|
Re: مصر تدعو لمؤتمر دولى حول السودان ...والحكومة ترفض ... (Re: الكيك)
|
مصر المستقبل بقلم: محمد علي إبراهيم
ماذا دار في لقاء أبو الغيط وسليمان مع البشير؟ الوقت ليس ملائما للرقص أو التصادم مع منظمات الإغاثة هل يمكن حدوث اختراق أمني أو انقلاب للمتمردين؟ لماذا لا يتم تسليم أحمد هارون وعلي كوشيب الآن؟ هل تعرض قطر علي البشير ما قدمه الشيخ زايد لصدام؟
الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات للخرطوم أمس ليست الأولي ولن تكون الأخيرة.. مصر تسابق الزمن لانقاذ رقبة البشير من انشوطة المحكمة الدولية التي تضيق حوله يوما بعد يوم. ما تواجهه مصر ليس نزهة وليس أزمة عابرة يحلها الرقص بالعصا والمظاهرات التي تهتف لتأييد الرئيس السوداني.. مصر تعلم ان هناك معضلة شبيهة بما حدث أيام "لوكيربي" في ليبيا.. العقيد القذافي كان مصمما علي تحدي المجتمع الدولي وكان يرفض تسليم المتهمين لمحاكمتهما وأدي ذلك إلي فرض عقوبات اقتصادية وحصار دولي علي ليبيا.. وإذا كانت طرابلس قد استطاعت الصمود لأن لديها بترولا وعائدات وقدرات مالية متوافرة. فإن السودان ليس كذلك وشعبه يصبر علي الجوع والفقر والمرض.. وصبر السودانيين ليس له حدود إلا إذا تعلق الأمر بالكرامة ساعتها ينفجر بركان الغضب عارما. السودانيون ينظرون لقرار المحكمة الجنائية الدولية علي انه إهانة بالغة.. مصر تحاول أن تخفف من غلواء الغضب لدي الحكومة.. لأن الغضب يولد قرارات انفعالية تزيد الأمور تفاقما.. الغضب يعمي البصر والبصيرة. مصر تسعي لانقاذ السودان ولكن علي الخرطوم أن تساعد القاهرة.. الوقت ليس ملائما للرقص وسباب المحكمة الجنائية ووصف كل من يؤيد القرار بأنه من أذناب الاستعمار والصهيونية. جهود مصر نجمت عن اطلاق سراح المختطفين.. الخرطوم تتهم منظمات الإغاثة الدولية بأنها تتعامل أمنيا مع المحكمة الجنائية الدولية وهناك دلائل علي أن المنظمات ال 13 أمدت المحكمة بأدلة وصور وأفلام مفبركة عن نهب المساعدات الإنسانية.. نصيحة مصر للخرطوم في هذا الصدد أن يكون السجال في المحكمة الجنائية.. مقارعة الأدلة لكل فريق تكون في المحكمة وليس بالانتقام من قوافل الاغاثة.. مصر حصلت علي حقها القانوني في طابا بالمحكمة ولم تتهمها بالعمالة لإسرائيل أو الاستعمار. مهمة السودان في المرحلة القادمة هي جمع الأدلة القانونية وهي خبرة تستطيع مصر امداده بها ومعاونته فيها.. من مصلحة السودان أن يهضم الدفاع القانوني موقفه.. هناك دلائل كثيرة يملكها السودان علي تورط منظمات الاغاثة مثل اطباء بلا حدود في اعمال ضد سيادة السودان. لكن الحل لا يكون بطرد المنظمات أو خطف افرادها. مصر تنبه السودان إلي أنها مع كل جهد عربي ودولي لخروجه من مشكلته.. من ثم فإن مؤتمر قطر أو حوار الدوحة إذا استطاع انهاء الأزمة وحل مشكلات المتمردين فمصر لا تتنافس مع أحد.. لكن المشكلة أن حركة العدل والمساواة وقعت اتفاقاً مع حكومة الخرطوم في العاصمة القطرية وقبضت اموالا وتم الافراج عن شقيق رئيسها ثم عادت ونقضت الاتفاق ووصفت البشير بأنه هارب من العدالة.. وتطرح الحركة خيار "النفط مقابل الغذاء" وهو خيار تريد به الحركة توجيه اتهام للنظام بأنه يخفي عائدات النفط.. خطورة الاتهام انه يمهد لحصار وعقوبات دولية علي السودان. ومصر تنبه الخرطوم إلي ضرورة الإعلان بشفافية عن عائدات البترول حتي لا يفاجأ النظام السوداني بتصعيد دولي يفرض مجلس الأمن من خلاله رقابة دولية علي عائدات البترول. نصائح مصر للسودان لا تنتهي وأهمها أن يحجم السودان عن تهديد كل من يختلف مع الحكومة بشأن قرار المحكمة الدولية بالسجن. باختصار شديد تطالب مصر السودان بعدم فتح جبهة داخلية ضد الحكومة.. الحرب الأهلية والمعارضة والمتمردون واتفاق أبوجا ومعاهدة نيفاشا كلها مشاكل علي الحكومة الانتهاء منها سريعاً.. كل أزمة من الأزمات السابقة تعني قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في لحظة إذا ما نزعت الحكومة فتيلها في لحظة طيش أو انفلات غضب أو رد فعل للاستفزاز. السودان مطالب بامتصاص الغضب فالوقت ليس ملائماً للدخول في مواجهات جديدة مع المتمردين أو المعارضة. ومن الأمور التي تدعو مصر الخرطوم إلي أخذها بعين الاعتبار قضية تسليم أحمد هارون وزير الدولة للشئون الإنسانية وعلي كوشيب.. هذان المسئولان كانت مصر قد طالبت السودان بتسليمهما قبل استفحال الأزمة لكن الرئيس البشير رقي هارون إلي منصب الوزير ليكسبه حصانة سياسية. أمر تسليم هارون صدر منذ أكثر من عامين ومعه علي كوشيب.. الرئيس البشير اعتبر أن قرار تسليمهما يمس سيادة السودان وهو نفس ما اعتقده العقيد القذافي من قبل لكن الزعيم الليبي اقتنع بعد ذلك بضرورة تسليمهما.. مصر لا تتدخل في قرار الرئيس البشير بالتسليم أو عدم التسليم.. فقط القاهرة توضح للبشير ضرورة أن يلتزم هارون الصمت في الوقت الراهن فهو دائم الهجوم والتعريض بالمحكمة.. الأدهي أن هارون مازال يرفض المثول أمام القضاء السوداني ويستعدي العرب ضد لاهاي. ويبقي أخيراً ما تم تسريبه بأن قطر تعرض استضافة البشير كلاجيء سياسي وذلك تأسياً بما قام به الشيخ زايد رحمه الله عندما عرض علي صدام حسين هو وعائلته وأركان حكمه اللجوء للإمارات حقنا للدماء وحفاظا علي وحدة العراق.. هذا الكلام فيه خطورة علي الرئيس السوداني لأنه يعني انه موافق ضمنياَ علي إدانته من المحكمة الجنائية وهو "توريطة" قطرية له.. العرض يختلف دائما عن العرض الوطني القومي الذي قدمه الشيخ زايد لصدام. الدوحة تورط البشير عندما تدعوه للقمة العربية القادمة خصوصا وان هناك أمرا باعتقاله قسرا إذا ما خرج من السودان رغم قرار المحكمة.. وما بالك لو كانت القمة العربية القادمة فيها مقعد للرئيس الإيراني أحمدي نجاد! ساعتها ستكون قطر تقدمه لقمة طرية للوحوش المتربصة به.. فاحذر يا سيادة الرئيس.
الجمهورية
|
|
|
|
|
|
|
|
|