واعتبروه تصرفاً فردياً لا يعني حزبهم في شيء أو يمتُّ له بصلة، ومثّل هذا المعسكر الأستاذ مكي بلايل عن التوقيع.
    السؤال الذي يفرض نفسه الآن، هل سيتراجع الحزب عن هذا الاتفاق أم سيمضي رغم اعتراض البعض من عضويته؟! وهل يعني ذلك أن المؤتمر الشعبي ينوي الاقتراب من منطقة وسطى تضمن استمرار تحالفه مع الأحزاب التي تختلف معه فكرياً؟ وفي الناحية الأخرى ما هي دواعي التعديلات التنظيمية التي ينوي الحزب إجراءها؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها التقت «الأهرام اليوم» مسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي د. بشير آدم رحمة وهذه حصيلة إفاداته..



    { ما تمّ في دار المؤتمر الشعبي بينكم والأحزاب المتحالفة معه أثار جدلاً واسعاً في الساحة السياسية، فماذا كان هناك؟
    - ما تم مؤخراً كان عبارة عن اجتماع لاتخاذ موقف في ما يخص الاستفتاء، وكل الأحزاب أجمعت على إكمال تنفيذ الاتفاقية، والموافقة على ما ينتج عن الاستفتاء، وهذا ما تم في دار المؤتمر الشعبي.
    { لماذا قاطع د. الترابي هذا الاجتماع رغم أنه تم في دار المؤتمر الشعبي؟
    - لأنه لم يكن اجتماعاً لرؤساء الأحزاب، وإنما كان لممثليها.
    { قيل إن الترابي كان غير راضٍ عن الوثيقة التي وافقتم عليها في الاجتماع وتدعو إلى قيام حكومة مدنية ديمقراطية؟
    - أبداً، الاجتماع كان بخصوص الاستفتاء لاتخاذ موقف موحد.
    { ألا تعتقد أن ما اتفقتم عليه يتصادم مع قناعاتكم لمشروع الدولة.. من منظور أن الدولة المدنية تعني العلمانية؟
    - أبداً، مفهومنا لا يعني أنها دولة علمانية.
    { ماذا يعني؟
    - يعني أنها دولة مدنية غير عسكرية، وكلمة (Civil) حسب الترجمة تعني (مدنية)، والناس إذا أرادوا الخروج من ذلك كان يمكن أن تكون حكومة غير عسكرية ديمقراطية، وبدلاً أن يقولوا غير عسكرية وضعت كلمة (civil) التي تعني مدنية غير عسكرية.
    { هذا لا ينفي عدم وجود خلافات بينكم حول مسألة حكم الدولة؟
    - كل الناس مؤجلة خلافاتها المتعلقة بكيفية تشكيل الحكم في الدولة، ومتفقة على أن تكون دولة مواطنة.
    { لكن ما وافقتم عليه أقرب لتحقيق رؤية الأحزاب التي تتبنى قيام دولة علمانية، أليس كذلك؟
    - قلت لك، إن ترجمة (civil) تعني دولة مدنية غير عسكرية.
    { القانونيون يقولون إن دولة مدنية تعني علمانية، فما ردكم؟
    - لا، هناك فرق في الترجمة بين علمانية ومدنية.
    { هل يمكن أن يختار المؤتمر الشعبي صيغة وسطى لمقترح الدولة بين الشريعة والعلمانية للمحافظة على تحالفه مع هذه الأحزاب؟
    - نحن لا نهتم بالكلمات وإنما ننشغل بالمضمون، هناك من يسمُّون الشريعة ويعملون ضدها، والشريعة بالنسبة لنا هي الحرية والعدل، سُميت أم لم تسمَّ، والذين يرفعون شعار الشريعة ولا يعملون بها أسوأ من الذين لا يعملون بها.
    { إذن، أنتم تهتمون بتطبيق القيم دون الالتزام بالمسمَّى، هذا ما تقصده؟
    - كما قلت الشريعة هي الحرية، وحديثنا عن الحرية مربوط بالعقيدة «لا إكراه في الدين»، فكيف يكون الإكراه في السياسة!
    {.....................؟
    - إذا أجمع الناس على شيء ضد قناعاتنا وهزمونا بالتصويت فنحن معهم حتى تتغير قناعات الناس.
    { اتفاقكم مع هذه الأحزاب على نظام دولة مدنية ديمقراطية أدى إلى تذمُّر بعض قيادات وقواعد حزبكم، فإذا لم تكن تعني علمانيَّة، لماذا تذمر هؤلاء؟
    - عضويتنا من الشعب السوداني، وربما أنتم من الإعلام (فهَّمتوهم الكلام دا)، لكن (civil) تعني دولة غير عسكرية.
    { قيل إن آخرين تقدموا بشكوى لقيادات الحزب ضد من فعلوا ذلك؟
    - ما عندنا عضوية اشتكت.
    { هذا لم يعد سرّاً، ألم تسمع بذلك؟
    - لم نسمع بذلك ولم يصلنا شيء من هذا القبيل، وكل فرد حسب فهمه يتصرف، ونحن كحزب فهمنا لمدنيّة غير عسكرية.
    { كذلك هناك في عضويتكم من تحدث عن أن ما قام به ممثلكم في هذا الاجتماع يُعد تصرفاً فردياً؟
    - ممثلنا يدرك خط الحزب، ونحن نعمل بقاعدة: أرسل حكيماً ولا توصه، وهذا يعني أن كل عضو عندنا حكيم يعرف ما نريده، وممثلنا وقّع على أساس أن كلمة مدنيّة تعني غير عسكرية.
    { الناس يسألون عن حزب المؤتمر الشعبي وأسباب خفوت صوته؟
    - المؤتمر الشعبي موجود، والمؤتمر الوطني والقوى السياسية الكبرى يعلمون ذلك، وسياسته تتجه نحو قيام عمل تضامني مع الأحزاب، والآن تجري الاستعدادات لقيام مؤتمر عام يناقش الشأن الاقتصادي وقضية دارفور وتقرير المصير، وحدةً أو انفصالاً، وأوضاع ما بعد الاستفتاء، والحريات، وتم الاتفاق بين القوى السياسية على هذه الأوراق، ووجهت الدعوة الى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وشاركت الحركة في المناقشات وامتنع المؤتمر الوطني.
    { هناك حديث عن تعديلات ينوي حزبكم إجراءها فما هي دواعي هذه التعديلات؟
    - هذه مسألة عادية، ليس هناك شخص جامد، ونحن لدينا جيل من الشباب والشابات لابد أن يتدرب، ومناصب (الشعبي) فيها تكليف وتدريب، وهذه سنة الأحزاب الحية وأسلوب تتبعه كل أحزاب العالم.
    { متى ستتم هذه التعديلات؟
    - في أول اجتماع لأجهزتنا ستتبنى هذا الموضوع وسيكون قريباً.
    { على أية خلفية ستستندون في تعديلاتكم؟
    - نحن عملنا تقييماً للماضي، وعندنا حديث حول رؤية الحزب للجنوب ودارفور والاقتصاد والعلاقات الخارجية والتحالفات، وهناك ورقة عن نظمنا الإدارية وكيفية تطويرها والشباب والطلاب، والقيادة بعد عيد الأضحى ستجتمع لمناقشة هذه الأوراق، بعد أن تناقشها أمانات الولايات، وتجري إضافاتها، وبعد ذلك ما تصيغه القيادة وتجيزه الشورى سيمثل سياسة المؤتمر الشعبي في المستقبل، وعلى ضوء ما يتخذ من تدابير وسياسات ستتم التغييرات المطلوبة.
    { هل ستشمل هذه التعديلات د. الترابي؟
    - التعديل إذا أقرته الأجهزة الحاكمة في الشعبي سيطال من شمله.
    { إذن، أنت لا تستبعد ابتعاد الأمين العام؟
    - حتى الآن لا أستطيع أن أقول شيئاً حول الأمين العام، لكن عموماً فترته أربع سنوات حتى الآن لم تنته.
    { مؤخراً أصبحت كثير من سياسات وخطط الحزب تتسرب للصحف.. هذا الأمر جعل بعض الناس يتحدثون عن اختراقات، فهل أصبح الحزب مكشوفاً لهذه الدرجة؟
    - التسريبات لا تأتي من الصحف.
    { من أين تأتي؟
    - هناك أجهزة ضد المؤتمر الشعبي تريد استقطاب عضويته، ورُصدت لها أموال للقيام بذلك.
    { من يتحدثون عن هذه الافتراضات هم بعض عضوية الحزب؟
    - أي انسان يقول هذا الكلام يعيش بذهنيته القديمة، وعقلية المؤتمر الوطني والأمن.
    { هل سيشمل ما تجرونه من تقييمات تحالفكم مع الأحزاب؟
    - أي شيء سنخضعه للتقييم، وليس بالضرورة أن يكون التقييم بغرض الخروج من التحالف، لكن يمكن أن يكون من أجل إصلاح مواطن الخلل، وبالمناسبة نحن في علاقتنا بالأحزاب صادقون.
    { حتى إذا اكتشفتم أنها غير صادقة؟
    - أمرها موكول لله، وعموماً نحن تجربتنا في العمل السياسي كبيرة، نعرف قوة هذه الأحزاب وأشخاصها ومواطن ضعفها، والصورة مفتوحة بالنسبة لنا.
    { ماذا استفاد (الشعبي) من تحالفه مع الأحزاب؟
    - الفائدة ينبغي أن تكون لمصلحة الوطن من خلال اتفاق الأحزاب على قيام الحكم على أساس المواطنة وليس العنصر أو الدين، بجانب التأمين على العدل والرفاهية والتنمية المتوازنة.
    { التجربة أثبتت أن أي حزب له أهدافه الخاصة؟
    - نحن قلنا أي إنسان لديه فكر ينبغي أن يوصله للناس في برامجه الانتخابية والشعب في النهاية هو الذي يختار.
    { اتفق المراقبون على أن الحركة الشعبية هي التي استفادت من هذا التحالف؟
    - الحركة الشعبية لديها قضية، قاتلت من أجلها وأجبرت النظام القائم على عقد اتفاق، وكل من ارتضى بالدستور المؤقت ملزم به.
    { لكنها حققت أهدافها على حساب هذه الأحزاب مستفيدة من التحالف؟
    - الحركة الشعبية قطعاً لديها أهداف ومن حقها أن تحققها بالوسائل التي تراها مناسبة، وأنا لا ألومها إذا اتخذت أي طريق مشروع لتحقيقها.
    { ربما تنتهي هذه العلاقة بعد انفصال الجنوب؟
    - علاقتنا بالجنوب لا تنتهي بقرار الانفصال أو الوحدة، نحن جماعة تعمل في كل السودان، ولدينا أمانة في كل ولاية بالجنوب، وفي ثماني ولايات يرأسها مسيحيون، مؤمنون بطرح المؤتمر الشعبي. الحركة الشعبية تعلم أننا مسلمون، لكن إذا حكمنا سنحكم بالقيم التي ذكرتها. كذلك مجموعة من أهلنا وإخواننا هناك إذا انفصل الجنوب لابد أن تربطنا بهم علاقة، فعلاقتنا بالجنوب استراتيجية، سواء أحكمته الحركة الشعبية أو أي حزب آخر.
    { أخيراً الأوضاع الآنيّة دعت الناس للحديث عن ضرورة وحدة الحزبين، الوطني والشعبي، فما مدى استعدادكم لمثل هذه الدعوة؟
    - نحن نعلم أن في وحدة المؤتمرين مصلحة للسودان، لكن الوحدة لا تقوم على العواطف وإنما لابد من وجود الحرية والعدالة والحكم الفدرالي بجانب محاربة الفساد والمحاباة.. نحن مع هذه الوحدة اليوم قبل الغد ولا نرغب في مناصب.
    { لمن توجه هذه الدعوة؟
    - أوجهها لقيادة المؤتمر الوطني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان، فإذا استطاعت الحركة الشعبية تجميع القوى الجنوبية التي حملت السلاح ضدها، والموجودة في حزب المؤتمر الوطني، ووضعت إستراتيجية لما بعد الاستفتاء، وحدةً أو انفصالاً، فمن الأجدى أن يبادر المؤتمر الوطني بذلك، وهذه مسؤولية في عنق الرئيس، فعليه أن يتجاوز الحزب والمجموعات المصلحية الموجودة بداخله، ويدعو إلى مؤتمر عام للأحزاب للتواثق والتراضي، حتى نخرج السودان مما هو مقدم عليه سواء أكانت النتيجة الوحدة أو الانفصال.

    الاهرام اليوم
                  

11-20-2010, 04:18 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    العزيز جدا الكيك
    دائما ما أكتفي بالمتابعة والمطالعة في بوستاتك الغنية والتي نستفيد منها أيما فائدة

    ولكن هذه المرة قصدت التحايا والتهنئة بالأعياد
    لك شكرى بالطبع لكل ما قمت به تجاهي مع صديقي (العجوز ... الذى كانت تطلق عليه أم مايسة ...عصفور)
    الرجل الجميل كجمالك خليفة نورى خيرى

    تحياتي لكما ومن بطرفكما وكل عام وأنتم بخير.
                  

11-20-2010, 08:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: عاطف مكاوى)

    تحياتى لك يا عاطف
    وصلت اليوم من الحج بعد غيبة عشرة ايام عن المنبر ووجدت تعليقاتك واشكرك عليها ..
    فى الحج قابلت مجموعة من الاصدقاء بعد غيبة وكنت انوى لقاء اخرين لولا التكدس البشرى الذى لم يحدث من قبل ابدا

    وقبل ان اغادر اضيف هذه الجزئية وهو عبارة عن خبر يعنى الكثير لك كمحلل سياسى
    اقرا وتمعن فى اخوان اخر الزمان كيف يتخاصمون وكيف يلتقون ليعود الصفاء من جديد بعد كل هذا العكر الذى اسيل فيه الدم وذهبت الارواح
    اقرا


    لقاء سري بالدوحة !!
    التيار


    رغم أنّ الأخبار أكّدت أنه لم تكن هنالك ترتيبات قطرية لجمع المشير البشير بالشيخ الترابي في الدوحة.. وأنّ الشيخ غادر الدوحة في ذات الوقت الذي وصلها الرئيس البشير إلا أنّ مصادر شارع الصحافة علمت أن الوزير أمين حسن عمر زار الشيخ الترابي في مقر إقامته بالعاصمة القطرية.. وأنّ اللقاء امتد لوقت طويل.. وفشلت المصادر في الإلمام بكنه ما دار في ما وراء الأبواب المغلقة.

    التيار
                  

11-21-2010, 10:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    وهنا الطيب مصطفى يهمز ويلمز فى قدرات على عثمان محمد طه فى ادارته للازمة بين الشريكين كما اعتاد دائما فى التقليل من اعماله وخاصة اتفاقية نيفاشا ونتائجها وهنا يتساءل عن المجلس الوطنى ومجلس الوزراء وعلاقتهما بما يقوم به على عثمان
    اقرا
    راى الانتباهة الغفلانة


    ربك يستر
    الطيب مصطفى
    21/11/2010

    !!
    أوردت صحيفة السوداني أن الأستاذ علي عثمان محمد طه أكد اتفاق الطرفين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) على مجمل القضايا العالقة بشأن استفتاء تقريرالمصير وأنهما قد توصلا إلى وثيقة إطارية لحل تلك القضايا وأنه لم يتبقَّ سوى قضيتي أبيي والمواطنة لافتاً إلى أن أمر المواطنة أُحيل إلى لجنة فرعية من الطرفين يُتوقع لها هي الأخرى أن تُحيل لاجتماع الرئاسة القادم المتوقَّع له أن ينعقد منتصف الأسبوع القادم تصوراً لمعالجة هذه القضية!!

    إذن نحن موعودون بحل قضية المواطنة من خلال لجنة من الشريكين تقدِّم تصوراً لمؤسسة الرئاسة المكوَّنة من ثلاثة أفراد لمعالجة القضية!!

    يا سبحان الله... قضية المواطنة يمكن أن تُحسم من خلال لجنة من الشريكين وأعتقد أن أحد طرفيها سيكون الشيطان باقان ممثِّلاً للحركة أما طرف المؤتمر الوطني الذي سيقرر في شأن أخطر قضية سياسية تهم هذا الجيل والأجيال القادمة إلى يوم القيامة فعلمُه عند ربي!!

