|
|
 محمد حمزة يكتب: مشروع رد الجميل ( جحر في راكد قيم المجتمع الجميلة)
|
مشروع رد الجميل
حجرٌ فى راكدٍ قيمٍ المجتمع الجميلة
أن مشروع إحياء التراث الوطنى والإنسانى الجميل , عبر المساهمات الباهرة والسامية للشاعر محجوب شريف , تستمد أهميتها من مسعاها لإحياء تراث التكافل والتراحم المجتمعى , ومد الذراع الحنون لقطاع كبير من أبناء الوطن يرزحون تحت براثن الفاقه والعوز ,وحينما تتحول قيم المحبة والعطف إلى كائنات تسعى بين الناس بالخير ، تتخذ الحياة لون وطعم ورائحة مغايرة للبؤس والشقاء وهذه القيم تعرضت للتدمير بفعل آليات الطفيلية وسيادة روح الفردانية والانانية التى قتلت القيم النبيلة .
إن رحلة الحياة الجميلة التى أرادها مجحوب شريف فى مواجهه رحلة الموت التى تطال الموروث القيمى للوطن , تجلت منذ وقت باكر فى إنتاجه الأدبى وإنحيازه لقضايا الوطن والفقراء من أبناء شعبنا , والتى تجلت فى نماذج من قصائده التى تبشر بلحياة والوطن السعيد :
وطن بالفيهو نتساوى
نحلم نقرا نداوا
مساكن كهربا وموية
تحتنا الظلمة تتهاوى
وتطاع شمس مبهوره
بخط الشعب ممهوره
تخلى الدنيا مبهوره
ارادة وحدة شعبية
وحينما نغوص عميقاً فى الشعارات التى صاحبت مشروع نفاج , نندهش من تلك المقاطع الموحيه والمندمجه فى المعنى المقصود , إبتداً من النفاج وهو رمز عميق لتك الإلفه والموده التى سادت البيوت بقاطنيها لتنشر السكينه ويتجلى فيها الأحساس بالأمان والإندماج وإذابه الفوارق , حيث تغدو البيوت حضن يقود إلى حضن آخر لتوفير الدفْ والحنان واللقمه للمحتاج بدون الإحساس بالخجل أو الخوف أو الهزيمه , فتجلى ذلك فى موروث ضخم من العلاقات الباهرة , التربيه المشترك لولد الحله وبتها, التوقير للحبوبة والشيخ الكبير و المودة التى تطال الجميع وملمح آخر يقودنا إلى فضاءات رحبه وهو شعار الهكر ذلك الإصطلاح للمهمل والمركون المادى , السراير والكراسى والدواليب وغيرها من المهملات التى تطالها يد الزمن , ولكن الخطاب هنا لا يقتصر على المركون والمهمل المادىفقط , وإنما يمتد إلى الضمائر والقلوب لمخاطبة المركون والمهمل من الخير فى قلوب الناس , الذى يجب نفض الغبار عنه وتهيئه النفوس للمحافظة على تلك القيم البديعه وذلك الطعم الذى كان يمتاز به الوطن إلى وقت قريب ما قبل الغيبوبة ,تدافع الناس جماعات وفرادا إلى ذلك المشروع الجميل وكان التآلف مع الفكرة والإندماج فى تلك الأجواء الحميمه ومحجوب يجمل النهارات والأمسيات بتلك الإبتسامه الرائعه وذلك التصميم الفريدوالإيمان القوى بإنتصار الخير على الشر فى ذلك الصراع الأزلى , وشمخت المشروعات التى تستمد وجودها من وجود الخير فى قلوب الناس وساسق ذلك البص الكهل فى مشاويره بين المدينه وضواحيها محققاً للشعار( صلة رحم بين المدينة وأطرافها) قولاً وفعلا , ذلك الأمل الجميل بأن تمتد شرايين المدينه لتلتصق بهموم الأطراف والعمل على التواصل بين قطاعات المجتمع القادرة والمحتاجة و ثمن المشوار حكاية تقرب الأطفال من الموروث الجميل للوطن,
على غير كلل إمتدت رحلة محجوب شريف لتجوب فى أعماق الناس, كروح ملهمة تحلق وتصحى الضمائر المتكاسلة وتجمل الحياة فى عيون الناس , لتخرجهم من قمقم العزلة إلى براحات المشاركة فى هموم الناس.
تلك الطاقة الروحية التى توفرت لمحجوب شريف وجعلت منه مشروع عون إنسانى يسير على قدمين دون منٍ أو أذى , وصاغ مجموعة القيم التى تروج للفكرة بشكل عميق وتغلغل عميقاً فى أحزان الناس لتغدو بين يديه أشواق وآمال تتسامى على مشروع الحزن الذى يخيم على أفق الوطن , فحين معالجة قضايا بائعات الشاىو والنساء اللواتى يسهرن الليل على مكنة الخياطةأو على صاج الطعمية , فهو فى هذا المشروع المفتوح على العمل الشريف المنتج دون تأفف أو خجل مما يعلى من قيمه العمل الشريف,
( الايدى لوتعمل جرح الزمن يبرا
اتباصرت مكنةماكوكا يتقدل بين خيتا والابرة
زى ما القلب ساساق الخطوة ساساقا
عيونا منتبهة تبارى زقزاقا
لاشك ولاشبهة والسترة اشواقا)
ذلك الربط العميق بين العمل والسترة , والإنتباه إلى مزالق الشبهة والوقوع فى لجج التهتك, تلك غشارات تقترب من معالجة الواقع والنظرة الباردة , التى تحيط بآلاف النساء فى الغدو والرواح من وإلى العمل , وتلك إشارات بارعه لدفع المجتمع إلى تجاوز الجاهلية والنظرة إلى عمل المرأة تلك النظرة التى تقدر جهودها وتثمن بذلها من أجل أولادها على قدم المساواة مع رفيقها الرجل , ولكن حتى الجهد الذى يظهر فى سياق الحياة العادية , الذهاب والعودة من العمل , هو يعتبر جميل يجب رده بالكلمه الطيبة الحنونه وتثمين المجهود , التعلم ,المثابرة,لندفعها لمزيد من النجاح فى الحياة وتطوير المساهمه الإيجابيه فى المجتمع .
وإتعلمت شرطاً كلا بلى إلا
وإتعلمت تعزف فى الأجهزة الأخرى
تتفهم الموقف تستدرك العلة
ولم تعد اُما مسكينة بتشفق
تفتق وترتق
قصاصة فى إيدا كالوردة بتبتق )
حين الإعياء والمرض تقاطر الناس إلى محجوب شريف وحملوه على الأعين والقلوب مستشفياً , وعلى تلك التجمعات والإحتفالات الكبيرة , نبعت الأفكار الكبيرة , لم يوافق على أن يوطّن فى بلاد بعيدة تموت من البرد والقسوة وآثر الرجوع إلى ذلك الحضن الجميل حضن الوطن , حيث يتجول حافى حالق , بكل الطرق التى تقوده مباشرة إلى قلوب الناس ,وكأنى به يردد وطنى ولا ملى بطنى , وكان مشروع رد الجميل الذى حوى الفكرة (أن الخير فى قلوب الناس ) , وأن للوطن دين فى الرقاب , تمثل ذلك فى الشعار الذى إختاره محجوب لتلك المبادرة الرائعة :
رد الجميل أجمل جميل فى الدنيا دى
طرباً ترى الاحساس يميل ذاهى وندى
اسقيهو بالشكر الجزيل,ارويهو لاتترددى
ياايدى لو قصرتى يوم فى حقو ماكى اذن يدى
عرفت فضل الغيم عليك من قبل مما تستسقى او تستنجدى
ويمثل ذلك الشعار أقصى أمانى الإنسان فى رد الجميل بالعمل الجميل وحق على الإنسان إظهار الإمتنان والتقدير ,وقيمه الشعار بهذا الوضوح أنه يجعل عملية رد الجميل فى سياق الحياه العاديه كفعل طبيعى , مما يجعل التكافل ليس قيمه عابره وإنما ينغرس عميقاً فى الحياة ويتغلغل فى الفعل الإنسانى , وحين نتأمل روح الشعار نجدها تشع بأجواءالإمتنان لتستحيل الحياة تناغم بين هبات الطبيعه الخلاقة والفعل الإنسانى فى إتحاد تجاه إعلاء قيمة المودة .
والحقيقة أن مشروع رد الجميل إستقطب مجموعة من الأفكار الخلاقة التى نبتت داخل هذة البيئة الجميلة التى خلقها محجوب شريف, حيث نجد أن المشروع ينبنى على المبادرات الخلاقة مثل , مشروع صحبة راكب وهو مشروع فى جوهرة يهدف إلى تيسير إنخراط المجموع المغترب والمهاجر فى المبادرات الوطنية الهادفة إلى مساعده الجموع المحتاجة بما فاض عن الحاجة وتتمثل الفكرة فى ذلك اللورى الجميل الذى يتبع للمشروع والذى يكون فى إنتظار القادمين فى المطار لتيسير عمليه تسليم المساهمات العينية و التى تتمثل فى ما يحمله المسافر ,تحلق الفكرة عالياً وتندغم فى وجدان الإنسان وخاصة المهاجر أو المغترب لتساهم فى تقريب المسافات , ليتنقل الوجدان الصافى المشترك بين المنافى كندا, أمريكا, أستراليا , الخليج وغيرها من بلاد الدنيا الواسعة, إنها مبادرة لوصل ما إنقطع .
فلنتعلم من التجربة أن الوطن يغدو جميلاً بالفعل الجميل وحينما يكون إسعاد الإنسان هو غاية تورق القيم الجميل على دروب الوطن .
برقيات *
*إلى سعديه وأنت بذات البهجه والحبور تنثرين الحب والأصالة والجيرة الجميلة , لبنه فى مشروع إعاده المهمل والمركون فى قلوب الناس و مثالاً للأم الرحيمه والجارة الحميمه , أدام الله ذلك النفاج رمزاً للتواصل والمودة والرفقة اللطيفة .
*الى محجوب والأسره(أميرة ,مريم ,مى ) ,على تلك الذرى العاليه من التماسك واليقين , ومداميك الموده والوضوح,بمسطرين أبناء الوطن , لنعلى البنيان ونخلق عالماً أجمل مما هو الآن , فالتنعموا بصفاء القلوب ومحبه العالمين , صحه وعافيه .
*الى الجموع , صفاً صف من أجل مجتمع متماسك , متكافل , ضد الضيم والظلم وكسر الخاطر.
ألم نكتشف بعد أن هناك الكثير الذى يمكن فعله ليجمل الحياه ويخفف من ليالى الحزن ونهارات الأسى الطول .
محمد حمزة
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست