وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2008, 11:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى

    قضيت مساء الخميس وانا فى حزن وقلق دائم حتى صباح الجمعة بعد سماعى لنبا وفاة الدكتور والكاتب الكويتى الشهير الاستاذ احمد الربعى ..
    الرجل الذى يهتم بالحقائق البعيدة عن زيف ودعاية اهل الكذب والنفاق ..
    مات صديق السودانيين المثقفين الرجل الذى كنا نفاخر بان الوطن العربى ما دا م فيه امثال الربعى فهو بخير ..
    احمد الربعى من اكثر الكتاب العرب اثراء فى الكتابة عن المشكلة السودانية وهو واحد ممن نفتخر بهم لانه كتب مناصرا لقضية الشعب السودانى ..وكل اسبوع يكتب مقال عن القضية السودانية وهو من نفتخر بهم ونباهى بهم الكتاب المصريين من امثال هيكل الذى يتافف فى الخوض فى القضية السودانية لانه جاهل بها كل الجهل ..
    ولا يريد حتى من احد ان يساله عن السودان ويغطى جهله دائما بان السودانيين حساسين ..
    احمد الربعى سياسى وكاتب كويتى ليبرالى وزير سابق وعضو فى مجلس الامة واحسن من كتب عن الجبهة الاسلامية وما فعلته بالسودان ..ومن اجمل مقالاته عن الترابى ما كتبه تعليقا على حوار اجرته معه صحيف السياسة الكويتية .. لابد للقارىء ان يطلع عليه ومن ثم اواصل


    الترابي.. كلمات متقاطعة

    أحمد الربعي


    مواقف حسن الترابي تشبه الكلمات المتقاطعة، وكلما تحدث الرجل يثير وراءه زوبعة من المواقف التي يصعب فهمها، وهو لا يرى تناقضاً في ان يقول الشيء وضده في نفس الوقت، وبالتأكيد فإن هناك مدرسة فكرية في حياتنا تنطلق من فكرة ان الناس ذاكرتهم ضعيفة او انهم بلا ذاكرة اصلاً. في حديثه المطول مع صحيفة «السياسة» الكويتية يبرئ الترابي، اسامة بن لادن من احداث 11 سبتمبر، ورغم ان بن لادن نفسه وفي اشرطة مسجلة باسمه يتبنى العملية ورغم اطنان المعلومات عن دور تنظيم القاعدة، فإن حسن الترابي مصر على ان بن لادن بريء وانه «فرح بالأحداث ولكن لم يفعلها». ويكشف لنا حسن الترابي حقيقة جديدة وهي ان من قام بأحداث 11 سبتمبر هم «بناة الثقافة الاميركية وقد غضبوا على الولايات المتحدة وفعلوا ما فعلوه» اما من هم هؤلاء، فليس مهماً، المهم هو ان بن لادن بريء من العملية!! كلنا يتذكر حكاية الانقلاب العسكري الذي قامت به جماعة حسن الترابي، وكيف انهم استخدموا الرئيس البشير كواجهة سياسية، وكلنا يتذكر ان جماعة الترابي يتهربون من ذكر وقائع ذلك الانقلاب، الا ان حسن الترابي يعيد تذكيرنا بالحكاية من دون ان يشعر بحرج امام جمهوره وامام حزبه فهو يقول «جئنا بالبشير وادخلنا انفسنا السجن كي لا يشعر احد بقيام دولة اسلامية، ومع ذلك غدر البشير بنا وبالدستور». وبالتأكيد فإن هذه الجرأة يحسد عليها حسن الترابي، فكيف يمكن لسياسي ان يقول انه قام بمؤامرة او تمثيلية، وانه سجن نفسه ووضع واجهة اخرى هي الرئيس البشير، ثم بعد ذلك يتوقع الترابي ان يثق به الجمهور، وما الذي يمنعه من ان يفعل شيئا مشابها وهو الذي صرح قبل ايام انه تاب عن الانقلابات العسكرية!! حديث الترابي يستحق القراءة وخاصة لهواة الكلمات المتقاطعة، فالرجل يتحدث عن علاقاته بصدام وكيف انه كان يسمع منه ولا يطيعه، وعلاقته بابن لادن واستثمارات بن لادن في السودان، وعلاقاته بالقذافي وكيف «ان القذافي يكره الافارقة». وينقل الترابي رواية «غير مؤكدة»، مفادها ان القذافي هو الذي وشى بعالم الذرة الباكستاني عبد القدير خان لدى الاميركان. وكلام آخر طويل يؤكد ان افضل موقف يمكن ان يتخذه الترابي هو الصمت.


    .
                  

03-09-2008, 11:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    أحمد الربعي... تحولات المثقف والسياسي

    د. رضوان السيد

    أخر تحديث: الأحد 09 مارس 2008 الساعة 04:15PM بتوقت الإمارات
    غاب الشاب العذب والإنسان الرائع أحمد الربعي بالكويت بعد حضور على سرير المرض لسنوات، والغريب، وأنا الذي تابعته في مرضه، أنه لم يخطر ببالي أو في وعيي أن الربعي يمكن أن يموت مثلما يموت سائر البشر، فقد كان أستاذ الفلسفة هذا، فتى دائماً متوهج الفكر والشخصية، وقد ظل يكتب في "الشرق الأوسط" لسنوات طوال إلى أن داهمته المنايا بعد إرهاصات فاقعة.

    كنت أقرأ للربعي في الثمانينيات، وهو مولود مثلي عام 1949، لكني حصلت على الدكتوراه من ألمانيا، وحصل عليها هو من هارفارد بالولايات المتحدة، وقد تبين لي جوهره الأصيل على خير وجه في غزو صدام حسين لبلده الكويت، فقد كنتُ وقتها أدرّس بجامعة صنعاء باليمن وجاء الربعي مع وفد كويتي إلى اليمن التي كان شعبها وكانت سلطاتها شديدة التحزب للعراق في وجه الولايات المتحدة.

    وفي حين كان زملاؤه من أعضاء الوفد يركزون على الآلام التي عاناها ويعانيها الكويتيون، كان الربعي يضيف لذلك ما أصاب ويصيب فكرة القومية العربية من أضرار نتيجة سلوك النظام البعثي في العراق تجاه شعبه، وتجاه العرب الآخرين: وكل ذلك بحجة مكافحة "القطرية" لصالح القومية. وبعكس كثيرين ممن تضرروا من تلك "السلوكات العروبية" ما سمعت من الربعي، لا أثناء الغزو ولا بعده، والى ما قبل ثلاث سنوات، شيئاً يشبه العنصريات والعصبيات التي تنشأ في مثل تلك الظروف.

    والطريف الظريف رأي الربعي في الأزمة اللبنانية والعلاقات اللبنانية –السورية، فالرجل ما كان شديد الإعجاب لا بالتجربة اللبنانية ولا بالتجربة الكويتية في إدارة الشأن العام، لكنه وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، كان يرى ان الرئيس حافظ الأسد إنما يدير الشأن السوري من لبنان، ولذلك لا أمل في أن يتخلص لبنان من السيطرة السورية. ولهذا عندما خرج الجيش السوري من لبنان مزحت معه قائلاً: الآن سيضطر الرئيس بشار لإدارة سوريا من دمشق، وليس من بيروت، فسكت قليلاً ثم قال: أرجو أن يكون استنتاجك صحيحاً، لكن قياساً على تجربة الكويت ولبنان في الماضي، فإن "البعثي" يظلُّ يحوم حول طريدته أو ضحيته حتى يموت بسمها أو تصارعه عليها كواسر أخرى، ولذا فعندما كنت أراه بعد ذلك، على أثر الأحداث المأساوية بلبنان، كان يقول لي: ألم أقل لك؟ بيد أن ما أرجوه (يتابع الربعي) أن لا يحدث لكم ما حدث لنا، فيتدخل الدب الأكبر ويخترب لبنان وسوريا بحجة تهديد لبنان، على أن آخر حديث لي معه بالهاتف قبل أشهر على إثر مقالة كتبتها بجريدة "الحياة"، تجنب فيه الشؤون السياسية وخاض في حديث طويل عن معنى الحياة، وهل يجد المرء نفسه في إنجازاته الشخصية أم في إنجازات أمته ودولته، وكانت وجهة نظر الربعي أن الشبان العرب هم في محنة اليوم بين إنجازاتهم أو محاولتهم لذلك، والعجز النازل بأمتهم، وكيف يستطيع الشاب الفخر بإنجازاته وفي وعيه وعيونه ما يحدث في فلسطين وما يحدث في العراق ودول عربية أخرى!

    بيد أن وفاة الدكتور الربعي لا تثير الأسى باعتبار صفاته الشخصية وتوجهه السياسي البناء والمستنير وحسب، بل تُثير التفكير في مصائر علائق الثقافة بالسلطة في الوطن العربي، إذ أن الربعي كان أحد أبناء الجيل الذي أقبل من الجامعة وبواسطتها على العمل السياسي، والثوري منه بالذات، وقد انتمى هؤلاء المثقفون الثوريون الشبان في أواخر الخمسينيات إلى أحد ثلاثة تيارات: تيار الفكر الماركسي واليساري عامة، وتيار الفكر القومي البعثي، وتيار الفكر الجماهيري الناصري. وكان من تقديرات الظروف والبيئات وأجواء الحرب الباردة وانعكاساتها المتناقضة والمتفاوتة، أن اصطدم البعثيون والناصريون بالشيوعيين، ثم اصطدموا فيما بينهم، وكان الصدام بين البعثيين والناصريين هو الأبرز والأشد ضرراً، لأنه كان صراعاً بين السلطات العربية: مصر ومَن سار في فلكها من الدول العربية، وسوريا (البعثية منذ عام 1963) ومن سار في فلكها إلى هذا الحد أو ذاك. كان لكل من المعسكرين مثقفوه، بيد أن أساليب الصراع وأولوياته لم تكن واحدة، فالناصريون ركزوا على خيانة البعثيين للوحدة، وإحساسهم الأقلوي وتعطشهم للسلطة بأي ثمن، والبعثيون حملوا على فاشية جمال عبدالناصر، وضبابيته النظرية، وكونه لا يقول بالوحدة المدروسة، لكي يستمر في الانفراد بالزعامة، لكن بعد أواسط الستينيات ظهر مسرب رابع اندفع فيه شباب مثقفون عرب كثيرون، من خلال فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تبنت في الأغلب تحولاً قومياً باتجاه اليسار الثوري وهو الاتجاه الذي غَلَب في أوساط شباب المثقفين بمنطقة الخليج، وبخاصة الكويت والبحرين واليمن، وقد تدرب كثير من هؤلاء أيديولوجياً وقتالياً لدى الفصائل الفلسطينية، ومنهم من بقي في صفوفها، ومنهم من عاد إلى اليمن وظفار للمشاركة في التغيير الثوري هناك، ثم خمد ذاك الاتجاه بالتدريج مثلما حدث للاتجاهات الأخرى: الناصريون ضاعوا بوفاة جمال عبدالناصر وتغير المسار أيام الرئيس السادات، والبعثيون فقدوا جاذبيتهم بالنسبة للمثقفين الثوريين الجادين اثر تحولهم إلى سلطتين تتنازعان في سوريا والعراق، والشيوعيون ظلوا يحصلون على دعم الاتحاد السوفييتي وكتلته، لكنهم تلقوا ضربات على يدي الماوية، وفصائل اليسار الجديد.

    أما يساريو الجنوب العربي، المتمركسون وغير المتمركسين، فقد خمدوا بفشل حركاتهم في ظفار والبحرين، وتحول جنوب اليمن إلى نظام وفق طريق سوفييتي مشوه. وفي الثمانينيات فقد هؤلاء جميعاً أعز ما لديهم؛ البعثيون الجادون والناصريون المتحولون، وأهل النزعة التي حاولت الجمع بين القومية العربية وتهويمات اليسار الجديد... هؤلاء جميعاً انكفأ بعضهم في منعزلات وطنية أو اغترابية، بينما صارت الأكثرية إلى هوامش بيروقراطية الأنظمة القائمة، المنكفئون يعلنون خيبتهم من كل شيء وفي كل شيء، ولا يرون صلاحاً في أي شيء، والمعتصمون بالهامشية يتعزون بأن "تقدمية" الأنظمة التي يعيشون فيها خير من اللاشيء الذي يعيش فيه الآخرون.

    والصديق الراحل أحمد الربعي جزء من ظاهرة المثقف القومي العربي المتحول إلى اليسار في أواخر الستينيات، وقد مارس العمل السياسي الثوري في الخليج، وكان من القلة التي لم تنكفئ أو تتهمش عندما ضاع الرعيل ومن يقوده، إذ ظل قومياً جذرياً صاحب توجه ليبرالي، إلى أن جاءت ضربة صدام حسين القاتلة لكل القومين في منطقة الخليج عندما غزا الكويت. دخل الربعي البرلمان وتولى وزارة التربية بعد زوال الغزو، وانخفضت نبرته القومية، دون أن يخف حماسه لفلسطين، في حين تركزت ليبراليته على نُصرة الدولة المدنية، ومصارعة التيارات السلفية والأصولية.

    ومنذ أواخر السبعينيات تصاعدت الشكاوى والاتهامات من المثقفين العرب وضدهم، ودارت في الأعم الأغلب حول عدم فعاليتهم في مواجهة الأنظمة، أو حول وعيهم المضلل بالمشكلات الحقيقية التي يعانيها الوطن العربي ومواطنوه، وبخاصة بعد أن وقعت الأنظمة ووقع المثقفون تحت حصار الظاهرة الإسلامية التي أشعلت النار في ذلك الهشيم المتطاير بحيث صار أثراً بعد عين.

    وتأتي وفاة أحمد الربعي، لتُعيد طرح السؤال عن مصائر المثقف المسيس، وعن علائق الثقافة بالسلطة في حاضر العرب ومستقبلهم، فالمثقفون الذين لم يتمتعوا بقيادة حلم التغيير الذي عشقوه، ما تمتعوا في التسعينيات بالانخراط في الموجة الجديدة للتحول، فضلاً عن أن يتمتعوا بقيادتها، وإذا كان الحكام الثوريون والتقدميون قد أنعموا على الثوريين السابقين بالنسيان أو التهميش، فإن العولميين والإسلاميين غير مستعدين للإنعام عليهم بشيخوخة هادئة على الأقل.

    إن غياب الصديق العزيز أحمد الربعي هو غياب طويل بعد طول الرحلة والترحل، ويأتي طوله الفاجع، ليس بسبب الوفاة وحسب، بل ولخفوت ظاهرة المثقف المسيس في حاضر العرب، وربما في مستقبلهم، لكنني أنا وجيلي لن ننسى الربعي الأستاذ، والربعي المستنير، والربعي السياسي النظيف، والربعي صاحب الشخصية المتوهجة الممتلئة وعياً وحياة وإنسانية حلوة وناضجة.







    إ
    جريدة الاتحاد
    الأحد غرة ربيع الأول 1429هـ - 9 مارس 2008
    www.alittihad.ae[/B]
                  

03-10-2008, 04:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    شهادة محمد مساعد الصالح:
    قررت ربط الربعي بحبل على الكرسي

    أعرف الدكتور احمد الربعي معرفة شخصية منذ عام 1968، وقتها كنت محاميا وكان هو تلميذا مناضلا، جمعني به الرأي الواحد، واتفاقه معي او اتفاقي معه في الهدف، مع بعض الاختلافات الفكرية التي لا تفسد للود قضية، وكانت اصولنا الطبقية مختلفة، فقد كنت ابنا لعائلة موسرة.. وكان هو ابنا لاسرة على «قد الحال»، ومع ذلك كنت معارضا لطبقتي ولا ازال.. واتصور ان هذا يعود الى اصولي الاولى، حيث نشأت ابنا «لعامل» يجلب الماء ليبيعه على البيوت ثم مقاول «انفار» يورد العمال لشركة نفط الكويت، ثم مقاولا صغيرا للبناء، الى ان كبر العمل وصرت انتمي طبقيا لاسرة ثرية.. ومع ذلك جمعت بيني وبين الربعي اصول فكرية واحدة هي انتماؤنا الى حركة القوميين العرب التي كان شعارها وحدة وتحررا وثأرا.. في فترة الخمسينات ابان المد العروبي الناصري.
    وشق كل منا طريقه حيث اختار الربعي تكوين نفسه من خلال النضال السياسي وتعرض للاعتقال في اكثر من قطر خليجي، بينما بقيت السياسة لدي تشكل جزءا من عملي في المحاماة والصحافة، وتوثقت علاقاتنا عندما صدرت «الوطن» اذ كان الدكتور الربعي مستشارا سياسيا لــ «الوطن».. وطبيعة الدكتور الربعي، لمن لا يعرفه، انه قد يبقى 48 ساعة من دون نوم ويظل في منتهي النشاط.. واحيانا اخرج من «الوطن» الساعة الحادية عشرة مساء بعد الاتفاق مع اسرة التحرير على اختيار المانشيت للصفحة الاولى، فإذا صدرت الوطن اجد عناوين الصفحة الاولى تختلف مع ما اتفقت عليه دون ان اعلم من الذي امر بالتغيير، وكأن هناك قوة خفية لا اعلمها، حتى اذا ما جاء عمال المطبعة ومديرها اسألهم عن تغيير المانشيتات، اجابوا ان الدكتور الربعي جاء الى المطبعة الساعة الرابعة فجرا بعد ان استمع الى الاخبار وقرر تغيير المانشيتات لتتلاءم مع ما استجد من احداث، ولم يكن احد يعرف ذلك الا انا والعاملون في المطبعة.. وكنت طوال عملنا معا في الوطن «اعاير» الربعي بشراء حبل لاربطه على الكرسي فهو لا يستقر في مكان واحد واحيانا اتفق معه على ان يكون معي عند زيارة سفير لنا، وفي الموعد المحدد لا اراه واسأل عنه فاجده عند ابو يمن – صاحب مقهى المطبعة.. ولهذا فقد تعجبت عندما علمت عام 1992 انه قبل كرسي وزارة التربية، فقد كنت اعرف عنه صعوبة جلوسه على الكرسي.. وفعلا كنت اراقبه في مجلس الامة.. حيث انه الوزير الوحيد الذي لا يستقر في مكانه، وكثيرا ما يذهب الى منصة رئيس مجلس الامة للتشاور معه.. فأحمد الربعي لا يحب الاستقرار في مكان واحد، إذ هو سريع الحركة، ولهذا ليس مستغربا ان يزور احدى المدارس في الجهراء بعد حلفه اليمين ليفاجأ الناظر انه الوزير بعد ان اعترض الحارس على دخوله.. بل حتى شعاره اختار ان يكون شيئا غير ثابت وهو الهرم المقلوب، على انه للانصاف فان احمد الربعي لم يتعهد باعادة الهرم الى وضعه الطبيعي، بل تعهد باصلاح انقلاب الهرم، وفعلا نجح في ادارته لشؤون وزارة التربية وعمل كثيرا من الاصلاحات في مجال المناهج واختيار القيادات في وزارة التربية واعطاء المدارس ميزانية خاصة.. ومع كل ذلك فان كل ما عمله لا يشفع له في رأيي المتواضع قبوله المنصب الوزاري، فواحد مثل احمد الربعي مكانه الطبيعي في صفوف المعارضة البرلمانية جالسا على كراسي النواب وليس في الصف الامامي.. كما ان اكثر من قرار اتخذه مجلس الوزراء ضد قناعته، مثل الموافقة على عدم الاختلاط او كادر المعلمين، وكان الناس، وانا منهم، ينتظرون منه الاستقالة ولكنه لم يفعل.. ولو فعلها لاكتسب احترام الجميع، ورغم كل ذلك فان الناس لا تزال تقدر الربعي وزيراً للتربية، وفشله في الفوز في انتخابات 1996 لا يعود الى اعتراض الناس عليه، بل لان الاصوات الليبرالية في منطقته الانتخابية توزعت على اربعة مرشحين، ومع ذلك فالخيرة في ما اختاره الله.. وعودة الربعي الى الكتابة اليومية في جريدة القبس مكسب للصحافة، واتصور انه لا يزال في ما يكتب في مرحلة «التسخين» على طريقة لعبة كرة القدم، والناس تنتظر منه ان يتحدث لهم عن تجربته وزيراً في مجلس الوزراء وعن مواقفه، ولماذا لم يستقل عندما قرر مجلس الوزراء اتخاذ قرارات ضد قناعته؟.. وهل استطاع في رأيه «زحزحة» الهرم المقلوب؟.. وكيف كان الوضع في وزارة التربية عند تسلمه المنصب، ثم معاركه البرلمانية مع احزاب التأسلم السياسي؟.. هذا ما يريد القراء ان يعرفوه من الدكتور احمد الربعي.. اما ما اريده شخصيا منه فهو الا يفكر ثانية في العودة الى المنصب الوزاري.. لان الربعي لم يخلق لمثل هذا المنصب، بل خلق مواطناً وطنياً معارضاً يبتغي الاصلاح حيثما الاصلاح واجب.. وآمل ان يعود الى الكتابة بالطريقة الساخنة نفسها التي عودنا إياها قبل المنصب الوزاري.
                  

03-10-2008, 04:23 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    أصدق التعازي اخي الكيك في صديقك احمد الربعي.
                  

03-10-2008, 04:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    أحمد الربعي.. رحيل مقاتل شرس

    Publication_date:
    السبت مارس 8 2008
    المؤلف:
    طارق الحميد
    الموت حق، لكن ما أسوأ الرثاء، وما أسوأ أن ترثي إنسانا عرفته في محطات مختلفة من هذه الحياة.. مراحل انطوت على كثير من القصص والمواقف، أسوأها على النفس، من دون شك، لحظات مرض الدكتور أحمد الربعي، رحمه الله وغفر له، في السنة الأخيرة.
    عرفت أبا قتيبة، على المستوى الشخصي، حين كنت طالبا في الولايات المتحدة الأميركية، عن طريق الصديق الوفي، وزميل الدراسة، ابن شقيقته محمد النغيمش. حينها شرفني الدكتور في منزلي، وتطورت العلاقة حتى وصلت للصعيد العائلي.
    بعد ذلك دارت الأيام لأصبح رئيس تحرير هذه الصحيفة التي أحد أبرز نجومها من الكتاب أحمد الربعي، بمقاله الذي لا يزيد في عدد كلماته عن الثلاثمائة، لكنها كالرصاص.
    كان احمد الربعي دائم القلق، لا يطيل الجلوس في مكان، لكنه هادئ الطبع، حاد الذكاء، مقاتل عن فكرته. ثاقب الرؤية في المراحل الضبابية، وحين تتأجج العواطف يذهلك بعقلانيته. كلمته الدائمة »لا يهمونك«.
    كان رجلا ترى فيه تأثير التاريخ، فكرا، ومراحل. كان العمل البرلماني يجري في دمه، وجزءا من شخصيته، متنقلا بين المدن، والمجالس، والأشخاص، يهاتف هذا، ويجالس ذاك، وتكاد لا تمر على مجلس إلا ويقال لك: »الدكتور كان هنا«.
    كتب في الصحافة، وعرفها.. تصالحنا في بلاطها، واختلفنا. لكن عندما دعيته ليكتب موضوعا في ملحق »حصاد الأسبوع« قال »كم كلمة ؟«.. ثم هاتفني بعدها ليقول »طالع بريدك«! وكان أيضا من ضمن من كتبوا معنا في زاوية المراقب الصحافي.
    كان يقاتل الأفكار بالأفكار، ويرد على العنف بالكلمة. في عموده الشهير في صحيفتنا كسب أصدقاء أحبوه بلا حدود، وكسب أعداء أوجعهم بقلم شرس، وكم من قليل أوجع. كان، رحمه الله، يؤمن بأن ما يكتب يصل للناس ويؤثر.
    أثناء علاجه في أميركا عام 2006 كنت أهاتفه تقريبا كل يوم جمعة، عن طريق نجله طارق، ومع اندلاع حرب الصيف التي دارت في لبنان، انشغلت عنه فترة، واذا بنجله طارق على الهاتف يقول: »الوالد يريد أن يكلمك«.. جاءني صوته وعبارته التي دائما ما يناديني بها منذ عرفته، وأيا كانت الظروف، أو الأسباب »أبا الطوارق حييت من رجل«.
    ضحكت وبادرته »هاه تعود للكتابة.. المرحلة تحتاج أحمد الربعي؟«. قال »أنا متصل أسألك ليه ما كتبت من يومين؟ أكتب، ترى الكلام يصل ويؤثر.. لا تقف«. وودعني.
    الربعي الصحافي، والبرلماني، والوزير، كان شاعرا، وعاشقا للأدب بكل فنونه. لا أنسى قبل قرابة خمسة أعوام عندما جمعنا مساء على ضفاف الخليج العربي، وأبو قتيبة يترنم على سامرية للشاعر الكبير محسن الهزاني: »برق تلالا قلت عز الجلالا«. ضحكت يومها وقلت له: أبا قتيبة تعشق السامريات؟ فقال: »أعشق كل ما يبعث على الحياة والسعادة والتفاؤل«.
    قبل وفاته بفترة هاتفته أطمئن على صحته، وكان صوته ينبئ بأنه غير ذاك الرجل الذي عرفته، قال: »يبدو خلاص.. هذا قدري من الحياة، وربك إن شاء الله غفور رحيم«.
    قصص ومواقف مرت لي مع أحمد الربعي، فيها ما يستحق أن يروى ذات يوم، وفيها ما ذهب وانطوى.. مع الأيام.
    أسأل الله العلي العظيم له المغفرة والرحمة.



    وقال عن القضية السودانية
    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=9980...ch=دارفور&state=true

    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=9457...ch=دارفور&state=true

    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=9623...ch=دارفور&state=true
                  

03-10-2008, 04:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    اليخت الرئاسي....
    بقلم أحمد الربعي
    (الشرق الأوسط))؟

    السودان.. المضحك..! المبكي!

    محزنة الى درجة الضحك حكاية «اليخت الرئاسي» الذي بنته الحكومة السودانية لاستخدامه «لتسلية» القادة الأفارقة في القمة الافريقية، انه امر محزن لأن حكومة خرجت من حرب اهلية يعاني شعبها البطالة والفقر، ويتشرد خيرة خبرائه ومتعلميه في قارات الدنيا الواسعة، ويبحث شعبها عن مستشفى نظيف ومدرسة محترمة، تقوم بصرف ملايين الدولارات على يخت رئاسي، ويتساءل المرء بكثير من الغرابة عن طبيعة الشخص او الاشخاص الذين فكروا ونفذوا هذه الفكرة، وهل يمكن لإنسان لديه ذرة من الحياء من الله ومن الناس ان يفعل مثل هذه الفعلة.
    الصحافة العالمية والسودانية حفلت بأخبار قيام الحكومة بتنظيف الشوارع الرئيسية في الخرطوم بمناسبة القمة الافريقية. والسؤال البسيط الذي يستحق الاجابة عليه هو لماذا لا تنظف هذه الحكومة شوارع عاصمتها ما دامت لديها الامكانيات. وماذا سيحدث في العالم لو ان كل انسان يقوم بتنظيف بيته من اجل إرضاء الضيوف، وما هو وضع سكان هذا البيت واين المسؤولية الوطنية والاخلاقية في هذه القضية ؟

    المشكلة انه بعد كل هذه «الزفة» خرجت الحكومة السودانية من المولد بلا حمص، وفشلت في موضوع رئاسة افريقيا، وفشل المؤتمر في ان يقدم شيئا يستحق البحث.

    هناك تناقض سوداني غريب حاولت ان اجد له تفسيرا فلم اجد. في السودان اغلبية الناس طيبون ومخلصون، واغلبية السياسيين سيئون وجشعون وانانيون. ولا اجد حلا إلا بأن يخلي قادة الحروب والميليشيات السابقون الساحة لجيل جديد لم يتلوث، فهناك حرب طويلة في السودان كانت مصدر عذاب للناس ولكنها كانت مصدر رزق للعديد من الساسة السودانيين من احزاب عديدة. والسودان سيعاني ما عاناه لبنان حين تصالح المتقاتلون وامسكوا بالسلطة، فاستمرت حالة التشرذم والفوضى، والتحالف مع قوى الخارج، ويعاني من يعانيه العراق اليوم حيث تملك معظم احزاب الخارج التي عادت بكل تراثها لتمسك السلطة، وتدير الامور بعقلية عشائرية طائفية بينما تتفرج الكوادر الوطنية والتكنوقراطية على المشهد. انها عقلية الاستحواذ والتسلط والهيمنة ولا شيء غير ذلك.
                  

03-10-2008, 04:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    احمد الربعى
    السيرة
    • من مواليد دولة الكويت سنة 1949.
    • أنهى دراسته الثانوية سنة 1972 في ثانوية الشويخ.
    • أنهى دراسته الجامعية سنة 1976 في جامعة الكويت قسم الفلسفة.
    • حصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1984.
    • عضو في مجلس الامة سنة 1985.
    • عضو في مجلس الامة سنة 1992.
    • وزير التربية ووزير التعليم العالي سنة 1992 ــ 1996.
    • عضو في مجلس الأمة سنة 1999.
    • مارس الصحافة في «السياسة» والكتابة في «الوطن» و«القبس» و«الشرق الأوسط



    في وداع الدكتور أحمد الربعي: ..ولبنانيون يذرفون الدمع







    فوزي ايوب

    شعلة من فطنة فطرية، وفكر متقد، وعزيمة لا تعرف الحدود، تلك ملامح من شخصية الدكتور أحمد الربعي، المفكر التنويري العقلاني، والمناضل الوطني الكويتي الذي كان، في الوقت نفسه، مناضلاً قومياً عربياً، ومناضلاً أممياً مؤمناً بالقيم الإنسانية العالمية الجامعة.
    تعرفت إليه في الكويت في الثمانينيات في جريدة «الوطن» حيث كان يكتب مقالاته الجريئة التي تنفذ إلى قلب القارئ وبصيرته. وعندما زرته في بيته القريب من الشاطئ السعودي، مع مجموعة من الصحفيين، قبل بضع سنين، وامتد بيننا الحديث، اكتشفت صدفة أنه يعرف قريتي عيناثا وتلالها وعائلاتها، لأنه تواجد فيها لأيام مع رجال المقاومة الفلسطينية في سبعينيات القرن الماضي. كان الراحل مناضلاً من أجل فلسطين قولاً وفعلاً، وقد ذهب في طريق الكفاح من أجل قضيتها إلى الحدود القصوى للمواقف.
    ونضال الربعي لم يكن اندفاعاً وإخلاصاً وحسب، بل كان يصدر عن وعي، وعن صفاء ذهن يتمثل في الوجه التنويري لأحمد الربعي الفيلسوف والمفكر العربي صاحب الكتابات والمقابلات والمناظرات التي عكست فكراً عميقاً، ورؤية علمية جدلية لدى أكاديمي متخصص بالفلسفة الإسلامية، وأستاذ للفلسفة في جامعة الكويت.
    ومع أن الربعي انتقل في المرحلة الثانية من حياته من دائرة الثورة والمعارضة إلى دائرة الحكم والمسؤولية، فإنه بقي مناضلاً في سبيل الإصلاح حتى عندما تولى أعلى المناصب بدءاً بعضوية مجلس الأمة، وانتهاء بمجلس الوزراء الكويتي حيث كان وزيراً للتربية والتعليم العالي، لبضع سنين، سعى خلالها إلى تطوير نوعية التسليم العام والجامعي في بلده وفي بقية البلدان العربية.
    غادر الحكم، ولكن عزيمة الإصلاح لم تغادره في حركته وحياته. وبعد استفحال أمر التطرف الأصولي في التسعينيات أدرك الربعي خطورة هذه الظاهرة وخطورة آفة التعصب الديني على العرب والمسلمين والناس أجمعين، فسعى إلى تفنيد الركائز الفكرية والسياسية للجماعات الأصولية المتطرفة عبر وسائل الإعلام وعبر التربية والتعليم. ففي السنة الأخيرة قبل مرضه كان منشغل البال بمناهج التعليم العربية ودورها في تنشئة الأجيال الصاعدة. وعبر مركز «الرواق» للدراسات الذي أنشأه أعطى التسهيلات اللازمة للقيام بدراسة شاملة لمناهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية حالت ظروف مرضه دون نشرها.
    أخي أحمد، يا أيها الروح الطالعة من قلب الصحراء العربية، ساطعة مثل نيزك مضيء ظل يشع ذكاء ونباهة وحيوية ومحبة للوطن والأمة والناس، حتى انطفأ عند مطلع الربيع، كيف لي أن أقف محايداً أمام وجهك الحبيب للمرة الأخيرة، عندما وقعت عيناي على صورتك ومعها آخر خبر عنك، أنت الذي ملأت الدنيا بفكرك وعزمك وإنسانيتك؟! ولكن ماذا يمكن للمرء أن يفعل غير أن ينحني أمام جدار الموت الذي هو حق فوق ذلك؟! إسمح لي بوداعك عن بُعد، من لبنان الذي أحببته، واسمح لي بذرف دموع الحزن والأسى أمام خسارة لا يعرف مداها إلا من عرفوك وعاشوا معك أحلامك أو بعضاً منها. هؤلاء قلوبهم منكسرة هذه الأيام، غير أنني أزعم أن حلمك لن يغادر صحبك، وأنا واحد منهم. وأعرف أنني مهما أقول، فإنه لن يتيسر لي رثاؤك بما ينبغي لك. فاعذرني.
    السفير



    وداعا يا صديقي... وداعا أحمد الربعي
    سعد بن طفلة العجمى



    غيبك الموت يا أبا قتيبه! أنت مت ونحن كلنا ميتون، هكذا هي سنة الحياة، من عاش مات وإن عمّر... لكن غيابك وقع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إليك، وتحديداً إلى عقلك وفكرك وتفكيرك، كم عدد من هم بيننا وأدواتهم في التحليل والفهم أداة عقلية وعلمية؟

    آه ما أخبث السرطان! عرفت الآن لماذا تسمي العجائز هذا المرض "بالخبيث".إنه خبيث ولئيم، أصابك في المخ يا أبا قتيبة، لقد أمعن الخبيث في خبثه، فقد أصابك بما تميزت به أيّما ميزة. وكأنما الخبيث كان يدرك عهدك الذي قطعته منذ أن كنت فتى يافعاً بالانحياز للعقل والفكر. تراجع كثيرون، وضاعت بوصلة آخرين أكثر، لكن ملاحك العقلي لم يخذلك قط، بقي وفياً لك وفاؤك له...

    كان العقل مئزرك الذي لازمك في جبال صلالة بعمان ثائراً حالماً وأنت مراهق صغير، كم سردت لنا من ذكرياتك الحالمة تلك، وكم سجلت لنا من لحظات تلك المرحلة التي غادرتْ إلى غير رجعة.

    ومنها إلى جامعة هارفارد باحثاً عن الفلسفة الإسلامية، فنائباً تحت قبة البرلمان، فوزيراً لم تغيرك الكراسي. أذكر أول زيارة لك في مكتبك وزيراً، والعبارة التي اعتلت الحائط خلفك:"على هذا الكرسي جلس من كان قبلك، وعليه سيجلس من سيأتي بعدك".

    كان العقل محبرة قلمك الذي خط الفكرة تلو الفكرة في صحيفة "السياسة" بداية السبعينيات إلى"الوطن" في الثمانينيات فـ"القبس" في التسعينيات، ثم صحيفة "الشرق الأوسط" على امتداد العالم كله.

    آه يا أحمد! "المنابر كلها مشتاقة لك"، وكذا ساحات الوغى الفكرية والنيابية تحت قبة عبدالله السالم بمجلس الأمة الكويتي.كم خضت من المعارك الفضائية، ترد بالحجة على الحجة، وترصف الفكرة تلو الفكرة مدافعاً عن رأيك وعما كنت تعتقد أنه الحق.كم تلعثم المفترون أمامك، وكم "تبلعم" الفجار في الخصومة ممن ظلموا الكويت، وكنت خنجراً في حنجرة الفرية، وسيفاً في وجه الادعاءات المزورة...

    وكم كنت فارساً في خصومتك،ولم تفجر بها يوماً، وكنت تقول لي:

    لا يفجر في الخصومة إلا الضعيف والجبان!

    ستفتقدك أمواج البحر الذي تتغزل به، وستتلاحق الأمواج تحسباً لساعاتك الصابرة ممسكاً بالخيط كي تصطاد الصبر سمكاً، وسوف تحن إليك كثبان الدهنا والصمان حين نرحل إليها في رحلتنا السنوية"للغاط" في قلب نجد. كأني بصدى قهقهاتك وضحكاتك وترديد قفشاتك يحوم في النفود لا يبرحها حتى تحل الرحلة القادمة، لاستبدالها بقفشات ونكت وأفكار جديدة. كانت الرحلة السنوية بالسيارة مدرسة تحكي لنا أثناءها قصص وملاحم ذاتية، من تجربتك، وتقدم لنا دروساً في معارك الجدل العلمي، وزاداً في وادي العقول الموحشة نتسلح به.

    إيه أبا قتيبة! تفتقدك الكويت التي أحببتها بكل لحظة من عمرك، وبكل حبة رمل من رحلتك في الحياة. ستفتقدك الديرة -يا أحمد- من "فرجان" المرقاب القديمة، إلى مزارع الجهراء في سني طفولتك المبكرة.

    كان إيمانك بالعلم طبشورة محاضراتك الجامعية لطلبتك. في أروقة الكلية، يسألني طلبتك عنك ممن تتلمذوا على يديك، ونهلوا من تجربتك الثرية: "شلون الدكتور أحمد؟". سبورة قاعة المحاضرات تنتظرك الآن شوقاً لسطر أفكارك على صفحتها، وتتحرق لعباراتك الفلسفية التي تزين بها وجهها حين تحولها إلى مرآة لأفكارك متعة لطلبتك الناظرين.

    عزاؤنا بما حفرت من أفكار، وما رصفت من أفكار، وبما غرست من مثل في العطاء الفكري العلمي الملتزم...

    لكني افتقدتك كثيراً يا أبا قتيبة..وداعاً يا صديقي..وداعا أحمد الربعي.

    سعد بن طفلة العجمي- الاتحاد الإماراتية




    جريدة اخبار اليوم.....

    الإسلام هو الحل!! هل هو حل فعلا؟
    بقلم :

    الدكتور أحمد الربعي
    الدكتور احمد عبدالله الربعي كاتب سياسي ومفكر كويتي مرموق. دخل العمل السياسي من بوابة التيار الليبرالي في الكويت وفاز بعضوية مجلس الأمة الكويتي.. كما تولي وزارة التربية والتعليم في بلاده خلال الفترة من عام 1992 حتي .1996 وهو يكتب في العديد من الصحف العربية وتركز كتاباته علي انتقادات التيارات والافكار المتطرفة والرجعية مما يضعه في مواجهات صعبة مع اصحاب هذه التيارات.
    ويعتبر احمد الربعي من ابرز الكتاب المتخصصين في القضايا العربية بحكم تكوينه الفكري والسياسي وعمله كوزير لمدة اربع سنوات وعضويته في البرلمان الكويتي.

    لا اعتقد ان هناك شعارا مضللا ومخادعا مثل شعار الاخوان المسلمين في الانتخابات المصرية الذي يقول 'الاسلام هو الحل'!!
    انه اختصار لعملية هروب كبري من مواجهة الحقيقة، بما فيها الحقيقة الاسلامية فليس أسهل من ان يقول لك احدهم 'الدواء هو الحل' للأمراض، وهذا صحيح ان الدواء هو حل، ولكن السؤال ان هناك امراضا عديدة تحتاج إلي ادوية مختلفة، ولو 'لخبطنا' هذه الادوية التي هي علاج للناس ووضعناها في غير موضعها لأدي ذلك إلي كارثة!!
    الاسلام هو الحل هروب من مواجهة التحديات، بل هو ضحك علي الذقون ولو جاء احدنا وسأل احد جهابذة الاخوان المسلمين سؤالا بسيطا. الاسلام حل لماذا؟ هناك مشكلة اقتصادية يواجهها المجتمع المصري، وهناك مشكلة الديمقراطية، وهناك مشكلة الامية، والبطالة، ومشكلة التعليم والثقافة وغيرها!! فهل لديكم اجوبة محددة علي هذه المشكلات المحددة.
    هل يكفي القول ان الاسلام هو الحل لمشكلة البطالة ام ان المطلوب وضع حلول لهذه المشكلة تتعلق بتوفير فرص العمل، وفتح المدن الجديدة، وتحسين كفاءة التعليم والتدريب، واطلاق المبادرات الفردية وهذه كلها امور لا تتعارض بالتأكيد مع الاسلام لكنها تحتاج إلي مسلمين يضعون مثل هذه الحلول التفصيلية كبرنامج انتخابي ويضعون آليات التنفيذ ويواجهون التحديات بدلا من مخادعة الناس بشعارات فضفاضة وكسولة وبلا مدلول!!
    ثم اذا كان شعار الاخوان هو الاسلام هو الحل، فهل هذا يعني ان شعار بقية الاحزاب الوطني، والوفد، والتجمع، وغيرها هو ان الإسلام ليس الحل، أم ان الاخوان يعتقدون ان الإسلام بضاعة يحتكرون تجارتها وليس دينا لاغلبية الشعب المصري!!
    لو سألنا احدهم سؤالا يقول نعم الاسلام هو الحل، ولكن أي اسلام؟ بمعني اي فهم من المفاهيم الشائعة للإسلام، ونحن بالتأكيد نتحدث بالشرائع وليس بالعقائد. هل هو اسلام حركة طالبان التي تكفر المجتمع وتضطهد النساء، أم هو اسلام الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي لا يستطيع المسلم ترشيح نفسه للانتخاب إلا بموافقة لجنة من 'الملالي' ام هو النموذج الاسلامي الذي اقامه النميري وبعده الترابي في السودان فأقاموا ما اعتقدوا انه تطبيق الشريعة وقطعوا أيدي الفقراء بحجة سرقة حفنة من الدنانير وابقوا علي الفساد المالي والاداري لنخبة المجتمع!!
    ربما يقول قائل من الاخوان المسلمين، ولماذا تذهب إلي هذه النماذج، نحن نقصد الاسلام كما يطرحه الاخوان المسلمين فنسأله عندها، اي اخوان مسلمين تقصد؟ هل اخوان مصر الذين يرشحون امرأة علي قوائمهم الانتخابية، ام اخوان مسلمين الكويت الذين صوتوا في البرلمان الكويتي ضد حقوق المرأة السياسية؟ هل هو اسلام سيد قطب وجاهلية القرن العشرين وتكفير المجتمع وشعار 'تمسكن حتي تتمكن' ام اسلام الإخوان الجدد 'المودرن' الذين نسمعهم في الفضائيات العربية يتحدثون وكأنهم أعضاء في الاحزاب المسيحية الاوربية. هل هو اسلام إخوان المسلمين العراقيين الذين دخلوا إلي مجلس الحكم الانتقالي وساهموا في العملية السياسية تحت اشراف 'بريمر'أم الاخوان المسلمين الاردنيين الذين رفعوا شعار الاسلام هو الحل ولو سألنا رافعي شعار الإسلام هو الحل؟ 'ماذا ستفعلون في حال نجاحكم في قضية السلام بين مصر واسرائيل'؟ أي طرح اسلامي ستختارون؟ اسلام حركة فتح التي تؤمن بدولتين وبسلام عادل؟ أم اسلام حماس التي تريد أن تقاتل إسرائيل 'حتي قيام الساعة' أم اسلام احمدي نجاد الرئيس الايراني الذي يريد ان يمحو اسرائيل من الخارطة؟
    ان قولنا في زيارات العزاء 'عظم الله اجركم، ورحم موتاكم' هي كلمة طيبة يحث عليها الاسلام بالتأكيد، وقولنا في زيارة للتهنئة بالعرس 'مبروك، وبالرفاه والبنين' هي كلمة طيبة ايضا ويحث عليها الاسلام، ولكن ماذا سيحدث لو دخلنا عرسا وقلنا 'البقية بحياتكم'، او دخلنا مأتما وقلنا 'مبروك'!! هل الإسلام هو وصفة سحرية جاهزة لدي الإخوان المسلمين المصريين يعطونها للناس ثلاث مرات في اليوم فتشفي البلاد والعباد من المشكلات وتتحول مصر إلي جنة الله علي الارض.
    شعار الإسلام هو الحل هو بلطجة سياسية بالمعني الحرفي للكلمة.وهو هروب من مواجهة المشكلات ووضع الحلول لها، وهو عملية احتكار للدين يمارسها الاخوان بامتياز. وربما ­ نقول ربما ­ ان هذا الشعار سيخدع بعض الناس لبعض الوقت، ولكنه بالتأكيد لن يخدع كل الناس كل الوقت.....
                  

03-10-2008, 05:32 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    اللهم اغفر له وارحمه
                  

03-10-2008, 05:45 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    رجم الله الربعي فقد كان عميقا متزنا لم يشتط في مواجهة من أسموهم دول الضد بعد كارثة غزو الكويت
    كان وصديقه عبدالله النفيسه من الأقلام التي حافظت على صدقها القومي ولم يخش في قول الحق غضبة حاكم,
    رحم الله الربعي الذي رحل مبكرا وبفقده فقدت الكويت الشقيقة والعرب قلما مداده صدق منبعه القلب.
    إنالله وإنا إليه رجعون.
                  

03-10-2008, 11:39 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    هل تذكرون ماذا كتب الراحل عن الشعب السودانى ( وليس الحكومة السودانية ) بعد أزمة احتلال الكويت ؟؟؟؟
                  

03-11-2008, 05:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: قرشـــو)

    الاخوان
    تراجى
    حلاوى محمد المرتضى
    قرشو
    اشكركم على المرور والتعليق
    رحم الله الفقيد واحسن اليه
                  

03-13-2008, 06:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)



    عندما يرحل الرّبعي عن "رَبْعِه"؟!
    د. أحمد عبد الملك أخر تحديث: الخميس 13 مارس 2008 الساعة 07:22PM بتوقت الإمارات


    الموتُ حق ولا اعتراض عليه، ولكن هنالك من الناس من يموتون ميتة استثنائية كونهم بشراً غير عاديين! وموتُ الدكتور أحمد الربعي كان استثنائياً لأنه بفقدهِ تفقد الساحة الخليجية والعربية الأكاديمية والإعلامية والسياسية مناضلاً ليبرالياً سعى طوال حياته إلى تأكيد القيم الإنسانية، وتعرّض إلى العديد من المواقف وعلى جبهات متعددة خصوصاً عندما تسنَّم مسؤولية وزارة التعليم.

    والرجل لم يسع إلى المنصب الوزاري، بل قادته الديمقراطية إلى البرلمان الكويتي -مجلس الأمة- الذي صالَ وجالَ فيه من أجل إرساء دعائم الديمقراطية، مُدافعاً عن الكويت بكل ما أوتي من حجة!

    وصارع العديد من القوى المُخالفة له، وكان له الرأيُ السديد وقوة الحجة فيما كان يذهب إليه في تلك الصراعات، وشكّل أبرزَ رموز المُعارضة في مجلس الأمة عام 1995، كما برزت لمساتهُ الأكاديمية ورؤيته التجديدية في التعليم عندما كان وزيراً للتربية والتعليم العالي.

    أما مقالاته الرصينة التي سماها البعض "رصاصاته"! فقد وظَّفها في التنوير السياسي والدفاع عن الليبرالية والاتجاهات الديمقراطية، ونبذ الخرافات، وتحقيق المساواة، ورفض الاتجاهات القبلية والتحزُّبات التي تشوّهُ وجهَ الديمقراطية في بلاده الكويت، ما أدى إلى غضب الإسلاميين عليه.

    وكان للربعي حضورٌ فضائيٌ مؤثر، وكان ينطقُ دائماً بالحُجج الدامغة والإثباتات أمام خصومه، ولقد ساعدته ثقافتهُ الواسعة واطلاعه الكبير على مجمل الشؤون السياسية والثقافية في العالم، في الانتصار على معارضيه في الفكر السياسي.

    إنسانياً، يمتلكُ الربعي روحاً شفافة وملكاتٍ اتصالية مؤثرة، وكان دائمَ السؤال عن زملائه الخليجيين، يناقش همومَهم. ولقد كان له موقف مؤثر معي عندما ادْلهمَّت الخطوب في ساحتي قبل عام!؟

    عندما يغادرنا الربعي وأمثالهُ من أهلنا في الخليج نحزن بلاشك، ونتألم، لأن الرجال المخلصين المؤمنين الثابتين على مواقفهم قليلون في هذا العالم.

    ولأن دعاةَ الإصلاح المناضلين من أجل الآخرين، النابضة قلوبهم بالإيثار والتضحية من أجل الآخرين، لا يفكرون في المكاسب المادية قدر اهتمامهم بالشؤون العامة التي تحقق للإنسان مكانته الآدمية، وسط أنظمة حكم انتقائية وحساسة جداً في مسألة الليبرالية، ويعتمد بعضها على تصانيف القبلية والتصنيف العرقي ما يشتّت لحمة المجتمع، ويعرقل مشاريع التنمية أو يقربها لبعض الناس على حساب كل الناس ؟!

    عندما يغادرنا للأبد الدكتور أحمد الربعي فإننا نتأثر، لأن جيل السبعينيات -في ظروف كثيرة- هو جيل معاصرة التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية! وهو الجيل الذي لم يرتهنه النفطُ وعوائدُه! ولم يُربط إلى وتدِ الدولة! بل ظل هذا الجيل -حتى في ظل أفياء الدولة- مناضلاً ومدافعاً عن الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنين!

    كما كان للربعي حضورٌ فاعلٌ في المجالس والديوانيات، ولقد التقيته أكثر من مرة في منزل السفير القطري بالكويت.

    عام 1995 تعرَّض الربعي لأشرس استجواب في مجلس الأمة (وهو الذي تقدم به العضو مفرج نهار) بشأن مخالفات في جامعة الكويت عندما كان الربعي وزيراً للتربية والتعليم. وقد رد الربعي على الاتهامات والقضايا التي وردت في مضبطة جلسة يوم 14/2/1995، وفند الادعاءات حول موضوع الإسكان موضحاً أن ما تقدم به العضو كان "تهماً جزافية". ودافع الربعي عن موضوع ملاحظات ديوان المحاسبة (لجامعة الكويت) وموضوع (البعثات الخارجية والتعاقدات)، حيث قال عنها إنها تتكرر منذ سنوات، وليس فقط أيام استوزاره!؟

    لقد أعجبتني نهاية مداخلته في ذاك الموضوع، حيث قال:

    "في الختام أقول إن الجهد الذي يبذله الإنسان من أجل وطنه، وعلى رأس هذا الجهد، حماية المال العام، ونظافة اليد واللسان، لا يطلب من ورائه إرضاء أحد، فهذا عمل خالص لوجه الله والناس. لقد قلت عندما تسلمت حقيبتي الوزارية إنني دخلت هذه الوزارة بثوب أبيض، وسأخرج منها بثوب أبيض"!

    وبالفعل، خرج الربعي من دنيانا بثوب أبيض، وسَجَّل له التاريخ المواقفَ الجميلة الرجولية التي يتمناها كل إنسان.

    وعندما نقول إن موتَ الربعي استثنائي فإننا نفقد برحيله إنساناً وعالِماً وشاعراً ذا مدارك واسعة، وله حضور حتى في مجالس الحكام في الخليج على رغم مواقفهِ التي قد تزعجُهم أحياناً، شأنه شأن بعض الذين يقولون كلمة الحق!

    قرأت العديد من كلمات الرثاء بحق الفقيد أحمد الربعي على الإنترنت، وكلها دعوات صادقة من محبي المرحوم، وهو شيء يستحقه.

    هكذا إذن؛ عندما يرحل عنا الاستثنائيون يتركوننا مع الذكريات والحزن العميق. وقدرُ الربعي أن له من الأصدقاء الذين تكفيه دعواتهم الصادقة أن يكون في جنة الخلد مع الأبرار والصديقين، وتلك منزلة تستعصي على الكثيرين.

    رحم الله الربعي، وألهمَ أهلهُ الصبر والسلوان!








    جريدة الاتحاد
    الخميس 5 ربيع الأول 1429هـ - 13 مارس 2008
    www.alittihad.ae[/B]
                  

03-13-2008, 06:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)


    الخميس 06 جمادى الأولى 1425هـ - 24 يونيو2004م



    إضاءات: الدكتور أحمد الربعي







    اسم البرنامج: إضاءات،
    مقدم البرنامج: تركي الدخيل،
    تاريخ الحلقة: الأربعاء 23/6/2004م.


    ضيف البرنامج: د.أحمد الربعي (الكاتب الكويتي والبرلماني والوزير السابق)

    تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, هذا تركي الدخيل يحييكم في حلقة جديدة من إضاءات, ضيفنا اليوم أيها الأخوة هو الدكتور أحمد الربعي الكاتب الكويتي والبرلماني والوزير السابق, حياك الله يا دكتور أحمد.د.أحمد الربعي: أهلاً بك.تركي الدخيل: دكتور أحمد سنبدأ الحقيقة بسؤال على اعتبار أنك كاتب تمثل يعني تياراً هو التيار الليبرالي, هناك أطروحة كثيراً ما تتردد في أوساط المساجلات الفكرية, في الخليج إجمالاً وفي الكويت على وجه التحديد, وهو أن التيار الليبرالي هو صدى لأطروحات الولايات المتحدة الأميركية على وجه التحديد والغرب إجمالاً, فما يعني ردك على هذه التهمة إن صحت العبارة؟

    الليبرالية ليست حزباً سياسياً, وبالتالي نتكلم باسم حزب سياسي أو باسم آخرين أنا أتحدث باسمي, وإذا كنت أتكلم عن الليبرالية فأنا أتكلم عن الإيمان بالتعددية



    د.أحمد الربعي: أولاً الليبرالية ليست حزباً سياسياً, وبالتالي نتكلم باسم حزب سياسي أو باسم آخرين أنا أتحدث باسمي, وإذا كنت أتكلم عن الليبرالية فأنا أتكلم عن الإيمان بالتعددية, ليس أكثر من ذلك, وبالتالي قد يكون شخص آخر يدّعي بالليبرالية وله رأي متناقض تماماً معي, ولذلك يعني اصطلاح الليبرالية لا أعرف إن كان اصطلاحاً دقيقاً في هذه المسألة وفي غيرها, هل الليبرالية اصطلاح اخترعه الليبراليون؟ أم الاصطلاح هو اخترعه يمكن خصومهم, ولكن أنا اعتقد.. تركي الدخيل [مقاطعاً]: أنت إيش رأيك من اخترع المصطلح؟ د.أحمد الربعي: لا أنا أعتقد أن كلمة ليبرالية تعني اليوم هي كل شخص يؤمن بالتعددية, يؤمن بأكثر من رأي, كل شخص لا ينتمي إلى تيار أصولي بالمعنى الماركسي, بالمعنى اليساري, بالمعنى القومي, بأي معنى من المعاني, وإنما يقف بالمواقف تجاه القضايا ويحاول أن يضع لها حلولاً, ولا يعني يدخل في نقاش أيديولوجي, لكن فيما يتعلق..[[[متى ما كان هناك رأي واحد في الليبرالية لم تعد ليبرالية, معناها انتهينا معناها أصبحنا مجموعة لديها مرجعية قومية, ومرجعية يسارية, أو مرجعية أو نص معين ]]]تركي الدخيل [مقاطعاً]: بس دكتور يعني هذه تفصيلة مهمة في مسألة الليبرالية, هناك من يرى أن هناك أصولية ليبرالية.د.أحمد الربعي: لا, لا، متى ما كان هناك رأي واحد في الليبرالية لم تعد ليبرالية, معناها انتهينا معناها أصبحنا مجموعة لديها مرجعية قومية, ومرجعية يسارية, أو مرجعية أو نص معين يجب أن لا نخرج على النص, نحن يُفترض أن نكون مفكرين أحراراً, وأن نقف تجاه القضايا بما نراه في مصلحة شعبنا, وفي مصلحة التطوّر والمستقبل, وليس لدينا موقف مسبق تجاه كل القضايا, ومن ضمنها موضوع أميركا, في موضوع أميركا أنا على الأقل عن نفسي أنا لا أحب وأكره في السياسة, ليس هناك علاقة محبة وكراهية, لا أعشق أميركا وخاصة عندما أرى الموقف الأميركي اللاأخلاقي وغير المعقول وغير المنطقي فيما يتعلق في القضية الفلسطينية, ولا أكره أميركا باعتبار أني مو ضد أي قضية تتعلق في أميركا, إنما ما أُثير الآن واللّي تفضلت فيه السؤال إنك الآن صدى لأميركا لقضية تاريخية حدثت الآن, وهي الولايات المتحدة بدأت تتحدث لغة جديدة ولأول مرة..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ما هي هذه اللغة؟

    الولايات المتحدة كانت تريد نفطاً رخيصاً, ولذلك لم تهمس حتى في أذن شاه إيران في يوم من الأيام وتقول له شوي تصرف بطريقة معقولة وعقلانية مع مواطنيك

    --------------------------------------------------------------------------------

    د.أحمد الربعي: وهي لغة, الرغبة في الإصلاح في الديمقراطية, في دمقرطة العالم العربي, في مشروع الشرق الأوسط الكبير.تركي الدخيل: يعني التقى هدفان هدف الليبراليين مثلاً..د.أحمد الربعي‌ [مقاطعاً]: لم يلتق هدف..تركي الدخيل [مقاطعاً]: أو طرح الليبرالية..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: خلني أشرح لك هاي الفكرة..تركي الدخيل: تفضل.د.أحمد الربعي: نحن كنا نقول أن هذه المنطقة من العالم تتأزم, المجتمعات هذه يلفّها مشكلة اسمها البطالة والفقر وغياب حقوق الإنسان, ولدى مجتمعات يعني مرشحة لأن تنفجر من الداخل..تركي الدخيل [مقاطعاً]: بس هالمجتمعات يا دكتور؟ د.أحمد الربعي: المجتمعات المتأزمة, المجتمعات المتأزمة والشرق الأوسط من أهم المجتمعات المتأزمة, الولايات المتحدة لم يكن هذا الكلام يعنيها, الولايات المتحدة كانت تريد نفطاً رخيصاً, ولذلك لم تهمس حتى في أذن شاه إيران في يوم من الأيام وتقول له شوي تصرف بطريقة معقولة وعقلانية مع مواطنيك, وبالتالي الولايات المتحدة ليس فقط ذلك، الولايات المتحدة كانت تقف مع التيار الآخر, من الذي أتى بتنظيم القاعدة؟ من الذي خلق طالبان؟ من الذي قاد ما يسمى بالجهاد الأفغاني؟ هناك مصالح تناقضات بين الولايات المتحدة وبين الاتحاد السوفيتي يومها, ودخل العالم العربي ودخل الإسلام ضمن هذه اللعبة الدولية والكونية, الآن نحن قبل أن يخرج ليس الرئيس بوش حالياً, قبل أن يخرج أبوه رئيس الولايات المتحدة, كنا نطالب بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ولا كانت أميركا..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: ولا كانت تصغي أميركا العكس صحيح كانت تتحالف مع أكثر الأنظمة يعني عدم جدية في هذا الموضوع, وكانت تفكر في أن يأتي نفط رخيص, الآن أصبحنا نحن مع الأسف إحنا أصبحنا أميركان مو يُقال العكس, إننا كنا لدينا موقف كان وما زال موقفاً صحيحاً تجاه ضرورة أن هذه المنطقة من العالم نخفف التوتر الاجتماعي فيها, نخفف توتر الفقر فيها, نخفف أزمات البطالة. نخفف وبالتالي الذي حدث أن هذه المجتمعات لم تنفجر علينا انفجرت على أميركا, في (11) سبتمبر.تركي الدخيل [مقاطعاً]: بس دكتور..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: اسمح لي بس.تركي الدخيل: تفضل.[[[ليس هناك محبة وكراهية هناك مصالح, لو كان الشرق الأوسط رواندا أو أمة تنتج الموز لم يكن أحد يهتم فينا]]]د.أحمد الربعي: انفجرت في أميركا في (11) سبتمبر, بدأت أميركا تنتبه أن القصة صارت أكبر من ذلك, أن اللعبة أكبر من أن تكون بهذه البساطة.تركي الدخيل: يعني لم تفكر أميركا في الإصلاح إلا بعد أن تضررت مصالحها.د.أحمد الربعي: بالتأكيد لو .. هذه هي الفكرة اللي أنت بدأت فيها سؤالك, ليس هناك محبة وكراهية هناك مصالح, لو كان الشرق الأوسط رواندا أو أمة تنتج الموز لم يكن أحد يهتم فينا, هذه يجب أن نفهمها لكن هذا لا يعني أننا أمام مؤامرة أميركية, هناك مصالح للولايات المتحدة إذا كنا عقلاء وأحراراً ومفكرين أن نبحث ما هي مصلحتنا مع الولايات المتحدة, وأن نحاول أن نجد خطاً من المصالح المشتركة, وهذا لصالحنا ولصالح الولايات المتحدة.تركي الدخيل: طيب, هل تعتقد أن طرح الولايات المتحدة الأميركية الآن فيما يتعلق بالإصلاح في العالم العربي في الشرق الأوسط الكبير على سبيل المثال, هو طرح يعني يلتقي مع أطروحاتكم أنتم كليبراليين ودعواتكم لإصلاح المنطقة؟د.أحمد الربعي: نحن لا نخترع شيئاً, نحن كنا وما زلنا نقول نريد لهذه المنطقة من العالم الاستقرار, نريد أن يشعر الناس فيها بالأمان والاطمئنان, نريد حل المشكلات العالقة والحقيقية فيما يتعلق بالبطالة والإحباط وغياب الحريات, مجموعة كبيرة من..تركي الدخيل [مقاطعاً]: من خلال المشروع الأميركي؟د.أحمد الربعي: من خلال مشروعنا من خلال رأينا, قبل أن تأتي أميركا للمنطقة بهذه الأفكار, عندما تأتي أميركا الآن وتطرح مثل هذه الأفكار تُعكس المسألة, ويقال ها هدول الأميركان أمسكوهم. يعني الحقيقة في نوع من التضليل في مثل هذه القضايا.تركي الدخيل [مقاطعاً]: بس يا دكتور في هناك من يقول أنت تقول عندما كنا نحن يعني ننتقد أميركا على عدم دعمها للإصلاح لم يكن أحد يقول أننا ضدها, هناك من يقول أن يعني بلورة التيار الليبرالي لم تتشكل إلا متأخراً, وأن الليبراليين هم فلول تيارات سابقة, معظمها كانت تيارات مثلاً شيوعية, ضد كانت ضد الولايات المتحدة والإمبريالية العالمية, وبالتالي هذا ربما ما كنت تعبّر عنه أنت قبل قليل, نحن كلنا ضد أميركا.د.أحمد الربعي: ربما جزء من اللّي تفضلت به صحيح, بأي معنى؟ كان هناك مجموعة من المفكرين في العالم العربي تابعين لأحزاب يسارية, أو لأحزاب قومية, أو لأحزاب أصولية دينية, وهؤلاء اكتشفوا بالتجربة اليومية والعملية انه لا هدف ولا مستقبل لمثل هذه الأطروحات, ليس هناك إمكانية, جربها حزب البعث في أكثر من بلد عربي لإقامة نظام قومي فشل, مشروع الإيراني فشل, المشروع الترابي في السودان فشل, كل مشروع لإقامة نظام يساري في جنوب اليمن وغيره فشل, اللّي أعتقد من التقطوا هذه الإحباطات التاريخية, واكتشفوا الحقيقة متأخراً أنه ليس هناك حل من لون واحد, لا يمكن فرض نظام أصولي مهما كان شكله نظام سلفي سواء كان يسارياً, أو سواء كان قومياً, وحزب واحد أو رأي واحد..تركي الدخيل [مقاطعاً]: أو إسلامي..د.أحمد الربعي: أو إسلامي, فثبت لهؤلاء المفكرين أنه ليس هناك إمكانية لحل مشكلات معقدة بفكرة واحدة, الأمة العربية والقومية العربية والوحدة العربية المباشرة والاندماجية كما حدثت..أو الوحدة الإسلامية أو اليسار أو روسيا أو الصين, ثبت لكثير من الناس بالتجربة المريرة بعد ما دفعنا جميعاً الثمن, أننا يجب أن نكون عمليين وبراغماتيين, أين مصالح شعبنا, أين مصالح أمتنا, كيف نستطيع أن نتحرك, بدون شعارات وبدون صراع أيديولوجي.تركي الدخيل: وجدتم أنتم أن المشروع الأميركي هو الحل الأمثل.د.أحمد الربعي: لا أبداً المشروع الأميركي مشروع مستحدث, المشروع الأميركي مشروع مصلحة مستحدث..تركي الدخيل [مقاطعاً]: بس يا دكتور..

    سويسرا هذه الديمقراطية العظيمة لم يسمح للمرأة للانتخاب فيها إلا من ثمانين سنة, إيطاليا دولة الديمقراطية العريقة تم تثبيت الكراسي في الأرض لأن النواب كانوا يتقاتلون

    --------------------------------------------------------------------------------

    د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: اسمح لي، نحن في العالم العربي طولاً وعرضاً, آلاف الناس دخلت السجون من أجل قضية الحريات, ومشكلات كبيرة حدثت في العالم العربي في قضية الحريات, يعني كأنها الآن اكتشاف جديد الديمقراطية, المطالبة بالحريات وحقوق الإنسان, وأنا لا أتكلم بالديمقراطية عن القفز وعن يعني مرسوم أميري أو جمهوري أو ملكي بعمل ديمقراطية غداً, أنا أتكلم عن مشروع عقلاني ومشروع هادئ وعن مشروع بدون توتر اجتماعي..تركي الدخيل [مقاطعاً]: مشروع فكري يعني؟د.أحمد الربعي: مشروع فكري, ومشروع لا ينتهي بصدام, نحن ضد كل أنواع الصدام, يجب أن تُخلق مصالحة في العالم العربي من شماله إلى جنوبه, داخل كل قطر عربي, بين الحكام وبين الشعوب, بين الأحزاب بين الكتل السياسية المختلفة, للبحث عن مشترك, ولا يمكن أن نتقدم إذا كنا نعتقد أن الطريق هو طريق الاقتتال بين كل هذه الأطراف.تركي الدخيل: بس يا دكتور هناك من يقول بأن هذه الطروحات لا تجد .. يعني الشعب غير مهيّأ للقيام .. أو لتنفيذ ديمقراطية من هذا النوع الذي تطالبون به, إن الشعوب العربية غير مهيّأة لذلك.د.أحمد الربعي: والله شوف يعني إن فكرة أن الشعوب مهيأة للديمقراطية هذه دائماً تتكرر, وتتكرر بطريقة شوي أكثر فجاجة من ذلك, عندما يُقال أن شعوبنا لا تصلح لها الديمقراطية, من يقول هذا الكلام يعتقد بأن الدول الديمقراطية في أميركا وفي بريطانيا وإيطاليا, والدول الديمقراطية بدأت دول ديمقراطية, هذه الدول بدأت بتجارب مريرة في الديمقراطية ووصلت إلى مرحلة فشلت ونجحت, ثم وصلت إلى ما نحن عليه, سويسرا هذه الديمقراطية العظيمة لم يسمح للمرأة للانتخاب فيها إلا من ثمانين سنة, إيطاليا دولة الديمقراطية العريقة تم تثبيت الكراسي في الأرض لأن النواب كانوا يتقاتلون..تركي الدخيل [مقاطعاً]: يتضاربون بالكراسي.د.أحمد الربعي: بريطانيا العظمى كان المسموح أن يكون النواب فقط النواب النبلاء, وكان النبلاء عندما يختلفون في البرلمان يقول لك تفضل اطلع لي برّه, وكانوا يخرجون وحدث أن خرج فارسان من البرلمان للتقاتل خارج البرلمان..تركي الدخيل [مقاطعاً]: نتيجة خلافهم على قضية داخل البرلمان.د.أحمد الربعي [متابعاً]: الديمقراطية فلنبدأ, خلينا نبدأ, وخلينا نبدأ بطريقة معقولة, وبخطوات يعني قد تكون صغيرة ولكن نتعلم من تجاربنا, ليس لأحد الحق في أن يضع نفسه يتحدث بالنيابة عن الأمة كلها ويقول كل هذه الشعوب غير صالحة للديمقراطية, هل جربتم الديمقراطية؟ هل جربتم الثقة بالناس؟ عندما يثق الحاكم في الناس, الناس تثق فيه, وعندما يحب الحاكم شعبه, شعبه يحبه, وعندما يشارك شعبه في المسؤولية الناس تكون أقوى والجبهة الداخلية تكون أقوى, لا نتكلم نحن عن بدائل, إلغاء واحد لصالح واحد, نريد الشعب أن يكون قوياً, ونريد السلطة أن تكون قوية, ولكن على الحق وعلى المستقبل.تركي الدخيل: طيب دكتور أحمد الربعي هل تعتقد أن هناك ديمقراطية واحدة, أم أنها أنظمة متعددة يعني؟د.أحمد الربعي: لأ هي أنظمة.تركي الدخيل: هل يصلح النموذج الغربي للديمقراطية لتطبيقها في مجتمعاتنا؟د.أحمد الربعي: لا أعتقد هناك نموذج غربي، البشرية حاولت وفشلت وفشلت وفي الأخير..تركي الدخيل [مقاطعاً]: إذاً الديمقراطية واحدة.د.أحمد الربعي [متابعاً]: لأ, اكتشفوا شيئاً واحداً أن هناك شيء اسمه صندوق, هذا الصندوق يحدد ما هو توجه الناس. لكن من الآن حتى يصل العالم العربي إلى الصندوق قد تكون بعض الدول العربية بحاجة إلى مرحلة من الإصلاحات المتدرجة, أنا مرة أخرى لا أدعو إلى ثورة ديمقراطية بالنتيجة الثورة الديمقراطية قد تكون مثل الانقلاب العسكري قد تنتهي إلى نتيجة مأساوية, نحن في الكويت ربما نكون أقدم ديمقراطية في الخليج, ومع ذلك حتى الآن نواجه مشكلات القبيلة والسياسة, والحزب والعلاقة بين السلطتين, والتوتر المستمر وعدم..تركي الدخيل [مقاطعاً]: واستبعاد المرأة من الانتخابات..د.أحمد الربعي [متابعاً]: واستبعاد المرأة, وأشياء أخرى كثيرة, ولكن هو أن نستمر وأن نخطئ وأن نثوب, ,وأن نقعد وأن نُصلح وأن.. الديمقراطية في النهاية هي أن يتدرب الناس, ليس النخبة وليس الحاكم, وليس أنا وأنت في التلفزيون, الإنسان العادي أن يتدرب على احترام الآخر, في قيادة السيارة, وفي التعليم وفي البيت وفي صندوق الانتخاب, وإلا إذا اعتقدنا بأن المسألة هي صندوق انتخاب, فقد يأتيك جمهور لم يجرب في حياته إلا الرأي الواحد, والفكر الواحد والحزب الواحد, والعقل الواحد والثأر, وفي الآخر تطلع نتائج الانتخابات قد تكون مأساوية. تركي الدخيل: طيب, دكتور أحمد الربعي هناك من يقول: إن حرص أميركا على الديمقراطيات في العالم العربي, وفي منطقة الخليج بالذات على سبيل المثال, هو نابع من أنها لا ترى إلا تياراً واحداً أن هناك سيادة للتيارات الإسلامية, وبالتالي هي تريد أن تضعف من قوة التيارات الإسلامية من خلال السماح, عبر عملية منظمة لتيارات أخرى, يمكن أن تتحدث معها, ولكن ليس هدف أميركا هو فقط نصرة شعوب هذه المنطقة.د.أحمد الربعي: هوّ شوف أنا لا يعنيني أميركا ونوايا أميركا, يعنيني مصلحتي أنا كأمة وكشعب..تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب بس أولاً شو وجهة نظرك في هذه القضية؟د.أحمد الربعي [متابعاً]: حين نتكلم عن الإسلاميين لا نتكلم عن مجموعة واحدة, الإسلاميون همّ بعض الإرهابيين والقتلة, وهم أقلية والحمد لله, والإسلاميون هم أيضاً تيارات عقلانية وممكن التفاهم معها, يعني ليس هناك شي اسمه تيار إسلامي وكل هذا التيار الإسلامي يجب إلغاءه, وإلا تسقط أهم مبررات كلامنا عن الليبرالية والتعددية, نحن مع أي تيار إسلامي منفتح, ويؤمن بالإنسان ويؤمن بحرية الإنسان وبالتقدم وبالتطور, يعني أكيد في ثوابت مشتركة بين الناس, وأيضاً هناك من يدّعي بالليبرالية وبالتقدمية وباليسارية, وقد يكون أسوأ من كثير من الإسلاميين, فالقضية ليست ما هي اسم البقالة, أو اسم الدكان المكتوب عليه, دكان إسلامي أو.. ,وإنما هي الممارسات اليومية والعملية, كيف يتصرف الناس مع بعضهم البعض؟ بالنسبة لموقف أميركا من التيارات المختلفة, أميركا لعبت لعبة التيارات المتطرفة, وانتهت إلى النتيجة المعروفة بـ (11) سبتمبر, والآن الولايات المتحدة يعني ليست دولة..تركي الدخيل [مقاطعاً]: يعني أنت لا زلت تُصّر يا دكتور إلى أن أميركا هي التي صنعت القاعدة؟د.أحمد الربعي: أوه ما في شك, مو أنا أصّر من درّب تنظيم القاعدة؟ من الذي دفعنا نحن ودفع شبابنا وأخذهم من أحضان أمهاتهم إلى أفغانستان؟ من الذي درّب القاعدة؟ تركي الدخيل [مقاطعاً]: هل كنتم ترفضون هذا الدعم الأميركي للقاعدة.د.أحمد الربعي: لقد كتبنا مراراً أن هذا ليس جهاداً, أنا كتبت يمكن مائة مرة هذا ليس جهاداً, هذه مجموعات متقاتلة من القبائل ومن تجار المخدرات..تركي الدخيل [مقاطعاً]: هذا في أفغانستان..د.أحمد الربعي: نعم في أفغانستان.تركي الدخيل [مقاطعاً]: ما هو الجهاد في نظرك؟د.أحمد الربعي: اسمح لي وكان بالمقابل يجمعون الأموال في المساجد ويغضون النظر عن, ثم انتهت الآن إلى ظاهرة الأفغان العرب, الذين عادوا من أفغانستان, ليقتلوا الناس بالسكاكين في الجزائر, ويقتلوا الناس بالسكاكين في الرياض..تركي الدخيل [مقاطعاً]: فيه أفغان عرب رجعوا ولم يذبحوا ولا واحد.د.أحمد الربعي: بالتأكيد مثل أي ظاهرة أخرى, هناك ناس ذهبوا إلى أفغانستان وتعلموا تجربة وصار عندهم موقف يعني آخر, لكن بالتأكيد خُلقت قاعدة ضخمة من الناس من الذين دُرّبوا على القتل وبدون أي أفق سياسي, ثم عادوا الآن ليشكّلوا هذه الظاهرة, أنا أريد أن أقول ليست القضية أني أحب أميركا, أو أكره أميركا, أو أكرهك أو أحبك, ما هي مصالحنا؟ كيف نستطيع أن نبني شيئاً مشتركاً؟ إذا لقيت مع أميركا مصلحة في هذه الزاوية سأكون معها, وقد أجد زاوية ضخمة أنا بيني وبين أميركا يعني مشكلة ضخمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية موقف, وأنا أكتبه كل يوم هذا الكلام موقف غير أخلاقي وغير معقول..تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب كيف تضغط على أميركا في مسألة فلسطين يعني؟ د.أحمد الربعي: أضغط على أميركا في مسألة فلسطين إذا لعبت بأوراقي بشكل صحيح, نحن لم نلعب بأوراقنا بشكل صحيح, نحن تم اقتطاع..تركي الدخيل [مقاطعاً]: كيف تلعب بأوراقك؟د.أحمد الربعي: نحن تمّ اختطافنا من الشعارات كلها, اللّي تعتقد أن مهمتنا هو أن نرفع شعارات ضد أميركا, لكن لا نعمل شيئاً من أجل شعوبنا, نطالب بالوحدة العربية الكبرى, لكن في كل قطر عربي البلدان خربانة, نطالب بإصلاح العالم العربي لكن لا أحد يمد إيده ويصلح شي يعني, هذه الأيديولوجيات والأحزاب الأيديولوجية في العالم العربي دمرت العالم العربي وحوّلت شعوبنا إلى ناس يركضون وراء شعارات, مرة وراء هذا المجرم, ومرة أما هذا القاتل, ومرة يصفقون لذلك, إلى أن يأتي هذا القاتل ويقتلهم ويدمرهم, ثم يكتشفون أنهم ضحايا, وما زالوا حتى الآن أحزاباً عربية في أقطار عربية..تركي الدخيل [مقاطعاً]: دكتور سنواصل حديثنا معذرة, أيها الإخوة فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا في إضاءات مع الدكتور أحمد الربعي, فابقوا معنا.[فاصل إعلاني]

    كثير من الامتيازات التي نعتقد بأنّ المواطنين يجب أن يحصلوا عليها, وخاصة في قضية المال العام, في قضية توزيع الثروة

    --------------------------------------------------------------------------------

    تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات حياكم الله في إضاءات من جديد, لا زلنا نحاور الدكتور أحمد الربعي, دكتور كنا قبل الفاصل نتحدث عن.. أنت تحدثت قبل قليل عن مسألة الجهاد الأفغاني, وأنك كتبت عنها أكثر من مرة, ولم تعتبره جهاداً, بل اعتبرته مجموعة يعني من قطّاع الطرق, وزارعي المخدرات.د.أحمد الربعي: اعتبرته صراع بين قوتين عظيمتين, أميركا و روسيا ولا دخل لنا بذلك, أميركا تقاتل روسيا بشبابنا وبأموالنا.تركي الدخيل: والأفغان ماذا كان يجب أن يفعلوا أمام الغزو الروسي؟د.أحمد الربعي: الأفغان، أنت تعرف الوضع أيضاً في أفغانستان، فالأفغان كانت بلدهم أيضاً محتلة، وبالتالي مستعدين أن يأخذوا المساعدة من أي كان.تركي الدخيل: لماذا لما تحتل الدولة يعني لا يُعتبر جهاداً لإخراج الدولة المحتلة يعني؟د.أحمد الربعي: ما قلنا هذا الكلام، لكن قلنا أن هناك حرباً كونية، بين دولتين بين روسيا وأميركا، كان موقعها أفغانستان، ونحن استُخْدِمنا، هنري كيسنجر كتب في الـ.. تركي الدخيل( مقاطعاً ): طيب.د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: عفواً.. عفواً كتب فكرة أن دع الفيتناميين يقاتلوا الفيتناميين، وجربنا نحن رحنا أميركا قاتلنا الفيتناميين وفشلنا، لماذا لا نجعل الفيتناميين يقاتلوا الفيتناميين؟ جعلوا المسلمين يقاتلوا المسلمين، وكانت الضحية أننا نريد أن نحارب الشيوعية في روسيا فانقلب السحر على الساحر، ودفعنا جميعاً الثمن..تركي الدخيل [مقاطعاً]: يعني هو جهاد بالنسبة للأفغان، لكنه ليس جهاداً لمن يتطوع للقتال مع الأفغان؟د.أحمد الربعي: أخي.. أخي.. لا أخي تركي، متى ما خُلط الدين بالسياسة في أي موقع كان، وتم استخدام الدين الحنيف الذي هو قضية يعني نظيفة وأخلاقية بمصالح سياسية من كائن ما كان، متى ما دمرنا الاثنين، متى ما أضرينا الاثنين..تركي الدخيل [مقاطعاً]: أنت تدعو من هنا دكتور إلى فصل الدين عن السياسة؟ د.أحمد الربعي: يا سيدي يعني الـ..تركي الدخيل [مقاطعاً]: أنت تقول إذا خُلط الدين مع السياسة سيكون هناك مشكلة.د.أحمد الربعي: أولاً قضية الفصل بمعنى الفصل، أنا لست مراهقاً سياسياً أفهم..تركي الدخيل [مقاطعاً]: أنا أريد أن أفهم يعني هذا بدلالة العبارة. د.أحمد الربعي: ممكن أكمل؟تركي الدخيل: طب تكمل أكيد أنا مخليك تكمل يا دكتور.د.أحمد الربعي: الدين بالسياسة، المرحوم الرئيس السادات لمحاربة التيارات الأخرى استخدم التيار الإسلامي، انتهت اللعبة إنه قُتل بيد نفس التيار في المنصة رحمه الله، نحن في مجلس التعاون الخليجي، لعبنا لعبة الدين وأنظمتنا لعبة الدين.تركي الدخيل: كيف، كيف لعبت؟د.أحمد الربعي: دربتهم وساعدتهم وقضت عالتيارات الأخرى تركي الدخيل [مقاطعاً]: دربت مين؟.. مين بالضبط؟د.أحمد الربعي: أنا على الأقل في بلدي، كان هناك تحالف واضح وصريح وشديد ومعلن بين التيارات الأصولية وبين النظام في الكويت، عندما كان النظام في وضع غير ديمقراطي، وعندما تم منع إغلاق نادي الاستقلال، وتم منع القوى الديمقراطية من العمل وتم في نفس الوقت السماح للتيارات الإسلامية، وهذا ضيق نظر، ضيق نظر..تركي الدخيل: طيب هل تريد من السلطات الحاكمة أن تتجاهل الإسلاميين الذين يمثلون.. يعني لهم صدى كبير في الشارع؟د.أحمد الربعي: في أحد غيرنا جالس هنا؟ أنا قلت هذا الكلام؟تركي الدخيل [مقاطعاً]: لأ أنت تقول د.أحمد الربعي: أنا لا أريد لأي نظام أن يتجاهل كائناً من كان، أنا أريد العدالة، الحاكم مهمته أن يتعامل مع البشر كمواطنين، كلهم مواطنون أحرار، لا أن يأتي تيار في أي بلد وأنا لا أريد أن أدخل في قضايا قد تكون حساسة، في بعض الأقطار الخليجية تم التعامل مع التيار الإسلامي لضرب التيارات الأخرى، وتم تدليل هذا التيار وتم السماح له بجمع أموال، وتم يعني مساعدته في كل موقع، ثم..تركي الدخيل [مقاطعاً]: على حساب التيارات الأخرى؟د.أحمد الربعي: على حساب المجتمع كله، ثم اختطف المجتمع، وعندما تلفتنا لم نجد إلا هذا التيار أمامنا، لماذا لا نسمح لكل الناس أن يفكروا بطريقة متساوية؟ باحترام العقيدة، وباحترام الوطنية، وباحترام النظام السياسي، ولكن هذه اللعبة لعبة خطرة، أيضاً على فكرة لُعبت قبل هالمرة غير هاللعبة في الأنظمة الشمولية الأخرى، لُعبت لعبة استخدام الجماعات اليسارية ضد الجماعات الإسلامية، طبعاً وبنفس النتيجة، وتم استخدام في العراق في بعض الفترات التاريخية، القوى القومية ضد القوى الشيوعية، نفس اللعبة، هذه اللعبة لا تنتهي، الحاكم العاقل هو من ينظر لكل شعبه، لكل التيارات في بلده، لكل الاجتهادات السياسية نفس الاحترام، ونعطيها لكلها احترامها، لكن النظر القصير في لعبة أني أساعد تياراً معيناً في هذه المرحلة لضرب تيارات أخرى لأحقق أهدافاً تكتيكية صغيرة، السفينة ستغرق بنا جميعاً..تركي الدخيل [مقاطعاً]: سينقلب السحر على الساحر بتقديري.د.أحمد الربعي: بالتأكيد. تركي الدخيل: طيب، دكتور يعني خلينا نتكلم بس عشان ننهي مسألة التعاون مع الظاهرة الأميركية، كيف ترى يعني أنت أنه يجب أن يكون التعامل مع الظاهرة الأميركية؟ يعني هل يجب أن يتم هناك قطيعة مثلاً، لكنها قطيعة سياسية، دون أن تكون قطيعة حربية كما يحدث من قبل القاعدة مع أميركا مثلاً؟د.أحمد الربعي: لأ أولاً ما تستطيع اليوم أن تقطع العلاقة، حتى بين دولتين صغيرتين، فما رأيك بين دولة ضخمة، مثل الولايات المتحدة الأميركية؟ لها مصالح ضخمة في مجتمعاتنا، ونحن لنا أيضاً مصالح ضخمة في الولايات المتحدة. أميركا ليست عالماً أميركا عوالم، أميركا دولة مفتوحة، ومثل ما بيقولوا الشاطر هو اللي يلعب في الملعب، في أميركا استطاعت بعض التيارات وبعض الأطراف ومن بينها التيار الصهيوني أن يمثل حالة ضخمة، نحن ملايين المسلمين والعرب لم نستطع أن نفعل ذلك، هذا عيب فينا مو عيب في الآخرين، نحن تعاملنا مع الظاهرة الأميركية مثل ما نتعامل مع كل الظواهر، نلعن الظلام بس لا نشعل شمعة، مو عاجبنا بس ما احنا مستعدين نوسخ إيدنا في عمل جاد، أميركا السنة هادي الانتخابات الأخيرة، اضطر الرئيس بوش الابن أن يذهب إلى دترويد لأن هناك جالية عربية نشطت، في قرية وحدة في مدينة وحدة، وكانت نتيجة الانتخابات بين الرئيسين قليلة جداً، فما بالك عندما يأتي مرشح أساسي، مش المرشح الوحيد، المرشحيْن الكبار راحوا لقرية فيها عرب لأنه اشتغلوا شوي العرب..تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب، هذا الموضوع الأميركي..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: لأ الموضوع الأميركي مهم، إذا أردنا أن الآخرين يقفوا معنا نقف مع أنفسنا أولاً، نشتغل بشكل صحيح.تركي الدخيل: طيب، هل ترى بأن هذا الطرح له صدى في الشارع العربي، ألا ترى أن الشارع العربي يغلي تجاه الولايات المتحدة كثيراً؟د.أحمد الربعي: أيوه بس أنا مهمتي الأساسية هو إقناع هذا الشارع بأن الغليان لوحده لن يفعل شيئاً..تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: نحن دائماً نغلي على القضية الفلسطينية، قل لي غير البيانات والمظاهرات..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ماذا قدمنا؟ د.أحمد الربعي: ماذا نقدم؟ ماذا تقدم الأحزاب العربية؟ هادي اللي ترفع شعارات القومية والدين واليسارية..تركي الدخيل [مقاطعاً]: التيارات الليبرالية ماذا تقدم؟د.أحمد الربعي: كلها.. كلها.. كلها.. كم كتاب ودفتر ذهب إلى مدرسة فلسطينية؟ كم دواء وإبرة راحت إلى مستشفى؟ ولاّ بس بالكلام؟ نحن مع القضية الفلسطينية، نحن ضد أميركا، نحن بدنا نمحو الظلام، يا أخي من يريد أن يلعن الظلام الأمم الأخرى وضعت مشروعاً للعمل وعملت.. عملت، مو تتكلم.تركي الدخيل: طيب، دكتور أنت قبل قليل تقول أنه أنا يجب مهمتي كفاعل سياسي، كرجل مفكر أني أقود الشارع، ولا أكون صدى للشارع، يعني قبل شوي إنت تقول..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: لا بس صحيحتركي الدخيل [مقاطعاً]: لما قلتلك إنه ما في صدى..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: المهم إني ما قلتلك، لا بس أنا أؤكدهاتركي الدخيل [مقاطعاً]: لما قلتلك إنه ما في صدى لهذا الطرح، إنه الشارع يغلي تجاه توجهات أميركا، قلت أنا لازم أحاول أغيّر الشارع.د.أحمد الربعي: لا مش بس أحاول أغيّر شي، سيكون من أكبر الأخطاء لأي مثقف يريد تغيير بلده ومستقبله، أنه يرى ماذا يقول الشارع ويركض وراء الشارع، ولاّ بالآخر شنو فائدتنا احنا؟ تركي الدخيل [مقاطعاً]: ألا ترى أن هذا يعترض مع ما قلته في الجزء الأول من أنه يجب أن يكون الحديث لصناديق الاقتراع لرأي الأغلبية؟د.أحمد الربعي: صناديق الاقتراع شيء آخر، والغوغاء شيء آخر، صناديق الاقتراع عندما تنتهي، أحترم الإرادة الشعبية، هي إرادة صناديق، لكن أن يختطف الشارع من قلة مجموعة صغيرة في أكثر من عاصمة عربية تحرك المظ..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ليش أنتم يا دكتور أنتم تعتبرونه اختطافاً؟د.أحمد الربعي: خليني أكملتركي الدخيل: تفضل.. تفضل.. تفضلد.أحمد الربعي: عندما خمسين نفراً يطلعون في الضفة الغربية في مظاهرات احنا بدنا صدام حسين، لأنه فيه جبهة هناك يدفعلها فلوس، عمرها ما أطلقت طلقة على إسرائيل، لكنها تابعة للعراق، ينظر بعض الكويتيين هني بظلم أنه كل الفلسطينيين مع صدام حسين، وهذا غير صحيح، لما في الأردن قليل من الأحزاب المتطرفة بيسارها ويمينها تقف مع الدكتاتورية، مو الشعب الأردني مو أغلبية الشعب الأردني، وهكذا هو الحال في معظم الدول العربية، عندما يقوم مجرمين بالقتل في الرياض أو بأي مكان، لا يمثلون الأغلبية، واجبنا كمثقفين أن نقول لأ، تجاه كل أنواع الإرهاب، الإرهاب اللفظي، والإرهاب بالسلاح، وإرهاب الناس، وتحريض العامة على كل شيء، تحريضهم على الأنظمة وتحريضهم على العالم، وتحريضهم على كذا، ودفعهم إلى فريق العدمية، نحن ليس أمامنا طريق إلا أن نفكر بطريقة معقولة، أن نضع برامج معقولة، وأن تكون هذه البرامج صالحة للتنفيذ، وأن نخرج من عالم الصريخ، وعالم الزعيق، وعالم الشعارات وعالم.. إلى عالم شي من العمل، ما نجحت إلا بشي من العمل.تركي الدخيل: طيب، دكتور لننتقل إلى محور ثاني، في محور الإرهاب الذي تحدثت عنه قبل قليل، المنطقة بالذات منطقة الخليج والسعودية يمكن بشكل ظاهر الآن، تمر بتجربة مريرة هي تجربة الإرهاب، هناك عمليات تقوم بها جماعات مسلحة، ويعني تطال شخصيات كثيرة ومنشآت كثيرة، هناك من يقول أن التيار الليبرالي استغل مواجهة أو حرب الإرهاب لضرب التيارات المنافسة الأخرى له، يعني استغليتم أنتم الليبراليون مكافحة الإرهاب حتى تسيئوا إلى التيارات الثانية الإسلامية، وتلبسونها لبوس الإرهاب، وأن الإرهاب خرج من عباءتها.د.أحمد الربعي: يعني أولاً أنا مرة أخرى أعيد أن لا أمثل شيئاً اسمه تيار ليبرالي، ولا أتحدث باسم أحد، أتحدث باسم اجتهاد شخصي يعني، الأمر الثاني عندما نقول تيارات إسلامية هناك خلط من يعتقد أن التيارات الليبرالية تيارات غير إسلامية، الإسلام كعقيدة هي قضية مشتركة، أنا ليبرالي لكن أنا بالمقابل عندي عائلة وعندي احترام للعائلة، وعندي وعي للقضية الأخلاقية، وعندي.. مثل أي مواطن آخر ليبرالي أو إسلامي أو كذا، يعني وضع الأمور وكأن الليبرالية في مواجهة الإسلام هذا كلام خطير جداً..تركي الدخيل [مقاطعاً]: الليبراليون في مواجهة الإسلاميين.د.أحمد الربعي: لا مو صحيح هذا، نحن في مواجهة أسلمة القضايا، في مواجهة التطرف..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ليش شو الفرق بين أسلمة و..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: التطرف واستخدام الدين كشعار سياسي للوصول إلى أهداف سياسية، هذا التطرف والقتل، لكن نحن نتعامل مع كثير.. يا أخي نحن بيوتنا إسلامية، نحن مسلمون، يعني لا أحد يحاول يخرج أحد من هذه الدائرة، هذه دائرة الإسلام تاريخنا تراثنا ثقافتنا، ولكن عندما يأتي أحد ويحاول أن يسيّس هذا الإسلام للخروج بنتائج سياسية أو مصالح فردية، أو مصالح حزبية، بالتأكيد نحن ضد ذلك، لكن هذا الوضع الخطير، وهذا خطر على فكرة هذا خطر على المدى البعيد، أن نضع الليبرالية في مواجهة الإسلام، يعني في النهاية ما لنوصل لشي.تركي الدخيل: أنت تقصد بالتسييس تسييس الإسلام، أو أسلمة السياسة، هل تقصد يعني النزول عند الأحكام الشرعية في التعاطي مع القضايا والأشياء..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: لا أنا ما بدي أدخل في تفاصيل الأحكام الشرعية لأنه لو دخلنا في تفاصيل الأحكام الشرعية ما نخلص، أنا أتكلم أن هذا الدين يجب أن يُحمى، واجب الحكومات والنخب السياسية والدعاة حماية الدين من أن يكون مطية لأحد كائناً من كان، أن يستخدم هذا الدين اذهب يوم الجمعة للمساجد واسمع الكلام الذي يقال، اذهب في بعض المدارس واسمع ما الذي يقال، محاولة تسييس الإسلام وتفجير الإسلام كل واحد على هواه، واليوم احنا مع الأسف يعني كل واحد..تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب هذه التعددية، التعددية اللي تحكي عنها، عظمة الإسلام في الاختلاف.د.أحمد الربعي: لا عفواً.. عفواً التعددية في الشرائع وليس في العقائد، ليس هناك في العقيدة تعددية، يعني بمعنى هل أسمح بالقتل وأطلّع فتوى من بن لادن أو من غير بن لادن وأسمح بالقتل وأقول هذا إسلام؟ هذا مو تفسير، يعني اليوم اللي يقتلون في الجزائر، هناك فتوى شهيرة قرأوها ونشرت في الصحف أن كل هذا المجتمع كافر فلنقتله، اللي يقتل اليوم في الرياض الآمنين والناس المساكين في بيوتهم أو يروح يقطع رقبة إنسان، وهذا مقنعينه إن الإسلام يقول ذلك، هذا دجل هذا كذب هذا ما له علاقة بالإسلام، الاجتهاد عندما نأتي بالشرائع، ونقول والله في قضية، قضية المرأة، في قضية الاقتصاد، في قضية السياسة، لكن لا نختلف على واحد يجي يقول أنا كيفي والله الصلوات مو خمس، لأ لنخرج عن دائرة.. أنا أعتقد إنه الاجتهاد في القضايا العقيدية ما دمت أنت داخل دائرة الدين، فأنت لا تستطيع أن تجتهد في قضية عقيدية مباشرة، لكن في قضايا خلافية كثيرة، إنما يقتلون النفس التي حرم الله ثم يقولون هذا إسلام هنا تكون المشكلة.تركي الدخيل: طيب، دكتور أحمد الربعي هناك طروحات ليبرالية تتحدث يعني عندما يأتي موضوع الحديث عن الإرهاب، تتحدث عن أن الإرهاب طبيعي في ظل غياب الحريات، في ظل غياب تطبيق كامل لحقوق الإنسان، في ظل الأزمة الفلسطينية، وهناك من يتحدث دائماً عن أن الإرهاب.. يعني نحن نرفض الإرهاب ولكن في النهاية هذه نتيجة للسياسة في فلسطين.د.أحمد الربعي: ترى من الظلم أن تقول هذه أطروحات تيار ليبرالي..تركي الدخيل: لأ هناك كتاب ليبراليون..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: ترى يمكن، أنا قلتلك مرة أخرى لو كانت الليبرالية حزباً سياسياً ما في داعي نتكلم يعني، الليبرالية تعني التعددية يعني كل واحد يقول رأيه، لكن بشرط احترام الرأي الآخر، لكن هذه الأطروحات تطرحها بعض التيارات الأصولية التي هي مع الإرهاب، ولكنها تخشى أن تكون مع الإرهاب علناً، فتحاول أن تدعي مثلاً والله شو نسوي لازم يكون في إرهاب مادام ما في حريات، آخر ناس لهم الحق في الحديث عن حقوق الإنسان والحريات هم الذين يذبحون الناس بالسكاكين، ما دامت حرية الحياة غير موجودة عندهم، فبأي ادعاء يتكلمون عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية، فليتركوا لغيرهم هذا الكلام، عندما يأتون في قضية فلسطين أريد أن أنبه المستمع أن تنظيم القاعدة وجماعته لم يطلقوا طلقة واحدة باتجاه يهودي أو إسرائيلي، منذ أن بدأ عملهم مع أنهم همّ جبهة ضد الصليبية وضد الصهيونية وضد الكذا.. تركي الدخيل [مقاطعاً]: هم يعتقدون يا دكتور أن أميركا هي التي تقوي إسرائيل..د.أحمد الربعي [مقاطعاً]: أنا لا أريد أن نعطي تفسير، أنا أنقل لك الواقع هكذا، إذا كانت المسألة هي مسألة عندنا مشكلة مع أميركا بنروح نضربها، فإذاً يعني العالم سيتحول إلى مشكلة، أميركا الذي فعلته في فيتنام يفوق ما فعلته بالشرق الأوسط مائة مرة، تم حرق مئات القرى، إذاً خلي يروح عشر فيتناميين ويحرقون بنايات في سان فرانسيسكو، أميركا قامت بانقلاب في تشيلي ضد حكومة منتخبة إذاً فليذهب مجموعة من التشيليين مادام أميركا عملت كذا فلنقتل ألف أميركي، العالم تحول إلى غابة، العراق وإيران تقاتلوا سنوات طويلة، أوروبا تقاتلت سنوات طويلة.تركي الدخيل: طيب، هل يرضيك السياسات الأميركية في المنطقة سواء في العراق أو في أفغانستان؟ هل أنت مقتنع بها دكتور؟د.أحمد الربعي: إذا بدنا ندخل في تفاصيل كل حالة، كل حالة تحتاج إلى نقاش، أنا قلتلك موقفي تجاه الموقف الأميركي تجاه فلسطين واضح، الموقع المتعلق في العراق موضوع ثالث..تركي الدخيل [مقاطعاً]: مختلفد.أحمد الربعي: مختلف، بالتأكيد مختلف، الموضوع في العراق فيه تواريخ محددة، فيه مجلس الأمن، أميركا لا تدعي أن العراق تابعة لها هناك برنامج لخروج الأميركان، كان هناك أمور تاريخية كثيرة ما بدنا نتدخل فيها، الوضع في فيتنام، قصدي في أفغا .. أفغانستان الوضع مختلف..تركي الدخيل [مقاطعاً]: في أفغانستان الوضع مختلف، طيب، دكتور سنعود لمواصلة هذا الحوار، أيها الإخوة فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا في إضاءات مع الدكتور أحمد الربعي فابقوا معنا.[فاصل إعلاني]تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات حياكم الله من جديد في إضاءات، لا يزال ضيفنا هو الدكتور "أحمد الرّبعي", دكتور أحمد حياك الله من جديد، قبل قليل كنا نتحدث قبل الفاصل.. كنا نتحدث عن طروحات يعني ترفض الإرهاب لكنها تقول أنّ هناك ما يجعلنا نتفهم الإرهاب, تتحدث عن الفقر عن موضوع فلسطين, اللّي تحدثت عنه قبل قليل, عن غياب الحريات, إلى أي حدّ تعتقد بأنّ هذه المشاكل يعني هي مشاكل حقيقية؟د. أحمد الربعي: هو بالتأكيد هذه المشاكل مشاكل حقيقية, لكن الخطورة هو في الربط بين الإرهاب وبين مثل هذه المشاكل, يعني يقتل ثم يقول أنا أقتل لأن هناك قضية فلسطين, أقتل لأن هناك فقر, أقتل لأن هناك, هذا تزييف للواقع, ولعب.. وهنا يمكن يعني طلّع الاصطلاح الشهير جماعة بن لادن, وجماعة بن لكن, اللّي يقول لك أنا ضد الإرهاب لكن هناك فقر, هذا الكلام يجب أن لا يطرح بهذه الطريقة لأنه كلام خطير يبرر الإرهاب, في نفس الوقت من واجبنا أن نستمر في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان والحريات, وحماية الأموال العامة, وإصلاح قضايا الفقر لأنها خطرة هذه بيئة صالحة, لأي إرهاب ولأي فوضى ولأي غياب للمستقبل, يعني واجبنا أن نتنازل الآن وأنظمتنا تتنازل عن بعض امتيازاتها اليوم, وهي راضية بالتفاهم..تركي الدخيل [مقاطعاً]: ويش امتيازاتها اللّي ..د. أحمد الربعي [متابعاً]: كثير من الامتيازات التي نعتقد بأنّ المواطنين يجب أن يحصلوا عليها, وخاصة في قضية المال العام, في قضية توزيع الثروة, هذا أمر يجب أن يُفتح ويجب أن يُفتح يعني بكل مصداقية وبكل وضوح, أن يُعاد النظر في علاقة الحاكم بالمحكوم, وأن يتم التنازل عن بعض الامتيازات الآن بالرضا وبالتراضي, وبالاتفاق قبل أن يأتي اليوم الذي ربما ندخل فيه بتأزم, ونضطر فيه للتنازل عن امتيازات أكثر ونحن غير راضين.تركي الدخيل: طيب, هناك من يقول أيضاً دكتور بأنّ الإرهابيين في النهاية هم أناس لهم حماسة لكنهم أخطؤوا بشكل أو بآخر, وأنّ يعني هذه الغضبة للدين هي مبررة, نتيجة لتجاوزات يرتكبها كتّاب ليبراليون ضد الإسلام أحياناً, ضد بعض أحكامه.د. أحمد الربعي: يعني مشكلة إذا نفسر كل ظاهرة الإرهاب, لأن في كم كاتب ليبرالي, يعني مشكلة يعني وخاصة أن الكتّاب اللّي أنا أعرفهم اللّي ما عندهم عداء للدين, ولا هم يعني يكتبون شيئاً يعادي الدين, وهمّ يطالبون بشيء كما قلت لك قبل قليل, نوع من التعامل الإيجابي بين كل الأطراف في المجتمعات العربية, لكن ما أعتقد.. يعني رح يكون من المبالغة الكبيرة جداً أن نقول بأن مقالات لكتّاب ليبراليين يمكن تؤدي إلى تطرف, يعني أيضاً هذا جزء من تبرير حزب بن لكن.تركي الدخيل: ما ترى أنه يعني .. د. أحمد الربعي: لأ. تركي الدخيل: غير مبرر. طيب دكتور لنتحدث عن مسألة ثانية, هناك من يقول: بأنكم أنتم كتيار ليبرالي ليس لكم صدىً حقيقياً في مجتمعات محافظة مثل دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال, هؤلاء أيضاً يبرّرون يعني يستشهدون بعدم نجاح اللّيبراليين مثلاً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة, أنتم كان هناك يعني عندكم فشل تقريباً في انتخابات الكويت الأخيرة البرلمانية، ما تعليقكم على ذلك؟د. أحمد الربعي: يعني أولاً إذا تاخذ الظاهرة الكويتية غير صحيح, لأنه في الوقت اللّي فشلت فيه رموز التيار اللّيبرالي فشلت رموز التيار الإسلامي أيضاً, أهم رموزه فشلت في الانتخابات وبالتالي كان فيه تغيير. تركي الدخيل: لكن أكثر منكم كانوا نجاحاً يعني.د. أحمد الربعي: لا أعتقد يعني وظهرت ليبراليين جدد في نفس الوقت, لكن كان.. لكن المهم أن هذه الانتخابات التي تمّ فيها الفشل كانت انتخابات نزيهة, كانت انتخابات صحيحة, وكان اختيار شعبي صحيح.تركي الدخيل: يعني معناته ما لكم صدى أصبح؟ هذا أنت تؤكد أنه ما لكم صدى في الشارع؟د. أحمد الربعي: هذا غير صحيح ليش؟ كل التيارات موجودة في البرلمان, حالياً أيضاً التيار اللّيبرالي موجود مثل مو موجودة التيارات الأخرى, تعرف يمكن أكبر المتضررين هو حزب الإخوان المسلمين, اللّي هو أكبر حزب سياسي في البلد, أكبر متضرر في الانتخابات الأخيرة, رموزه الأساسية يعني, لكن ليست الأمور ما تقاس بهذه المقاييس الصغيرة.تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب صعود كان للتيارات من إذاً؟ إذا خسرتوا أنتوا اللّيبراليين وخسر الإسلاميون أو..؟د. أحمد الربعي: طلع ناس معتدلون طلع ناس مستقلون طلع ناس تيارات إسلامية أخرى طلع..[[[أنا أعتبر كل إسلامي منفتح هو ليبرالي في النهاية]]]تركي الدخيل [مقاطعاً]: المعتدلين يعني؟ د. أحمد الربعي: أنا أعتقد في المجتمع العربي من الظلم إنّ إحنا نضع مربعات صغيرة ونقول هذول كذا, وهذول ليبراليين, وهذول.. يعني أنا أعتبر كل إسلامي منفتح هو ليبرالي في النهاية, كل واحد من التيار الإسلامي عندنا منهم الكويت وفيه بالسعودية ناس, وفي دول كثيرة تيار إسلامي ملتزم ولكن عنده رؤيا تعددية وعقلانية وعنده موقف من الإرهاب واضح, هذا لا يمكن أن أخرجه من الدائرة اللّي أنا أعتبرها الليبرالية, اللّي هي دائرة كبيرة, تضم كل من يؤمن بالرأي الآخر, وكذلك الحال هناك أشخاص يطرحون قضية اللّيبرالية ولكنهم يعتقدون أن مهمتهم يعني طرح بعض القضايا الفجّة, والقضايا اللّي أحياناً تُعادي الدين, والقضايا اللّي تُثير يعني ردة فعل سلبية, وهؤلاء أعتقد أنهم ضرر على أي فكر ليبرالي, وعلى أي فكر انفتاحي من أي ناس آخرين.تركي الدخيل: ألا ترى بأن هؤلاء صوّروا كثيراً لعامة الناس اللّيبرالية بأنها صنو ضد التديّن؟د. أحمد الربعي: بالتأكيد إذا كان الواحد يطرح الأمور بهاي الطريقة الفجّة هو بالضبط لا يختلف عن طرح بعض الإسلاميين المتطرفين اللّي يلغون الرأي الآخر, نحن نتحدث عن ضرورة الدخول إلى عصر فيه شيء من العقلانية, في عصرنا كل الأطراف تبدأ تفكر بطريقة عقلانية, وأنا رأيي واللّي أراه الآن أنه إحنا تقدّمنا قليلاً يعني ما أقدر أقارن العالم العربي اليوم في العالم العربي قبل ثلاث سنوات, هناك تيار عقلاني بدأ يعني يزدهر, بدأ حالة التوتر الكبيرة في الشارع العربي تخف لصالح تفكير بشكل أفضل, أنا شايف الآن السودان الآن بطريق ممتاز في قضية المصالحة, شايف وضع الجزائر استقر بعد ما كان في حرب أهلية, الوضع في العراق سيتسلّم السلطة في بداية الشهر القادم, في.. بالتأكيد إيجابيات في العالم العربي.تركي الدخيل [مقاطعاً]: يعني المنطقة التي تغلي مؤهلة في المستقبل في التعديل؟د. أحمد الربعي: أنا شخصياً ليس لأني بطبيعتي متفائل فقط, وإنما أرى أمامي أن هناك إمكانية لأن المنطقة هذه تخرج من حالة يعني الاحتراق والقتل وهذا الطريق الطويل اللّي صرفنا فيه أموالاً ودماء بدون معنى إلى شيء من العقلانية والتفكير المنطقي وقبول الرأي الآخر واحترام الرأي الآخر, ولدينا إمكانيات هائلة وهذا الخطر يعني.

    أعتقد أن الإرهاب بدأ يستنفد وجوده, وأنا أعتقد المعالجة الأمنية ضرورية جداً, ولكن المعالجة السياسية أهم وأهم بكثير

    --------------------------------------------------------------------------------

    تركي الدخيل [مقاطعاً]: تعتقد يا دكتور إنه ظاهرة.. مثلاً مثل ظواهر الإرهاب إلى انحسار مثلاً لأنها تعالج جيداً مثلاً؟د. أحمد الربعي: شوف أنا أعتقد أنه الإرهاب وخاصة هذا الإرهاب الأخير موجة الإرهاب في رأيي وأنا لا أبالغ في ذلك نحن في فصوله الأخيرة فصوله الأخيرة لأن هذا الإرهاب ليس فقط لأنه معزول, لأنه عزل نفسه, يعني وصل لدرجة يعني من سيقف مع إرهاب كان يدّعي بأن عنده سقف سياسي وعنده مطالب إلى إرهاب يقتل إنساناً بالسكّين أو يفجّر مبنى سكنياً على أبرياء, يعني بالنهاية يظل المواطنون في عالمنا هذا بشر, وأكيد يتعاطفون مع أي إنسان, ونحن دائماً أنا أقول نحن من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول من يجد كلباً أو قطة عطشى ويسقيها يدخل الجنة, ما بالك بإنسان, تقتل بشراً بهذه الطريقة الوحشية والهمجية, ثم تقول إسلام وتصدر بياناً في الإنترنت تقول فيه هذه الجماعة إسلامية ألوية فلان وألوية فلان, نعتقد هذا الإرهاب يحتضر أنه لم تعد له قاعدة، وأعتقد أن من الضروري أن نستثمر هذه اللحظة التاريخية لإحداث إصلاحات في مجتمعاتنا.تركي الدخيل [مقاطعاً]: كيف، كيف يا دكتور؟د. أحمد الربعي: يعني من الضروري الآن في الوقت الذي يجب أن يضرب الإرهاب بعنف أن يتم شيء من الإصلاح السياسي, الإصلاح الاجتماعي, الانتباه للقضايا الاجتماعية, الانتباه لقضايا الفقر, الانتباه لقضايا توزيع الثروة, وأن نفكر حتى لا نعطي فرصة لأحد أن يستخدم مثل هذه الأوضاع, من أجل يعني مرة أخرى.تركي الدخيل [مقاطعاً]: إذاً أنت دكتور أحمد الربعي أنت لا تميل إلى أن هذا هو رأس جبل الجليد فقط ما يحدث يعني؟د. أحمد الربعي: أنا أعتقد أن الإرهاب بدأ يستنفد وجوده, وأنا أعتقد المعالجة الأمنية ضرورية جداً, ولكن المعالجة السياسية أهم وأهم بكثير, وأنا أعتقد في الوقت اللّي أقدر فيه جهود رجال الأمن في العالم العربي ضدّ الإرهاب أريد أيضاً أن يأتي اليوم اللّي أقدر فيه جهود أئمة المساجد وجهود المدرسين في المدارس, وأن يكون وزراء الإعلام ووزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزراء التربية في مقدمة جبهة القتال ضد الإرهاب.تركي الدخيل: أين تُقّيم أنت إلى الآن عمل هؤلاء؟ أنت تقدر الآن الجانب الأمني؟د. أحمد الربعي: نعم ما زلنا أعتقد الطريق طويل أمامنا, حتى الآن كما ترى نحن.. حدث اجتماع وزراء الداخلية العرب هو حديث الساعة, وتبدأ التلفزيونات تتكلم أسبوعين فيه, ولكن يجتمع وزراء التربية وأنا أحدهم كنت, أو وزراء الإعلام أو الوزراء المعنيين بالثقافة ولا نسمع شيئاً, وحتى البرامج برامج متواضعة حان الوقت أن يكون هناك معالجة شاملة.تركي الدخيل [مقاطعاً]: طيب لماذا ترى هناك تقصير من هؤلاء؟ هل لأنهم لم يدركوا خطر المعركة كما فعل الأمنيون, أم..؟د. أحمد الربعي [مقاطعاً]: والله هيّ أسباب كثيرة الأمن مهمته عندما تحدث المشكلة, أن يمنع تركي الدخيل [مقاطعاً]: يتعامل معها مباشرةد. أحمد الربعي: ولكن مهمة الآخرين هو أهم من ذلك, هو أن لا يسمحوا أن تبدأ الظاهرة يعني ينتبهون ماذا يقال للطلبة في المدارس, ما يقال للناس في المساجد, وهل هناك طرح متطرف في المناهج؟ ومجموعة من القضايا التي يجب أن نقف أمامها بجدية, وأنا شايف أن هناك وعي هناك خوف كان بعض المواطنين العاديين عندما يذهب ابنه مع أي جماعة يقول يالله إن شاء الله الله بيهديه خليه يروح, يعتقد أنه راح يروح مثلاً يصلي, أو راح يروح في مكان طيب, أو راح يتعلم أخلاق.. ثم يكتشف هو أنا بالحقيقة دائماً أضع نفسي في موقع أمهات وآباء هؤلاء المساكين, اللّي تورطوا في أعمال إرهابية بالسعودية وبغيرها، أمهات وآباء يجد ابنه صورته في الجريدة وهو قد ارتكب جريمة وهو رباه طول عمره على الخير وعلى المحبة, وأغلبيتهم يبقوا كلهم من عائلات كريمة ونظيفة ومحترمة آباؤهم وأمهاتهم شقوا يعني من أجلهم, ثم يأتي ناس مجرمون ويغسلون أدمغتهم ويحوّلونهم إلى القتل وإلى التدمير, هذا شيء محزن جداً الحقيقة.تركي الدخيل: طيب دكتور هناك من يقول يعني وهذا في نهاية برنامجنا أنك شخصياً لم تستفد من تجربتك الشخصية في انتخابات 96 عندما خسرت, وعدت لترشيح نفسك مرة ثانية, ثم خسرت في الآونة الأخيرة, إلى أي حد أنت تجري تقويماً ذاتياً لتجربتك؟د. أحمد الربعي: لا شوف أولاً أنا إذا اخترت انتخابات فأنا أعتقد أني ربحت, يعني إني فعلاً عن قناعة خسارتي لم تكن مؤامرة ولم تكن خطة من أحد وإذا كنت قد فشلت فأنا لازم أتحمل مسؤولية, ثم الانتخابات سارت بطريقة يعني ممتازة وجيدة, وجود الإنسان في البرلمان أو في غير البرلمان إذا كان صاحب قضية ليست هي المسألة الرئيسية, أحياناً الواحد يخدم في البرلمانتركي الدخيل [مقاطعاً]: ويش هي قضية أحمد الربعي؟د. أحمد الربعي: أنا قضيتي أن هذه الأمة تنهض، تنهض فقط لا غير، تنهض تفكر تستخدم عقولها, لا تستخدم شيئاً آخر غير العقل, هذا أعظم شيء أعطانا الله هو هالصندوق الأسود, أنا يعني اليوم اللّي أشوف فيه الناس تبدأ تفكر تختلف معاي أو تختلف مع الناس على أساس عقلاني على أساس تفكير إنه أنا تركي أقول يا تركي تعال أنه أنا ويّاك متفقين بهذي ومختلفين بهذي, بس ما أقول تركي شيطان أو ملاك, لأ إحنا بشر في النهاية, ليس فينا شياطين و ملائكة, فينا الخير وفينا الشر وعلينا أن نعمل على أن نقرب الخير أكثر وأن نبعد الشر أكثر, هذا يحتاج إلى حوار, هذا يحتاج إلى احترام بعضنا البعض, هذا يحتاج إلى طريق طويل, وأنا أريد أن أذكرك أخوي إنه إحنا حتى العام في برامجنا في التلفزيون تكلمنا لما فلان غزا فلان هذيك السنة, ولما غزو القبيلة الفلانية, ويطلع شاعر القبيلة يفتخر بأن ناساً أقوياء هزموا ناساً ضعافاً, فالتلفزيون لليوم يعني تَوّنا طالعين من مجتمع الفرد والقبيلة والبطل والدخول في عصر الجماعة.. تركي الدخيل: المؤسسات الجماعية..د. أحمد الربعي: يحتاج إلى جهد من الساسة من المثقفين من المفكرين بس المهم ما نتوقف, المهم أن نبدأ وقد نفشل وننجح, المهم أن ندخل في طريق السلم أن نبتعد بقدر الإمكان عن الاقتتال أن لا يموت أحد بدون داعي أن لا ندخل معارك ليس لها معنى وقد دخلنا معارك كثيرة وأضعنا فرصاً تاريخية كبيرة.تركي الدخيل: طيب دكتور أحمد الربعي لم يبقَ لي إلا أن أشكرك على هذا الوقت أيها الإخوة..د. أحمد الربعي [مقاطعاً]: وأنا أهنئك على أدائك أخوي.تركي الدخيل: شكراً لك, أيها الإخوة وأنتم أيضاً أشكركم على متابعة هذه الحلقة, حتى نلقاكم في حلقة جديدة من إضاءات هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




    قناة العربية
                  

03-13-2008, 06:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    د. أحمد الربعي.. صراع الموت والشجاعة !

    خليل علي حيدر






    عندما التقينا به في مدينة »بوسطن« في إحدى الزيارات، كان د.الربعي يجلس في جمع من الأصدقاء والزوار، ممن تهافتوا لرؤيته في تلك المدينة الأمريكية التاريخية، وكم كان الجمع سعيداً عندما رأى معنويات الربعي العالية واستقراره النفسي، وعندما قال لهم انه للأسف لا يكون بهذه الراحة والاستقرار الا في بعض الايام.. وهذه احداها!.
    كان الفقيد في بداية رحلات العلاج، والمرض الخبيث ابعد ما يكون حتى ذلك الوقت من أن يطيح به أو حتى أن يؤثر في معنوياته وروحه المنطلقة المرحة وتشبثه بالحياة، رغم الكارثة التي كانت قد لاحت في افق حياته، ودار الحديث حول مختلف الشؤون والشجون، وروى د.الربعي ما روى من نكت وطرائف.. من يقول انه خائف مما سيحل به بعد عام او عامين؟
    كان يوماً رائقاً من أيام تلك المدينة الممتدة طولاً وعرضاً على المحيط الأطلسي، تزخر بالحياة والجامعات والمتاحف وبالمستشفيات والمباني الشاهقة والحياة التاريخية.
    وكانت جلسة لا تنسى، بدا فيها د.الربعي وكأنه قد قهر ذلك الغول الكامن، او كأن قصة مرضه كانت اشاعة! قابلته مراراً في مجالس مختلفة في الكويت، فإذا هو شخصية أسطورية في الشجاعة أمام المرض القاتل، والقدرة على الابتسام والضحك بل والقهقهة في وجه ذلك المرض، وتأمل عين العاصفة بل والنظر بلا خوف او وجل الى اشداق الغول المتربص الدامية.. المفتوحة بانتظاره!.
    كان الربعي على امتداد حياته شخصاً فطناً متميزاً سريع النكتة والبديهة، ولكن كل من عاشره يقول انه كان يعيش دائماً باستعجال، ويجلس على مقربة منك ثم تلتفت فلا تراه، وينتقل بين الاماكن والمجالس في لمح البصر، والآن اذ نفقده بهذا الشكل المفجع المبكر، نعرف السبب.. لقد كان في سباق مع الزمن! اذكر من طرائفه ونكته، التي لم تكن تنتهي، ارويها هنا، فلا اعتقد ان اي شيء يجعله يسعد بنا، كتذكر بعض ما قال وروى، رغم ما يلف قلوبنا جميعاً من حزن وأسى.
    قال انه كان مع صديق في سورية، ولا ادري ان كان آنذاك في مهمة سياسية او زيارة سياحية، كان احمد الربعي في بداية حياته وشبابه، ويقول اننا كنا نسير في الشارع ونحن في جوع شديد نبحث عن مطعم او مقهى او اي دكان..
    وفجأة رأينا اعلاناً، بل اعلانات على محل، تقول »حليب«، »حمص«!! فهرولنا الى المكان ونحن لا نصدق اعيننا، فإذا هو مكتب سفريات والكلمات عبارة عن اسماء المدن السورية »حمص« و»حلب« وربما »اللاذقية«، و»درعا«، قرأها خيالنا الجائع.. طعاماً!.
    تفاعل احمد الربعي مع الحياة السياسية الكويتية نحو نصف قرن وتمسك مثل الكثيرين بأفكار وهجر افكارا، وربح في بعض الحسابات وخسر في بعضها الآخر ولكنه رغم كل التعقيدات، نجح في الانفلات فكريا من الامراض الثقافية والسياسية الوراثية والمزمنة للحرب الباردة العربية والدولية، وفي ان يرى بوضوح العالم الجديد وهو يتشكل بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي، وبعد حرب تحرير الكويت وبعد الحادي عشر من سبتمبر وسقوط دكتاتور بغداد دنيا جديدة غامضة معقدة، جريئة ديموقراطية شجاعة، بشعوب وعقول خلاقة تستفيد من هذا العالم الشجاع.
    كتب د. الربعي كثيرا على امتداد سنوات عمره، واستطاعت مقالاته القيمة في الصحافة الكويتية والصحف العربية، ان تبشر بهذا العالم الجديد، وتعالج مشاكله، وان تكون بالذات بلسما لكل من كانت تصدمه كل يوم الكوارث والمذابح الطائفية في العراق وكان بحق، حتى داخل العراق كما كان يقول الكثيرون، وبخاصة المتابعون لسنوات ما بعد سقوط نظام طاغية الرافدين وما بعد ذلك، انه قادر على تلخيص الداء ووصف الدواء.
    وكانت القضية الفلسطينية قضية اخرى من تلك التي شغلته طويلا، وكانت له في اوساط الفلسطينيين منذ سنوات بعيدة علاقات واسعة. وحاول ان ينصح الثوريين منهم بالذات من كان يعرف مواجعهم، وممن تحول منهم الى تيارات اخرى، بما يمكن تحقيقه وما يستحيل وحتى عندما عاد من بوسطن، وقد أثقل المرض قلمه وحاصر دنياه، حاول ان يعود الى الكتابة ويواصل الحديث في مختلف شؤون العالم العربي، ولكن الوقت كان قد تأخر.. وبدأت استعدادات الرحيل.
    مررت به مرة ثانية في بوسطن وكان يقول لزواره: لقد اجريت لي فحوصات واشعات جديدة، وبعد اسبوعين ستكون النتائج حاسمة، فإما يتأكد الشفاء بتوقف زحف المرض، وإما اعود مرة اخرى الى الداء والشقاء وللاسف والفجيعة، كانت الثانية.
    كان د. الربعي يعيش ويتنفس بالناس يحفظ اسماءهم وأنسابهم، ويتابع أخبارهم وسلالاتهم، ويستعرض أدق التفاصيل عن جميع من احتك بهم في حياته الاجتماعية او السياسية العريضة. واذا كان يقال ان »باريس« ان تعرضت للتدمير، فيمكن اعادة بنائها من التفاصيل الواردة في روايات »بلزاك«، فان معظم تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية للكويت كان من الممكن اعادة تجميعها وتركيبها من ذاكرة د. الربعي.
    سيشعر الوسط السياسي والاعلامي بفراغ كبير لغيابه، هذا الغياب الذي كنا نعلم جميعا سيقع قريبا، وقريبا جدا، امام زحف هذا الوحش القاتل، ولكن الجميع كان يتمنى الا يأتي ذلك اليوم.. وها هو قد اتى!!
    للفقيد الكبير الرحمة، ولأهله واصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان وستبقى ذكراه بلا شك دائما في ذاكرة الوطن.
                  

03-13-2008, 07:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    أحمد الربعي
    الدكتور حسن مدن - الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي - «09-مارس-2008»

    ذهب أحمد الربعي‮ ‬إلى الموت مبكراً،‮ ‬أبكر بكثير مما‮ ‬يجب‮. ‬ذهب وهو في‮ ‬ذروة عطائه وتألقه ونضجه السياسي‮ ‬والفكري،‮ ‬وفي‮ ‬وقتٍ‮ ‬تحتاج الساحة الكويتية والخليجية والعربية إلى صوته الشجاع المدوي،‮ ‬وموقفه المقدام وهو‮ ‬يصارع القوى والأفكار والاتجاهات المعيقة للتقدم والبناء الديمقراطي‮ ‬الحقيقي‮ ‬وصون التعددية السياسية والفكرية والاجتماعية،‮ ‬ونبذ فكرة إملاء رأيٍ‮ ‬واحدٍ‮ ‬ونمطٍ‮ ‬واحدٍ‮ ‬من المعيشة والتفكير والسلوك على مجتمعات قائمة على التنوع والتعدد،‮ ‬الذي‮ ‬هو من طبيعة الأمور ومنطقها‮. ‬ أفق الحياة في‮ ‬التمايز لا في‮ ‬التماثل‮. ‬وكان أحمد الربعي‮ ‬أقرب ما‮ ‬يكون إلى هذه الفكرة العميقة في‮ ‬مقارعاته الفكرية وسجاله السياسي‮ ‬مع الآراء المتزمتة التي‮ ‬لا‮ ‬يروق لها أن تكون هناك فكرة أخرى في‮ ‬الرؤوس‮ ‬غير الفكرة التي‮ ‬تطيب لها لأنها لم تألف أن تتعايش مع الرأي‮ ‬الآخر وتجادله بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن،‮ ‬لنترك،‮ ‬فيما بعد،‮ ‬للحياة أن تزكي‮ ‬الفكرة الصحيحة وتنبذ الخاطئة،‮ ‬على قاعدة أن البقاء للأصح والأصلح‮.‬ اجتاز أحمد الربعي‮ ‬معراجاً‮ ‬خصباً‮ ‬في‮ ‬حياته القصيرة،‮ ‬لكنها الحافلة،‮ ‬كأنه عاش أكثر من حياة،‮ ‬فهو إذ بدأ مساره مأخوذا بفكرة التغيير نحو الأحسن تنقل من الفكر القومي‮ ‬المتعصب إلى الفكر اليساري‮ ‬المتطرف ومنه إلى العقلانية السياسية التي‮ ‬لم تغير من جوهر انحيازاته لقيم التقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعبور بمجتمعات الخليج نحو آفاق الحداثة والاستجابة لتحديات العصر،‮ ‬وهي‮ ‬استجابة‮ ‬غير ممكنة إلا إذا زجينا بأنفسنا في‮ ‬أتون المستقبل،‮ ‬بدل النكوص إلى الوراء واجترار الخطاب البالي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يقدنا إلا إلى المزالق التي‮ ‬نحن فيها اليوم‮.‬ كان أحمد الربعي‮ ‬ابن زمنه وابن الظروف المتغيرة من حوله،‮ ‬وبرهافة المثقف والمفكر والمناضل القادر على التقاط المتغيرات من حوله،‮ ‬طوّر خطابه السياسي‮ ‬والفكري،‮ ‬رافضا أن‮ ‬يقيد نفسه في‮ ‬بوتقة مغلقة،‮ ‬غير منفتحة على ما‮ ‬يدور في‮ ‬الحياة من أفكار ومن تجددٍ‮ ‬في‮ ‬الأحوال‮.‬ وفي‮ ‬هذا المسار لم‮ ‬يهب الربعي‮ ‬من إمكانية الوقوع في‮ ‬الخطأ حيناً‮ ‬وفي‮ ‬سوء التقدير حيناً‮ ‬آخر،‮ ‬إنها سمة المفكر الجسور‮ ‬غير الهياب الذي‮ ‬يلج دروبا‮ ‬غير مطروقة،‮ ‬ولأنها كذلك فان إمكانية أن تضل فيها خطواتك ولو لحين قائمة،‮ ‬ولكن هذا ضروري‮ ‬لتطوير الفكر والممارسة التي‮ ‬لا تتراكم بالمنجزات وحدها وإنما بالأخطاء أيضا،‮ ‬أما المراوحة في‮ ‬المكان نفسه اطمئناناً‮ ‬إلى‮ ‬يقينٍ‮ ‬اعتدناه،‮ ‬بينما الحياة تتطور في‮ ‬اتجاه مختلف عنه فلا تقود إلا إلى مهالك الأمم والشعوب،‮ ‬ناهيك عن الأفراد‮.‬ بغياب أحمد الربعي‮ ‬نفتقد رمزاً‮ ‬من رموز هذه الجسارة والجرأة،‮ ‬التي‮ ‬علمنا انه لكي‮ ‬نفكك منظومة الاستبداد العربية التي‮ ‬أدت،‮ ‬بين ما أدت إليه،‮ ‬إلى أنه أن وجد وطنه الكويت ذات صبيحة محتلاً‮ ‬من نظام صدام حسين،‮ ‬لن‮ ‬يتم إلا بتفكيك وتبديد الأفكار والمفاهيم التي‮ ‬صنعت هذه المنظومة الاستبدادية بكافة تنويعاتها وتجلياتها‮.‬ هذا القول ضروري‮ ‬لكي‮ ‬نمسك بالفكرة المتقدة التي‮ ‬طبعت خطاب أحمد الربعي‮ ‬في‮ ‬سنواته الأخيرة بصفته ناشطا سياسيا ووزيرا للتربية ونائبا في‮ ‬البرلمان وبصفته كاتبا أيضاً‮.‬

    صحيفة الايام
    9 مارس 2008
                  

03-13-2008, 07:08 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    الكيك:
    شكرآ على التغطية الشاملة
    وياريتك لو نزلت هنا النعي الذي
    نشرته الميدان في عددها الأخير
    الصادر يوم الثلاثاء 11/3/2008

    ومن نعي الميدان عرفت
    ان المناضل الراحل لم يكن يناضل بالقلم فقط
    بل وكذلك بالبندقية حيث كان ضمن اليساريين العرب
    المشاركين في الثورة او المقاومة المنطلقة من
    جبال ظفار في سلطنة عمان ضد الإستعمار البريطاني
                  

03-13-2008, 07:24 AM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صاحب القلم الشريف ...وداعا احمد الربعى (Re: الكيك)

    رحم الله الدكتور احمد الربعي ، بحق فقد كبير وعظيم ليس لاسرته ووطنه الكويت فقط
    بل للسودان ايضا ، لانه كان من المفكرين والمهتمين بمشكلة السودان كثيرا
    إنا لله وإنا اليه راجعون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de