وأخيراً يعود الدبلوماسي محسن مصطفى إلى أحضان أسرته بالخرطوم بعد شهر من اعتقاله بسجون الحركة

Quote: الوزير‮ ‬يكذب والوزارة تتجمل‮..!!‬ كتب الصادق الرزيقي عاد بالأمس من معتقله بمدينة جوبا الدبلوماسي المختطف (حسني مصطفى)، والحمد لله على عودته سالماً من هناك وسط فرحة والديه وإخوانه واخواته واهله واقاربه واصدقائه وجيرانه، وكان الناس مابين مصدق ومكذب، فمعتقلات الجنوب في ظل الحركة الشعبية (الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود).. ويا لبشاعة ما يُحكى عن هذه المعتقلات خاصة تلك التي تديرها استخبارات الجيش الشعبي. { لكن عودة الدبلوماسي الذي قضى زهاء الشهر في محبسه، تفتح أبواباً من الاستغراب والتعجب والدهشة، لحديث السيد دينق ألور وزير الخارجية وأحد قيادات الحركة الشعبية، وهو يتناول قضية الدبلوماسي حسني في تصريحات له نشرتها صحيفة أخبار اليوم بالأمس، اكد فيها أن الدبلوماسي حسني الذي يتبع لوزارة السيد الوزير، مقبوض عليه في جوبا ويواجه تهماً في قضايا جنائية وأنه سيقدَّم للمحاكمة هناك. واضاف الوزير انه من أسباب تواجده في جوبا ليومين كان لتلمس حقيقة ملابسات اختفاء احد منسوبه بالخارجية وكشفت لقاءاته بحكومة الجنوب (بول ميوم) الذي نقل الصورة المتكاملة عن ملابسات اعتقال حسني، ان تحقيقات تجرى معه من واقع التهم الجنائية المنسوبة اليه، ولم ينف ألور ان تكون واحدة من تلك التهم هي الاتجار بدولارات مزيَّفة وقال الوزير (لا أحب الدخول في تفاصيل تلك التهم إلى حين اكتمال التحقيقات مع حسني..). { واردف دينق ألور تصريحه لأخبار اليوم بتصريح آخر لـ»الانتباهة« ينشر في عدد (اليوم) اكد فيها ان حسني لن يعود قريباً في إشارة للتهم التي ذكرها لصحيفة اخبار اليوم، وقال ان الانتباهة تكتب دون تدقيق وان معلوماتها واخبارها عن الدبلوماسي حسني غير دقيقة وصحيحة. { وقبل ان تجف احبار تصريحات دينق ألور للصحف، فوجئ الجميع بوصول الدبلوماسي حسني مصطفى قادماً من جوبا بعد اطلاق سراحه واحتضنته اسرته بعد طول غياب... الدهشة عقدت الألسن.. ما حقيقة تصريحات دينق ألور..؟ لماذا تسرع وأعلن عن تهم غير موجودة أصلاً، ولم توجَّه للدبلوماسي حسني كما قال بعد عودته اية تهم جنائية او غير جنائية؟ هل كان الوزير وهو قيادي في الحركة آخر من يعلم..؟ هل خدعته الجهات المعنية ووزير داخلية حكومة الجنوب باعطائه معلومات غير دقيقة وغير صحيحة؟ ام انه تعمد تشويه صورة احد دبلوماسييه العاملين معه في الوزارة..؟ ولماذا لم يكلف الوزير نفسه ولو خمس دقائق في جوبا خلال زيارته لها ليزور الدبلوماسي المعتقل ويستمع له ويعرف حقيقة القصة الكاملة..؟ { هذه الاسئلة وغيرها تجعلنا في أفضل الاحوال نقول ان الوزير اعطى الرأي العام معلومات غير صحيحة، وألقى تهماً جزافاً على احد منسوبي وزارته دون ان يتثبت منها، وحكم عليه بعدم العودة قريباً، وذلك يلقي بحديثه في دائرة ضبابية مبهمة. { اما وزارة الخارجية فقد كانت تتهرب وتكتفي بالردود الدبلوماسية حمالة الأوجه ولم تكن في موقف مشرف ابداً من هذه القضية، فلربما كانت لها اتصالات اخرى محجوبة عن الأعين والآذان ومحاولات لمعالجة القضية لكن ذلك لن يعفيها من جريرة الصمت المؤذي . وعدم تمليك حتى وزيرها بالمعلومة الصحيحة. { ما يحز في النفس هذا التناقض، وما يحزن أن السيد دينق الور الذي بدلاً من الاهتمام بقضايا العلاقات الخارجية الشائكة والمساهمة الإيجابية لحل قضية ابيي، يطعن شاباً في بداية عمله الدبلوماسي في ظهره ويتهمه بأنه تاجر عملة.