تاريخ التعذيب والاعدام والسجون ــ د. فتح العليم عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2008, 12:32 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ التعذيب والاعدام والسجون ــ د. فتح العليم عبد الله

    Quote: [size=5][color=#FF0000]تاريخ التعذيب والاعدام والسجون

    د. فتح العليم عبد الله
    صحيفه الصحافه
    يقول معظم علماء الإنتربولوجيا، إنه وفي بداية ظهور الإنسان على الأرض وجدناه يرتكز في شؤون حياته على ثلاثة محاور وهي:
    1) إعجابه بالبطولة والإقدام وتقديسه للشجاعة.
    2) عبادة الأسلاف وتبجيلهم والمحافظة على ما تركوه من قيم.
    3) الخوف الشديد من المجهول والإيمان القوي بالخرافة والغيب
    كان طبيعياً أن تقوم مؤسسات ترعى هذه المحاور وطبيعي جداً أن تجد من ينتهك هذه المقدسات ولا يبالي بحرمتها، وذلك في نظر الإنسان البدائي جريمة شنيعة.
    مع تنوع دوافع ونتائج وأهداف الجرائم تنوّعت كذلك العقوبات فسارق البصل ليس بقاتل نفس والزاني ليس بشاهد زور، ومع ذلك كانت المجتمعات في أوربا والعالم العربي والسودان تعاقب المجرمين بعقوبات لا تتناسب مع حجم الجريمة، حيث إن الجزاء أو المحاسبة كانت على الدوام أكبر من الجنحة أو المخالفة، كما أن القصد من العقوبات لم يكن إصلاحاً أو تقويماً بل ترويعاً وهلكة وقد برع في ذلك الأقدمون أيما براعة لدرجة أن الأغاريق في سنين ما قبل الميلاد كانوا يلقون بالمجرم في البحر ويقولون إن غطس فهو برئ وإن طفا فهو مذنب ونسأل الله السلامة.
    وكي لا تسوّد الصورة في ذهن القارئ عن سودان زمان، لذا سوف أبدأ بما كان يحدث في أوربا التي تزعم أنها مهبط الحريات ومنبع الثقافة والأمين العام على حقوق الإنسان.
    بدأت العصور الوسطى أو المظلمة عقب سقوط الامبراطورية الرومانية على أيدي البرابرة في شمال أوربا ثم بدأ عصر النهضة في أوربا في القرن الرابع عشر، حيث بدأت الحضارة والرفاهية تطلان برأسيهما ولم تلغ تلك العقوبات المخيفة والزاجرة إلا عقب قيام الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، حين صار القانون يفرز بين الجرائم وخطورتها وبالتالي العقوبات في تلك العصور المسمى (وسطى) كان رجال الكنيسة يعتبرون المجرم بصرف النظر عن ذنبه قد ارتكب مخالفة ضد إرادة الله عمداً، لذلك كانت العقوبات وبيلة وأن من ينفذونها كانوا واثقين من أنهم يؤدون خدمة جليلة لكافة بني الإنسان.
    أشهر السجون في تلك الفترة كان في ألمانيا في مدينة (نورمبرغ)، وقد عُرف بالسجن الأحمر حيث كان السجّانون يبدأون بخلع أظافر المجرم من منابتها ويفقأون عينه أو يضغطون على رجله أو يده بقضبان حديدية سميكة حتى تنهرس عظامه. كما كان بذات السجن تابوت من الحديد بطول الشخص، وفيه مسامير طويلة ناتئة مغروزة في الجزء الذي يغفل فما أن يدخل المتهم حتى ينزل عليه القفل فتنغرز المسامير في كل بوصة من جسده وبعد دقائق يسيل الدم حاراً قانياً من الفتحات الضيقة في أسفل الصندوق.
    أما في مدينة لاهاي (الواحدة دي) فقد كان هنالك سجن اسمه (جيفا نجن بورث)، ومعظم الداخلين إليه يصابون بالجنون والصرع قبل أن يستقبلهم الزبانية لما لهذا السجن من صيتٍ بشع. هنا كانوا يثبتون الرأس بطوق من الحديد ثم يبدأون في حز الرقبة في بطء درامٍ مؤسف جد، أو يؤتى بالمجرم ويتم كتفه ثم يلقى على شواية حديدية ذات فتحات واسعة يخرج منها اللهب وينزل منها اللحم مزعاً مزعاً.
    في فرنسا أفظع سجن كان في قمة سان ميشيل إذ كانوا يحشرون المتهم في كهف صخري ثم يلقون بالأفاعي السامة إلى الداخل عن طريق كوة صغيرة، أما في سوداننا الحبيب فقد كانت مشيخة العبدلاب أول حكومة عربية إسلامية، وكانت تعمل إلى حدٍّ ما بمبدأ الشريعة إلا أن المؤرخ (كرمب) يحكي عن حضوره لإحدى جلسات محكمة المانجل، حيث صدر الحكم في القضية المعروضة أمامه بقوله (أضرب) فانهال كل الحاضرين بالمجلس على المتهم ثم صاح المانجل (كفاهُ).
    في مملكة سنار كان يتم حبس المساجين في حوش، أما الإعدام فقد كان يتم ضرباً بالفؤوس على رأس وكتفي المحكوم، كما ذكر المؤرخ والمبشر (بونسيه)، ثم تدرج الأمر فصار الإعدام ضرباً بالنبابيت. أما عن التحري وانتزاع الاعترافات فلم يذكروا شيئاً، إما لأن المتفلتين كانوا يعترفون لإعتبارات اجتماعية أملتها عليهم النخوة وقتئذٍ أو كان يستخدم القضاة اسلوب (اعترف بالتي هي أحسن).
