|
|
 وفاة ...ام الحسن
|
نقلت اخر الانباء من السودان وفاة اشهر امراة فى طريق امدرمان دنقلا السيدة الفاضلة ام الحسن صاحبة المقهى المشهور فى هذا الطريق الصحراوى المخيف ..
والسيدة ام الحسن وجدت فى هذا المكان منذ افتتاح الطريق فى عهد المغفور عمر عبد السلام اول من افتتح هذا الطريق بعد وصول السيارات للسودان فى الاربعينات زمنذ ذلك التاريخ لم تنقطع ام الحسن عن خدمة الركاب ابناء الاقليم الشمالي بمختلف قبائلهم وسحناتهم ..كانت تخدمهم دون كلل او ملل منطلقة من مبدا عربي هو ان هؤلاء ضيوفها وعليها اكرامهم وخدمتهم وتسهيل الامر لهم دون النظر لاى عائد مادى ..
اول مرة اشاهد فيها ام الحسن سنة 1963 وكان االورى الذى نركبه يعمل بالبنزين ماركة فورد اسمه فارقوfargo
تحرك الورى من محطة القبولاب الملتقى الان متوجها نحو امدرمان فى صيف وشمس ساخنة فى طريق صحراوى وعر عبر مجرى مليء بالرمال ما ان يخرج من وحل حتى يقع فى وحل اكبر منه والمساعدين والركاب كلنا نحفر مليانيين تراب مثل اهل الكهف وطبعا كنا فى طريقنا لام الحسن المحطة الاولى بعد القبولاب ..المهم وصلنا اليوم التالى فى الصباح الباكر وكنت فى شوق لارى ام الحسن واخيرا وصلنا عشة من القش والشعر وقليل من حطب السلم ..وجدنا امراة جميلة المحيا لونها اصفر عربية من قبيلة الهواوير تنتعل شقيان من الجلد وهو نعل يلبسه الاعراب الرحل يصنع من جلد البقر وكان يطلي بالقطران والزيت احيانا يشبه الكلبوس ..طبعا الناس القدام من امثالي يعرفون الكلبوس ولكن للجيل الجديد الكلبوس حذاء من الجلد يشبه الباتا
اقبلت ام الحسن الينا هاشة باشة مرحبة بنا وهى تحمل صفيحة للماء فهى تجلس فى مكان لا ماء فيه تتزود بالمياه من اللوارى كل صاحب لورى يعطيها صفيحة ماء ..تلبس ثوب زراق وفى ارجلها ويديها حجول من الفضة كعادة اهل ذلك الزمان فى الزينة وفى اذنيها فدو والفدو او العكش من الذهب
وبلهجة عربية قالت لنا ناس العفاض نعلكم ما تعبتوا
..كانت تعرف كل ساءقى اللوارى فى الخط وتعرف حتى المساعدية وتعرف منطقة كل سائق ووصل بها الحال انها تعرف اسم الورى القادم من صوت اللورى او البورى او الكوز المركب فى المروحة ....اوصل ان شاءالله غدا فالحديث عن ام الحسن لا ينتهى يرحمها الله بقدر ما قدمت من جلائل الاعمال لاهل الشمال واسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وانا لله وانا اليه راجعون
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
رحمها الله ... شبعت من نار الدنيا ، اللهم أجرها من نار الآخرة ... ذكرتنا الراحل عمر الحاج موسى ... بعدين ياخ إنت من ستة تلاتة وستين بتركب اللواري ؟ منك جفلة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
القائمة الرئيسية
الصفحة الأولي
السياسية
منوعات محلية
أقوال الصحف
العالمية
الثقافية
فنون
الرياضية
تحقيق وأستطلاع
منوعات عالمية
الأخيرة
روابط أخرى
أرشيف المقالات
أفضل 10
البحث
راسلنا
أخبر صديقك
إحصائيات
إستفتاءات
من يتصفح الآن
يوجد حاليا, 9 ضيف/ضيوف 0 عضو/أعضاء يتصفحون الموقع.
أنت غير مسجل لدينا. تستطيع التسجيل مجانا بالضغط هنا
البحث
اللغات
اختر لغة الواجهة:
Arabic English
الأخبار العشوائية
[ مطلوب زوج في سن السبعين ]
الأخيرة: آخر الليل: شريان الحياة.. شمالاً
اسحق احمد فضل الله
(محطة أم الحسن) هل اشهر محطة خلوية في السودان وفي طريق الشمال القاتل كله.. وقوز ابوضلوع كذلك!! وأم الحسن يختار لها قدر غريب ان تموت في الأسبوع قبل الماضي.. وان يكون الحاج عطا المنان وعدد ممن يديرون طريق شريان الشمال هناك للعزاء!! وصباح الأربعاء كانت طائرة السيد نائب رئيس الجمهورية تنطلق من الخرطوم في السادسة صباحاً متجهة إلي دنقلا وعربة الحاج عطا المنان تنطلق من الخرطوم كذلك في الرابعة صباحاً متجهة الى هناك.
وحين تهبط طائرة السيد علي عثمان في دنقلا تكون عربة السيد عطا المنان هناك تنتظر.. وشريان الشمال يقدم نفسه في فصاحة متحدية. والقدرية الغريبة التي ظلت تصحب رحلة نائب الرئيس الى الشمالية نهاية الاسبوع كانت تجعل طائرة المقدمة تهبط اضطرارياً في مدينة التمتام نهار الثلاثاء. في تذكير قوى بقصة قيام هذه المدينة التي هي جزء من شريان الشمال والتي بدأت حياتها بهبوط اضراري آخر!! عام سبعة وتسعين كانت المجموعة التي هبطت طائرتها في الخلاء المدقع هناك تتلفت ثم تشرع في اقامة مسجد هناك حيث لا احد!! ومن خيام الشعر التي تهتز تحت الرياح في الافق جاء احد.. ثم احد.. ثم اطفال.. والمسجد غسل ملابس الاطفال ثم ملابس الكبار ثم اطعمهم.. ثم مشط رؤوسهم من القمل.. ثم من الخوف.. ثم اصبحت خلوة مدينة التمتام تضم مئات الاطفال الذين يشعون نظافة وعافية ويفسرون لماذا ظلت مدارس الشمالية تكتسح الامتحانات ثم قامت مدينة التمتام حول المسجد. وحول شريان الشمال قامت مدينة الملتقى وطائرة وفد الحكومة نهار الثلاثاء الماضية كانت الرياح تجعلها تهبط اضطرارياً في التمتام بالذات لتذكر الناس بالتغيير الذي يحدث الآن وكيف يمكن ان يحدث من الصفر المطلق وبتفائل مجنون والقدرية كانت كذلك تتبع زيارة السيد علي عثمان.. وتسبقها في كل خطوة. (نائب رئيس الجمهورية) يتجه الى دنقلا خبر قديم لكن الخبر ظل الناس يتكتمونه هناك ويتلفتون في فزع قبل ان يهمس به مسئول لمسئول. وحتي مساء الثلاثاء الماضية لم يعلن الخبر للجمهور في المدينة والسبب هو ان الشمالية كانت قد اعلنت قبل شهور بزيارة النائب الأول واستعدت المنطقة ثم الغيت الزيارة!! ثم اعلنت ثانية ثم اجلت!! ثم ثالثة ورابعة وسادسة ايضاً ثم اجلت!! وفي المرة السابعة كانت طائرة السيد نائب الرئيس تحلق لساعة كاملة فوق مدينة دنقلا ثم تعود الي الخرطوم دون ان تهبط بعد ان منعتها الرياح!! وحين انطلقت الرياح نهار الثلاثاء الماضية كان الناس هناك يلتطمون بين الضحك البكاء.. والتساؤل عن القدرية الغريبة. لكن طائرة نائب الرئيس كانت تحلق صباح الاربعاء ثم تهبط في دنقلا لتبدأ اروع زيارة في تاريخ الشمالية. (3) والعمل الضخم الذي حشد للزيارة كان يجعلنا نسأل الاستاذ علي عثمان سؤالاً غريباً ونحن في