|
طلاب في العراء ..............( ليه .؟؟؟)
|
** غير انها رحلة عمل ، هى كانت أيضا محاولة للهروب من جحيم مركزية الأحداث والتحديق الممل في شخوصها.. قصدت شرق البلد الحبيب حالما باثنتين وسبعين ساعة من الهدوء وغيره من مفقودات العاصمة .. ولكن زحاما غير مألوف على بعد عشرة كيلو من بورتسودان أجبرنا على التوقف ، حيث لم يكن طبيعيا مشهد البص السياحي الذي يلتف من حوله المارة والسيارة .. ربما يكون حادث حركة تسبب فيه سائق طائش ، هكذا حدثتنا أنفسنا .. ولكن ما بال الهدوء المريب الذي يغطي المكان .؟.. فأمكنة الحوادث لا تكون هادئة .. اذن نتوقف لنرى مايحدث .. فتوقفنا .. واذ بنا نتفاجأ باعتصام طلابي في « نص الظلط » ، ومن حوله الناس والبوليس وبعض ذوى اللبس المسمى - شعبيا - بال « بدلة سفاري » .. !! ** هكذا كانت بداية رحلة البحث عن الهدوء عند مدخل المدينة .. اعتصام طلابي في « نص الظلط » .. ليسوا بطلاب أساس ولا ثانوي ولا طلاب جامعة البحر الأحمر .. بل هم طلاب جنوب طوكر بجامعات العاصمة .. قصتهم معروفة .. نعيدها باختصار ..عددهم ثلاثمائة ونيفا ، يتخذون بعض بيوت الخرطوم مساكن، ظلت حكومة ولاية البحر الأحمر تدفع ايجاراتها منذ كذا سنة .. ولكن حكومة الولاية قررت التوقف عن دفع تلك الايجارات منذ نهاية العام الماضي .. وهذا أغضب الطلاب ، ولذا جاءوا من الخرطوم للاعتصام في بورتسودان .. ولحسن حظهم - وسوء حظى - أصبح يوم اعتصامهم يوم رحلتنا للبحث عن الهدوء في عاصمة ولايتهم .. ألم يقل أحدهم ذات يوم بأن شقي الحال يجد العظم حتى في «صحن الكبدة » ..!! ** المهم .. قيادات سياسية وادارات أهلية ثم الشرطة - وذوي البدل السفاري - حالت دون وصول بص الطلاب الي عاصمة الولاية .. فتم احتجازهم عند مدخل المدينة ثم مفاوضتهم .. وبعد ساعة ونصف من الحوار توصل الطرفان - بدون ايقاد وشركائها - الى اتفاق سلام أدى الي فض الاعتصام ثم توجه الطلاب الى منازلهم .. فيما بعد علمنا بأن بعض الأخيار ساهموا بجزء مقدر من قيمة ايجار مساكن هؤلاء الطلاب ، وكذلك علمنا بأن حكومة البحر الأحمر التى توقفت عن دفع القيمة كانت قد اقترحت دفع اربعين جنيها لكل طالب شهريا ، ولكن الطلاب رفضوا ذاك المقترح سابقا ، ولا اظن بأنهم سيرفضون لاحقا .. لسبب بسيط .. قيمة ايجار المساكن تبلغ شهريا ستة آلاف جنيه ، ولكن فى حال تسليم كل طالب اربعين جنيها شهريا تساوى جملة المبلغ 12 ألف جنيه .. أى حكومة الولاية ترفض دفع « 6000 جنيه » شهريا لأصحاب المساكن، ولاتمانع دفع « 12000 جنيه » شهريا للطلاب .. وكذلك الطلاب يرفضون استلام « 12000 جنيه » شهريا ، ولكنهم يعتصمون في سبيل ال « 6000 جنيه » شهريا .. وعفوا عزيزي القارئ ، نحن أيضا - مثلك - فقدنا بعض العقل أمام هذ اللغز.. الحكومة ترفض القليل وتقترح الكثير والطلاب يرفضون الكثير ويعتصمون للقليل ..!! ** وبعيدا عن تلك الطلاسم .. ثمة أسئلة تفرض نفسها .. أين الصندوق القومى لدعم الطلاب من قضية طلاب جنوب طوكر ..؟.. كيف ولماذا تعجز المدن الجامعية عن استيعابهم ..؟..ولماذا نصح الاتحاد العام للطلاب السودانيين طلاب جنوب طوكر بالتوجه الى ولايتهم لحل مشكلتهم ..؟ منذ متى أصبحت قضايا طلاب الجامعات قضايا ولائية ..؟.. لماذا يتهرب الاتحاد العام من مسؤوليته المركزية في قضية مركزية ..؟.. هل غيرت الدولة قوانين التعليم العالي - سرا - في قضية طلاب جنوب طوكر فقط ..؟..ما نعرفه - قبل وبعد نيفاشا - أن السلطة الولائية ، في أية ولاية ، لاتتجاوز - في قضايا التعليم - مرحلتي الأساس والثانوي ، فكيف أصبحت - بقدرة قادر - قضية طلاب الجامعات بجنوب طوكر قضية ولائية يا وزير التعليم العالي ويا « د . النقرابي » ..؟... من الذي يتسبب في هذه « الفوضى » ..؟.. وما الجهة التى تتخلى عن مسؤولياتها تجاه طلاب جنوب طوكر وكل طلاب البحر الأحمر ..؟... غدا - باذن الله - نواصل .. لا في طرح الاسئلة فقط ، ولكن في كشف اجاباتها أيضا ..!! http://www.toyou.sd/
|
|
|
|
|
|