أسمرا - فائز الشيخ السليك الحياة 2004/11/28اتهم قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحكومة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية في (ولاية اعالي النيل)" واعداد مخطط لاشعال ا" /> أسمرا - فائز الشيخ السليك الحياة 2004/11/28اتهم قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحكومة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية في (ولاية اعالي النيل)" واعداد مخطط لاشعال ا /> فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب

فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2004, 09:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب


    قيادي في "الحركة الشعبية" يتهم الخرطوم بالإعداد لإشعال حرب جنوبية ـ جنوبية
    <

    >أسمرا - فائز الشيخ السليك الحياة 2004/11/28


    اتهم قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحكومة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية في (ولاية اعالي النيل)" واعداد مخطط لاشعال الحرب في الجنوب بالتواطؤ مع عناصر جنوبية. ويأتي الاتهام في الوقت الذي تعهد الجانبان اللذان باشرا أول من امس مفاوضات في كينيا, التوصل الى اتفاق سلام نهائي قبل نهاية الشهر المقبل.

    وقال فاغان اموم وهو مفاوض اساسي مع الخرطوم وقيادي نافذ في حركته "ان الحكومة وضعت نفسها في حال تأهب قصوى للبحث عن مخرج للتنصل من تعهدها لمجلس الامن في نيروبي والتوقيع على اتفاق سلام نهائي الشهر المقبل.

    واضاف في حديث الى "الحياة" ان احد هذه السيناريوات "زعزعة جنوب السودان وتفجير حرب جنوبية ـ جنوبية" مؤكداً ان الخرطوم باشرت تعبئة ميليشيات مسلحة من قبائل النوير والفلاثة ورفاعة الهوى للقيام بهجمات ضد قبائل الدينكا والشلك والجيش الشعبي (الجناح العسكري للحركة الشعبية) في المنطقة". وقال "ان هذا العمل بدأ بالفعل, وقد ارتكبت هذه الميليشيات ابادة جماعية في اعالي النيل".

    وأعرب اموم عن اعتقاده بأن "المخطط الحكومي يهدف الى خلق فوضى في الجنوب, واقناع المجتمع الدولي بعدم قدرة الجنوبيين على ادارة شؤونهم. ان الخرطوم تورطت بعدما حددت سقفاً زمنياً. وتريد الآن التنصل (من تعهدها) وفي الوقت ذاته لا تريد ان تتحمل المسؤولية" واشار الى "قيادات جنوبية مثل بونا ملوال وزير الثقافة والاعلام السابق وجوزف لاغو نائب الرئيس السوداني السابق جعفر نميري في المخطط الحكومي" متهماً هذه القيادات بـ"الخيانة والافتقاء الى الرؤية وافتقار الشعبية", وتتهم "الحركة الشعبية" الخرطوم بالسعي الى شق صفوف الحركة في وقت راجت معلومات عن خلافات بين قرنق ونائبه سلفاكير. وحذر اموم من "انقلاب السحر على الساحر وانتقال الحرب الى الخرطوم بعدما تشتعل الحرب في الجنوب والشرق والغرب", معتبراً "ان غالبية سكان العاصمة الخرطوم هم من العناصر العرقية في اطراف السودان وتفجير حرب اهلية على غرار الحرب مع دارفور تعني نقل الصراع الى الخرطوم", مؤكداً "استعداد الحركة لخوض الحرب في أي مكان وأي زمان اذا ارادت الحكومة عدم المضي في طريق السلام" وشدد: "سنرد بعنف وسنلاحق حكام الخرطوم في أي مكان" الا أنه أكد "تمسك الحركة بمبدأ مساومة تاريخية بسلام شامل وتحول ديموقراطـي".


                  

11-27-2004, 09:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: الكيك)

    منذ عودته للبلاد يشن الاستاذ بونا ملوال هجوما مكثفا علي الدكتور جون قرنق ويصفه بعدم الجدية وتضييع الزمن وممارسة الدكتاتورية ...الا ان اللافت للنظر اكثر هو استغلال الحكومة لجوزيف لاقو من وقت لاخر وبعد ان ينتهى من مهمته تهمله لتتذكره مرة اخرى عندما تريد شق ابناء الجنوب والتفريق بين الاستوائيين والقبائل النيلية ...
    وفى هذه الايام يتواجد جوزيف لاقو فى الخرطوم يهاجم جون قرنق عبر الاجهزة الرسمية والحكومة تنظم له المؤتمرات الصحفية تحت غطاء الحوار الجنوبي الجنوبي وكل شىء مكشوف ومعروف الهدف منه لانه سلوك غبي ورؤيته قصيرة ونتائجه مدمرة للاخوان المسلمين على المدى القريب والبعيد خاصة وان مثل هذه الاساليب التى يتبعونها لم تقدم لهم ما يتوقعونه غير الخراب لهم ولتنظيمهم وللبلاد ..
    جوزف لاقو يكن حقدا شخصيا لقبيلة الدينكا ومشاكله مع ابيل الير معروفة وهو من تسبب فى هذه الحرب اللعينة بعد اصراره على النميري لخرق اتفاقية اديس اببا لانه لم يستطع الوصول للمجلس التنفيذى العالى بالانتخاب فلجا للتخريب واستجاب له الجاهل وهو شريك فى الخراب الذى حل ببلادنا مع نميري وغيره ويتحمل جزء رئيسي من مسؤولية الحرب ويجب ان يحاكم امام محكمة وطنية ...ومثله لا يمكن ان يكون مصلحا او يقود حوارا وطنيا او جنوبيا جنوبيا ..لهذا فاننى اوافق الاخ فاقان فيما قال وهو بحسه الوطنى ادرك ما ترمى اليه الحكومة وتحدث بكل صراحة وقوة ..
                  

11-28-2004, 01:00 AM

bashir kurdufan
<abashir kurdufan
تاريخ التسجيل: 12-10-2003
مجموع المشاركات: 514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: الكيك)

    اذن السؤال الذي ان اجيب عليه الحرمة هو: كيف يستطيع اعضاء الحركة وجيشها أن يحضروا للخرطوم- عند تطبيق الأتفاق - ليجاوروا هذه السلطة المخاتلة؟ هذه الأتفاقية - أن تم توقيعها - لن يكتب لها النجاح أل بمصداقية الأطراف الموقعة وهذا ما لا يتوفر في حالة هؤلاء الكسزان, فكيف يكون التصرف؟ وما هي النتائج المتوقعة في حالة بدء التنفيذ؟
    هذا بعض من اسئلة كثيرة تستحق الأجابة قبل المضي قدما, أم أن الأمر كله صار أملاء والسلام
    أمر المصداقية هذا أمر مهم سأحاول تناوله في حينه في سياق آخر
    تحياتي
    بسير اسماعيل
                  

11-28-2004, 03:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: الكيك)

    مواقف الأستاذ بونا ملوال ليست جديدة، ولكن الجديد هو أن الحكومة تستغلها، وبدأت تستغل جوزيف لاقو.. وستستمر الحكومة في محاولة التملص من اتفاقية السلام لأنها تعرف أنها الفأس التي تضرب نظامهم في مقتل.. المهم هو أن ينهض المعارضون الشماليون لدورهم في المطالبة بإلغاء الدولة الدينية وأن يتركوا مسك "العصا من النص" الذي يمارسونه.. وفي تقديري أن هذا النظام أخطبوط لا يمكن استبداله إلا بمساعدة دولية من الأمم المتحدة.. لقد كان لي تعليق على كاريكاتيرات عمر دفع الله ومقال لللأستاذ ميرغني مساعد هنا:
    تعليق على كاريكاتير عمر دفع الله، ومقال ميرغني مساعد
                  

11-28-2004, 05:29 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: Yasir Elsharif)

    سلامات الكيك.
    "هذه أخر مقالة لبونا ملوال وهي تفصح عن الكثير"





    كيف أضاع السودانيون الجنوبيون 22 عاماً فى شعارات فارغة؟

    عندما إحتل النقاش الجدى حول القضايا السياسية التى حمل الجنوبيون من أجلها السلاح منذ أغسطس 1955 -مركز التفكير السياسى الجنوبى- إقتنعنا نحن الذين واجهنا غضب وفظاظة الموالين لزعيم الجيش الشعبى . ان الاساءات الشنيعة ببساطة جزء من شخصية تربية أطفال الحركة السياسيين.

    تلك القضايا يتعين مناقشتها ويجب ان يستمر ذلك النقاش. فقط اولئك الذين يعتقدون ان اميرهم الآن يتم تعريته سوف يلجأون الى إساءات فارغة.

    إننى إذن مسرور أن السودانين الجنوبيين الآن منخرطون فى نقاش مستقبلهم السياسى وهم فى انتظار اتفاقية سلام ربما توقع أو لا توقع فى نيفاشا -كينيا قريباً.

    أما بخصوص اولئك الزعماء الذين يتولون مفاوضات السلام والذين طالما تقودهم فى تلك المفاوضات مواقفهم الشخصية بدلاً عن الصالح العام -فإننا ربما نعرف عاجلاً عما إذا كانوا سيتوصلون الى اتفاق أم لا. ولكن اتفاق أو لا اتفاق- المهم أن يتم النقاش العلنى للقضايا الحقيقية للحرب والسلام بوضوح ونفكر انه نقاش مهم وضرورى لمستقبل شعب السودان وللبلاد.

    بينما يجلس زعماء الحكومة والجيش الشعبى فى نيفاشا لاستئناف المفاوضات حول ما بقى بينهم من اتفاقية سلام - الوقت ربما قد حان لمناقشة لماذا يتوجب على السودانيين الجنوبيين ان يبددوا مزيداً من الوقت خلال فترة تطبيق اتفاقية سلام سعياً وراء أجندة سودان «زعيم الجيش الشعبى الجديد». زيادة على الاعتراضات السياسية على شعار «السودان الجديد»-وان ذلك الشعار هدف عنصرى فارغ لا يمكن ان يستقطب لأى احد أي تأييد فى هذا العالم. من الافضل ان يتبرأ منه السودانيون الجنوبيون علناً.

    السودانيون الجنوبيون برهنوا مجدداً خلال الحرب التى قادها الجيش الشعبى أنهم فشلوا وظلوا عاجزين عن تحرير أنفسهم مهما تكن النجاحات العسكرية التى حققها الجيش الشعبى.

    وهي فى الحقيقة انجازات كثيرة- إلا ان السيطرة العسكرية للاراضى الجغرافية المعروفة بجنوب السودان ليست بين تلك النجاحات. لا يمكن للمرء ان يحكم على شعبه دون ان يلجأ الى مركز مؤسسى حيث تحفظ السجلات ويصدر القوانين ويرصد المحاسبة الشخصية للقيادة. فلا عجب إذن ان المركز الوحيد للسيطرة والمحاسبة هو القائد نفسه.

    كان العقيد جون قرنق ذات مرة صادقاً عندما قال بشئ من البهجة والاعتزاز «ان رئاسة الحركة / الجبش الشعبى كائنة حينما وأينما أكون» حركات التحرير وبالأخص حركات التحرير التى تريد تقديم نفسها كحركات مؤهلة لادارة بلد ما ونظام حكم- تحاول ان تظهره عبر برامج تمكين قواعدها ومهاراتها التنظيمية البدائية التى أصّلتها فى شعوبها.. الاريتريون ربما كانوا أحسن مثال فى هذا المجال عندما كانوا يناضلون لتحرير وطنهم ضد اثيوبيا.

    عندما حرروا بلادهم من الاثيوبيين كان لديهم صناعات ناجحة فى كل شئ تقريباً انهم كانوا يصنعون سلاحهم وذخائرهم.. وينتجون ازياءهم واحذيتهم العسكرية وبنوا مستشفياتهم الخاصة ومدارسهم على كل المستويات عبأوا شعبهم حول العالم نحو قضيتهم : استقلال اريتريا. انهم ارادوا ان يفهمهم العالم بوضوح ازاء ما كانوا يحاربون من اجله. انهم لم يشاءوا ان يتظاهروا. انهم كانوا يريدون إقامة «اثيوبيا جديدة» مع ان العالم كان ضد استقلال اريتريا بنفس الطريقة وبنفس القدر الذى يعارض به العالم استقلال جنوب السودان.

    عندما تبين للتقراى وهى حركة تحرير أخرى فى اثيوبيا أنها هى أيضاً كانت تريد تغيير حكومة اثيوبيا وتضغط من أجل قضيتها السياسية فى اثيوبيا كما فعل شعب جبال النوبة وجنوب النيل الازرق والآن دارفور فى شمال السودان- إتفق الاريتريون مع التقراى على التعاون للاطاحة بحكومة الكولونيل منجستو هيلاماريام. بشريطة ان يعترض التقراى باستقلال اريتريا عندما يستولون على السلطة فى اديس ابابا. هذا بالضبط ما حدث.

    فعندما أطيح بمنجستو من السلطة فى اثيوبيا، وعندما إعترفت حكومة اثيوبيا التي قادها التقراى باستقلال اثيوبيا- حذت بقية دول العالم حذو أديس ابابا ابتداء من افريقيا التى تستغلها قيادة الجيش الشعبى كذريعة للسودانيين الجنوبيين ان لا أحد فى افريقيا يريد استقلال جنوب السودان.

    بقية العالم ايضاً لم يكن لها أى خيار آخر سوى الاعتراف باريتريا.

    حتى إندلاع الحرب مع اثيوبيا حول النزاع الحدودى- كانت اريتريا أحدث دولة محبوبة فى منظمة الوحدة الافريقية التى اعيدت تسميتها بالاتحاد الافريقى. إذا وضحت وحددت أية قضية عادلة لأى شعب فان العالم سوف يتقبلها دائماً. الى جانب ذلك- القضية هى للشعب وليست لأى انسان آخر. ان على الشعب ان يوضحها ويحددها ويقاتل من أجلها. العالم لا يهب الحرية لأى شعب على طبق من فضة.

    إلى ان افسدت قيادة الجيش الشعبى قضية جنوب السودان بربطها مع شعار «السودان الجديد» العنصرى -كان العالم يتفهم القضية السياسية لشعب جنوب السودان. العالم لا يشجع الانفصال فى السودان. ان العالم لم يقبل ذلك فى أى مكان فى المعمورة. حتى عندما يتعاطف العالم مع قضية شعبية - فإن على ذلك الشعب ان يفعل ذلك بنفسه فقط فى حالات وظروف نادرة- يبادر قطر واحد وليس العالم بأسره- لمساعدة شعب فى حربه من أجل الحرية. الهند فعلت ذلك فى بنغلاديش واستراليا فى تيمور الشرقية مع ان ذلك الأقليم كان تحت وصاية الأمم المتحدة. تنزانيا ساعدت يوغندا وحتى للتخلص من ديكتاتورية عيدى أمين لأنها أصبحت مصدر ازعاج لجيران يوغندا.

    الاوربيون فعلوا نفس الشئ فى دولة يوغسلافيا السابقة رغم أن الهدف من الغزو كان تدمير نظام شيوعى معارض للغرب والاسباب تتعلق بحقوق الانسان.

    فى كل تلك الحالات كانت الدولة الدخيلة قد أقامت علاقات شخصية اذا لم تكن صداقة مع زعيم يقود شعباً يحتاج المساعدة وهذا ما فشلت فى تحقيقه قيادة الجيش الشعبى نيابة عن شعب جنوب السودان. «السودان الجديد» ارتبط دائماً بشكوك توسعية فى كل مرة يجئ ذكره على لسان قيادة الجيش الشعبى.

    طوال الحرب الحالية التي دامت اكثر من 22 عاماً فى جنوب السودان - فشلت زعامة الجيش الشعبى فشلاً ذريعاً فى إلهام صداقة شخصية من أى زعيم فى افريقيا أو فى العالم. ربما يكون الاستثناء الوحيد هو الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى. أقول ربما لأنه ليس فى إمكان المرء ان يتأكد على وجه التحديد ان الرئيس موسفينى يستطيع ان يقول فى قرار نفسه وأمام خالقه أنه يؤمن ان القيادة الحالية فى الجيش الشعبى هى الأفضل لجنوب السودان. زيادة على ذلك فإن العلاقة بين رئيس يوغندا وزعيم الجيش الشعبى مبنية عموماً على صداقة أيام الدراسة- بدلاً أن يكون على مصالح وقضية شعب جنوب السودان ويوغندا.

    إضافة لذلك فان اهتمام رئيس يوغندا فيما يحدث فى جنوب السودان هو بالضبط نفس اهتمام نظام منسجتو هيلا ماريام السابق فى اثيوبيا. كان ذلك الاهتمام مؤسساً على التنافس مع حكومة السودان.

    كما فى اثيوبيا، فان قضية شعب جنوب السودان تصبح ذريعة مريحة لحكام يوغندا يستغلونها فى نزاعهم مع الخرطوم «عدو عدوك صديقك».

    مثل إثيوبيا تحت منجستو - يتهم زعماء يوغندا حكومة السودان بمساندة جيش الرب للمقاومة فى يوغندا ضدهم. يوغندا إذن تستغل الجيش الشعبى للرد «على السودان» بالمثل.

    ومع ذلك لم تستغل قيادة الجيش الشعبى أية مساعدة وفرتها لها يوغندا للضغط من أجل تحرير جنوب السودان. بدلاً من ذلك كما كان الحال مع هيلا ماريام فى اثيوبيا- تستغل زعامة الجيش الشعبى مساندة يوغندا للضغط من أجل أجندة «السودان الجديد».

    أقول على الدوام إن اجندة «السودان الجديد» هى اجندة لحرب سرمدية لأن هدف «السودان الجديد» لا يمكن تحقيقه سوى بالحرب. وغزو السودان بأسره ليس مجدياً لجنوب السودان - دعك من حكم السودان كله بالقوة العسكرية. إذا أمكن تحقيق نصر عسكرى إعجازى على مليون ميل مربع من الأراضى المعادية- كيف لنا ان نعتقد أن «سكان» شمال السودان سيسمحون لجنوب السودان بغزوهم دون مقاومة؟ لماذا نعتقد أننا مقاومون افضل (للهيمنة) من شعب شمال السودان؟

    كنت اعرف منذ البداية ان جزءاً من دعوة انشاء «السودان الجديد»- بالنسبة لقيادة الجيش الشعبى- عنصرى. تواطؤ الجيش الشعبى فى دارفور يشير الآن أن قيادة الجيش الشعبى كشخص يشجع حرباً عنصرية فى السودان. ربما لم يكن الامر بهذا الوضوح عندما إنضم اهالى جبال النوبة وجنوب النيل الازرق الى الجيش الشعبى لتحرير جنوب السودان. فشعب جبال النوبة وتلال الانقسنا الذى كانت حكومة الخرطوم تهملهم وتهمشهم. لديهم حدود تقاربية مع جنوب السودان وناضلوا ضد هيمنة الخرطوم السياسية والعنصرية منذ امد طويل.

    العنصرية الافريقية السوداء لم تكن بذلك الوضوح عندما إنضمت هاتان المنطقتان من شمال السودان الى الجنوب فى حرب ضد الخرطوم.

    دارفور مسألة مختلفة، بداية استياء دارفور على الخرطوم ظاهرة سياسية أحدث- مقارنة مع جبال النوبة وتلال الانقسنا. اضافة لذلك دارفور فى عموميتها ان لم تكن الاغلبية الساحقة فيها إسلامية. وبينما كان الاسلام يقدم نفسه بارتياح لسلطات الخرطوم كأداة قمع ضد شعب جنوب السودان المناضل وغالبيتهم لا اسلاميين.

    لم تكن دارفور معروفة بأنها واحدة من المناطق المهمشة فى السودان بشكل مبالغ. وزيادة على ذلك كانت دارفور ممثلة بنسبة غير متكافئة فى الجيش السودانى الذى طالما كان أداة قمع ضد الشعب السودانى المهمش وبالاخص فى الجنوب.

    دارفور اسلامية بعنف بكل المقاييس

    وعندما نعتبر أن الاسلام هو السلاح الرئيسى للاضطهاد فى يد الحكومة السودانية فليس من غير المعقول ان يندهش السودانيون المهمشون الآخرون إزاء انتفاضة دارفور ضد الخرطوم بهذا القدر من الشراسة من التمرد المسلح فى عام 2003م.

    طرحت القضية السياسية أو استياء شعب دارفور فى البداية فى الكتاب الاسود الذى قام بنشره بعض مطّلعي الجبهة الاسلامية القومية فى أواخر التسعينات حتى بداية 2000م. رغم وجود حركة سياسية سابقة فى دارفور كانت معروفة حينذاك باسم جبهة تنمية دارفور التي يعود تاريخها الى الانتخابات البرلمانية لعام 67/1968م- كانت الحركة السياسية فى دارفور يُعتقد انها كانت كذلك -مجرد حركة سياسية تؤمن بوحدة السودان وتسعى فقط للمساواة فى المشاركة السياسية والقسمة الاقتصادية . كانت تؤمن فى تحقيق تلك الاهداف السياسية بوسائل سياسية سلمية.

    اذا كانت نية قائد الجيش الشعبى إثارة حرب عنصرية فى السودان تعتمد على الافريقيين السود فى كل انحاء البلاد ضد العرب- إذن إضافة لكونه خطأ كبيراً- فان ملامح فشل مثل تلك السياسة بادية بوضوح فى المحيط السياسى والثقافى فى السودان. ثقافيا ودينيا.

    الافريقيون السود فى دارفور بل فى أى جزء من شمال السودان- اسلاميون بإخلاص. إنهم تشكلوا ثقافيا بنجاح على مدى السنين كمسلمين ويتصرفون مثل العرب.

    فى نقاش علني كبير مع الراحل بروفيسور عبد الله الطيب فى لندن قبل سنوات من وفاته عندما قلت له إن المسلمين الافريقيين فى شمال السودان ليسوا عرباً قال إن أى انسان نشأ ثقافيا منذ الطفولة كمسلم ويتحدث اللغة العربية- إنما هو عربى. أعرف القليل جداً كي أناقض مثل ذلك الرأى العلمى لرجل اسلامى بارز وعالم عربى مثل عبد الله الطيب.

    لن يقبل أى انسان في العالم أن يتفكك أى قطر على أساس عنصرى. اضطر زعماء حكماء مثل نيلسون مانديلا فى جنوب افريقيا للاكتفاء بإقامة شكل جيد من الديمقراطية الشفافة رغم أنه كان فى الامكان بالعددية وحدها - فرض حكم أغلبية سوداء فى جنوب افريقيا بعد ثلاثين عاماً من نظام عنصري شنيع على شعب جنوب إفريقيا الذين كان في إمكانهم فرض سيطرة عنصرية على بلادهم كرد على نظام الابارتيد لأنهم كانوا الضحايا الرئيسيين لذلك النظام العنصرى فى جنوب افريقيا - ولكنهم فضلوا بدلاً من ذلك مجتمعاً ديمقراطياً متعدد الأعراق.

    كيف يستطيع قائد سودانى جنوبى ان يفكر بجدية بانشاء نظام حكم في السودان مؤسس على الحصص النسبية أو أغلبية عنصرية؟ إذا استطاع زعيم الجيش الشعبى أبداً ان يقنع العالم ان لديه الحق فى انشاء حكومة أغلبية سوداء عنصرياً فى السودان فان مشاكله بالذات سوف تبدأ فى اليوم التالى مباشرة مع الخلافات الثقافية والدينية فى اوساط ما يسمى بالسود فى السودان.

    إن قضية خاصية جنوب السودان يمكن طرحها فقط في تلك النقاط الثلاث. السودانيون الجنوبيون شعب واحد وليس لانهم عرقياً سود وحسب، ولكن لانهم ايضاً ثقافيا غير مسلمين ويحتلون حيزاً جغرافياً محدداً. إذا كُتب النجاح لشعار «السودان الحديث» فان أول انشقاق فى المجتمع الاسود فى السودان - يتضح للجميع- سيجعله من المستحيل ان يكون هناك قطر موحد دعك من حكومة واحدة.

    مسلمو شمال السودان سواء كانوا من دارفور أو من شرق السودان سوف لن يقبلوا بحكم غير مسلم. إن ولاءهم للاسلام ليس أقل من ولائهم لعرقهم أو لون سحناتهم اذا لم يكن أكثر. مثلان فكهان- ولو أنهما ليسا جيدين. سيؤكدان هذه النقطة . فى نقاش دار العام 1968 فى البرلمان فى الخرطوم - طرح رئيس الوزراء آنذاك محمد احمد محجوب اقتراحاً بتجديد اعلان الحرب ضد اسرائيل من داخل البرلمان كان هذا بعد عام من حرب 1967 بين الدول العربية واسرائيل التى لعب فيها السودان دوراً بارزاً. تحدثت فى تلك المداولة أسخر من رئيس الوزراء محجوب على إعلان حرب ضد دولة اجنبية نيابة عنى عندما لم نقم نحن بحل مشكلة الحرب الأهلية فى بلادنا. وعندما كنت اتحدث اثار عضو اسود مسلم نقطة نظام ومنحه رئيس المجلس فرصة. وعند ذلك جلست. وكان هذا ما قاله الرجل الاسود فى دارفور «العضو من شمال قوقريال عليه ان يعلم أننا نحن العرب لسنا عنصريين» رئيس المجلس قرر إنتفاء نقطة النظام وسمح لى بمواصلة حديثى.

    ولكننى قلت له ببساطة «اذا كان الرجل الاسود من دارفور ظاهرياً اكثر منى سواداً ويعتبر نفسه عربياً فليس لدى اكثر مما قلته «وجلست وضجت القاعة بالضحك. ولكن المسألة كانت قد حسمت، المسلم من دارفور أو أي مكان آخر فى شمال السودان يعتبر نفسه ثقافياً على الاقل عربياً. وبما أن هناك شيئاً غريزياً فى الاسلام ضد نظام علمانى من الحكم- لا يمكن اختصار النقاش حول حكم اسلامى فى السودان فقط على مسلمى شمال السودان العرب. ربما لا يقبل المسلمون العرب فى شمال السودان ان يُحكموا تحت نظام حكم علمانى- دعك من ان يحكمهم كافر- كافراً من الجنوب سواء كان أم لم يكن من الجماعة العرقية التى ينتمى إليها المسلم الاسود.

    ولا يجب ايضاً السماح لمؤيدى زعيم الجيش الشبعى فى جنوب السودان باستغلال فكرة فارغة ان المواطنين السود فى السودان يمكن دعوتهم تحت قيادة الجيش الشعبى للاستيلاء على السلطة من عرب السودان.

    المجتمعات لا تتحد ابداً لمجرد الاستيلاء على السلطة. رغم مشاكل التهميش فان الافريقيين السود فى شمال السودان تم تكييفهم نفسياً وثقافياً ودينياً للاعتقاد انهم اقرب ثقافيا لمسلمى الشمال. وانهم جزء من الثقافة الاسلامية العربية - اكثر من قربهم أو «إنتمائهم» الى السودانيين الجنوبيين.

    فهم ربما يقبلون ان يصبحوا حكاماً للجنوب اذا قبلهم الجنوبيون بسبب انتمائهم العنصرى للجنوب ولكنهم لن يقبلوا أبداً ان يحكمهم جنوبى غير مسلم. حاول الزواج من إبنة مسلم غير عربى من شمال السودان. المشكلة لن تكون أهون من محاولة الزواج من فتاة عربية مسلمة.

    دخلت ذات مرة فى حديث خاص ولكنه سياسى جاد- فى نيويورك العام 1984 مع واحد من أبرز القياديين السياسيين من دارفور. كنا نناقش حول المستقبل السياسى فى السودان.

    هذا القيادى الفوراوى قال لى ما كنت اعرفه منذ البداية ان عرب شمال السودان لن يقبلوا أبداً حكم سودانى جنوبى غير مسلم وغير عربى ومضى محدثى يقترح طريقاً للخروج من مأزق جنوب السودان: قبول وتقديم زعيم مثل شخصه - افريقى أسود ومسلم من الشمال كحل وسط- يمثلنى عنصرياً أنا اللا مسلم واللا عربي، ويمثلنى الافريقى المسلم أيضاً من وجهة نظر دينية قلت له ان قضايا النزاع السودانى ليس مقتصراً فقط على العنصر والدين. فبدلاً من البحث عن تسوية حول القيادة كما يقترح- من الافضل لنضال جنوب السودان ان يستمر حتى يتحقق حل أحسن يوافق عليه الجميع.

    وفى غضون ذلك يمكن لعرب شمال السودان ان يحتفظوا بالسلطة حتى يتفق السودانيون على صيغة متساوية لتقاسمها بدلاً من ان يُبعد السودانيون الجنوبيون غير المسلمين أنفهسم الى الأبد خارج السلطة فى بلادهم.

    وعلى كل حال جنوب السودان المتناغم عنصرياً وثقافياً لم يتوصل إلى اسس وحدته حتى الآن، ليس مقبولاً بل يجب مقاومة الطرح القائل إن من يجد الفرصة مواتية لاستخدام السلاح أو أية وسيلة أخرى ان يحصنوا انفسهم بكل السلطة بالقوة - سواء كانوا أم لم يكونوا زعماء مناسبين.

    على السودانيين الجنوبيون ان يتفقوا على نظام الديمقراطية الداخلية يسمح لهم باستبدال قياداتهم بطريقة مرتبة دون خوف او إراقة دماء أو قمع. نظام يوفر المحاسبة الشعبية على أي زعيم وحتى يرتفع السودانيون الجنوبيون لذلك المستوى من النقاش الشعبى- أخشى ان أية اتفاقية سلام ستصبح مجرد تأجيل مؤقت للمجتمع ومكافأة فارغة لاولئك الذين يعتقدون ان شعب جنوب السودان مُدان لهم لأنهم هم الذين حملوا السلاح.

    لا يستطيع أى نظام مبني على هذه الاسس البقاء طويلاً إنه بالتأكيد لن يكون مقنعاً للمجتمع وسيؤدي فقط لإستمرار المعارضة والنضال.

    ترجمة: احمد حسن محمد صالح

    "نقلآ عن صحيفة الرأي العام"

    (عدل بواسطة خالد الحاج on 11-28-2004, 05:30 AM)

                  

11-28-2004, 07:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: الكيك)

    مقال الأستاذ يوهانس أدناه يوضح ما حدث في الحركة الشعبية.

    Last Update 26 November, 2004 10:43:48 AM


    --------------------------------------------------------------------------------

    الانقلاب ”المختلق" داخل الحركة الشعبية



    يوهانس موسى فوك
    [email protected]

    اكتب هذا الرأي, واعرف أن أشخاص كثر، سواء كان في شمال السودان أو جنوبها، يترقبون ويتلهفون لسماع الحقيقة وامتلاك "الخبر اليقين" حول ما تردد من أنباء عن ـ انقلاب وقع، اوسيقع ـ داخل الحركة الشعبية والجيش لتحرير السودان، يقوده حسب زعم الإعلام، الرفيق سلفاكير ميارديت ـ نائب رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان متعاضدة مع آخرون من ابناء بحر الغزال ضد الرفيق الدكتور جون قرنق دي مبيورـ رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، بعضهم لم يأبوا بالخبر واعتبروه مزعج وأدركوا من الوهلة الأولى من يقف وراءه، والبعض الأخر اهتموا به ورمموه معتبرين إياه "خبرا طازجا" وهولاء من الذين يكنون الحقد والحسرة والغيرة على الحركة الشعبية، ربما لأنها معشوقة ـ كيف لا ـ وقد وقعت في هواها جهات عديدة، بل لفت حولها كل التنظيمات السياسية والتجمعات السياسية بما فيهم عدوها التقليدي.

    وليست هذه هي المرة الأولى التي تروج فيها أنباء من هذا القبيل، فقد سبق أن أشيع بان الدكتور جون قرنق دي مبيور، قد فصل عن الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، القائد ادوارد لينو ابيي ـ في الوقت الذي كان الأخير يمثل الحركة الشعبية داخل التجمع الوطني الديمقراطي المفاوض وقته مع الحكومة السودانية في القاهرة.

    ولعل كل هذه الترويجات تؤكد أن هناك عمل تخريبي يستهدف الحركة ووحدتها، مما يستدع الوقوف ضده بحزم وانتباه، ويجب أن أوضح على الملا، أن الخبر الذي أشيع لا يستحق هذا الزخم والاهتمام لولا الايادى الخفية التي تحركه، ودعني أسمى الأشياء على مسمياتها: منذ توقيع البرتوكولات الستة بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية، تكونت مجموعات صغيرة داخل وخارج السودان، واتجاهات سياسية بعضها التقت مصالحها، وأخرى تناقضت مع الحكومة. ولعل ابرز هذه الاتجاهات تلك الكتلة العنصرية التي تسمى نفسها بـ"منبر الشمال" والذين يعارضون السلام، لا لأنه يضر بالشمال، وإنما لأنه يواتى بفوائد أكثر على الجنوب. ويليها مجموعة تكونت بفضل أموال النظام ونستطيع أن نطلق عليها اسم "المجموعة الضائعة"، وتضم في صفوفها التجار الشماليين في الجنوب، وشخصيات جنوبية ضعيفة ليست لها اى اتجاه سياسى تستخدمهم الحكومة بغرض تحقيق أهداف غير شريفة. ثم المجموعة الأكثر خطورة والتي تقيم اغلب أفرادها خارج السودان، والذين بعضهم يعادون الحركة الشعبية لأسباب شخصية بحتة ليس إلا.

    كل هذه المجاميع مجتمعة تلتقي أهدافهم في وسيلة واحدة هي: (تحطيم الوحدة داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي)، ولان الأخير يصعب اختراقها، لم يجد هولاء سبيلا سوى الترويج لزيفهم، باشاع إخبار كاذبة، بعضها وصلت إلى حد الإشهار والمس بكرامة الآخرين، كما فعل قبل أيام، شخصا مخمورا يدعى أن السيدة الأولى في الحركة الشعبية (حرم الدكتور جون قرنق) قد قبض عليها في مطار لندن وهى تهرب أموال، لا يطيق لي ذكر اسم الرجل لأنه اسم مستعار بالتأكيد، والحال أن ذلك ليس سوى حفة ستزول بزوال الاكذوبة وعند اكتشاف الحقائق. وما يسعدني هو إننا تفتحنا وفهمنا "ألاعيب الإنقاذ" وصدق المثل القائللا تنسى أن الشيطان قد أصبح عجوزا، فعليك أن تصبح أنت أيضا عجوزا لتفهمه).

    وبصرف النظر عن هذا كله، وحتى لا يصاب كل من يهمه وحدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بالإحباط والتشويش سأوضح ما جرى تحديدا، وكذلك ما يجرى خلفه من ملابسات:

    في الواقع، حدث سؤ تفاهم بين الرئيس ونائبه حول نقاط إجرائية في الحركة الشعبية ربما من بينها طريقة سير المفاوضات في نيفاشا،وموقف الحركة من الحرب في دارفور، القائد سلفاكير ميارديت بموجب موقفه الذي يصر على أن يجد أذانا صاغيا من الرئيس قرر مقاطعة الاجتماعات الهامة للقيادة العليا وفضل البقاء في مدينة "يياى" وليس في "ابيي" كما جاء في الاشاع، ولأنه يدرك بجسامة مسؤولياته الزم الصمت دون التلويح باى إجراء من شانه شق صفوف الجيش أو إحراج الحركة الشعبية، وهذا التصرف العقلاني لم يثر غضب الدكتور جون قرنق، لأنه شىء طبيعي أن يعبر مسئول كبير عن موقفه بالطريقة التي يعجبه، بل مدحه. وقد سافر من نايروبى كل من الدكتور رياك مشار والقائد دينق الور وآخرون إلى مدينة يياى قبل أيام لمقابلة القائد سلفاكير ميارديت وإقناعه لقبول حضور الاجتماع المزمع إقامته في نايروبى لمعالجة الوضع.

    القائد سلفاكير ميارديت، هو من المؤسسين الأوائل للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، بل من الذين افنوا شبابهم في الحرب وفاءً لدماء الشهداء، ولتحقيق وبلورة فكرة السودان الجديد. والكل يعلم كذلك انه من قاد الجولة الأولى من المفاوضات الجارية حالياً بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية، ووصل فيها إلى اتفاق مع نظيره من الطرف الأخر غازي صلاح الدين. وسلفاكير معروف بطبعه الهادي والذي يصعب قرأته مظهريا، وهو رجل صابر جدا لأشد المحن. وابرز علامة لشخصيته انه ليس سلطوياً.

    ليكن! ولنقبل ذلك الخلاف بالانتظار...لكن، يوجد في كل قيادة عليا لكل جيش أو المكتب السياسي لاى حزب أو الإدارة التنفيذية لاى تنظيم سيأسى ما نستطيع وصفه بالمسافة الشاقة في الاجتماع بين الآراء ـ والآراء المضادة، بغية الوصول إلى الحد الأدنى أو ما يمكن التيقن على انه ـ (الآراء المتفق عليها). ومن الطبيعي أن يختلف الإخوة ، فالخلاف تقع حتى بين الأب وابنه، وبين الشقيق وشقيقه، والمشادات الكلامية تحدث دائما في اى اجتماع حر ونزيه غالبا ما يكون الرئيس طرفا فيها. وما حدث بين الرئيس ونائبه يشبه صورة التقطت "لنملة" ثم عرض في شاشة كبيرة، ويصر المشاهدين على انه صورة لجراد!.

    بعد هذا الشرح، أنفى نفيا قاطعا ما اختلقوه عن انقلاب داخل الحركة الشعبية، فالنوايا السلطوية غير موجودة داخل الحركة الشعبية لا عند الرئيس ولا نائبه، ولا يوجد ما يسمى "بمن يحوز على الأغلبية" من القوات داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان، كلما في الأمر هو أن القائد سلفاكير أراد أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يعجبه، وهذا لا يدفع به باى حال من الأحوال إطلاق النار على الدكتور جون قرنق أو إلى قتال بعضهم بعض كما يشيع "المجموعة الضائعة" أو إعلان احديهما بإقصاء الأخر. وما يزيد ثقتنا أكثر هو معرفتنا، وكذلك القادة أنفسهم، بمرارة أن يقتتل الجنوبيين بعضهم بدلاً أن يتحدوا. فمنذ أن حارب الجنوبي أخاه الجنوبي في الأيام الأولى من تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وفى منتصف طريقها عام 1991 كانت الاقتتالات بكل أوصافها "شرسة ومريرة" ولا يستطيع من شارك فيها أن يقبل بتكرارها.

    يستحضرني نقاش ودي بيني والعم بونا ملوال، كنتُ قد اتصلت به قبل أسبوعين وسألته عن أخبار أشيعت بان العم قد انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان وهذا الخبر نشره موقع(sudan press service)، فقال انه لم ينضم إلى الحركة الشعبية وليس له اى نية في ذلك، وأكد لي انه كان مشجعا ومؤيدا للحركة قبل أن يحدث انشقاقات داخلها عام 1991 ـ وقلت له: إلا ترى ضرورة في أن يتوحد القادة الجنوبيين وان يتناسوا مشاكلهم القديمة لاسيما وان الاتفاق الذي سيوقعه الحركة الشعبية مع الحكومة قد يفضى إلى الاستقرار، وبالتالي يستطيع كل واحد أن يحقق هدفه...فقاطعني قائلا: معليش يا ابني يوهانس دة وجهة نظرك! فسألته: وأنت وجهة نظرك شنو؟؟ ـ قال انه لا يرى أن الحركة قد يحقق السلام ... فقاطعته بالسؤال: كيف ؟؟ وضح؟؟... قال لي في نبرة يبدؤ اثيرتُ غضبه: يجب أن ننهى النقاش لا أستطيع أن أوضح أكثر... ثم أغلق السماع في وجهي!.

    فكرتُ قليلاُ، ولم يغضبني تصرفه الأخير، لذا قررتُ هذا القرار وعاودت الاتصال به، وما أن رفع السماع حتى ردمته باللوم الشديد، فقاطعني قائلا: يا ابني أنت زول حركة شعبية، ومقتنع برأيك فكيف اشرح لك قصدي؟؟ قلت له أنا لا أتحدث معك بصفتي عضو في الحركة الشعبية، وإنما لأنك قدوة لي وسياسى احترم رأيه ويهمني أن تتحدوا انتم الكبار. فقال: يا ابني سامحني لانى قطعتك كثيرا... وسامحني لانى أغلقت السماع، لكن بصراحة دعنى نغير هذا الموضوع ونوقف النقاش. قلت له: أنا ليس لي موضوع أخر غير المواضيع المتعلقة بالبلد، سامحني إذا أحرجتك أو تدخلت في خصوصياتك!.

    الحكومة السودانية نسفت الوحدة الجنوبية ـ الجنوبية ، والان يحاول بكل قواها أن يهد من وحدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، لأنها تدرك تماما أن شراكتها مع الأخير قد تنزع عنها بعض الصلاحيات شيئا فشيئا وبالتالي قيادتها إلى القبول بإرادة الشعب. ناهيك عن ان الاستقرار فى الجنوب وشراكة الحركة مع الحكومة فى الحكم قد يؤدى حتما، شانه فى ذلك شان "الهدنة" الى حل مشكلة دارفور بالطريقة ذاتها التى حلت بها مشكلة الجنوب.

    رسالتنا الى كل المناضلين، هى ان تسهروا الليل، لان السلام بحاجة الى حراس، وما نراه الان هو ما يسمى "دعاية" بلغة السوق، والفيلم لم يبدا بعد...فتوقعوا اكثر من ذلك لان هولاء يريدون لهذا المشوار الطويل الذى قطعناه نحو السلام ان يهدر، حتى يحدث فوضى عارمة فى السودان، شانهم فى ذلك شان المقاومة فى العراق ـ لا الخير ينفعهم ولا الشر يهدمهم،ولكن لا تياسوا...تمسكوا بالاية الكريمةان كان الله معنا فمن يكون علينا) !.
                  

11-28-2004, 08:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا الاخوان
    بشير
    خالد الحاج
    ياسر الشريف
    على المشاركة والاضافات ..وليت جوزيف لاقو يدرك ان ما يقوم به من دور يخدم اعداء السلام وتماديه فى هذا الطريق يؤكد انه منهم .. ولن يجنى فى النهاية شيئا وسوف يتجاهلونه بعد استغلاله بشكل كامل ويتركونه فى منتصف الطريق لوحده عندها سوف يدرك الحقيقة وعندها يكون الندم ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de