نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
كلامك صاح يا أبو رباح انت تشارك ونحن نبارك
|
من أهم الأخبار السياسية التى طفحت في الاسبوع المنصرم الاتفاق بين حزبى المؤتمر الحاكم وحزب الأمة المعارض. فقد جاء ان الطرفين توصلا لاتفاق كامل حول القضايا المطروحة كافة، وجاء كذلك ان حزب الامة قد ناقش هذا الاتفاق في مكتبه السياسي وقد اجازه بعد نقاش حاد فبعض اعضاء حزب الامة ما زالوا يعيشون في مرحلة «الكُجنة» الشديدة لحزب المؤتمر الوطني فعارضوا السيد الصادق داخل المكتب معارضة قوية وبعضهم أيد بدون تحفظ وهتف قائلاً «كلامك صاح يا أبو رباح انت تشارك ونحن نبارك»، يا ربى السيدة الاستاذة رباح مرشحة لخلافة والدها؟ «معقولة جداً والله»، بيد ان السيد الصادق وبقدراته المنطقية العالية احتوى الخلاف وأكد للجميع انه ينبغى «حلوة ينبغى هنا» ان لا يفهم ان الاتفاق مع المؤتمر الوطني تعني المشاركة في الحكم انما على العمل سوياً لتحقيق البرامج المتفق عليها، من جانب المؤتمر الوطني لم يرشح لنا حتى الآن موقفهم النهائى، ولكن المتابع لطريقة عمل الاسلاميين قديماً سوف يدرك ان أية فئة فاوضت نيابة عنهم فتفويضها كاملاً يعني يبدو انه لن تكون هناك مشكلة في الاتفاق مع حزب الأمة «هم لاقين»!!؟؟ الجديد في هذا الاتفاق انه لا يقوم على اقتسام مقاعد في السلطة كما هو عليه في اي اتفاق وقعه جماعة مع المؤتمر الوطني، اذ لابد من ان يكون فيه شوية مقاعد وشوية حاجات تانية حامياني، فهذا الاتفاق كما ذكر كان على برنامج وطني بموجبه سوف يعمل حزب الامة المعارض مع المؤتمر الحاكم بتنسيق تام كما قيل في الاخبار، في تقديرى ان المتابع للحراك السياسي في بلادنا لن يستغرب هذا التقارب فحزب الامة هو الحزب الوحيد الذى رفض تقرير الخبراء في ابيي فاتفق اتفاقاً تاماً مع المؤتمر الوطني كما ان الحزبين يلتقيان في مسألة دارفور بصورة مباشرة وغير مباشرة فالقبائل المنتسبة للعروبة هناك اصبح ملاذها في المؤتمر الوطني وحزب الامة، كما ان موقف الحزبين من القوى الدولية أو بالاحرى موقف القوى الدولية من الحزبين يكاد يكون واحداً، فالغرب معروف موقفه من جماعة الانقاذ ومن الصادق عندما كان في الحكم كذلك العالم العربى، فالسؤال طالما كان الأمر كذلك لماذا كان الصراع والاقتتال وضرب الامثال والسجون؟؟ انها مرارات الصراع على السلطة، فمن فقدت منه السلطة سيبحث عنها ومن كنكش في السلطة سوف يذب الآخرين عنها. مسألة دخول حزب الامة في السلطة ليست ذات بال لأنه وعلى حسب البرنامج المعلن «ما فضل فيها كتير»، ولكن يبقى السؤال: هل انهى حزب الامة معارضته للحكومة ام انهى «الكجنة» وابقى على المعارضة وما هي حدودها؟؟ هل هناك بنود سرية في الاتفاق؟ وهل هناك حاجات «تحت تحت» ولا نقول تحت التربيزة؟؟ اغلب الظن ان الانتخابات القادمة قد كانت من دوافع هذا التقارب، فالحزبان من قوى السودان القديمة وهذه القوى سوف تبرز اذا اظهرت قوى السودان الجديدة اي تلاحم وتبقى الحركة الاتحادية بمسمياتها الكثيرة التى تستعصى على الحصر، فأغلب الظن انها سوف تركب قطار الشوق الجديد ويبقى زعماء الاتحادى عُمداً بدون اطيان .. على العموم انها السياسة حيث لا توجد مرارات قديمة بل مصالح جديدة.
http://rayaam.sd/Raay_view.aspx?pid=104&id=7233
|
|
|
|
|
|
|
|
|