مئوية الشهيد البطل........... ود حبوبة عيد قومى لكل السودانين

Quote: مقدمة : قبل شهور مضت وأنا في زيارة لمريضة (وهي علي أعتاب أمتحان الشهادة السودانية) بقصد تحضيرها لعملية أزالة لوز ، وبعد الكشف اللازم سألتها هل تعرف عبد الله خليل ،فأجابت أنها محطة في الشهداء!!!!! ، أحباط وألم وحرقة ، طالب علي أعتاب الجامعة ولا يعرف رموز الوطن والتي تركت أثرا واضحا ،لم أسألها عن بادي أبوشلوخ وعثمان دقنة والزاكي طمل وعبد الفضيل الماظ ، فهل كانت ستعرف ؟ وسألتها هل تعرف نانسي عجرم ,وأصالة وغيرها ؟ فشرحت بأسهاب وعلم ودراية .ماذا نسمي هذا سادتي ؟ من المسئول عن هذا ؟أين التربية الوطنية ؟ أين حب الوطن ؟ أنهم لا يفرقون بين المرحوم بروف . عبد الله الطيب والطيب عبد ألله الفنان ولا المرحوم الطيب عبد ألله زعيم الهلال ؟؟؟ وأنا في طريقي عبر منطقة الحلاوين، رأيت ما آلت أليه حال مستشفي الشهيد ودحبوبة ، أطلال ينعق فيها البوم ، وتحمل بوابتها أسم الشهيد ، ولكن !! جال بخاطري ما كتبه الأبن صديق البادي عن الشهيد، أتمني أن أنقله في أيجاز. (ومن المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا ألله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ) صدق ألله العظيم. عبد القادر ود حبوبة وشهداء كثر وأبطال ضحوا من أجل الوطن لم يكن حظهم في تاريخ السودان مثل غيرهم ، أقيمت لهم السرادق وأطلقت أسمائهم علي عشرات الموءسسات والشوارع ، وذكر عن ودحبوبة القليل فقط في حصص التاريخ ويمرون علي ثورته مرور الكرام ، وتوجد لافته صغيرة في أحد شوارع الخرطوم غرب تشير ألي أسمه!!! في أغسطس 1880 بدأت شرارة الثورة المهدية ،وأنتصرت في قديروشيكان والأبيض ، وفي26/1/1885دخل المهدي وأنصاره الخرطوم وسقطت دولة المستعمر. وجاء حكم الخليفة عبد الله، ولكن دان الأمر للحكم الثنا ئي في عام1889 . البطل الشهيد هو ،عبد القادر محمد أمام أدريس ، ولد في حوالي 1846 في قرية قوز عبد السلام ،بالقرب من المحيريبا ،ووالده كان ناظر عموم الحلاوين ، وترعرع في بيت ملك وتقوي ودين وصلاح ،أضافة ألي أن الحكم عندهم كان ميراث ، وأشتهرت أسرته بالفراسة والصلاح والدين والتقوي والزهد والورع، وشب قويا عزيز النفس ، لا يرضي الضيم والحقارة والأستكانة ، درس وحفظ القرآن بقرية شرفت الحلاوين ، وأنتقل ألي الشرفة شرق رفاعة ،وكان يقرض شعر المديح ويؤديه مع رفاقه ،وله 25أخا و20شقيقة ، ومن ضمنهم رقية والتي نظمت مرثيته ( الواعي ما بوصو من أمس الضحي توري أبزنود ساقو يامقنع ولياتو) ألتقي عبد القادر ودحبوبة مع المهدي عندما جاء لبناء قبة الشيخ القرشي ود الزين ،وأستجاب لدعوة المهدية ،وأشترك مع أستاذه الشريف أحمد ود طه في مايو1882 في معركة ضد المستعمر، ولكنهم هزموا ورجع ألي ديار الحلاوين بأمر من الشريف أحمد ود طه ، وأشترك في واقعة فداسي بالقرب من مدني ، وفي عام 1884 أنخرط في سرايا الأمير محمدالأمين البصير ، وبعد وفاة المهدي أشترك في كثير من السرايا والحملات التي أكسبته خبرة وصقلته وتشرب بالوطن وحبه وكرهه للمستعمر ، وأشترك في كل غزوات النجومي مثل موقعة أرمنة والتوفيقية وخور موسي وأرقين وغيرها ، ولكن في معركة توشكي في أغسطس1889 وبعد الهزيمة ، أسر عبد القادر وأرسل ألي مصر ، علما بأن والدته التاية بت عبد السلام قد قتلت في هذه المعركة ،وفي السجن عرفه سلاطين باشا وأطلق سراحه هو وأخوه عبد الباقي ومضوي ، وعاد للسودان وأشترك في معركة النخيلةعام1898 . عبد القادر ود حبوبة كان يحمل بين جنبيه ثورة ويقظة شعب ضد الأنجليز وهم يحتلون الأرض والوطن ، وظل علي هذا المبدأ لم تخر قواه ولم تلن عزيمته ،وألتف حوله جماعة تنهج منهجه وتؤمن بالعداء للأنجليز المستعمرين وما أباحوه من فسق وفجور ورذيلة ،بعد ذهاب دولة الحكم الوطني ، الدولة المهدية . تجمع حوله الناس في منطقة التقر ، وهي قرية تقع بين المحيريبا وودشنينة ،يتلون الكتاب ويتدارسون في الدين ويقرأون راتب الأمام المهدي ومنشوراته ، وفوق ذلك يحثهم علي العصيان ويعلمهم مبادئ الوطنية والتضحية والجهاد و الثورة والتمرد علي المستعمر ، مع أظهار مساوئه ،كان من تحلق معه يضمون كثير من القبائل السودانية، الحضور ، الشايقية، الكواهلة ، الفتاياب، زغاوة وبرقو ، وغيرهم كثر .. التاريخ يقول أن أختيار البطل الثائر عبد القادر ود حبوبةلأبريل1908 توقيتا لثورته ، هو الخطأ القاتل ، لأن الحكم الثنائي قد ثبت أقدامه،وما كان يصل من تقارير عن تمرد ود حبوبة ، كان ينظر لها المستعمر أنها رفض للضرائب ، ولم يعتقدوا أنها تحضير لثورة مسلحة ضدهم ،وأتسعت شعبيته وكثر مؤيديه ،وجهر هو بأن الأمة يجب أن تحكم حكم أسلامي مع طرد المستعمر ، وعارض أستغلال الرق ، وأستقطاع الأراضي وتمليكها ، وعندها شعرت الحكومة بأن ودحبوبة أصبح يشكل خطرا عليهم ، لأن أخبار معارضته أنتشرت في كل المنطقة . جاء المفتش الأنجليزي مونكريف ومساعده مامور مصري يدعي محمد شريف ، وحاول أهل كتفية أن يثنوهم عن فكرتهم للذهاب لود حبوبة بالتقر ، ولكنهم أصروا، وفي29/أبريل1908 وصلوا التقر وفي حوش ودحبوبة ذبح هو المفتش وذبح أخوه مضوي المامور ، وهرب الجند ألي المسلمية، ودقت طبول الحرب ، وجاء الجيش ليرتاح في كتفية ، ولكن عقلية عبد القادر باغتتهم ليلا وهم نيام وذبحو من ذبحو ، ولكن أحد رجاله تحمس وكبر ( ألله أكبر) وعندها هب الجيش وأخذ يضرب في الظلام ، و هزم ود حبوبة وقتل الكثير من أنصاره ، ومن ضمنهم الشهداء الأبطال أحمد عبد الله قنات ، وحسن محمد أمام ،وعيسي محمد أمام ،احمد محمد المنصور ، علي محمد البشير ، وآخرون ،، وهاجر ود حبوبة ألي منطقة قرب المعيلق لا يحمل غير سيفه ونام من التعب تحت شجرة وجاء راعي وعرفه وجرده من سلاحه ومع ذلك تمكن ودحبوبة من قتله ، ولكن الكترة غلبت الشجاعة وألتف حوله أهل المعيلق وسلموه ألي مركز الكاملين ، وهو مكبل في السلاسل كانت رهبته قد أخافت المستعمر الأنجليزي ، وأمعانا في سياسة الكبت والعنف والزجر ، وهو في القيد طافوا به علي عموم قري الحلاوين ، ومع ذلك ظل البطل الشهيد صامدا لم يتزحزح عن مباديء آمن بها وتغذي عليها ووطنية رضع من ثديها وجلد ونكران ذات ، فكان فخرا ومصدر أعزاز لكل السودان وليس لمنطقة الحلاوين وحدها. في منتصف مايو1908 شكلت محكمة عسكرية بالكاملين ترأسها سير بونهام كارتر ومثل الأدعاء مكاون بك ، وحكم علي ودحبوبة بالأعدام شنقا حتي الموت ،ونفذ الحكم عليه مخالفا للأعراف علنا في سوق الحلاوين للتشهير والعظة لمن يقف ضد المستعمر ,وأعدم معه أنصاره ، وآخرون حكم عليهم بالسجن ، وتمت مصادرة جميع ممتلكات وأموال من سمي لاحقا بالعصاة (كل من أشترك مع البطل الشهيد). شقيقه عبد الباقي بعد الكتلة سافر متخفيا ألي بابنوسة وفتح خلوة لتدريس علوم القرآن ، ولكن الحكومة علمت به وأعتقلته ونفذت فيه حكم الأعدام، أمعانا في تصفية كل جيوب النضال في منطقة الحلاويين . حكم بالسجن علي : علي أحمد فضل السيد ،يوسف عبدالله قنات ، محمدين محمد حاج الشيخ ،جبارة أبراهيم مساعد وآخرين ،وآخرين ماتو في السجن قبل المحاكمة أحمد محمد نور ،والحاج عبد السلام وغيرهم ، وفي لحظة الشنق أنشدت شقيقته رقية :: بتريد اللطام أسد الخشاش الذم هزيت البلد من اليمن للشام سيفك للفقر(بكسرالألف) قلام ديما في التقر أنصاره منذرين بالصفاء واليقين حقيقة أنصار دين العمد الكبار الليهم نقر سنو الهوج والشرق طار النوم منو الكفرة النجوس ما بخشو من اللوم كتلت الرجال خليت جمالوم تحوم عبد القادر قام رتب الأنصار في كتفية ديك كم شبعت للصقار الأعلان صدروأتلمت المخلوق وبعيني بشوف أبرسوة طالع فوق كان جات بالمراد واليمين مطلوق ما كان ينشنق ود ابكريق في السوق ومناحة أخري :::: :الواعي ما بوصو من أمس الضحي توري ابزنود ساقو يامقنع ولياتو الواعي ما بوصو ه الفتح الدرب خل العريب يمشوه من الذرية ترك عبد القادر ودحبوبة ، الزين و الصديق من زوجته المحسية ، ومن الدنقلاوية محمد ، والصديق له أبن يعيش الآن بمصر يسمي سيد المصري ، ويزور أهله بالحلاوين من وقت لآخر. ، خاتمة:: طغي سيف ود حبوبة علي فكره ، فهو مؤلف وناشد للمديح ، ومن يقرأ المدايح يعرف أن عبد القادر غني بالثقافة الأسلامية والنزعة الصوفية وحب المصطفي ، سلك هو طريق التضحية والنضال في 1908 ، وبعده جاءت ثورة1924 ومن ثم مؤتمر الخريجين ، وكلها حلقات من أجل الحرية والوطن وكرامته ، واليوم السودان يعيش في أضعف حالاته ، بل ربما غدا نراه أكثر من دولة بفضل الفرقة والشتات ، فهل من يمسك الدفة لتصل السفينة لبر الأمان؟؟ وثانيا : متي يدرك قادتنا أن التربية الوطنية ليست معسكرات للتدريب العسكري وصفه وأنتباه وفك وتركيب البندقية، وليست أناشيد وهرج ومرج خلف مقطوعات موسيقية تختار بعناية، وليست كشات وتجييش للشباب وزجهم في أتون معارك الخاسر فيها الوطن أولا وأخيرا، والوطنية ليست دفع أموال للأعفاء والتأجيل والتصديق بالسفر للخارج ، بل الوطنية هي الغوص في تاريخ الوطن ومعرفة الرموز الوطنية ومدي نضالها وكفاحها من أجل أستقلال السودان وطرد المستعمر ، والوطنية هي التجرد ونكران الذات والتضحية بالمهج والأرواح ، والوطنية هي أداء الواجب مهما صعب وفي كل الظروف ، بل يجب تخصيص حصص صباحية علي مدار العام الدراسي للتربية الوطنية والألمام بالوطن وتاريخه وحدوده وجغرافيته وتنوعه الثقافي والعرقي ولهجاته وعاداته وتقاليده ، فالأوطان تبني بسواعد بنوها ، عبر تربية وطنية حقة ، وليس عبر قانون يجيزه أعضاء معينون. وعندها وعندما يتساوي الجميع في الوطنية ، مابين الوزير والغفير ، الجاهل الأمي والجامعي، فسيقول الجميع وطني السودان ، وسيدافعون عنه بالمهج والأرواح ، هل من مجيب ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ملحوظة : أستشهد عبد القادر ودحبوبة من أجل السودان الوطن الأمة الشعب ، وأنا عبر هذه الصحيفة أدعو السيد الفريق عبد الرحمن سر الختم والي الجزيرة ، لزيارة مسقط رأس الشهيد ومنطقته والتي تشمل حوالي أكثر من 80 قرية ، وليمر أمام بوابة مستشفي ودحبوبة والتي ليست في مستوي عظمة البطل الشهيد ، بل تلك المستشفي وبحالها الراهن، تعتبر وصمة عار في جبين الأمة السودانية جمعاء ، وبالأخص ولاية الجزيرة ، وعليه أن يسلك تلك الطرق الغير معبدة، حتي يقف بأم عينيه أمام قبر الشهيد ليري كيف تعامل الأمة شهدائها ؟؟ وعلينا أن نقف أجلالا وتقديرا للمرحوم الفريق أبراهيم عبود والذي كرم البطل الشهيد في قبره وذلك بأقامة سياج حوله ، ولكن اليوم حتي ذلك السياج أضحي أسمالا بالية عندها أن لم تتحرك كوامن وحواس والي الجزيرة ومسئوليته ، و أن لم يذرف دمعة أمام ذلك القبر ، فسنرفع أكف الضراعة ألي الواحد الأحد ..، وفي تلك اللحظات فأن أبواب السماء مفتوحة وليس بين دعوة المظلوم وخالقه حجاب، لن نقول أن منطقتنا صارت قفرا يباب وتم تهميشها ، وأفتقدت ألي أبسط الخدمات ، ولن نقول غير الحق أمام السلطان ، والحق سيعود وأن سجنوه وراء سدود، وما ضاع حق وراءه طالب ، فأبناء منطقة الحلاوين هم وقود الوطنية منذ مئات السنون، ولا يمكن لكائن من كان أن يشكك في وطنيتهم وتجردهم ، فهم يحملون الكلمة من أجل الدفاع عن منطقتهم هادفين ألي تنميتها وأنسانها، فهلا تكرمتم سيدي الوالي الفريق عبد الرحمن سر الختم؟ اخ مامون هذه مشاركة نقلنا معظمها من ما خطه أبننا صديق البادي، ومع ذلك فأن مسئولية أبناء منطقة الحلاوين لجد عظيمة ، عظمة البطل الشهيد عبد القادر ود حبوبة ، وأنت قد فتحت هذه الذكري ومناسبة المئوية ، والزمن يمر سريعا دون أن نحس به ، وأن أنتظرنا من يتقلد المسئولية ويجلس علي الكرسي الوثير ، نقول لاتحلموا بعالم جديد ، ،المسئولية أولا وأخيرا هي مسئولية أبناء المنطقة كلهم جميعا، اليوم قبل الغد لابد من الجلوس والتفاكر من أجل التخطيط السليم والدقيق وفق رؤيا علمية تليق وعظمة تكريم الشهيد ود حبوبة في مئويته . ومع ذلك علينا أن نطرق باب الدولة من أجل أن تعلنها 2008 عام الشهيد عبد القادر محمد أمام ود حبوبة ، ثم دور بنات و أبناء المنطقة في وضع التصور من الألف لي الياء مع أشراك كل من يود المساهمة ، فكرا وجهدا ونثرا وشعرا وتنظيما ومالا ، فأن كان هو وصحبه الأبرار قد ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن وعزته وأستقلاله وكرامة مواطنيه ، أفيصعب علينا نحن أبناء المنطقة أن نخرج مئوية تليق بعظمته؟؟؟ يديكم دوام الصحة والعافية