ماالذي يحدث في المحاكم السودانية؟قاضي محكمةالنيلين يشطب تهماليعيدتوجيههامن جديد،ماذنب المعتقلين

Quote: قضية طالب النيلين.. بداية جديدة العدد 136 - الأحد 24 فبراير 2008 الخرطوم: حمزة بلول من الصفر تقريبا بدأت محاكمة الطلاب المتهمين بقتل طالب جامعة النيلين عبدالمعز، وذلك اثر مستجدات شهدتها القضية الشهر قبل الماضي والتي أفضت الى نقل القاضي المباشر للقضية(معتصم)، وتعيين قاضٍ آخر والذي طلب مهلة في البداية لدراسة القضية بروية ثم حدد الاربعاء الماضي موعدا للنطق بالحكم, ولكن الجديد في الامر أن المحكمة أرجأت اصدار القرار الى حين اعادة توجيه التهم.. ومما يجدر ذكره أن هذه القضية بدأت في فبراير من العام الماضي وبالتحديد في الثامن منه شهدت جامعة النيلين أحداث عنف طلابية على خليفة صراع سياسي كانت اضلاعه الرئسية هي الفصائل الطلابية لكل من (حزب المؤتمر الوطني, حزب المؤتمر السوداني, الحركة الشعبية)، ونتاج لذلك العنف فقد الطالب عبدالمعز حسن أحمد حياته وبعد ثلاثة أيام بدأت الشرطة في القبض علي منسوبي حزبي المؤتمر السوداني والحركة الشعبية باعتبارهم مشتبه فيهم, وبنهاية أبريل بدأت المحاكمة التي وجه الاتهام فيها لـ20 طالباثم تبعه اطلاق صراح عشرة من المحتجزين فيما تواصلت محاكمة العشرة الاخرين بتهم مختلفة، وحسب صحيفة الخرطوم الصادرة الخميس الماضي (ذكرت المحكمة أن التهم التي تم توجيهها للمتهمين لم تراع ما جاء من موجهات التهمة التي نصت عليها المادة (145) من قانون الاجراءات الجنائية والتي حددت كيفية صياغة التهمة، وأوضحت المحكمة انها لاحظت عدم ذكر أسماء المتهمين وانه قد رُمز لهم بحرف مع الترقيم من « 1» الى «10» بعدد المتهمين، وقالت المحكمة ان صيغة التهمة السابقة جاء فيها توجيه اتهام الى ابوبكر يوسف بتحريض المتهمين بقتل المعز حسن أحمد وانه لم يوجد في يومية التحري والمحضر ما يوضح الاتهام تحت المواد 21 /24/25/130 وذكرت المحكمة أن القاضي السابق أشار الى انه بعد مراجعة صياغة التهمة وجد ان العبارات توضح بأن المتهمين ارتكبوا جريمة القتل شبه العمد، وقال في توجيه الاتهام للمتهمين انكم سببتم وفاة المرحوم المعز بطعنة وضربة وكنتم تعلمون ان نتيجة فعلكم الموت راجحة أو محتملة، وهذا ما لا تنص عليه المادة 130 وكذلك لا توجد تهمة أو مادة تشير الى حيازة السلاح. ورأت المحكمة في جلستها أمس ان التهم الموجهة شابها القصور، وانه وإن كان اجرائيا لا يمكن التغاضي عنه لذا قررت المحكمة إعادة صياغة التهمة من جديد)،د. تاج السرعبدالمطلب عضو هيئة الاتهام ابدى قناعته بوجاهة منطق المحكمة بإعادة التهم الموجهة للمتهمين، وذلك نسبة للاخطاء التي صاحبت توجيه الاتهام سابقا, وأضاف السر الذي اتصلت به هاتفيا أمس ان القاضي اضاف تهمة اخرى تتعلق بحيازة الاسلحة لعدد من المتهمين حسب المادة 26.. وفي سياق مقارب بدأ المحامي نبيل اديب الممثل في هيئة الدفاع مقتنعا بمبررات القاضي الجديد في اتصاله مع الأحداث أمس مفيدا أن اعادة صياغة التهمة مقنع لأن التهم التي قراها القاضي غير متسقة مع القانون, وعندما استفسرته عن الاخطاء التي ذكرها القاضي الجديد ومدى اعاقتها للنطق بالحكم اجابني انها غير مؤثرة لسبب بسيط وهي اننا في الدفاع وزملاءنا في الاتهام كنا على علم بالتهمة-غض النظر عن المسجل بالمحضر-كما ان توجيه الاتهام بالقتل العمد يشمل بالضرورة القتل شبه العمد والاذى الجسيم , ولاحقت اديب مرة اخرى عن الدواعي التي جعلت القاضي السابق يضع رموز بدلا عن أسماء المتهمين بالمحضر قال لي يبدو أن القاضي عصمت فوجئ بالنقل وان تلك الرموز كتبها لنفسه على اعتبار انه عندما يقوم باصدار الحكم كان سيضعها في الصورة المقبولة, أديب اختتم مكالمته مع الأحداث انه كان يأمل من زملائه في الاتهام عدم تعطيل المحاكمة لأن المتهمين قضوا اكثر من عام في السجن، وقد يكون من غير ذنب جنوه، مضيفا(وهذا ما اعتقده جازما)، وبالتالي هذا التعطيل يزيد من معاناتهم وهنا يختلف معه د. تاج السر ممثل الاتهام الذي يرى ان اعادة توجيه الاتهام لن تتسبب في ضرر على المتهمين ولا أسرة المجني عليه لأن المطلب الاساسي للطرفين هو العدالة، واكمال استحقاقات الاجراءات من شأنه ان يجعل الوصول اليها اكثر ضمانا.. الشهر قبل الماضي بجامعة الخرطوم ذكر القيادي بالحركة الشعبية ياسر عرمان ان المسؤول بقطاع الشباب والطلاب (الحركة الشعبية) والمتهم في ذات القضية- ين ماثيو- قد زاره في مكتبه إبان إجازة العيد مبديا دهشته من اطلاق سراح شخص موجه اليه تهمة القتل العمد، ودعا عرمان الى اطلاق سراح المتهمين باعتبار أن هذه القضية سياسية. لمياء الحاج شقيقة أحد المتهمين (أحمد الحاج ) الطالب بجامعة الخرطوم علقت على التأجيل قائلة انهم (الحكومة) "محتاجين يعيدو النظر في التعامل مع قضايا الوطن كلها لأنه لاشيئ يدوم", لمياء التي كانت تخاطب الأحداث هاتفيا أمس أبدت ثقتها في براءة اخيها وزملائه، وقارنت بين مقتل طالب النيلين وطالب جامعة الجزيرة الذي ذكرت أن قضيته لا صوت لها، وأضافت متسائلة (دم الناس ليه بقى مقسَّم؟!).