|
|
 ثم عبس و بسر .. و بحث عن ركْوته و هو يُمْني النفس بإبريق نحاس )...
|
إلى كل أصحاب السجاجيد
المشايخ
و القباب
و الطرق و السبل و النِحَل
المتوسلين و المتبتلين و القائمين الليالي
الدراويش
الناثرين التبريكات
الكهنة و أصحاب النيافة و كل مراتب الكنيسة
تتساءل الأمة ... كل الأمة : لم تسابيحكم و دعواتكم تصعد فوق رؤوسكم فقط و تُكْسبكم هذه الهيبة و التبجيل ..و تتساقط حزنا و تعاسة على الأمة ...؟
دعواتكم .. أهي حكر عليكم ؟
أم هو مبدأ ( الخير يخص و الشر يعم ؟ ) ...
تنامون ملء جفونكم عن شوارد الرعية التي تسهر و تختصم جراء أمواج متلاطمة ...
متى عرفتْ هذه الأمة أن تنام بعيون مغمضة ؟
كالذئاب نومها .. بعين واحدة ..
و البعض سُرِق منه النوم .. و إن غفا غفوة كنومة الدواجن ... فهي بلا مضجع ..
قال حكيم الغابة :
( خير للغربان و أسراب البوم أن تنعق و تتباهى بألوان ريشها .. و تبقى كما هي عليه ... خير لها مِن محاولة تعلُّم مقامات العندليب و الكروان ، أو تلوين ريشها كالطواويس ... فمحاولة اللحاق بركْبٍ غير الركب هو كمحاولة المشي على صفحة الماء ...)
فلم لا نكون نحن .. نحن فقط ؟
يهدر معظمنا الوقت المعدوم في محاولة لتوْسعة خُرْم الإبرة ...
بينما ( خُرْم إبرتنا ) تزداد ضيقاً يوماً بعد يوم ...
و البعض معجب بحكاوي مثل  دخلتْ نملة ثم أخذتْ حبة و خرجتْ ) ..
نملة تلو النملة ... و الكل مقتنع قناعة المُنَوَّم و المخدر بهذا الترتيب الرتيب ..
و الداخلون منا يدخلون و يخرجون دون حَب .. و البعض لا يخرج أبداً ..
و البعض يعمل بمبدأ ( كان غلبك سدها .. وسع قدها ) ..
حتى اتسعت رقعة القَد ... فإنسربتْ منه مصائب لا قِبل لنا بها ...
فلا ( قداً ) وسَّعْنا ... و لا قدرنا على سد رقعة فتحة الابتلاءات ..
( و دار أبوك كان خربتْ ... شيل لك منها شيلة .. )
و وقفنا متربصين الدوائر نتعجل خراب ديار الآباء ... رغم أنه لن يتبق شيء إن تم الخراب ..
و انحشرت الأمة في أعناق القناني ..
لا عودة للخانة الأولى في القاع .. و هو أضعف الإيمان
( هذه فلسفة مَن رضي من الغنيمة بالإياب )
و لا سبيل إلى الخروج من عنق الزجاجة .. حتى نصف أحياء و مسحولين ..
و لا فكاك ...
حواضركم و أمصاركم تموج بإرهاصات يوم الحشر و العياذ بالله من يوم تشخص فيه الأبصار ..
قالوا : ( إن الله قد حباكم بنهر من أنهار الجنة ...) فلا أنتم جعلتموه نعيمكم في الدنيا ... و لا هي أعمالكم تقرب بينكم و بين نعيم دار القرار .. )
رُفعتْ السدود و جفت الضروع و الخيران و الأنهار...
في كل فصول الصيف ضيعْنا كل اللبن ...
و تباكيْنا على الحليب المسكوب بفعل أيدينا .. و من يبكي على هكذا حليب .. فلن يستطيع حتى حلْب أنثى الفار ..
من منكم يصنع القرار ؟
كلنا صُناع قرار ..
كلنا ساسة ...
كلنا يبحث عن راعِ يسلمه مقاليد أمره ... ثم نبحث عن ذئب ينقض بليلٍ على الراعي قبل أن يبدأ بالقطيع ..
كلنا راعٍ ..
كلنا ثيران في مستودع جِرار ..
كلنا عصا ( الفرَّار ) ...
سُدة الحكم لدينا ... صخرة سيزيف ... ليس لها قرار
الحكام من جنس أعمال شعوبهم
فانظروا إلى أضابيرنا و تاريخنا منذ أن وطئتْ أرض الأولين تراب هذه الأرض و حتى يومنا هذا ..
أنظروا إلى المداخل و المخارج ..
إلى من والاهم .. و من هادنهم ... و من أنقلب عليهم .. ثم عاد فهادن و والى .. و الرعية بين هذا و ذاك موعودة بجنة زائفة ...
( تحدثتُ إليَّ الرجل ..فتنحنح... ثم بصق ثم عبس و بسر .. و بحث عن ركْوته و هو يُمْني النفس بإبريق نحاس )
ثم تابع و هو يلعن نفسه الأمارة بعَرَض الدنيا الزائل ...
نحن شعب نجيد التطلع ليوم غد .. و نحن أحوج ما نكون إلى تسيير يومنا الحاضر ...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ثم عبس و بسر .. و بحث عن ركْوته و هو يُمْني النفس بإبريق نحاس )... (Re: ابو جهينة)
|
Quote: قالوا : ( إن الله قد حباكم بنهر من أنهار الجنة ...) فلا أنتم جعلتموه نعيمكم في الدنيا ... و لا هي أعمالكم تقرب بينكم و بين نعيم دار القرار .. )
رُفعتْ السدود و جفت الضروع و الخيران و الأنهار...
في كل فصول الصيف ضيعْنا كل اللبن ...
و تباكيْنا على الحليب المسكوب بفعل أيدينا .. و من يبكي على هكذا حليب .. فلن يستطيع حتى حلْب أنثى الفار .. |
| Quote: ثم عبس و بسر .. و بحث عن ركْوته و هو يُمْني النفس بإبريق نحاس )... |
لله درك يا ابو جهينة .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابو جهينة
تيسير عووضة
هاشم أحمد خلف الله
أبوذر بابكر
د.محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست