ضحية: مناحة أفريقية فى أرض غريبة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2008, 02:06 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضحية: مناحة أفريقية فى أرض غريبة


    ضحية: مناحة أفريقية فى أرض غريبة

    قراءة وعرض: عبدالله عثمان

    جامعة أوهايو



    Zakes Mda

    Cion

    زاكس مدا قاص وشاعر جنوب أفريقى له وجود مؤثر وفاعل فى الأوساط الأدبية هناك منذ فترة التمييز العنصرى وما تلاها. لعب مدا أدوارا بارزة بأدبه فى مناهضة سياسة التمييز، ثم كتب لاحقا عن فظائع تلك الفترة فى شكل "مناحات" مؤثرة، لئلا يعود الناس لمثل تلك الممارسات البغيضة. فاز مدا بعدة جوائز فى بلده الأم وقد فازت روايته التى نحن بصددها بعدة جوائز مؤخرا بأمريكا. يعمل مدا بتدريس الأدب الإنجليزى فى جامعة أوهايو حيث تدور معظم أحداث روايته.

    عنوان الرواية "سيون" أو "ضحية" حسب تعريف المثولوجيا التوارتية، وهى إشارة لإسم سيدنا "اسحق" عندهم، وسيدنا إسماعيل "الذبيح" عند المسلمين، فيه إشارة واضحة لملايين "الضحايا" الذين قضوا نحبهم يرسفون فى أغلال العبودية بأمريكا لقرون عدة، والذين لا يزال أحفادهم، بحسب الرواية، يضحى بهم فى "معابد" الرأسمالية الغربية.

    خلافا للمثولوجيا التوراتية التى تحث على الا "تنشد أناشيد الرب فى أرض غريبة" فإن بطل "سيون" يقوم برثاء أسلافه الذين قضوا نحبهم فى هذه البلاد رثاءا تتقطع له الأكباد فيعدد مآثرهم وكيف أنهم أبناء عظام لحضارات عظيمة ولكن هذه البلاد قد جارت عليهم وأذلتهم. فى نعيه لأجداده، نجده متقيدا بالنص التوارتى "ليلتصق لسانى بحنكى إن أنا نسيتك يا أورشليم" وأورشليم عنده هنا هى أفريقيا وإنسانها العظيم.

    تبدأ الرواية فى ليلة الهلاوين "عيد الموتى" فى الغرب الأمريكى الأوسط، وهى ليلة يتحلل الناس فيها من كثير من القيود فيعمدون التى تقمص أرواح الموتى والأرواح الشريرة. فى تلك الليلة يتقمص "عبيد" شخصية جد قضى نحبه سحلا فى قبو أحد البيوت عندما فر من الإسترقاق فى فيرجينيا قبل قرون من الآن. يشاع أن روح ذلك الجد تسكن قبو ذلك المنزل، الذى تسكنه طالبات جامعيات الآن، وأن كثيرا من الطالبات يؤكدن أنه لامسهن فى صدورهن وأن "له ملمس لطيف" أخذت الفتيات فى تصديق ذلك وأن ذلك يجلب لهن البركة الخ الخ ففى تلك الليلة نزلت "بيث تيدى" الى ذلك القبو فأوقعها حظها العاثر فى الشقى "عبيد". لاحظت "بيث" أن الملمس ليس لطيفا فشكت فى الأمر وحاولت تلمس "الروح" ففر "عبيد" ولكن بعد أن افتضح أمره فأقتيد الى مركز البوليس. محاولة "عبيد" هذه عبارة عن تنفيس لرغبات مكبوتة، تشبه لحد كبير رغبات "مصطفى سعيد" فى رواية موسم الهجرة الى الشمال للثأر لبنى جلدته بمضاجعة فتيات الإنجليز.

    قبل إقتياد "عبيد" الى مركز البوليس، التقى فى ليلته تلك "تولوكى" بطل الرواية، القادم من جنوب أفريقيا، ليبكى على أسلافه هنا فى أمريكا وتنشأ بينهما صداقة. بعد خروج "عبيد" من المعتقل تتوطد علاقته بـ "تلوكى" حتى تنتهى بسكنى "تولوكى" مستأجرا لقبو منزلهم فى قرية مجاورة.

    فى مجالسته للعائلة، أثناء وجبات الطعام، يكتشف "تولوكى" إرث تلك العائلة الأفريقية وكيف أنها إختلطت فى مشوار طويل الدماء فيها بدماء هندية وأيرلندية ولكنهم يكرهونها ويتمسكون بأصيل المحتد الأفريقى.

    الوالد "موهان" يعيش فى عالم من نسج أحلامه، فما أن يجن الليل حتى يتقمص روح جد أفريقى محارب عظيم او ملك ثم يدلف الى غرفة بنته الوحيدة ذات الأربعين ربيعا، ويحكى لها عن مآثر أجداده وعن أفريقيا وفى هذه الحالة ترتد الشابة "أوربها" الى طفلة فى السادسة أو السابعة من عمرها وتعمد الى تحويل تلك القصص الى رسومات طفولية تشيع فيها قدرا كبيرا من المرح أحيانا او قد تدفعها للبكاء أحيانا تحسرا على ماض زاه ضاع أو أضيع من بين أيديهم.

    الأم "روث" ورغم إيمان معظم المسترقين بأن الدين المسيحى قد استخدم كأداة لتطويعهم وتدجينهم ويصنفونه على أنه "بضاعة" الرجل الأبيض، الا أن "روث" تجد فيه عزاءا كبيرا ينسيها آلآمها وفقرها.

    يظل "تولوكى"، ورغم تعاطفه وايمانه بقضية أجداده، متمسكا برأيه بأن ما يفكر فيه هؤلاء الناس، الآن، هو صورة غير واقعية لواقع لم يكن كله زاهيا، وأن كثيرا من الوقائع التى يحكون عن أفريقيا انما هى مختلقة ولا وجود لها. يؤكد "تولوكى" من خلال السرد أن أفريقيا التى فى أذهان هؤلاء المسترقين وحفدتهم إنما هى صورة يظل يرسمها لهم الإضطهاد الذين يعانون فيحنون الى عالم "مثالى" لا وجود له ولكن "الواقع" الموجود على مرارته أجدر بأن يعاش ويتصالح معه.

    تنتهى الرواية بأن تنشأ علاقة بين "تولوكى" و"أوربها" وبين "عبيد" وبيث تيدى" الأمريكية البيضاء وكأن بالرواى يريد أن يقول لنا بأن الأعراق والجغرافيا لا وجود لها فى عالم اليوم وعلى الناس أن يأخذوا من ماضيهم ما يعينهم على معايشة الحاضر واستشراف المستقبل بروج جديدة.

    تختم الرواية أيضا فى ليلة الهلاوين "عيد الموتى" وذلك يطرح أسئلة عديدة عن الموت والحياة، الحب والكراهية، الظاهر الذى يعاش والباطن الذى يتقمص أو يتطلع اليه "تقمص أرواح الغير" الخ الخ الخ

    الرواية ممتعة وتستحق القراءة

    ==============

    تنويه:

    يجدر بى أن أنوه الى أن للأفارقة وجود كبير ومؤثر فى جامعة أوهايو وأن أقل نسبة تقريبا هى للطلاب السودانيين. بالجامعة مركز كبير للدراسات الأفريقية كما تقوم العديد من الكليات بتدريس مناشط مختلفة من أفريقا مثل التاريخ، الأدب الأفريقى، اللغات الأفريقية، الدين الأفريقى، الجغرافيا وخلافه

    بروفسير جرماى نقاش، شاب أريترى قضى شطرا من حياته بالسودان وهو محب للسودان والسودانيين، يقوم بتدريس الأدب الأفريقى ويود ألو يلتحق مزيد من الطلاب السودانيين بهذه الجامعة لإثراء روح "التنوّع" وهذه مناسبة لطرح هذا الرجاء

    يمكن الإطلاع على مناشط قسم الدراسات الإفريقية فى الرابط أدناه

    http://www.african.ohio.edu/


    From Sudanile.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de