    لجنة من فردين أوثلاثة أو قل خمسة يمثلون المؤتمر الوطني هي التي تقدِّم مع ممثلي الحركة تصوراً يمكن أن يُجاز من قِبل مؤسسة الرئاسة لكن الخبر لم يقل لنا هل سيُعرض هذا التصوُّر على المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قبل أن يمرَّ على مؤسسة الرئاسة كما لم يقل لنا هل يمر على البرلمان الذي يُفترض أنه ممثِّل الشعب السوداني باعتباره منتخباً من قِبله أو حتى من مجلس شورى المؤتمر الوطني؟!

    ما رشح من الخبر يشي بأن الاجتماع الرئاسي القادم هو السلطة العليا التي تقرر في شأن أبيي إذ يقول الخبر إن اجتماعًا رئاسياً سيلتئم منتصف الأسبوع المقبل للنظر في (مقترح لمعالجة خلافات قضية أبيي يُنتظر تقديمه من رئيس لجنة حكماء إفريقيا رئيس جنوب إفريقيا السابق ثامبو أمبيكي).

    هل يا تُرى ننتظر اتخاذ قرارات حول القضايا العالقة بما فيها أبيي والمواطنة من خلال مؤسسة الرئاسة تماماً كما حدث في اتفاقية نيفاشا التي وُقِّعت قبل أن تُعرض حتى على مجلس الوزراء وكذلك البرلمان بالرغم من أنها أخطر اتفاقية في تاريخ السودان الحديث وبالرغم من انكشاف عوارها وافتضاح أمرها الذي نتمرغ في رمضائه ونطعم من زقومه منذ توقيعها في واحد من أسوأ الأيام النحِسات في تاريخنا وهل عُرض مقترح حل مشكلة أبيي على أهلها المسيرية؟!

    أليس من حق الشعب السوداني أن يطّلع على ما يفكر فيه هؤلاء العباقرة من أعضاء اللجنة ممّن بلغوا من الكمال البشري درجة استثنائهم من قيمة الشورى التي أمر بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من ربه؟!

    يا حسرتاه على البرلمان (المنتخَب)!!
                  

11-22-2010, 06:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    وعبر الايميل وصلنى هذا المقال



    يستر الحاج ادم عورة الوطني

    محمد ابراهيم نورالدين طراي
    [email protected]

    اعلن الحاج ادم يوسف انسلاخة من الشعبي وانضمامة للوطني في الوقت الذي اعتبرها البعض خطوة غريبة وتطور سياسي وهزة في حزب الترابي كما كتبت بعض الصحف خاصة ان الحاج ادم يوسف قد تم اتهامة بتدبير محاولة انقلابية علي الوطني خرج بعدها الي ارتريا والصحف المحلية تنشر صورته كمتهم هارب من العدالة وهذا الاتهام يؤكد حجم الخلاف والعداء الذي بين الرجل والمؤتمر الوطني ولكن الغريب في الامر تمت تبرئتة وحكم علي كل من كان تحت قيادتة في تلك المحاولة اقلهم بخمسة سنوات سجن ويعود بعدها الحاج ادم مواصلا مسيرته مع الشعبي ومتقدما كمشرح عن الحزب والياً بجنوب دارفور وعقب الانتخابات اتهم الحاج ادم المؤتمر الوطني بالتزوير مؤكداً بانه قد تم علي ايدي الكبار بالوطني و متحدثاً عن الجنائية التي ستقبض علي المتهمين وان هنالك عصابة تتحكم في امر البلاد والعباد كل هذه التصريحات وهذه المواقف نقيض تماما لتصريحاتة بعد انضمامة للوطني

    مؤكدا بانه يحمل رؤية سياسية تتفق مع رؤية اهل المؤتمر الوطني وهذا يؤكد التناقض الكبير بين تصريحاته بعد سقوطة في الانتخابات والتي اتهم فيها الوطني بتزوير الانتخابات وعدم اعترافة بالنتيجة وهذا يؤكد بان رؤيته تختلف عن رؤية الوطني الذي اعتبر الانتخابات حرة ونزيهة وشرعية وفي الوقت الذي كان يعلن فيها الوطني بعدم اعترافة بتهم الجنائية كان الحاج ادم ببشر بان العدالة ستقبض علي المتهمين طال الزمن ام قصر اما حديثة عن عوائق تحول دون تداول الامور داخل الشعبي وهي التي دفعت به لترك الحزب وانضمامة للوطني نرد عليه ايضا بحديثة الذي صرح به للصحف بعد الانتخابات وهو يتحدث عن الوطني بتحكم مجموعة بداخله وصفها بالعصابة ونقول للحاج ادم اذا كان بالشعبي عوائق تحول دون تداول الامر فان بالوطني جدار عازل وسدود ومتاريس ويعلم جيدا الحاج ادم وراعي الضأن في الخلاءب بان الشوري المغيبة داخل الشعبي والتي دفعته للتخلي عنه لاتوجد بالوطني



    وايضا نرد عليه بتصريحاته بان الوطني تتحكم به عصابة لاتتعدي اصابع اليد الواحدة ولكن بعد كل هذه التصريحات المتناقضة للحاج ادم نتسائل لماذا ترك الحاج ادم الشعبي وانضم للوطني هل صحيح كما قال هو ليصلح حال البلاد لو تقدم الحاج ادم برؤيته الاصلاحية للحزب الحاكم قبل ان يقدم نفسه لقلنا بانه يسعي لاصلاح حال البلاد ولكن يقدم نفسه اولاً فهذا يدل علي انه قدم اصلاح حال نفسه قبل حال البلاد وهل يظن الحاج ادم القادم الجديد للوطني بان الدكتور نافع سيستمع اليه والي اطروحاتة التي يعتقد بانها ستحل ازمة البلاد والعباد ، ان التصريحات والعبارات التي قالها الحاج ادم بعد انضمامة قد قالها كل الذين سبقوة ولكنهم لم يحركوا ساكن في بركة الوطني التي اصبحت مياهها آسنة ورائحتها تزكم الانوف ان الحديث عن تاثير شخصية الحاج ادم لن يكون له قيمة لان التاثير الحقيقي هي قناعات الافراد بالافكار والشعارات التي يؤمنون بها وكنا نعتقد ان الشعارات التي نرفعها في الشعبي ويرفعها معنا البعض والتي فاصلنا من اجلها هي صادقة وتعبر عن قناعاتهم بمشروع المؤتمر الشعبي ولكن تاكد لنا بانهم عارضوا السلطة من اجل الوصول الي السلطة باي طريقة وباي ثمن ولكن عندما طال بهم الامد لم يتحملوا


    ولكن الزبد سيذهب جفاء وماينفع الناس سيمكث في الارض ومايلفت الانتباه في تصريح الحاج ادم حديثة بانه سيخرج البلاد من ازمتها الحاليه بالتعاون مع المؤتمر الوطني انه لامرٌ مضحك وهو يعلم بان الذي ادخل البلاد في هذه الازمة المستمرة حتي اخر دقيقة قبل وبعد انضمامه للوطني هو الحزب الحاكم ولن يستطيع الحاج ادم من ستر عورة الوطني التي كشفتها ازمة دارفور والشرق والشمال والجنوب الذي سينفصل في الايام القادمة ونقول للحاج ادم انك لن تستطيع ان ترد الحقوق الي اهلها وتحاسب المفسدين وكل من ارتكب جرم في دارفور وارتكب المجازر ببورتسودان وقتل الابرياء بكجبار وامري ولن تستطيع ان تجعل الوحدة جازبه ولن ترد للدوله هيبتها التي سلبها جون كيري بعد رفضة مقابلة السيد رئيس الجمهوريه بحجة انه متهم بجرائم حرب ولن تستعيد حلايب التي استولي عليها المصريين ولن تكبح اطماع اثيوبيا في الفشقة ولن تقنع الوطني بالالتزام بالاتفاقيات التي التي وقعها مع جبهة الشرق والشرق الذي اصبح قنبلة موقوته يمكن ان تنفجر في اي وقت وتتسبب في جراح لكل الوطن كما فعلت دارفور ولن تقنع السيد مني بالعودة الي القصر ولن تقنع الوطني بالتفاوض مع حركات لها وزن بدلا من الكسب السياسي بالتوقيع مع حركات لا تاثير لها في واقع الازمة الدرافورية


    ونقول للحاج ادم ان الحديث عن الاصلاح من الداخل حديث لاقيمة له لان الوطني حزب لاتتحكم فيه المؤسسات التي تحتكم الي الشوري وتراقب الافراد وتحاسبهم ان الامور تدار داخل الحزب الحاكم ودولته بمجموعة لاتتعدي اصابع اليد الواحد تتصارع مع بعضها من اجل البقاء وهذه المجموعة تأمر والبقية تأتمر وتنهي والبقية تنتهي ،اما حديث البعض عن وحدة الاسلاميين نقول لهم يجب ان ترفعو اصواتكم عاليه من اجل وحدة البلاد واصلاح حالها لانها اولي من وحدة الاسلاميين ما الفائدة اذا توحد الاسلاميين والبلاد تعاني من التمزق والتشرزم والانفصال والحروب ومعسكرات النازحين والجهل والفقر والمرض وغلاء الاسعار

    اخيرا نقول للحاج ادم حصانك ما جراي
                  

11-22-2010, 04:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    قادر على حل أزمة دارفور«زي السلام عليكم».. ولن يعتزل السياسة حتى يقبض الله روحه

    الترابي .. صناعة الأزمة أم تفكيكها؟


    الدوحة: فيصل حضرة:

    سيظل الدكتور الترابي، مثيرا للجدل في حله وترحاله، ويبدو كمن يريد أن يكتب الفصل الاخير في كل مشهد، فخروجه من السودان في 14 اكتوبر بقصد الاستشفاء في باريس ومروره بالدوحة ثم برلين، لا يماثله إلا خروج السيد الصادق المهدي في عملية «تهتدون» وسيظل الجدل مفتوحا حول نتائج زيارته لقطر وفرنسا والمانيا، فإن كان العنوان العريض للجولة «طلب الصحة والعافية»، فالثابت أنها كانت سياسية بالدرجة الاولى، واولى اشاراتها لحظة وصوله مطار الدوحة، حيث قال انه «بخير ولا يزال ذا بأس شديد»، ليختمها عند قبل المغادرة بقوله «لن اعتزل السياسة الى ان يقبض الله روحي او اصل مرحلة الخرف»! وثاني الدلالات السياسية حديثه الى قناة «الجزيرة».


    قضيتان تصدرتا جولة الترابي: أزمة دارفور واستفتاء الجنوب، وكانتا محور لقاءاته، حيث بدا بعمامة «الشيخ» في الدوحة، وليظهر بـ «نيو لك» و«فل سوت» في باريس، وفيهما تحدث خلالهما بمقتضى الحال، فلكل مقام مقال و«لسان»!
    وسبقت زيارة الترابي إلى الدوحة ارهاصات بـ «لقاء مصالحة» مع الرئيس عمر البشير، ولكن تبدد ذلك بمغادرته قبل وصول المشير مساء 6 نوفمبر، ويبدو أن المواقف مازالت متباعدة، وأن الشرط الذي يضعه الشيخ سيظل حجر عثرة لا يمكن تجاوزه بسهولة.


    الشيخ في الدوحة


    كان متوقعا لدى أنصار الترابي منعه من مغادرة الخرطوم، وعندما تأكدوا ان طائرته اقلعت ظهرا، ابلغني احدهم بزيارته، وكنت أول من حضر الى مطار الدوحة، حيث بدا الشيخ في كامل صحته، بعباءته وابتسامته المعهودة، وبدا مستعدا للحديث، وكذا الحال عندما عاد من فرنسا وباريس ووصل الى الدوحة ليلا وبدا في «نيولوك» وبدلة كاملة، وفي الجولة رافقته أسرته «زوجته وصال وابنته أمامة وابنه صديق». وحرصت أن اسأل اولا عن صحته، حيث قال «صحتي بخير ومازلت ذا بأس شديد»، ليطلق بعدها تصريحات مثيرة حول تفتت السودان كيوغسلافيا والاتحاد السوفيتي والصومال بل أسوأ من كل ذلك.


    ونشط الشيخ في الدوحة، وكان في عام 2008م اول من رحب باستضافتها لمفاوضات سلام دارفور، ومساء وصوله تحدث لوسائل الإعلام، وتلقى اول مهاتفة من علي الحاج في المانيا، وانخرط في اجتماعات مع انصاره وبعض ابناء دارفور، وذلك بفندق شيراتون الدوحة، وفي اليوم التالي كان لقاؤه بالقوى السياسية الذي رتبته شخصية قانونية ودارفورية بارزة، وتحدث الشيخ لساعتين، وقدم تحليلا لأزمة السودان ومآلات الوضع، وتناول قضيتي «أزمة دارفور» و«استفتاء الجنوب»، وكان متشائما تجاه تطورات الأوضاع، بل توقع ان استمر الحال ان يقود الى انفصال دارفور الى «دارفورات»، بل قد يذهب أهلها الى طلب تقرير المصير وهم قد عاشوا كسلطنة مستقلة حتى 1916م، وتفشي النزعات الانفصالية في الشرق والشمال «كوش»، ليتفتت السودان، وحذَّر من وجود جيوش في السودان «والله الآن في كردفان جيش نوبة كامل قالوا لهم اذهبوا، وهذا الجيش معه جيش ثانٍ مزود بمئات السيَّارات العسكرية».


    وجزم الترابي بانفصال الجنوب لأن نزعة الاستقلال باتت غالبة، وانه لمس ذلك عند زيارته الى الجنوب، حيث تحدث مع الساسة والناس حتى داخل الكنيسة «تبين لنا أن المد العام يتجه نحو الاستقلال والانفصال، وبدأ المد يتصاعد ولا يمكن صده إلى الوراء وقد احتد هذا المد.. وهمنا ألا تتوتر الحدود الطويلة التي تربط بين الشمال والجنوب وربما لن تتوتر»، وحول سبل الحل للجنوب «مفارقة بإحسان» و«جيرة حسنة» و«تعايش في مناطق التماس» وأن الجنسية حق للجنوبيين، وليس منعهم من «الحقنة»، والقانون يسمح بذلك حتى في حالة قيام أية دولة جديدة. وطرح رؤية لمشكلة الحدود بوجود عدد من الكيلومترات مفتوحة وتكون الإقامة فيها مشتركة، وأية ثروة طبيعية فيها يتم اقتسامها من حيث التكاليف والأرباح، على أن تكون المنطقة الحدودية محايدة تربط الطرفين. ورأى أن مشكلة منطقة أبيي كان من المفترض أن تحل منذ وقت مبكر. وأكد أن الجنوب سينفصل، وستكون هناك رجعة «بعد الطلاق» بين الشمال والجنوب.. وبالنسبة لحل «أزمة دارفور» قال إنه قادر على حلها «زي السلام عليكم»، ولكنه عاد ليطرح رؤيته بتطبيق نسب نيفاشا في الأقليم، وهذا يعني:


    - الاقليم الواحد ويحكمه أبناء دارفور بأنفسهم.
    - منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية.
    - 28% في الحكومة المركزية.
    - 50% في اقتسام الثروة.
    - 45% في جبال النوبة والنيل الأزرق.
    في ذلك اللقاء الذي حضره كل الطيف السياسي، باستثناء سدنة المؤتمر الوطني، تحدث الشيخ لساعتين، وبذهن صافٍ، والجميع آذان صاغية، يسحرهم ببيانه، وتتبدى بين الفينة والأخرى سكانته وابتسامته المعهودة، وسنحت لي في ختام اللقاء فرصة السؤال، وانتزعتها بعد أن توجس الشيخ خيفة من صحافي مثلي، ألجمه السؤال: انت سبب مشكلات السودان باعتبارك العقل المدبر لانقلاب 30 يونيو، وبسبب إطاحة حكومة الائتلاف مع الامة وكنت وقتها وزيرا للخارجية وفي زيارة الى الجزائر، وتكوين حكومة ما عرف بــ «حكومة القصر»، وتحركت لدوافع شخصية وثأرية، فلماذا لا تمارس النقد الذاتي والاعتراف الخطأ «فضيلة»، ولم تهدأ «ثورة» غضبه فرد منفعلا وساخرا: كل مشكلات السودان! ، الم تقرأ التاريخ، الم تقرأ كتاب المحبوب، فقلت محدثا نفسي كاتب الوحي، انه كتاب تبريري يحمل افكارك، فتح هذا السؤال شهية ممثل حزب الأمة الذي شدد على ضرورة ممارسة النقذ الذاتي، وان الحركة الاسلامية تتحمل وزر ما يحدث وما سيحدث، لينتهي اللقاء بوعد من الشيخ بلقاء آخر اوسع زمانا واكثر سعة في النقاش، وذلك عقب عودته من باريس وبرلين ولكن هذا لم يحدث.


    وسأل مسؤولون غربيون عن تصريح وزير الإعلام الدكتور كمال عبيد بأن الجنوبيين لن يحصلوا على «حقنة» بعد الانفصال، فرد عليهم الترابي: قلت لهم إننا في السودان ليس لدينا وزير إعلام، وهذه مجرد وظيفة، لأنه لا ينطق باسم وزارة مالية أو خارجية أو أية وزارة أخرى.. هذا الوزير يراقب الصحافة ويسجن العاملين فيها ويطلق سراحهم.
    وظل الترابي خلال وجوده في الدوحة محط انظار وسائل الإعلام، وسجل مع أحمد منصور حلقات من برنامج «شاهد على العصر» كما تحدث الى «الجزيرة مباشر»، وفي هذه ربما خرج عن النص وتجاوز خطا أحمر بحديثه عن حادثة أديس أبابا 1995م، وكان الترابي محل اهتمام الإسلاميين، واستضافه الدكتور القرة داغي عضو الاتحاد العالمي لعلماء الاسلاميين، واحد المهمومين بوحدة ومصالحة الاسلاميين في السودان. وبحضور الشيخ راشد الغنوشي الأمين المساعد للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين جرى التباحث حول قضايا العالم الاسلامي، وكان التركيز الأكبر على موضوع السودان في جنوبه المقدم على الانفصال وفي شماله وغربه «دارفور» الذي فيه المشكلات والمأساة، وهناك محاولات جادة في دولة قطر لإصلاح ذات البين. وقد أفاض فضيلة الدكتور الترابي حول جذور هاتين المشكلتين، وكان تركيز الحاضرين على سبل المعالجة الحكيمة للحفاظ على وحدة السودان، والسبل الكفيلة لإحقاق الحقوق المشروعة لجميع الأطراف، مع الحفاظ على الوحدة الاسلامية. ومناقشة الآثار السلبية للانفصال وسبل معالجتها للوصول الى تسريح بإحسان لا سمح الله لو حدث انفصال.


    فرنسا والمانيا


    كنت أول من التقيت به في مطار الدوحة بعد زيارة فرنسا وألمانيا، وكان مستعدا للاجابة عن أسئلتي، وفي ردوده الدبلوماسية واشاراته الذكية كان على ان أفكك شفرتها، فهو لا يفصح، وانما يلمح، وحصيلة ذلك:
    - أجرى محادثات مع مسؤولين فرنسيين وألمان كبار.
    - التقى بأبناء دارفور من بينهم عبد الواحد محمد نور وعلي الحاج.
    - محور محادثاته أزمة دارفور ومفاوضات الدوحة.
    اما كيف ذلك وباي اسلوب، فقد قال الترابي: «تعرفهم، يقصد الفرنسيين، يأتون اليك بمن تريد، وانا لست متسلطا، وسبق أن اتوا به لمسؤول هنا، ويمكن ان تقول انني التقيت بمسؤولين كبار في فرنسا والمانيا وابناء دارفور». ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها عليه في أول لقاء موقفه من الجبهة الوطنية العريضة بزعامة علي محمود حسنين، فكان رده ساخرا: «في لندن، الساحة والقوة في السودان». ومعلوم أن أول من دعا إلى تكوين الجبهة الوطنية العريضة هو الدكتور خليل ابراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، وذلك خلال لقاء مع الجالية السودانية بفندق موفنبيك في الدوحة في أبريل عام 2010م،


    وقبل أن يغادر إلى القاهرة ثم طرابلس، ووقتها دعا خليل القوى السياسية السودانية إلى تكوين «جبهة وطنية عريضة» لحل كل مشكلات السودان وتحقيق التحول الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، وبناء «دولة مدنية» تحترم كرامة الإنسان، عمادها «المواطنة» و «وثيقة حقوق» وأن حل قضية أزمة السودان في دارفور يتم بإنهاء التهميش وسيطرة المركز، ومنح الأقاليم حقوقها في الحكم، والقسمة العادلة للثروة، والمشاركة في السلطة.. وأن حركته تدعو إلى مؤتمر جامع لكل الأقاليم وتتمسك بوحدة البلاد، لكنه حذَّر من «مؤامرة كبيرة» للقضاء على قضية دارفور العادلة، وتجميدها في «الثلاجة» وفصل الجنوب. واعتبر خليل تشكيل «جبهة وطنية عريضة» الفرصة الأخيرة لبقاء السودان موحدا. ومازالت علاقة الترابي بحركة العدل والمساوة تثير كثيراً من الاسئلة، وهنا تحضرني واقعة، فخلال مفاوضات الدوحة كانت كيمي ياي مسؤولة في الخارجية الامريكية، وهي من اصول نيجيرية، تتابع المفاوضات عن كثب، وكانت تستطلع آراء السياسيين والصحافيين المتابعين للمفاوضات، وحينما سألتني عن سبل الحل بمشاركة الجميع، قلت لها ينبغي أن يتم حوار مباشر مع الترابي، لأنه من صنع الإنقاذ وغيرها فهم تلاميذه، فبهتت واندهشت، ووقتها كان الترابي بعد خروجه من محبسه الأول عام 2009م قد قال إنه قادر على حل ازمة دارفور بين «ليلة وضحاها»، واهمية ياي انها ترفع تقاريرها الى وزيرة الخارجية الامريكية هلاري كلينتون.


    لقاء البشير ــ الترابي


    تلقيت رسالة قصيرة من زميل في قناة «الجزيرة» للتأكد من زيارة الرئيس عمر البشير الى الدوحة، وأجريت اتصالات بسفارتنا في الدوحة، كما اجرى زميلي الدكتور عبد المطلب صديق اتصالا بالقصر الرئاسي في الخرطوم، وتأكدت الزيارة، ونشرنا خبرها في «الشرق»، وقبلها كانت «السوداني» و«العرب» قد أوردتا احتمال لقاء مصالحة بين «البشير والترابي»، وقد لعبت عدة عوامل في وجود مثل هذه الإرهاصات، منها وجود الترابي في الدوحة ونشاطه المرتبط بقضية دارفور، ومغادرة البشير للخرطوم دون الإفصاح عن أسباب الزيارة، وما ورد من لقاء بين الشيخ والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور أمين حسن عمر في فندق شيراتون حيث كانوا يقيمون، وكنت قد سألت أحد المقربين من الترابي حول صحة ذلك، فاكتفى بإجابة دبلوماسية «لا علم لي»!، وزاد من التكهنات استضافة الدكتور القرة داغي ــ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي سبق أن قاد وساطة بعد المفاصلة ــ للشيخ الترابي في منزله بالدوحة، كما زاد من الإرهاصات تأجيل الترابي لمغادرته ليوم لتتزامن مع وصول البشير 6 نوفمبر، ولكن غادر الأول في الرابعة بينما وصل الثاني في السادسة، ولكن لا ندري هل التأم اللقاء في المطار؟ وهذا مجرد افتراض في بورصة التكهنات. وبعد كل ذلك سألت المقربين وأنصار الترابي في الدوحة عن احتمال المصالحة بين المؤتمرين، فكان الرد «المواقف مازالت متباعدة وأسباب المفاصلة مازالت قائمة، والشيخ يشترط المحاسبة لكل من أثرى من المال العام، فحال الجميع معروف كيف كانوا وكيف أصبحوا، وأن تصادر أية أموال للصالح العام»، فهل يتم تجاوز هذا الشرط بمحاسبة «الأثرياء الجدد»!

    الصحافة
    22/11/2010
                  

11-22-2010, 05:21 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    العزيز الكيك
    تحياتي وحجا مقبولا ان شاء الله

    Quote:

    لقاء سري بالدوحة !!
    التيار

    رغم أنّ الأخبار أكّدت أنه لم تكن هنالك ترتيبات قطرية لجمع المشير البشير بالشيخ الترابي في الدوحة.. وأنّ الشيخ غادر الدوحة في ذات الوقت الذي وصلها الرئيس البشير إلا أنّ مصادر شارع الصحافة علمت أن الوزير أمين حسن عمر زار الشيخ الترابي في مقر إقامته بالعاصمة القطرية.. وأنّ اللقاء امتد لوقت طويل.. وفشلت المصادر في الإلمام بكنه ما دار في ما وراء الأبواب المغلقة.

    التيار


    ألا تجد علاقة يا صديق بين ما يحدث وراء الكواليس .... وصمت شيخ الترابي عن مآلات الاستفتاء... وهو الذى كان
    حتي لوقت قريب الأعلي صراخا من الجميع ؟

    أبحث عن التنظيم العالمي للأخوان المسلمين يا صديق..... فالأجابة عندهم !
                  

11-23-2010, 11:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: عاطف مكاوى)

    الشيخ والحواريون و"الثأرفوبيا"!



    فتحي الضَّـو

    [email protected]

    تختلف المسميات والأصل واحد. من منّا لم يتذكر ذاك اليوم الذي انقسم فيه الإسلامويون بين القصر والمنشية. القصر حيث استبقى المشير عمر حسن البشير نفسه حاكماً بعد أن ظلّ لنحو عقد من الزمن أسير الكواليس، أو بالأحرى وفق اعترافه في أول مؤتمر صحافي بعد الحدث، قال فيه: إن القرارات كانت تعبر عن يمينه وعن يساره وهو آخر من يعلم. أما المنشية فيوجد الدكتور حسن عبد الله الترابي أو الحاكم الفعلي من وراء حجاب في الفترة ذاتها. ولهذا تغلغل في العقل حتى وقر في ذهن الكثيرين أن المشكل هو صراع بين الترابي والبشير، ولم تكن مذكرة العشرة الكرام سوى رياح هبت، وكشفت ما اجتهد الطرفان في تغطيته بالأحابيل حيناً وبفقه الضرورة أحياناً أُخر. لكن هناك من لم يرق له حصر النزاع بين المذكورين، ولأسباب لا تخفى على أحد رأوا فيه تطفيفاً في الكيل، وتفاوتاً في القامات لايستقيم عوده، ولهذا وجهوا أنظارهم في معركة هابيل وقابيل إلى أبعد من ذلك لئلا يأثمون!

    نعم وجهوا أنظارهم نحو السيد علي عثمان طه في محاولة لمعرفة موقعه في الخارطة الجديدة التي بدأت تتشكل، وبالرغم من أنه لم يجعلهم يجتهدون كثيراً أو ينتظرون طويلاً، لم يشغل كثيراً من المراقبين أنفسهم بهذا الأمر بدعوى أن كل شيء واضح كالشمس في رابعة النهار. لهذا قالوا بثقة من لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه، إنه صراع بين الشيخ وتلميذه، أو بين الشيخ وحواره وفق مصطلحات صوفية أهل السودان. على أن ذلك لم يكن بذي بال، بنفس القدر الذي صوّب فيه البعض العيون نحو آخرين في حظيرة العصبة، وقفوا يومذاك كحمار الشيخ في العقبة – بحسب الوصف القرآني – ليس لأن مشاعرهم توزعت بين القصر والمنشية، ولكن لأنهم يودون أن يروا أين ستكون السلطة حتى يحطوا رِحالهم عندها. هؤلاء ظلوا لأيام معدودات يصلون خلف علي ويأكلون مع معاوية، ومن عجب أيضاً تحركت قنوات استشعارهم أضعاف ما كانت عليها طاقتها القصوى في الأيام العادية، وذلك في محاولة لمعرفة أين ستستقر البوصلة ليعلنوا لها ولاءهم المطلق!

    كلنا يعلم أن للإسلامويين ولعٌ غير طبيعي بالسلطة وملذاتها. لهذا لم يكن الانقسام الذي حدث في العاشر من رمضان الموافق للعام الميلادي 1999 صراعاً فكرياً، وإنما كان صراعاً سياسياً حول السلطة، لم يكن صراعاً في الدين وإنما كان صراعاً على الدنيا. ونستدل على ذلك بما سبق وأشرنا له في مقال سابق نقلاً عن أحد كوادر العصبة، وهو عبد الرحيم عمر محي الدين، الذي اصدر كتاباً قبل سنوات قليلة وصدّره بعنوان (الترابي: صراع الهوى والهوية) قال فيه إنه سأل أحد الكوادر القيادية عن وجهته بين الفريقين، فقال المُسائل للسائل: إنه مع القصر حتى لو كان ساكنه غردون!

    أثناء تمايز الصفوف وفي أعقاب الانقسام. كان الفريقان قد تحفزا لتجاوز الخطوط الحمراء، وبدأوا كالمسعورين ينهشون في لحوم بعضهم البعض، تراشقوا بالألقاب وتنابذوا بالاسم الفسوق. حينئذٍ تناثرت الفضائح السياسية والفكرية والأخلاقية حتى أصبح الدين الذي قالوا إنهم منه ينهلون، كمن يبحث عن مغيثٍ. ثمّ بدأ البعض متأهبين لإخراج سيوفهم من أغمادها، بل أكثر تأهباً لإعادة سيناريو الدماء التي أريقت في كربلاء ومعركة صفين وواقعة الجمل. ثم انبرى آخرون وأصدروا نشرة طفحت بالغث والمسموم، لدرجة زكمت رائحتها الأنوف، والمفارقة أنهم أطلقوا عليها اسم (الزيتونة) ودأبوا على تعليقها على حيطان مسجد جامعة الخرطوم مثلما كان يفعل بعض عرب الجاهلية الأولى حين يعلقون فضائحهم على أستار الكعبة. يومذاك تعرَّت الحركة الإسلاموية حتى لم يبق من دثارها ورقة توت تغطي عورة ناشطيها، يومذاك سقطت دعاوى هي لله، واتضح بما لا يدع مجالاً للشك هي للدنيا وللذات الجشعة، حتى ولو كان الشيطان حاميها!

    مضى الشيخ يلملم جراحه. لكنهم كانوا يعلمون إنه رجل عنيد تمحورهم حوله أورثه ديكتاتورية مقيتة، كان يمارسها بهمة من يؤدي واجباً قومياً في رهط من قومه! ولهذا كان من الصعب عليه أن يستسلم وهو يرى المشروع الذي نذر له عمره – اتّفق الناس حوله أم اختلفوا – أصبح كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. وكما يفعل حواة السياسة بات يخرج بين الفينة والأخرى من جرابه شيئاً يجعل تلاميذته يتجادلون ويتناطحون ويتلاومون ولا ينتهي الأمر إلا بحبسه وراء جدران السجن، ثم يقبلوا على ما تبقى من أنصاره ترغيباً وترهيباً، فيستجيب البعض عندما تلوح أمام ناظريهم السلطة بصولجانها الذي يخلب الألباب، فيقبلون العروض بدعاوى أوهى من بيوت العنكبوت. هكذا زعم محمد الحسن الأمين، وهكذا أومأ بدر الدين طه، وهذا ما نطق به أخيراً الحاج آدم، بيد أن الأوسط انقلب على عقبيه حين لم يجد ما طمح له، فغادر وكر العصبة مرة أخرى، ولا يعلم أحد أيان وجهته بعدئذٍ. أما الشيخ الذي لا يغفر ولا ينسى، فعندما يعيل صبر سجانيه يقومون باطلاق سراحه، فيبدأ مرة أخرى في الشروع في جولة ثانية، إنها الثأرفوبيا لو تعلمون!

    ولكن قل لي يا صاحٍ لماذا استنهاض هذا التاريخ الكالح السواد الآن. سأقول لك اختصاراً إنه الشيخ نفسه الذي دأب على زيارة باريس من حين لآخر، بدعوى الاستشفاء أو إجراء فحوصات طبية، ولسبب لا ندري كنهه فهو يحلو له زيارة العاصمة القطرية الدوحة في الغدو والرواح. هذا الضبط ما حدث قبل نحو أسبوعين تقريباً. وأثناء إقامته قام بتسجيل عشر حلقات لبرنامج (شاهد على العصر) لمقدمه أحمد منصور. وتردد أن الترابي أفشى فيها أسراراً تهتز لها أفئدة الثقلان، مما اضطر مدير قناة الجزيرة وضّاح خنفر (وهو بالمناسبة ابن سرحتهم، أي الحركة الإسلاموية السودانية) أن يطير للخرطوم في زيارة خاطفة لمدة يوم واحد أثناء وجود الترابي في الدوحة، وقابل مسؤولاً كبيراً في القصر الجمهوري، وذلك بحسب رئيس تحرير هذه الصحيفة (الأحداث 11/11/2010) الذي كتب مقالاً بعنوان (البشير في الدوحة ووضاح خنفر في القصر الجمهوري) وحاول استنكاه ما وراء الخبر بثلاثة احتمالات شاركناه واحدة منها، وهي القائلة إن الترابي أفرج عن أسرار يشيب لها الوالدان!

    ذلك ما فتح شهية من ألقى السمع وهو شهيد في المدينة التي لا تعرف الأسرار مطلقاً. ثم حاول الكثيرون ونحن منهم سبر غور الحدث لعله يكشف ما يطفيء الظمأ ويروي حب الاستطلاع. بيد أنني سألت نفسي سؤالاً مشروعاً واحسب أن الكثيرين سألوه لأنفسهم بقدر سواء. هل ما يزال في الكأس باقٍ؟ بمعنى أن الكثيرين يعتقدون أن الطرفين أفرغا كل الهواء الساخن من صدورهم، وذلك على مدى عقد كامل من الزمن، وبالتالي لم يبق شيئاً يستحق الذكر أو الاهتمام. لكني وجدت نفسي على خلاف ما زعموا، وهو أنه ما زال ثمة شيء في جعبة الترابي يبدو أنه ادّخره لليوم الأسود! ليس من المنطق في شيء ابتسار الأشياء والتسليم بالقليل الذي نضح عنه، وهو من وقف على رأس تنظيم ما يناهز نصف قرن، وحكم الدولة كلها لنحو عشر سنوات بالتمام والكمال. وطالما هو يظن أنه يملك ما يمكن أن يخلخل به الأرضية التي تقف عليها عصبته القديمة، فلنحاول إذن استشفاف ماهية السر المكنون الذي رمى به في حلبة قناة الجزيرة. وهي بحسب ظننا تكمن فيما أسميناه بالعشر الموبقات:

    أولاً: كلنا يعلم أن ثمة رؤوس تطايرت في بواكير عهد العصبة الحاكمة في العام 1990. ومنذاك الوقت أريق حبر كثير بمثلما أريق دم الضباط الثمانية وعشرين، واضعافهم من ضباط الصف والجنود. والذين حوكموا صورياً بما يشبه محاكمات عصر التفتيش، وذلك بدعوى الشروع في عمل انقلابي من جنس ما فعلته العصبة نفسها. ولم يستغرق الحدث سوى ساعتين شاملة وقائع التنفيذ الدراماتيكية والتي يقشعر منها البدن، ثمّ دفنوا في مقبرة جماعية بمكان غفر لم يستدل أحد حتى الآن عليها. ولأن تلك من الجرائم التي تظل شاخصة أبصارها مدى الدهر، فهل يا ترى كشف الترابي عن ملابسات ما حدث، بمعنى من الذي أصدر القرار؟ ومن شارك في تنفيذه؟ ومن دعمه؟ ومن صمت ولو من باب أضعف الايمان؟

    ثانياً: من الجرائم التي ما زالت تلقي بظلالها الكئيبة على الواقع السوداني، هي جريمة قطع الأرزاق أو ما سُمي بالفصل للصالح العام. إذ يعتقد البعض مخطئين أنه مجرد قرار قذف بأكثر من مائة ألف عامل من جهاز الدولة إلى الشارع. ولكن الحقيقة إنه القرار الذي يتجرع الناس كؤوسه المُرة حتى اليوم. فهو القرار الذي أورث السواد الأعظم من أهل السودان الفقر المقيم، لا سيّما، وأن الترابي نفسه هو القائل إن نسبة الفقر أكثر من 90% وهو القرار الذي أنتج فيما بعد ظاهرة أطفال المايقوما وأكثر من 800 طفل باتوا يدخلونها كل عام، وهو القرار الذي جعل الناس يطالعون يومياً في الصحف إعلانات الخزي والعار التي تصدر من المحاكم ضد أناس هجروا عائلاتهم إما بسبب الإعسار أو بسبب الغيبة أو خوف الفتنة. وهو القرار الذي جعل البعض يقطع بحوراً ومحيطات طلباً للعيش الكريم والذي عزّ عليهم في بلادهم. فهل يا ترى أفصح الترابي في اللقاء المذكور عن الذين ارتكبوا هذه المجزرة البشعة، واستنوا سنة الإبادة الجماعية من قبل أن يُعرِّفها موريس أوكامبو؟

    ثالثاً: من الإنجازات الشامخات في سجل العصبة المخزي، تلك البيوت سيئة السمعة، والتي أطلق عليها اسماً مرعباً (بيوت الأشباح) نسبة لما كان يجري بداخلها من ممارسات أرسلت الكثيرين للعالم الآخر، ومن كان محظوظاً خرج بعاهة مستديمة ستلازمه ما بقي حياً. على سبيل المثال ما ورد في المذكرة التي رفعها دكتور فاروق محمد إبراهيم لرأس الدولة واتّهم فيها مسؤولان يقفان الآن على قمة جهاز الدولة بالاشراف على تعذيبه، وهما دكتور نافع علي نافع واللواء بكري حسن صالح، وذكر فيها حالة مأساوية تخص أحد المواطنين (الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهداً عليها، فقد تعرض لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيداً لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة – لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً – يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات أُخرج بدر الدين من بيننا ثمّ أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئباً محطماً كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت ببدر الدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطّلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع) فهل يا ترى كشف الترابي اسماء من وقفوا وراء تلك الفكرة الجهنمية، وأشرفوا بشخوصهم على المعتقلين تعذيباً وقتلاً وتنكيلاً؟

    رابعاً: ما دام دكتور الترابي نطق بكل شيء، فلابد أنه كشف اللغز حول أرواح أزهقت بذنوب نهت عنها العصبة وجاءت بمثلها. فهل يا ترى أفصح الترابي عن ملابسات قتل شاب برئ اسمه مجدي محجوب محمد أحمد وآخرين بنفس تهمته، هما جرجس القس يسطس وابن الجنوب أركنجلو. وبالقدر نفسه هل يا ترى كشف الترابي عن الذين أُعدموا غدراً وغيلة دون أن يعرفوا هم أو من يحبونهم أي ذنب ارتكبوه، مثل الطبيب علي فضل الذي خرج من أسرة كادحة كانت تنتظر تخرجه حتى يرتقي بحالها. وفيهم المعلم عبد المنعم سليمان، وفيهم المهندس أبوبكر راسخ. ليس هذا فحسب ففي قطاع الطلاب ثمة عشرات راحوا في رحلة اللاعودة، بدءً بالطالبة التاية أبو عاقلة ومروراً بالطالب محمد عبد السلام، وانتهاءً بسبحة كرت حباتها ولم تتوقف. أولئك ضحايا لهم بواكٍ وثواكل فهل يا ترى برّد الترابي حشا أمهاتهم بما انتظروه زمناً!

    خامساً: كلنا يعلم أن الترابي كثيراً ما لوّح ببطاقة يعتبرها من أثمن ما يملك ضد عصبته القديمة. فقد سبق وان قال لقناة العربية (أبريل 2006) إنه على استعداد للشهادة أمام أي محكمة دولية إذا ما طلبت منه الإدلاء بشهادته في قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في يونيو 1995 ويقول الترابي دائماً إنه كرجل قانون يعلم أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. وقد حاول مراراً الإيحاء بين وقائع ذلك الحدث وبين ما استجد فيما يعرف بقضية المحكمة الجنائية، والتي وجهت اتّهامها إلى ثلاثة مسؤولين على رأسهم رأس الدولة المشير عمر البشير. فهل يا ترى ذهب الترابي إلى أبعد مما قال من قبل وأورد تفصيلات أذهلت كل مرضعة عما أرضعت!

    سادساً: ما لله لله وما لقيصر لقيصر، واقعة أديس أبابا - بتعبيرات من قسّم العالم إلى فسطاطين - تبعتها أحداث درامية، أودت بحياة ثُلة ممن يُظن أنهم يعرفون أكثر مما ينبغي من أهل العصبة نفسها، فقد ذكر دكتور منصور خالد في كتابه الموسوم بـ (أهوال الحرب وطموحات السلام) بعض تفاصيل الحادث وأشار تحديداً في قوله (التصفية فيما يتجلى، أصبحت منهجاً يستسهله نائب الرئيس وثمانية رهط في المدينة. فعقب فشل المحاولة، تمت تصفية أحد موظفي الإغاثة ويدعى محمد الفاتح أمام زوجته في أديس أبابا حتى يزال أي أثر للجريمة، وكان الفاتح واحداً من العناصر التي كانت على علم بتدبير الجريمة، وما زال قاتله يعمل في ديوان الزكاة) تلك صحيفة اتّهام واضحة وضوحا لا لبث فيه ولا غموض، والمنصور نفسه يجلس إلى جوارهم الآن. وكنا نحن أيضاً قد أوردنا بعض تفاصيل عن هذه العملية بذات المستوى نسبة لذياع صيتها، وذلك في كتابنا المسمى (سقوط الأقنعة) بأريحية في الأسماء المتورطة، مع اختلاف في التفاصيل،. فهل يا تُرى كشف الترابي طلاسمها؟

    سابعاً: بصورة أخرى، هل قال الترابي شيئاً جديداً حول الفترة التي قضاها ساكن تورا بورا أثناء وجوده في السودان ضيفاً عزيزاً على عصبته، وهو الإجراء الذي دفع السودانيون ضريبته، وقوفاً وصلباً على بوابات مطارات العالم وموانئه بتهمة الإرهاب، وهم الذين عرفوا من قبل بأنهم قوم وديعون. وإن كان لا يُعتقد أن الترابي سيكون عنده في هذه المسألة أقيم وأثمن مما حمله أحد أفراد العصبة الذين وصفتهم السيدة جنيداي فريرز بأنه (رجل أمريكا في السودان) وقطع المحيط مرتين متوجهاً نحو منطقة لانغلي بولاية فرجينيا حيث يقبع مبنى الوكالة التي دوخت العالم بعملياتها السرية والعلنية، ومتأبطاً ملفات جعلت العيون تخرج من محاجرها، فقد كان الرجل سخياً كريماً معطاءً، حتى قال الممنوح للمانح (يا للعنة لقد أعطونا أكثر مما كنا نتوقع) ومع ذلك هل لدى الترابي أكثر مما همى به غيث حِواره السابق في دهاليز الوكالة المشار إليها؟

    ثامناً: تلك الفترة مهما قيل فيها فإنها تعتبر من أكثر الفترات ثراءً في الموبقات. فعلى هامش وجود من أصبح يحمل المتهم رقم واحد في العالم ضيفاً عزيزاً على العصبة آنذاك، ثمة ملحقات حدثت ولا يعرف السودانيون لها مستقراً أكثر مما جادت به قريحة الإعلام الكذوب. على سبيل المثال، يذكر الناس يومذاك شخصاً يحمل الجنسية الليبية اسمه الخليفي، وهو الرأس المدبر لحادث مسجد أنصار السنة الكائن في الحارة الأولى، والذي فتح رشاشه على مصلين خاشعين ساجدين، فأودى بحياة أكثر من عشرين، ومثلما يحدث في أفلام رعاة البقر حدثت مطاردات بينه وبين آخرين في شوارع البلد الذي كان دار سلام وأمن واستقرار، إلى أن انتهى به التطواف في منزل حامل لواء التطرف العالمي، ودارت معركة بينه وبين حراسه، المهم تلك من القضايا التي لا يعرف الناس عنها شيئاً وتكررت بذات السيناريو في مسجد الجرافة، وأحد (الكنابي) بمدينة ود مدني. فهل يمكن أن نتوقع الترابي وقد روى ظمأ المتعطشين لمعرفة ما وراء الأكمة؟

    تاسعاً: للأعياد في السودان دائما طعم الحنظل ذلك لأن عشية عيد فطر نُحر أولئك الضابط المذكورين أعلاه، وفي عيد أضحية جاءت العصبة بما هو أشر وأضل، ففي يوم الجمعة 2/4/1998 فتح جلاوزة الدفاع الشعبي النيران على ظهور أكثر من مائة شاب يافع في معسكر السليت بمدينة العليفون. كانت تلك جريمة نكراء أكدت في النهاية أن أُولئك الطلاب ماتوا سمبلة (أي دون أن يحقق في موتهم أحد) فهل يا ترى نطق الترابي بالذي ازاح الغموض عن تلك القضية حتى يزيح أهلهم ثوب الحداد الذي تدثروا به لأكثر من عقد من الزمن؟

    عاشراً: ثمة موبقات حدثت في العشرية الثانية، وهي العشرية التي لم يكن الترابي فيها حاكماً، ولكن بحكم أنه ناشط سياسي ما تزال بينه وبين بعض كوادر العصبة وشائج وعلاقات عامرة، فلابد إنه تناهى إلى سمعه شيئاً من أسرار هذه الموبقات الجدد. فهل يا ترى ذروا على سمعه بعضاً من أسرار (موقعة) كجبار التي أودت بحياة شباب من أهل المنطقة بلا ذنب جنوه أو جريرة اقترفوها؟ هل يا ترى ملّكوا الترابي بعض ألغاز (معركة) مدينة بورتسودان التي تطايرت فيها جثث أبرياء في الهواء، بسبب ما ظنوه ممارسة مشروعة لحق إنساني من حقوقهم؟ وبالمثل أيضاً هل قالوا له ما حدث في جبال النوبة أو في مدينة كسلا بعد هجوم قوات التجمع الوطني؟ هل يا ترى علم الترابي بما حدث في دارفور وأسموه بجرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية؟ وبما أن الشيء بالشيء يذكر، كان الترابي قد أذاع قبل فترة زمنية قصيرة على الهواء الطلق رواية قيلت له ونالت من كرامة حرائر الإقليم المنكوب أصلاً بمحنته، ونسب الترابي الرواية لمصدر خاص وإن أومأ بصفة القائل في تأكيده (إنه ممن يُؤدى القسم أمامه وتعلمون من يُؤدى القسم أمامه) ثم أفصح عنها، فكانت قولاً ثقيلاً على القلب واللسان، بل كان يمكن أن تشعل فتنة لا تبقي ولا تذر، لكنها مضت كما تمضي السابلة في الطرقات المظلمة، فحمدنا الله الذي حبانا يومئذٍ بقلوب أصابها الملال والكلال والموات!

    صفوة القول، تلك هي الموبقات العشر، فلو أن الشيخ قال لقناة الجزيرة شيئاً إدّاً، فلن يكون سوى فضه عذرية هذه الأحداث التي قلنا وقال هو نفسه عنها إنها ستظل تذكر القوم بشرورهم المستدامة. وبالطبع ثمة قضايا سياسية لا يعتقد بأنها دخلت ضمن كرم وأريحية الترابي لأنه يشارك العصبة ذنوبها، وتلك من شاكلة من ذا الذي قوّض الدستور ونفّذ الانقلاب الكارثة؟ من هم الذين عاثوا في ثروات السودان فساداً وحولوا بيوتهم الآن لبنوك صغيرة وأودعوها مال مختلف عملاته؟ ومن الذي حوّل الحرب في الجنوب لحرب جهادية أودت بحياة أكثر من عشرين ألف طالب ماتوا (فطيس) كما قال هو. ومن هم الذين تستروا على الظلم وكتموا شهادة الحق؟ وبالرغم من مسؤوليته الضمنية أو الظاهرية في كثير من القضايا، إلا أن الترابي يبدو في كثير من الأحيان غير مكترث للعاقبة التي يمكن أن تلحق به، بقدر ما هو متلهف للمآل الذي ينتظر غيره. وتلك ما جسده حديث قاله لي صديق تربطه به علاقة خاصة، وذلك في معرض قوله له: لكن يا دكتور المسؤولية ستطالك أيضاً. فقال له الترابي: نعم أعلم ذلك، وكرجل قانون ربما أنال سنة أو سنتين ولكن ثق وقتها لن تستطيع المشانق أن تسع ضيوفها!

    آخر الكلام:

    لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!



    هذا المقال حُجب عن النشر في صحيفة الأحداث الأحد 21/11/2010


                  

11-23-2010, 10:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    لترابي:

    الإنقاذ طلبت منا العمل لوحدة السودان فقلنا: لا تحملونا مسؤولية الانفصال
    الخميس, 11 تشرين2/نوفمبر 2010 05:22


    اقتراح مصر للكونفيدرالية لا قيمة له.. ووزير خارجيتها يقرأ كتب القرن الـ 19


    الجنوب سيمزق البلاد ويفقدها ثرواتها ويقود للمجاعة والثورات


    نفط السودان لـ "الجنوب".. وليس للحكومة إلا أجرة نقله إلى الخارج

    نقلا عن الشرق القطرية:

    حذر د. حسن عبد الله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي في السودان من أنه إذا استمر الصراع في غرب السودان فإن إقليم دارفور سينفصل وسيلحقه الإقليم الشرقي وحتى المحس في الشمال سيطالبون بدولة الكوش مؤكداً أن هذا إذا حدث فإن السودان سيتمزق كما تمزقت يوغسلافيا.
    وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي في حديث خاص للشرق: إن حركة التحرير والعدالة التي يرأسها د. التيجاني السيسي والتي تتفاوض مع الحكومة ليست ذات قاعدة عسكرية ولا تملك جيشا له وجود على الأرض ورئيس الحركة دبلوماسي في الأمم المتحدة يريد أن يعمل إنجازا يحسب له
    وقال د. الترابي: إنه إذا انفصل الجنوب وضاع البترول ستفرض حكومة الإنقاذ الضرائب وسيجوع السودانيون وإذا جاعوا مع تمزق السودان سيقومون على الحاكم ويموتون في الشوارع..
    وأكد أنه إذا قامت ثورة هذه المرة فلن تكون مثل أكتوبر أو الانتفاضة وقال في هذه الأثناء: (يا أخوانا أنا أنذركم لله).
    وأضاف في حديثه للشرق: إذا حدثت بلبلة في الحكم في الخرطوم فإن دارفور ستنفصل إلى (دارفورات) والجنوب سيأخذ موقف الانفصال والشرق مثله..
    وأكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن هناك جيشا جاهزا من أبناء النوبة وقال: (والله الآن في كردفان فيه جيش نوبة كامل قالوا لهم اذهبوا للقتال في دارفور قالوا لا نقاتل في دارفور بل نحن نحرس بلدنا وهذا الجيش معه جيش ثان مزود بمئات السيارات العسكرية).
    ومضى د. الترابي إلى القول: (نحن الآن خجلانين وغير قادرين على قول كمية القوة المسلحة في السودان.. وإذا قامت حرب فإنه حتى وضع الصومال لن نحصل عليه.. لا تظنوا أني غضبان لأنني سجنت، أنا ابن السودان وليس ابن حكومات ولا أحب الحكومات.. وعندما شاركت مع نميري في السلطة في زمان مضى أجبرني هو و(جابني) بالغصب.. أنا لا أحب الوظائف الرسمية وأريد أن أقرأ وأكتب وأسافر وأطوف العالم.. وحتى عندما نسجن نقرأ ونقرأ وعندما نخرج من السجن نتكلم ونتكلم ونكتب ونكتب..).
    وكان رئيس حزب المؤتمر زار خلال الأيام الماضية ألمانيا وفرنسا وبشأن زيارة هذين البلدين قال: (زرت ألمانيا وفرنسا لنفهم كيف يفكرون في الشأن السوداني ولاحظت أن اهتمام أوروبا بالشأن السوداني ضعيف لكن انتبه مسؤولوها إلى قضية دارفور عبر شعوبهم وإعلامهم الذي نشر صورا للمأساة هناك الأمر الذي حتم على أي وزير خارجية أن يزور دارفور مضغوطا من الشعب.
    الجنسية من حق الجنوبيين
    وقال د. الترابي - وفي خطوة مبكرة استباقية للاستفتاء قبل عام: إنه زار الجنوب كحزب مؤتمر شعبي قومي له قواعد في الجنوب حيث التقى كبار الشخصيات السياسية وزار كنائس وتحاور مع ساسة جنوبيين حوارا طويلا غير رسمي تعرف خلاله على المجتمع في الجنوب.. وقال في هذه الأثناء: (تبين لنا أن المد العام يتجه نحو الاستقلال والانفصال وبدأ المد يتصاعد ولا يمكن صده إلى الوراء وقد احتد هذا المد.. وهمنا ألا تتوتر الحدود الطويلة التي تربط بين الشمال والجنوب وربما لن تتوتر).
    والمعروف أنه من بين المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب التي ربما تعرقل قيام الاستفتاء في وقته هو تحديد الجنسية.. وقال: إننا عندما كنا في الحكم حددنا مدة الإقامة بعشر سنوات بعدها يتم منح الجنسية كما أن إقامة سنة واحدة وبقرار استثنائي من رئيس الجمهورية يمكن الحصول على الجنسية..
    وقال: إن أي جنوبي موجود في الشمال من حقه أن يأخذ الجنسية وإذا أراد جواز سفر أيضاً يمكن الحصول عليه لأن هذا وطنه.. وكان من المفروض ألا تكون مسألة الجنسية مشكلة بين الشمال والجنوب لأن القانون يسمح بذلك حتى في حالة قيام أي دولة جديدة.
    رؤية لمشكلة الحدود
    وفي حديثه للشرق طرح د. الترابي رؤية ستساهم في حل مشكلة الحدود بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال وقال: قلنا لهم في مسألة الحدود بأن يكون هناك عدد من الكيلو مترات مفتوحة وتكون الإقامة فيها مشتركة وأي ثروة طبيعية فيها يتم اقتسامها من حيث التكاليف والأرباح على أن تكون المنطقة الحدودية محايدة تربط الطرفين.
    وقال: إن مشكلة منطقة أبيي كان من المفروض أن تحل منذ وقت مبكر.. وعلى علاقة بالموضوع استهجن د. الترابي التصريحات التي كان أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير الذي قال للمسيرية: (هذه أرضكم نحن معكم ونقاتل معكم) والمسألة صدر فيها قرار من محكمة دولية..
    وقال الترابي إن مثل هذه القضايا لا ينبغي أن يتحدث فيها الرئيس بهذا الشكل وكان من الممكن أن يسند الحديث فيها إلى جهات أخرى لم يسمها الترابي.
    وزير الإعلام غير جاد
    وذكر رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن مسؤولين غربيين تحدثوا معه حول التصريح الذي كان أدلى به وزير الإعلام السوداني عندما قال إن الجنوبيين الذين سيصوتون لصالح الانفصال سيصبحون مواطنين من دولة أجنبية وليس من حقهم أن يأخذوا ولو حقنة للعلاج..
    وقال الترابي: (قلت للغربيين إننا في السودان ليس لدينا وزير إعلام وهذه مجرد وظيفة لأنه لا ينطق باسم وزارة مالية أو خارجية أو أي وزارة أخرى.. هذا الوزير يراقب الصحافة ويسجن العاملين فيها ويطلق سراحهم.. والإذاعة والتلفزيون يتبعان رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن.. ولا تأخذوا كلامه مأخذ الجد وكلامه هذا غير مقبول لنا..
    وفي الوقت ذاته أعرب الترابي عن ارتياحه لحديث النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميار ديت الذي كان قال فيه إنه في حالة الانفصال سيدافع عن حقوق أي شمالي في الجنوب.
    وعلق د. الترابي على حديث الناطق الرسمي للحركة الشعبية لجنوب السودان ياسر عرمان عندما قال إنه في حالة الانفصال يطالب الشمال بمشروع وطني مجمع عليه لحل مشكلة أزمة الحكم مع إجراء ترتيبات دستورية جديدة..
    إن الحركة كانت مستفيدة من ياسر عرمان ليكون الناطق الرسمي في الدول العربية..وحسب الدستور الذي وضعه الجنوبيون لأنفسهم يجب أن يخرج النواب الجنوبيون من المجلس التشريعي لأنهم يمثلون قبائل في الجنوب ويتجهون إلى الجنوب وباقي المجلس يكون كما هو.
    لن نتحمل مسؤولية الانفصال
    وسألت الشرق إن كان هناك توجه لقيام مصالحة بينه وبين حكومة الإنقاذ أو أن هناك اتصالات بهذا الشأن قال: إننا في القضايا القومية نحضر ونشارك كما حدث بالنسبة لمشكلة دارفور.. لكن عندما دعتنا الإنقاذ وقالت تعالوا نعمل سويا للوحدة قلنا لهم: غير معقول أن توقعوا اتفاقية مع الجنوب ولم تدعونا وعندما حصلت خصومات بينكم وانتهت العلاقات أيضاً لم تدعونا.. وعلى الأقل كان الجنوبيون يكلموننا.. والآن (خايفين) يحصل الانفصال وتريدوننا نجيء ونتورط معكم.).. إلا أن د. الترابي أشار إلى أن المشكلة بدأت منذ زمن بعيد لكن آخر مسؤولين حدثت في زمنهم هم الذين سينسب إليهم الانفصال.
    وأضاف أن هناك تفاهمات بين الإنقاذ والجنوبيين كان من المفروض أن يحاولوا إدراكها لكنهم زادوا الطين بلة.. وعليه نحن حزب قومي لا نريد أن نتحمل مسؤولية الانفصال.
    حروب جنوبية – جنوبية متوقعة
    ونفى أن يكون تجمع أحزاب جوبا كان خدعة من الجنوبيين.. وقال في هذا الصدد: يمكن أن يكونوا استفادوا منا في مرحلة معينة.. لكن بالنسبة لنا كان هذا أول تجمع شعبي مع القوى السياسية الجنوبية وكان فيما مضى من اللقاءات الرسمية فقط لا يذهب إلا رئيس الجمهورية أو قائد الجيش أو وزير من الوزراء لكن القوى السياسية لم يكن لها اتصال بالجنوب..
    وقال د. الترابي إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه لم تتحقق الوحدة في داخله لكون أنه لا يضم أي مواطن جنوبي فكيف يدعو إلى الوحدة وتجنب انفصال جنوب السودان؟
    ورجح رئيس حزب المؤتمر الشعبي أنه إذا انفصل الجنوب يمكن أن تحدث حروب جنوبية - جنوبية وقال إن الجنوبيين أنفسهم يرون ذلك وقال إنني ضربت لهم أمثلة حتى لا يظنوا أني أقصدهم فقلت لهم: هل رأيتم الأفغان فقد كانوا يقاتلون الروس وعندما خرج الروس لم يكن لديهم برامج غير أن يقاتلوا أنفسهم وقلت لهم - والحديث للدكتور الترابي - أنا أخاف عليكم من الحروب القبلية وتكلم معي الجنوبيون بصراحة في هذا الشأن.
    اقتراح أبو الغيط لا قيمة له
    وكان وزير الخارجية المصري السيد أحمد أبو الغيط اقترح تطبيق الكونفيدرالية لحل مشكلة جنوب السودان وتجنب الانقسام وتعليقا على هذا الاقتراح قال الدكتور الترابي: إن هذا الاقتراح لا قيمة له لأنه لا توجد في العالم اليوم علاقات بين دول تسمى بالكونفيدرالية.. هل يقرأ وزير الخارجية المصري كتب القرن التاسع عشر؟.
    والكونفيدرالية اليوم تستعمل للنقابات في فرنسا.. وعليه فإن الجنوب إذا انفصل من حقه أن يكون له جيشه وله جوازاته وله مقعد في الأمم المتحدة.. والعلاقة بين الدولتين قد تكون حربا أو سوقا مشتركة أو الدخول من دون فيزا كما هو الحال بين السودان ومصر فهل بين السودان ومصر كونفيدرالية؟
    وقال إن الخيار حدده الدستور السوداني إما الوحدة أو الانفصال ولا يوجد خيار ثالث.
    وبشأن ما إذا كان يتوقع حربا بين الشمال والجنوب في حال الانفصال قال رئيس حزب المؤتمر الشعبي: هناك قوة دولية تحرس الجنوب وثانيا الجيش الجنوبي أصبح جيشا نظاميا مسلحا له طائراته ودباباته الأمر الذي يجعل من العسير على الجيش الشمالي أن يقاتل العالم ويقاتل الجنوب.. وما اضطررنا إلى الجلوس معا إلا لأن البنادق تساوت ولابد أن يعترفوا بذلك ولو سحقوهم ما كان هناك مشكلة جنوب.
    معاملة غير كريمة للجيش
    وقال د. الترابي: إن الجيش في شمال السودان تمت معاملته معاملة غير كريمة في اتفاقية الجنوب لأنه لم تتم استشارته وأن القوة المشتركة بين الجيشين مصطلح فقط.. كتيبة هنا وأخرى هناك.. ويقال هذا جيش مشترك.
    وفيما إذا كان الترابي يتوقع أن يتدخل الجيش في الوضع السوداني الجاري الآن قال: لا يوجد أحد يحب أن يستعمل الجيش، أنتم لا تتذكرون الغزو الذي جاء من دارفور فقد قامت الحكومة قبل الغزو بأربعة أيام بجمع السفراء وقالت لهم ستأتي إلينا غزوة من تشاد.. وعندما جاء الغزو هل قابلتهم دبابة؟ وهل تدرون كم دبابة في سلاح المدرعات..هناك أشخاص في السلطة يخافون من خروج الجيش والدبابات.
    وتساءل الدكتور الترابي: أليس من الغريب أن يأتي غزو إلى العاصمة ولا يجد أي دبابة في انتظاره؟ فهذه الدبابات لو استخدمت لكسرت كل سيارات الغزاة.. ومن وراء الدبابات المدفعية.. ولو تم هذا ما كان سيدخل واحد منهم أم درمان.
    وفي رده على سؤال عن كيفية معالجة مسألة الخلاف حول نفط الجنوب قال: ليست هناك معالجة والبترول في ولاية الوحدة جنوبي وليس للحكومة إلا أجرة النقل..
    قلنا للدكتور الترابي إن حكومة الإنقاذ هي التي استخرجته وليس الجنوبيون.. فرد بقوله: الإنجليز عندما استعمروا السودان عملوا السكة الحديد فهل عندما رجعوا إلى بلادهم أخذوها معهم؟
    وحذر الترابي من أنه إذا أساء الشمال معاملة الجنوب عقب الانفصال فيما يتعلق بالبترول فقد تأتي شركة وتبني خطا إلى ميناء ممبسا في كينيا وإذا فقد الشمال البترول سيفقد ثلثي الدخل وستضطر الدولة إلى تغطية الفجوة عن طريق فرض ضرائب حادة وعندما تفرض ضرائب على السيارات – مثلا - معناها ضرائب على وسائل المواصلات.. وقد قامت الحكومة بزيادة الجمارك حتى الخبز فقد زادت سعره..
    قلنا له إن الحكومة قالت إنها ستعوض فقد البترول باستخراج الذهب والزراعة فقال الترابي: (أي ذهب.. هذا الذهب الذي يتكلمون عنه يستخرجه الأهالي في شمال كردفان والأبيض وفي القضارف وغيرها وهو شغل شعبي.. الذهب الرسمي الذي كانت تستخرجه الشركات الفرنسية غير موجود.. والزراعة كلها انهارت أنتم لا تعرفون أن مشروع الجزيرة قد انهار ولا تعرفون أن الزراعة في القضارف هي الأخرى قد انهارت وحدث ذات الشيء في مشاريع النيل الأبيض ومشاريع النيل الأزرق وأي مشروع زراعي دخلته الحكومة بأرجلها قد انهار.
    لا صفقة مع الجنوبيين
    سألته الشرق إن كان يتوقع قيام صفقة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية.. قال د. الترابي: إن حدوث هذا صعب لأن الحكومة لم تحسب حسابا للجنوب ولم تخطط له والمشكلة فجأة ظهرت ويقولون الحل بعد ترسيم الحدود وترسيم الحدود لم يتم لأن وجود أبيي مشكلة.. وحفرة النحاس مشكلة أخرى لأن هذه المنطقة الأخيرة المفروض أن تذهب إلى الجنوب.
    قلنا له إن البعض يقول إن الترابي يجب أن يترك السياسة ويصبح مرشدا أو مرجعا فكريا فقال: في نفوسهم أن يقولوا إن الله لا يتدخل معنا في السياسة لكن أنا ما دمت أؤمن بأن الحياة كلها لله لن أتركها إلى أن أموت أو يتوفى الله عقلي لكن قد لا أحتل منصبا ما كنت أريد حتى أن أكون رئيس مجلس وما كنت أريد أن أكون رئيس جمهورية خاصة ونحن عملنا الانقلاب العسكري وكان ممكنا.. لكن أنا ما أحب المناصب الرسمية لأنها تشغلك بشؤون إدارية وحجر أساس واستقبالات ووداعات فلماذا أضيع وقتي، أريد أن أقرأ وأكتب وأسافر.
    الإنقاذ أخافت مصر من الانفصال
    وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض: إن الإنقاذ أخافت مصر من قضية الانفصال ولذلك قامت مصر بإرسال الخطوط المصرية مباشرة إلى الجنوب وقامت بتوجيه عرب سات ليصل إلى الجنوب ودول إفريقية أخرى وعملت الجامعة وقدمت 200 مليون دولار منحة وليست قرضا لحكومة الجنوب.. ولكن الترابي قال إن مصر لن تتضرر وضررها يتوقف على موقف الشمال.. فإذا استفز الشمال الجنوب فإن دولة الجنوب ستنحاز إلى دول منبع النيل وحينها سيبدأ الحديث حول إعادة قسمة الماء وإذا تم ذلك فإن مصر ستتعب جدا.
    هكذا فعلها العسكريون
    من ناحية أخرى كان رئيس حزب المؤتمر الشعبي يتحدث أثناء حفل غداء في الدوحة ضم عددا من المدعويين من المواطنين والمقيمين متناولا تجربة الحركة الإسلامية في السلطة مشيراً إلى أن الحركة تمكنت من السلطة في السودان بغير تجربة حتى تتعظ منها.. وقال إنه عندما قامت ثورة الإنقاذ في يونيو 1989 كانت هناك خطة موضوعة لستة شهور حتى لا تكتشف الثورة وتحاصر اقتصاديا لكن في الوقت ذاته كانت هناك خطة طويلة المدى أقسم عليها العسكريون الذين قاموا بالانقلاب.
    وقال الترابي إننا قلنا لهم- العسكريين - هذا ليس حكم الجبهة الإسلامية وليس حكم العسكر ولاحقا سنبسطه لكل الناس ولكل الأحزاب وحددنا كيف تقوم انتخابات صادقة أحسن من الانتخابات البريطانية وأن نقيم مثل ما أقام الصحابة رضوان الله عليهم لجنة انتخابية (لا تحابي عليا ولا تحابي عثمان الغني) ورتبنا حرية الصحافة أولا ثم الأحزاب والانتخابات وحددنا متى يتم تطبيق اللامركزية وكيف نعامل غير المسلمين وكيف نعامل الجيران وكيف نرتبط مع تشاد وإثيوبيا ومع أوغندا وكينيا بسوق مشتركة.. ولكن العرب الذين يجاوروننا من الشمال (يجن جنونهم) إذا قامت في السودان دولة إسلامية والدول الغربية من ورائهم. وأقسم د. الترابي (والله) خططنا كل شيء بعد الانقلاب لكن العسكر لا يعرفون شيئا يسمى التخطيط ولا العهود ولا المكتوبات وكل شيء كان مكتوبا.. لكن كان الأشخاص من الإسلاميين غير العسكريين في حالة اضطراب.. (فالقلب مع علي والسيف مع معاوية).
    وقال: إن الحركة الإسلامية كانت وضعت خطة للدولة منذ السبعينيات وقال: إننا زرنا الصين ووقفنا على تجاربهم فجاءونا وهم شيوعيون ونحن حزب إسلامي.. لذلك فإن الصين اليوم أكبر متعاون مع السودان سلاحا وتجارة وزرنا مصر والسعودية وأوغندا عقب قيام الثورة وكانوا يظنون أننا نريد أموالا ولكننا نخطط إلى الأمام.
    وأكد د. الترابي أنه ضد وأد الحرية والتعذيب.. وقال في هذا المنحى: (هذه نقولها علنا في محاضراتنا ولا نقولها اليوم حتى لا يقولوا بعدما فعلوها جاءوا يبكون عليها).
    وأكد أن الجنوب سينفصل إلا أن الإسلام لن يضار بل سينتشر في المناطق المختلفة وأضاف: الدين الإسلامي سيمتد وستكون هناك رجعة (بعد الطلاق) بين الشمال والجنوب.
    ونحن في الجنوب لم نبدأ القتال بل بدأنا بالدعوة.. وكنا نقول إن المجاهدين غير العسكريين النظاميين.. فالعسكري النظامي يقتل العدو والمجاهد يكسب العدو ونريد أن نكسب القوة التي تقف وراء العدو.. ولذلك تجد اليوم أكثر الناس المحبوبين في الجنوب هم الذين كانوا مجاهدين.
    وتحدث الدكتور عن قصة اكتشاف البترول في السودان أثناء حكم الإنقاذ وقال: إننا ذهبنا إلى الصين بشأن التعاون لكن حكومات عربية ذهبت بعدنا وقالت للصينيين إن هؤلاء إرهابيون، في محاولة لمنعهم من التعاون معنا.. ثم ذهبنا إلى ماليزيا وقابلنا وزير المالية السابق أنور إبراهيم وكان نائب رئيس الجمهورية فأمر الشركات الماليزية بالدخول في السودان وحاولت الشركات أن تتملص من المشاركة في السودان لكن قال لهم: اذهبوا إلى السودان وقدموا إليهم 200 أو 300 مليون دولار كقرض على ما ستكسبونه لاحقا وتم ما تم.
                  

11-26-2010, 08:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=14793
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الخميس 25-11-2010
    : سقوط المشروع الإسلامي في السودان
    : · ألا يعد الإنفصال حال وقوعه سقوطاً مدوياً للمشروع الإسلامي بالنظر إلى خصائص الدعوة؟

    · صحيح هذا فشل وسقوط للحركة الإسلامية وليس للإسلام كدين. والسقوط هنا سقوط ورسوب للحركة الإسلامية والعاملين في الدعوة الإسلامية, استناداً لسقوط المشروع الذي تبناه الاسلاميون. وهناك فرق بين أن المشروع جيد لكن التطبيق سيئ، مثلاً القوانين التي بين ظهرانينا البرلمان يجيزها بالاجماع, لكن لاتنزل إلى أرض الواقع وتظل معلقة،

    العيب ليس في القانون، كذلك الفشل في تطبيق المشروع وذلك راجع للبشر.



    · السؤال أعلاه واجابته، مما ورد في حوار الزميلة أجوك عوض مع الاستاذ عبدالله دينق نيال، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ومرشحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (الأحداث 11 نوفمبر 2010م). والاستاذ عبدالله، استاذي في الجامعة, كنت منذ أواسط الثمانينات من القرن المنصرم أعرف انتماءه السياسي كحركة الاسلام السياسي السودانية, طبعة الجبهة الاسلامية وقتها، الآن صارت الانقاذ والمؤتمر الوطني والشعبي وصارت دولة ونظام حكم وجماهير وثروات وأجهزة أمنية وقضاء وخدمة مدنية وبنوك ووزراء ومنسقين وولاة وتجار وموظفين كبار ومنظمات مجتمع مدني واعلام وجامعات.. الخ. الخ.. صارت حركة الاسلام السياسي السودانية متحكمة في مصير بلد ضخم ومتعدد, اسمه السودان، مساحته الرسمية حتى الآن حوالي مليون ميل مربع، يقطنه ملايين الناس بمعتقدات وأديان وتقاليد وثقافات وسحنات ولغات مختلفة ومتعددة. لقد تبدل الحال تماماً من زمان, أول معرفتي باستاذي الخلوق الوديع عبدالله دينق نيال، وبين حال اليوم، وعبر ربع قرن من الزمان تقريباً تبدلت أوضاع وأحوال، وضمن دوران تلك الوقائع تسنم عبدالله دينق نيال مناصب وزارية في حكومة الخرطوم ومنصب والي في النيل الأبيض، وترك قاعات التدريس في الجامعة التي رزئت كما حال مواطني الجنوب بوعثاء النزوح والتشريد والضياع، خاصة خلال عهد الحركة الاسلامية الأول بالحكم وبسط مشروعها السياسي الذي كان حصاده الآن ما عبر عنه بصدق معهود فيه، استاذي عبدالله دينق، (السقوط) وهو وصف حقيقي ومطابق للواقع تماماً.



    · ولأن استاذنا دينق اعتبر الانفصال كعلامة رئيسة للسقوط الداوي لمشروع الحكم الاسلامي وللبشر من الاسلاميين السودانيين، فإنني أوافقه الرأي، بيد أني أضيف على ذلك، أن الانفصال الجنوبي المحتوم، يمثل في الحقيقة أحد ذرى السقوط المدوي لمشروع الحكم الاسلامي في السودان، إذ هناك في الأفق تلوح النذر, أن الوطن السودان نفسه بصدد التلاشي والتحول الى كانتونات ذات طبيعة انكفائية عقائدية وعنصرية وجهوية واثنية، ولاندري ما هو وصف ما بعد السقوط في هذه الحالة.



    · لقد سقط مشروع حكم الاسلاميين في السودان قبل أن يحكموا، عندما بنوا فرضية اسلامهم السياسي على الاقصاء للآخرين, ويوم اعتبروا أنفسهم مركز الكون والنخبة المختارة لتمثيل مشيئة الله على الأرض، فجاءت تربيتهم السياسية معتمدة على (قوة العضل) واضفاء القداسة على ممارسة القهر والتسلط باسم الجهاد، والارهاب المادي والمعنوي للآخرين بتهم الكفر والزندقة، وبالطبع لاتلد الحية إلا الحية، فمن أنسد أفقه باكراً عن رؤية تعددية الكون وإختلاف طبائع وعقائد وثقافات البشر لايرجى منه أن يقدم خيراً عندما يصير كبيراً ويغدو حاكماً ومشيراً.



    · سقوط المشروع الاسلامي في تنشئة كوادره على قيم الخير ونسبية الحقيقة واحترام وجود آخرين ومن حقهم أن يكونوا آخرين، وسقط المشروع حين خاصم قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، واعتبر كل ذلك الإرث الإنساني رحب من عمل الشيطان، عندما بدأ الترنح والسير الملتوى؛ فأصبحت الغاية تبرر الوسيلة، وصار مكتب التجار أهم واعلى من مكتب الدعوة، وصارت خزائن المال العام فيئ وغنائم, وأصبحت موارد البلاد كلها مستباحة تحت وهم الصلاح وفلاح البشر من كوادر حركة الاسلام السياسي السودانية, وقع هذا عندما اتوا بالدبابات والتآمر ليتسلموا السلطة غصباً عن إرادة الشعب وضد إرادة المواطنين, سقوط المشروع في مضمار المصداقية والوفاء بالعهد وخانوا امانة العهد الديمقراطي, الذي ترعرعوا في كنفه ووجدوا فيه كل المساحات والفرص متاحة أمامهم للكسب الجماهيري والصخب الاعلامي والتمثيل البرلماني.. لكن لطبع لئيم في تكوينهم الفكري، ولقصر بائن في محتوى تدريبهم السياسي الرشيد، باعوا الآجلة بالعاجلة ومارسوا في الحكم كل صنوف التعذيب البدني والنفسي والمعنوي ضد مجموعات واسعة وكبيرة من أبناء الشعب السوداني, الذي يفترض أنهم جزء منه؛ ولكنهم أظهروا من القسوة والبشاعة وبرود الدم ما جعل قائل يقول: (من أين أتى هؤلاء؟) فقد بدت ممارساتهم لمشروع الحكم الاسلامي في السودان أبشع مما يمكن تصوره, لدى أي نمط أو مشروع حكم آخر أياً كانت طبيعته, فقد أوصلوا الحرب الأهلية الى أعلى ما في الحرب من بشاعة، وشاعت التصفيات وأدبيات القتل على الاشتباه والاختفاء واعدام الأسرى لدرجة أنه وفي لحظة توقيع اتفاقية السلام لم يتم رد أي أسير إلى الجيش الشعبي! الذي قام بتسليم أسراه الى ذويهم..



    · نعم، السقوط المدوي لمشروع الحكم الاسلامي لايحتاج إلى لمبات كهرباء أو فوانيس زيت لإضاءة جوانب عتمته، التي مع الأسف صبت كل أوضارها على إنسان السودان، وبالتالي فإن الموارد ـ وهي دون البشر قيمة ـ مما لا يؤبه حقاً في مثل هذه المعادلات، إذ ماذا يعني اختلاس مليارات الدولارات أو الفساد المالي والاداري, في مقابل ازهاق أرواح ملايين البشر في دارفور والجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق وأقاصي الشرق والشمال وحتى في الخرطوم، في بيوت الأشباح والمحاكم العجولة والاعدام بسبب حيازة عملات.. ماذا يعني انهيار الخدمة العامة أو مشروع الجزيرة أو سكك حديد السودان أو سودانير أو الصناعة أو الزراعة أو قطاع التعليم والصحة والعلاج مقارنة بانهيار الأخلاق، وخفر الذمم وانعدام الوازع الانساني البسيط ناهيك عن الوازع الديني؟ لقد سقط مشروع الحكم الاسلامي في السودان قبل انفصال الجنوب في الحقيقة، عندما انفصل ملايين السودانيين عن حميمية كون لهم وطن فيمموا شطر الملاجئ وإعادة التوطين، هذا غير ملايين النازحين الذين هربوا من ديارهم تحت وقع سنابك خيل الاسلاميين أصحاب مشروع الحكم الاسلامي والتمكين.. لذا، استاذي عبدالله دينق هوّن عليك، فما انفصال الجنوب هو خاتمة مطاف السقوط، بل هو أحد مظاهر العلة الأوضح.. عل المشروع الأساسية التي تسبب السقوط المتوالي له.. أنه باختصار مشروع هلامي وشعار فضفاض حمّال أوجه يصلح لكل مستبد أو ديكتاتور.. وهذا هو أس البلاء..!!



                  

11-27-2010, 08:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    القصة الكاملة لرحلة الحاج آدم يوسف من المنشية للقصر
    اخر لحظة - تقارير
    السبت, 27 نوفمبر 2010 11:37
    يوسف عبد المنان

    - وضعت نيابة أمن الدولة صور د. الحاج آدم يوسف على جدران المتاجر بسوق الخرطوم ومكاتب الدولة وفي الجسور وبعض المركبات العامة، بينما ابتلعت خزائن الصحف ملايين الجنيهات ثمناً لإعلانات في الصفحات الأولى والأخيرة عن مطلوبين للعدالة من قبل السلطات العدلية في السودان، ومن بين المطلوبين د. الحاج آدم يوسف القيادي السابق في المؤتمر الوطني ورئيس اللجنة الشعبية للإنقاذ في بواكير عهد الثورة الظافرة كما يراها الجالسون والواقفون بالضفة اليمنى من النهر.. ويراها الجالسون في الضفة اليسرى انقلاباً على الشرعية والديمقراطية..



    ومسؤولية د. الحاج آدم يوسف تماثل مسؤوليات اللواء بكري حسن صالح والعقيد محمد الأمين خليفة والمحامي علي عثمان والإداري عوض الجاز، ولكن عاصفة الانشقاق المدوي التي ضربت وادي الحركة الإسلامية ومزارعها وسلطتها جعلت الحاج آدم يوسف متهماً في محاولة انقلابية.. ومطلوب من المواطنين المساهمة في القبض على الأستاذ الجامعي الهارب من العدالة، وفشلت الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على رجل كان والياً ووزيراً للزراعة.. يرتدي في الغالب بنطالاً وقميصاً و(جاكيت) دون رباط العنق (الكرافتة) التي يعتبرها الشيعة الاثنى عشرية (لباس أهل الكفر).. وللشيعة فتاوى في لبس البرنيطة كالتي يضعها سلفاكير ميارديت على رأسه، حيث أورد د. علي شريعتي في كتابه (الإمام علي في محنة الثلاثة) من يرتدي البرنيطة اتقاء الحر والبرد حق له ذلك، ومن ارتدى البرنيطة تشبهاً بالكافرين حرمت عليه.

    ود. الحاج آدم يوسف وكثير من الإسلاميين يرتدون (الجاكيت) دون رباط عنق.. فاختفى الرجل عن الأنظار حتى ظهر في دولة أرتيريا كمعارض كانت كل التوقعات والتحليلات والتقارير تشير لاختفاء الرجل في وديان وصحاري دارفور للالتحاق بحركة العدل والمساواة التي لاذ بها كل الفارين من جحيم واقع الإسلاميين الشعبيين بعد المفاصلة في الخرطوم.. حيث لاذ بحركة د. خليل محمد آدم بخيت ود. هارون عبد المجيد والماظ وعشرات (الشعبيين).. لكن د. الحاج آدم يوسف ذهب لجامعة أسمرا وهناك أعتمد كأستاذ جامعي للتدريس وتلك الخطوة وضعت علامة الاستفهام الأولى في علاقة د. الحاج آدم يوسف بحزب المؤتمر الشعبي الذي لا يخفي تأييده العلني لحركة العدل والمساواة التي تعتبرها الحكومة الذراع العسكري لحزب مدني معارض (الشعبي).

    العودة المفاجئة والانتخابات!!:

    - أسقطت الحكومة تهمة التخطيط والتدبير لانقلاب عسكري على السلطة تبعاً للتطورات السياسية التي وصلت عام 2005م للتوقيع على اتفاقية السلام وعاد د. الحاج آدم يوسف من أسمرا التي مكث بها كمعارض يعتمد في رزقه على (الطبشور والكتب والمحاضرات)... لم يتوجه لألمانيا، حيث مقر معظم القيادات الدارفورية المعارضة ولم يلتقِ بدكتور خليل إبراهيم الذي يرفع السلاح جهراً لإسقاط النظام.. تقدم د. الحاج لوظيفة مدير عام مشروع الجزيرة التي فتحتها لجنة إعادة تأهيل المشروع لكل المؤهلين.. وكان تقديم د. الحاج آدم لوظيفة مدير عام أكبر مشروع متعثر في البلاد أول اختبار لصدقية التوجه نحو دولة المواطنة.. وانقسم صناع القرار داخل المؤتمر الوطني ما بين مؤيد لخطوة قادها الشريف ود بدر وهو من البدريين والأبرار الذين لا شك في ولائهم.. ولا قدح في ذمتهم السياسية.. ولكن المعارضين للحاج آدم يوسف نجحوا في إبعاده من المنصب ولم تشفع له شهاداته وخبرته ودفوعات د. عبد الحليم المتعافي والشريف ود بدر الذي قال للرئيس لقد (أؤتمن د. الحاج علي وزارة الزراعة فكيف لا يؤتمن على مشروع كالجزيرة).. ذهبت التقديرات لتعيين واختيار مجلس إدارة المشروع لدكتور صديق عيسى المدير الحالي للمشروع، وظل الأستاذ الجامعي يرفض العنف وداخل أجهزة حزب المؤتمر الشعبي تقدم بأطروحات جريئة جداً في المسألة الدارفورية وجه من خلالها انتقادات عنيفة جداً لسلوك الحركات المسلحة في دارفور والوجه (العنصري) الذي يكسو الممارسات والشعارات التي ترفعها الحركات المسلحة.. وظل الحاج آدم يتعرض لضغوط كثيفة من قبل عشيرته البني هلبة في جنوب دارفور الذين لهم الفضل في القضاء على حملة داؤد يحيى بولاد التي عبرت حدود بحر الغزال حتى مشارف مناطق الفور قاصدة جبل مرة.. وللحاج آدم قواعد عريضة في جنوب دارفور جعلته ينافس مرشح المؤتمر الوطني عبد الحميد موسى كاشا في الانتخابات الأخيرة، لكن الأصوات التي حصل عليها د. الحاج منحت المؤتمر الشعبي (5) مقاعد في المجلس الوطني الحالي يتقدمهم د. إسماعيل الذي فاز في دوائر التمثيل الرئيسي بفضل الأصوات التي حصل عليها الحاج آدم يوسف في الانتخابات، كما أن الأستاذة نجاح إبراهيم الرزيقي شقيقة الصحافي الصادق الرزيقي فازت بمقعد نسائي من جنوب دارفور متدثرة برداء المؤتمر الشعبي وزميلتها في المدارس الأولية عائشة أبكر.. ولم يبدِ د. الحاج تبرماً من نتائج الانتخابات التي كانت في دارفور باردة شمالاً وغرباً، وساخنة في الجنوب، حيث يبدي الإسلاميون في المؤتمر الوطني تعاطفاً مع د. الحاج آدم يوسف الشيء الذي دفع قيادياً في قامة مفضل إبراهيم للقول (الالتزام الصارم جعلنا نصوت لكاشا وقلوبنا مع الحاج آدم يوسف الذي تتلمذنا على يديه، وكان كاشا من ألد خصومنا).

    حكومة ما بعد الصناديق:


    - تعيين علي محمود كوزير مالية في الحكومة الاتحادية شكل حدثاً مهماً له دلالاته السياسية، حيث هنأ د. الحاج آدم يوسف الوزير الجديد وبمنزله واعتبر الخطوة اتجاهاً إيجابياً لتصحيح العلاقة بين الهامش أو الأطراف والمركز القابض على السلطة، ومن هنا بدأت خيوط التلاقي وفتح أبواب الحوار بين د. الحاج وقيادات عليا في الحكومة والمؤتمر الوطني، في الوقت الذي أخذت خطوات التباعد في الاتساع بين د. الحاج آدم يوسف من جهة، والشيخ حسن الترابي الذي أثارت أطروحاته ورؤيته الإصلاحية التي قدمها في أجهزة المؤتمر الشعبي حنقه الشديد، فتباعدت المسافات بين الترابي وابن البني هلبة شديد التدين وتفيض جوانحه محبة للشيخ الترابي وثقة في الرئيس البشير حتى في أوج الأزمة..

    وخيوط الاتصالات بين (علي محمود والحاج آدم) أخذت منحى جديداً بلقاءات جمعت الرئيس البشير بالحاج آدم، وحينما طرح د. غازي صلاح الدين مشروع إستراتيجية دارفور الجديدة على د. الحاج علي (انفراد)، تجاوزت المناقشات والتفاوض إستراتجية دارفور.. لقضايا السودان الشائكة جداً والتي يصعب حلها في غياب توحيد الصف الإسلامي كما دعا لذلك غازي صلاح الدين..

    ورغم الآراء والأفكار التي يطرحها الحاج آدم يوسف المغايرة لفلسفات المؤتمر الوطني حول الحكم الولائي.. وجدت آراؤه الارتياح من قبل الرئيس البشير الذي استقبل د. الحاج آدم يوسف بمنزله في أواخر الأسبوع قبل الماضي.

    الحاج مطلوب في الوزارة:

    - قبل إعلان انضمام الحاج آدم للوطني اهتمت بعض دوائر المؤتمر الوطني بمشروعات التنمية التي يتم تنفيذها حالياً في دارفور، ولتنسيق الجهود الاتحادية والولائية عيّن الرئيس الوزير السابق مفضل منسقاً لتلك المشروعات برئاسة الجمهورية، وتقدم وزير المالية بمقترحات لتعيين د. الحاج آدم يوسف في منصب المنسق بدرجة وزير لمشروعات الطرق في دارفور حتى تصبح المسافة قصيرة بين المتابعة الميدانية ومتابعة تسييل المال، لكن قيادات في الوطني طرحت اسم الحاج آدم يوسف لمنصب كبير جداً في المؤتمر الوطني وربما يشغل أمانة مهمة ظلت تتقلب بين القيادات.


    ويرفض الحاج آدم يوسف ربط موقفه الأخير بالتعيين في المناصب التنفيذية أو السياسية ولكنه مهتم جداً بالعلاقة بين المركز والأطراف وكيفة تصحيح الصورة الشائهة لقبضة المركز على المال والثروة حتى لا يذهب الجنوب لسبيله بعد شهور معدودة وتنفجر أزمات أخرى.


    : السبت, 27 نوفمبر 2010 11:38
                  

11-27-2010, 08:49 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)

    توقيعات على دفتر العزاء!!
    الهندى عز الدين


    2010/11/25 - 11:37


    { حال البلد هذه الأيام يستحق الرثاء.. فمن يكتب لنا قصائد الرثاء؟! نحتاج إلى المزيد من الدموع.. فربما تخرج الابتسامة من رحم الوجع.. من صلب الأحزان..!
    { كتب الأستاذ «محجوب فضل بدري» بالزميلة «آخر لحظة» عموداً بعنوان (الجفلن خلَّهن.. أقرع الواقفات) وفيه يدعو إلى التسليم بانفصال الجنوب، فقد (جفل) وانتهى أمره، ودعا إلى التفرغ إلى (الواقفات).. ويقصد دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. لكنني أحتاج أن أهمس في أذن السكرتير الصحفي السابق لرئيس الجمهورية، وقد كان أحد أقرب المقربين إلى الرئيس، وبالتالي مازالت بجعبته الكثير من المعلومات والأسرار، أهمس في أذنه ولا أذيع سراً إن قلت له: يبدو أن قيادتنا وحكومتنا الرشيدة لن تجد أيَّ (واقفات)، فقد (جفل) الجميع!! فاقرعوا الجميع.. وهذا هو المفروض..!!


    { أمَّا الأستاذ «عثمان ميرغني» فما زال يحاول جاهداً التقليل و(التبخيس) من شأن انفصال الجنوب، ويدعونا في عمود بعنوان: (فضوها سيرة)!! على طريقة «الإخوة المصريين» الذين درس بينهم، إلى أن نتجاوز (اللت) و(العجن) في موضوع التحذير من الانفصال، لنتفرَّغ إلى بناء دولة في (الشمال)، شمال خط عرض (12) درجة.. تنعم بالأمن والاستقرار والتنمية والرفاهية..!! «عثمان ميرغني» يقول (فضوها سيرة).. وكأننا مجموعة صغيرة تتجادل حول نتيجة مباراة (هلال - مريخ) على «تربيزة كوتشينة»..!! وليس شعباً عدده (40) مليون مواطن كانوا يعيشون في (دولة واحدة) على مساحة مليون ميل مربع منذ (55) عاماً، سيُفاجأون بعد أقل من شهرين بأنهم صاروا (شعبيْن)، و(دولتيْن).. ستتغير (خريطة) السودان، لن تكون هي التي درستها يا عثمان، ودرسها أبناؤك في المدارس الابتدائيَّة..

    سيتبدل الحال، ستتغير الملامح وتضاريس الجغرافيا.. وثوابت التاريخ..!! لن يقول أحد بعد يناير القادم عبارة (من حلفا إلى نمولي).. سيحتاج المواطن الجنوبي إلى مراجعة قسم الأجانب بوزارة الداخلية لتوفيق أوضاعه.. مثله مثل أي «أجنبي».. ستتمزق أسر وعائلات كثيرة من أب شمالي.. وأم جنوبية أو العكس.. ولهذا قالت «إخلاص قرنق» متسائلة: (أين مفوضية تقسيم الأرحام والدماء).. فبكى الأسد الهصور «نافع علي نافع».. ولم يبك من قبل على مرأى ومسمع و«فلاشات»..!! يبكي «نافع» و«غندور»، و«عثمان ميرغني» يقول ببرود يحسده عليه «الإنجليز»: (فضوها سيرة)!! منتهى العقلانية.. والحكمة.. والهدوء..!! ورغم ذلك أرجو أن تتحق (أحلامك) بأن تنعم الدولة شمال خط (12) درجة بالأمن والاستقرار والرفاهية..!!


    عن أيِّ استقرار تتحدَّث وحركات دارفور المتمرِّدة تجتمع في «جوبا» منذ أسابيع.. لتعلن مرحلة جديدة من مراحل الحرب في غرب السودان..؟! هل تخدَّرون الشعب يا عثمان.. أم تضحكون عليه؟!
    { أمانة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم تحتاج إلى رجال يملأون المقاعد (الشاغرة)، خاصة أمانة الاتصال التنظيمي.. رجالٌ لا يعرفون (الصراع) على سيارة «برادو» في منظمة سودانية لتحرير «القدس»!! حجَّاً مبروراً يا (شيخ) إدريس..!! على حسابك.. وللاَّ حساب الحكومة..؟!! قال القدس.. مسكينة «القدس» كان راجياكم..!! أبشر بطول سلامة يا «نتنياهو»..
    { وحسبنا الله ونعم الوكيل.


    التعليقات (13 مرسل):
    النذير سليمان في 2010/11/25 - 11:56

    الاخ: الهندي عزالدين
    السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
    والله العظيم يا استاذ ولادتك ما خسارة.
    انا من اكثر المعجبين بكتابتك، ولم افارق عمودك منذ مقالك المشهور ( وما زال البلاغ مفتوحا). انا بدرس مختبرات طبية، لكن والله خليتني ارغب دراسة الاعلام. وبكل صراحة اتمنى ابقى مثلك. وحاليا اتشبه بك...
    تشبهو إن لم تكونو مثلهم. إن التشبه بالكرام فلاح........


    -1
    ,مواطن من الشعب السوداني الفضل في 2010/11/25 - 11:57

    اخي الهندي ومازال الليل طفل يحبو علي ركبتيه ومازال الامر غامض ومازال اسحاق احمد فضل يغني في اخر ليلاه والباشمهندس الطيب يعزف يوميا لحن الوداع والم الفراق بالنسبه لنا كمواطنين مخلصين للتراب هل اصبحنا دقه قديمه عندما ننادي بحبنا ونجهر به من يهون علينااخي الايام حبلي بالمفاجات والاخبار هكدذا اتخيل وهكذا اري لا اعتراف بالاستفتاء
    وحرب قبل بدايه الاستفتاء تشتعل في ابيي وفي النيل الازرق بعض الهجمات في جوبا تفلتات امنيه في الخرطوم اطلاق نار عشوائي في شوارع الخرطوم ماذا ستكون عناوين صحف الخرطوم في ما تبقي من زمن اكاد اراها واكاد اسمع الاصوات ومن كل الاتجاهات وما نرجوه ونتمناه
    ان يحفظ الله السودان وشعبه الفضل


    0
    Ramli في 2010/11/25 - 12:06

    لماذا تظنون أن الاسر ستتمزق بعد الانفصال ، هناك سودانيون متزوجون من أجنبيات من دول مختلفة ولا أعتقد أنهم يعانون من تمزق .


    0
    محروق ومطرشق في 2010/11/25 - 12:22

    أرجو أن تتكلموا عن الذين باعوا الجنوب كله بدون مقابل .... وسحبوا الجيش والشرطة والامن بدون مقابل ..... وكل الوزراء والولاة الا واحدا ...... وكل الميديرين و و بدون مقابل....... و تنازلوا عن النائب الاول و30 % من السلطة بدون مقابل ....... و10% من الوزراء في الولايات الشنالية بدوت مقابل .... و30% من الوطائف بدون مقابل....50% من البترول و الاقتصاد بدون مقابل.... وسمحوا لضباط الحركة يفعلوا اشياء في الشمال لا استطيع ذكرها.... وحق تقرير المصير بدون مقابل.....و النيل الازرق وجنوب كردفان وابيي بدون مقابل... و العاصمه نص علمانية بدووووووووووون مقابل.... من هم هل هم مننا شماليون مسلمون .. في الانقاذ اخوان الزبير وشمس الدين؟؟؟؟؟ ...

    اليوم يشتكون من الحركة والله نعجب ان يشتكي نافع من الحركة


    0
    مجاهدحسن في 2010/11/25 - 13:35

    من كان يعتقد ان انفصال الجنوب عن الشمال سيحل مشكله اوسينعم اهل الشمال بالامن والطمأنينة والرخاء فإما ان يكون هذا الشخص وهمان اوحيران حتي لوكان عثمان ميرغني او الطيب مصطفي فانهم يطمئنو في انفسهم ٠اولهم مصلحة من هذا الانفصال٠٠لقد تبقي ايام تعد باصابع الايد والي الآن لم تتحرك الحكومة ولو بالقلب لانه اضعف الايمان٠ هل اهل المكاتب والمناصب الرفيعة لايزالون في نوم عميق ام انهم يردون عندما تحل الطامة الكبري يهرولو ويغادرو للخارج ٠ام ماذا ٠ياناس اصحو ياناس حديث المدينةو زفرات حري يامن درستم الهندسة انظرو الي الامور بعين الحكمة٠ولاتدعو الشيطان يلعب بكم ويصور لكم انكم علي الصواب ٠لان السودان الآن في حالة الوحدة واستقرار مافي وشريكي الحكم في حالة تصادم مستمر٠يعني اذا لاقدر الله وانفصل البيحصل شنو٠حانسمع اسرائيل عملت قاعدة وامريكا قاعدة والكل قواعد لمحاربة اهل الشمال ٠ليفسدو اخلاقة ودينه وكرامته ونصبح مثل العراق وغيرها من الدول المستعمرة اليوم٠


    0
    أبو أســـــــــــــــــــــــــــامة في 2010/11/25 - 18:02

    لو كان اسدا هصورا لما اوصلنا الى مانحن
    فيه .. اخى الهندى الانقاذ لايوجد بها اسد هصور


    0
    شيخ ادريس في 2010/11/25 - 18:38

    اولاانا على يقين انك لن تنشر ردي على عمودك بالثلاثاءبعداطلاعك عليه ....ثانيا لست جائعااومتسولا.... على موائدالحكومةحتى احج على حسابها امامؤسسةالقدس يكفي انه في سبعةاشهر وبمجهودات خاصةقدمنالهانصف مليون دولار قال .........قال


    0
    عمار عوض في 2010/11/25 - 19:41

    أخى الهندي
    في تعليقى على مقالك السابق ذكرت أن البلد تسير نحو شفير الهاوية التى سيسقط فيها هذا الشعب أحكى لك قصة حقيقية والله على مااقول شهيد وهي مثال لتمزق الأسر أتمني نشرها وهى هنالك طالبة تدرس بالصف الثامن أساس بأحد المدارس الخاصة بالخرطوم سألنها زميلاتها عن الانفصال وهل ستستطيع مواصلة مسيرتها التعليمية مع أبناء دفعتها أجابت وهي تبكى أنهم سيسافرون الى الجنوب للتسجيل خلال الايام القادمة واحتمال عدم جلوسها لامتحان شهادة الأساس معهم الأمر الذى أدي لبكاء بعض الطالبات معها


    0
    علاءالدين ابوحربة في 2010/11/25 - 21:49

    والله انت الراجل يا استاذ الهندي .......اي شخص بطالب بالانفصال بصراحة ده ما وطني ولا بحب السودان ويبقى مرتزق ليس الا


    0
    يحي ادم بابكر في 2010/11/26 - 08:31

    عغزيزي الهندي انا لست من المتناطحين السياسين اي كان انتماءهم بامكانك فهمي بالمراقب الذي يقرا ليعرف وليس اكثر لكن ماقمت بلخيصة من اسباب تدعونا للبكاء علي وحدة السودان لا اعتقد فية الكفاية لنفعل لاننا وللامانة لا نعرف للسودان هذة الوحدة والعيش في سلام الا في كتابات البعض منكم باللة عليك بماذا ارتبطت في مخيلتك تجاة الجنوبيون غير ان تسمع بان فلان مات -مات وين في الحرب - الحرب وين في الجنوب علما بان فلان هو سوداني ومسلم ناهيك من ان يكون قريبك دعهم يرحلون ويحلو عنا


                  

12-20-2010, 07:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2010+2 (Re: الكيك)



    استهجن تحقيق القضائية والشرطة في جلد «فتاة الفيديو»

    البشير:لا مجال للحديث عن تعدد الأعراق والثقافات عقب الانفصال


    الخرطوم: القضارف: الصحافة:
    20/12/2010

    استهجن الرئيس عمر البشير اعلان السلطة القضائية التحقيق في كيفية تنفيذ عقوبة الجلد على (فتاة الڤيديو)، واعتبر ان الخطوة جاءت اقامة لحد من حدود الله، واعلن في الوقت نفسه عن مراجعة الدستور ،بعد انفصال الجنوب وتنقيته من اية نصوص غير اسلامية (والكلام المدغمس زي السودان بلد متعدد الاديان الاعراق واللغات)، مؤكداً ان (الاسلام سيكون هو مصدر التشريع الوحيد والعربية لغتها الوحيدة).
    وحمل البشير، الذي كان يتحدث في الاحتفال بأعياد الحصاد بالقضارف أمس، في شدة على الحملة الاعلامية التي صاحبت جلد الفتاة التي ظهرت في احد مقاطع الڤيديو،وقال ان الذي يرى ان اقامة حد الله تسئ الى سمعة البلاد عليه ان يراجع ايمانه «يتوضأ ويصلي ويستشهد»، وشدد على الا مجاملة او تهاون او مداهنة ولا حرج في في ذلك وزاد: « سنطبق حدود الله بالجلد والقطع والقتل والصلب «،وتساءل البشير عن لماذا تتجه السلطة القضائية والشرطة للتحقيق في تطبيق الحدود، واضاف «التحقيق في شنو؟».
    واعلن البشير عن تعديل الدستور في حال انفصال الجنوب ، وتنقيته من اية نصوص غير اسلامية واضاف»كل الكلام المدغمس زي السودان بلد متعدد الديانات والاعراق واللغات تاني مافي، ومصدر التشريع الوحيد سيكون الشريعة الاسلامية واللغة العربية هي اللغة الرسمية»، وشدد على ان انفصال الجنوب لن يكون نهاية الدنيا،مشيراً الى تخوف البعض من فقدان البترول كمصدر اقتصادي، وقال ان السودانيين كانوا يعيشون بخير قبل استخراج البترول والآن هناك مصادر اخرى مثل الذهب ظهرت ويمكن ان تكون بديلاً لبترول الجنوب، واكد ان بترول الشمال واعد وبكميات اكثر.

    -----------------------

    ا


    بيني وبين الأستاذ علي عثمان محمد طه!!
    بواسطة: مدير الموقع
    بتاريخ : الإثنين 13-12-2010 04:16 صباحا



    زفرات حرى: الطيب مصطفى

    [email protected]

    عاصفة من الاحتجاجات سمعتها وقرأتها تعليقاً على بعض المقالات الناقدة لاتفاقية نيفاشا أخذ بعضها منحى غريباً وما ظننتُ أننا بلغنا ذلك الدرك السحيق من التردي وقد أصابني غمٌّ شديد





    ليس بسبب ما لحق بي من هجوم اعتدت عليه بل أراه أمراً طبيعياً بعد أن هيأتُ له نفسي واعتدته منذ أن جردتُ قلمي وأشهرته للدفاع عن رؤيتنا الفكرية والسياسية لحل مشكلة جنوب السودان والتصدي لمن يُنكرون علينا الصدع بها كونها تحتاج إلى قوة في الطرح وشجاعة في مواجهة سلطان العادة وروح القطيع التي هيمنت على العقول والأفئدة على مدى عقود من الزمان.. أقول أصابني غمٌّ شديد أن الاحتجاجات والنقد اتخذ منحى غريباً تراوح بين البُعد القبلي والبُعد التجريمي وقد أتقبل البُعد الثاني كونه من مظاهر العمل السياسي لكني أُنكر أن يظن بعض الناس فيما أكتبه بُعداً قبلياً فذلك مما أدهشني بحق وكشف لي درجة التردي في العمل السياسي التي انحدرنا إليها.

    أعلم أن بعض محبي الأستاذ علي عثمان محمد طه قالوا إنني حمَّلته المسؤولية الكاملة عن كل مخرجات نيفاشا وكأن القرارات تصدر عنه وحده وليس عن مؤسسة الحزب الحاكم أو بدون تفويض من الرئيس وبالرغم من اعتراضي على الطريقة التي أُديرت بها مفاوضات نيفاشا والتي لم تُعرض حتى على مجلس الوزراء أو البرلمان إلا بعد توقيعها بالرغم من أنها أخطر وثيقة في تاريخ السودان السياسي منذ الاستقلال إلا أنني لم أخوِّن الأستاذ علي عثمان.. كيف أخوِّن رجلاً كان ولا يزال مثالاً للطهر والزهد والاستقامة والتجرد والأخلاق الكريمة؟

    لقد كتبتُ من قبل مقالاً عن شخصية الأستاذ علي عثمان الذي عاصرته منذ المرحلة الثانوية وقلت إنه رجل بنى مجده الشخصي بمؤهِّلات ذاتية مركوزة في شخصيته القيادية التي تخطت به الرقاب وتجاوزت به الأكبر سناً وسبقاً منذ ترؤسه لاتحاد «الخرطوم الثانوية» ثم اتحاد جامعة الخرطوم ثم تزعمه للمعارضة إبان فترة الديمقراطية الثالثة في ثمانينات القرن الماضي ولا أزال مقتنعاً بقدرات الرجل وكنت حينها قد استشهدت بمقولة الإمام علي كرم الله وجهه: «إن قيمة كل امرئ ما يحسنه» ذلك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يُولِّ أبابكر الصديق أعظم البشر بعد الرسل والأنبياء قيادة الجيوش كما لم يولِّ سيف الله خالد بن الوليد إمامة الأمة وخلافة المسلمين.

    صحيح أنني كثفت من نقدي لنيفاشا خلال الأيام الأخيرة وما ذلك إلا لأننا نعيش أجواءها هذه الأيام التي تعتبر الأخطر في تاريخ السودان فنحن بين يدي إعادة تشكيل جغرافية وتاريخ وهُوية السودان ولم تبق لنا إلا أيامٌ قليلة هي التي تحدِّد مسار المستقبل ولا أخفيكم أني أرى أن تنازلات كثيرة قد قُدِّمت خلال مفاوضات نيفاشا وأرى أن أمريكا وأوربا وما يسمى بالمجتمع الدولي يتكأكؤون علينا هذه الأيام بنفس الصورة التي شهدناها قُبيل توقيع نيفاشا وهل أدل على ذلك من زيارة مجلس الأمن للسودان وهو الأمر الذي حدث خلال الشهور الأخيرة قبل توقيع نيفاشا حين زار مجلس الأمن حينها نيروبي مكثفاً الضغوط التي تتكرر هذه الأيام بغرض تقديم تنازلات جديدة حول القضايا العالقة التي أرى أنها ستحدِّد مصير الشمال الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق استقلاله الحقيقي ومن تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الإنجليز في حقه حين زرعوا شوكة الجنوب السامة في أحشائه حتى تفتك بجسده وتُرديه قتيلاً.

    على هذه الخلفية كتبت مقالاتي مذكِّراً بأجواء نيفاشا التي تهبُّ علينا مجدداً بضغوطها وعصاها وجزرتها وخواجاتها ومحذِّراً من تكرارها.

    صحيح أنني ذكرت الأستاذ علي عثمان بالاسم في مقالين أحدهما وهو الأهم كان تعليقاً على تصريح أدلى به وزير بريطاني زار السودان مؤخراً ولم يقل ذلك التصريح إلا داخل منزل السفير البريطاني حيث قال إن علي عثمان تعهد له بأن الجنوبيين سيُمنحون الحريات الأربع في الشمال وهو أمرٌ أزعجني وجعلني أستفسر عما إذا كان ذلك قد تم بالفعل حيث إني أعتبر هذا الأمر «الحريات الأربع» من القضايا الخطيرة التي لا ينبغي أن تناقَش أو أن تقدَّم بشأنها تنازلات لارتباطها الوثيق بأمن الشمال القومي ويُفترض أن تُترك إلى وقت لاحق ويُقرَّر بشأنها في ضوء علاقة الدولة الجديدة بالشمال فإن كان الانفصال سلساً يمكن أن تُمنح واحدة من تلك الحريات بعد مُضي سنوات يطمئن خلالها الناس إلى أن الحركة لا تضمر شراً للشمال ولا تفكر في إقامة مشروع السودان الجديد في أراضيه ولا تسعى لزرع عملاء يفتّون في عضد الدولة خاصة وأن باقان الحركة وعرمانها أفصحا عن اعتزامهما العمل لإقامة مشروع السودان الجديد في الشمال بعد الانفصال فهل نزرع الشوك في أحشائنا ونُدخل أحصنة طروادة في أرضنا تمهيداً للاجتياح الكبير؟!

    استنكر البعض كذلك دعوتي إلى انقلاب داخل الإنقاذ بعد نقد عنيف لنيفاشا التي قلت إني أرى أن روحها لا تزال تسري في أجسادنا مستشهداً بحالة الضعف التي تعاني منها والتي بلغت درجة أن يُعزل الرئيس داخل بلاده من قِبل زوار السودان من وسطاء الدول المعادية بعد أن عُزل في الخارج من قِبل من نستقبلهم بالأحضان رغم علمنا أنهم يحملون سكاكينهم للإجهاز علينا تماماً كما فعلوا للعراق وهو يستقبل مفتشيهم الذين كانوا يجوسون خلال الديار ويتآمرون إلى أن أطبقوا على عاصمة الخلافة الإسلامية وشنقوا رئيسها.

    لم أقصد من كل كتاباتي إلا التحذير من أن تتلبسنا روح نيفاشا وتحملنا على تقديم تنازلات حول قضايا مصيرية توردنا موارد الهلاك ولم أقصد أن أسيء إلى شخص الأستاذ علي عثمان الذي لا أزال أحترمه وأكنُّ له تقديراً كبيراً لكني أرفض أن يتم التنازل عن شبرٍ واحد من أرض الشمال وأطلب أن نأخذ حِذرنا ونعدَّ العدة لأسوأ الاحتمالات ونستخدم الأوراق المتاحة لنا لا أن نهدرها ونمزقها بحسن نية لا تُجدي مع من جرّبنا غدرهم ولا نزال نقرأ عن مخططاتهم ومكرهم الذي تزول منه الجبال.

    بلغني كذلك أن الأخ الفريق صلاح قوش ظن أني خوّنته بذكر تصريح أدلت به مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جينداي فريزر لصحيفة الواشنطن بوست بالرغم من أني لم أذكر صلاح بالاسم وقلت «دعونا لا نصدق ما ذُكر» ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما أوردت ذلك التصريح وأقر بأن عباراتي كانت حادة في تناول نيفاشا وتداعياتها وكذلك تناول القضايا العالقة التي يجري التفاوض حولها الآن، لكن أرجو ممَّن غضبوا جميعاً خاصة الأخوين علي عثمان وصلاح قوش أن يعلموا أنه لا توجد مشكلة شخصية مع أيٍّ منهم لكنه الحرص على مستقبل هذه البلاد من أن تضيع بين أنياب المغول الجدد وكل الذي أرجوه وأطلبه وقد تبين مكر الأعداء أن نرفض تقديم أي تنازل وأن نجهِّز أنفسنا ونعدّ شبابنا الذين ما خذلونا أيام الجهاد والاستشهاد.

    إن السودان الشمالي يشهد هذه الأيام ساعات طلق الميلاد الجديد فإما أن يكون المولود مشوهاً وإما أن يكون معافى وينبغي أن تُحشد جميع الطاقات في سبيل الخروج بسودان شمالي قوي ومعافى، ولا يتأتّى ذلك إلا بالصمود أمام ضغوط الأعداء بما فيهم الحركة الشعبية ذات الارتباط الوثيق بالأجندة الصهيونية والأمريكية والغربية الأمر الذي يستدعي استنفار هذا الشعب للحفاظ على أرضه وهُويته «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ ٭ إِلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

    لقد سعدتُ والله أن القيادة العامة للدفاع الشعبي قد زأرتْ أخيراً وبشّرتْنا بأنها جاهزة بأكثر من مليون مقاتل للذود عن حياض هذه الأرض الطاهرة وها هي رائحة علي عبدالفتاح تعبق مجدداً وها هي روح اللواء عبدالمنعم الطاهرتطلّ علينا من وراء الغيب وها هي برامج ساحات الفداء يُنفض عنها الغبار من جديد وها هي البلاد تنزع عنها ثوب الاسترخاء لتعلن أنه لا تراجع ولا تنازلات عن شبرٍ من أرضنا ليدوس عليها باقان وعرمان وبنو علمان ويعيدوا سيرة أولئك العملاء ممَّن دخلوا بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية.

    أختم بأن أقدِّم اعتذاري لكل من أصابهم رشاش كلماتي في مقالاتي السابقة وليتهم قدَّروا أني ما كتبت ما كتبت لتحقيق أجندة شخصية وإنما حرصاً على هذه البلاد وهُويتها من أن تضيع ويفترسها الأعداء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de