    دخل الأتراك العثمانيون السودان بطريقة رسمية عام 1821م كغزاة نسبة لأنهم كانوا موجودين بشمال السودان قبل ذلك بكثير، وهناك شواهد قاطعة على ذلك.
    استحدث الأتراك نظام الاعدام رمياً بالرصاص ثم نصبوا المشانق لأول مرة في تاريخ السودان، علاوة على السجن مع الأعمال الشاقة والتي يعود ريعها لخدمة الباب العالي والحكومة المركزية الغازية. كان الضرب والتعذيب معظمه يتم من أجل أخذ ضريبة وقلما يفعلون ذلك في التحري مع متهم لأنهم لم يكونوا حريصين على أي نوع من العدالة.
    عندما اجتاحت جيوش المهدي الخرطوم بعد معارك ساخنة جداً دخل محمد ودنوباوي شيخ بني جرار إلى سراي الحاكم العام وبعج بطن الكولنيل غردون بالحربة (أم كبس) ثم جز رأسه وأرسله إلى قائده ود النجومي والذي بعثه بدوره للخليفة شريف فأتى به إلى المهدي حيث أمر بإرسال الرأس إلى سلاطين باشا بالسجن للتأكد من أن هذا رأس غردون ثم علّق الرأس ثلاثة أيام للمشاهدين.
    حقيقة لم يكن المهدي يرغب في قتل غردون إلا أن هيجان العسكر والإنفلات الأمني أديا إلى ذلك.
    أشهر سجون المهدية كان سجن الساير والذي أخذ الإسم من أشرس حراس السجن إدريس ود السائر الذي ينتمي إلى قبيلة الجِمع. اشتهر هذا الرجل بشدة البأس والعنف حتى سميت كل السجون في السودان باسمه.
    لقد وقع الكثير من الأجانب في قبضة الخليفة فأدخلهم السجن وأشهرهم الأب أوهر والدر الذي هرب عام 1885م، ووصف سجون المهدية بأنها قطاطي وسراديب من الحجر مكتظة بالمساجين في ظروف صحية بالغة السوء. أما الثاني فهو شارلس نيوبولد والذي سماه الخليفة (عبد الله المسلماني) وثالثهم سلاطين باشا الذي ذاق الأمرين في سجون المهدية، وأخيراً هرب إلى مصر بصورة درامية لم يسبق لسجين أن قام بها ثم جسبي كري الذي وصل السودان في 12/1/1881م وبقي في السجن حتى سقوط المهدية، وأخيراً كتب مذكراته بعنوان (15 سنة سجين النبي الزائف)، ثم إبراهيم فوزي وكذلك ابنه اليافع والقائمة طويلة إلا أن -كده كفاية-.
    لقد كان الخليفة قاسياً مع عرب البطاحين الذين رفضوا تنفيذ تعليماته بالذهاب إلى دنقلا فربطهم بالأغلال ثم سيقوا إلى ميدان البوستة الحالية بام درمان فضرب عنق الثلث ثم شنق ثلثاً آخر وقطعت اليد اليمنى والرجل اليسرى للباقين، وقد رقدت أجسام المقتولين تهتز دون أن يصدر عنها صوت.
    كان المساجين بالساير مكبلين بالحديد وكانوا ينتهزون فرصة نزولهم للنهر للإستحمام وقضاء الحاجة فيسيرون في محازاة النيل ثم يخرجون إلى مكان مكتظ بالناس إذ لم تكن القيود الحديدية ملفتة لأن معظم الأرقاء في المدينة كانوا مقيدين، وهنالك يدخلون إلى أقرب دكان حداد حيث يقوم بكسر القيد ويطلق سراحهم ويحتفظ بالحديد لأنه غالي، إذ يستخدمه في أغراض أخرى.
    كان هنالك نوعان من القيود الحديدية فأحدهما يزن (18) رطلاً واسمه (ابوفاطنة)، مثل الذي كان في أرجل سلاطين والثاني الأخف كان اسمه (المكية).
    ذكر كل المؤرخين من أن سجن النساء كان مجاوراً لسجن الرجال ومحاط بزريبة شوك كثيفة ويمكن للمتمعن أن يرى النسوة منبطحات على الأرض تحت الشمس، أما المخنثون والمتشبهون بالنساء من الرجال فقد أرسل الخليفة فوجاً منهم إلى الجنوب منفيين، فمات معظمهم في الطريق وهلك الباقون في واو ومنقلا.
    كنت أود أن أغطي فترة الحكم الثنائي إلا أن المساحة لا تسع وأختم المقال بأن أبشع حاكم مسلم كان الحجاج بن يوسف الذي كان يحبس الرجال والنساء تحت الأرض في كهف مستطيل ويسقيهم دم الرعاف والشعير المخلوط بالتراب.
    الأحزان كثيرة يا صديقي القارئ وأرجو أن تعذرني في ما ذكرته لك من حقائق محبطة جداً ومرارات ذاقها الإسلام -رحم الله المظاليم ولعن الله الظالمين-.
    قول مأثور:
    قال ذو الرياستين: قبول النميمة شر من النميمة لأن النميمة دلالة والقبول إجازة وليس من دلَّ على شيء كمن قبله وأجازه.. واضح؟[/size]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de