طريق العودة مساء الخميس وكانت جرأة السؤال كانها تتهم نائب الرئيس بالخداع!! في نهار الاربعاء كان نائب الرئيس يزور مستشفي دنقلا ثم دلقو ثم محطات الكهرباء ثم مشروع السليم ثم مستشفى البرقيق ثم الطرق الداخلية ثم البيارة ثم حلفا.. ولقاء الحكومة والقيادات وفي زيارة حلفا كان الميناء والجمارك والحكومة وبين ذلك كانت هناك خمس لقاءات جماهيرية حاشدة وطائرتان تهبطان في عشرين موقع وفي حلفا كانت جهة ذكية تدفع بجماعة حزبية تحمل لافته مستفزة واستفزاز اللافتة يجعل الشرطة تحاول انتزاع اللافتة ليكون من يهب لحماية اصحاب اللافتة التي تحمل توقيع (طلاب علوم الأرض) هو نائب الرئيس والذي يوجه الجمهور المزدحم بفتح ممر لهم ثم يوجه الدولة باجابة مطالبهم التي كانت تتغطى تحت دعوى معدات للكلية!! وحين كان الوفد المتعب يستقر متنهداً في الطائرة وهي تتجه عائدة كنا نسأل السيد علي عثمان عن هذه المليارات الهائلة التي وعد بها الناس في كل مكان وعن استحالة الوفاء بها ليقول في بساطة ماكرة!! :- لم نعد احداً بمليم إلا ونحن قد اعددناها له سلفا في الخرطوم!! يستلمها فوراً. والاجابة تكشف ان الزيارة لم تكن (لتفقد الحال) بل ان عملاً ضخما (وواجب منزلي) كان قد سبق الزيارة وان الروشتات كانت قد صرفت. لكن القدرية كانت هناك لها روشتاتها الخاصة الغريبة. وحديث اكثر غرابة عن (تمليك مستشفيات السودان للعاملين) تعرض له .. كان السيد نائب الرئيس يطرحه للتأمل والشورى في مجلسه الخاص. ولما كنت عربات الوفد تجوب حلفا كان حديث الذكريات عن هجرة حلفا يقود الي ان مصر لم تدفع (حتي اليوم) مال تعويضات اهالي حلفا.. بينما للهادي بشرى كان يسلم مهجري مدينة الملتقى تعويضاتهم الشهر الماضي واللواء الهادي بشرى له قصة رقيقة مؤثرة لكن السياسة التي لا تعرف العواطف كانت تجعل الاستاذ علي عثمان يخاطب اهالي حلفا عصر الخميس ويتحدث من فوق رؤوسهم الى مصر!! وكان يقول ان صلتنا بمصر هي الان في احسن حالاتها.. وحين كان النائب الأول يثنى حاراً علي مصر كانت ذاكرته =لعلها= محشودة بما سمعه من ضباط الميناء وشكاوي غريبة من مصر.. وسياسات مقلقة من وراء الحدود تدب من تحت العمل التجاري الي السياسي وكانت ذاكرتنا تحتشد بمصر التي مازالت تفرش الفنادق السياسية الفخمة للمعارضة السودانية والتي ظلت طويلاً تحشد معسكرات قرنق بكل شئ!! لكن شكوى ضباط الميناء لها حديث لن تنتزعه الرقابة من المطبعة بعد حرية القول. ونمضي مع السيد نائب الرئيس في اغرب رحلة ما بين محطة أم الحسن ودنقلا.. ورحلة الانقاذ التي يكون ابوسفيان فيها أمس هم اللواء الهادي بشرى القائد العسكري للمعارضة والوالي هناك الان والاستاذ بلال القائد السياسي للمعارضة الاتحادية ووزير الصحة الان وكل منهم يقطع رحلة تشبه رحلة الشمالية ما بين ام الحسن.. وشريان الشمال. ونلتقي إن شاء الله
دخول
الكنية
كلمة المرور
لم تسجل بعد؟ تستطيع التسجيل. بعد التسجيل يمكنك تغيير شكل الموقع, والتحكم في التعليقات وإرسال تعليقات بإسمك.
روابط ذات صلة
· زيادة حول nopic
· الأخبار بواسطة admin
--------------------------------------------------------------------------------
أكثر مقال قراءة عن nopic:
اسماء شهداء طائرة الخطوط الجوية السودانية التي سقطت اليوم ببورتسودان
تقييم المقال
المعدل: 0
تصويتات: 0
الرجاء تقييم هذا المقال:
خيارات
صفحة للطباعة
أرسل هذا المقال لصديق
"تسجيل الدخول" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
الحد -1 0 1 2 3 4 5 لا يوجد تعليقات شبكي سرد موضوع ورد القديم أولا الجديد أولا الأعلى تقييم أولا
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.
التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل
Alhayat Newspaper
Developed byHisham Karouri
انشاء الصفحة: 0.093 ثانية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
اهل العوض
اشكرك انا برضه ما كبير خالص وحكاية العمر دى دايرة ليها بورد براهو طبعا المقام مقام عزاء ونحن فى بيت بكا وبعد رفع الفراش نشوف حكاية العمر طبعا اخوى فيصل صالح اكبر منى والكلام دا هو
بيعرفوا وهو الدفعة القدامى فى الجامعة
وهو احسن من يتحدث فى هذا المجال
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
اهل العوض
اشكرك انا برضه ما كبير خالص وحكاية العمر دى دايرة ليها بورد براهو طبعا المقام مقام عزاء ونحن فى بيت بكا وبعد رفع الفراش نشوف حكاية العمر طبعا اخوى فيصل صالح اكبر منى والكلام دا هو
بيعرفوا وهو الدفعة القدامى فى الجامعة
وهو احسن من يتحدث فى هذا المجال
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي من ارسل رحمة للعالمين
رحم الله الفقيدة واسكنها الجنة
انا لله وانا اليه راجعون
الحاجة ام الحسن معروفة لدي كل الشماليين بقهوتها وراكوبيها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جنانه، كانت احد المعالم الهامة لطريق امدرمان دنقلا، لها الرحمة والمغفرة، انا لله وانا اليه راجعون .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: ahmad almalik)
|
الأخ الكيك
لك كل التحايا و الود
أولا للفقيدة الرحمة و أسكنها الله فسيح جناته. آمين
لقد كانت الفقيدة من مقومات الرحلة من أمدرمان دنقلا المحس و بالعكس. فلا أحد يذكر سفره إلا و كانت أم الحسن مقرونة بالوصول و الراحة و الإستجمام. ظلت تقدم خدماتها لجيل الآباء ثم الأبناء ثم الأحفاد.
نعم ، ربما كانت الفقيدة تقصد العمل التجاري بفتح قهوة في ذلك العتمور ، و لكن من لم يرى ذلك المكان فهو مكان صحراوي تنعدم فيه مقومات الحياة ، و لكنها بجلدها و صبرها ظلت قابعة في محلها ذاك ليلا و نهارا و في حر السموم و صقيع الشتاء ، تستقبل الركاب.
نموذج للمرأة السودانية المكافحة.
ليت أبناء دنقلا و المحس يكرمون هذه المرأة بأي شكل من الأشكال.
و تسلم أخي لهذه البادرة. رحمها الله رحمة واسعة و طرح البركة في ذريتها و ذويها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
لا شك ان الكل حزين لوفاة امنا كلنا ام الحسن التى وهبت نفسها لخدمة المسافرين فى صحراء بيوضة فى مكان لا ماء فيه او خضرة او حتى ما يحمى من زمهرير الصيف وبرد الشتاء القارس ..
صبرت ام الحسن اكثر من ستين عاما تخدمنا وتذلل عننا اثار التعب محطة راحة فى طريق شاق وطويل لا نهاية له فى قلب الصحراء الكبرى
عندما كان الطريق وحيدا يؤدى لامدرمان بالحمير وقبل ظهور السيارات كان الخبير محمد ود قبولا عربي كباشى هو الدليل الوحيد لهذه الصحراء القاحلة ويقال هو من ارشد المغفور له عمر عبد السلام احد اعيان كورتى واول من حاول مساعدة اهله فى اختصار هذا الطريق والوصول لامدرمان فى ثلاث ايام او اربعة ايام فقط ..حسب مستوى وقوة سيارات ذلك الزمان
كما قلت بان كل من سافر لامدرمان عبر الستين عاما الاخيرة عبر هذا الطريق يعرف ام الحسن معرفة شخصية ..يعنى ممكن اقول انها اكثر سودانى معلوم واكثر شهرة من لاعبي كرة القدم وبعض الفنانيين بل وبعض الوزراء
لم تغير الايام ولا السنيين ام الحسن فى اى شىء رغم انها تملك من الاموال والابناء والبنات فى امدرمان والشمالية ما يغير لها حياتها الشاقة التى بدات بها فهى كما بدات ختمت حياتها فى نفس المكان حتى اخر نفس تخدم فى ضيوفها ..لاينفسها فى شهرتها الا واحد مثلها فى صحراء العتمور اسمه ابراهيم محمد طه والمشهور بابراهيم ود نقورى فى صحراء الهو فى منطقة الدفار القديمة العفاض حاليا وجد نفسه يقدم خدماته فى تلك الصحراء التى تفصل ما بين منطقة البديرية والشايقية فى منطقى يطلق عليها العقبة عقبة كورى وهى منطقى تقع ما بين العفاض ومورة .. اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
ونسة سودانية
وداعا ..ام الحسن
اخر الانباء المحزنة من السودان خبر فاجع لكل اهل الشمال بوفاة سيدة فاضلة الكل يعرفها ومن لا يعرفها سمع بها ...ام الحسن ..اشهر امراة فى السودان فى القرن العشرين وانا اقول اشهر امراة سودانية لان المكان المتواجدة فيه او عاشت فيه ارتبط فى ذهن الكافة بالمشقة فى السفر التى يعانى منها اهل السودان وناس الاقليم الشمالي تحديدا حتى وقت قريب ..
اشتهرت ام الحسن صاحبة المقهى المشهور فى طريق امدرمان دنقلا بخدمة راكبي اللوارى الذاهبين والعائدين من والي الشمال منذ الاربيعنات من القرن الماضى بعد دخول السيارات العابرة للصحراء ..ومغامرة عمر عبد السلام التى افتتح بها هذا الطريق الشاق الوعر ....
قبل مجييء السيارات كان اهلنا فى الشمال يذهبون لامدرمان بالحمير والجمال وتستغرق الرحلة احيانا حوالي الشهر ..اذا لم يضلوا عن الطريق الرئيسى وكان الخبير محمد ود قبولا عربي كباشى هو الدليل الوحيد للمسافرين ويقال هو من ارشد المرحوم عمر عبد السلام علي اقرب مسافة فى هذه الصحراء مترامية الاطراف وصحراء بيوضة جزء من الصحراء الكبري لا ماء او خضرة فيها الا فى بعض الاودية التى تمتليء فى الخريف جراء السيل من كردفان وفى احدي تلك الاودية كانت تقيم ام الحسن مع اسرتها وهى عربية من قبيلة الهواوير ..
اول مرة اشاهد فيه ام الحسن كان فى عام 1963 وكنا علي ظهر لورى ماركة فورد اسمه الفارقو يعمل بالبنزين وضمن الرحلة كنت فى شوق لرؤية ام الحسن التى يتحدث عنها الكل ....تحرك اللورى من القبولاب مقهى محمد ود قبولا اطلق عليه الان ناس الانقاذ اسم الملتقى دون حفظ لاسم رجل شقى وتعب فى هذا الموقع الذى عرف باسمه ..انطلق اللورى فى صحراء قاحلة ورمال كالجبال ما ان يخرج من وحل الا ويقع فى وحل اكبر منه والمساعدين والركاب الكل يتعاون لبلوغ المحطة الاولى فى ثلث الطريق الى امدرمان وهى ام الحسن .. وفى الصباح الباكر لليوم التالي وصلنا لام الحسن وانا فى شوق لرؤيتها ..
كل ما رايناه عشة من القش والشعر عليه حطب السلم الصحراوى معلق فيها قربة ماء كبيرة مليئة بالماء البارد ونار تضوى علي زيت رجوع السيارات ..
اقبلت ام الحسن الينا هاشة باشة مرحبة بنا وهى تحمل صفيحة ماء للتزود من اللوارى فكل لورى يعطيها صفيحة مليئة بالماء ..كانت تلبس ثوب زراق وفى ارجلها ويديها حجول من الفضة وفى يدها اليمنى تلبس عاج من سن الفيل كعادة اهل ذلك الزمان ..وفى اذنيها فدو من الذهب وفى رجليها تلبس حذاء جلد الاعراب المسمى بالشقيان والشقيان لمن لا يعرفه حذاء من جلد البقر يطلى بالزيت او القطران ليصبح رطبا وهو فى شكله يشبه الكلبوس برضه حتقولوا الكلبوس دا شنو الكلبوس حذاء من الجلد كان يصنع فى الفاشر وكان موضة الخمسينات ..
وبلهجة عربية ولكنة اهل الهواوير الجميلة قالت لنا اهلا بيكم ومرحب ناس العفاض لعلكم ما تعبتوا ..وكان التعب باديا على وجوهنا وملابسنا التى تحولت الي لون احمر وشعرنا المنكوش مثل اهل الكهف ..
كانت تعرف كل سائقي اللوارى من حدود حلفا وحتى مناطق الشايقية والمناصير فى الخط وتعرف حتى المساعدية ومنطقة كل سائق ووصل بها الحال من الذكاء معرفة اسم صاحب اللورى من صوته او من نوع البورى المستعمل واحيانا من كوز المكينة الذى يستخدمه السائقين ..وكما قلت بان كل من مسافر لامدرمان عبرالستين عاما الاخيرة عبر هذا الطريق يعرف ام الحسن معرفة شخصية..يعنى ممكن اقول انها اكثر شهرة من لاعبي كرة القدم وبعض الفنانيين بل وبعض وزراء هذا الزمان ..لم تغير الايام والسنين فى ام الحسن شيئا فى نوع حياتها وعملها الذى تؤمن به بعد تخرج اولادها من المدارس ورحيل بناتها الي امدرمان ..ظلت فى مكانها تخدم راكبي اللوارى حتى اخر نفس فى حياتها منطلقة من مبدئها العربي ان هؤلاء الركاب هم ضيوفها ويجب اكرامهم استلهاما للكرم العربي المتوارث الذى اصبح عقيدة لها لن تستبدله بملذات الحياة ونعيمها ..
لا شك ان الكل اليوم حزين لفراقها وانا لله وانا اليه راجعون .
..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: الكيك)
|
شكرا ليك يا اخونا الكيك
الا رحم الله الفقيدة واسكنها الجنة
وألهم آله وذوية الصبر والسلوان
المرحومة أم الحسن معروفة لدي كل ابناء الشمالية الذين سافروا باللواري والذين لم يسافروا لان سمعتها كانت مشهورة جدا وهي عاصرت السائقين الاوائل منهم جابر رحمه الله وعلي خرشو (تزوج ابنة ام الحسن) وسليمان جنني وعثمان قرضما ومحمد علي حراج وعبدالحميد عكاشة وسعيد ابوحواء رحمه الله وخير السيد وعطاية الله وعطاية حسون ومحمد العربي وطه علي طه وسيداحمد نوره وود ابوزيد وبركيه وعوض صالح ووابيه وادريس سعد ومرجان
نسأل الله ان يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة ...ام الحسن (Re: حمزاوي)
|
اخونا " الكيك " لام الحسن الرحمة والمغفرة ..نسأل الله لها الراحة في قبرها ..بقدر ما كان يستريح عندها المسافرين ..ولا شك ان لقهوة ام الحسن ذكريات محفورة في مخيلة ابناء الشمال الذين مروا من ذاك الطريق ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الكيك
Ahlalawad
elsharief
ahmad almalik
ابو جهينة
حسن الملك
moniem2002
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست