|
|
 المفكر د. محمد سليمان محمد في قراءة مغايرة للواقع (حوار منقول من صحيفة الأيام)
|
http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147510185&bk=1
* قد يظهر قرنق جديد.. وحركة جديدة..!
* الخلافات القبلية في الجنوب هي الأخطر.. واشتعال (الفتيل) وارد
* الناس يحسون هناك بأنهم لم يجنوا شيئاًمن نيفاشا في غياب الخدمات
* البترول فاقم المشاكل وهو سبب الخلافات.. لا أبيي!!
* الاستوائيون.. النوير والدينكا.. أبرز القبائل المرشحة للقتال!!
* مجاراة حكومة الجنوب للرأسمالية الشمالية ستعزلها وستدفع الناس لمواجهتها
* الحركة مهددة بقدرة (الحكومة) على التغلغل والابتزاز والرشوة
* إذا لم يتم التوافق حول الحدود فلا بديل سوى إراقة الدماء.
الحلقة الاولى
حينما صدر كتاب (السودان.. حرب الموارد والهوية) مثَل انعطافه في المسير السياسي المتنكب.. والذي فارق منذ آماد بعيدة وجافى كل ما له علاقة بالفكر، فالكتاب علاوة على ما حواه من رصد دقيق بالمعلومات والأرقام قدم رؤية شديدة العمق للبلاد، بصراعاتها ومناورات أقطابها وبحار الدم التي خاضتها.. بين ظهرانينا حالياً مؤلف ذلك الكتاب د.محمد سليمان المُفكر والقيادي بالحزب الشيوعي، (الأيام) أجرت حواراً طويلاً مع الرجل، وعميقاً.. حول رؤيته الراهنة للواقع السوداني وقراءته لمجريات الصراعات القائمة، ومسارات الاتفاقيات الموقعة في الجنوب والشرق والغرب، وهو يطرح عبر أجزاء هذا الحوار آراءً جديرة بالنقاش..
* هل تعتقد أن اتفاقية السلام الشامل أزالت كل أسباب النزاع بين الشمال والجنوب؟
- لا أحد يستطيع ان يقول هذا هو ما يحدث الآن، حتى الموقعين على الاتفاقية يدركون تماماً ان هذه الاتفاقية لها قصورها، وما علينا إلا ان نرجع النظر الى اتفاقية أديس أبابا في عام 1972م، باعتبار انها قسمت الثروة والسلطة بين الصفوة الجنوبيين والصفوة الشماليين، وعندما ظهر البترول في منطقة بانتيو في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، اصبح من العسير مواصلة العمل في اتفاقية اديس ابابا ولجأ المشير النميري بالتآمر مع قيادات الاستوائية الى تقسيم الجنوب ووضع منطقة البترول خارج نطاق مديريات الجنوب الثلاث. الناس العاديون في الجنوب والشمال لم يستفيدوا من اتفاقية السلام، وفي نفس الوقت اتفاق نيفاشا اوقف نزيف الدم وهذا شيء حميد للغاية، والاتافاقية تؤازرها جهات أجنبية تعتبر مساعدة في التنفيذ وقد تتحقق الى حد كبير. اما المخاوف فتكمن في قدرة الشمال الهائلة على الابتزاز والرشوة، وقلت في محاضرة بلندن وأكدت ان ما يجابه الاتفاقية بجانب الشروط المختلفة هو أن تتمسك الحركة الشعبية بوحدتها السياسية والتنظيمية وان لا تدع الحكومة الحالية تتغلغل في اوساطها وتمارس الضغوط على الافراد والابتزاز والرشوة، باعتبار ان هذه الاشياء تمثل خطورة حقيقية. أما الخطوة الثانية فهي ان لا يكتفي القادة في الجنوب بالشكل المظهري للتغيير باعتبار انه اذا لم يجد الناس العاديون ان الاتفاقية احدثت تغييراً جذرياً في حياتهم مثل تقوية امكانات التعليم المنهارة، وأهلت المؤسسات الصحية وادخلت العمالة المتقدمة والتقليدية ووسعتها، وتوفير الاتصالات السلكية واللا سلكية، وشيدت الطرق ووسعت دائرة الانتاج الزراعي والحيواني، فان مصير الاتفاقية مهما كان نجاحها السياسي ووقفها لنزيف الدم سيكون مظلماً وقد يظهر جون قرنق آخر لينقذ الجنوب من قيادة الحركة الشعبية، لذلك يجب ان يعلم الناس ان الجنوب ليس منطقة متوحدة عرقياً وسياسياً وثقافياً ودينياً لان التنوع واختلافات الهوية ضاربة الجذور بالجنوب، ويبدو ان هناك عنصراً آخر يؤثر على نجاح الاتفاقية بالمستوى المطلوب وهو وجود قيادة الحكومة الحالية للجنوب في منطقة (نيو سايد)، وهي بعيدة عن جوبا، وهذا يمثل في تقديري موقف دينكاوي اكثر منه جنوبي، لان القادة يريدون ان يكونوا بين اهلهم ، بدلاً عن العيش بين القبائل الاستوائية التي أصلا لم تكن تتعايش في و مع القبائل النيلية منذ القدم.
* كيف تدلل على ان الجنوب ليس وحده واحدة وما تأثير ذلك؟
- أذكر عندما كنت استاذاً في جامعة جوبا في عام 1980م، جاء من كمبالا عدد كبير من ابناء الاستوائية الذين كانوا يعملون مع الرئيس عيدي أمين هاربين بعد سقوط نظامه، ووجدوا ان القبائل النيلية ( شلك، نوير، دينكا) تسيطر على السلطة بالجنوب، والمباني التي بناها اليوغسلاف ليسكنها أفراد القبائل النيلية غضبوا وطمعوا، في عودة السلطة لهم في جوبا التي تعتبر عاصمتهم، وعمل هؤلاء على تشجيع نميري لتقسيم الجنوب، وهذا يعني ان التقسيم لم يكن من قبل نميري وحده وانما بمساعدة الاستوائيون الذين كانوا يريدون ان يكون لهم نصيب وافر من السلطة في جوبا التي يعتبرونها ملكاً للاستوائية. وشاهدت مناظر مؤسفة عندما تم تقسيم كل شيء في الحكومة الى ثلاثة حتى الستائر والكراسي والطرابيز.
وهذا يطرح سؤال مهماً للغاية بالنسبة للحكومة الحالية بالجنوب وهو كيف تستطيع كسب ود الشعب بالجنوب عبر التصرف بحكمة بهدف توحيد القبائل الجنوبية تحت أهداف سياسية، وانسانية عريضة. وهناك خطر آخر هو ازدياد التوتر بين قبيلتي النوير والدنيكا، باعتبار ان قبيلة النوير تركيبتها عسكرية وتوسيعه وهم الآن من أكثر القبائل أرضاً.
* بعد ان أوقفت نيفاشا نزيف الدم هل تعتقد ان هناك نزاعاً دفيناً سينفجر تحت أي ظرف بمساعدة اي عامل؟
- من أخطر أسباب النزاع ان الشعب في الجنوب يشعر انه لم يجن اي فائدة من الاتفاقية، والاخطر من الناحية العسكرية ان اعداداً كبيرة من قبيلة النوير مُسلحة. ولا احد يشك في ان التسليح تم من قبل حكومة السودان عندما كانت متحالفة مع فاولينو ماتيب الذي كان يحقق اهداف الحكومة في منطقة البترول وقاد حرباً عنيفة ضد القبائل النيلية الاخرى خاصة الدينكا في منطقة شمال بحر الغزال، واخلى مناطق كبيرة عبر سياسة الارض المحروقة وأزاح منها الدينكا ونهب على الاقل نصف مليون رأس من الدينكا وافقرهم. واصبح من الصعب بمكان لاي حكومة جنوبية ان تفرض سيطرتها العسكرية والسياسية على مناطق النوير، وخاصة مناطق البترول الامر الذي يمثل خطورة كبيرة، ومن الملاحظ ان اولى محاولات إبرام صلح بين الجيش الشعبي والحكومة الاسلامية في الشمال جرت في العامين 1992-1993 بين علي الحاج ولام اكول، لان لام أكول ورياك مشار كانا يسيطران على منطقة الناصر ومنطقة قناة جونقلي ومنطقة السدود التي ستصبح منطقة واسعة للزراعة الآلية بعد تخطيطها من قبل شركة هولندية واصبحت جاهزة للزراعة الآلية. لم يكن للحكومة الاسلامية في ذاك الزمان نية الدخول في مفاوضات من د.جون قرنق لانه يسيطر على الاستوائية وجنوب بحر الغزال المناطق التي تعتبرها مسئولية كبيرة عليها لذلك لم ترغب فيها.
والحكومة كانت ترغب في ثلاثة أشياء بالجنوب هي اكمال قناة جونقلي واستغلال الاراضي التي تصبح صالحة للزراعة الالية والتي تبلغ مساحتها (17) مليون فدان وهذه مشكلة ما زالت قائمة لان السؤال الصعب من الذي تكون له اليد العليا في مناطق البترول ومنطقة قناة جونقلي، هل الحكومة الجنوبية! ام قبيلة النوير والاقسام العسكرية التابعة لها؟ حكومة الجنوب مشاكلها ليست مع الشمال فقط وانما في داخل الجنوب عميقة ويمكن ان تتطور بسهولة الى عراك. في فترات الجيش الشعبي عانى خسائر في حربه مع انانيا تو اكثر من معاناته من الجيش السوداني، وهذا يعني ان الانانيا قتلت اعداد كبيرة اكثر مما فعل الجيش السوداني. لذلك تجدد النزاعات شيء ممكن واشعال الفتيل ليس بالصعوبة بمكان، خاصة اذا كانت حكومة السودان لا تنوي إعطاء الجنوب مناطق البترول. لانه لا أحد عاقل يعرف في السياسية والاقتصاد وسياسة التمكين الاقتصادي الا ويشك في لحظة ان تتنازل الحكومة عن مناطق البترول.
* بعد مضى ثلاث سنوات على توقيع اتفاق السلام الشامل، من وجهة نظرك ما هو الاتجاه الذي يسير فيه السودان؟
- لا احد مهما كانت قدرته يستطيع ان يعيطك فكرة معززة باي ارقام وحقائق ودلائل. وكل ما استطيع قوله نحن نأمل فقط أن يسود الاحترام بنود الاتفاقية وانما الروح الاقتصادية للاتفاقية وأعنى بذلك السلام، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، وتغيير البنية الهيكلية لاسباب الفقر وتردي الخدمات الاجتماعية والصحية. واذا لم يحدث هذا في الجنوب سيبدأ الناس في الشكوى مثل ما يحدث الآن بالشمال. اذا لم تتجه الدولة بالجنوب لسيادة رأس المال في مجالات هي في الاصل مسئولية الدولة مثل الصحة والتعليم والمواصلات، فان الشعب في الجنوب لن تكون لن اي رغبة في مساندة حكومة صفوة تعمل على انماء ثروات افرادها الذاتية، اذا لم يحدث تغيير في الجنوب يمكن ان تحدث حركة جديدة، اذا قلدت حكومة الجنوب الحكومة الاتحادية برفع يدها عن كل مسئوليتها في توفير الخدمات سيكون الجنوبيون غير راغبين في الحكومة التي لن تجد القبول كما حدث لحكومة الشمال.
* انتشار السلاح بغرب وجنوب وشرق السودان له تاريخ قديم ما هي الخطوات التي توصي باتباعها للحد من ظاهرة انتشار السلاح؟
- في دراسة قام بها معهد في (بول) عام 1989م اتضح ان هناك قطعة سلاح صغيرة لكل دارفوري ودارفورية فوق سن السادسة عشرة، وهذا نسبة الحرب الليبية التشادية التي ادت الى انتشار السلاح، وانتشار مقولة (العندو كلاش يعيش بلاش) وانتشار السلاح بدارفور ادى انتشار السلاح بالمناطق المجاورة مناطق جبال النوبة، والجنوب اصبح ملئ بالسلاح ومناطق شمال بحر الغزال ايضا مليئة بالسلاح.. ثم ضاحكاً (نحن كنا نشوف السلاح في الزفة عندما يأتي البوليس باسلحته العتيقة التي كنا نفتكرها اسلحة خطيرة جداً، وان هذا جيش عظيم جداً)!! الآن السلاح اصبح في متناول اليد ورخيص الثمن ويتدفق من الجهات المختلفة مثل الشرق والجنوب والغرب ومن بعض منسوبي القوات النظامية الى المليشيات المختلفة. والسلاح متوفر بكثرة في دارفور وجبال النوبة التي بلغ فيها سعر الكلاشنكوف (40) دولاراً وكان سعره عشرة اضعاف هذا المبلغ. وهذه مشكلة كبيرة والقرارات الادارية ستكون لها فائدة في حل هذه المشكلة لكنها لا يمكن ان تقضي على ثقافة امتلاك السلاح بالسودان. فضلاً عن تدريب الشباب من قبل الحكومة والمليشيات ولاول مرة اسمع ان الاسلحة موجودة بالخرطوم واقصى ما سمعنا به من وجود السلاح بعض الحوادث الفردية التي تهز المجتمع وتثير بلبلة عند وقوعها وسط المواطنين على ندرتها، مثلما كانت حادثة واحدة عن فساد شخص تصبح مثاراً للتعليقات والاحاديث لفترة، وهذه اصبحت تواريخ. لقد كان الناس في العاصمة لا يغلقون الابواب لكن الان عقلية الناس تأمينية عبر الاسلاك الشائكة رغم ان البيوت لا يوجد بها شيء يسرق لكن الرعب الذي انتاب المواطنين من جراء السلاح المتوفر بالخرطوم جعلهم يؤمنون انفسهم، خاصة بعد الاضطراب الذي حدث عقب مقتل جون قرنق، الذي جعل الناس يتوقعون القتال داخل المدن، دعك عن الريف الذي لا يمكن ان تعيش فيه بدون سلاح.
* بعد مضي ثلاث سنوات على التوقيع على اتفاق السلام الشامل، ما زالت قضية أبيي عالقة. ما هي السيناريوهات المحتملة للوحدة والانفصال في ظل استمرار ازمة أبيي؟
- أبيي لم تكن بها مشكلة باعتبار ان المسيرة والدينكا كانوا يتعايشون في سلام واذكر في مدرسة خور طقت انني زاملت فرانسيس دنيق مجوك واخوه زكريا الذي كان يسكن بجواري في العنبر. وعرفت منهم ان اخوانهم اكثر من ثلاثين فيهم المسلمون والمسيحيون والمعتنقون للديانات الافريقية، وأبوهم دينق مجوك كان رجلاً ذا حكمة، ساعد دوماً على تهدئة الامور بين المسيرية والدينكا وتعايشوا بسلام مع بعضهم البعض. وتقسيم عام 1956م قسم أبيي الى منطقتين والمنطقة التي تبعت للجنوب، لم تكن لها اهمية جغرافية، لكن لسوء حظ الشمال وحسن حظ الجنوب ان المنطقة التي تبعت للجنوب ظهر فيها البترول. وهذا هو سبب المشكلة اذا لم يظهر البترول لما كان هناك خلاف حول منطقة أبيي، وكان ممكن تكون تابعة لأي إدارة لانه في وقت من الاوقات كانت هناك منطقة تابعة للادارة السودانية بين السودان وكينيا، وحكومة السودان ارهقت من ارسال قاضي وبوليس لتفقد المنطقة، وعملياً لم تكن للحكومة قدرة على ادارتها والان اصبحت كينية وعززت العلاقات السودانية الكينية ولم يهتم بها احد. لكن مشكلتنا الثروة التي ظهرت بمنطقة أبيي. وهناك فيلسوف في غرب افريقيا ألف كتاباً اسماه (ثراء الفقر) قال ان البلدن الافريقية التي لا تملك ثروات بخت من التدخل الدولي وحرب المليشيات. باعتبار ان ظهور الثروة (بترول، يورانيوم، ماس) يزيد من مشاكل الدول. الكنغو من الدول الافريقية التي تمتلك ثروات لا حد لها. والآن تعاني عناء لا حد له، الناس المحليون والعالميون يتنافسون على هذه الثروات، لولا اكتشاف البترول لما قدمت الجبهة الاسلامية القومية على الاستيلاء على السلطة، للاستفادة من العائد الضخم من البترول، وهذا الامر شجعهم بشدة للمغامرة بالانقلاب على السلطة. والآن البترول اصبح نقمة وليست نعمة، و(الواحد يتمنى انو لو ما كان هناك برميل بترول واحد في السودان) لانه لم يأت بغير المشاكل وسع الاطماع وسلح الاصقاع، وشجع القتال وسفك الدماء على مستوى لم يشهده السودان من قبل.
* بدأت لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب علمها قبل مدة ليست بالقصيرة هل تتوقع ان أحد طرفي نيفاشا سيرفض تقرير لجنة ترسيم الحدود كما رفض المؤتمر الوطني تقرير خبراء أبيي؟
- هذه معركة مصالح، والمصلحة الكبرى لحكومة الجنوب انها تريد اكبر قدر من الجنوبيين خاصة دينكا أبيي ليكونوا ضمن حدودها، والعكس. اي منطقة فيها ثروة ظاهرة او باطنة متوقعة سيكون حولها صراع، وفي آخر الامر اذا لم يتوصلوا لتوافق حول الحدود لا بديل لاراقة الدماء مرة اخرى، واتمنى ان لا يحدث هذا، وان تتعامل الاطراف بالحكمة المطلوبة، فلا قدرة ولا حاجة لاشعال الحرب من اجل الموارد، واتمنى ان تسود الحكمة في ترسيم الحدود، وفي حالة عدم التوصل لتوافق يجب الاتفاق على لجنة دولية للتحقيق يرضى الاطراف بنتائجها.
* في ظل التعقيد الذي لازم عمل لجنة ترسيم الحدود هل تتوقع إنشاء مناطق محايدة بين الشمال والجنوب او مناطق تتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة؟
- اتوقع ان تكون أبيي محايدة، الى جانب كل منطقة شمال بحر الغزال، باعتبار انها ستصبح مجالاً لمعركة كبيرة جداً، لان الخلاف في المقام الاول حول الثروة، والموارد حكومة السودان تنوي اكمال مشروع قناة جونقلي التي حفر منها اكثر من (280) كيلومتراً ولم يتبق منها سوى القليل حوالي (90) كيلو متراً حتى تكتمل. ولها رغبة كبيرة في الاراضي الزراعية التي يمكن استصلاحها، فضلا عن الثروة البترولية التي تستخدمها في تدعيم مركزها، ويمكن قدراتها الاقتصادية والامنية، لا اتصور ان ما أسميه (مؤسسة الجلابة) التي تحكم السودان (سواء كانت اخوان مسلمين او غيرهم ممن يشاركون في الحكم) وعندما تدخل في عملية استغلال الموارد بالطريقة العنيفة السائدة الآن تصبح جلابياً، واعنى بذلك الرأسمالية السودانية النهبية.
* يقولون إن الحكومة الاسلامية دمرت الاقتصاد التقليدي في البلاد وعطلت التنمية ما هو موقفك من هذا القول؟
- في حقيقة الامر انا بالنسبة لي حكومة اخوان مسلمين او حكومة اسلامية اصبحت اشياء جانبية باعتبار ان الشيء الاساسي ان هذه الحكومة رأسمالية نهبية باعتبار ان برامجها الاقتصادية قائمة على الآماد القصيرة فقط. لا توجد دولة تنموية تعيش على برامج الآماد القصيرة المدى، ولا توجد مشاريع طويلة المدى تحتاج لتغيير وسائل الانتاج الموجودة في البلد الذي تريد ادخاله في وسائل الانتاج الحديثة. والحكومة الآن تستخدم السياسية البنوكية الاسلامية، تشجع الربحية السريعة باي طريقة مثل سحب المواد من السوق وعرضها بسعر أعلى في اليوم التالي. والحكومة والرأسمالية في السودان غير مستعدة لتمويل اي مشروع يحتاج لفترات طويلة، فضلاً عن استشراء الفساد باعتبار ان توقيع من وزير او اي زول خطير قد ينقلك من السجانة الى المنشية في ظرف وجيز. وفتحت الحكومة الباب لسياسة ليس لها علاقة بالتطور والتنمية بعيدة المدى، وهي لا ترى ابعد من قدمها. لذلك لا اتوقع انها ستفرط في اي شبر به موارد ليكون ضمن حدود الجنوب.
* يقول خبراء الاقتصاد ان المشكلة في السودان ناتجة عن غياب الرأسمالية الوطنية عن الساحة الاقتصادية؟
- الرأسمالية التقليدية التي بدأت بعصر الزيوت والمشروبات وجدت نفسها محاصرة برأسمالية من نوع جديد تسعى لجمع اكبر قدر من رأس المال في اسرع فرصته ممكنة وهذا غير مقبول. لانها لا تحترم المواطن وتبيع له السلع مهما كانت فاسدة، الان الشركات البريطانية والامريكية تفتخر بأنها تعمل بقوة لفترة طويلة واذا فسدت اي من منتجاتها تبيدها وتعوض عملاءها، لكن هذا لا يحدث في بلادنا على الاطلاق.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Adil Ali
Elbagir Osman
Bashasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست